المفارقات الشهدها السودان في انهيار القيم اشد قسوة من انهيار الاقتصاد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 12:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-31-2013, 06:30 PM

ASHRAF MUSTAFA
<aASHRAF MUSTAFA
تاريخ التسجيل: 08-04-2008
مجموع المشاركات: 11543

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المفارقات الشهدها السودان في انهيار القيم اشد قسوة من انهيار الاقتصاد

    Quote: المفارقات التي شهدها السودان في انهيار القيم اشد قسوة من انهيار الاقتصاد (7)

    05-31-2013 07:23 PM




    من كان يصدق إن السودان سيشهد جدلاً بين رجال الفقه والمسئولين عن الصحة حول الواقي الذكرى !!

    اغتصاب الأطفال تهدد المدارس والنشالين احتلوا المساجد حتى تشتت ذهن المصلى بين العبادة ومراقبة حاجياته من اللصوص !!

    والسودان أصبح وطن السرطان والفشل الكلوي والايدز والتهاب الكبد الوبائي

    الحلقة السابعة قبل الأخيرة

    قدمت في الحلقة السابقة نماذج من المفارقات التي شهدها السودان بسبب الانهيار الأخلاقي والاجتماعي حيث تناولت فيها المادة9(179)وهى المادة التي مهدت الطريق للتجار لاستغلال المواطن ربوياً ليحققوا الملايين من هذه المادة وهم يستغلون عجز المواطن الذي لجأ إليهم لحاجة عن سداد دينه ( بعد أن أصبح محميا من الدولة بهذه المادة ) فيستنزف المواطن ويرغمه (بالسجن لحين السداد) ليدفع له في نهاية الأمر أضعاف أصل الدين وقد يبلغ الأمر أن تدفع الأسر الثمن غاليا بسبب هذا الاستغلال بان تفقد ما تملكه بيتا أو عربة أو محلا تجاريا تتعيش منه تغطية للفائدة الربوية التي يحققها المرابون بسبب هذه المادة وتساءلت عن المبرر الذي تقحم به الدولة نفسها لتنصب نفسها حاميا للتاجر وخصما على المواطن الغلبان مع إن كل حالات الدين الأخرى لا تتوفر فيها نفس الحماية وتأخذ طريقها للقضاء المدني فلماذا تحمى التاجر الذي ارتضى بإرادته الحرة أن (يدين) مواطنا مبلغا من المال نقدا أو عينيا مقابل شيك يفترض أن يتحمل مسئولي قبوله حتى يسترد دينه بالقضاء المدني وليس الجنائي فأين الحق العام هنا لتتدخل الدولة هنا بين الدائن والمدين ولعل من اغرب المفارقات في هذه المادة إن الشركات والتجار عن تعاملهم مع بعض بالشيك فان المادة 162من قانون الشركات لسنة 1925 وهى مادة عمرها أكثر من قرن فان هذه المادة استغلت من الشركات للهروب من حق الدائنين ولو كان استحقاقهم محمى بشيك فان الشركات تلجا للتصفية من خلف الجدران ولا تعدم الوسيلة لتصفية الشركة وبهذا تجهض قيمة الشيك بل وتجهض حق الدائنين مع إن التصفية في أكثر الأحيان ليست إلا حيلة من أصحاب الشركات للتهرب من التزاماتهم حتى لو كانت بشيك مما يعنى إن الشركات متاح لها الفرصة في أن تتجنب المادة 179 وعدم سداد الشيك بل والديون الأخرى باللجوء المتعمد لإعلان التصفية وبهذا تفلت الشركات من مسئولية المادة بينما يبقى المواطن (سجينا لحين السداد.) لان المادة 162 في خدمة الأثرياء أصحاب الشركات وتوفر لهم الحماية من المادة 179 بينما لا توفر هذه المادة الحماية للمواطن مع إن الشيك واحد في الحالتين وهكذا تبقى القوانين سواء البنوك الإسلامية أو 179 و162خصما على المواطن المسكين ولصالح ثراء الطبقة المميزة.

    كما تناولت أوضاع المواطنين الذين أرغمتهم الظروف العديدة للهجرة غير الشرعية خارج السودان والتي بلغت بالكثيرين من الشباب أن تهون حياتهم وأرواحهم حتى فضلوا الموت إذا لم ينجحوا في الهروب من السودان لهذا لا يمانعون في الهجرة غير الشرعية لأوربا عبر عصابات تهريب البشر عبر البحر المتوسط في قوارب صغيرة غير مهيأة لعبور البحر الأبيض المتوسط خاصة في فصل الشتاء بالرغم من إن الكثير منها يستقر في قاع البحر ومن ينجو منهم ويصل فانه عند وصوله أي دولة أوربية يقذف بجوازه في البحر ليبقى بلا هوية تربطه ببلده حتى لا يعرف لم يسلم والى أين يرحل إذا واقع بيد السلطة وفشل في أن يقبل لاجئا والغريب إن هذا الأمر لم يعد وقفا على الشباب بل أصبح حلما لمن هم اكبر سنا ويا لها من مأساة حقيقية إذا داهم الموت أي مواطن تسلل لدول الخليج وحتى موته لم تكن له إقامة شرعية وليس له كفيل فان جثمانه يصبح مشكلة كبيرة سواء رغب أهله في ترحيل جثمانه أو دفنه لان لابد من أن توفق أوضاعه القانونية ويثبت خلو طرفه من أي مسئولية قانونية ويبقى الجثمان حتى توفق أوضاعه الشرعية ولقد عبر عن هذه الحالة الغريبة كاتب سوداني قدم مسرحية عن جثمان احد ضحايا التسلل غير الشرعي وسلط الضوء على المعاناة التي تصحب هذه الحالة. في قالب فكاهي في قمة المأساة (ميلودراما) بكل ما تحمل الكلمة



    حقيقة مظاهر الانهيار الاجتماعي والأخلاقي تؤكد خطورة ما ترتب على الانهيار الاقتصادي وعدم الاستقرار بسبب تفشى ظاهرة العنف والحرب في أكثر من منطقة من مناطق السودان ولا تزال مظاهر التردي الأخلاقي والاجتماعي يصعب حصرها وتقتل القلب حسرة على أن يبلغ السودان هذه المرحلة من التردي واجد نفسي مجبراً أن أواصل سرد هذه المظاهر رغم مراراتها لان الهروب من مواجهتها كحقائق يفاقم منها ولا يقلل من مخاطرها عسى ولعل أن تستصحبها يقظة ضمير من كافة الأطراف المعنية بها.

    خاصة وان هناك من المظاهر ما يفجر بركانا من الحسرة في النفوس فمن كان يصدق أن نعيش زمنا تنتشر فيه عصابات الاتجار بالبشر في السودان أحياء وأعضاء ومن يصدق انه بجانب ما تتناقله الصحف يوميا عن المواليد من الأطفال الأبرياء الذين تلقى بهم أمهاتهم للكلاب ووسط الأوساخ والآبار ومن يسعده حظه من الأطفال الضحايا الأبرياء فيجد مأوى له في مركز المايقوما الذي تضيق إمكاناته باستيعاب الكم الهائل من المواليد غير الشرعيين ولكن كل هذا يهون عندما نطالع اعترافا تنشره الصحف يؤكد فيه دكتور انه أجهض وحده عشرة آلف من اللائي حملن سفاحا من البنات وتتضاعف الحسرة عندما يشير إلى إن أكثريتهن من الطالبات وإذا كان هذا اعتراف دكتور واحد شاءت الصدف أن يقع تحت قبضة السلطة ويفاخر بأنه ستر بتصرفه هذا آلاف الأسر وقد فعل هذا حقيقة فكيف إذن الحال مع من يفعلون ذات الشيء ولم يتم الكشف عنهم وكيف الحال مع آلاف الحالات التي تمارسها نسوة كم من واحدة منهن وقعت تحت قبضة الشرطة لان فتاة فقدت حياتها لحظة الإجهاض.

    ثم كم يا ترى إذن أعداد من يمارسن هذه الفاحشة لأي سبب كان خاصة الحاجة المادية تحت ضغط الظروف ولكنهن لم يحملن جنينا يحوجهن للإجهاض خاصة بعد رواج تجارة الواقي الذكرى الذي يباع علانية في الصيدليات وحبوب من الحمل بعد أن أصبحت حبوب منع الحمل سوقا اكبر لغير المتزوجات .

    خمسة من اخطر آفات الزمان وجدت المناخ المناسب للانتشار في السودان بسبب الأوضاع المتردية في السودان والتي أصبحت مهددة للمواطن لتضاعف من معاناته المعيشية واغلبها لم نكن نسمع به إلا في مجالات الإعلام الخارجي ولكنها اليوم صنفت السودان بين الدول الأكثر انتشارا .

    أولها المخدرات والتي انتشرت بشكل واسع وسط الجامعات وطلاب المدارس ويا لها من مفارقة حتى وسط الطالبات في وقت لم يخطر برأي ى سوداني إن المرأة أصبحت من مدمني هذه المخدرات ووسط الطالبات ومما لاشك فيه إن المعاناة والظروف الضاغطة ومواجهة المشكلات في التعليم والعلاج وعدم توفر فرص العمل ولقمة العيش وغيرها من العوامل السالبة أصبحت قوة دافعة لان يهرب الشباب من الجنسين من هذه الظروف ليقع تحت قبضة المخدرات بحثا عن مأمن نفسي له يقوم على الوهم حتى يصبح عبدا وأسيراً لتجار المخدرات والتي دفعت ببعض الفتيات لسلوكيات غير شرعية للحصول عليها لمصلحة التجار الذين أصبحوا ينتشرون بكل أسف وسط المدارس والجامعات وفى الماضي البعيد كان السودانيون يندهشون متى طالعوا خبرا عن المخدرات أما اليوم فهو خبر عادى غير لافت للنظر بعد أن انتشر بشكل واسع.

    ثانيا انتشار مرض السرطان ولا أغالى إذا قلت انه كان من النادر أن نسمع بمثل هذا المرض إما اليوم فهو من الأخبار المتداولة العادية التي لا تثير الانتباه والسبب في ذلك إن الباحثين عن الثراء وأكثريتهم من أصحاب الجاه والسلطان لا يمانعون في الاتجار بالمواد المسرطنة والتي غزت الأسواق بلا رقيب أو ضابط وبسبب انتشار الفساد فالسوق مفتوح تحت التجارة الحرة لغزو الأسواق بكل البوابات المفتوحة للاستيراد من السلع المنتهية الصلاحية ومن المحتوية على مواد قاتلة بلا رحمة حتى أصبحنا نسمع عن منظمات وجمعيات لمكافحة السرطان لكثرة انتشاره .

    و ثالثا كما هو الحال مع انتشار السرطان فلقد أصبح انتشار الايدز هاجسا أصاب المجتمع بالرعب لكثرة ما يدور حوله من أقاويل خاصة بعد أن انتشر الأجانب والأجنبيات من مناطق مشهورة بهذا المرض دون ضوابط وبعدان انتشرت الممارسات الجنسية غير المشروعة حتى إننا في السودان وفى اغرب ظاهرة رحنا نتابع الجدل بين الفقهاء والمسئولين عن صحة الإنسان للسماح باستيراد الواقي الذكرى ليتوفر في الأسواق لحماية الممارسات غير الشرعية من الايدز مما يعنى الاعتراف به جبرا لأنه واقع وهو جدل يكشف عن مدى ما لحق بالمجتمع من تردى ناهيك عن الاتجار بالدم الفاسد الذي أصبح مصدرا لهلع المواطن ولقد حكي لي احدهم انه يعمل بإحدى المستشفيات عندما تداعت لمسامعهم صراخ إحدى العاملات في قسم التحاليل بالمستشفى الذي شهد الكثير من الحالات عندما أخطأت وطعنت نفسها بحقنة كانت قد أخرجتها من جسم مريض متهم به فأصابها الهلع أن يكون انتقل لها دم فاسد يحمل هذا المرض أو التهاب الكبد الوبائي الذي وفد مع القادمين الأجانب دون ضوابط أو إجراءات صحية وظلت العاملة تصرخ إلى أن أجرى لها تحليل شامل حيث صمتت عندما اطمأنت إلى إنها لم تلتقط مرضا خطيرا بسبب هذا الخطأ غير المفصود.

    رابعا وهذا مما يمكن أن نسميه المرض لان منبعه المياه غير الصحية التي توفرها الدولة من مياه شرب فاسدة بعد أن افتقدت الدولة المواد الواقية المضمونة وبعد أن اختلطت الآبار بمياه الصرف الصحي بعد أن أصبح حفر الآبار آلياً ولعمق تهدد المياه الصحية وبالها من مفارقة أصبح المواطن بحاجة لمبلغ ضخم من المال بعد أن أصبحت المياه الصحية تتوفر بلا حدود في الأسواق والطرقات حتى أصبح المواطن يحتاج أكثر من جنيه ليشرب كوبا واحدا صحيا هذا إذا صح إن هناك إشراف صحي على مصنعي المياه بعدان تداول الإعلام أكثر من مرة إغلاق الكثير من المعامل والمصانع التي تتاجر بتصنيع المياه والغريب في هذا الأمر معاناة المواطن في الحصول على المياه غير الصحية حيث أصبح المواطن بحاجة لفلتر ولموتور ويكون محظوظا إذا نجح الموتور في إن يأتي له ولو بقدر ضئيل من المياه التي لا تصلح للشرب ناهيك عن الملايين الذين لا تتوفر لهم هذه المياه ويعيشون على شربها من البرك الفاسدة لهذا أصبح الفشل الكلوي أكثر أمراض العصر انتشاراً في السودان.

    لكل هذا سادت السوق الحرة ولا أقول المحررة كما يدعى من حرروا الاقتصاد سادته ثقافة البحث عن الثراء الحرام حتى لو كان على حساب صحة المواطن الغلبان وحياته الذي تجبره الحياة لان يتحمل ما يروى به وأسرته بأغلى الأسعار التي تفوق طاقته وحتى إن كانت تحمل الموت وسط عبواتها الفاسدة التي فاضت بها المحلات التجارية حتى أصبح السودان مستودعا لهذه السلع التي تجد طريقها للسودان معبدا تحت راية حرية التجارة هذه الحرية التي فقدها الإنسان وتوفرت للسلع الفاسدة. التي امتدت حتى للأدوية التي تحمل الموت رغم ما يتكلفه المريض من مبالغ فيها تفوق الخيال وإمكاناته. ويا لها من كارثة بكل ما تحمل الكلمة والأقاويل تشير إلى إن بعض تجار الشنطة يستوردون بأساليبهم المعروفة أنواعاً من البنج وتصوروا أن يتاجر احدهم بتهريب البنج التالف للمستشفيات حتى أصبحت حوادث البنج التالف من الأخبار العادية في مسببات الوفاة.

    أما اكبر ضحايا الانهيار الأخلاقي والاجتماعي هم الأطفال الذين كانت براءتهم عبر السنين هي صمام الأمان لهم من أي شر يوم كان الطفل أن ضل طريقه فهو في أمان حتى يعود لأهله لان كل من بالطريق بمثابة والده وولى أمره يحرص عليه حتى يلتقي أسرته أما اليوم فان الهلع يصيب الأسرة في أي لحظة يغيب فيها الطفل عن عيون ذويه حتى لو كان في حديقة واختفى عن نظر والديه فيصيبهم الهلع أن يكون اغتصب أو اغتصب وقتل ولم يعد هذا الخطر والخوف على البنات وحدهن وإنما أصبح عاما حتى للأولاد بعد أن انتشرت ظاهرة اغتصاب الأطفال وخطفهم بصورة جعلت من اختفاء الطفل خبرا عاديا لا يلفت النظر لكثرة ما تكررت الحالات ,

    ولعلني بهذه المناسبة أحكى واقعة عجز فيها خيالي ككاتب مسرحي أن يستوعب الحكاية التي سمعتها منا كبر بناتي يوم ذهبن للتسوق ولما عادوا للمنزل حكوا لي كيف إنهم لحظة دخولهم لمحل تجارى في السوق اندفعت نحوهم طفلة لا يزيد عمرها عن خمسة سنوات وارتمت في حضن واحدة من بناتي وهى تصرخ ما تخلوني برأي امسكوني معاكم لما ألقى ماما وكان موقفا عصيبا وكان صاحب المحل رجلا طيبا قال لهم إن هذه الطفلة ضلت طريق أمها وحكي لهم كيف انه حاول تهدئتها حتى تعود أمها ولكن لهلعها خافت منه نفسه وطلب من بناتي أن يهدئوا من روعها حتى تعود والدتها وبالفعل أمسكت ابنتي الكبيرة بها واحتضنتها حتى هدأت وعملت على تهدئتها بأنها لن تتركها حتى تعود والدتها ولكن الوالدة لم تظهر فما كان منهن إلا أن يبلغوا صاحب المحل إنهم سيأخذوها لقسم الشرطة ملحق بالسوق وبالفعل صحبوا الطفلة للقسم حيث استقبلهم القائمون على القسم بكل اهتمام وحاولوا تهدئة الطفلة إلا إنها عادت للصراخ وتمسك بحضن ابنتي وتصيح طالبة منهن إلا يتركوها ولقد اجبر هذا الوضع بناتي ليبقين بالقسم مع الطفلة وبعد ساعة ظهرت والدة الطفلة وهى منقبة عندما جاءت لتبلغ باختفائها فاندفعت نحو ابنتها وهى تبكى في حرقة ولما رأت إنها كانت بصحبة بناتي أصرت عليهما أن يقسما لها بأنها كانت بصحبتهم وتحت رعايتهم وإنها لم تكن مع أي رجل وبعد جهد وحليفة اطمأنت على ابنتها ورغم ذلك ظلت تسال ابنتها إن كان احد فعل بها سوءا ثم كانت لحظات عندما وصل والد الطفلة ليكون أكثر هلعا من والدتها وكان أستاذا جامعيا اتضح انه ظن إن ابنته رافقت والدتها في السوق بينما حسبت الأم إن ابنتها بقيت معه في العربة وراح هو أيضا يسال ابنته إن كان احد مسها حتى اطمأن أخيرا على ابنته.

    حكاية مأساوية بكل ما تحمل الكلمة وتعكس حالة الهلع التي سيطرت على الأسرة السودانية لخوفها من حوادث خطف الأطفال واغتصابهم وقتلهم أو الاتجار بأعضائهن .

    أما الأقسى وأمر هنا أن تنتشر حالة اغتصاب الأطفال في المدارس ومن بعض المعلمين عديمي الضمير حتى اهتزت صورة المعلم نفسه والتى كانت مقدسة عبر التاريخ بسبب الحوادث التي تكررت وكان أبطالها معلمين.حتى إنني طالعت خبرا في إحدى الصحف إن هناك قرارا من بعض القائمين على الأمر بالا يعين معلم إلا بعد التأكد من تاريخه حتى لا يكون صاحب سوابق حيث إن هناك حالات تعدد فيها سوابق نفس المعلم في اكثر من مدرسة.

    هكذا أصبح الأطفال الأبرياء ضحايا الانهيار الأخلاقي والاجتماعي.

    أما أنواع الجرائم التي أصبحت خبرا عاديا رغم غرابتها لما بلغته هذه الجرائم من حالات شاذة لا يصدقها عقل وانتشرت حتى تعددت الصحف المتخصصة في نشر أخبارها والتي أصبحت أكثر توزيعا من الصحف الرياضية والسياسية.

    فلقد أصبح من الأخبار العادية أن تطالع خبرا يقول إن ابنا قتل والده وان ابنا قتل أمه وأخوه وان والدا قتل ابنه أو اغتصب بنته وان طالبا قتل زميلته لأنها رفضت الزواج منه أما جرائم القتل بسبب المال فأمرها عجب وأنت تطالع لصوصا اقتحموا منزلا وقتلوا صاحبه بغرض السرقة أما الأعجب أن ترتكب جريمة قتل بسبب أجرة رقشة أو لخلاف مع كمساري حافلة في الأجرة واغلبها جرائم قتل لا يرتكبها صاحب عقل سوى حيث إن جرائم القتل لم نكن نسمعها إلا نادرا دفاعا عن الشرف أو حادث مرور أما اليوم فأي خلاف في ورثة ينتهي بجرائم قتل وصديق يقتل صديقه بسبب نقاش في مباراة وهكذا تعددت أسباب غريبة لانتشار الجريمة وكلها لمبررات لا ترقى لارتكاب جريمة القتل والتي أما ترجع لأسباب نفسية بسبب الإحباط والتوتر العام أو لإدمان المخدرات.

    حتى أصبحت جرائم القتل تصدر بها إحصاءات بمعدل كم جريمة في اليوم الواحد وما نسمعه من جرائم قتل في يوم واحد لم نكن نسمعه في سنوات قبل هذا الانهيار الأخلاقي والاجتماعي.

    إمام أم الكبائر أن تصبح المساجد الأكثر وجودا من اللصوص والنشالين حيث أصبح المصلى في المسجد مهموما بخروج جيبه سالما وإلا يفقد موبايله حتى يضطر لتحسسه أكثر من مرة إذا لم يتركه في العربة ويتفقد ماله في جيبه ويا لها من مفارقة أن تكون السرقات في المساجد الأكثر شيوعا للأحذية (والشباشب) حتى شهدنا لأول مرة العشرات يتركون أحذيتهم بالعربات ويدخلون المسجد أما حفاة أو بسفنجات يحملونها احتياطي للمساجد أو يحملها صاحبها داخل المسجد حتى تكون نصب عينيه حتى ينتهي من الصلاة حتى لا يغادر المسجد حافيا والغريب إن لصوص المساجد يدخلونها وهم في أفخم الأزياء حتى لا يثيروا الشبهة بعد أن أصبحت أجهزة الشرطة تسخر رقابة خاصة لحماية المصلين فهل سرقة الأحذية لحاجة أم لتجارة.

    بيوت العزاء ومناسبات الأفراح أصبحت مسرحا للباحثين عن لقمة طعام وبينهم من يصحب أسرته وكثيرون يكتظون محملين بالأكياس الخالية ليحملوا ما يتبقى من أطعمة لأسرهم الذين ينتظرون لقمة عيش بعد أن عجزوا عن البوش.

    حدثني صديق انه بينما كان يغادر مخبزا بعد شراء حاجته من الخبز وبعد أن وضع كيس الخبز على مقعد السيارة الخلفي فوجئ برجل يصحب طفلة في الستة سنوات ويبدوا عليه الوقار تقدم منه وطلب منه أن يحمله وابنته لنهاية الشارع وكان سعيدا وهو يقدم هذه الخدمة لرجل في سنه ووقاره كما كان يبدو عليه ولكن المفاجأة انه عندما وصل منزله اكتشف إن كيس الخبز اختفى وان الطفلة التي كانت بصحبة الرجل هي التي حملته عند مغادرة السيارة بينما كان الرجل يكثر له من الحديث شاكرا له فضله عندما كانت ابنته تغادر السيارة واقسم صديقي انه التقى الرجل ثانية بعد مدة في ذات المشهد إلا انه وبخه وقال له بدلا من أن تعلم هذه الطفلة السرقة لو طلبت منى الخبز لا أعطيته لك فاعتذر له الرجل وهو منكسا رأسه قائلا ( الظروف تحكم يا ابني ).

    أحس بكل أوصال جسدي ترتعش وأنا ارصد ما انتهى إليه حال المواطن السوداني ولكن هل هناك ما يمكن قوله أو توجيهه لمن يتقاتلون من اجل السلطة من يرفض مغادرتها ومن يصر على أن يعود إليها مهما كان الثمن هذا هو الواقع الذي أورثه الحكم الوطني لشعب كان أهم مقوماته عفته وقيمه السمحة.

    اعتذر لك عزيزي القاري فلقد كنت احسب إن هذه الحلقة هي الخاتمة من اجل البحث عن إجابة على السؤال حول كيف ومن أين المخرج ولكن هذا الملف فرض نفسه على قلمي لهذا سيكون موضوع الحلقة القادمة و الأخيرة ما هو المخرج ولا حول ولا قوة إلا بالله.




    النعمان حسن
    Rakoba


    علامة الإستفهام لعنوان سابق تم تغييره

    (عدل بواسطة ASHRAF MUSTAFA on 05-31-2013, 10:16 PM)

                  

05-31-2013, 10:24 PM

ASHRAF MUSTAFA
<aASHRAF MUSTAFA
تاريخ التسجيل: 08-04-2008
مجموع المشاركات: 11543

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الوطني والخائن..!! (Re: ASHRAF MUSTAFA)

    وكتبت شمائل النور
    نقلا عن الراكوبة

    Quote: الوطني والخائن..!!

    05-31-2013 10:16 AM



    منذ انفصال جنوب السودان وحتى الآن تتطور الأحداث بشكل مقلق وكبير بل أن المستجدات تطرأ بشكل يومي أو أكثر من ذلك...والسؤال الذي يطرحه أي مواطن "إلى أين يسير هذا البلد" الذي يدور الآن تعدى مرحلة الخطورة بقفزة واسعة..وإلى أن يصل هذا المقال إلى الطبع قد تطرأ مستجدات أخرى..كأننا نقترب من نهاية تشمل الجميع بلا فرز وكأننا نسير بلا نظر...السودان بجميع أطرافه يقترب من حصار خانق،الجميع استشعره،والجميع يتأهب لذلك..في هذا الوقت الذي يضيق فيه الوطن بأبناءه..يحتاج الوضع إلى الجلوس أرضاً بعيداً عن شهادات التخوين والعمالة والطابور الخامس التي توزعها قيادات الحكومة لمن تشاء من المعارضة والحركات..الحكومة تخوّن من تريد وتوّطن من تريد من وجهة نظرها هي،في حين أن من وجهة نظر بالإجماع من داخل الحزب الحاكم فان أوان المراجعة والمحاسبة وإعادة النظر قد حانت،وأي تأخير ربما يضيع مقابله الوطن كله..،لا عميل ولا خائن ولا طابور،هناك قضية يختلف الناس فقط في طرق التعبير ووسائل التغيير،الوطنية ليست بيانات شجب وادانة وأغاني حماسة،ينبغي ان تُترجم فعلاً حتى يُدرك الشعب جميعه بما فيه الخونة ان الحكومة جادة في إيجاد حماية للوطن..الوطنية ينبغي ان تسمو فوق كل المجاملات،الوطن لا يُعلى عليه..كلنا أبناء هذه الأرض والجميع له حق فيها،فهي ليست ملك أحد.

    قيادات الحكومة استنزفت من الوقت ما هو أكثر من اللازم في إثبات الوطنية والخيانة..والشجب والإدانة،وكل هذا لا يصب في اتجاه حل الأزمة..الآن بلغ الأمر مرحلة "انقاذ ما يُمكن انقاذه" وليست مرحلة استعراض الوطنية وفق معايير تخص وجهات نظر أناس بعينهم..تحميل الفشل لمن هو قائم على حماية الارض والوطن لم يكن خيانة في عرف الوطنية...المطلوب في هذه الأثناء والسودان ينحدر نحو الهاوية..ان يجتمع الجميع،حكومة عريضة ومعارضة،إن كانت معارضة داخل الحكومة أو خارجها،الجميع ينبغي أن يجتمع إلى كلمة سواء تجعل الوطن فوق الجميع..إيجاد مخرج وطني مما نحن فيه الآن هو المطلوب في هذه المرحلة مهما كلف الثمن...تشظى الوطن نظير السلام ثم قبل الشعب بهذه الفاتورة الباهظة ثم حروب جديدة تعم كل السودان،في نكسة لا يقبلها منطق ولا تاريخ...الوضع الحالي إن استمر على ما هو عليه وبالتطور المجنون هذا،فهذا يُمكن أن يكون البداية لنهاية وشيكة،بعدها يدفع الجميع الثمن ليبدأ من الصفر..ومن حمل السلاح في وجه النظام اختاره لأنه في تقديره هو الحل الوحيد،هكذا هو تقديره،الوقت لازال في صالح إيجاد مخرج واع وحذر يقود السودان إلى بر آمن..الوقت ليس لتوزيع شهادات التخوين والوطنية،حان الوقت لأن يعمل الجميع لأجل سودان يسع كل أبناء الوطن

    الجريدة



    [email protected]
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de