ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 03:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-01-2012, 05:52 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28

    في يناير العظيم

    يناير الانتصار استشهد الاستاذ محمود محمد طه وقد اغتالته قوي الهوس الديني مجتمعه من انحاء الوطن او محيطه الاقليمي

    من قوي هوس ديني .


    دعوة للذكري ومعرفة خصال الحسن ومواقف الشجاعة للاستاذ محمود



    موقع الفكرة الجمهورية لمن يرغب في معرفة اكثر هو www.alfikra.org
                  

12-01-2012, 10:23 AM

محمد علي عثمان
<aمحمد علي عثمان
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 10608

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)

    رحم الله الشهيد الاستاذ محمود محمد طه الذي قدم نفسه فداءا للشعب السوداني ضد الظلم والدكتاتورية

    ستظل ذكرى إستشهاد الاستاذ محمود ، باقية في ضمير الشعب السوداني زادا في

    النضال ضد كل متجبر وظالم

    شكرا الاستاذ صبري الشريف



                  

12-01-2012, 10:37 AM

عباس الدسيس
<aعباس الدسيس
تاريخ التسجيل: 10-11-2012
مجموع المشاركات: 3403

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: محمد علي عثمان)

    له الرحمة والمغفرة ... سلامات صبري اخبارك والاسرة
                  

12-01-2012, 04:52 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: عباس الدسيس)

    محمد علي عثمان

    اشكرك كثيرا وشكرا لهذه الصورة الجميلة انظر للاستاذ يقف شامخ


    وترك علما ومعرفة


    غتلته قوي الظلام لكن لم تستطع قتل فكرته ورؤيته للعالم وللانسان

    مساعدة في حل فهم الدين والدنيا علي نهج النبي الكريم بالشكل الصاح

    حارب الهوس الديني وفضح كافة اشكال استغلاله للدين
                  

12-01-2012, 05:35 PM

mekki
<amekki
تاريخ التسجيل: 06-15-2003
مجموع المشاركات: 3433

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)

    Quote: رحم الله الشهيد الاستاذ محمود محمد طه الذي قدم نفسه فداءا للشعب السوداني ضد الظلم والدكتاتورية

    ستظل ذكرى إستشهاد الاستاذ محمود ، باقية في ضمير الشعب السوداني زادا في

    النضال ضد كل متجبر وظالم

    شكرا الاستاذ صبري الشريف
                  

12-02-2012, 03:29 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: mekki)

    صديقي عباس الشريف الدسيس


    اهلا بك وفي هذا المقام اسعد جدا بمرورك

    سياتي اليوم الذي تعود فيه عافية الوطن ويسقط عصابة الحكم الجاثم علي صدر الشعب

    وسنحتفل بذكري الشهيد الاستاذ وكافة شهداء الديمقراطية والسيادة الوطنية

    شكرا يا عزيزي
                  

12-02-2012, 04:34 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)
                  

12-02-2012, 06:55 AM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)

    صبوري
    Quote: موقع الفكرة الجمهورية

    هي بالله الفكرة دي لسة فكرة؟
    يعني عشرات السنين فكرة؟
    يا ترى متى ستصبح الفكرة (فعلة)؟
    الزمن ده كلو بتفكرو؟
    الله هونيني يا قول نوريت

    خد فكرة واشتري بكرة!
                  

12-02-2012, 11:39 AM

عصام علي أحمد
<aعصام علي أحمد
تاريخ التسجيل: 07-16-2006
مجموع المشاركات: 2419

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: محمد جلال عبدالله)

    صبرى تحياتى لك
    مقال من العيار الثقيل اود ان نتشاركه فى ذكرى الشهيد محمود محمد طه
    الشكر للزميل محمد فضل الله المكى الذى جلب المقال للمنبر

    والتحية والخلود لروح الاستاذ الشهيد محمود محمد طه

    Quote: في عدد جريدة الراية القطرية, الصادر يوم الأريعاء 28نوفمبر 2012م,كتب سعادة السفير السابق عوض محمد الحسن في عاموده الأسبوعي, وتحت عنوان(بصيرة إنسان سوداني نادر), ما يلي:

    في بداية خمسينات القرن الماضي, كان السودان مايزال ريفاً كُله إلا بضع بُقع حضريَّة متناثرة (تسمى مجازاً مُدُناً, لكنها في حقيقة الأمر مجموعة قُرى تعكس التكوين القبلي لساكنيها), تتوسطها بعض مظاهر الحداثة المتمثلة في مباني الحكومة وأحياء الإداريين البريطانيين, وأحياء موظَّفي الحكومة, والبداية الجِنينيَّة لطبقة وسطى قوامها بعض المِهنيين والتجّار. ولم تكن أوضاع بقيَّة الدول العربية( وسائر بلاد المسلمين, ومعظم بلدان العالم الثالث) أحسن حالاً من السودان! أُمِيَّة مُتفشِّية, وفقر مُدقِع,وأمراض ترتبط بفقر البيئة, وإقطاع يمتص دم الفلاحين, وحكم استعماري يقتات على مُقدَّرات هذه البلدان, وتواصُل محدود بما يدور في العالم من حولها.
    في عام 1953م, ورغم الخلفيَّة القاتمة تلك, كتب شهيد الفكر في السودان,الأستاذ محمود محمد طه خطاباً عجيباً لمدير عام اليونسكو آنذاك, يُناقِشه مناقشة النِّد للنِّد في تقريره المقدَّم للمؤتمر العام للمنظَّمة التي لم تبلغ عامها السابع منذ إنشائها في عام1946م, لتبني(حصون السلام في عقول البشر), بالتعليم الجيِّد والثقافة والعلوم منعاً للحروب. قال الأستاذ محمود مُعلِّقاً على ما ورد:
    (فأنت تريد أن تُنجِب الإنسان الحُر, الذي يعيش في مُجتمع عالمي, وأنت لكي تحقق ذلك, تُريد نظاماً دوليَّاً مُشتركاً, وإن شِئت فسمِّها حكومة عالميَّة. وتريد إلى ذلك نوعاً جديداً من التعليم, هذا ما تُريد, ولا عِبرة عندي بهذا الحذر الذي تُبديه عند الحديث عن الحكومة العالميّةى بقولك: "دون أن تنال من سيادة أُمَّة", فإنَّه حذرٌ من دوافِعِهِ التي يمكن أن نلتمس فيها الحرص الشديد الذي يطالعك في تمسُّك كل أُمَّة بسيادتها الداخلية, وإلا فأنت تعلم كما أعلم, أن الحكومة العالمية لا تقوم إلا على الحد من سيادات الأُمم)....فتأمَّل هذا الإستشراف لتطوُّر القانون الدُّولي بعد عقود من هذه الإشارة الذكيَّة!!!
    ثم تحدَّث الأستاذ عن التقدم العلمي والصناعي الذي أحدث ثورةً في الفكر الإجتماعي والصناعي تعتمِل في الصدور والعقول, تنتهي في رأيه إلى نتيجة محتومة, هي أنه لا مندوحة للأمم التي تعمُر هذا الكوكب الصغير الذي نعيش فيه, من أن تدور في فلك واحد, كما تفعل الكواكب السيارة في النظام الشمسي.
    ( وهذا الكوكب الصغير الذي تعيش فيه الإنسانيَّة وحدة جغرافيَّة, قد ربط تقدُّم المواصلات الحديثة الوسيعة بين أطرافِهِ ربطاً ألغى الزمان والمكان إلغاءً يكاد يكون تاماً)....ثم تحدَّث الأستاذ محمود عن البون الشاسع الذي يفصل بين الحكومات الوطنية و الحكومة العالمية التي تنشدها البشريَّة, وأنه إذا تُرِكت البشريَّة لتقطع هذا البون الشاسع بأسلوبها المعهود, نشبت بينها نواشِب التغالُب, وتضورت بالمجاعات, وولغت في الدِّماء, وأفسدت في الأرض. لذلك: ( ليس على طلائع البشريَّة فيما أعلم , واجب يُشرِّفهم أداؤه أكبر من أن يُعينوا الإنسانيَّة على إجتياز هذا البون, ولا يكون التطوُّر يسيراً هيِّناً سريعاً إلاّ إذا سار على حُداءَ عقلٍ مُستهدٍ جريء).
    يمضي الأستاذ محمود ليبين كيفيَّة بناء مثل هذا العقل المُستهدي عن طريق التعليم, فيقول مشيراً إلى ما ذكره تقرير اليونسكو:(إن التعليم الجديد يجب أن يُستمد من النظرة الجديدة إلى الغاية من الحياة الإجتماعيَّة, وهي إعداد إنسان حُر يعيش في مجتمع عالمي..إنسان حُر من هو؟.. هو من تحرر عقله وقلبه من رواسب الخوف, فنبَّه جميع القوى الكامنة في بنيته, فاستمتع بحياة الفكر وحياة الشعور. هذا هو الإنسان الحُر. والتعليم المُوجَّه إلى إعداده يُعنى في المقام الأول بتحرير المواهب الطبيعيَّة..فالتعليم في حقيقته مجهود فردي يقوم به كل رجل وكل امرأة)....ما أسمته اليونسكو بعد نصف قرن*التعليم للجميع*.
    ثم يتحدث الأستاذ محمود عن السبيل إلى هذا التعليم, فيتحدث إلى مدير عام اليونسكو عن القرآن:( إنك لابد قد سمعت بالقرآن, وما يُقال عنه انه كتاب المسلمين, وهذا غير الحق, فإن القرآن كتاب الإنسانيَّة جمعاء, لأنه سيرة الحياة جمعاء. هذا الكتاب هو سيرة النفس البشريَّة الخالدة في الجوهر, المتقلِّبة في الصور المختلفة, في الأزمنة المختلفة, والأمكنة المختلفة).

    ماذا دهى السودان وغيره حتى حدث هذا الإنحدار المُريع من قِمَّة الفكر المُستنير, إلى فتاوي إرضاع الكبير, وحُرمة دخول المرأة في البحر, وزواج القاصِرات, وحرمة إهداء الورود, وقمع الفكر الحُر, وإلهاء الشباب بالتجهيل المُنظَّم الذي يُقعِده عن النظرة الناقِدة, والتبصُّر والرُشد؟....كيف تنحدر هذه الدعوة المبكِّرة لمجتمع عالمي إلى التشتُّت القبلي والجِهوي والطائفي الذي نراه الآن؟؟؟؟؟
    حين اغتُيِل الرئيس جون كنيدي في عام 1963م, حزنت الولايات المتحدة كلّها, بل حزن العالم بأسره على الرئيس الشاب الوسيم, وتعاطف مع زوجته الحسناء جاكلين, وأطفالِهِ اليُفَّع, وفي السودان البعيـد, شاعت أغنية شعبية تقول:( يا جاكلين, الشعب كُلُّه حزين, كندي مين كَتَلُه؟أسألو جونسون المسك بدلو).. وحين سُئل مالكولم إكس الزعيم المسلم الأسود عن فاجِعة مقتل كنيدي, كان الوحيد الذي قرأ الحادثة في إطارها الصحيح, قال:( طال عنف المجتمع الأبيض, أحد أفضل أبنائهِ). وكان جزاء ثاقب بصيرتِهِ وذكائهِ الوقّاد أن فُصل من أُمَّة الإسلام! ثم اغتالته الأُصوليَّة البيضاء المتمثِّلة في إدجار هوفر, رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي(إف.بي.آي) عن طريق منافسيه في أُمَّة الإسلام.
    وفي السودان, أعدمت نفس الأصوليَّة العمياء محمود محمد طه لنفاذ بصيرته, وأصالة فِكرِهِ, وسِعة إطِّلاعِهِ في أمور الدنيا والدين, وليقظتِهِ والآخرين نيام, ولقراءتِهِ للتاريخ والحاضر والمستقبل قِراءة مستنيرة مستبصِرة..قتلوه بتُهمة الرِدَّة في الخُمس الأخير من القرن العشرين وهو ابن العقد الثامن!! كيف تقتل من كتب لمدير عام اليونسكو في بداية خمسينيات القرن الماضي مثل هذا الخطاب المُدهِش؟؟
    ــــــــــــــــــــــــــــــ إنتهى.
                  

12-02-2012, 12:01 PM

البحيراوي
<aالبحيراوي
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 5763

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: عصام علي أحمد)

    الأخ صبري الشريف

    تحياتي - ورحم الله شهيد الفكر الراحل محمود محمد طه ولعل عجلة الزمان لن تتوقف حتى يعلم الناس من قُتل لمجرد فكره وقناعاته !!

    بحيراوي
                  

12-03-2012, 03:57 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: البحيراوي)

    بحيراوي

    اهلا بك وذكري الاستاذ وفكره لن تستطع قوي الهوس الديني اغتيالها

    الان الناس تحتفل بذكري الشهيد ومن قام باغتياله يحصدالنسيان


    الفكر لا يغتال باغتيال المفكرين \ات


    شكرا للمرور
                  

12-05-2012, 09:30 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)
                  

12-05-2012, 09:32 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)

    نص الحوار
    لقاء صحفي مع الأستاذ محمود محمد طه زعيم الأخوان الجمهوريين
    صحيفـــة المطــرقة (حائطية) - معهد تدريب معلمات الثانوي العام

    أجرى اللقاء محمد الحسن محمد أحمد
    14 يناير 1979م - مدينة الثورة - الحارة الأولي - منزل الأستاذ محمود محمد طه

    كمدخل لهذا اللقاء أرجو أن يحدثنا الأستاذ عن أبعاد فلسفة الجمهوريين "دينيا و إجتماعيا".

    الأستاذ : هي بعث الإسلام من جديد ، في مستواه العلمي ، الذي أشير إليه بالفطرة "فطرة الله التي فطر الناس عليها" .. الحديث: "الإسلام دين الفطرة" .. وفي الفطرة تلتقي البشرية من حيث هي بصرف النظر عن ألوانها و ألسنتها و معتقداتها .. الدعوة الجمهورية "الدعوة الإسلامية الجديدة" دعوة لبعث الدين في المستوى العلمي .. علم النفس وهذا المستوى يتسامى فوق العقيدة و هو مضمن في أصول القرآن - القرآن المكي- هذا المستوى من الإسلام ليس دينا بالمعنى المألوف عن الأديان ، و إنما هو خلاصة وتتويج للمجهود البشري في جميع الحقول و بخاصة في حقل الدين - في هذا المستوى التركيز علي الحرية الفردية في مكان الغاية ، والحرية الجماعية في مكان الوسيلة - بمعنى آخر الفرد هو وحده الغاية من وراء كل الوسائل بما في ذلك وسيلة الإسلام ، و القرآن ، والمجتمع. ففي هذا المستوى من الإسلام المجتمع ينظم بطريقة تجعله الوالد الشرعي للإنسان الحر الكامل ، و هذا التنظيم عندنا يقوم علي ثلاثة مستويات:
    مستوى العدالة الإقتصادية (الإشتراكية).
    مستوى العدالة السياسية (الديمقراطية).
    مستوى العدالة الإجتماعية (المساواة بين الرجال والرجال وبين الرجال و النساء من غير وصاية تقع من فرد علي الناس).
    هذه المستويات موجودة في أصول القرآن "المكي" وليست موجودة في فروع القرآن "المدني" .. وجوهر الدعوة الإسلامية الجديدة يقوم علي تطوير التشريع من الآيات المدنية التي تنظم الإقتصاد علي أساس الزكاة ، وتنظم السياسة علي أساس الوصاية - إما بالسيف علي المعترضين ، أو بالقانون علي المؤمنين - وتنظم الإجتماع علي أساس وصاية الرشيد علي القصر ، و قد كان النبي وصيا على كل الناس ، و الرجال أوصياء علي النساء ، والمؤمنون أوصياء على أصحاب الملل و التحل الأخرى.

    الرسالــــة الثـــانية ؟

    أصول القرآن قامت عليها شريعة هي شريعة النبي في خاصة نفسه وهي ما تسمى عندنا بالسنة ، و فروع القرآن قامت عليها شريعة هي شريعة عامة الأمة. بشريعة أصول القرآن كان محمد نبيا ، و بشريعة فروع القرآن كان محمد رسولا ، و الفرق بين الشريعتين يمثله الفرق بين النبي و بين الفرد من سائر أمته.
    شريعة أصول القرآن - السنة - هي الرسالة الثانية ، و شريعة فروع القرآن هي الرسالة الأولي ، و نحن اليوم دعاة إلي الرسالة الثانية بمعنى بعث السنة التي كانت تكليف النبي في خاصة نفسه لتكون شريعة لعامة الناس في المجتمع الذي بشر به النبي وسماه إخوانه في مقابل أصحابه في الحديث المشهور: "وا شوقاه لإخواني الذين لم يأتوا بعد .. قالوا: أو لسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال: بل أنتم أصحابي. وا شوقاه لإخواني الذين لم يأتوا بعد .. قالوا: أو لسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال: بل أنتم أصحابي. وا شوقاه لإخواني الذين لم يأتوا بعد .. قالوا: من إخوانك يا رسول الله ؟ قال: قوم يجيئون في آخر الزمان للعامل منهم أجر سبعين منكم. قالوا:منا أم منهم؟ قال : بل منكم. قالوا: لماذا ؟ قال: لأنكم تجدون علي الخير أعوانا ولا يجدون علي الخير أعوانا." .
    الرسالة الثانية هي شريعة الأخوان ، والرسالة الأولي هي شريعة الأصحاب. ونحن نعتقد أن جاهلية القرن العشرين الحاضرة هي الجاهلية التي ينبلج فجر ليلها عن الرسالة الثانية كما إنبلج فجر ليل جاهلية القرن السابع عن الرسالة الأولي.

    ماذا يمكن أن يقول الأستاذ حول ما نسب إليه في مجلة صباح الخير المصرية من قول (أنا محمد .. أنا المسيح .. أنا الله) ؟

    الأستاذ : مجــرد هــراء.
                  

12-05-2012, 09:38 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)

    ماذا يقول الأستاذ عن الصلاة كوسيلة وليست غاية ؟

    الأستاذ: الصلاة أعظم عمل العبد ، أعلي العبادة اللفظية قولك "لا إله إلا الله" و أعلي العبادة العملية "الصلاة" ، وقد جمعن هذه في العبارة القرآنية "إليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه" ، فالكلم الطيب "لا إله إلا الله" و العمل الصالح علي قمته الصلاة وكما سبقت الإشارة في إجابة سابقة أن الفرد هو وحده الغاية من جميع السعي من إنزال القرآن و إرسال الرسول وتشريع الشريعة ، والصلاة الشرعية المعروفة عندنا في الدين بهيئتها و أوقاتها هي أكبر وسيلة لتوصيل الفرد إلي مقام حريته ، و الصلاة تقع علي مستويين كلاهما ورد في الحديث: "الصلاة معراج العبد إلي ربه" .. و هذه هي الصلاة الصغرى التي جاء بها جبريل إلي النبي في مكة. جاءه بأوقاتها و بهيئة وضوئها وبهيئة أدائها. "والصلاة صلة بين العبد وربه" و هذه هي الصلاة الكبرى التي لم يكن جبريل حاضرها لحظة فرضها. كلا مستويين الصلاة وسيلة كما قررنا ، ولكن وسيلة الصلاة الكبرى اقرب إفضاء إلي الغاية ذلك لأن بها تتم الشريعة الفردية.
    الصلاة الصغرى هي تكليف النبي بالأصالة و تكليف الأمة بالتبعية والتقليد ، فالنبي فيها أصيل و الأمة فيها مقلدة له. هي وسيلة إذا أحسن التوسل بها و ذلك بإتقان تقليد النبي. توصل إلي الصلاة الكبرى و ذلك بسقوط التقليد و قيام الأصالة. و النبي الكريم هو داعي الصلاة الصغرى بقوله ، وعمله .. وهو داعي الصلاة الكبرى بقوله ، وعمله ، وحاله. فإذا سار المقلد بإتقان فإنه يصير إلي حال يشبه حال النبي من صدق التوجه إلي الله و حضوره معه وفراغ باله عما سواه وهذه الحال هي الأصالة في مقابل التقليد .. فالتقليد المتقن يفضي إلي الأصالة و هذا ما نقول به .. نحن لا نقول بإسقاط الصلاة ، و إنما نقول بإسقاط التقليد حتى يفضي إلي الأصالة و يسقط التقليد .. و تقوم الأصالة تأسيا بالنبي الكريم .. وعند الأصالة يأخذ الأصيل صلاته بلا واسطة .. فهو إذن علي صلاة و لكن شريعته فيها شريعة فردية و ليست شريعة جماعية.

    نسب إليكم (إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر و أنا لا أفعل الفحشاء والمنكر لذلك لا أصلي) ما رأيكم ؟

    الأستاذ: فالقول المنسوب لي بأني قد إنتهيت عن الفحشاء والمنكر ولذلك لا أصلي ، قول خطأ .. جاء من عدم الدقة في فهم ما أقول. فإن غرض الصلاة ليس فقط أن تنهي عن الفحشاء و المنكر و إنما غرضها الأعظم من هذا ، و الأبعد مدى هو الذي يجعلها لا غنى عنها لأحد ، إنما هو إنشاء العلاقة بين العبد و الرب وهى علاقة دائما و أبدا "سرمدية" تحتاج إلي إعادة ومراجعة.

    ما رأيكم في توفير جو الإختلاط في التعليم كي لا تكون الشقة بعيدة بين الرجل و المرأة و كي لا يحدث فساد فيما بعد ، فكل ممنوع مرغوب ؟

    الأستاذ: الإختلاط في الشريعة ممنوع و المرأة مكانها البيت و القرآن يقول :" وقرن في بيوتكن" فالحجاب هو خلف الباب و لكن لدى الضرورة يستبدل حجاب الباب المقفول بالثوب المسدول. و هو أن تخرج المرأة كاسية بالثياب الساترة و لا يبدو منها غير وجهها و راحتا كفيها و ظهرا قدميها وهي لا تخرج إلا لدى الضرورة. و الضرورة حددت بألا يكون لها عائل يكسب عليها قوتها. فرؤي أن تخرج لتكسب قوتها بالعمل الشريف. وهي في الشريعة لا تتعلم من العلم إلا أمور دينها. تتعلم ما لا تصح العبادة إلا به ، و تعلمها إمرأة ، أو يعلمها رجل من وراء حجاب . والتعليم في المدارس لا يعتبر في الشريعة سببا من أسباب خروجها من منزلها .. هذا هو الموقف في الشريعة .. و لكنه في الدين يختلف إختلافا كبيرا ، لأن الشريعة قد جاءت لمجتمع متخلف قد كان يئد البنت حية و من النص "و إذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت" .. فأصبحت الشريعة في مثل هذا المجتمع مشدودة إلي رواسب الماضي فلم تعط المرأة حقها كاملا و إنما وضعتها تحت وصاية الرجال و آية ذلك من كتاب الله "الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما أنفقوا من أموالهم ، فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ، و اللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن و أهجروهن في المضاجع و اضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا" .. هذه هي الآية التي قامت عليها الشريعة ، و أما آية الدين فهي "و لهن مثل الذي عليهن بالمعروف ، و للرجال عليهن درجة" ، فإذا تطور التشريع من مستوى آيات الفروع إلي مستوى آيات الأصول فإن المرأة يصبح لها كامل الحرية في أن تفكر و تقول وتعمل علي شرط أن تتحمل مسئولية قولها وعملها أمام القانون الدستوري "قانون الرسالة الثانية" .. فلا يكون هناك عليها وصي غير القانون و لا يكون هناك وصي علي الرجال غير القانون.
                  

12-09-2012, 11:35 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)

    فوق
                  

12-13-2012, 05:49 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)

    ولد الاستاذ محمود محمد طه فى مدينة رفاعة بوسط السودان فى العام 1909م تقريبا، لوالد تعود جذوره الى شمال السودان ، وأم من رفاعة ، حيث يعود نسبه الى قبيلة الركابية من فرع الركابية البليلاب نسبة الى الشيخ المتصوف حسن ود بليل من كبار متصوفة السودان. توفيت والدته – فاطمة بنت محمود - وهو لماّ يزل فى بواكير طفولته وذلك فى العام 1915م تقريبا، فعاش الاستاذ محمود وأخوته الثلاثة تحت رعاية والدهم ، وعملوا معه بالزراعة ، فى قرية الهجيليج بالقرب من رفاعة، غير أن والده لمّا يلبث أن التحق بوالدته فى العام 1920م تقريبا، فانتقل الاستاذ محمود وأخوانه للعيش بمنزل عمتهم برفاعة.
                  

12-13-2012, 06:12 AM

بثينة تروس
<aبثينة تروس
تاريخ التسجيل: 08-17-2012
مجموع المشاركات: 696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)

    بختك ياصبرى
    (ود البدري سمين) صدق الشيخ فرح ود تكتوك

    محبتى
    بثينة تروس
                  

12-13-2012, 03:15 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: بثينة تروس)

    حبابك بنت التروس زين القدامو واهو يا اختي ابنة ابي واكثر من ام

    كما يقول درويش

    لك ولاسرتك المحبة

    سيرة استاذنا خرزة وحريرة نتزين بها ولها قبل موعدها


    وكل يحتفل بسيرة الشهيد العظيم باشكال مختلفة
                  

12-13-2012, 07:45 PM

د.أحمد الحسين
<aد.أحمد الحسين
تاريخ التسجيل: 03-17-2003
مجموع المشاركات: 3265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)

    يا سلام يا صبري
    ده الكلام....انعشتنا
                  

12-13-2012, 11:20 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: د.أحمد الحسين)

    دكتور احمد مصطفي الحسين

    لك المحبة والسلام


    المنعش لكل هذه العقول الفكر الانساني وتربية الاستاذ لكم انتم رجال ام نساء من سعدتم بمشاهدة الاستاذ

    وهذا هو الكتاب الذي لم يكتب معاش الناس في كنف ابونا الاستاذ

    لك المحبة
                  

01-01-2013, 04:14 PM

محمد عوض السيد
<aمحمد عوض السيد
تاريخ التسجيل: 06-17-2011
مجموع المشاركات: 966

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)



    اللهم ارحم احد مفكرينا محمود محمد طه

    وشكرا لتذكرينا بذكري استشهاده


    مع ودي
    واحترامي

                  

12-28-2012, 05:20 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)

    up up
                  

01-13-2013, 03:52 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)

    ذكري اغتيال الاستاذ

    تحتم علينا الوقوف ضد مشروع التجارة باسم الدين وتحديدا نقف ضد الهوس الديني
    واستغلال الدين
                  

01-20-2013, 03:09 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)

    **
                  

01-11-2013, 08:39 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)

    محمود محمد طه يضع واو العطف بين الإسلام والسلام

    سيد أحمد علي بلال

    ساحة المعجزات تتشح بالثوب الأبيض
    سبع بلحات ووجنتان مغسولتان بندى الفجر
    تكفي للذكرى
    في تقاطع شارع محمود محمد طه،
    بشارع الحرية،
    ينتصب ثدي الحقيقة..
    حيث تتحول الدماء إلى حليب
    ويرضع العائدون من صحراء الروح
    حتى الفطام
    حاول أن يضع سارية السودان
    على خط استواء القلب والعقل
    بعد أن وضع واو العطف
    بين الإسلام والسلام
    لكن الكهنة انعطفوا بواوهم على العنق
    حاول الظلام أن يتخلله فلم يستطع
    لكن الكهنة مروا بالحرف المقلوب
    والحبل المنصوب
    عبر البرزخ الذي يفصل الأعلى من الأدنى
    ومنذ يناير كانون الثاني عام 1985
    غطت ستارة الظلام الكبرى لوح محمود
    حتى تكتمل شرافته
    ـــــــــــ
    الخرطوم يناير 1987
                  

12-16-2012, 04:55 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)

    الخلوة

    بدأ الاستاذ محمود تعليمه بالدراسة بالخلوة ، وهى ضرب من التعليم الأهلى ، كما كان يفعل سائر السودانيين فى ذلك الزمان ، حيث يدرس الاطفال شيئا من القرآن ، ويتعلمون بعضًا من قواعد اللغة العربية ، غير أن عمته كانت حريصة على الحاقه وأخوانه بالمدارس النظامية ، فتلقى الاستاذ محمود تعليمه الاوّلى والمتوسط برفاعة . ومنذ سنى طفولته الباكرة هذه أظهر الاستاذ محمود كثيرا من ملامح التميز والاختلاف عن أقران الطفولة والدراسة ، من حيث التعلق المبكر بمكارم الاخلاق والقيم الرفيعة ، الأمر الذى لفت اليه أنظار كثير ممن عاش حوله.
    كلية غردون ودراسة الهندسة

    بعد اتمامه لدراسته الوسطى برفاعة أنتقل الاستاذ محمود في عام 1932 الى عاصمة السودان ، الواقع حينها تحت سيطرة الاستعمار البريطانى ، وذلك لكى يتسنّى له الالتحاق بكلية غُردون التذكارية ، وقد كانت تقبل الصفوة من الطلاب السودانيين الذين أتّموا تعليمهم المتوسط ، حيث درس هندسة المساحة. كان تأثيره فى الكلية على محيطه من زملائه الطلبة قويا ، وقد عبر أحد كبار الأدباء السودانيين عن ذلك التأثير بقوله: ((كان الاستاذ محمود كثير التأمل لدرجة تجعلك تثق فى كل كلمة يقولها ! ))
    السكك الحديدية والنضال السياسى

    تخرج الاستاذ محمود فى العام 1936م وعمل بعد تخرجه مهندسًا بمصلحة السكك الحديدية ، والتى كانت رئاستها بمدينة عطبرة الواقعة عند ملتقى نهر النيل بنهر عطبرة ، وعندما عمل الاستاذ محمود بمدينة عطبرة أظهر انحيازًا الى الطبقة الكادحة من العمال وصغار الموظفين ، رغم كونه من كبار الموظفين ، كما أثرى الحركة الثقافية والسياسية بالمدينة من خلال نشاط نادى الخريجين ، فضاقت السلطات الاستعمارية بنشاطه ذرعًا ، وأوعزت الى مصلحة السكة حديد بنقله ، فتم نقله الى مدينة كسلا فى شرق السودان فى العام 1937م ، غير أنّ الاستاذ محمود تقدم باستقالته من العمل في عام 1941، وأختار أن يعمل فى قطاع العمل الحر كمهندس ومقاول ، بعيدا عن العمل تحت امرة السلطة الاستعمارية.
    كان الاستاذ محمود فى تلك الفترة المحتشدة من تأريخ السودان ، وفى شحوب غروب شمس الاستعمار عن أفريقيا ، علما بارزا فى النضال السياسى والثقافى ضد الاستعمار ، من خلال كتاباته فى الصحف ، ومن خلال جهره بالرأى فى منابر الرأى، غير أنّه كان مناضلا من طراز مختلف عن مألوف السياسيين ،حيث كان يمتاز بشجاعة لافتة ، لا تقيدها تحسبات السياسة وتقلباتها ، وقد أدرك الانجليز منذ وقت مبكر ما يمثله هذا النموذج الجديد من خطورة على سلطتهم الاستعمارية ، فظلت عيونهم مفتوحة على مراقبة نشاطه.
    زواجه وأبناؤه

    تزوج من آمنة لطفى عبد الله ، وهى من اسرة لطفى عبد الله العريقة النسب والدين ، والتى تنتمى لفرع الركابية الصادقاب ، وقد كان زواجهما فى أوائل الأربعينات من القرن الماضى . كان أول أبنائه (محمد) وقد نشأ فى كنف أبويه متفردا بين أترابه ، غير أنه ما لم يكد يخطو نحو سنى الصبا حتى غرق فى النيل عند رفاعة فى حوالى عام 1954، وهو لما يتعد العاشرة من عمره ، وقد صبرت أمه آمنة على فقده صبرا عظيماً . كان الاستاذ محمود وقتها خارج رفاعة ، فعاد اليها عندما بلغه الخبر ، وتلقى العزاء فى أبنه راضيا ، قائلاً لمن حوله: لقد ذهب أبنى لكنف أبٍ أرحم منى!
    له من الابناء بعد أبنه (محمد) بنتان هما (أسماء) ، و (سمية) .
                  

12-16-2012, 08:09 PM

عمر الحاج

تاريخ التسجيل: 03-03-2012
مجموع المشاركات: 181

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)

    Quote: سيرة استاذنا خرزة وحريرة نتزين بها ولها قبل موعدها


    شكرا يا اخي وصديقي الشريف بن الشريف
                  

12-17-2012, 02:55 AM

محمد أحمد الريح

تاريخ التسجيل: 01-22-2008
مجموع المشاركات: 3051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: عمر الحاج)

    رحم الله شهيد الفكر الأستاذ محمود الذى اغتالته الفئة الباغية فدارت عليهم الدائرة وستدور الدائرة بإذن الله

    على دولة المتأسلمين الطغاة
                  

12-17-2012, 03:31 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: محمد أحمد الريح)

    شكرا يا عمر الحاج الفضل يعرفه اهل الفضل

    دعواتك لنا بالنجاح ببركة الساده ال البيت

    شكرا الاستاذ ترك حسن سيرة ونصاعة فكر
                  

12-28-2012, 07:35 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)

    تحياتي وشوقي يا صبري.
    والتحية لزوارك الكرام من المتداخلين والقراء.
    وفي كالعهد بك دائماً. وما الالتصاق بالأستاذ محمود إلا التصاق بالوفاء لقيم الحرية
    والعدالة والمساواة والمحبة والسلام.
    فدم وفياً.
                  

12-29-2012, 07:05 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Haydar Badawi Sadig)

    mamalik_s1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

12-29-2012, 04:08 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: عبدالله عثمان)

    عزيزي حيدر بدوي

    التسفار ابعدك عن الاستعداد معنا للاحتفال بذكري اجمل وانبل الناس واصدقها واعرفها فعلا لخير الانسانية

    سلام لك ولاسرتك ويا ريت لو تزين هذا البوست بقصيدة او اكثر من انشاد الفكرة وانت ممن يتمتعون بصوت شجي وذهن وقاد

    سلام ل بت مجذوب التي قادت عربتها انت وانا والعيال مسافة يشتهي الغرقان شهيك ... من نيويورك بافلو الي اوهايو فلها المحبة والسلام وكل ذكري والناس اكثر صدقا وسلاما ووفاء
                  

12-29-2012, 04:23 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)

    أعدّي لي الأرض كي أستريح
    فإني أحبّك حتى التعب
    صباحك فاكهةٌ للأغاني وهذا المساء ذهب
    ونحن لنا حين يدخل ظلٌّ إلى ظلّه في الرخام
    وأشبه نفسي حين أعلّق نفسي على عنقٍ
    لا تعانق غير الغمام
    وأنت الهواء الذي يتعرّى أمامي كدمع العنب
    وأنت بداية عائلة الموج حين تشبّث بالبرّ حين اغترب
    وإني أحبّك، أنت بداية روحي، وأنت الختام
    يطير الحمام
    يحطّ الحمام
    أنا وحبيبي صوتان في شفةٍ واحده
    أنا لحبيبي أنا. وحبيبي لنجمته الشارده
    وندخل في الحلم، لكنّه يتباطأ كي لا نراه
    وحين ينام حبيبي أصحو لكي أحرس الحلم مما يراه
    وأطرد عنه الليالي التي عبرت قبل أن نلتقي
    وأختار أيّامنا بيديّ كما اختار لي وردة المائده
    فنم يا حبيبي ليصعد صوت البحار إلى ركبتيّ
    ونم يا حبيبي لأهبط فيك وأنقذ حلمك من شوكةٍ حاسده
    ونم يا حبيبي عليك ضفائر شعري، عليك السلام
    يطير الحمام
    يحطّ الحمام
    رأيت على البحر إبريل
    قلت: نسيت انتباه يديك
    نسيت التراتيل فوق جروحي
    فكم مرّةً تستطيعين أن تولدي في منامي
    وكم مرّةً تستطيعين أن تقتليني لأصرخ
    إني أحبّك كي تستريحي
    أناديك قبل الكلام أطير بخصرك قبل وصولي إليك
    فكم مرّةً تستطيعين أن تضعي في مناقير هذا الحمام
    عناوين روحي
    وأن تختفي كالمدى في السفوح
    لأدرك أنّك بابل، مصر، وشام
    يطير الحمام يحطّ الحمام
    إلى أين تأخذني يا حبيبي من والديّ
    ومن شجري، من سريري الصغير ومن ضجري،
    من مراياي من قمري، من خزانة عمري
    ومن سهري، من ثيابي ومن خفري
    إلى أين تأخذني يا حبيبي
    إلى أين تشعل في أذنيّ البراري
    تحمّلني موجتين وتكسر ضلعين، تشربني ثم توقدني،
    ثم تتركني في طريق الهواء إليك
    حرامٌ... حرام
    يطير الحمام يحطّ الحمام
    - لأني أحبك، خاصرتي نازفه
    وأركض من وجعي في ليالٍ يوسّعها الخوف مما أخاف
    تعالى كثيرًا، وغيبي قليلاً تعالى قليلاً، وغيبي كثيرًا
    تعالى تعالى ولا تقفي، آه من خطوةٍ واقفه
    أحبّك إذ أشتهيك أحبّك إذ أشتهيك وأحضن هذا الشعاع المطوّق بالنحل والوردة الخاطفه
    أحبك يا لعنة العاطفه
    أخاف على القلب منك، أخاف على شهوتي أن تصل
    أحبّك إذ أشتهيك
    أحبك يا جسدًا يخلق الذكريات ويقتلها قبل أن تكتمل
    أحبك إذ أشتهيك أطوّع روحي على هيئة القدمين
    - على هيئة الجنّتين أحكّ جروحي بأطراف صمتك.. والعاصفه
    أموت، ليجلس فوق يديك الكلام
    يطير الحمام يحطّ الحمام
    لأني أحبّك (يجرحني الماء) والطرقات إلى البحر تجرحني
    والفراشة تجرحني وأذان النهار على ضوء زنديك يجرحني
    يا حبيبي، أناديك طيلة نومي، أخاف انتباه الكلام
    أخاف انتباه الكلام إلى نحلة بين فخذيّ تبكي
    لأني أحبّك يجرحني الظلّ تحت المصابيح، يجرحني طائرٌ في السماء البعيدة،
    عطر البنفسج يجرحني أوّل البحر يجرحني آخر البحر يجرحني
    ليتني لا أحبّك
    يا ليتني لا أحبّ ليشفى الرخام
    يطير الحمام يحطّ الحمام
    - أراك، فأنجو من الموت.
    جسمك مرفأ
    بعشر زنابق بيضاء، عشر أنامل تمضي السماء
    إلى أزرقٍ ضاع منها
    وأمسك هذا البهاء الرخاميّ، أمسك رائحةً للحليب المخبّأ
    في خوختين على مرمر
    ثم أعبد من يمنح البرّ والبحر ملجأ على ضفّة الملح والعسل الأوّلين
    سأشرب خرّوب ليلك ثم أنام على حنطةٍ تكسر الحقل، تكسر حتى الشهيق فيصدأ
    أراك، فأنجو من الموت. جسمك مرفأ
    فكيف تشرّدني الأرض في الأرض
    كيف ينام المنام
    يطير الحمام يحطّ الحمام
    حبيبي، أخاف سكوت يديك فحكّ دمي كي تنام الفرس
    حبيبي، تطير إناث الطيور إليك فخذني أنا زوجةً أو نفس
    حبيبي، سأبقي ليكبر فستق صدري لديك ويجتثّني من خطاك الحرس
    حبيبي، سأبكي عليك عليك عليك لأنك سطح سمائي وجسمي أرضك في الأرض
    جسمي مقام
    يطير الحمام يحطّ الحمام
    رأيت على الجسر أندلس الحبّ والحاسّة السادسه
    على وردة يابسه أعاد لها قلبها وقال: يكلفني الحبّ ما لا أحبّ يكلفني حبّها
    ونام القمر على خاتم ينكسر وطار الحمام
    رأيت على الجسر أندلس الحب والحاسّة السادسه
    على دمعةٍ يائسه أعادت له قلبه وقالت
    يكلفني الحبّ ما لا أحبّ يكلفني حبّه ونام القمر على خاتم ينكسر
    وطار الحمام
    وحطّ على الجسر والعاشقين الظلام
    يطير الحمام يطير الحمام


    الشاعر العظيييم محمود درويش رحمه الله



    دي هدية لك يا عبد الله
                  

12-29-2012, 05:16 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)

    الاخ محمد احمد الريح

    سلااام واحترام

    شكرا لهذا القول الكريم

    انت وانا وغيرنا نعرف تجربة دولة الظلم والقهر التي طبقها الاخوان المسلمين في السودان

    والحقيقة انظر لجميع تجارب تطبيق ما يسمي حكما اسلاميا وفشله العظيم

    انظر للسعودية وحتي الاسم لاسرة واحدة والحكم ظاهر للعيان

    وانظر لايران وباكستان والصومال والسودان وحتي المجموعات مثل بوكو حرام

    ودول الربيع العربي والتي قال عنها الحاج وراق انه شتاء عربي

    انظر لحال مصر وتونس وليبيا وفي السكه سوريا وازمة العقل الوهابي او تيار الهوس الديني بشكل عام

    اشكرك كثيرا وانت قد تعرضت لابشع التعذيب من نظام الحكم الاسلاموي في السودان وغيرك ايضا دفع روحه

    ثمنا لمقاومة الحكم الظالم

    محبتي
                  

01-07-2013, 07:34 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)

    رأيت على الجسر أندلس الحب والحاسّة السادسه
    على دمعةٍ يائسه أعادت له قلبه وقالت
    يكلفني الحبّ ما لا أحبّ يكلفني حبّه ونام القمر على خاتم ينكسر
                  

01-01-2013, 03:49 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)

    في يوم ذكري الاستقلال ارفع تذكار افضل من جسد سيرة وحسن بصيرة

    قد قاوم الاستاذ الاستعمار وقاوم الطائفية التي سارت في طريق الاستعمار في عدم تقديمها ل مشروع لحل مشكلة البلاد
    بل فاقمت المشكلة بهرولتها الغير موضوعي لتحكيم الشريعة منذ مطلع الاستقلال وساهمت في الفشل وازدياد ظاهرة الهوس الديني


    سلااام علي الاستاذ محمود ذلك الانسان
                  

01-06-2013, 07:13 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)

    الاسلام والدعوة للسلام

    فى عام 1952م صدر كتاب ((قل هذه سبيلى)) ) وصدر منشور بالانجليزية هو ((Islam, The Way out)) ، وبدأت بذلك حركة واسعة لتأليف الكتب التى تتولى شرح فكرة الدعوة الاسلامية الجديدة وتفصيل مذهبيتها.
    دعا الأستاذ محمود الى الاسلام كمذهبية تبشّر بتحقيق أنسانية الانسان ، عن طريق تقديم المنهاج الذى يحقق السلام فى كل نفس بشرية ، وعلى مستوى الكوكب البشرى ، حيث يُقدم الاسلام فى مستواه العلمى كدعوة عالمية الى السلام. وقد ظلت قضايا الفكر ، والحرية ، والتحليل العلمى للحضارة الغربية ولواقع المسلمين قضايا مطروحة بالحاح منذ أن تنالولها الاستاذ محمود فى المنشور الأول وحتى اليوم.
    فصدر كتاب ((أسس دستور السودان)) فى ديسمبر 1955م ليشرح أسس الدستور الذى دعا له الجمهوريون ، ثم توالى اصدار الكتب حيث صدر كتاب ((الاسلام)) فى عام 1960م ، ثم كتابا ((رسالة الصلاة)) و ((طريق محمد)) فى عام 1966م. وتوجت حركة البعث الاسلامى هذه فى يناير 1967م بكتاب ((الرسالة الثانية من الاسلام)) والذى ُيعد الكتاب الأم للفكرة الجمهورية. وقد توالى بعد ذلك ، وعلى مدى زمنى يمتد الى قرابة العشرين عاما، صدور الكتب التى تتولى تنزيل دقائق العلم بالدعوة الى الاسلام فى مستوى الرسالة الثانية ، وذلك فى كافة مناحى المعرفة ، فصدر فى ذلك جملةً ما يفوق الثلاثين كتاباً ، هذا فضلا عن الكتيبات والمنشورات التى كانت تواكب مستجدات الأحداث برأى فكرى وسياسى سمته الدقة ، والاخلاص ، وقد صدر فى هذا الباب ما زاد على المئتى كتيب ومنشور.
    الدعوة لطريق محمد وتطوير التشريع

    دعا الاستاذ محمود الى تقليد النبى محمد صلى الله عليه وسلم كمنهاج للسلوك الدينى بهدف توحيد القوى المودعة فى الانسان ، من قلب وعقل وجسد ، والتى وزعها الخوف الموروث والمكتسب ، ثم الى تطوير التشريع الاسلامى بالانتقال من الآيات المدنية التى قامت عليها بعض صور الشريعة ، الى الآيات المكية التى نسخت فى ذلك الوقت لعدم تهيؤ المجتمع لها ، حيث الدعوة الى الديمقراطية والاشتركية والمساواة الاجتماعية ، المدخرة فى أصول الدين ، وقد بسط الاستاذ محمود فكرته فى آفاقها الدينية والسياسية والمعرفية بعلمٍ واسعٍ ، وحجةٍ ناصعةٍ ، وصبرٍ على سوء الفهم وسوء التخريج وسوء القصد الذى قوبلت به فكرته من معارضيها ، حتى ذهب يقينه بفكرته واخلاصه لها ، والتزامه ايّاها فى اجمال حياته وتفصيلها، مثلا فريداً فى الدعاة والدعوات.



    http://www.alfikra.org/
                  

01-07-2013, 07:54 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)

    Quote: وفي السودان, أعدمت نفس الأصوليَّة العمياء محمود محمد طه لنفاذ بصيرته, وأصالة فِكرِهِ, وسِعة إطِّلاعِهِ في أمور الدنيا والدين, وليقظتِهِ والآخرين نيام, ولقراءتِهِ للتاريخ والحاضر والمستقبل قِراءة مستنيرة مستبصِرة..قتلوه بتُهمة الرِدَّة في الخُمس الأخير من القرن العشرين وهو ابن العقد الثامن!! كيف تقتل من كتب لمدير عام اليونسكو في بداية خمسينيات القرن الماضي مثل هذا الخطاب المُدهِش؟؟
    ــــــــــــــــــــــــــــــ إنتهى.




    عصام علي احمد

    كالعهد بك دائما متقد الذهن ومفتوح القلب
    اعذرني علي التاخير


    تراكم الاشياء حال دون ان ارد عليك
                  

01-07-2013, 08:02 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)

    Quote: تزوج من آمنة لطفى عبد الله ، وهى من اسرة لطفى عبد الله العريقة النسب والدين ، والتى تنتمى لفرع الركابية الصادقاب ، وقد كان زواجهما فى أوائل الأربعينات من القرن الماضى . كان أول أبنائه (محمد) وقد نشأ فى كنف أبويه متفردا بين أترابه ، غير أنه ما لم يكد يخطو نحو سنى الصبا حتى غرق فى النيل عند رفاعة فى حوالى عام 1954، وهو لما يتعد العاشرة من عمره ، وقد صبرت أمه آمنة على فقده صبرا عظيماً . كان الاستاذ محمود وقتها خارج رفاعة ، فعاد اليها عندما بلغه الخبر ، وتلقى العزاء فى أبنه راضيا ، قائلاً لمن حوله: لقد ذهب أبنى لكنف أبٍ أرحم منى!
    له من الابناء بعد أبنه (محمد) بنتان هما (أسماء) ، و (سمية) .




    محمد عوض السيد

    حبابك وحباب لقيااااك في كنف بوست ابونا الاستاذ وسيرته احلي من سكر الجنيد وعسلاية وكنانه


    اهلا بك قدم نفسه فداء لنا من شر تسلط قوانين تطبيق الشريعة الاسلامية المشوهة التي سميت قوانين سبتمبر 83


    اهلا تفضل
                  

01-07-2013, 09:13 PM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)
                  

01-08-2013, 10:53 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Khalid Elmahdi)

    لم يكن الأستاذ محمود، طيلة نشاطه الفكري، والسياسي، منذ منتصف الأربعينات، يطلب سلطةً، أو جاهاً، أو عرضاً أياً كان. كان زاهداً في السلطة الفوقية، زهداً مطلقاً، فهو قد كان يريد تغييراً جذرياً، ينطلق من حيث يقف عامة الناس، لا من حيث تقف الصفوة! وكان يعرف أن ذلك يقتضي زمناً، ولذلك، فقد كان يسابق الزمن ليضع البذرة في الحقل البور، تلك البذرة التي كان ينتظر لها أن تثمر التغيير الجذري، في نهاية المطاف. فهو قد ألقى البذرة، وكان فقط، يود أن يتأكد أن جذوراً من تلك البذرة قد بدأت تمتد إلى داخل الأرض. لم يكن مشغولا متى ستشق تلك البذرة التربة، وتظهر على سطح الأرض، لتخضل وتثمر!! كان حامل مشعلٍ، ولم يكن طالب سلطة، وشتان بين الإثنين!


    جزء من مقال للدكتور النور حمد له التحية والاجلال


    سلام يا عبد الله عثمان صورة ابونا الاستاذ محل ما تنظر اليها تجده مبتسما فرحا وصبوحا




    الاخ خالد المهدي تحايا لاهل كالقري وكندا عموم والله ايامكم\ن نتابع معك من علي البعد الاحتفال ويا ريت لو تستخدموا النت في نقلها



    الاستاذ احمد الحسين لك مليون سلام وعقبال هذه الذكري تلهم الحماس في شعبنا ويتخلص من سلطة الهوس الديني التي اذاقته العذاب
                  

01-13-2013, 05:14 PM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: Sabri Elshareef)

    ثباتُكَ طودٌ والعُروشُ هباءُ
    وإن هي إلا خِسَّةٌ وغباءُ
    وصوتُكَ بعثٌ في الملايينِ كلها
    وإن خنقتها الفتنةُ النكباءُ
    وقد دِيسَ وجهُ الشعبِ في كل محفلٍ
    ألم يَبْقَ في الشعبِ الأبيِّ إباءُ؟

    عالم عباس/ فبراير1985


    طوبى للأستاذ محمود، مات وتعلّمنا أن الإنسان بإمكانه أن يكون تواقاً إلى الكمال.
    تحيّاتي يا صبري
                  

01-16-2013, 06:37 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكري الشهيد المفكر الاستاذ محمود محمد طه ال28 (Re: هشام الطيب)

    مــــحمـــود الـــذي عـــرفــت .. بقلم: د. منصور خالد


    الثلاثاء, 15 كانون2/يناير 2013 17:27

    عندما جوبهت بسؤال عن الموضوع الذي أتمنى إختياَره للحديث عن شهيد الفكر محمود في مئويته، بل في الذكرى الرابعةِ والعشرين لإستشهاده، توقفت مرة بعد مرةً، فمحمودٌ رجلٌ لكل الفصول : (A man for All Seasons)، ذلك وصف أطلقه الفيلسوف الهولندي إيراسموس الملقب بأمير الإنسانويين على شهيد فكر آخر، هو السير توماس مور، رئيس مجلس اللوردات البريطاني في عام 1529م على عهد الملك هنري الثامن. ليس بين الرجلين عُلقةٌ في الفكر، بل تشابهٌ في الصدق مع النفس حتى الموت. وعندما تمنى علىَّ منظمو الحفل أن أتحدثَ عن الفكر السياسي عند محمود إزدَدتُ إحترازاً لأن إقبالَ الأستاذ الشهيد على الفكر السياسي كان مختلفاً جداً عما يُطلِق عليه البعضُ أسم الفكر السياسي في السودان، وهو ليس منه في شئ.

    العنوان الذي إخترت للحديث: "محمود محمد طه الذي عرفت" فيه مجالٌ للتوسعة بدلاً عن الحصار والتضييق. و الهدف من الحديث ليس هو شرح او تشريح أفكار الاستاذ، وانما هو القاء اضاءة كاشفة عن تنوع معارفه، وجديته في االإقبال علي القضايا العامة، ثم صدقه مع نفسه في القول و العمل. ولئن سأل سائل: كيف عَرفَتُ الأستاذ، ولماذا حَرَصتُ على معرفته، أجيبُ انني عرفت ذلك المفكر الفهامه أولاً كما ينبغي أن يُعرف المفكرون. المفكر يعرفه الناس من قراءة ما كتب والتملي فيما كتب. والمفكر تشدُ الناسَ اليه نجاعةُ الفكر، وفصاحةُ الأسلوب، وبدائعُ التفسير، ثم البلاغة في تصريف المعاني. كثيرٌ من الذين تصدوا لأفكار الراحل إبتنوا معرفتهم لأفكاره على السماع لم يروموا من ذلك غير غرض واحد هو التشهير. ومن بين أولئك طائفةٌ من المتربصين سارعت إلى قراءةِ ما بين السطور، قبل قراءة السطور، ناهيك عن التمعن فيها، ومن ثَم ذهبت تلك الطائفة إلى إختراص المعاني التي يريدون عبر تلك القراءة الزائفة حتى يُقَدروا عليها الأحكام بالظن، وبعضُ الظن إثم.

    سعيتُ من بعد القراءة والتملي فيما قرأتُ إلى لقاء الرجل، ليس فقط رغبة في الحوار معه حول بعضِ أفكاره، وإنما أيضاً لأكتنِه أمرَه: ما الذي كان الأستاذ يبتغي مما يدعو له؟ وعلي أي أساس كان يخاصم ويصطلح؟ وما هو معيارُه في الحكم على البشر، وبخاصة الحواريين من حوله؟ الغاية من ذلك الحوار كانت هي الإدراكُ السليمُ لكيف يستبطنُ المفكرُ الداعيةُ القيمَ التي يدعو لها، أي التعرفَ إلى مخبره قبل مظهره. تعرفت على محمود أيضاً من خلال تجارب اخوة لي لم يكونوا أبداً من بين صحبه وناصريه ولكن شاءت الظروف ان يرافقوا الإستاذ في مرحلة من مراحل حياته فأحبوه، ورأوا فيه من الخصائص والخلال ما لم يروه في غيره من الرجال. هذه هي المداخل التي قادتني للتعرف على رجل هو بكل المعايير رجلُ وَحْدَه.

    فمحمودٌ مفكرٌ دينيٌ مجدد ساءه أن يتظنى الأغيار، بل بعضُ المسلمين، ان الإسلام في ازمة، وانه عقبةٌ في سبيل التطور والتحديث. محمود رأي غيرَ ذلك. العقبة في رأيه هي الفهمُ القاصرُ للدين، وليس الدينُ نفسَه. والمأزوم هو المسلمُ المتقاصرُ عن فهم الدين فهما صحيحاً، وليس الإسلام.

    محمود أيضاً مثقف موسوعي لم ينبذْ الأفكارَ المعاصرة او يناهضها دون علم و دراية بها، بل ذهب لتقصي إصولها ودارسة تجاربها شأن الباحث المدقق والامين في آن واحد. ذهب لدراسة الماركسية لينفذ الي حسناتها ويبين سيئاتها. من حسناتها في رأيه تحليلها للإقتصاد وإبرازها لدور الإقتصاد في مراحل التطور التاريخي للإنسانية، ومن سيآتها، حسب رأيه، إتخاذ العنف وسيلة للتغيير. كما درس الحضارة الغربية ورأي وجهيها، فحسب قولهَ لتلك الحضارة "وجه حسن مشرق الحسن ووجه دميم". حسنُها في الكشوف العلمية التي اخصبت الحياة البشرية، ودمامتها في القصور عن التوفيق بين حاجة الفرد وحاجة الجماعة. وهكذا دواليك كان إقترابه من تحليل الليبرالية والفكر القومي، ومناهج الحكم.

    هو أيضاً متصوف زاهد إخشوشنت حياتُه بإختياره حتى خَمُص بطنه ورب مخمصةٍ خيرٌ من التُخَم. ورغم مهنيته التي اثرى منها رفاقُه في المهنة إلا انه لم يوظف مهنَته تلك ليوثِنَ (يكثر) في المال، بل ظل يُبقى منه ما يقيم الأود ثم يعفو ما فاض عن حاجته.

    هو سياسي حمله جَدْب البيئة السياسية إلى أن يُرَوي بفكره عَزازَ ارضها. وكان له في ذلك قول يعود الي عهد مؤتمر الخريجين عندما قال في السفر الأول : "أول ما يؤخذ علي الحركة الوطنية انصرافها التام عن المذهبية التي تحدد الغاية وترسم الطريقة التي تحقيقها". ذلك رأي عاد إليه بعد إنتفاضة إكتوبر 1964م فوصفها بأنها فترة إكتملت فيها مرحلة العاطفة السامية التي جمعت الشعب على إرادة التغيير لكن لم تملك بعد فكرة التغيير. من ذلك نستجلي أن الأستاذ كان لا يرى مستقبلاً لأي تطور سياسي إلا أن إهتدى العمل السياسي بفكرة ورؤية. وفي هذا المجال أقبل الاستاذُ على الكتابة في كل ضروب السياسةُ: السياسةُ الحكمية، والسياسة الإجتماعية، والسياسة الثقافية، اي ذهب الي معالجة كل قضايا الناس الحيوية والحياتية وذلك هو لب السياسة. كان ذلك في وقت لم يتجاوز فيه أهل السياسة التفاصح والتداهي بما ليس فيهم، بحيث أصبحت الفصاحة – والتي هي ليست مرادفاً للبلاغة – هدفاً في حد ذاتها.

    لمحمودٍ المجدد، إن ابتغينا التفصيل، رأي في الإسلام، هو ان "الإسلام محاصر في سياج دوغماطي مغلق"، وذلك تعبير نقتبسه من المفكر الاسلامي الجزائري محمد اركون. ولا سبيل في رأي محمود لفك مغاليق ذلك السياج الا بقراءة جديدة للإسلام وفق فكرة إبتدعها تقوم على التمييز بين فقه الإصول وفقه الفروع، بين آيات الإصول التي تعبر عن القيم الرفيعة والمبادئ الأساسة التي ما جاء الأسلام إلا لتحقيقها، وبين تلك التي لا تكون فيها التكاليف إلا بوسع الناس على تحملها. وعبر كل ما قرأت للأستاذ المجدد لم أقرأ ما يشي بإنكاره لصلاحية الفقه الموروث في زمانه ومكانه، وإنما إرتأى أن ذلك الفقه والقيم المعيارية الملحقة به لا يصلحان لزمان الناس هذا، لما بين الزمنين من فجوة معرفية وقيمية ومعيارية. فهذا زمان تحكمه عهود دولية حول حقوق الإنسان، وتضبط الحكم فيه والعلاقات بين الأمم على إمتداد العالم مواثيق إرتضتها الدول ولم تنكرها واحدة منها وعلى رأسها ميثاق الأمم المتحدة. تلك المواثيق والعهود فرضت واجبات لا تملك دولة التخلي عنها بدعوى خصوصياتها الثقافية.

    أزاء ذلك التناقض الظاهري بين الدين والقيم المعيارية الجديدة إنقسم المسلمون إلى فرق. فريق يقول أن لا مكان للدين في الحياة، ولهذا فالدين غيرُ ذي موضوع بالنسبة للحياة، أو لمنظومة السلوك الدولي الجديدة. وفريق ثانٍ يرى في كل ما إبتدعته الإنسانية بِدعاً ضِليله، وكل ضلالة للنار. بعض من هؤلاء تصاعد في زماننا هذا بتلك الفكرة المدمرة الى تفريق العالم إلى فسطاطين: فسطاط الكفر وفسطاط الإيمان. وفريق ثالث لا يريد أن يستقيل عن دينه، كما لا يقدر على الإنعزال عن العالم فيلجأ إلى تخريجات مستنبطة من المفاهيم والأحكام الدينية الموروثة، وهي تخريجات تؤكد ولا تنفي دعاوي الذين يقولون بعدم صلاحية الدين للعصر لما في مطاوي تلك التخريجات من تناقض داخلي. و في هذا، هم اما مفكرون قاصرون، أو أدعياء منافقون.

    محمود كان من أسبق المفكرين للدعوة لحلول مستمدة من إصول الإسلام، ليس فحسب، ليناهض بها الفكر الموروث الذي لم يعد صالحاً لهذا الزمان، بل ايضاً ليدحض بها الفكر الملتبس أو المتيبس للإسلام حماية للإسلام نفسه، خاصة وهو كله آراء رجال وبالتالي لا قدسية له. بدون قراءة جديدة للمفاهيم والأحكام الدينية السائدة ، يستعصي التكامل بين الدين والحياة. في دعوته تلك، إنطلق الأستاذ من قاعدة إصولية هي ان الإسلام غير معاش على الأرض الآن، لا على مستوى تشريعات الدولة الإسلامية ولا في مستوى أخلاقيات المسلمين.

    جاء في الحديث "أن للدين صوى(benchmarks) ومنارات كمنار الطريق"، وعن تلك الصوى كان محمود يبحث. بسبب من ذلك انكر تقديس الاحكام التي لم تعد صالحة لزماننا، وأن صلحت كشريعة لمن قبلنا. انكر أيضاً على المعاصرين من حماة ذلك الفكر المتيبس الدور الوسائطي الذي إفترضوه لأنفسهم بين الأنسان وربه. ذلك كهنوت لا يعرفه الإسلام، بل نعيذ الإسلام منه بذاته وبأسمائه. فكل مسلم في رأي الأستاذ رجل دين. كما ليس في الإسلام وظيفة يطلق عليها وظيفة رجل الدين. ودوننا العراقي أبو حنيفة، وهو من أبرع الأئمة في إستخراج الأحكام الفقهية، كان تاجر خز لم يلهه الإجتهاد عن مهنته.

    في عودته للإصول لم ينحُ طه للتجريد وإنما تقفى كل القضايا الحياتية التي شغلت، أو ينبغي أن تشغل، الناس، وعلى رأسهم قياداتهم السياسية. ففي السياسة الحكمية كتب محمود في عام 1955م عن الفيدرالية كأصلح المناهج لنظام الحكم في السودان، في الوقت الذي كان غيرُه يصفُ الفيدراليةَ بأنها ذريعةٌ إستعمارية لتفتيت وحدة السودان وكأنا بهؤلاء لم يكونوا يعرفون كيف وحدتْ الفيدراليةُ دولاً مثل الولايات المتحدة الأمريكية، والهند، وكندا، والبرازيل، والمانيا. وفي السياسةِ الإجتماعية تناول قضيةَ المرأة في وقت لم يكن فيه للمرأةِ مكانٌ إلا أن تكون مستردفةً وراء الرجل حتى بالمعنى الحسي للكلمة، إذ كان بعضُ الرجال يومذاك يستنكف أن تجلس زوجته إلى جواره في السيارة. ما فتئ بعض من هؤلاء ينادي بقوامةِ الرجل على المرأة مهما كان مستوى علمِها ودينِها وخلقها، ولا ضير عندهم إن كانت المرأة هي العالمة مدام كوري الحائزة على جائزة نوبل مرتين، أو الكاتبة البريعة إيملي برونتي، أو شهيدة الحرية بنازير بوتو. كما لا ضيرعندهم ان كان الرجل هو أي فحل جلف ليس له من علم او خلق يتحفل به أمام المرأة التي يطمع في الولاية عليها. هذه النظرة التي تجعل من المرأة ضديداً للرجل نسبها الأستاذ، بحق، إلى الجهل ولهذا كتب: "المرأة ليست عدوة الرجل، الجهل عدوهما، معاً". لذلك فإن موقف الإستاذ الشهيد من قضية المرأة كان من أعظم فتوحاته الفكرية في الحقل الإجتماعي. وكان الأستاذ ينظر للمرأة كإنسان ينبغي الإنتصاف لحقه، أين كان. ويروي لي الراحل الحبيب الدكتور خليل عثمان، وكان قد صَحبَ الأستاذَ في محبسه، كيف أن الأستاذ ظل يُتابعُ إنتخابات الرئاسة الأمريكية: رونالد ريقان وجورج بوش ضد والتر مونديل وجيرالدين فيرارو، ويجاهر بتمنياته لفيرارو بالإنتصار. سأله خليل: ما الذي تَعرفُ عن هذه السيدة حتى تؤيدَها؟ قال الاستاذ: "أنا لا اعرفُها البتة لكني اتمنى لها الإنتصار لأن إنتصارَ المرأةِ في أمريكا لإحتلال موقعٍ كهذا هو إنتصار للمرأة في كل مكان". ولعل محموداً قد فطن إلى أن في تحرير المراة تحريراً للمجتمع، وأن في صلاحها صلاحاً للأسرة، فالمرأةُ هي الإنسان كما قال الـروائي الألمــاني المعـروف تومـاس مــــان: "الرجـال هـم الرجـال ولكــــن المـرأةَ هي الإنسـان" (Men are men but woman is man).

    كان للأستاذ أيضاً رأي في الحرب والسلام ذهب به إلى جَذر المشكل بعقود من الزمان قبل ان نعترف بذلك في إتفاقية السلام الشامل في يناير 2005م . في تلك الإتفاقية إعترف طرفاها بجذور المشكلة التي ظلت كل القوى السياسية الشمالية تعوص على نفسها الإمور برفضها. بدلاً عن الإعتراف بجذر مشكلة الجنوب إستمرأت تلك القوى البحث عن مشاجب خارجية تُعلق عليها أسباب الخيبة. قال الطرفان في ديباجة بروتوكول ماشكوس: ", وإذ يدركان أن النزاع في السودان هو أطول نزاع في افريقيا، وأنه قد سبب خسائر مريعة في الأرواح، ودمر البنى التحتية للبلاد، وأهدر الموارد الإقتصادية، وتسبب في معاناة لم يسبق لها مثيل، ولا سيما فيما يتعلق بشعب جنوب السودان، وشعوراً منهما بأوجه الظلم والتباين التاريخية في التنمية بين مختلف المناطق في السودان". في ذلك إعتراف منا بأن لمشكل الجنوب إسباباً متجذرة في الداخل. وحقاً، حين كان السودانُ كلهُ يتلظى بنيرانِ الحرب، كان بعضٌ من أهله لا يُخفي فرحتَه بما حقق من إنتصار وهمي. في ذات الوقت ما انفك الأستاذُ ينظر إلى الصورة المتكاملة ولا يتوه في تفاصيلها، أو يهرب إلى الإمام من واقعها الكالح. كان كلما تباهى المنتصرون بقولهم: "لقد قضينا على مائة من الخوارج وأستشهد منا خمسة"، يعقب بالقول: "أما نحن فنقول أن السودان فقد مائة وخمسة من رجاله".

    بصورة عامة كان محمودٌ في سَرَعَان الناس (أي أسبقهم) إلى إدراك البعد الوطني لما ظللنا نسميه مشكلة الجنوب. كتب في واحدة من رسالاته ازاء الإسراف في الحديث عن مشكلة الجنوب، وكأن هذا الجنوب هو جنوب المريخ: "وللشمال مشكلة أيضاً". بذلك سبق قول الراحل جون قرنق:"مشكلة الجنوب هي فرع (Subset) من مشكلة السودان". هذا طرف من قضايا السياسة التي أهَمَت الأستاذ في حين صمت عنها السياسيون اما عجزأً أولا مبالاة. أدهي من ذلك أن اللهاثَ وراءَ السلطة يومذاك كان هو الشغلُ الشاغل لسادة الحكم، دون أي إجتراء من جانبهم على مواجهة النفس ونقد الذات، بل دون أن يقولوا مرة واحدة لمن ولوهم السلطة أو حملوهم الى سدتها، ما الذي يريدون أن يفعلوا بتلك السلطة من أجل قضايا الناس.

    وإن كانت نظرةُ الاستاذ الشهيد للمدينة الفاضلة التي قَدرَها وأحب أن يصير إليها السودانُ نظرةً شمولية تكاملية، إلا أنه قَدَر أيضاً ان السودانَ جزءٌ من عالم لا يستطيع السودانُ الإنفكاكَ عنه، كما هو جزء من حضارة إنسانية لا سبيل له للإنخلاع عنها. في ذلك لم يذهبْ مذهبَ الذين يدعون للإنخلاع عن الحضارة المعاصرة بدعوى تناقضها أو تباينها مع خصوصية ثقافية مدعاة، أو نقاء عرقي مزعوم. فهؤلاء مع كل مزاعمهم بفساد تلك الحضارة وجَحدهم لكسبها ومنجزاتها الإنسانية ظلوا يلتهمون نتاجها في المسكن والملبس والمشرب والتواصل والترحال، أي يعيشون كمستهلكي حضارة لا منتجين لها.

    شهيد الفكر كان يرمي ببصره بعيدأ ويقول أن الحضارة المعاصرة، حضارة القرن العشرين بلغت نهايات النضج. وان البشرية المعاصرة مجتمع كوكبي إن أصيب جزء منه تداعت لمرضه بقية الأجزاء. هذه النظرة التي جاء بها الأستاذ الشهيد في السبعينات سبقت ما تواصينا عليه بعد عَقد من الزمان في لجنة دولية كان لي شرف المشاركة في رئاستها: اللجنة الدولية للبيئة والتنمية. خرجت تلك اللجنة على الناس بتقرير اصبح هو الميثاق الدولي للبيئة في قمة الارض بريو دي جانيرو. جوهر ذلك الميثاق هو وحدة كوكبِ الأرض بحيثُ ينبغي على كلِ فردٍ في المعمورة ان يفكر عولميا ويعمل محلياً. ثم جاء من بعد فيضان العولمة بخيره وشره، وإنداحت معه الحدود بين البلاد. ولعلني لا اريد أن أتقفى أثر المفكرين المسطحين الذين يحاولون إيجاد نسب لكل فكرة حضارية جديدة، أو ظاهرة علمية مستحدثة بتجارب الدولة الإسلامية وبالقرآن الكريم، ناهيك عن ربطها بأفكار مجتهد معاصر، لا سيما وقد جاء زمان أطل علينا فيه نفر من المتفيقهين الذين لم يستح واحدٌ منهم من أن يفتعل لتخليق النعجة دوللي بالإستنساخ ذِكراً في الكتاب الكريم. كل ما أريد قولَه هو ان الشهيدَ المفكر كان يعالجُ إمور بلاده في محيط كوكبي أرحب لا نملك إلا ان نعيش فيه، ونتفاعل معه، ونؤثر عليه، ونتأثر به، في حين كان غيره لا يبصرون حتى ما تحت أقدامهم بدليل عجزهم عن معالجة أدنى مشاكل الحكم والحياة.

    هذه النظرة الكلية لقضايا الإنسان في السودان كانت بارزة أيضاً في ما كتب الأستاذ عن الإقتصاد. من ذلك رسالته حول الضائقة الإقتصادية (1981م). وأمثال تلك الضائقة يتخذها دوماً معارضو الحكم تكأة لتخذيله، أو ذريعة لحمله على الفشل. يفعلون ذلك دون أدنى إهتمام لما لتلك الضائقة من أثر على الوطن والمواطن. في تناوله لتلك الضائقة (والتي نستعرضها كنموذج) تناول الأستاذ البعد الأخلاقي للأزمة: مسئولية الدولة ومسئولية الأفراد؛ الريف والمدينة وأثر إنهيار الإقتصاد الريفي على إنهيار المجتمع الحضري؛ البعد الخارجي: التجارة الدولية، الديون؛ البيئة الطبيعية، الكوارث مثل الجفاف والتصحر. هذه النظرة الموضوعية العلمية لقضايا الناس هي التي يترجاها المواطن من قادته ومفكريه إن كانوا حقاً جادين في تدارس أي أمر ذي بال حتى يصلح حاله وأمره. والا حق قول أبي العلاء بأن الحكم ومذاهبه عند أولئك ليس هو الا وسيلة لجلب الدنيا لسادة الحكم.

    إنما هذه المذاهب أسباب لجلب الدنيا إلى الرؤساء

    تساءلت ذات مرة عن ما الذي يحول دون هذا المفكر، طالما أهّمَته السياسة، أن ينشئ حزباً سياسياً يتصارع عبره مع الآخرين على الحكم حتى يترجم أفكاره تلك إلى واقع. قال: "غايتنا ليست الحكم هي وإنما خلق المسلم الصالح المتكامل، وبصلاح الناس يصلح المجتمع". وحقاً لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم، وحقاً ايضاً أن لاسراة إذا تسيد الجهل على الناس.

    قلت أن الاستاذ المجدد كان يسعى لبناء مدينة فاضلة بخلق النساء والرجال الفاضلين. والرجل الفاضل عنده، فيما تبينت من قوله، هو الإنسان مجدول الخلق الذي يحسن عمله، ويقوم برعاية اهله وذويه، ويؤدي فروض ربه ووطنه. سالته ذات مرة كيف تنتقي ابناءك وبناتك من الجمهوريين، وما الذي تتوخاهُ فيهِم؟ قال: في البدء ان كان ذا مهنةٍ فلابد له من ان يُجود مهنتَه، فالرجلُ الذي لايستجيدُ مهنتَه يفتقدُ القوام الرئيس لقيادة الناس، وقوامُ كلِ شئ هو عِماده. الأمر الثاني هو القدرة على التبليغ، أي نشرالفكرة بين الناس بالتي هي احسن بحيث لايستفزه، عند الحوار، مستفز أو يزعجه مزعج. ثالثاً – وذلك هو بيت القصيد - أن لا يفعل في سره ما يستحي من فعله في علانيته. وكأني بالأستاذ الشهيد أراد ان يجعل من صحبه بشراً يقاربون الأنبياء في سلوكهم. هذا أمر لا أدعي أنني قادر عليه، ولمن قَدِر عليه من صحاب المفكر الشهيد تحية إعجاب.
    بُغية الأستاذ المعلم، إذن، كانت هي إعداد بنيه وبناته ليكونوا قدوة صالحة تُكلف نفسها في سبيل الدعوة غاية ما تقدر عليه. هذا امر ليس منه بُد إن كانت الدعوة لدين أساسَه الإستقامةَ والإستواء "وذلك هو دين القيَّمة". ولعله في هذا ذهب مذهب إبن رشد القرطبي في نظرته للكمال الإنساني. فعند إبن رشد يتميز الإنسان العاقل بما يحصل عليه من عتاد روحي وثقافي ومعارفي وتتكامل عنده الحكمة والشريعة لما بينهما من إتصال.

    لمحمود أيضاً رأي في الإنسان أبدع فيه. قال في واحدة من رسائله "الرجالُ عَندنا ثلاثة: الرجلُ الذي يقولُ ولايعمل لأنه يخافُ من مسئوليةِ قوله، وهذا هو العبد. والرجلُ الذي يَحِبُ ان يقولَ وان يعملَ ولكنه يحاولُ أن يهربَ تحت الظلام فلا يواجهُ مسئوليةَ قوله ولاعمله، وهذا هو الفوضوي. والرجل الذي يحب أن يفكرَ وأن يقولَ وأن يعملَ وهو مستعد دائماً لتحمل مسئولية قوله وعمله، وهذا هو الرجلُ الحرّ (الثورة الثقافية)". هذا حديث حكيم شفيف الباطن. إستذكرت الشاعر الراحل محمود درويش (الجدارية) وانا أعاود قراءة كلمات محمود هذه:
    انا لستُ مني لو أتيتُ ولم أصل
    انا لستُ مني لو نطقتُ ولم أقل
    أنا من تقول له الحروفُ الغامضات
    أكتُب تكن
    إقرأ تَجِد
    وإذا أردتَ القولَ فأفعل ، يتحد
    ضداك في المعنى
    وباطنُك الشفيف هو القصيد

    فللأستاذ، إذن، رؤية سوية للإنسان المثال لا إفراط فيها ولاتفريط، وإن كان هو في خاصة نفسه قد غالى، بمعاييرنا، في قمع نفسه حتى عن اللَمَم وتوافه الملذات . روى لي الدكتور الراحل خليل عثمان إبان محاياته للأستاذ وهما في الحبس إلحَافه على الشهيد أن يتناولَ معه كوباً من الشاي فتأبى الأستاذ، ثم رضخ لإلحاف خليل. وفي اليوم التالي كرر خليلٌ الدعوةَ له وهو يذكره بأنه تناول الشايَ البارحة دون أن يلحقَ به ضُر. قال الأستاذ: "لقد فعلتُها بالأمس إكراماً لك ولكني أعرف أن الشاي منبه وإن تناولتَه المرة بعد الاخرى صار شربُه لي عادة وانا لا اريد أن أكون عبداً لأي عادة".

    قلت ان في مسلك الأستاذ نسكاً وتصوفاً، يستعيد للذاكرة قول الإمام الغزالي في الأحياء حول الزهد: "هو أن تأتي الدنيا للإنسان راغمة صفوا عفوا وهو قادر على التنعيم بها من غير نقصان جاه، وقبح إسم، فيتركها خوفاً من أن يأنس بها فيكون آنسا بغير الله، محبأ لما سواء، ويكون شركاً لما سواه، فيحب الله غيره" لهذا سألته عن رأيه في متصوفة السودان، ولماذا يصب جام غضبه على الإسلاميين المحدثين لا على المتصوفة؟ ذلك سؤال قصدت به الإستفزاز الفكري، لا سيما ورأيي في علماء السودان ومتصوفته رأي إيجابي إذ عشت في رحابهم، وتعلمت إصول ديني من أشياخهم، قال الأستاذ: "المتصوفة والعلماء هم الذين قربوا الإسلام إلى نفوس اهل السودان بالحسنى، وحببوه إليها بتقوى الله ولهفة المظلوم، ولم يتخذ غالبهم الدين طريقاً للدنيا". أما الطائفيون الذين إتخذوا الدين معبراً للسياسية والمحدثون ممن ينصب أنفسهم دعاة للإسلام فقد أساءوا إلى الإسلام من جانبين: أولاً إحتكار الحقيقة حول الدين بالرغم من سوء فهمهم له؛ وثانياً تبغيض الناس فيه بسبب من الغلواء في الاحكام، لهذا فان مسعاه، كما قال، هو إستنقاذ الاسلام من هؤلاء. هذا الموقف هو ما ظل الأستاذ ثابتاً عليه في كل ما كتب عن الطائفية السياسية، وكان متسامحاً فيما كتب، بمعنى أن الإصرار على الحوار الفكري، لا إغتيال الشخصية وإلغاء الآخر، هو قمة التسامح. ورغم إختلافه مع الطائفيين والإخوان المسلمين والشيوعيين دعا عند المصالحة الوطنية في عهد نميري (أغسطس 1977م) إلى خلق منابر فكربة تتصارع فيها كل هذه القوى السياسية واسماها بأسمائها: لم يستثن منها واحداً. وكان يومها يتمنى أن يُملأ الفراغ السياسي بالفكر. أما الآخرون الذين تداعوا إلى تلك المصالحة فلم يروا لها إلا وجهاً واحداً هو المشاركة في الحكم عبر إئتلاف حزبي أو حكومة وحدة وطنية أو حكومة قومية.

    وعوداً على بدء في موضوع مَنسِك الأستاذِ نقول أن نسكه كان ذا طبيعة خاصة به، كان رجلاً من غمار الناس يمارس كل عوائدهم: ياكل الطعام، ويمشي في الاسواق، ويعود المريض، ويواسي الجريح ، ويعزي في الميت، كما لم يك يحسب نفسه منذوراً للبتولة كالمسيح أو أحبار الكنيسة إذ تزوج وانجب كبقية الخلق. لم يذهب أيضاً مذهب المتصوفة في إقصاء المعارف الدنيوية من حياتهم لأنها تلهيهم عن القربى، أي اقتراب السالك من ربه. فجُل المتصوفة لم يبتغوا من قراءة القرآن وتفسيره إستنباط أحكام فقهية أو عقائد كلامية، بل كانوا يريدون بها خلاصاً شخصياً بتعميق تجربتهم الروحية. بخلاف ذلك، إنغمس الأستاذ حتى أخمص قدميه في المعارف الدنيوية يحاور وينتقد، ويقبل ويرفض. ولم يكن إقترابه من التوحيد من وجهة حلولية شأن كل المتصوفة، بل محاولة فلسفية منه للحصول على معارف واقعية تهدي الإنسان في الحياة الدنيا؛ أي أنه "رأي سبيل الرشد فأتخذه سبيلاً". كما كان سبيله للآخرة هو الإقدام على الفروض والواجبات إقبال رجل يغشى قلبه الوجل من مخافة الله :"إذا ذكر الله وجِلت قلوبهم وإذا تُليت عليهم آياته زادتهم إيماناً" (الأنفال،2). كما كان يدرك أن وراء أداء الشعائر مغزى روحي عميق غير المعنى الظاهري، فتماماً كما أن ليس للصائم من صيامه غير الجوع والعطش، ليس، في حال البعض، للمصلي من صلاته غير القيام والقعود. الدين عند هؤلاء هو حوار أبدي بين الإنسان وخالقه في الليل والنهار حتى يتحقق لهم المقام المحمود: "ومن الليل تتهجد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً" (الإسراء 79).

    ثم جاءت نهاية شهيد الفكر كنهايات أضراب له واشباه من المفكرين الذين قدموا ارواحهم قرابين في محاريب الفكر، كانت نهايتهم على يد طغاة كحال الأستاذ الشهيد وتوماس مور، أو غوغاء كحال سقراط وغاندي. هؤلاء جميعاً لا ذنب لهم غير المجاهدة حتى يصبح الإنسان إنساناً. فمن قبل محمود ذهب سقراط ضحية إتهامه بتلويث عقول الإثينيين ولكنه، رغم إلحاح إفلاطون وزينوفون عليه كي يهرب - وكانوا يعدون للأمر عدته - رفض ذل الهرب من الموت. ذلك مشهد وصفه شوقي فابدع في الوصف:

    سقراط أعطى الكأس وهي مليئة شفتي محب يشتهي التقبيلا
    عرضوا الحـياة علـيه وهي ذليلة فابى وآثر أن يمـوت نبيلا

    أما غاندي الذي لم يعرف للعنف سبيلا فقد مات مغدوراً على يد متطرف هندوكي. بُغضُ غاندي للعنف وحبُه للناس حملاه على أن يقول:"هناك أهداف كثر أنا على إستعداد للموت في سبيل تحقيقها، غير أني لا ارى هدفاً واحداً يمكن أن يدفعني إلى قتل إنسان". نقل نبأ رحيل غاندي لأهل الهند جواهر لال نهرو وهو يقول:"لقد إنطفأ النور من حولنا، فالظلام يعم كل مكان." ثم إستدرك قائلاً:"ما كان لي أن أقول هذا. أنتم لن ترونه بعد اليوم، إلا أنه سيبقى بين ظهرانيكم".

    توماس مور، رجل كل الفصـــول، آثر الصـمت عندما قضــي هنري الثامن بإعدامه لرفضه التوقيع على القانون الذي يجعل من هنري رئيساً للكنيسة (Act of supremacy). وعندمىا أقتيد إلى المشــــنقة رفض أن ينبس ببنت شـــــــفه لقاضيه وجــلاده عــدا كلماته الاخـيرة التي صـمت بعــدها: "لا يحق لبشــــر زائل أن يكون رئيســــاً للروحــانية: "No temporal man may be head of spirituality". ذلك كان موقف الأستاذ الشهيد، إذ ما أبلغ صمته وأجمل سمته أمام المشنقة، فالجلاد وقضاة النار لم يبتغوا من الدعوة لإستتابته إلا كسر نخوته. ومن الحمق ان يظن ظان أن رجلاً تمرس بالشدائد، وصهرته المحن، وعرف الحق، سيفعل آخر الليالي ما لم يفعله في صباه. الشهيد ذو مِرة، وذو الِمرة لا ينكسر أمام الخطوب.

    في تلك الايام الحوالك عشت في لندن مع إخوة لي اغلبهم ممن عرف الاستاذ الشهيد من خلال ما كتب: الراحل حسن محمد علي بليل الإقتصادي المعروف، والراحل ابوبكر البشير الوقيع الإداري النابه، والأستاذ التجاني الكارب، ثم الراحل رفيق محمود، الدكتور خليل عثمان. بليل والكارب لم يكونا يبكيان على رجل ، بل كان بكاؤهما على موت ضمير. قالا سوياً:"هذا هو اليوم الوحيد الذي تمنينا فيه ان لا نكون سودانيين". ما تركنا يومذاك باباً في عواصم العالم الا وطرقناه حتى يُرَد الطاغية عن غيه. ثم ادلهم الظلام وذهب محمود كما يتوقع المرء أن يذهب، مرفوع الرأس كالرواسي الشامخات.

    أمثال محمود لا ينتهون بنهاية الوظائف البيولوجية لأجسامهم، وإنما هم باقون بما خلفوا في الرأس وفي الكراس. باقون بما سطروا على الورق، وما تركوا في أدمغة الرجال والنساء. وبهذا يصبح، أو ينبغي أن يصبح، السكون الأبدي لأجسادهم حركة دائبة. لا تهنوا، إذن، أيها الصحاب فأنتم اقوى من أي جلاد جلف، ومن أي قاض ظلوم، ومن أي عالم من أولئك الذين تراكم الصدأ على خلايا عقولهم.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de