الطبابة في السودان - العمالقة الرواد .. بقلم: كمال محمد عبدالرحمن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 05:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-04-2013, 07:40 PM

د.محمد بابكر
<aد.محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 6614

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الطبابة في السودان - العمالقة الرواد .. بقلم: كمال محمد عبدالرحمن

    Quote:

    الطبابة في السودان - العمالقة الرواد .. بقلم: كمال محمد عبدالرحمن


    الخميس, 02 أيار/مايو 2013 19:14

    بسم الله الرحمن الرحيم

    لا شك ان الطبابة فى السودان تجابه العديد من المشاكل ليس اولها عجز المشافي العامة عن مقابلة احتياجات الناس من علاج ورعاية صحية مشمولة بالكفاءة والاحسان ومبرأة من الإهمال. إن احترام البروتكولات الطبية المتعارف عليها عالميا وحقوق المرضى واقتضاء اجورا معقولة لن يجعل الطبابة فى السودان اكثر امانا. لكن ازدراء تلك البروتكولات وحقوق المرضى واقتضاء فاحشا لتكلفة العلاج من قبل بعض المشافي الخاصة وبعض زمر الاطباء يجعل الطبابة اكثر خطرا على جمهرة المرضى وخصوصا غمار الناس.كنت قد تناولت في مقالات سابقة اوجه قصور عديدة خلفت، فى تقديري المتواضع،آثارا سالبة على واقع ومستقبل الطبابة في السودان وبالخصوص فبما خلفه الآباء الاوائل من قيم ومثل وكفاءة مهنية وايثار. لقد كان اول هم آباء الطب في السودانعلاج المريض ونجدته. لم يخطر ببالهم الاثراء من مهنتهم الإنسانية. وقد بزت تلك الكوكبة ليس فى الطب وحده بل في كل ضروب المعارف الانسانية،.ثم دار الزمان دورته فاذ بنا نرى ان بالغ هم بعض من خلفوهما ضحى ممارسة مربحة. وكأنى بهم من وصفهم احمد شوقي بعباد تمثال. ولعل استدعاء السيرة المهنية العطرة للعمالقة الذين سارت بذكرهم الركبان تكون بمثابة نوبة صحيان لبعض زمر اطباء اليوم الذين اضحت ممارستهم لا تتسم بالكفاءة والاحسان ومن اسف مشوبة بالجشع والاهمال. وأود أن ازجى اجزل الشكر لكل الذين ساهموا فى التوثيق المحكم لسيرة المغفور لهم العمالقة الرواد. و كنت عظيم الامل ان احصل على السيرة الذاتية للرواد داوود اسكندر و حسين احمد حسين وعبد الحميد بيومي و بقية العمالقة حتى تكتمل سيرة ذلك العقد النضيد من الرواد.وكنت قد ذكرت لصديق من الثقاة بأنني بصدد الكتابة عن العمالقة الرواد، فقال ولا تثريب عليه، لعل الاجدى أن تكتب عن الأقزام. وغاب عن الصديق العزيز ان اجترار السيرة الحميدة للعمالقة قد تكون حافزا لاستشراف فجر جديد للطبابة في السودان يحفه الامل والكفاءة والرجاء. ولا نزال نأمل ان يقبل ناشئة المهن الطبية على مهنتهم بتجرد وكفاءة وامانة الاباء الاوائل ولتكن خدمة الإنسانية اول همهم.
    • تخرج عبدالحليم محمد فى مدرسة كتشنر الطبية في عام 1933 بتفوق اهله للحصول على عضوية الكلية الملكية للأطباء في عام 1948 والزمالة في 1962و كان اول طبيب سوداني يحصل على هذا الشرف المهني العريق. تدرج د. حليم او ابو الطب كما كان يلقب في مراقي الطبابة فكان اول مدير لمستشفى امدرمان في 1953 وكبير الاطباء ومدير مستشفى الخرطوم في 1956 ونال شرف رئاسة الجمعية الطبية لأعوام عديدة. لقد بزَ د. حليم في الطب وفي السياسة. فكان عضوا مؤسسا في جماعة الهاشماب والفجر ومؤتمر الخريجين ثم صار احد مؤسسي حزب القوميين ثم انضم للجبهة الاستقلالية. وأضحى عضوا فى مجلس السيادة بعد ثورة اكتوبر. شارك الدكتور عبد الحليم مشاركة فاعلة في النهضة الرياضية السودانية والاقليمية والدولية. ولا اود الاسترسال فيسرد مناقب فقيدنا الراحل المتعددة وتكفى الاشارة الى الكلمات الجامعة عن حياته و انجازاته والتي وردت في سجل منك (سجل نعى زملاء الكلية الملكية للأطباء (التي خطها د. طارق الهد النطاسي البارع الذى عرف قدر الرجال وفضلهم وكذلك النعي الرصين الذى خطه د. فاروق محمد الفضل في صحيفة الجارديان بتأريخ 23 يوليو 2009. لقد ذكر د. فاروق و بصدق ان مرور الراحل العظيم على مرضاه في الصباح و المساء كان احد الوسائل التعليمية لأجيال من الاطباء. ولعلنا نقف عند هذه الجزئية الهامة وهى مرور الراحل الجليل على مرضاه وهو مدير المستشفى وكبير الاطباء. وارجو الا يكون بعض زمر الاطباء قد استنكفوا المرور اليومي على مرضاهم وتركوا الامر لغيرهم.لم يكن د. حليم طبيبا لا يجاريه طبيب بل كان بحق متعدد جوانب الثقافة، أعطى مهنته الانسانية كل جهده ووقته كما اعطى ولم يبخل على مجتمعه وبلاده بجهده الأدبي والسياسي والرياضي وامتدت جهوده دون من او كلل فشملت رئاسة مجلس الجامعة ومجلس يلدى الخرطوم والجمعية الطبية واتحاد الكرة فضلا عن التدريس فى كلية الطب وأدار بحكمة وقدرة و مهنية عالية مستشفيات الخرطوم و الجنوبي و الشعب.كان للراحل الجليل عيادة خاصة لكن مشاغله واهتماماته العديدة لم توفر له الوقت الكافي للممارسة الخاصة. رحمه الله.
    • تخرج الدكتور منصور على حسيب فى مدرسة كتشنر الطبية فى عام 1934وحصل على جائزة الطب وعمل فى المصلحة الطبية ومعمل استاك حتى صار اول مدير سودانى فى عام 1952. لقد تخصص د. حسيب فى علمى الاحياء الدقيقة وعلم الطفيليات و نتيجة لأبحاثه القيمة وعلمه الدافق فى هذه التخصصات سمقالى درجة الاستاذية كأول سودانى ينال هذه الدرجة الرفيعة. كان البروفسور حسيب عالما باحثا لا يشق له غبار نشرت المجلة الطبية البريطانية ومجلة الطبيعة ابحاثه العلمية ابتداء من عام 1940 و اللانست اعتبارا من عام 1945و له اكثر من (40) بحثا كاتبا و مشاركا. وقد شهدت دار الثقافة فى عصرها الذهبي صولاته وجولاته فى كافة ضروب الثقافة. وتسنم عمادة كلية الطب فى 1963 فكان اول عميد سودانى لكلية الطب ولم يخلد للراحة بعد انتهاء عمادته فى 1969 واستمر فى تدريس طلابه ثم صار اول امين عام لمجلس الابحاث الطبية فى 1973. وفيما يتعلق بالعمل المجتمعي، شغل الفقيد الجليل رئاسة مجلس ببلدي امدرمان لسنين عديدة واهتم بالبيئة واصحاحها. انتمى بروفسور حسيب الى عصبة من الاطباء تفردت بإتقان الممارسة المخبرية والتعليم ورفدته بأبحاث اسهمت دون شك فى الكشف عن اصول العلل فأفادوا مجتمعهم و الانسانية جمعاء ولم يكن مهتما بالإثراء من مهنته رغم علمه الدافق. رحمه الله.
    • تخرج الدكتور التجاني الماحي فى مدرسة كتشنر الطبية فى عام 1935. ابتعث الى المملكة المتحدة فى عام 1948 للتخصص فى الامراض النفسية وكان بذلك اول إفريقي يتخصص فى هذا الفرع من العلوم الطبية. وكتبت الدكتورة سعاد التجاني الماحي عن سيرة والدها الجليل والمنشورة فى المواقع الاسفيرية "لم تقتصر حياته المهنية على ممارسة الطب والتأليف فى مجال الصحة النفسية ولكنه جعل من تخصصه وممارسته مدخلا لمحيط مائج من المعرفة الموسوعية فدرس وبحث وكتب فى الانسانيات و(قرا بالهيروغليفية و عديد اللغات الحية) والاجتماع والفلسفة والتاريخ وعلوم الحضارات واصول وتاريخ الطب النفسي". "لقد كان يكرر دائما ان الطبيب الفيلسوف هو القادر ان يكون بلسما للنفوس الجريحة. ويردد القول لا يجوز ان يتعاطى مهنة الطب الا من كان على سيرة اسقلينوس - اله الطب عند اليونان". لقد غاص بروفسور التجاني فى اعماق النفس البشرية " فتميز رحمه الله بقراءاته المستفيضة فى الميثولوجيا وإيحاءاتها وحكمتها فى التعبير عن ازمات الكائن الإنساني". و اختير بعد ثورة اكتوبر عضوا مناوبا بمجلس السيادة و "بزهده فى المطامع الانانية كان اكبر مدافع عن التحول الديمقراطي وصون المصالح الوطنية العليا". وحاز على عضوية المجمع اللغوي ومنحته جامعة كولومبيا و جامعة الخرطوم درجة الدكتوراه الفخرية. اهدى الراحل الجليل مكتبته العامرة التي تحتوى على ما يربو على عشرين الف مجلد من بينها ستة الف مخطوط اثرى ومجموعة من الرسائل الى مكتبة جامعة الخرطوم وارجو الا تكون الأيدي العابثة قد امتدت الى صفحات هذه الكنوز القيمة بالسرقة والتعليقات السخيفة على الهوامش وغيرها من ضروب الاتلاف. التحق العالم الجليل بعد تقاعده من منظمة الصحة العالمية بالجامعة التي منحته الجامعة كرسي الاستاذية فى الطب النفسي واستمر فى التدريس حتى رحيله فى 1970. تفرد البروفسور التجاني الماحي بمواهب عديدة قلما يمتلكها ويملك نواصيها فرد وقد زانه علمه الدافق فظل طوال حياته العامرة عالما جليلا ذو عقل نير مترفعا عن الصغائر متواضعا ذكى الفؤاد لم يسع للمال وعروضه. رحمه الله.
    • تخرج الدكتور محمد حمد ساتى فى مدرسة كتشنر الطبية فى 1935. وحاز على دراسات عليا فى المملكة المتحدة والولايات المتحدة الامريكية. وكان د. ساتى متبتلا فى محراب طب المناطق الحارة لم تلن له قناة طوال حياته المهنية التي تجاوزت أكثر من نصف قرن. سخر علمه الدافق لاكتشاف الاوبئة و الامراض المتوطنة، كان عالما ساميا اعترفت بعلمه الفياض المحافل الطبية الوطنية و الاقليمية و العالمية. وكان احد ثقاة طب المناطق الحارة كتب اكثر من (60) بحثا فى علم الامراض والوبائيات والطفيليات والرخويات فضلا عن استاذيته فى الطب الشرعي. لقد ادت ابحاث د. ساتى الى اكتشاف مسببات وعلاج عديد الامراض المتوطنة وكان أحد اعلام طب المناطق الحارة و الوبائيات على المستوى العالمي. وقد ذكر البروفسور احمد الصافي فى ثلاثيته أن د. ساتى لم يخطر على باله طوال حياته المهنية الطويلة افتتاح عيادة خاصة بل ظل باحثا متواضعا، معتقدا فى مهاراته، غير مهتم بالنجاح الاجتماعي و لم يكن المال احد همومه. رحمه الله.
    • تخرج الدكتور داوود مصطفى خالد فى مدرسة كتشنر الطبية فى 1940. حصل على زمالة كلية الاطباء الملكية فى 1953 وفى توثيق له ذكر العالم الجليل ان خدم فى مستشفيات الاقاليم لعقد من الزمان فأفاد نفسه تدريبا ودون تواضع مصطنع افاد الناس. تسنم د. داوود مراقي الطب واضحى رئيسا لشعبة الطب فى الفترة 1963-1974 ثم عميدا لكلية الطب ونائبا لمدير الجامعة وقد اهله علمه الدافق ان يكون استاذا متميزا وفى اباء وشمم تنازل عن امتيازات الاستاذية من مرتب طوال حياته وسيارة. واهتم بروفسور داود بعلوم الطب الحديثة فكان له فضل ادراج منهج علم الاعصاب فى كلية الطب وممارسته السريرية فى مستشفى الشعب. لقد تتلمذ على يديه الالاف من الاطباء، ومن اسف لم يكتب عن سيرته المهنية العطرة فى سجل منك. وأتمنى الا يكون الاستنكاف مرده نكران الجميل وعدم الاعتراف بفضل عالم لولا علمه الدافق وحرصه على تعليم ناشئة الاطباء لما تسنم أي منهم المراكز المرموقة التي يشغلونها اليوم. كان فقيدنا زاهدا فى التجارة وعروضها فلم تكن له عيادة خاصة تشغله عن نجدة المرضى ورفاهم بل كان يشخص كل جمعة لوطنه الصغير (جزيرة توتي) لعلاج اهله وعشيرته بالمجان. كان بروفسور داوود كريما ابيا موقنا ان الطبابة واجب إنسانيثوابها عند الله سبحانه وتعالى. رحمه الله.

    تلكم عصبة من الاطباء العمالقة الرواد لم يفرطوا فى واجبهم الإنساني ولم يشغلهم جمع المال عن التطبيب والبحث والتعليم، مارسوا مهنتهم السامية بكامل التجرد والكفاءة والاحسان والايثار وظلت سيرتهم العطرة ناصعة ليس وسط الاطباء بل فى ذاكرة الامة جمعاء. أين نحن اليوم من هؤلاء العمالقة. ولكيما لا نأخذ الصالح بجريرة الطالح أسارع وأقول أن من بين الاطباء اليوم اطباء أفذاذ تأسوا بسيرة السلف الصالح فجاءت ممارستهم مشمولة بالكفاءة المهنية و التجرد و الاحسان ومبرأة من الجشع والاهمال. ولكن لا يزال من بين زمرهم قلة قست قلوبهم فصارت كالحجارة او اشد.

    والله من وراء القصد.
    2 مايو 2013
                  

05-12-2013, 08:50 AM

التيجاني عبد الباقي

تاريخ التسجيل: 04-28-2010
مجموع المشاركات: 1485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطبابة في السودان - العمالقة الرواد .. بقلم: كمال محمد عبدالرحمن (Re: د.محمد بابكر)

    Quote:

    تلكم عصبة من الاطباء العمالقة الرواد لم يفرطوا فى واجبهم الإنساني ولم يشغلهم جمع المال عن التطبيب والبحث والتعليم، مارسوا مهنتهم السامية بكامل التجرد والكفاءة والاحسان والايثار وظلت سيرتهم العطرة ناصعة ليس وسط الاطباء بل فى ذاكرة الامة جمعاء.



    لك التقدير علي هذا البوست الرائع في ذكري عظماء الطب في بلادي

    تيجاني
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de