أزمة التعليم فى السودان .. بقلم: الفاضل عباس محمد علي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 08:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-10-2013, 11:33 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أزمة التعليم فى السودان .. بقلم: الفاضل عباس محمد علي

    أزمة التعليم فى السودان .. بقلم: الفاضل عباس محمد علي


    الخميس, 09 أيار/مايو 2013 20:36


    التعليم

    في مساء الإثنين 13 مايو بإذن الملك العلام...سيعطر سماء المنتدي الفكري السوداني بأبوظبي...الأستاذ المخضرم صديق أحمد أبوزيد، أحد رموز التعليم فى السودان منذ مطلع الخمسينات، بعرضه عن بخت الرضا...ليس من باب النوستالجيا التى يمارسها المغتربون عندما يستطيل بهم ليل الغياب عن الوطن...فيغرقون في أحلام مخملية عن "الزمن الجميل"...بلا اهتمام يذكر بالحاضر أو المستقبل...وفى غياب رؤية ملهمة تستنهض الهمم نحو إنقاذ ما يمكن إنقاذه......إذ أن هذا المحاضر من طراز مختلف...فهو ما زال مقيماً بالدويم بالسودان...وعضواً نشطاً ب"جمعية أصدقاء بخت الرضا"...وعاملاً مجداً فى ساحات التعليم النوعي...ورياضياً لا يشق له غبار...فقد كان أفضل لاعب كرة قدم بالدويم فى مطلع الستينات...و لا زالت مساهماته تترى فى مجالات الإدارة والتدريب...ومن محاسن الصدف أنه يزور الإمارات العربية بين الفينة والأخري.
    وبهذه المناسبة، نرجو أن نتوقف مجدداً للتأمل في أمر التعليم برمته، وليس بخت الرضا فقط...لا لنبكي علي الأطلال...إنما لننظر فيما يمكن أن نقدمه من مساهمات عينية ونوعية لإنقاذ التعليم فى السودان من الدمار الذى ألحقته به حكومة "الإنقاذ" منذ مجيئها للسلطة غيلة وغدراً قبل ربع قرن تقريباً...علي الأقل بإعداد الدراسات النظرية وتجهيز البلو برنتس لكيفية إعادة الحياة لهذه الخدمة الإستراتيجية بمجرد ذهاب النظام الراهن.. لا سيما وقد بدأ يتصدع بصورة واضحة منذ إنفصال الجنوب قبل عامين...وما هي إلا بضع شهور حتى يأخذ مكانه فى مزبلة التاريخ.
    وفى حقيقة الأمر، بدأ تخريب التعليم منذ منتصف الستينات، فى أعقاب ثورة أكتوبر 1964 التى أطاحت بنظام الجنرال عبود، حينما نشطت نزعة التعريب التى تبناها التيار المحافظ بحركة المعلمين النقابية، وألح فى طرحها عبر المؤتمرات النقابية والحشد الإعلامي والزفة الغوغائية... التى صورت الأمر كأنه أحد رايات وأهداف ثورة أكتوبر التى اندلقت للشوارع فى تلك الأيام ورفعت شعارات واضحة المعالم مثل: "التطهير واجب وطني". غير أن تعريب مناهج المرحلة الثانوية الذي وافقت عليه الوزارة فى 1966-67 كان عبارة عن قذف للجنين مع ماء الغسيل...وعبارة عن الإسفين الأول فى نعش التعليم النوعي السوداني. فكيف تعلن فجأة، بقرار سياسي، تعريب جميع المواد بالمدارس الثانوية...قبل أن تعد المواد المراد تدريسها والكتب المدرسية والمراجع واللوجستيات والمواد التربوية المصاحبة؟... وما حدث حقيقة فى أعقاب ذلك القرار "الثوري" أن المدرسين تحملوا مسؤولية التعريب درساً بدرس وحصة بحصة..."بالقطاعي"...بينما لم يجد الطلاب كتباً باللغة العربية خاصة بالمواد التى تمر عليهم فى فصول الدراسة....ونفس الشيء حدث بعد التغيير المفاجئ لمناهج التعليم العام الذى فجره وزير تربية النظام المايوي...الدكتور محي الدين صابر...عام 1969......ونفس الأمر تكرر بعد مجئ النظام الراهن للسلطة عام 1989 بالنسبة للجامعات والتعليم العالي...حيث أمر أرباب السلطة الإسلاميون بالتعريب وحاربوا اللغة الإنجليزية وطهروا الجامعات من وحدات تعليم الإنجليزية وطردوا "الخواجات" الذين كان معظمهم يتلقون رواتبهم من المجلس البريطاني.
    ماذا كانت النتيجة؟
    أما عن مستوي وموقف الإنجليزية اليوم...فحدث و لا حرج.
    ومن ناحية أخري، تقول أحدث الدراسات أن جامعة الخرطوم تتربع الآن فى مؤخرة الجامعات الإفريقية (رقم 62 بالنسبة للقارة، مباشرة قبل "طيش" الجامعات وهي ما تبقي من جامعة مقديشو)...ومنذ أكثر من عشر سنوات، ليست هنالك أي جامعة سودانية ضمن أفضل خمسمائة جامعة فى العالم...وليست هناك سوى ثلاث جامعات سودانية فقط معترف بها عالمياً...غير أن خريجيها، رغم ذلك الإعتراف، يحتاجون لسلسلة من اختبارات المعادلة وفحوصات اللغة الإنجليزية حتي يقبلون لأي دراسات فوق جامعية أو لأي وظائف ببريطانيا أو أمريكا أو كندا وما شابهها.
    صحيح أن النظام الإخواني الحاكم ركز علي زيادة حجم وعدد مؤسسات التعليم العالي، وعلي توزيعها الجغرافي بكافة أرجاء السودان الشمالي،...ولكن ذلك بالطبع كان علي حساب نوعية التعليم، وشأنه شأن قرارات التعريب سابقة الذكر، كان قراراً سياسياً مستعجلاً ومتكالباً وفطيراً...تنقصه الدراسة والإعداد المسبق والتخطيط السوي....ولقد استنسخ النظام جامعات ولدت بعمليات قيصرية من أحشاء مدارس ثانوية راسخة منذ أيام الاستعمار....خورطقت وحنتوب (التى أصبحت كلية التربية التابعة لجامعة الجزيرة) ووادي سيدنا (التى كان قد صادرها نظام النميري لصالح الجيش) وسنار والفاشر وهلم جراً.
    • أولاً، ما ذنب تلك المدارس الثانوية؟ وعلي أي أساس تم إلغاؤها بجرة قلم...وتحويلها لجامعات؟ وأين المدارس التى ستزود تلك الجامعات بالطلاب الجدد؟ كيف نعدم من الوجود مدارس بعراقة حنتوب ووادي سيدنا وخورطقت وسنار...تلك التى أسست على نمط هارو الإنجليزية التى لا زالت تحافظ علي مستواها منذ نيف وأربعمائة سنة ...ومدرسة إيتون التى شيدت عام 1440م؟
    • ثانياً، ما هو الهدف من التعليم الجامعي الوليد برمته؟ ما هي المرامي الاستراتيجية التى سيلبيها؟ وما هي نوعية الخريجين الذين سيزود بهم سوق العمل؟ وهل بنيت الكورسات التى يتم تلقينها بتلك المؤسسات علي احتياجات المجتمع ومتطلبات أسواق العمل المحلية والأقليمية والدولية؟
    • ما هي الإجراءات التى تمت لتحقيق الإعتراف الدولي بالإجازات الممنوحة من تلك الجامعات؟


    وثمة سؤال آخر لا بد من التعرض له فى هذا الصدد: ماذا عن التعليم الفني والحرفي technical and vocational?؟

    لقد فرّخت حكومة الإنقاذ الإخوانية عشرات الجامعات بالتمدد الأميبي "السيدوبوديا"، وشجعت منسوبيها ورهطها علي الاستثمار فى مجال التعليم العالي، وبذلت لهم الأراضي والقروض الحسنة والتمويل المحلي والإقليمي والأجنبي بشروط رأسمالية خانقة بالنسبة للمستفيدين من تلك المؤسسات، ولكنها لم تتوقف لحظة لتفكر فى فلسفة وأهداف ونوعية ذلك التعليم...فجاءت الجامعات الجديدة الحكومية والأهلية مستنسخة من بعضها البعض، مع تركيز ممل علي العلوم الطبية وإدارة الأعمال وهندسة الديكور...إلخ...وكلما يلبي رغبات أمهات نصف جاهلات وبرجوازيات متسلقات ومتباهيات وممسكات بخناق أزواجهن...لا ما يلبي احتياجات السوق الحقيقية وخطط البلاد الخاصة بالتقدم الإقتصادي قريبة وبعيدة المدي....وليس هناك أي حساب فى التطلعات البرجوازية المعاصرة لتعليم فني يمد البلاد بالكوادر الوسيطة وبالفنيين فى كافة مجالات الصناعة والبناء والتشييد والصيانة والميكانيكا والنجارة والحدادة وفنون الطهي والكهرباء والسباكة..إلخ. هذه جميعها مهن مستهجنة، كما كانت عند الإمبراطوريات التى سادت ثم بادت...يقوم بها الأرقاء وأسري الحرب والأيدي العاملة الرخيصة المستجلبة من دول الجوار الأكثر فقراً...
    وفى حقيقة الأمر، يتبوأ التعليم الفني والحرفي مكانة تفوق التعليم الأكاديمي فى كل الدول الصناعية المتقدمة...مثل أمريكا وكندا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا واليابان...وخريجو المؤسسات الفنية والمهارية بهذه الدول لا يقلون مكانة واحتراماً prestige عن رصفائهم المستفيدين من التعليم الأكاديمي النظري والمهني المذكور. ومن ناحية العائد المادي، فإن خريجي التعليم الفني والحرفي أحسن حالاً فى معظم الدول المتقدمة، وعلي الأقل يخرجون بثمة مؤهل أو مهارة حتى لو لم يكملوا المراحل الدراسية لآخرها: إذ أن خريج المرحلة المتوسطة أو الثانوية يستطيع أن يعمل فى مجال تخصصه، ثم يكتسب المزيد من الخبرة أثناء العمل...وليس كدارس المواد النظرية فقط الذى لا يستطيع أن يعمل فى أي مجال قبل الفراغ من تعليمه الجامعي برمته.

    إن التعليم عنصر جوهري فى عملية بناء الأمم وتقدمها الإقتصادي وتحولها الإجتماعي الذى يعافيها من الفقر والجهل وإفرازاته مثل الإنقياد لنوازع الطائفية والشوفينية والإثنوسنترية والدجل والخرافة والتطرف والضيق بالرأي الآخر......والدول الإفريقية التى حققت نجاحات إقتصادية واضحة فى العقدين المنصرمين...مثل جنوب إفريقيا وموزمبيق وبتسوانا وملاوي وكينيا وإثيوبيا...هي التي اهتمت كثيراً بتثوير العملية التعليمية المرتبطة بالرؤية الاستراتيجية المحددة...مع التنويع والتمدد الرأسي والأفقي المناسب، وعبر الطبقات والإثنيات كافة...أي مع الدمقرطة الكاملة بقدر الإمكان للتعليم ولفرص الاستفادة منه بعدالة وإنسانية وبعد نظر....وليس بجعل التعليم حكراً علي أبناء الطبقات الميسورة ورهط النظام الحاكم كما هو الحال فى السودان حالياً.
    والتعليم هو السبيل الوحيد للتقدم الفردي والجماعي دون الاعتماد علي الانتماء العرقي والحسب والنسب ( social mobility) مما يسمح لأبناء الكادحين بشق طريقهم بالجد والكوع والدفع الذاتي نحو مراقى العلا...ونحو المشاركة في عمليات اتخاذ القرار بكافة مستوياتها...ونحو الإندماج العضوي فى الطبقة الحاكمة...وليس جعلها حكراً على أبناء الحزب المهيمن والمستفيدين من عمليات "التوريث"....وهذا ما كان عليه التعليم فى السودان قبل مجئ النظام الراهن.
    وبالطبع، لم تكن الصورة مثالية مائة بالمائة أيام الاستعمار، برغم التقدم النسبي فى هذا الصدد، مهما كانت أهدافه الإستراتيجية بعيدة المدي؛ فلم يهدف الإنجليز لبناء كلية غردون منذ أول أيامهم في بداية القرن العشرين – مع بعض الإبتدائيات هنا وهناك - لرفع الجهل عن أبناء السودانيين أم لتمكينهم من المطالبة بحقوقهم ومن أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم....إنما كان الغرض هو تخريج دفعات من الكوادر الوسيطة – الكتبة والمحاسبين والمترجمين – لكي يساعدوا الإدارة الاستعمارية فى تصريف أمور البلاد بأقل تكلفة ممكنة. ولما بدأت زراعة القطن بشكل تجريبي عام 1911، ومن بعدها تأسس مشروع الجزيرة عام 1925 لمد مصانع يوركشير بالقطن طويل التيلة، تقدم التعليم خطوة أخرى بإنشاء المدرسة الزراعية الثانوية فى الدويم عام 1929، ثم تطورت كلية غردون لتصبح كلية جامعية بها تخصصات الزراعة والبيطرة والقانون والآداب، بالإضافة للهندسة والطب...وكانت الفرص متاحة لكل أبناء الريف السوداني للإستفادة من هذه الإمكانيات التعليمية بمساواة شبه كاملة، علي الرغم من التركيز علي أبناء شيوخ القبائل فى بادئ الأمر. ولهذا السبب، فإن معظم الخريجين الأوائل كانوا من بطون الشعب وخلفياته الاجتماعية المتباينة ومن كافة أنحاء البلاد، وكانوا أقرب للإنحياز للشعارات الوطنية التى برزت فى ثلاثينات القرن العشرين...مطالبة بحق تقرير المصير والحكم الذاتي.
    ولما جاء ذلك الرهط للسلطة علي أنقاض الاستعمار البريطاني، لم يجدوا عيباً فى نوع التعليم الذى كانوا قد تلقوه فى المدارس الناطقة بالإنجليزية... ثم رفدوه ببعثات تدريبية ودراسات فوق جامعية ببريطانيا: فما انفكوا مرتبطين بثقافتهم الوطنية ومعتقداتهم الدينية وبالقيم التى فطروا عليها منذ نعومة الأظافر. ولكن جاءت الهجمة علي ذلك النوع من التعليم من قبل العناصر التى تلقت تعليمها بالعربية فى مصر تحديداً، وهم أساتذة العربية والدين الذين سيطروا علي نقابة معلمي الثانويات فى منتصف الستينات وفرضوا مسألة التعريب. ثم غور محي الدين صابر ذلك الجرح، وهو الذى تعلم وأقام عمره كله فى مصر وما كان يخفي امتثاله الكامل للنظريات المصرية فى التعليم والسياسة، فجاء فى أول أيام حكومة النميري عام 1969 بالسلم التعليمي: 6-3-3، مخالفاً لرأي اللجنة التى شكلتها الحكومة من التربويين والمثقفين الوطنيين، مثل المرحوم محمد سعيد القدال والأستاذة سعاد إبراهيم أحمد وعبد الله علي ابراهيم ( التى اقترحت سلماً أكثر عقلانية وتناسباً مع الحالة السودانية: 6-4-2...وتدرجاً معقولاً فى عملية التعريب وتغيير المناهج...وعدم تجاهل المكونات الأخري كالتعليم الفني والحرفي...إلخ)– وأردفه صابر بتغيير كامل لكل مناهج التعليم العام، وتمت صياغة (كلفتة) المناهج الجديدة علي جناح السرعة، وطبعت كتبها بمصر وأحضرت بالطائرات...لتوزع علي كل مدارس السودان فى أيام معدودات. ومع مطلع العام التالي ألغيت تلك المناهج مرة أخري وطبعت مرة أخري بمصر...وحدث نفس الشيء مرة ثالثة عام 1972. (تماماً كالرياضة الجماهيرية).
    وبنفس العقلية توغل الحكام الإسلاميون الإنقاذيون فى المسألة التعليمية، وضاعفوا الإرباك الذى جلبته حكومة النميري، ولم ينجحوا فى أي شيء سوى تدمير ما تبقي من إرث ظل السودانيون يحافظون عليه منذ أيام الإنجليز...فكانت الحصيلة مزيداً من التجهيل لأبناء وبنات الشعب السوداني، ومزيداً من الإرتماء فى أحضان الغلو والتطرف الديني، وعدم المقدرة علي إتخاذ الموقف الذى يختلف مع السلطة الحاكمة، والانصياع الأعمي للمرشد والقائد، أو الهروب نحو الطائفية التي نزع عنها الوعي السياسي...فقد كانت الطائفية وقوداً مستمراً للحركة الوطنية المناهضة للإستعمار...ومرتبطة بالحركة الثورية التحررية التى جسدتها ثورة محمد نجيب وعبد الناصر ضد الاستعمار القديم والجديد بالمنطقة..فإذا بها أصبحت لا "تهش و لا تنش"..وإذا بها تسلم قيادها لأيفاع الإخوان المسلمين الذين سطوا علي السلطة بانقلاب عسكري عام 1989 واستمروا فى الحكم بقوة الحديد والنار وبابتزاز ورشوة وتدجين المعارضين وزرع الفتنة فى صفوفهم.
    ما هو موقف التعليم فى خضم هذا الواقع المرير الذي يمر به السودان؟ إنه الدمار والإفلاس الكامل....ولقد فعل به صبية الجبهة الإسلامية ما يفعله عود الفأس بالغابة – فهو أصلاً منها ولكنه يعمل فيها قطعاً وبتراً من جذورها حتي يحيلها صحراء بلقعاً. و لا سبيل لإعادة العافية للتعليم فى السودان إلا بذهاب النظام الراهن أولاً وقبل كل شيء. ولكن، وحتي يتم ذلك، فلا أقل من أن يتسامر ويتحاور ويتدارس أهل الوجعة مسألة التعليم، علهم يعدون العدة لغد مشرق سعيد..وإن غداً لناظره قريب.
    ألا هل بلغت....اللهم فاشهد!
    والسلام.
                  

05-11-2013, 01:24 AM

احمد سيد احمد
<aاحمد سيد احمد
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 1257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزمة التعليم فى السودان .. بقلم: الفاضل عباس محمد علي (Re: Nasr)

    السلام عليكم اخونا نصر

    والله موضوع جميل جدا

    وبتفق مع حتة انو الانقاذ فتحت جامعات وهمية كتيرة وفعلا مرات كلية طب تكون اوضتين وبرندتين ولا جامعة تكون مدرسة ثانوية سابقة ...دا غير النقص الواضح في المعامل والمراجع والاساتذة وغيرو

    بس لكن لو عاينت لمخرجات هذه الجامعات - التى تم فتحها بعد 89 - تلقى خريجنها مجتهدين ومهديل معانا منهم كمية في السعودية مهندسين ودكاترة واساتذة جامعات وشغالين في امان الله

    دي موش حاجة تحير؟

    وكموضوع اختياري ويصب في منحى تدهور التعليم في الوطن العربي عموما اليك هذا المقال

    المدرسة العربية.. وبراءة التلقين
                  

05-11-2013, 01:27 AM

احمد سيد احمد
<aاحمد سيد احمد
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 1257

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزمة التعليم فى السودان .. بقلم: الفاضل عباس محمد علي (Re: احمد سيد احمد)

    Quote:


    مصـيــر الأطـباء
    * بروفيسور مامون محمد علي حميدة
    الرئيس الحالي لجمعية اختصاصي الطب الباطن السودانية

    لا ننكر حسن النية للذين قادوا سياسة التوسع في التعليم العالي عامة والطبي خاصة ولعل الزمن وسرعة الحركة لماكينة الثورة لم تسمح حينها بوضع خطة متكاملة تستوعب التغيرات واجبة الإنفاذ حتى يكون للأطباء المتخرجين أثراً في تطور الخدمات الطبية، ولمهنة الطب خصوصيتها ولتعليم الطب أسسه العالمية وكنّا من الذين تحفظوا على سرعة انتشار كليات الطب، وحديثي اليوم لا يتعلق بمستوى الخريج بقدر ما يناقش وضع الأطباء بأعدادهم الكبيرة هذه في محاولة لايجاد سبل لتلافي الآثار السالبة للأعداد المتدفقة والسيل العارم من الخريجين، وقد هزم الوضع الحالي النظرية القائلة بأن زيادة عدد الأطباء سيقود للتحسن المطلوب في الخدمات الصحية وبكل المقاييس ورغم ما يبذل من زيادة في رقعة وعدد المستشفيات وجلب المعدات الطبية مرتفعة الثمن إلا أن الخدمات الصحية لم تشهد طفرات تشبع تطلع المواطن وإلا لما كان المرضى السودانيون يدفعون فوق الـ500 مليون دولار سنوياً للمستشفيات في الأردن طلباً للعلاج وفي المقابل نجد أن الأطباء أنفسهم في حالة من اليأس والقنوط وفقدان الثقة بالنفس، ورغم تدفق الخريجين من كليات الطب إلا أن أعدادهم في مناطق الحاجة لهم قليلة وتوزيعهم ينم عن سياسات عوجاء تفتقر الى خارطة طريق وعجز في الإدارة السياسية أو تخبطها في مجال الصحة، تخرج 31 كلية طب في السودان 3000 طبيب سنوياً يجدون أنفسهم تائهين ومحبطين بعد تسلمهم شهادات التخريج، لم تصاحب التوسع في عدد الكليات أية خطة مدروسة أو حتى غير مدروسة لزيادة المستشفيات التعليمية التي يمكن أن تستوعب هذا الكم الهائل من الأطباء فأول مراحل العمل للخريج هي انتظار قد يمتد الى عام في انتظار الوظيفة الأساسية في حياة الطبيب -الامتياز والتي من غيرها لا يكون الطبيب طبيباً إلا بالاسم فقط. ورغم ما تبذله وزارة الصحة من اختصار لهذه المدة إلا أن مراكز تدريب أطباء الامتياز قليلة ومهنياً ضعيفة ولتلافي الحرج الذي تجد الوزارة نفسها فيه كدّست أطباء الامتياز في العدد المحدود من وحدات التدريب حتى أنك تجد في الوحدة ذات الأربعين سريراً فوق العشرين من أطباء الامتياز ويسمح لهم بالتناوب على المرضى فيما لا يصيب طبيب الامتياز غير يومين من جملة أيام الأسبوع داخل مركز التدريب مما أضعف نوعية وكفاءة الطبيب حتى وإن كان متميزاً أكاديمياً والسبب لهذا التكدس واضح هو عدم وجود سياسات كلية للدولة فكل من له توقيع يصدر من القرارات ما يناسب تصوره غير آبه بالوزارات المكملة لوزارته أو حتى التي تشاركه في نوع الخدمات المقدمة والحال كما كان في مملكة الفونج دويلات داخل الدولة أليس من الغريب أن تنفرد وزارة التعليم العالي بالقرار في فتح كليات الطب حسب ما تهوى ولا علاقة لوزارة الصحة بهذه القرارات وهي المنوطة باستيعاب هؤلاء الأطباء حدثني من كان على مسؤولية في الوزارة أنهم يفاجأون عاماً بعد عام بالعدد المضطرد للأطباء الخريجين وكان الأمثل أن يكون لوزارة الصحة حق الفيتو في الشأن لأن تكملة دراسة الطب لا تتم إلا بعمل الطبيب في فترة التدريب الأساسية والتي تسمى بفترة الامتياز وإن حق لوزارة التعليم العالي أن تفتح كليات لدراسة الكمبيوتر أو العلوم الإدارية أو الاقتصاد فلها أن تفعل ما تشاء لأن عمل هؤلاء الخريجين لا يستلزم التدريب الإلزامي كما في الطب الذي يحتاج إلى تكملة في مستشفيات وزارة الصحة. تدريب أطباء الامتياز بهذا الشكل معيب ولا يعكس إلا عجز واضح في التنسيق بين الجهات المعنية المختلفة ومن قصر به التدريب في فترة الامتياز فهو يظل في ضعف أكاديمي فترة حياته كطبيب وكنت من قبل قد طرحت على كليات الطب والتعليم العالي أن تتولى الجامعات تدريب خريجيها في مستشفيات تابعة لهذه الكليات إذ إنها تكميلية لدراسة الطب، وبعد الانتهاء من فترة الامتياز بكل سلبياتها يعود الطبيب الى التسكع بدون وظيفة وعدد محدود فقط يجد وظيفة للعمل في المستشفيات أو وزارات الصحة أو الجامعات وكثير من الأطباء ترك المهنة ليعمل في (سوق الله أكبر). والمتطلعون لحياة أفضل طلبوا الوظيفة في البلاد المجاورة وأحسب أن من واجب الدولة وقد أبطأت في استيعاب الأطباء أن تشجع بل تسعى مع الدول المجاورة لفتح الفرص لهؤلاء الخريجين، في عالم اليوم ليس هنالك وجود للطبيب العمومي حسب ما كنّا نعرفه قبل أعوام - فالطبيب العمومي هو في الماضي الذي تخرج بدرجة البكالوريوس وظل ممارساً للطب من غير أن ينال تخصصاً بعينه وهؤلاء كانوا دعامة المراكز الصحية والعيادات الخارجية في المستشفيات والوضع الآن تغير في كثير من الدول فترك الطبيب العمومي مكانه لطبيب الأسرة وهذا تخصص يحتاج إلى عدد من السنين والتدريب وأصبح ركيزة للخدمات الصحية حتى في الدول المتقدمة مثل بريطانيا- وما كان يقوم به الطبيب العمومي من الكشف الأولي على المرضى، والصيادلة الاكلينيكيين فوضع الصحة والتطبيب في عالم اليوم لا وجود فيه إلا لاخصائيين- ويصبح هذا المسار ضروري لكل الأطباء فأين يقف أطباؤنا من هذا المسار، لقد ظلت جامعة الخرطوم تمنح فرص التخصص للأطباء في العلوم والسريرية على مدى 50 عاماً فكبار استشاري أمراض النساء والتوليد والذين قادوا العمل والتعلم فيه من أمثال د. سليمان مضوي ود. عثمان مضوي والهادي الزين النحاس وأبو حسن أبو وغيرهم من الفطاحلة هم من حلمة دبلوم التخصص في أمراض النساء والتوليد من جامعة الخرطوم-والأمر كذلك في التخصصات الأخرى باطنية، جراحة أطفال وإن كانت قد بدأت متأخرة (في عام 1973)، ورأت ثورة الإنقاذ الوطني أن تنقل مسؤولية التخصص إلى مجلس التخصصات الطبية والذي كان مفترضاً أن يكون تحت إشراف رئاسة الجمهورية وبرعايته وبدأ المجلس متعثراً عام 1995 ذلك لأن جامعة الخرطوم قد وقفت بمعزل بل مناوئاً له ولوقوف الإرادة السياسية بقوتها خلف المجلس أذعنت جامعة الخرطوم ليتحول أمر التخصص إلى ورغم أن كل الحادبين على دفع عجلة التخصص في السودان وقفوا مع المجلس بل وسندوا خطواته إلا أنه يقف اليوم شبه عاجز عن إيجاد منافذ للأطباء للتخصص ولعل عدم وضوح تبعيته لجهة تنفيذية والضباب الذي عتم الرؤية في قانونه لم يشجعا تطوره لاستيعاب التطورات العالمية في التخصصات الطبية ولا حتى استيعاب الأعداد المطلوبة للاخصائيين في السودان، فمنذ عام 1999 (بداية تخريج المجلس) وحتى يناير 2009 (عشرة اعوام خرّج المجلس 1350 اختصاصياً بما فيهم اخصائي الأسنان وطب المجتمع) بمعدل 135 اخصائي فقط في كل عام، وزارة الصحة قضت في استراتيجيتها ربع القرنية باحتياجها لـ500 اخصائي كل عام.


    ----------
    نقلا عن اخر لحظة عدد 1 اكتوبر 2009
                  

05-11-2013, 04:52 PM

Khalid Basheer
<aKhalid Basheer
تاريخ التسجيل: 04-14-2013
مجموع المشاركات: 381

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزمة التعليم فى السودان .. بقلم: الفاضل عباس محمد علي (Re: احمد سيد احمد)

    شكرا لطرح هذا الموضوع الهام جدا. المؤسسات القائمة على أمر التعليم - كغيرها من بقية المؤسسات - لن يستقيم حالها ما لم تتم إدارتها بمهنية وموضوعية من قبل أفراد مؤهلين فنيا وسموا أخلاقيا وليس من قبل ثيوقراط رؤيتهم للتعليم تحدها أفكارهم الخربة البائسة التي أوصلت التعليم إلى هذا الحال. في الرابط أدناه مقالة لعوض محمد الحسن بها ملخص لتوصيات ما يسمى بتأصيل المناهج !
    http://sudaneseonline.com/index.php?option=com_cont...17-14-27andItemid=55

    أدناه أيضا "بوست" يوضح أخطاء ذات دلالة على حال التعليم والمهنية في المؤسسات.

    إحراج !
                  

05-11-2013, 06:58 PM

Abdullah Idrees
<aAbdullah Idrees
تاريخ التسجيل: 12-05-2010
مجموع المشاركات: 3692

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزمة التعليم فى السودان .. بقلم: الفاضل عباس محمد علي (Re: Khalid Basheer)

    الموضوع معقد جدا ، التعليم بالمناسبة عندو علاقة وثيقة جدا بالهوية ، ما ممكن اصلا يكون عندك تعليم محترم وموجه لخدمة بلد بدون هوية ؟
    التعليم ليس أ ب ت ث ، H2O ومبطلات الوضوء والكفارة ، انت حا تعلم زول كيف اذا هو اصلا ما عارف هو مين ؟
    الحاجة التانية هي الموارد المالية ، منذ ان اصبح التعليم يعتمد على مصادر تمويل ضخمة نحن طلعنا من المجرى ، الى بداية السبعينات كان المعلم / والكتاب/ الطالب هو المثلث الاهم بالنسبة للوسائل والادوات ، الموضوع ده خلاص ، ما بقول انو بقى مش مهم ، لكن دخول وسائط اخرى مكلفة جدا في العملية التربوية طلعنا برة .. انا مثلا اتخرجت سنة 96 و ما لمست كيبورد بتاع كمبيوتر الى عام 99 ؟؟ رغم اني تخرجت من اكبر جامعة في البلد ؟
    مش معقول ابدا زول خريج يلمس كيبورد اول مرة في حياتو عمرو 27 سنة ؟ اما عن المناهج والكتب فحدث ولا حرج .. الكتاب مشتركين فيهو مية ، درست اولى ابتدائي في فصل بتاع بروش في قلب عطبرة في الداخلة سنة 78 ، مش حلة صغيرة اتذكر وانا في خامسة ابتدائي الكنبة كانت بتقع بينا في الحصة نشيلا ونمشي بيها برة نطقطقا وومرات بنرميها برانا و ندك الحصة ..
    تتصورا اسي تزويد جميع مدارس السودان وجامعاتو بمعامل كمبيوتر يكلف كم ؟
    الحاجة الاخيرة ، نحن ما عندنا ولاء ولا بنعرف نرد الجميل ، شوف في امريكا والدول الغربية الناس بتتبرع للجامعات البتتخرج منها كيف ؟ منح وكراسي وتبرعات مالية عينية سنوية واوقاف بمليارات الدولارات سنويا ..
    يوم واحد ما شفت سوداني ولا سمعت ، انو تبرع بمبلغ مادي لجامعة تخرج منها ...
    تحياتي نصر
                  

05-11-2013, 10:03 PM

أحمد التجاني ماهل
<aأحمد التجاني ماهل
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 882

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزمة التعليم فى السودان .. بقلم: الفاضل عباس محمد علي (Re: Abdullah Idrees)

    العزيز ناصر
    لك التحية على نشر المقال، والتحية والتجلة لأستاذ الفاضل عباس وهو أستاذ قديم متجدد على الدوام أستاذ لغة انجليزية متمكن وعالي الثقافة كلما جالسته اكتسبت من ماعونه المليان، وعلاوة على ذلك صدقه وثباته مبادءه. فهو مترجم فذ رصين اللغة وكاتب مجيد له التحية والاحترام.
    أحمد
                  

05-12-2013, 01:32 AM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزمة التعليم فى السودان .. بقلم: الفاضل عباس محمد علي (Re: أحمد التجاني ماهل)

    Quote: تتصورا اسي تزويد جميع مدارس السودان وجامعاتو بمعامل كمبيوتر يكلف كم ؟
    تصدق ما كتير خالص
    أحسب عندك تشتري 20 كومبيوتر مستعملة
    (بتكون عمرها سنتين بس)
    الواحد بالشاشة يكلفك ال80 دولار
    دي 1600 دولار
    سيرفر بسعر 500 دولار
    ترابير وكراسي ما تكلف ال200
    ومعاهم طابعة ب 100
    وشوية توصيلات ب 100 دولار
    كلها ما تامة ال 4000
    5000 بتركيبها
    بالسوداني 30000000 بالقديم

    وقارنها مع عربية واحدة عربات السادة الوزراء الخمسة
    أو العربية الأشتراها مدير انابيب البترول الإتعين جديد
    (ب 800 مليون)
    تمن العربية يعمل أكثر من 25 معمل كومبيوتر
    ودا أكثر من جامعات السودان
    ولو أديت أي طالب ساعة في اليوم
    يستطيع هذا المعمل أستيعاب 400 في اليوم
    لو إشتغل 20 يوميا
    يعني يوميا 25*400 = 10000 طالب قعدوا في الكومبيوتر


    شفت كيف ؟؟؟
    لاحظ 77 وزير وكل وزير أقلاه 3 عربات جديدة
    دا غير كبار القادة والبيروقراطيين وأعضاء مجلس الشعب
    عييييييييييييييييك
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de