...ام احمد!!....

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 01:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-13-2013, 12:02 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
...ام احمد!!....

    clip_image114.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    رسم سليمان سعيد

    هذه أول مهمة لضابط الأمن معتصم ولكن من كان يظن أنها ستكون الأخيرة،ظل منذ نعومة أظافره مغرم بالعمل في الشرطة التي تقاعد منها والده الراحل منذ أمد بعيد،بعد حفل التخرج البهيج في إستاد الخرطوم والزى الأخضر والنجوم الذهبية وجد نفسه قد غادر هذا الزى الرائع الذي حلم به كثيرا بسبب انتدابهم إلى العمل في جهاز الأمن السياسي، لم يخف امتعاضه العميق آن ذاك عندما تم استدعائهم هو ورفاقه العشرة المتفوقين في كلية الشرطة للعمل في الجهاز،لا زالت تطوف بخاطره المجهد والسيارة تنهب به القفار نحو أقصى شمال البلاد في مهمته الجديدة ،ذكرى تلك الليلة الليلاء عندما نعقت أبواق النظام بان هناك محاولة تخريبية جديدة قام بها الحزب اليساري المحظور..وجمعهم رئيسهم في مكتبه الخالي من كل شي وأعطاه مفتاح خزينة وطلب من أن ينزل الأرشيف ويأتيه بأول عشر ملفات في الدولاب على الجانب الأيمن..وعندما احضرها ووضعها أمام الآمر اخذ يقلبها بعدم اكتراث وسحب احدها واطلع عليه باهتمام زائف ثم ناوله له وردد في مسامعه بلهجة مستريبة "هذا أخطرهم،ويجب عليكم توخي الحذر عند اعتقاله"..
    تناول الملازم أول معتصم الملف وانصرف..ثم قادته سلسلة التحريات التي قام بها في العاصمة..أن المتهم احمد عبد الجليل..غادر العاصمة منذ أمد بعيد وذهب يقيم في الشمال في قريته البعيدة مع أمه..
    *****
    وصلت السيارة القرية النائية بعد أن عسعس الليل والمارة من قرويين ينظرون إليها في فضول متوجس، اقتربت من البيت المتهالك وقفز منها الجنود وطوقوا البيت ودفع معتصم الباب ليواجه امرأة عجوز تقبع وحيدة في منتصف الفناء..
    - ها قد عدتم مرة أخرى بعد غيبة طويلة تبحثون عن ابني ؟!
    - نعم يا والدة ابنك مخرب ومشترك في أعمال تخل بأمن الدولة
    أي دولة هذه يا ابني..التي يقوضها شاعر مصاب بالدرن عاد ليقيم مع أمه ورعايتها بعد أن أهملها سنين طوال يطارد في أمل غابت نجومه الحلوة في الأوهام في العاصمة البعيدة .. وأضحى يساعدني في فلاحة الأرض..

    - أين ابنك الآن ؟..
    - خرج قبل حضوركم ..
    - هذا لن يجدي،نحن ننفذ التعليمات..يجب عليك أن تقودينا إليه ؟
    - سأقودك إليه.. هيا اذاً..
    خرجت أم احمد تمسك بيد معتصم وتجمع الجنود من جديد وانطلقت السيارة المكسوة بالغبار مرة أخرى نحو أطراف البلدة حيث تقف قبة الشيخ ود بليل العتيدة في الظلام ونعيب البوم ونباح الكلاب الممزوج بسعال حاد يتمدد بين القبور..ويتداعى إلى آذانهم..
    طوق الجنود المقبرة وصاح معتصم في مكبر الصوت بنبرة تهديد
    - اخرج يا احمد..قد انكشف أمركم واعتقل رفاقك وأمك معنا الآن ..
    صفعه الصمت المطبق مرة أخرى وبدا التوتر يبدو عليه..أمر جندي بإطلاق نار في الهواء..دوى الرصاص المرعب والغريب على المكان..خرج شبح من خلف قبة الشيخ ود بليل لرجل ناحل طويل يسعل بين الفينة والفينة وطفق يتقدم نحوهم يحمل عصا في يده..اقترب رويداً رويداً ,صعق معتصم وهو يرى رجل مسن جداً، كان حارس المقبرة ، ظل يتقدم نحوهم ببطء ثم أضحى قاب قوسين أو أدنى وحدق في المرأة التي تقف جوارهم..
    - أم احمد !! من هؤلاء وماذا يريدون ؟!..
    - هؤلاء ماسحي أحذية يا حاج موسى،كلما اهترا حذاء الحكومة الذي تضعه على رؤوسنا جميعا..جاءوا لتلميعه بتدبيج الكذب والترهات..قالوا أنهم يريدون اعتقال ابني احمد..
    شهق حارس المقبرة من الدهشة ،وأشار لهم بان يتبعوه دون وجل..وعن كثب ظهرت الحقيقة ، دلهم حارس المقبرة والعجوز المسنة على القبر والشاهد الأبيض ،وجه معتصم المصباح نحوه وقرا(يا أيتها النفس المطمئنة....)..أصيب بغثيان حاد وجلس القرفصاء، كأن هناك خنجر انغرس في خاصرته،خفض الجنود أسلحتهم وتفرقوا في أسى..ظل معتصم يهذي ويبصق ويلعن كل من وما وضعه في هذا الموقف المشين..مطاردة الموتي من خلف القبور"فعلا نحن ماسحي أحذية وشذاذ آفاق وهذا العمل ليس له أدنى علاقة بمهنة ومهنية الأمن"..خنقته العبرات وردد..
    - سامحيني يا أم احمد..لم أكن اعرف ..!!
    - الله يسامحك يا ولدي...ليته أيضاً يسامحهم
    - تبا لهم جميعاً...الأوغاد الملاعين !!..
    - عندما مات ولدي منذ خمس سنوات في مستشفي مروي، فرحت جداً..تصور أنا الأم الوحيدة في العالم التي لم تبكي لان ابنها مات ..وأزعجت الممرضين بضحكي حتى ظنوا أنني فقدت عقلي ولم يكن احد أعقل مني أن ذاك..لقد استراح أخيراً..
    - الله يرحمه...الله يرحمه
    - نعم يا ولدي تعذب ابني كثيراً لا استراح من مداهمات رجال الأمن ولا من المرض العضال حتى بعد تخليه عن الحزب نفسه.. مات وتركني وحيدة ولم يترك لي حتى أحفاد أتسرى بهم,فقط دفاتر وأقلام وأشعار عامية،تحملها وتخفق بها أمواج النيل وتسافر بأجنحة الريح وسجع القماري والطيور و يتغنى بها أهل الشمال هنا وهناك...فيجلون قدري من مدينة كرمة إلى كريمة، أنا سعاد أم الشاعر احمد عبد الجليل ..
    - اللهم اجعل الموت راحتاً لنا من كل شر..
    - اللهم آمين ..نعم انه كذلك..
    *****
    في اليوم التالي،كان معتصم قد تغيير والى الأبد بعد أن قضوا ليلتهم في كنف أم احمد وحارس المقبرة ونفر من أهل القرية الذين أفزعهم وجمعهم دوي الرصاص ، ناول الجنود تقريره المرفق بشهادة الوفاة المؤرخة من مستشفى مروي التي أعطتها له أم احمد..ومعها استقالته الداوية "بأنه لن يمسح حذاء احد أبداً ويفضل البقاء مع أم احمد هنا بين النخيل والرمال ،يساعدها في الزراعة ويقرا لها أشعار ابنها الراحل البديعة:
    يا أم احمد
    دقي المحلب
    في توب احمد
    احمد غايب
    في الركايب
    جانا ######
    عيونو حمر
    سنونو صفر
    حلب الناقة
    في الشناقة
    تريدي أمك ولى أبوك..

    وينتظر النصيب ليملا لها بيتها الغارق في الصمت والأحزان بضجيج الأحفاد ولتذهب الحكومة بسدنتها وأزلامها إلى الجحيم،ماذا يفيد الإنسان إذا ربح العالم وخسر نفسه"...
                  

01-15-2013, 11:34 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ...ام احمد!!.... (Re: adil amin)

    وجدت هذه القصيدة في حفريات البركل ونوري مكتوبة بخط نوبي قديم لنبي عاش في بلاد كوش يدعى/محمد حسن سالم حميد...وجدها ضابط امن سابق ملقب بي معتصم ود ريا
    clip_image115.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    رسم التشكيلي السوداني سليمان سعيد

    الضو وجهجة التساب
    وداها فوق قوز الرماد
    كان ظنو يوم يمين تلاتة
    الموية تنزل والبحر يشرد شراد
    يفضل ترا
    يبراهو بالسلوكة من ورا
    والعيوش والخير يعم يرقد رقاد
    والناس تخم خم السرور وماهو البرا
    ناسا كتار فاكرين كدي
    يويمن تلاتة الحالة ترجع حالتا
    ويبنو البيوت هو وشفعو وأم الولاد
    وينجمعوا ويسترجعو الذكرى وشتاتات السواد في صالتا
    شيتا ضحك ... شيتاً بكى
    ويبقى الخراب ده رهاب رهاب
    عبرة وحكاوي بتنحكي
    بلدك متل كمين بلاد ...
    بدت الدقون فيها الختا
    نجس ثراها المسرفين ... كترت مواعين الفساد
    وكان كلمة الاسلام غتا ...
    جات اللت الله وشالتا
    كان ظنو يوم ... يومين ... تلاتة ... مشى السبوع والتاني جا
    والموية كل ما ليك تزيد ... بيقل رجا
    وقوز الرماد الكان قريب ... فات بعيد بقى ما بتخوج
    قوز الرماد يا الضو فضل ... جزيري ضارب فيها موج
    حصار... حصار ... كيف النجا
    عاين البلد دي دمار دمار ... فيها ايش فضل
    لعبة قصب في ايدين طفل
    الحيطة وكتينا التقع
    تقع الف وجعة علي الضلع
    دخانها يمرق في السما ... آهاتو تنزف في الارض
    بحر الصبر والاحتمال بيناتن انقطع ترع
    لا يلقى يربط يحل
    لا حولة يا الكتب ... الكراريس المكرن في الشتل
    التختة ... اقلام الرصاص ... كنب المدارس كور يلوج
    باب الفصل كاسحبو موج
    لا قوة يا ورق الجرايد يا المصاحف
    والصحيحات المطفحي في الزبل
    ورافعين دواليبن بعيد ... طابلين خوازيقن طبل
    لا حولة حال ... ما بتنقبل
    يا مسلمين وين لي تساب عشرة ... وتساب كم واربعين
    دا يمين خراب كمين سنة
    يا الضو منو الفي الكون بصدق كان هنا
    ليلة ذكر ... حلقة مديح ... دارة غنا
    هيصة ورقيص .. القرمصيص .. سيرة عريس .. وحلاة عرسو محننة
    يا الضو منو الفي الكون بصدق كان هنا
    شفع بيلعبو جم بعض .. ديك لفتن في الدشي غبشي مشكنة
    واللا الشتل خايفلها .. فارد جرايدو وحاضنا
    فيق ... لا تضيق
    بات الفريق بهجي ومتمسحة بالمي وين يا الضو نقاقير الهنا
    وينن مشاوير الفرح .. غزل البنات .. الهودنة
    حش البراسيم العصر ... الليل ونستو الشيطنة
    وعند الفجر كم ميضنة
    وهذر التلاميذ الصباح
    بي جم رواكيب الحلب
    يا الضو بيوت الناس حياتا مبشتنة
    الحلة كلها في البحر
    كسر البحر ...
    واللا انتحر قلب المياه وانكب ، قبلك وحدك
    ضاداك في بلدك شرتك
    نفدت قوافل الاغنياء ... جملك علي الحصحاص برك
    مرتاح حمامن في البروج
    وانت اب حماما طاش يلوج
    لا سوى عش لا رك رك
    يا الدني كيف متقلبنة
    تصحى العاصفير الوديعة مع الصباح متخلقنة
    شر الكلاب متمسكنة
    وين جنرتا وهوهيوا ... وين الليلي غاب
    ###### الجناين زيو زي كل الكلاب
    ###### الغلابة المستغلن العبيد ... الليلي سيد ريس مهاب
    ###### اب زهانة تهينو هانة ومن المهانة تقولو تك
    حكم انقلابات التساب ... دوارة دنيا فرندقس
    ننجارى فيها صبق صبق ... نخسر بعض في هين تراب
    نتلاوى عند فتح اللبق ... فاكرين برانا اهل العقاب
    تاري البحر عوافي عندو معانا حق
    يا لدنيا زي سكرة وتفك من راسو فك
    بعض المسافات اتلغت
    الفارغة طمبجا والملانة اتفرغت
    الدندهوبات زي بعض ... شكل العديدي ورصها
    نفس العناقريب نفسها
    عفشك ده ، حق غيرك تشك ... يدخل في بالك ألف شك
    ما الحالة اصلاً من بعض
    كل انقلابات التساب
    الدنيا كلها حلتك
    تنضم مع الفي آخر البلد ... من غير تفوتا محلتك
    تحكيلو قصة تقصها
    إن نفسو فيها تحسها
    وإن ماها فيها تحسها
    حتى الاحاسيس نفسها
    ما الحالة من بعض
    الا المساخيت الدقون ... ختوها بين اهلك قرض
    بالدين وبالطين بالنسب ... بالميكرفونات بالخطب
    بالبنطلونات بالرتب
    فرق تسد
    تاخد قناديلك تفوت ... وانكتلو في حزمة قصب
    ويوم التصد تلقى البيوت في ازيارها باني العنكبوت
    والحزمة شاهد في التراب
    حرسك يظمبر منها
    وفرسك يكد ... لا اسيادها تسال عنها ... ولا زول يرد
    ارخيلي اضانك يا بلد
    مرة اسمعيني من البعيد وانطارشيني وللابد
    يا حسرة الاتغشى فيك ... كبر وراك جاهد جهاد لامن هلك
    يا حسرة الصدق صلاتك وموعظاتك في الفساد ... بان الشرك
    ايوات ليك ايوة ايوة يا بحر التساب ما اعدلك
    شكراً جزيلاً يا بحر ... رغم الكساد
    بحت لنا العفن المكرن في الزمن من عهد عاد
    والضو وليدا ما قرأ
    خرجتو منك باقتصاد ... قانون فلك
    جف المداد ما اعدلك
    ما اعدلك ... ما اعدلك
    بالسكر ... العيش والسماد
    الموية أولى من العباد ؟
    يا شارع الثورة القصاد اهلي المسالمين البعاد
    يا بندقيتو ... هنا المحك
    وقبل علي القبلة ونده
    قبال يمد ايدي انتبه لنفسك، حس المطر بين الشدر ... والضو مع الفيها انشده
    بره ... المطر
    في الدندهوب برضو المطر
    خت البرش فوق راسو ... لكن المطر أووو والهوا
    وراس تمرة فوق عفش المسيكيني
    الجريد رمى الدندهوب ... العدي فاتت با البحر
    برش الصلاة اللافحو الهوا ... وابريق يثرثر بين كرر
    يا الله ستها في السفر
    والضو ينط من دندهوبو ... يجيبو صاد صوت المطر
    في ايدو كوز ... سبحى وككر
    حلة ملاح ... كراس غنا ... اعلان قضية ... علم طلب
    برواز قديم حاضن عروس وعريس وسيم بين كم نفر
    السبحى والكوز مو اللتا
    تشبه أمير المؤمنين ... باكر يقولو سرقتها
    فننن يفنها في البحر
    اقوى البحر ... واللا المطر ؟ أو الرياح
    بتصحى في الجو جراح ... بتحت من الجوف الفكر
    يشفى الوعر
    عش قمري بي فرخينو كان من حظ ورر
    يا رازق الحيوان اخو ...
    الينجا من كيد البحر ... ما ينجى من ايد المطر
    والينجا من ايد المطر ... ما ينجا من كيد الرياح
    والينج من كيد الرياح ... ما ينجي من كيد الفقر
    يي ... ده القدر ... يي ... ده القدر
    ما اعتى حربك يا بشر
    انت الغريب ... والموج يشيل غادي ويجيب
    وانكربش النيمة الدبيب ... والضو مو جايبلك خبر
    طق دندهوب ناس ستي نور عودو انكسر
    وفات البحر
    تحت السموات ما في ارض
    في الموية في المطر في الريح
    في الدابي ... في التمر الختر
    انسان طق قبل السنة عراقي والوشي والشعر
    غير وقفتو ... الدندهوب زالف هبر
    يا غيمة هوووي ... ده وكت مطر ؟
    وارتج جوف الجو رعد
    يا الضو كفر ... يا الضو كفر
    من بعد ما نفد الصبر ... والاحتمال في الجوف دشر
    صن المطر
    والجو صفا
    بنقر حجر بت الرسول ... لكن بعدما الضو كفر
    ضربت شعاعات الشمس
    في دوشة فوق قوز الرماد ... ######ة مديني نعيجتا
    ديك العجوز وكديس عماد
    وطيرة بقر ودحيش غريب
    شوف الظروف
    دحشك حمارتك والضيوف
    قلعن ... يحفتن في الرماد
    بالسكر ... العيش ... السماد
    الموية أولى من العباد ؟
    وبالفتريتي العيش حكم
    الموية اولى من البكم
    وملص العريريقي ولباسو ومصرن
    ما غيرن
    خمخم عقاب الكسرة واللابري القديم
    من دندهبوبو المنتكل في النيمة شال باقي الاكل
    خم الدبيب في القفة مو جايب خبر
    خم الرياح ... خم المطر ... خم الجراح
    لفالو فرعين منقة بالمنجل هبر
    حشحش صايتا هن صفر
    لكن غلاد ... البدري لسه علي الحصاد
    في الراح علي قوز الرماد ... يا الضو بقالن اعز زاد
    ونجاضو زادو
    وانكابسن فوق التمر
    ######ة مديني ... كديس عماد ... يا الضو دبيب
    طيرة البقر في الجو تغيب
    دلت من الكازوم دبيب
    والضو يصنقع والورر
    يا رازق الحيوان اخو ... نختا وتصيب
    نتحدى كيدك يا بحر
    نتحدى ايدك يا مطر
    يا آفة ... يا ريح ... يا فقر
    نتحدى بالصبر الجميل ... باعملنا ... بي طيرة البقر
    وطيرة البقر في الجو تغيب
    دلت من الكازوم دبيب
    وانكتلن في آخر التمر
    ######ة مديني نعيجتا
    ديك العجوز وكديس عماد
    وحمارتو والدحش الغريب
    ودحيشو فوق قوز الرماد
    عكمنا فينا من الغلى ... وعيشة الجلاجل والشتات
    والسكر ... العيش ... السماد
    الموية أولى من العباد ؟
    وبالفيتريتي العيش حكم
    الموية أولى من البكم ؟
    ولمس دحيشو ... الضو بكى
    بكى ما بكى
    بكاهو حس الطائرات
    بكاهو قدرتو تنتهي
    بكاهو يرجى المعجزات
    بكاهو قولة الموية اخف ... واقل من كم واربعين
    بكاهو كضب حاستو وصدق امير المؤمنين
    بكاهو ما رمى للكريق ... زاغ في اوائل النازحين
    مع انو ادني الناس شتول ... واخف سكنة واقل طين
    وإنضر اكتر منهم ... لكنو ما ندمان يمين
    بيتو اليروح
    عفشو اليروح
    غنمو التروح
    ما طال عايش فيهو روح
    وامونة نفدت بالعوين
    في اللجة يفضل كالسفين
    افضل له من جرح النزوح
    ولمس دحيشو ... الضو بكى
    بكى ما بكى
    بكاهو يرجع لا ورا
    بكاهو رادي الدندهوب الغادي
    وأم درمان تغني حبيبتي آه ... وودادي وين ... وحبيبي اوب
    والباقي كلو مقابلات ... ضد القوانين البديلة
    مع القوانين البديلة
    اليسوي ما يسوى الرذيلة
    جهمن جنة ... الفضيلة
    ولا ختر في بالن الحال الكدر
    لا علمن سيل الجاب الشات مواريث القبيلة مع الحجر
    لا حكمة البحر الكسر
    ما ليهو مسلم لا الكفر
    هبد الجوامع من طرف ... غمر الزوايا مع الغمر
    ما علمن ... ما علمن ... ما علمن
    والالمك ما ألمن ... ما ألمن ... ما ألمن
    ضد القوانين الهزيلة ... مع القوانين العديلة
    الما بتمرمط للبلاد ... اللابتصنف للبشر
    والضو ... زفر
    استغفر ... انشهد تلا
    في سرو سورة الزلزلة ... دون بسملة
    قاوم عنا ... نفض عريريقي ودفر طاقيتو لا ورا وانحنى
    شد الحبل بالطوف دنا
    جم تمرة من دونا التمر ما بتنطلع ... طالت كدر يقن عفاها وسبلا
    ساب الحديات تسكنا
    بمبونة من كم واربعين ... وحيدا ما شالت جنا
    من جابا جدو من المحس ... من هى الصغيرى محاننا
    يسقيها بالجوز ما فتر ... قدر اليرجيها المطر ... والليلي حظها طوفنا
    شرق بحر
    غرب بحر
    قبل شمال قبل جنوب ... دنقر بحر ... صنقع بكى
    بكى ما بكى
    بكاهو حست الطائرات
    بكاهو قدرتو تنتهي
    بكاهو يرجى المعجزات
    وبآخر نفس ... والحيل كمل
    بي طوفو صد الدندهوب بين الضبابين والنمل
    نام نومة الديك في الحبل
    صحاهو آذان العصر ... يا الضو مفوت كم وقت ؟
    نقنق براهو تحت تحت
    رقرق دموعو بقت تحت
    صلاية من قرآن ... غنا
    صل يا حمام قدامي انا
    غرقان لي في انجاس لاهنا
    ما شال مراحيضنا البحر ... طفح زفارات كم سنة
    مرحاتنا والكوش القدام ماصن وكت ماص الهنا
    بايه اغتسل واتوضا بايه ... غير الصبر ... يا ربنا
    بكاهو خلى البال نبل
    قولة عقابك في الجبل
    مين زي ده بشرب يا جنا ؟
    هونق دحيشو ... الضو بكى
    بكى ما بكى
    بكاهو رادي الدندهوب الغادي
    وأم درمان تنوني ... حبيبتي آه ... وودادي وين وحبيبي اوب
    والباقي كلو مقابلات ... والنشرة مافي ولا خبر
    عن بلدو ... عن شدة عناهو ... عن البحر
    عن سر نفي
    ودلوقتي لندن ما بتبين ... حالا دحين زي حالو في ؟
    الضو قبل غيبة الشمس
    قبل القعو ... قبل البعوض ... قبل الدعت
    والموية كل ما ليك تزيد ... والزاد نفد
    قبل الحصار ... يا زول اخير تختا البلد
    يا زول قعادك شن بفيد
    شن حارسو شن خايف علي
    اكتر من الطين الوقع في الطين شهيد
    صور التمر ... يا الضو امش
    عين الشمس ... يا الضو امش
    البرتكان والمنقة والنيم تنطقش ... يا الضو امش
    الدندهوب ... يا الضو امش
    حدرنلو من قوز الرماد ... رمن الرمش قالنلو امش
    قبل الحصار ... يا الضو امش
    نبي الله نوح قالك تمش
    من ضو تروح ... يا الضو امش
    يا زول قعادك شن بفيد
    شن حارسو شن خايف علي
    دكانك الغاية العرش
    دولابك العفش الجديد
    الحافلة بيبان الحديد
    توليتك البايركسي ... ايه خايف علي
    اكتر من الطين الوقع ... في الطين شهيد
    داك الفرش
    والعدة في السحارة خت فوقا البرش
    ومن ضو امش
    عارفين قليبك طبعو حار
    وبيهمك الروح مو القرش ... لكن امش
    في الفيها ما عندك خيار... غير ما تمش
    انسان معمر بالحياة
    ما ترمي نفسك يا حمش للتهلكة ... خلينا امش
    شن حارسو شن خايف علي
    اكتر من الطين الوقع في الطين شهيد
    وملس دحيشو ... الضو بكى
    بكى ما بكى
    بكاهو حس الطائرات
    بكاهو قدرتو تنتهي
    بكاهو يرجي المعجزات
    بكاهو يقنع بالرحيل
    بكاهو ما كان الشدر ... ما الطير وما كان النخيل
    بكاهو كيف انسى السدر ... من موية يصبح مستحيل
    بكاهو يلوط في البحر ... والغيرو يشرب سلسبيل
    بكا البينضم في الغلط ... يا قالو ملحد يا عميل
    بكاهو آه ... ماهو الإله
    يا دكة السلطة ودخانها وشملتا
    وفي شرعك الانسان يموت
    كان زادت الموية ويموت من قلتا
    كان سامحك في حقو سيدي العمدة هوي
    تب ما بتسامحك بت ابوي في شتلتا
    يا مسمي محنتنا امتحان ... مرات قدر ... جينا غضب
    ناكر جبيهتنا ولاة صلتا
    يوم يمحق الصاح الختا
    وين تمشي من غضب الغلابة
    اللا بتكتلك نازلتها ولا شكلتك علتا
    لملم خرافاتك عليك
    ما حرقت نظريتي ليك
    بس روحنا حقرك سلتا
    وبنجيبة ضربتنا وتصيب في حزتا
    وفي حزتك يا بيتنا كب
    ويا بيت امير المؤمنين انت اتنكب ... انت اتنكب
    والضو شطب جيهة اليمين ...حجا إلي أن آمنين
    وبين بدمو البسملة
    وبي خط خلاويهو المكعوج والرف واضح تخين
    بي دم وطين
    الضو كتب فوق باب امير المؤمنين :
    ما ضر بيت أبي لهب
    لو ظل بين المسلمين
    لو جاء فينا لما ذهب
    يا مؤمنين إسمو بين قوسين (غضب)
    والموية أووووو ... كاللظى
    رمت الدهاليز والاوض ... بس فضل باب العظة
    والضو ضحك ... هوزز ضراعو طرح وشي
    ساعة وداعو بقت طرب
    غنى وضرب بي طوتو عن ساعة العشي
    بانت نويرات العرب ... حزنانة غبشى مدعشى
    حس الصبار في الموية ... والقعو والمعوز
    طراهو للديك العجوز
    يا الضو يجوز
    ينجا ويجوز
    الصبرة كمير كو كو
    تنعشا عشاها من ضو
    الصبرة حرامية واشو
    في خبال خازوقا اتلولو
    لا ترمي دموعك شو شو
    قاوم والمرة بتحلو
    ترف استخبارتن اوو
    صاج الدبابة الكررو
    ضنب لطيارة الفي الجو
    الترمي القنابل بو بو
    كم يبني بلادك يا الضو
    كم يبني بلادك يا الضو
    والضو بكى ... فورن وشي
    من شوقا واللا من العذاب الفوقا
    واللا من التعب غالبو المشي
    وكل فردة جارها من بلد
    يا الضو سلامتك جيت متين
    سبتوها وحدا للدعت
    سبتوها وحدا يالخزين
    سبتوها وحدا للبعوض ... للطير ودباي البحر
    لون الضبابين الكلاب الجندب الفار السعر
    يا الضو بلدنا وودعت
    راحت شتول دوب فدعت
    فاتت بيوت ما ضاقت الزين والعديل ما اتمتعت
    باعت سعايات انسعت
    يا الضو تليسو بالقصاد
    وآخر المطاف شملة كنيشي اتوسعت
    حلتنا غرقت من طرف
    حلتنا غرفت في شبر
    غرقنا يالضو صح سرف
    العلمتنا الغوم تقوم تغرق هي ما تقدر تعوم ... يا للاسف
    عز المصاب ... البركة يا الضو في الرقاب
    الا الرقاب انجهجهت
    ما جاتا راحة من كتر ... ما نجيهت
    ما دام معلقة في التراب
    صنت شويتين ... نهنهت
    خايفاك يهقلك السراب ... يا الضو يهقلنا السراب
    والضو صنم ما جاب جواب ... لي ذاتو مستني الجواب
    امونا وينا ؟ مع العوين في المدرسة
    أمك منصحي حالا زين ؟ في المدرسة
    خالتي الزلال ؟ في المدرسة
    جدك حسين ؟ في المدرسة
    العيشي كيف ؟
    تسعل سعال ... يا الضو تقول تام لك سني
    تسعل تقول مالك من هني
    شن السعالات ينفعو
    ما حال غلابة علي غلابة اتفرزعو
    فتحولن الغبش القلوب قبل البيوت
    قسمو القليلي مع بعض ... كم طمنونا وشدعو
    لكن دوام الحال محال
    وعلي العموم ... ما مر يوم ما جاب هموم
    هملي ونقار تسمعو
    واحدين يقولولك خلاص ... واحدين مصرين يرجعو
    انجيت بلدنا مطمنة ؟
    بس كيف ياخي نأمنا
    قبل البحر ... من ها الفقر ... فقراً ضعفنا مسمنا
    الفي العروق ده مو دمهم ... دمك يا خي ودمنا
    النار التقيد في الكان سبب
    يا الضو بيوتنا يوقعو
    ونهجر بلدنا نزح هنا
    الله يجازي الكان سبب ... يا الضو بيوتنا يوقعو
    نهجر بلدنا نزح هنا
    كان السلطة تنسلط عليها ... كان لجانا تلجنا
    وبي توب وكت نزحت حرق
    قشت وشيها من الأسى ... ومسحت وشي الضو العرق
    عصرت علي طرف الطريق ... عقدت سفنجتها بي دلق
    وكل فردة كانت من بلد
    وانشافن الاتنين خضر
    الليل ستر ... الليل ستر
    سرحت مع الخاطر بعيد ... عكس العرق
    شيمة التهاويم شالتا
    احنا وقدرنا قدر قدر
    نصبر صبر
    نصبر علي البوخ الغريب
    يستحمل اصوات القعو
    لامن نلاقي الهمبريب ... والليل غناوي نولعو
    يا يمة تفرحي من طرف ... عاد والمسافرين يرجعو
    ده كأنو لا دمع انزرف ... لا خيوط قلوب انقطعو
    لا شتلة لا محصول تلف ... لا ناس بيوتن وقعو
    بحرا بلا الخازوق زحف
    نبنيلو قيف ما يطلعو
    صدفتنا تبقى آخر الصدف ... نمسك زمنا نطوعو
    يختونا يمشو يودعو ... فقرا علينا اتربعو
    ديل لا بيخافو من الحساب ... لا بيختشو لا بيشبعو
    حقا نحرسو ولا بيجي ... حقك تقوي وتقلعو
    امسك شباطين الصراع ... الما بتحصلو فلعو
    ثبت لي بالك لا يلين ... انقح ترابك وازرعو
    عقبان ابو الانسان حنين ... ما شق حنكا ضيعو
    سرحت مع الخاطر البعيد
    عكس العرق شيمة التهاويم شالتا
    دقشت طرف قوز الرماد انترتعت
    كادن عيونا يوقعو
    رجفت ... صحت بي حالتا
    صدابا تيار البحر ... كان اقوى من بالها النزف
    وكان فرحة الناس الاسف
    والهمبريب ... البوغ ... غنيوات القعو
    صنت بنيتا جنفي هيل بت السرف
    جم كوم ولادا يقطعو
    فوق البحر ... فوق اللجان التاني جات
    فوق الفرج والبشتنة
    الحالة ما دارت بحت ... الحالة ظاهرة وبينة
    السلطة عن غرق البلاد مسؤولة هي
    وفوق عينها حقنا تدفعو
    وبلدك حمايتها ممكنة
    اصلو احنا لازمنا امتداد قبال بيوتنا يوقعو
    كنا بنقولها وتلكنا ... حيكومة دايرة تلجنا
    تدينا مشروع نزرعو ... تدينا جهة نسكنا
    لو وقفو الحرب الحرام ... ال الله ذاتو هو لاعنا
    كان البلاد انطامنت ... كان ألف خزان انبنى
    يكفينا ذلة ومسكنة
    كانت زمان السرقة دس ... الليلة عينك معلنة
    وفرجا قبيل بنشوفها عيب ... عينك عيان ومقننة
    وباسم الرصيف والما رصيف ... كم بيت وصالون انبنى
    كانت شعاراتن وعود ... صارت مجرد علقنة
    وبين الدقون والدلقنة
    كل التقول موساك تقوم تلقاهو رب الفرعنة
    الجاي اعتى من اللي فات ... الجاي اعتى من اللي فات
    والضو تنى ... عض اصبعو ... عضابو حس الطائرات
    عضابو قدرتو تنتهي ... عضابو يرجى المعجزات
    عضابو صبرو وطول رجا
    وي ابونا جا
    وي يا القميرة ابونا جا
    وجرو كالفراشات شفعو
    جرو منو غادي وفلعو
    ادو البحر ... ادو الحجار ... ساعة الحضانقول يجدعو
    براق عيونن يشلعو ... تاني القميرة يصنقعو
    يا طالع الشجرة ... جيب لي معاك خيمة
    تستر من المطرة ... ان كبت الغيمة
    جيبلك معاك قمحات ... قمحاتنا في الشيمة
    وغنم الحلب رايحات ... ضلمنا ضليمة
    يا طالع الشجرة جيبلك معاك خيمة
    خيمة السعودية ... دفو ما تدفيك
    لبن اليهودية ... بلدك ينسيك
    قمحا من امريكا ...خازوق ركب فيك
    يا طالع الشجرة ... من خيمتك التوبة
    جيبلك فروع خضراء ... او جافة يا دوبا
    في الحرة في المطرة ...في عز برد طوبة
    نمرق من الوكرة ... وتبقالنا راكوبة
    يا طالع الشجرة ... قبل علي الحلة
    قول ليها يوم بكرة ... كربتنا تنحلا
    ننزل نضويكي ... ضرعاتنا مادلة
    قادرين نسويكي ... وعقبان علي الله
    يا طالع الشجرة ... طولنا يا والله ... انزل هيا ويلا
    اندلى نندلى ... نندلى حلتنا ... حلتنا مادلة
    مادام الاسف ... والجهجهات ما بينفعو
    ثبت يقينك يا ولد ... الناس مصيرن يرجعو
    ماشال عزيمتنا الهوا ... والبندق المربوط سوا
    مافي أي ريح بتفرزعو
    انت وانا ...نار السعف كان ولعت بيناتنا ما تستهونا
    الجو شرارة تولع
    الزول بحن ... حن يا ولد ... حنا يقدمك اتبعو
    وتش عينو دجال الضلال قبال يمدلك اصبعو
    حن يا ولد ... حن يا ولد ... حن يا ولد
    والضو يقالد من طرف ... ناس البلد قبالو يقالدو يدمعو
    دمع السواد الانزرف ... لو الدموع بيرجعو
    في عمة في بت في ولد
    شم البلد
    ناضم قبيلتو ووانسا
    هبهب دموعو ويبسا
    نقناق حبيبين القسا
    وما ضر غير ابان دقون فيها الضلالي معشعشي
    وفقرا تغش في الله ... تخش بيتو وتسرقو ورا العشى
    كر من ضمير ناس هان قدر ... تجلب بلادها وتترشي
    وكر من عوارضك يا بلدنا ... الناس تشوف ومدعمشي
    تسمع سماع ومطنشي
    حاكمانا في شنو ... وشان شنو ... حاكومة ما خابرالنا شيء
    حس امها المهرية هم .. يجي من بعيد .. يا امونة بتي شن الشكي
    جاييك ملكلك من تحت ... يا امونة تاني تلكلكي
    ما حاشو بالطين الرخس ... انحاش في ارض مكركي
    حرمان عليكي تقولي لا ... مجبورة يا خادم الفكي
    مجبورة انتي علي الصلاة
    لا تاذي جرحو تحكحكي
    وجاييك ملكلك من تحت .. يا امونة تاني تلكلكي
    شيلي الحرف داك رشرشي
    قوم يا عشاي ... قوم للعشي
    قوم وانتكي ... وقام وانتكي
    ويلقى الحسن في صفحتو وقدام وشي
    انجيت بلدنا انكسرت ؟ ... أي الحسن
    كسرها البحر ؟ أي الحسن
    يابا البحر ده بحر بلدنا ؟ أي الحسن
    الزول يكسر بلدو ؟ والضو سكت
    طقطق اصابع ولدو .. فس انقلس .. فس انقلس
    يابا المدارس اندمرت ؟ صاح الجوامع انكسرن ؟ أي الحسن
    يابا الجوامع هيل منو ؟ هيل الله .. نوم
    حتى المدارس حقتو ؟ لالا المدارس حقت الحيكومة ... نوم
    هو الزول يكسر حقو كيف ؟
    والضو يطلوحبو اندهاش ... ما يلقى قيف لا بانلو بر
    وامونة صوتها من البعيد ... نوم يا قشر
    صح يابا في الجامع في تمساح انبطح ؟ أي الحسن
    يابا التماسيح مسلمين ؟ لا مجرمين
    لابسين دقون شايلين سبح
    ما تضربوهم بالسلاح وتكتلوهم تاح تراح
    والضو سرح ... الضو سرح
    وامونة صوتها من بعيد ... حلقها انجرح
    نو يا قشر ...
    نوم قبل اجيك
    يابا البحر ده ولد منو ؟ ود المطر
    ويابا المطر ؟ بت السحاب
    ويابا السحاب ؟ خير للبشر
    ويابا البشر ؟ هول ربنا
    وامونة تجري من البعيد ... يقطع كلامو وتنحسو
    تجبد اضانو وتقرصو
    لا تقلدو ... جيب القشر ده علي رفاقتو نرقدو
    امونة هزتا تمغسو
    انا داير انوم في صدر ابوي ... شان البحر
    وقام وانحشر في صدر ابوهو وحدثو
    في مرة جونا رجال كبار ... كبار
    غمتولي في يدي قروش كتار ... كتار
    امونة شالتا فنتا
    الراجل اب دقنا كبير ... سبالها دنقر لقطا
    وانا قم بكيت
    امونة فكت صرتا وادتني صندوق بسكويت
    بعدين سكت ... وامونة قامت شووو ... بكت
    وتلفح نعالا وتفلعو ... نوم يا قشر
    نوم قبل اجيك
    انا داير انوم في صدر ابوي ... شان البحر
    وقام وانحشر في صدر ابو
    ونام الحسن في آخر المسا
    وصنت عيون ... النوم يجيها بعد تعب
    سرسار وداخل المدرسة
    والضو غمد ... والضو غمد
    صحي بي صياح الامهات ... واطفالها منطلقين بكي
    كل فردة تبكي علي بلد
    بكاها حس الطائرات
    والضو ضحك لما البنات قالنلو فنها بي حجر
    يا الضو تطقها بي حجر ... في الجو ترميلنا الخيام
    يا قطرة التراكوما ... يا سكر دقيق معلبات
    ومنام منام جات البلد تعتب جراحها مسببات
    لون القمح ... طعم التمر .. ريحة الطلح .. ضل الرواكيب القدام
    البرتكان والمنقة والليمون ... يجوهو منام منام
    طوريتو في اطن الكونشبر مركوزة تالا السام
    تجيهو منام منام
    المشروع البنطون معدي ... ودوشة العمال تجيهو منام منام
    الروضة والاطفال بنات الابتدائي العام ... يجوهو منام منام
    الشارع الوسطاني والزاوية ... السلام والناس
    يجيهو منام منام
    الصفقة والطنبور وفرخا عام ... يجيهو منام منام
    الناس تقاوم في البحر ... مريوقة متماسكين تمام
    في القيف يجوهو منام منام
    الارزقي ارباب البنوك ... شلة حرامية الضلام
    الملس السادة الكرام لافين عليهم زي غفر قاشرين
    يجوهو طمام طمام
    السوق غلاها ... الشفع الايتام ... يجوهو ديوش ديوش
    اللجنة ... تجار الرصيف ... المسخرة ... الهدام
    يجوهو كروش كروش ... والضو يدوش
    اصبح صباح يا البلد
    واللا العفاريت اصبحت
    تبرد جراحك يا البلد
    والضو يعافر في الجبل
    مروبو سابع يوم ولاد ... يا الضو حمارتك طفحت
    امس الكلاب بعجنها
    ######ة مديني وديكا عيك .. دحشك معاهو دحيش غريب
    خلينا فوق قوز الرماد
    ادينا عيش وصبيط تمر ... يبقالو زاد
    اسبوع يعيش ... كان الله اراد
    انا بكرة صاد كان الله اراد
    والضو خنس ... قنب حكا
    حكى للولاد قصة تساب كم واربعين
    حكى بي مغس ... كيف جدو فات الدنيا فاكر الانجليز
    ضربو البحر بالطائرات ... شان يشرق المشروع يموت
    والامة تنشتت شتات
    قال وانتكى
    الانجليز اذنابها في ... وكم واربعين موياتو جات
    الضو بكى
    بكى ما بكى
    بكاهو حس الطائرات
    بكاهو قدرتو تنتهي
    بكاهو يرجى المعجزات
    بكاهو يرجى المعجزات
                  

01-16-2013, 01:40 AM

مجدى محمد عبد الله
<aمجدى محمد عبد الله
تاريخ التسجيل: 01-09-2013
مجموع المشاركات: 563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الزول البكره الرؤوس الشغالة بي سوفتوير مستورد (Re: adil amin)

    سلام ياعادل

    وشكرا على الكلام السمح

    معاك واحد خلية نايمة


    اوالصحاف( بعد سقوط بغداد )


    واصل الاستربتيز(nwo ومن لف لفهم)

    ودمت بخير
                  

01-16-2013, 11:47 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزول البكره الرؤوس الشغالة بي سوفتوير مستورد (Re: مجدى محمد عبد الله)

    الاخ العزيز مجدي محمد عبدالله
    تحية طيبة
    ومالو يا عزيزي خلية نايمة ومتحررة من ((شنو)) كمان افضل من عشرة يتسكعون على الشجرة..من قطعان السودان القديم...

    ومرحب بك دايما- المرة دي عندي بوستين بس في هذه المرحلة يعني ديوان وبرندة ونفاج واحد.. ادعوك للاحتفال معانا في يوم 18 يناير في بوست(هكذا تحدث الاستاذ) تحت شعار وراااهم لحدت اخر ورقة توت...


    سيرة مدينة:الشعب يريد اسقاط النظام
    clip_image116.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    بريشة سليمان سعيد

    العمة زينب من كائنات الرمال بين كرمة وكريمة التي تحفر بصمة عميقة في روحك..كنت في طفولتي البعيدة
    عندما ننزل البلد تاخذني لاقيم عندها .. امرا ة غاية في الجمال و الذكاء واحاديثها الحكيمة التي تعززها بامثال من مخيلتها الخصبة "كل زول يعدل راسو ويشوف خلاصو" او من البيئة"العندو حنة يحنن جعز حماروا" كنت انزل معها الى المزارع على حمارتها السوداء حيث حقول القمح والبرسيم الممتد في بساط لا نهائي من الخضرة واشجار النخيل والليمون الذى تعطر الجو بازهارها البيضاء واشجار المانجو ...تتركني ارتع بين الحدائق وضجيج الطبيعة من شدو البلابل وسجع القماري في اعالي النخيل وحشرات الشتاء البغيضة "النمتي" التي تجعل حياتنا نحن الاطفال جحيم وتاخذني زينب الى شفخانة البلدة لعلاج عيوني المنتفخة والدواء الوحيد القطرة التي تشفي جميع امراض الطفولة دون منازع والدليل اني لازلت على قيد الحياة حتى الان لاقدم هذه الشهادة للبلد زمان..اما الان عندما عدت الى البلد بعد تعيني معلم في كريمة اختلف الامر كثيرا لم يبقى من تلك المزارع سوى النخيل الذى ادركه الهرم يشد بعضه باذر بعض وكما هو معروف ان الاشجار تموت واقفة واضحى الناس هناك يعيشون على ما يجود به من تمر وعلى ما يرسله الابناء والاحفاد من المنافي البعيدة او دول النفط..
    وجدت عمتي زينب تقيم مع ابنها الوحيد هناك في بيتها المهدم و النظيف والانيق لازالت تزخرف الجدران بالصور التي على غطاء علب الحلوى وتصنع من علب السجائر شموس واقمار ذهبية تعلقها على الجدران ..كعادتها المرحة اخبرتني عن رحلتها الى الخرطوم وعن زواجها وطبعا هي امراة لها موقف من الحياة شهدته لها منذ امد بعيد ،لا تحب ان تعيش ابدا في ظل اوضاع مفروضة او تتنازل على قدر من حريتها مقابل لا شيء فما كان الا انها انفصلت عن زوجها وعادت الى البلد لتعيش حريتها الفقيرة معا ابنها الذى كان يدرس في مدرسة البلد التي جرفها فيضان 1988 وشاهدته مع الطلاب والمدرس يصارعون خيمة الفصل التي تعبث بها الاتربة وانا في طريقي الى السوق لاحضار الطعام الذى ستبطخه لنا العمة في مطبخها العجيب والنظيف جدا..ويمكنك ان تجري فيه عملية جراحية دون ان يتسمم المريض...
    اخبرتني العمة زينب بالمختصر المفيد"لم اعد اطيق البقاء في الخرطوم بحرها وضجيجها واحاديث سكانها السمجة والممجوجة التي لا توقظ فكرة ولا تهذب شعور...وبمشاكلها المتعددة والبغيضة واخترت العودة الى البلد"عشان ابرد اضاني".
    وجاءت الى هذا الصمت المطبق مع ابنها والراديو الذى لا يفارقها ابدا منذ زمن بعيد تسمع اغاني عثمان حسين من ام در مان وما يدور في العالم من البي بي سي...زينب امراة كوكبية من احفاد كوش عند جبل البركل العظيم وتعرف ان الانسان وحدة ذاتية مهمة تسهم في انسجام العالم...وهي امراة مرهفة الحس في علم الجمال ،ترى البساطة جمال والتعقيد قبح وتنفعل بقضايا العالم رغم تلقيها تعليم محدود على يد العمة سكينة طيب الله ثراها التي انطفات في ريعان شبابها..في زمن بعيد وكنا نحن في خارج السودان وابقت اثرا في تعليم العديد من نساء البلدة...منهم العمة المبجلة زينب..
    فهي تتحدث عن زواجها وعن طلاقها بمرح وبانه امر عادي يحدث وفقا لسنن الكون...ولا يشكل لها الامر حالة من عدم الاتزان الذى يعاني منه مزيفون البنادر والخرطوم..
    اكتب هذه الخاطرة والذكريات وان اقف في هذا الركن المنسي من العالم..واتذكر موقف العمة زينب واتساءل:ما الذي يجعل امراة تعيش في ظل اوضاع مهينة دون تتخذ القرار الصائب وان كان ابغض الحلال؟؟!!..بل ما الذى يجعل شعب باكمله يعيش في ظل اوضاع مشينة دون ان يتخذ القرار"الشعب يريد اسقاط النظام"...رعا الله العمة زينب وابنها البار..والدروس التي قدمتها لي من زمن سحيق يمتد سبعة الف عام في حضرة ملوك كوش العادلين الورعين حتى قبل دخول الاديان للسودان...ولماذا هفت جيناتها الكوشية للحرية بين رمال وعادت لتتنسم اريج نسمات الشمال وتعيش حرة...مجسدة قول المسيح عليه السلام"ماذا يفيد الانسان اذا ربح العالم وخسر نفسه"
    .......
    دنيا لا يملكها من يملكها
    أغنى أهليها سادتها الفقراء
    الخاسر من لم يأخذ منها
    ما تعطيه على استيحاء
    والغافل من ظنّ الأشياء
    هي الأشياء!
    تاج السلطان الغاشم تفاحه
    تتأرجح أعلى سارية الساحة
    تاج الصوفي يضيء
    على سجادة قش
    صدقني يا ياقوت العرش
    أن الموتى ليسوا
    هم هاتيك الموتى
    والراحة ليست
    هاتيك الراحة.......


                  

01-17-2013, 10:36 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزول البكره الرؤوس الشغالة بي سوفتوير مستورد (Re: adil amin)

    clip_image117.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    رسم سليمان سعيد

    رحيل ((الحوت))*

    واتخذ ((الحوت)) طريقه الى البحر سربا

    قبل ان نبلغ مجمع البحرين
    او
    نمضي حقبا
    كانت مزامير ((حميد)) تحمل الاشارة
    وترانيم النيل
    تنضح بالمرارة
    والحوت المعلق على الصخر
    في زمن القهر
    والعهر
    وكل انواع القمامة والقذارة
    اتخذ((الحوت)) طريقه
    للفردوس نزلا
    ومزامير حميد
    في لجة اتون
    المجلوة الدم والذهب
    ترددها عصافير الشمال
    وتحملها الرياح
    النحسات
    والعنكبوت تنسج بيتها
    في عاصمة ما عادت
    تحلم
    او
    تنام
    " لما الشموس الغر
    تهضلم
    تلحق الصح في المغارب
    ويمتد حائط
    التيه والطشاشات
    فوق كفيق يام عوارض"


    المطرب الراحل* :محمود عبدالعزيز
                  

01-19-2013, 11:42 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
القرادة قالت:انا والجمل جبنا السمسم من القضارف-من امثال البسوس (Re: adil amin)

    clip_image118.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    سيرة مدينة: ....بيت الشاتي...........


    عادل الامين
    الحوار المتمدن-العدد: 1962 - 2007 / 6 / 30 - 08:36
    المحور: الادب والفن






    كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمة حسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟
    واتداعى..........
    .......................................
    هكذا كنا نراها...الجدة الشاتي ام سليمان..تقبع في بيتها وحيدة بعد رحيل الوالد والولد الي الرفيق الاعلى او الى الخرطوم...بيتها يقع وسط محيطات لا نهائية من الرمال ال######ة التي تدفن كل شيء....كنا نغامر انا واخوتي الصغار في عبور هذه البحور المشتعلة من الرمال التي تحرق اقدامنا الصغيرة لنزورها وننعم بكرمها الحاتمي من تمر وجرم وبسكويت كوكو..كانت غاية في الجمال لا تقل من النساء الائي يزينن صناديق الحلوة "دايما على بالي" وكريكاب وتزين بها البرندة حيث تقبع هناك في جلالها المعهود تغمرنا ا بابتساماتها الطيبة ونظراتها النافذة التي لا تقل من اسي لكائن وحيد يعيش في بيت يضج فقط بالزكريات الصادقة وجميلة والتي مهما تجافينا نقول حليلا..وعند الغروب تكون زيارتنا الثانية لطائر الغرنوق الجميل..لانها تكون قد ابت من المزارع وتحمل سنابل الذرة الشامي...نهجم على الحمار ونتسابق في قطع رؤؤس الذرة كما يفعل امهر سفاح في عالمنا المعاصر او اصولي متشدد في العراق...تشعل لنا الجدة الفحم ويتلظى الاتون ونلقي باكواز الذرة وتنبعث الطقطقات والعويل وتخافتنا حولها..
    وكما قال المطرب الشعبي
    حلاة ناسا بلا السكر
    طعم قراصة في قدحا من الدبكر
    كواريك شفع المغرب
    يقلبو في الجمر قنقر
    ...........
    وعندما يعسعس الليل..وتسكن الكائنات..يرتفع انين سيارة من الشرق..تنهض الشاتي وتنظر في الافق المعتم لمصابيح السيارة التي تتقاطع من بعيد ومن نفيرها المنغم ؟!!بنغمة شعبية تدل على سائقها ونعرف هل هو لوري عطاية ام جابر..
    تحدق الشاتي في الافق للحظات وتجلس وتنظر الينا في اسى وتتنهد..."ان اللذين يمضو لا يعودون"...منذ ان بدات هجرة النخيل الى المدن الخراب بعد ظهور مرفق السكة الحديد.. نغادرها وحيدة مع قليل من الدجاج والماعز وحمارها الاعجف..فتتكوم في العنقريب وتتغطى بثوبها النظيف وهي تتمتم بايات قرانية ..في انتظار جودت الذى لا ياتي ابدا.... وكغيرها من كائنات الرمال تبقي الشاتي فقط في اروقة الذاكرة كامراة كان لها موقف من الحياة واثرت البقاء في الرمال على النزوح للبنادر المزعجة...وتصبح احدى شخصيات رواية الساقية*
    .................
    كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمة حسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟
    واتداعى..........

    الحديدة 1998
    رواية الساقية: منشورات مركز عبادي للدراسات والنشر -صنعاء اليمن 2005


                  

01-21-2013, 08:45 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب والشرير والقبيح (Re: adil amin)

    clip_image119.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    رسم سليمان سعيد
    الطيب والشرير والقبيح
    اهداء لشهيد الفكر محمود محمد طه

    كانت جدتي الحرم امرأة تجللها الحكمة … عندما كنا صغار ، نعود إلى قريتنا الوادعة في شمال السودان مورا . في موسم حصاد التمر كانت تسكن في بيتها وحيدة بعد رحيل زوجها ود العقيد منذ أمد بعيد وقد أعلنت مرارا أنها لن تربط حمار في مكان حصان وفي الليالي المقمرة نقبع نحن الصغار عند قدميها وتحكي لنا " كان يا ما كان في قديم الزمان سلطان .. هذا السلطان عندما طال به الأمد طغى وكاد ان يقول أنا ربكم الأعلى بلغ الصلف والتعسف به مداه ن جمع يوما علماء السوء حوله وزعق فيهم حتى كادت تسقط سراويلهم وعبس وبسر وقال : أريد منكم ان تعلموا بعيري هذا القراءة والكتابة .
    أسقط في أيدي القوم ، امتلأت قلوبهم رعبا ، هذا السلطان يعي ما يقول ويجب أن يطاع في المنشط والمكره … كيف يتسنى لهم أن يعلموا هذا الحيوان الأعجمي الكتابة ؟!
    اجتمع العلماء يتداولون أمرهم ، وأمر هذه المصيبة الني وقعت على رؤوسهم الفارغة وكروشهم الممتلئة .. بعد حين صاح كبيرهم الذي علمهم السحر "وجدتها … وجدتها " كما فعل أرخميدس عندما أكتشف قانون الطفو ، حملق فيه بقية العلماء في دهشة يشوبها الارتياح .. لابد أنه الحل الذي سينقذ رقابهم ابتسم كبيرهم في خبث ومسد لحيته الصفراء ومد عنقه طويلاً وأردف " الشيخ فرح ود تكتو " عدونا الكبر الذي يؤلب عينا المزارعين نخبر السلطان أنه لا أحد يقدر على هذا العمل الفذ سوى الشيخ فرح وله باع كبير في هذا الشأن منها تتخلص منه ونزيح عن كاهلنا هذا العبء الكبير .
    ووافق الجميع دون استثناء .
    كان إقناع السلطان من أسهل الأمور التي يتقنها كبير السحرة ، كان يجيد لحن القول ، تمكن فعلاً من إقناع السلطان واكتملت خيوط ألموا مرة .
    في الصباح حضر الشيخ فرح بين يدي السلطان ومعه أربعه من تلاميذه النجباء ، كان يقف شامخاً كالطود وبصوته القوي الواثق أعلن عن موافقته على تعليم البعير ، لكن بشرط أن يمهله السلطان سبعه أعوام ، آذن له السلطان بذلك خرج الشيخ الجليل مع تلاميذه يقود البعير وسط دهشة حاشية السلطان وعلماؤه اللذين تنفسو الصعداء وأنتشر الخبر وعم القرى والحضر .
    كان تاج الدين تلميذ الشيخ النجيب وأحد الأربعة يعلم الموآمرة التي حاكها كهنة ، سدنة القصر وأقبل على إستاذه في جزع بعد مبارحتهم القصر يستفسره عن كيفيه تعليم البعير …. تنهد الشيخ وردد الكلام الذي أثلج صدر تلميذه البار "يا أبني بعد سبعه أعوام لكل حادث حديث … أما مات الأمير أو البعير أو العبد الفقير" ثم التفت الشيخ يخاطب تلاميذه في نبرة آسرة " يا أبنائي … إياكم ومجالسة السلاطين فإنهم يأخذون من دينكم أكثر مما تأخذوا من دنياهم "
    مضت السنتين تباعاً استدار الزمن دوره كاملة وطحن برحاه الكثير من أبناء البلاد المساكين وأزفت الساعة المرجوة وجاء جنود السلطان في طلب الشيخ الجليل اغتسل الشيخ ذلك اليوم وصلى ركعتين ورفع يديه إلى السماء متضرعاً "يا حي يا قيوم … عبدك الفقير لا يصل إلى الخرطوم " .
    وكان للعبد الصالح ما أراد في الطريق من أم ضواً بان إلى الخرطوم مات العبد الفقير واجتاح الطوفان الغاضب البلاد وهرب الأمير ونلى ذلك أن حكم البلاد البعير !!
    " طارت ثم حطت ودخلت في مؤخرة أصغركم " هكذا كانت الجدة العزيزة تختم قصصها البديعة على هذا النحو الفاحش ، وينفجر أخي الصغير باكياً مع ضحكاتها المجلجلة … طيب الله ثراها .
                  

01-22-2013, 11:51 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب والشرير والقبيح (Re: adil amin)

    clip_image120.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    رسم سليمان سعيد
    سيرة مدينة:الخرطوم 1991


    عادل الامين
    الحوار المتمدن-العدد: 1894 - 2007 / 4 / 23 - 12:16
    المحور: سيرة ذاتية



    ها انا الان فى الخرطوم....بعد غيبة طويلة قضيتها مدفونا فى رمال الشمال فى مدرسة كريمة الصناعية...نزحت اسرتنامن عطبره نزوح فاخر واقامت فى التخوم الشمالية للخرطوم بحرى ...تحديدا فى الدروشاب التى لا يعترف بها اليسارى السابق سبدرات فى ايام لها ايقاع ..انى اعمل اليوم فى ام درمان الفنية ..ادرس الفيزياء التى لغاهاالوزير المخضرم عبد الله محمد احمد كبداية لعبقريات العهد الانقاذى الميمون..وما جدوى الفيزياء ونحن قد بدانا زمن الكوليرا والمظاهرات اليومية التى تخرج تايدا لصقر الخليج صدام ومعركته الكبرى ضد دولة الكويت الشقيقة"ام المعارك" وتزوجت كل النساء الا ام المعارك كما قال الشاعر المرهف نزار قبانى
    ********
    كانت معاناتى الكبرى هى عند العودة الى موقف باصات الدروشاب ظهرا...بحكم تكرر المشهد اليومى تعرفت على الاخوان الطيب من ابناء الجزيرة الخضراء وله كشك يبيع اشرطة الكاسيت والى جواره صديقى الاخر من غرب السودان محمدان وهو صاحب كشك للمشروبات الباردة..كانا ودودين للغاية بل بلغ الكرم بمحمدان ان يتحفنى بكوب ليمون زيادة ويعطينى كرسى من الداخل لاجلس بين الكشكين ويحكيا لى طموحاتهم الصغيرة واحلامهما الغضة..كنت انظر عن كثب الى سرب حمايم ...الموظفات فى دار الوقائق القومية مع زميلى بكور وهن يقفن تحت شجرة فى انتظار الباص باثوابهن البيضاء الجميلة وليس هناك فى الدنيا اجمل من الموظفة السودانية والمراة السودانية العاملة..وعبرالاسفلت الممتد امامى فى ظل البعيد ..كانت ..غابة الابنوس الجميلة .....سرب من بنات الدينكا بملابسهن الغنية التلون ..يقفن مع شباب من ابناء الدينكا يتحدثون وتنبعث اصواتهن واصواتهم لتعزف سيموفنية المكان ومدرسة الغابة والصحراء ...عن كثب موظفين يتصببون عرقاويتحدثون فى سخط ...وامراة تبيع الشاى الانيق تحت شجرة فى الركن امام مركز شباب بحرى
    *************
    كانت احاديث صديقاى البسيطة الطيبة تنساب على اذني وانا اتامل هذه البوتقة من ناس الخرطوم..والتى كان يعكرها مرور عربة عسكرية مجروس محملة بالجنود..لتعيد وتذكرنى اننا فى زمن الكوليرا..ان هؤلاء الناس الطيبون واحاديثهم البسيطة التى استمع لها يوميا وانا اجلس على الكرسى بين الكشكين وتنساب دائما الاغنية التى اطلبها من صديقى الطيب"يا زمن" للفنان الذرى ابراهيم عوض والتى اضحت الموسيقى التصويرية للمكان..لا زلت احتفظ بهذا الشريط الذى اكرمنى به الطيب
    *********
    فى ذلك الوقت كنت اجلس على الكرسى واتأمل هذا الخليط المتجانس من البشر وكنت ايضا ارى شجر يسير!!...لانى اعرف الكثير الذى لا يعرفه هؤلاء..صديقاى واحلامهما الصغيرة..اسراب الحمائم...غابةالابنوس..ست الشاى الانيق..الموظفين الساخطين الذين يتصببون عرقا
    *************
    كما قلت لكم انى كنت ارى شجر يسير..غادرت السودان وعدت لمرة الاخيرة عام1993 وجئت ابحث عن اصدقائى...اختفت الاكشاك وازيلت ايام رامبو..احترقت غابة الابنوس الجميلة...اختفى جل الموظفين واسراب الحمايم تحت نير قانون الفصل للصالح العام..اما ست الشاى فقد انهكتها الكشة* واصبحت تمارس عمل اخر يمزقها ويهدر ما تبقى من انسانيتها...لنعيش نحن فى المنافى يجللنا الاحساس بالعار ونقاوم هذا الاحساس بالكتابة غير المجدية
    هذه هى الخرطوم1991 التى اعرفها او عرفتها...ولو تفندون!!!!!!!!!!أ
    الكشة: مداهمة شرطة البلدية

    *************
    يا نسمة يا جاية من الوطن
                  

02-14-2013, 10:43 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب والشرير والقبيح (Re: adil amin)

    clip_image126.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    اللوحة للفنان التشكيلي السوداني المقيم في صنعاء سليمان سعيد



    أيقونات يمنية


    مقدمة لابد منها :-
    جون فول (John Vol) هو واحد من أساتيذ الدراسات السودانية الذين نبغوا فيها قال :(إن مستقبل السودان على المدى الطويل يتوقف على قدرة السودانيين على تطوير التوازنات المهزوزة إلى توليفة وطنية، الشعراء والموسيقيون هم رواد وحداة هذا الطريق).
    إن الثقافة العربية ستكون في وضع أفضل إن ترك أمر نموها للصيرورة الطبيعية ولإبداعات أهل الفن الذين يخاطبون الوجدان بدلا من يوكل أمرها إلى الساسة الانغلاقيين والمهووسين الدينيين والعنصريين ذوي الخيلاء..فالفنون تلعب بالصورة والكلمة والحرف والنغم على أوتار القلوب وحنايا الوجدان ولا تعبر إلا على أسمى العواطف في البشر.. (المصدر:تكاثر الزعازع وتناقص الأوتاد /د . منصور خالد)..
    *****
    في بلد كالسودان متعدد الثقافات وثري التنوع كقطعة السجاد و يضم العديد من الهويات ثقافية منها الموجود عبر التاريخ ومنها الوافد الذي تعايش وانصهر في بوتقة السودان القطر القارة..الهوية الثقافية العربية كمكون أصيل من مكونات المجتمع السوداني ،تم رفدها من الهجرات العربية للسودان عبر العصور..ولكننا في هذا المقال نتناول الهجرات اليمنية المعاصرة متجسدة في ثلاث إيقونات يمنية..لعبت دور كبير في تشكيل الوجدان السوداني..الشاعر الذي لا يتبعه الغاويين حسين بازرعة والموسيقار المرهف ناجى القدسي..بالإضافة للطبيب الباحث محمد يحي الشرفي ، عليه رحمة الله ،مؤسس منتدى النفس السوية في حقبة التسعينات في اليمن..
    *****
    الشاعر حسين بازرعة ذو الأصول الحضرمية اليمنية من الذين جاء أهله إلى السودان في بدايات القرن العشرين..وعاصر الاستعمار الانجليزي..وكان من الذين يخرجون في المظاهرات ضد الانجليز مع طلاب مدرسة وادي سيدنا في أم درمان عندما كان طالبا فيها..وحدث مرة أن اعتقله البوليس وحققوا معه قائلين :أنت يمني..ما شانك بالسودان؟!!، جرح ذلك مشاعره المرهفة..وعندما أفرج عنه كتب قصيدته الوطنية الشهيرة (أرضنا الطيبة)

    رضنا الطيبة
    كلمات: حسين بازرعة
    ألحان وغناء: عثمان حسين

    أفديك بالروح يا موطني فأنت دمي كلما أقتني
    بلادي أنا
    تراث كرام ومجد العرب وسفر كفاح روته الحقب
    نسمت شذاها وطيب ثراها
    وذوب هواها جرى في دمي يعزز في السير من مقدمي
    وأرضي هنا
    بناء جدودي ومأوى أبي وتاريخ شعب كريم أبي
    فيا إخوتي لنمضي إلى النور في ثورتي
    نحطم قيد الليالي العتي
    فنحن الفدا جنود الردى
    نعيش عليها ونحيا لها
    ونحمي حماها ومشعلها
    بلادي أنا


    وصدح بها المطرب السوداني الراحل عثمان حسين..والى يومنا هذا شكلت علامة فارقة في تاريخ الأغنية الوطنية السودانية ويكاد مضمونها ولحنها الرائع أن يجعل منها سلام وطني سوداني دون منازع..كما أتحف الشاعر المكتبة الغنائية السودانية بالكثير من درر الشعر العاطفي الخالد ،تردده الأجيال جيلا بعد جيل.. وأضحى اسم كبير وثقه المذيع عمر الجزلي في برنامجه التلفزيوني الشهير في الفضائية السودانية "أسماء في حياتنا"..
    *****
    الموسيقار ناجي القدسي..أيضا كانت له مساحات لحنية واسعة في المشهد الإبداعي السوداني.واستطاع أن يرفد المكتبة الموسيقية السودانية بالألحان خالدة.أشهرها على الإطلاق..لحن أغنية (الساقية) للشاعر الراحل عمر الطيب الدوش وغناء المطرب حمد الريح..في حقبة السبعينات..هذا اللحن الخماسي المركب أضحى واحد من أدوات النضال في سنوات نظام مايو العجاف الأخيرة في حقبة الثمانينات ، عندما يهتف معه الجماهير في حفلات الأعراس أو المناسبات:(لن ترتاح يا سفاح..رأس نميري مطلب شعبي)مع موسيقى هذا اللحن الساحر.. وظلت مقطوعة الساقية، لحن أثير تنشرح له النفس وتسلل خارج السودان وسمعه احد الثقاة مرة يعزف في مطار طوكيو في اليابان..أسهم الموسيقار ناجي القدسي في تشكيل الوجدان السوداني عبر أكثر من مائة لحن..كما قال الشاعر والباحث المجد علوان مهدي الجيلاني في فضائية اليمن اليوم..وعزى الباحث المجد ( إن تغييب الإبداع السوداني..ليس لأنه لا يوجد إبداع أصلا كما يتوهم البعض ولكن لهيمنة المركز العربي القديم على المشهد الفكري والسياسي والثقافي والفني أيضا) ،ونحن كسودانيين نشكر الشاعر علوان على شهادته و كل من قال كلمة حق في منبر إعلامي فيها إنصاف للسودان.. ومبدعيه..
    *****
    الطبيب النفسي الراحل والصديق محمد يحي الشرفي..أيضا من الذين تلقوا علومهم الطبية في الجامعات السودانية العتيدة( the red brick university) جامعة الخرطوم..وتفاعل مع المشهد الفكري والسياسي السوداني عبر العصور.وارتحل في السنوات الأخيرة إلى بلده الأم اليمن وأسس منتدى النفس السوية في حقبة التسعينات ، أيضا فتح بيته وقلبه العامر لأهل الفكر والسياسة السودانيين وعامتهم في في اليمن كما أبدى اهتمام خاص بالمفكر السوداني الراحل محمود محمد طه وأفكاره الذي قام بعرضها على صحيفة يمن تايمز اليمنية التي أسسها الراحل طيب الله ثراه د.عبد العزيز السقاف..ولم يكتفي بذلك بل جعل داره العامر في حي حدة ملتقى فكري يحتفل فيه الإخوان الجمهوريين بذكرى استشهاد المفكر السوداني الراحل محمود محمد طه كل 18 يناير من كل عام ويدعو الكثيرين من أعضاء السلك الدبلوماسي الغربي..وقد شهدت إحداها في ذلك الزمن الجميل..
    *****
    هذه الإيقونات اليمنية غيض من فيض و الحديث ذو شجون عن السودان القطر القارة و حضارته المغيبة من سبعة ألف سنة وليس بقعة جغرافية تقع جنوب خط22 كما يتوهم الكثيرين من أهل الغفلة ،بل حضارة و قوة جاذبة ومضيافة ، ونحمل جينات و قيم هذا الحاكم الكوشي المسطورة في أهرامات البركل في شمال السودان...
    إنني لا أكذب
    ولا اعتدي على ملكية غيري
    ولا ارتكب الخطيئة
    وقلبي ينفطر لمعاناة الفقراء
    إنني لا اقتل شخصا دون جرم يستحق القتل
    ولا أقبل رشوة لأداء عمل غير شرعي
    ولا أدفع بخادم استجار ني إلى صاحبه
    ولا أعاشر امرأة متزوجة
    ولا انطق بحكم دون سند
    ولا انصب الشراك للطيور المقدسة
    أو اقتل حيوانا" مقدسا"
    إنني لا اعتدي على ممتلكات المعبد -الدولة-
    أقدم العطايا للمعبد
    إنني أقدم الخبز للجياع
    والماء للعطشى
    والملبس للعري
    افعل هذا في الحياة الدنيا
    وأسير في طريق الخالق
    مبتعدا عن كل ما يغضب المعبود
    لكي ارسم الطريق للأحفاد الذين يأتون بعدي
    في هذه الدنيا والى الذين يخلفونهم والى الأبد
    خاليوت بن بعانخي - معبد البركل

    نعلم الناس التعليم الجيد والنافع و نحرر أجمل ما فيهم من حياة الفكر والشعور والفردانية الخلاقة..نحن بلد لا ننتج ايدولجيات ولا نصدرها ولا نحقن بها أدمغة الغير.. أو نعيدهم إلى بلادهم ليلحقون بها الأضرار ،كان كل ذلك قبل العهد الإنقاذي الغيهب 1989،وسقوط السودان تحت مشروع الأخوان المسلمين الوافد وفجرهم الكاذب ....الذي جعل حالنا الآن في الداخل والخارج كما وصفه الشاعر الراحل عمر الطيب الدوش،حفيد زرقاء اليمامة ومنذ امد بعيد في قصيدته الرائعة الأخرى (سعاد)...
    لا صحينا عاجبنا الصباح
    لا نمنا غطانا العشم
    نحن بلد بسيط،لدينا (قيم ) قوامها ،الزهد التواضع والتصالح مع النفس والتفاني في العمل فقط ،كما قال عنها الأديب الراحل الطيب صالح في رائعته موسم الهجرة إلى الشمال "إن جدي كان كشجرة السيال ،حادة الأشواك وصغيرة الأوراق ،تصارع الموت لأنها لا تسرف في الحياة"..او كما صاغها شعرا شاعر السودان الفيتوري الذي يعاني الأمرين من المرض والإهمال الآن... في قصيدته
    ياقوت العرش


    دنيا لا يملكها من يملكها

    أغنى أهليها سادتها الفقراء

    الخاسر من لم يأخذ منها

    ما تعطيه على استيحاء

    والغافل من ظنّ الأشياء

    هي الأشياء!

    تاج السلطان الغاشم تفاحه

    تتأرجح أعلى سارية الساحة

    تاج الصوفي يضيء

    على سجادة قش

    صدقني يا ياقوت العرش

    أن الموتى ليسوا هم

    هاتيك الموتى

    والراحة ليست

    هاتيك الراحة

    * * *

    عن أي بحار العالم تسألني يا محبوبي

    عن حوت

    قدماه من صخر

    عيناه من ياقوت

    عن سُحُبٍ من نيران

    وجزائر من مرجان

    عن ميت يحمل جثته

    ويهرول حيث يموت

    لا تعجب يا ياقوت

    الأعظم من قدر الإنسان هو الإنسان

    القاضي يغزل شاربه المغنية الحانة

    وحكيم القرية مشنوق

    والقردة تلهو في السوق

    يا محبوبي ..

    ذهب المُضْطَّر نحاس

    قاضيكم مشدود في مقعده المسروق

    يقضي ما بين الناس

    ويجرّ عباءته كبراً في ال########ه

    * * *

    لن تبصرنا بمآقٍ غير مآقينا

    لن تعرفنا

    ما لم نجذبك فتعرفنا وتكاشفنا

    أدنى ما فينا قد يعلونا

    يا قوت

    فكن الأدنى

    تكن الأعلى فينا

    * * *

    وتجف مياه البحر

    وتقطع هجرتها أسراب الطير

    والغربال المثقوب على كتفيك

    وحزنك في عينيك

    جبال

    ومقادير

    وأجيال

    يا محبوبي

    لا تبكيني

    يكفيك ويكفيني

    فالحزن الأكبر ليس يقال
    *****


                  

02-14-2013, 11:24 AM

MOHAMMED ELSHEIKH
<aMOHAMMED ELSHEIKH
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 11825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب والشرير والقبيح (Re: adil amin)

    عادل سلام
    ما معقول ياخي تغطس زمممممممن وتقوم تقلع وتجيب لينا متل البوستات البتسجننا دي وتحمينا الشغلة والمرقة

    ياسلام ياعادل امين على الكلام الجميل
    ودي
                  

02-15-2013, 03:04 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب والشرير والقبيح (Re: MOHAMMED ELSHEIKH)

    Quote: عادل سلام
    ما معقول ياخي تغطس زمممممممن وتقوم تقلع وتجيب لينا متل البوستات البتسجننا دي وتحمينا الشغلة والمرقة

    ياسلام ياعادل امين على الكلام الجميل
    ودي


    الاخ العزيز محمد الشيخ
    نشكر مرورك المعطر
    وبتلقاني دائما وين ما تكون الحرية
    ومنبر سودانيز اون لاين هو الحاجة السودانية الحرة الوحيدة في العالم
    وتحياتي مجددا
    واسف على التاخير
    ما متعود اجد زوار راتبين لبساتين اقلامي
    واهديك النص القادم سلفا
                  

02-15-2013, 03:22 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ام كواكية (Re: adil amin)

    clip_image129.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    رسم سليمان سعيد

    استيقظ في الصباح مذعورا..خطف مسدسه من جواره وأطلق النار على سارية العلم عبر النافذة حيث كان يجب ان يكون هناك غراب ينعق في الفضاء ويسلح على علم البلاد..لم يكن هناك غراب يسقط مضرجا في دمائه ويقوم الحراس بدفنه في المقبرة الجماعية في فناء المنزل تحت أشجار الليمون والبرتقال
    لم تنهض زوجته مذعورة توبخه على هذا الفعل المشين والمكرور...اذ انها لم تكن موجودة الي جواره هذا الصباح"ما هذا الصمت المخيف؟؟!!"..فرك عينيه وأصاخ السمع..عله يسمع صفارة قطار بعيدة من قلب المدينة او أزيز طائرة من مطار ها او الضجيج المعهود في الشارع..."هل هذه كوابيسه المستمرة والتي جعلته يجوب بلاد العالم لطببتها...ام انها الحقيقة؟؟
    *****
    لم تأتي سيارة الراسة التي تقله الي القصر الراسي ، رفع سماعة التلفون ووجد المجيب الآلي في الانتظار"ناسف..اما هذا الرقم خارج نطاق التغطية او الهاتف مغلق"...تناول الريموت واراد ادار التلفاز..ظهرت الشاشة البلورية عارية من كل بث ..فقط التشويش الذى ينبعث من مثل هذه الاجهزة الالكترونية...ادار مؤشر الراديو..نفس الامر ..انطلق صفير ولم يجد له المذياع يمحطة اخبارية واحدة"رباه ..ما هذا الذى يحدث في العالم ؟؟!!"
    *****
    هب مذعورا واخذ يركض في ردهات القصر وشرفاته الخاوية والاشجار في الفناء تحملق فيه في ذهول وقد خلت من زقزقات عصافيرها" يبدو ان خطبا ما الم بالمدينة واغرقها في هذا الصمت المريب؟؟"
    ارتدى ملابسه على عجل وقرر ان يقود سيارته بنفسه...خرج الى الطرقات المقفرة والمتشحة بالغبار...شاهد اوراق ومنشورات تغطي الشوارع...تحملها الرياح وتصفع بها زجاج سيارته...مر امام الشارع المعهود...حيث كانت تقبع مريم بائعة الشاي...وتداعت الى ذهنه المجهد ذكريات من نوع خاص
    *****
    كان عندما يمر بموكبه وضجيجه المعهود امام الشجرة التي تجلس تحتها عن كثب من قصر الراسة...لا يطيق النظر اليها...ونظراتها الممتلئة بالوعيد والاحتقار تشوي جسده وتخذه كالابر...ويحس بالأزيز يجتاح كيانه بقوة الف ديسبيل ..كانما سحقته طائرة بوينج 747
    *****
    عجز رجال الامن عن ازاحتها شبر من مكانها ولم ينبت احد منهم بكلمة عن ما يحدث له..كلما شرع في مضايقتها..حتى انهم مرة احضروا مشعوذ المدنية الشهير الذى تلجا إليه الحكومة في ملماتها...لهزيمة سحرها الاسود...كانت حادثة...اقشعر لها بدن الجميع وأصيبوا بالغثيان والخوف معا..جعلتهم يقبلوها كأمر واقع...سقط الرجل مغشيا عليه لمجرد ان حدجته بنظرة من تلك النظرات المخيفة.. ثم نهض يتقصع ويسير ويتحدث في ميوعة.. فقد استوطنت جسده فجأة امرأة...ليت الامر انتهى الي هذا الحد...أضحى المسكين...تحت رغبة لا تقاوم يتسكع عند المدارس.. يبحث عن عنفوان المراهقين...يصطاد احدهم ويأخذه معه الي بيته البعيد في إطراف المدينة...ويتم الأمر الذي قد قدر من اجل حفنة دولارات..
    *****
    مريم.. بائعة الشاي من قبيلة المساليت في أقصى غرب البلاد.. القبيلةالتي تحيط بها الأساطير...لم تأت إلي المدينة يطوعها...وحبا في مباهجها...أحرقت طائرات الاباتشي الصينية قريتها في دارفور...داست سنابك خيل الجنجويد على أجساد أهلها الطاهرة...قتل أبيها الشجاع وأصيب زوجها بطلق الناري جعله مقعدا ويعاني من الدرن الباهظ التكاليف..وابنها الوحيد يقبع جوارها...وتقيم في هوامش المدينة الغربية...
    عندما كانت مريم طفلة ترعى الماعز في فيافي دارفور الموحشة...ظهر لها رجل فجأة..امسك بها بقوة وطرحها أرضا وأجرى لها عملية جراحية غريبة..دفن شيء ما في لحمها الطري اعلى الفخذ..كان يردد على مسامعها الغضة"لا تبكي يا الزينة بنت الزينيين ...ستتالمي الآن ولكنه سيحميك من ام كواكية ومن ناس الخرطوم بقية حياتك كلها"...ومن يومها وهي تحمل سرها معها..كانت تخيف الرجال... خاصة هؤلاء الأوغاد الذين يتعهرون معها دون حياء ولا يتكلمون بصورة لائقة معها كامرأة ملتزمة تبيع الشاي... لها زوج وطفل...أضحت الحادثة المشينة للمشعوذ...القشة التي قصمت ظهر البعير..وانتشرت وغدت مكان تندر المواطنين.....وفرضت مريم المسلاتية وجودها المخيف تحت شجرة اللبخ جوار قصر الراسة.
    ******

    نظر الي موقعها تحت الشجرة بعين متوجسة...لمح كل ادواتها قابعة في مكانها والمقاعد الصغيرة متناثر تعبث بها الريح...ولا احد..."تبا..حتى هذه المراة المخيفة..رحلت !!..ما دهى هذه المدينة؟؟!!..ظل يتجول بالسيارة في الطرقات المقفرة...كان الزمن يمضي...والسيارة تائهة في طرقات المدينة التي سكنها الضجر منذ امد بعيد...الاوراق المريبة تعبث بها الرياح في كل حدب وصوب... والأتربة ايضا...
    ****
    شارفت شمس ذلك اليوم على الغروب..عاد بسيارته منكسرا وعندما مر جوار ملعب المدينة الفخم...شعر بالاسي..."اليوم االمبارة النهائية في كاس اعياد الثورة الظافرة...كان الملعب قابع في الظلام..كانه جبل مرة..وتبرز ابراجه الكهربائية من اركانه الاربعة...مثل كائنات جيمس كاميرون الاسطورية...ترجل من السيارة ونظر الى هذا الصرح العظيم الذى كان يملا المدينة ضجيجا وحيوية وقد خيمت عليه سكينة اللحد العميق..تملكه الاسى والرعب تماما..."هل يعقل ان احدهم أخلى المدنية بأكملها دون علمه؟؟ين الأجهزة الأمنية والعسس؟؟!!..اين زوجته الوفية؟؟..اين مريم بائعة الشاي؟؟.الى .اين مضى هؤلاء؟؟...
    التفت حوله نحو الاوراق التي تغطي المكان وتصفعه من كل جانب..تناول احداها التصقت بوجهه ودسها في جيبه وطفق عائدا بالسيارة الي قصره المنيف والغارق في الصمت المؤسف.....دلف يجرجر أقدامه كأنه يسحب قاطرة خلفه....دخل غرفته وأضاء الشموع..حيث لم يعد هناك كهرباء او حياة تدب في جسد المدينة...اخرج الورقة من جيبه وأدناها من عينيه ووجهه المتكدر وقرا...كلمة واحدة بخط عريض احمر.. أنيقة وحاسمة"قرفنا*" هب كالملسوع واخذ يردد في هذيان مرير وينتف شعره" فعلوها...الأوغاد الملاعين....


    هوامش
    ام كواكية: الفوضى الخلاقة بلغة أهلنا في دارفور
    قرفنا*....جماعة سياسية شبابية سودانية ناشطة هذه الأيام...
                  

02-15-2013, 03:51 PM

محمد حامد
<aمحمد حامد
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 432

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ام كواكية (Re: adil amin)

    شكراً عادل أمين
                  

02-15-2013, 05:20 PM

عادل عبد الرحمن حسن

تاريخ التسجيل: 01-12-2013
مجموع المشاركات: 70

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ام كواكية (Re: محمد حامد)

    صباح الصباح يا انا.....
    أم احمد ..قهوة الصباح +عمود دخان
    والله مشكور ...زمن من الكتابة الضاعمة ..
                  

02-16-2013, 11:38 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re:عصام الخريج الذى فقد نفسه (Re: عادل عبد الرحمن حسن)

    التحية ايضا للاخ عادل عبدالرحمن ومرورك شرف لينا
    clip_image130.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    رسوم سليمان سعيد


    - ألم تظهر وظيفة جديدة ؟ ‍
    أخرج عصام بطاقته وناولها للرجل الذي قلب في الأوراق أمامه ثم رد البطاقة وأجاب
    - نأسف لا توجد وظيفة لك ‍‍‍‍‍‍‍!!
    - لماذا لا توجد وظيفة لي ؟ ‍!
    - أنت محظور .. هل كنت تمارس نشاط سياسي أبان دراستك للجامعة ؟
    - نعم كنت في الجبهة الديموقراطية .
    - هل لا زلت تمارس السياسة اليوم ؟
    - لا إني أتضور جوعاً لا أجد الوقت الكافي لتعاطي مع السياسة .. هل هذا يعني أني لن أحصل على وظيفة ؟
    - يمكنك معاودتنا دائماً ، ربما رفع عنك الحظر أو صدر قرار جديد .
    رد عصام في نفسه " ما جدوى الانتظار .. حتى إذا حصل على وظيفة لابد أنهم سيحيلونه للصالح العام لسبب نفسه .. إذن سينتظر الديمقراطية " .
    نفس الأسئلة ونفس الإجابات لا تتغير وتمضي تباعاً ، هذا الرجل المحنط الذي يجلس خلف النافذة . هذا العاطل عن المواهب ، تحول إلى إنسان آلي يرد ببلاهة يحسد عليها ابتعد عصام من النافذة ، خرج يجرجر أذيال الخيبة . هذا العام الثاني وهو يطارد أحلام الوظيفة من خلال هذا الرجل أبو الهول الذي يقبع خلف الشباك في لجنة الاختيار للخدمة العامة السودانية .
    * * *
    ظل عصام يسير مترنحاً من فرط الجوع .. وهو لا يكاد يتحصل عن ثلاث وجبات في اليوم كما أن مصروفه الاحتياطي الذي أحضره معه من البيت قد بدأ يضمحل .. كانت ظاهرة الثراء الطفيلي والانفتاح تحيط به من كل جانب العربات ذات الدفع الأمامي . المباني الضخمة للبنوك ، محلات السوبر ماركت تعج بالحلويات التي لا تشبع ولا تغني من جوع .
    جلس عصام تحت ظل شجرة لبخ ، قبعت تحتها امرأة تبيع الشاي تناول منها كوب ، أخذ يرشف الشاي في مرارة بعد أن أراح جسده المنهك على حجر جوارها ، كانت الأوراق النقدية من فئة العشرة جنيهات تنهال على المرأة كالمطر وظن عصام أنها تقترب من المئات " تباً لهذه الشهادة الجامعية اللعينة فهذه المرأة دخلها اليومي يبدو أكبر من دخل وكيل وزارة …. اللعنة كل شيء أصبح بالمقلوب" نهض عصام وختم جولته اليومية بالسفارات العربية وأعاد أدراجه بعد أن حشر نفسه حشراً في إحدى الباصات المنهكة التي يتعلق بها الكادحين تعلق النمل بقطعة السكر ، كان الحر قائظ ، وصل عصام إلى منزل عمه في أم بده ، منزل متهالك ، دخل إلى الغرفة ، طالعته بصورته الباهتة كالمعتاد في مرآة خزانة الملبس القديم نظر في ذعر إلى نفسه فقد بدت صورته باهتة فعلاً ، " ما هذا ؟! هل في طريقه إلى الاختفاء ؟؟ " إ، صورته غير واضحة المعالم . حاول صاحبنا إنارة الغرفة ، للأسف لا يوجد تيار كهربائي فتح جميع النوافذ نظر إلى نفسه في المرآة مرة أخرى " يبدو أن في الأمر خلل ما " صورته فعلاً باهتة ، قد يكون ذلك ناجم من الحالات النفسية التي تعتريه ، إن الإحساس بالضآلة يولد لديه هذا الإحساس الكئيب " لا بأس ، لا بأس ، غداً سنرى " . أخرج عصام الفرش المتهالك في الفناء واستقلى عليه ونام .. في الصباح نهض وبدأ يحي أبناء عمومته فرداً فردا فينظرون حولهم في دهشة ممزوجة بالرعب أوجس خيفة ، دخل الغرفة ونظر إلى المرآة " يا للهول !! اختفت صورته تماماً ، إذن فقد تلاشى، كيف حدث ذلك ، لم يعد هناك أدنى أثر لصورته في المرآة" تملكه ذعر شديد " كيف يمكنه التعامل مع الناس ؟!.. كيف سيحصل على وظيفة وقد اختفى عن الأنظار " حتى بني عمومته لم يروه . حاول طرد هذه الأوهام وليكن ما يكون . أرتدى ملابسه على عجل وخرج . ركب الحافلة المكتظة ولدهشته الشديدة تجاوزه الكمساري دون أن يطالبه بالنقود " لم يره الكمساري أيضاً !! ما هذا الكابوس المزعج " نزل كالمعتاد في المحطة الوسطى في الخرطوم وتوجه نحو لجنة الاختيار اللعينة .. نزل وتقدم بخطى ثابته نحو النافذة المعهودة وجد نفس الرجل .
    - السلام عليكم .
    - ……………
    نظر الرجل إلى الفراغ الخالي في دهشة !! .
    - هل توجد وظائف خالية جديدة من فضلكم ؟
    هب الرجل كالملسوع يحملق في الفراغ أمامه وهو لا يعلم من أين يأتي هذا الصوت تجمع بقية الموظفين حول الرجل المذعور ، كان هناك صوت مجهول يتحدث إليهم … كان الصوت واضح النبرات وتشوبه المرارة .
    - أخبروني .. ألا توجد وظائف جديدة ؟ !
    صعق رجال المكتب عندما رأوا شهادة جامعية وبطاقة شخصية تخرجان من مكان مجهول في الفراغ أمام النافذة وتسبحان في الهواء في طرقهما إليهم ، دب الذعر في المكان وعرف عصام المسكين إنه اختفى تماماً من جراء تعاظم إحساسه العميق بالضآلة الناجم عن الأوضاع المقلوبة في البلاد التي أصبح فيها الوزراء اكثر من المزارعين والبنوك أكثر من المستشفيات .
    تم إغلاق مقر لجنة الاختيار للخدمة لاحقاً بعد أن أصبحت مسكونة بالأشباح التي تخرجت من الجامعات والمعاهد العليا .




                  

02-16-2013, 11:24 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ام كواكية (Re: محمد حامد)

    Quote: شكراً عادل أمين


    شكرا ليك انت كمان يا محمد حامد
    ونهديك النص القادم ان شاء الله
                  

02-18-2013, 09:48 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re:حقل السمسم (Re: adil amin)

    clip_image131.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    حقل السمسم
    ظل الباص يشق به الطريق المترب وحقول السمسم اليانعة تحيط به من كل جانب وتعطر حوله الفضاء.. كمال الطشي من أبناء اليمن ، ولد في السودان من أب يمني وأم سودانية في أواسط الخمسينات عندما كان السودان مزدهراً ومضيافاً ، اليوم في منتصف الثمانينات ، بعد أن سافرت أسرته وعادت مرة أخرى إلى اليمن ، بقي وحده في السودان من فرط حبه لهذا البلد الطيب وقد درس في جامعة العتيدة جامعة الخرطوم في كلية الزراعة : أخبر والده في المطار أنه سيبقى في السودان ويدير ما تبقى من أملاك والده ، البقالة وبيتهم في الصافية.
    سرح بخيالة بعيداً والباص يترنح في الطريق المترب وسط لغط الركاب ، كان الطريق مألوفا وهذه ليست أول مرة يزور شرق السودان .. بمعنى أدق قرية صديقة المرحوم الغالي .. قبل ثلاث سنوات جاء بجثمان صديقه مع وفد طلابي كبير تذكر آنذاك الاستقبال الحزين من أسرة صديقه وأهل البلدة ونواح النساء إن انطفا طالب جامعي في هذه المناطق النائية شئ مؤسف … مات الغالي من غمرة الاشتباكات والعنف الطلابي الذي كانت تنؤ به جامعة الخرطوم ….… عبد السلام قتل الغالي وكلاهما صديقاه ، عبد السلام من الشمال والغالي في الشرق ، عبد السلام يساري والغالي يميني كلاهما كان ضحية التحريض المتشنج الذي كان يثير امتعاض كمال كثيراً ويرى فيه منتهى الابتذال عندما يقتل أبن عامل في السكة حديد أبن مزارع بطعنة واحدة نافذة في القلب .
    أردته قتيلاً … وانتهى الأمر في المحكمة إلى براءة عبد السلام بعد أن شهد شهود عدول أنه كان في حالة دفاع عن النفس .
    عندما جلس كمال مع والد الغالي المكلوم ، كان يعرفه من فرط حديث أبنه الراحل عنه ، لذلك اصطفاه بشجونه الخاصة بأنه حذر ابنه مراراً بأن الجامعة ساحة علم وليس ساحة قتال و أهلاك … وإنهم ادخروه لياتي ويعمل مفتش زراعي ويكون مصدر إعزاز لأبوية وللمنطقة التي تقوم بزراعة السمسم بواسطة الأمطار …كلمات والد المقتول التي ظلت تردد في أعماق كمال ذو الفطرة اليمنية الطيبة واختزنها في قلبة الذهبي عبر السنين حتى تخرج من الجامعة هي التي عادت به مره أخرى إلى البلدة ، حتى يحقق للأب الحزين حلمه المجهض ، طافت على شفته ابتسامة ظفر وتحسس جيب سترته حيث يقبع جواب التعيين ثم اغمض عينيه وردد في نفسه سيثبت للأهالي قيمة الجامعة في تطوير الزراعة باستخدام أحدث الوسائل ، خاصة أنه تخرج بمرتبة الشرف من قسم إنتاج المحاصيل .
    * * *
    توقفت السيارة ، نزل منها كمال وحمل حقيبته وأتجه في طرقات القرية مر على دكان عم عثمان وحياه بحرارة وتناول عنده مشروب بارد ، ثم نهض وأنصرف نحو البيت المألوف ، استقبله أبو الغالي بالأحضان وجاءت أم الغالي تتلمس طريقها إلى الضيف العزيز فقد ابيضت عيناها حزناً على وحيدها ، فرح الأبوان فرحا شديداً عندما عرفا أن كمال سيقيم معهم في البيت ويترك بيت الحكومة في محطة الأبحاث الزراعية ، ادخلاه إلى غرفة صديقه المرحوم … كانت مرتبة كما رآها منذ سنتين ، صور الأصدقاء ورحلات الجامعة تغطي الجدران ، استلقى على الفراش وتنفس الصعداء ثم اغمض عينه وغرق في سبات عميق …
    * * *
    في اليوم التالي أستيقظ مبكراً ، أغتسل وارتدى ملابسه على عجل وتناول الإفطار مع الأسرة ، وخرج مع والد الغالي نحو محطة الأبحاث ، هناك وجد لفيف من المزارعين متجمعين حيوه بحرارة ، أدرك كمال حجم التحدي الذي يواجهه إن عليه أن يعزز ثقتهم في استعمال سماد اليوريا والأسمدة الحديثة التي يتوجس منها المزارعون البسطاء حتى إنهم يرون دائماً ن هذه المواد الكيمائية التي تأتي من بلاد الكفار لا نفع فيها وإن الأرض تنتج غلتها بالبركة والعمل الصالح لصاحبها … ظل الحديث سجالاً بين كمال الذي يؤمن بالعلم التجريبي الذي دراسه في الكلية وبين المزارعين وأو رآهم الغيبية وإيمانهم العميق بالقدر … قطع أبو الغالي قول كل خطيب عندما تبرع بأرضة ليجرب فيها المفتش الجديد السماد الحديث ، تهللت أسارير كمال وعرف أن أبو الغالي فعل ذلك إكراماً لصديق ابنه الوفي …
    كان أبو الغالي يحب كمال ويرى فيه روح ابنه الراحل منذ أنى رآه أول مره عندما حضر في تلك السنين الغابرة مع الجثمان وبثه أشجانه …. فقد عرف أن كمال عاد مرة أخرى إلى البلدة لأجله .
    * * *
    عاد كمال إلى الخرطوم مرة أخرى ليحمل شحنة السماد الذي اشتراه من شركة مشهورة ، متخصصة في استيراد الأسمدة يملكها طبيب بشري ثري جداً من التيار اليمني الذي يؤيده صديقه الراحل ، كان كمال في أشد الشوق إلى تطبيق ما درسه عملياً قفل راجعاً دون أن يزور صديقه عماد الذي يعمل في المعمل المركزي ويهنئه بزواجه الميمون فقد وجد رسالة منه في البقالة في الصافية التي استأجر كمال رجل من أبناء غرب السودان لإدارتها ، حاج آدم ، صديق والده الحميم …
    * * *
    عاد كمال إلى البلدة وظل يعمل بجد ونشاط مع والد الغالي في تسميد الحقل بالسماد الجديد ، أراد كمال أن يجرب السماد في نصف الحقل إلا أن أبو الغالي حلف بأغلظ الأيمان أن يقوما بتسميد الحقل كله ، نزل كمال عند رغبته ومضى الزمن بدأت الحقول تزدهر من حولهم ، محملة بسنابل السمسم الذهبية وحقلهم يزوي مصفراً خاوياً على عروشه إلا من أعواد متيبسة هزيلة أوجس كمال في نفسه شيئاً وبدأ يشعر بالإحباط يتسلل في دهاليز نفسه " لابد أن هناك خلل ما !! " .. كان يرى في عيني أبو الغالي نظرة العطف والإشفاق التي لا تخلو من الأسى العميق لهذه الخسارة الفادحة ، ثم بدأ المزارعون يثرثرون بما يكره ، كان وقع الكلام في أذني كمال كوخز الإبر ، ظل أبو الغالي يتحمل غمزهم ولمزهم في صبر الجبال فهو رجل أعتاد الصبر الجميل …. إلا أن كمال الذي كان اكثر ما يتسرب إليه حديث أبو الغالي الهامس الحزين مع زوجته الوفية ليلاً .. بدأ يشك في جدوى دراسته الجامعية جدوى السماد اليوريا ويجمع شتات إرادته المضعضعة ويبحث عن حل علمي لهذه الكارثة ، حمل عينة من تربة الحقل المنكوب وعينة من السماد وذهب حيث يعمل صديقة عماد …
    * * *
    بعد يومين كانت تنتظره مفاجئة رهيبة ، أن الشركة التي اشترى منها السماد كانت تخلط السماد بالجير ، لذلك أحترق محصول السمسم وتحولت التربة إلى أرض قلوية ، لقد أغتال السماد المغشوش للأرض ، وأصاب أبو الغالي في مقتل طعنة نجلاء أخرى ، في ذلك اليوم بكى كمال بكاء مراً لهذه الهزيمة النكراء التي حاقت به في بداية مشواره في العمل ، حمل تعزيز المعمل المركزي مع صديقة عماد عضو الحزب اليساري المحظور ،وقدما بلاغ إلى النائب العام ضد الشركة المشهورة .
    * * *
    شطب البلاغ وفصل عماد من العمل وأحيل إلى الصالح العام وتم حماية الشركة وصاحبها المتنفذ … استشاط كمال غاضباً وباع أملاك والده وترك البقالة فقط لصديق والده الحميم حاج آدم وحمل الأموال وسافر من البلدة ليلاً وضع المبلغ مع رسالة عند عثمان صاحب البقالة وأوصاه بأن يسلمها إلى أبو الغالي عند صلاة العشاء وأنسحب يجر جر أذيال الخيبة وفي دهنه تدور فكرة واحدة الخروج من هذا البلد الذي خبث …فسافر إلى اليمن غضباناً آسفا …
    * * *
    عندما أعطى حاج عثمان صاحب الدكان الأمانة والرسالة إلى أبي الغالي ، أنهار المسكين جالساً وأخذ يتمعن في الرسالة وردها لعثمان يقرأها له ، انحدرت دمعة مرة حبسها سنين وهو يستمع إلى آخر فصول المهزلة وتهدج صوته "لا حول ولا قوة إلا بالله…عليهم لعنة الله إلى يوم الدين " ثم نهض يجر قدميه في تثاقل نحو بيته ، دخل من الباب حيا زوجته في مرارة فلمست فيه نبره حزينة ، لم تألفها من قبل ، أوجست خيفة ،لم يشأ أن يخبرها برحيل كمال استلقى في الفراش وأطلق لدموعه العنان……
    * * *
    هب من رقدته وقد عصف به غضب مدمر اختطف شعلة نار من الموقد التي تعد فيه زوجته العمياء الشاي واندفع خارجاً نحو الحقل وألقى فيه الشعلة ، سرت النار لتضيء الفجر الحالم وهي تلتهم أعواد السمسم في شره شديد ، كان طيف أبنه الراحل يقف جواره بنظارته الطبية وصوته الهامس .
    - لماذا أحرقت الحقل يا أبي ؟.
    - لقد أحرقوا فوادي مرتين يا ولدي .
    - انه السماد المغشوش .
    - نعم يا ولدي أنه السماد الفاسد .
    - سامحني يا أبي أني بريء من هؤلاء .
    - الله يرحمك يا أبني .
    جاءت أم الغالي الضريرة تدفع جموع المواطنين الذي تحلقوا حول زوجها المجنون وقادته إلى البيت وهو يرغي ويزبد …
    في صباح اليوم التالي لم يعثر السكان على الأسرة المنكوبة ،رحل العجوزان عن البلدة وخلفا وراءها بيت مهجور يضج بالذكريات وحقل سمسم محترق يتصاعد منه غاز ثاني أكسيد الكربون …
    6/4/2000
                  

02-20-2013, 11:39 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Re:حقل السمسم (Re: adil amin)

    clip_image132.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




    مزامير ((حميد))

    يا مطر عز الحريق
    Folder:
    محمد الحسن سالم حميد



    من الواسوق أبت تطلع

    من الأبرول أبت تطلع

    من الأقلام أبت تطلع

    من المدفع طلع خازوق

    خوازيق البلد زادت

    يفيض النيل .. نحيض نحن

    يظل حال البلد .. واقف

    تقع محنة

    ولا النيل القديم ياهو ... ولا يانا

    نعاين فى الجروف تِنهد .. ولا يانا

    رُقاب تمر الجدود تِنقَص .. ولا يانا

    متين إيد الغُبُش تتمد

    ولا قِدّام

    تتِشْ عين الضلام بى الضو

    تفرهِد شتلة لا هدّام

    ولا فيضاً يفوت الحَد

    عُقُب يا نيل تكون ياكا

    ونكون أهل البلد بى الجد



    يا مطر عِز الحريق

    يا مصابيح الطريق

    يا المراكبيى البتجبِد .. من فك الموج الغريق

    جينا ليك والشوق دفرنا

    يا نشوق روحنا ودمَرنا

    يا المحطات الحنينى القصّرت مشوار سفرنا

    ياما شايلك بينى حايم

    لا الليالى المخمليى

    لا العمارات السوامق .. لا الأسامى الأجنبيى

    تمحى من عينى ملامحِك

    وإنتى جايى المغربية

    .. دايشى .. داقسى .. المغربيى

    وشِّك المكبوت .. مكندك

    سمسونايتك زمزميى

    كون شِبِر .. طوريى .. مُنجَل

    سِبحِى .. فانوساً مدردح

    قلتى بيهن لى زمانِك

    يا زمان الحاجى عِندك

    يا زمان الآهة حدّك

    لا تَطَى الوردة الصبيى ...
                  

02-21-2013, 08:24 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Re:حقل السمسم (Re: adil amin)




    كانوا في زيارة ابنهم ال(ديك..تور)ا




    عادل الامين
    الحوار المتمدن-العدد: 1945 - 2007 / 6 / 13 - 09:43
    المحور: كتابات ساخرة






    كل الناس تتفق على ان الديك اغبى حيوان..ولكن نحن مع التجربة توصلنا الى ذلك..كان للوالدة العزيزة فى مدينة بربر سبع دجاجات وديك حسن الصوت..و شد ما يؤلمنى عندما يكلفونى بادخالهم ليلا فى القفص..بعد حظر التجول..اذا ظل هناك ثعلب من ثوار الدرب المضىء يتربص بهم الدوائر..كانت الدجاجات الجميلات تنساب بكل نعومة الى داخل القفص اما الديك فانه يتسمر فى الباب وعندما اقذفه بكل شى تحت يدى ليندفع داخلا ..يعود على اعقابه واظل اطارده فى الحوش الساعات الطوال..فى مرة من المرات تمكن الثعلب الخبيث من الدخول الى القفص وايقظتنى امى على الجلبة غيرالمعتادة ...حملت العكاز/العصا وفتحت الباب خرج الدجاج المزعور تباعا..اما الديك الغبى فظل يدور فى القفص مع الثعلب واعيتنى الحيلة اخيرا وبمجرد خفضى للعكاز انساب الثعلب هاربا ..مقتنعا من الغنيمة بالاياب..هذا هو الديك!!
    *************
    اما التور وهي باللغة السودانية الدارجة تعني الثور تعبر عن القوة الرعناء..كنا فى مدينة كريمة ونريد العبور بالمعدية الى نورى.. هناك لورى فيه بقر وثور..نزلت البقرات الانيقات ودخلن البنطون/المعدية فى وداعة..وعندما ارادوا انزال الثور استدار وقابلهم بموخرته وعبر عن شعوره بصورة مقرفة لتغمر الروائح الكريهة المكان وسحبوه ليسقط بصور شنيعة،كما يسقط اللذين لايريدهم الشعب السودانى فى الانتخابات ..وعندما نهض اندفع نحو البنطون وانحرف فى اخر لحظةليطوح بالزين يمسكون بالحبال فى الماء ويسبب اافزع الرهيب للركاب فى البنطون ..واخذ يعدو بحزاء الساحل..احد الخبثاء ردد:هذا الثور فى حاجة الى نظارة..فى الاصل الثيران مصابة بعمى الالوان يمكنه ان يجلس فى مصاطب المريخ ويكون مشجعا للهلال..لذلك فى القاموس المحيط كلمة دكتور هى مزيج متجانس ابين الغباء والرعونة(ديك..تور)
    ***********
    فى ايام الجامعة وانا ادخل من باب مقهى النشاط لمحت مواطنين من شرق السودان بازيائهم المعروفة يحمل احدهم حقيبة هاند باق..كان احدهما فى العقد الخامس والاخر فى بداية العشرينات ..كان يقفان محرجين عند الباب...والطلبة والطالبات ينسابون من الباب دون ان يعبروهم..القيت عليهم السلام فبان البشر على وجهم الطيب..اخبرانى انهم يريدان الدخول لزيارة ابنهم الدكتور الذى عاد للتو من الخارج كان فى كلية الاداب..دخلت معهم الى الجامعةوقدتهما الى المكتب بعد ان اخبرنى اصدقائي اللذين يجلسون فى ضهر التور/حائط..طرقت الباب استدار ونظر الى ثم من فوق كتفى اليهما بدا فى وجه تعبير ينم عن عدم الترحيب والارتياح الرهيب اصابنى بالامتعاض..تسمرت فى مكانى واستدرت منصرفا وتركتهما يدخلان فى ارتباك
    ذهبت وجلست فى الهرم فى مقهى النشاط اشرب ليمون لعله يطغى على المرارة التي احسست بها..سرعان ما لمحتهما يعودان فى طريقهما الى الخارج..كان الصغير يتحدث بغضب شديد واستطعت ان التقط جملة لا يقولها السودانيين الا فى نقطة اللاعودة(لو بقى قبلة ما اصلى عليه)..وكان الرجل الجليل يطيب خاطره..خرجا من الفردوس الزائف وانا اشيعهم بنظراتى من بعيد وبقية هذه الحادثة تحز فى نفسى حتى اليوم. ولم اتخلص منها الى بعد ان اسقطه فى شخصية صابر فى رواية الساقية ولكن عزائى الوحيد ان النميرى كان يردد دائما ان حكومته تعج بمثل هؤلاء(الديك ..تور)..لذلك تطور السودان واصبح دولة عظمى تملك الصواريخ العابرة للقارات..لا مجاعة ولا هم يحزنون.. ومع ذلك هناك دكاترة اجلاء وعلماء حقيقيين تعتز بهم البلاد..واعوذ بالله من العلم الذى لا ينفع ويا نسمة يا جاية من الوطن بتقولي لي ايام زمان ما برجعن.....
                  

02-22-2013, 04:03 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Re:حقل السمسم (Re: adil amin)

    clip_image134.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    سيرة مدينة :عين شمس


    عادل الامين
    الحوار المتمدن-العدد: 1983 - 2007 / 7 / 21 - 05:35
    المحور: كتابات ساخرة





    كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن السعيد ، قرية مظلمةحسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنها تضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟)
    واتداعى ويطوف بى الخيال وحات
    فى طفولتنا فى الشمال...عندما نكون مسافرين من بلدة ابى مورا الى بلد امى كورى...نشاهدها فى الافق البعيد تسبح فى السراب فى محيطات لا نهائية من الرمال...فينوس ..امرأ ة فى غاية الجمال..ترتدى فستان اخضر وتنتعل سفنجة قمر بوبا*..كانت عيناها نجلاوان وقامتها فارعة ولكنها صلعاء..(عين شمش)..هكذا كان يسميها الناس..لم اجد تفسير لوجودها الغامض وعزلتها المجيدة..ولكنها من كائنات الشوق ا لآخر التى يحبها الاطفال كثيرا...لانه تعطيهم الحلوى وتبتسم فى وجوههم..احيانا نجدها تجلس وحيدة كأله الهنود شيفا تحت ظل نخلة على الرمال فى مواجهة النيل فى استغراق عميق لا يعرف احد قيمة الظل الممدود فى الجنة اكثر من اهل الشمال وهم يعانون
    الامرين من رمال مشتعلة ورياح السموم التي تسفع الوجوه ويكون اقصى امل للمرء ظل ممدود وانسام باردة..انها تبصر عالم لا نراه ولكنه على ما يبدو عالم جميل لا يشبه عالمنا البشع اطلاقا..ويبدو فى ظلال ابتسامتها الساحرة
    ************
    فى الحقيقة حتى لا نبخس الناس اشياؤهم..كانت امراة لها موقف من الحياة..فهى لا تتعهر او تستلم للغزل الرخيص الذى يتحفها به الرجال عندما تاتى لسوق الثلاثاء فى مورة لتتبضع تشتري الدهان والكحل والملابس والعطور وكل ما يستهوى امراءة جميلة تعيش فى قلب باريس..الويل ثم الويل لمن يسمعها كلمة غزل رخيص من بطش يدها او سفنجة القمر بوبا التى لا تخطى هدفها كانها موجهة باليزر..ويكون الدرس قاسى لهذا الرجل الغريب الذى جاء الى سوق البلدة واراد ان يتقرب من فينوس..آلهة الجمال التى هبطت مع ارفيوس فى الارض...وضلت طريقها الى السماء مرة اخرى
    **************
    عين شمش ذات روح ابية لا ترضى ابدا ان يتصدق عليها الناس او ينظروا اليها كسقط المتاع..كانت تعمل لكسب عيشها احيانا فى طاحونة الطرف..وكم يبدو منظرها ظريفا عندما يغطى الدقيق المتتطاير وجههاو راسها الاصلع وتبرز عيناها النجلاوان المدمختان بالكحل وتلمعان ذكاءا فى توهج خرافى..تذكرك بمسرح الكابوكى اليابانى..تعمل بجد ونشاط ومرح ..هنا فقط تقبل المزاح والغزل ...حتى لا يفقد صاحب الطاحونة زبائنه..فهى تعرف الاقتصاد وشروط السوق قبل دخول الماركسية السودان
    ***********
    ليس من المهم ان تكون مشهورا..او ثرثارة فى كل ناد تخطب..كان صمتها جليل واحيانا تطلق عقيرتها بالغناء فى مشيها وتجاولها فى الصحراء بين البلدين او فى طاحونة الطرف دفعا للملل.بل المهم ان تعيش فى هذه الحياةبموقف..ان هذه المراة الساحرة وغيرها من كائنات الشمس وارمال..سببت حالة قلق ميتافيزيقى دائم للطفل الاخضر ..عن دقائق الحكمة غير المنظورة التى اوجدت هذه الكائنات فى زمان ومكان محدد..ثم الاختفاء فى هذا السديم الرمادى الذى يسميه الناس الموت. دون ان تترك اثرا.وتبقى فى ذاكرة الطفل القلق ليعيد خلقها من جديد وفى اطار اخر..لا مجال لذكره هنا..سياتيكم نباءه بعد حين
    **********
    وعندما تركنا السودان وجئنا الى اليمن..كان ذلك موقف من الحرية و النظام فى السودان..والان بعد رحلة طويلة فى اروقة الذاكرة..اضحى لنا موقف من الحياة نفسها..اسوة بكائنات الدرب الاخضر التى كانت تعيش فى مدن النخيل فى بلاد الرمال ال######ة التى تدفن كل شىء وهجرة النخيل المستمرة الى مدن الخراب
    *******

    كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمةحسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى:لماذا انا هنا؟؟
    واتداعى ..
    *********
    (اظنكم الان عرفتم سر حبى لقصيدة البنت الحديقة(عين شمش
    شايلة قمرين
    فى عيونا
    وفاردة ليلين لجنونا
    وشايلة الوان
    حتجى البحدث بريقا
    ضجة الضو فى المكان*

    قصيدة البنت الحديقة للشاعر السوداني خطاب حسن احمد وغناء المطرب الراحل مصطفى سيد احمد
                  

02-25-2013, 09:29 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سيرة مدينة:سباق المسافات الطويلة (Re: adil amin)

    clip_image137.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    كل هذه اللوحات في البوست من معرض الفنان التشكيلي سليمان سعيد line ,form and feeling
    سيرة مدينة:سباق المسافات الطويلة



    عادل الامين
    الحوار المتمدن-العدد: 2404 - 2008 / 9 / 14 - 06:15
    المحور: سيرة ذاتية



    كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمةحسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟
    ويطوف بى الخيال واحات في اروقة الذاكرة واتداعي

    في ايام ثروة مايو الاشتراكية..كانت تقام احتفالات بمناسبة اعياد الاستقلال..واذكر ان الاحتفال في محافظة النيل كان متفردا..كنا في الدامر وقد تجمهرنا نحن طلاب مدرسة شيخ مجذوب في الساحة الشعبية لنشهد ظاهرة فريدة في المدينة ..سباق الهجن..كانت الجمال الجميلة البشارية تختال في زهو ويقودها اصاحبها من ابناء قبائل شرق السودان..
    بدا السباق في العاشرة..وانطلقت الجمال شرقا في منظر مبهر..ثم اختفت في الافق..ثم عادت تسابق الريح الي نقطة البداية ..وسط صياح الجماهير..وصل جمل اصهب الي نهاية السباق وقد تقطعت انفاسه ويتصبب عرقا..وتم تسليم الجائزة لفارسه الذى كا يبدو في منتهى السعادة..وتم تجميع الجمال عن كثب لتتواصل الفقرات الاخري للبرنامج..اما انا فلم انفك من سحر الجمل الفائز والذي كان صاحبه يقف معه عن كثب فاتبعته..ولم تمضي نصف ساعة حتى حدثت الفاجعة..استدار الكائن البديع حول نفسه وسقط علي الارض مثيرا زوبعة من الغبار وصاحبة ينظر اليه في هلع..اخذ يرفس بارجله ويطرف بعينيه ويتنفس بصعوبة..لحظات وهمد جسده..واغمضت العيون الجميلة الدامعة اهدابها الطويلة ثم فتحت نصف فتحة ليطل منها الخواء الابدي..جلس صاحبه القرفصاء يصارع دمعة حارة فقلما يجود رجال هذه القبائل بدموعهم العزيزة..واخذ يربت على راسه وقد تجمهر العديد حوله يبدون اسفهم لموت الجمل..سقط مظروف النقود من حجره وهو يتحسر ويردد كلمات بلغته الغريبة كانها مناحة او مرثية ..انطبع هذا المنظرالمؤلم في ذاكرتي الطفولية ..لاعرف لاحقا فداحة ان يكسب الفرس او الجمل السباق .. سباق المسافات الطويلة ثم يموت..دون ان ينعم بالجائزة..هذا الشعور الرهيب بفداحة الخسران شعرت به مرتين...عندما مات الاستاذ محمود سنة 1985..وانا اجلس القرفصاء واندب حظنا لعاثر في ظل حائط منزوي لاشلاق السجون امام سجن كوبر..ثم تكرر يوم السبت المشؤم الذى عرفت فيه رحيل د.جون قرنق الفادح..ولا ادري متي يستشعر السائرون نياما هذه المرارة...مرارات الفقد في السباق .. سباق المسافات الطويلة...وكما قال المرحوم خوجلي..(ونحن بعدك ياهو حالنا ديما للافراح ننادي)...
    كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمةحسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى:لماذا انا هنا؟؟
    واتداعى....
                  

02-28-2013, 09:43 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة:سباق المسافات الطويلة (Re: adil amin)

    clip_image139.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    كنا نراها تسير في طرقات بلدتنا مورة في شمال السودان بوجهها العابس وتوجسها المريب كانها مخبر في المباحث متقاعد..تلتفت وراءها بغضب وتزجر الاطفال الذين يعيرونها باسم(بت الخور)..فترد بعجرفة بصوتها الاجوف(يخرخر..امكم)
    تاتي عند الغروب من المزارع وتوقف حمارها المحمل بالعلف امام باب بيتنا فهى لها تقدير خاص لامي التي تحترم كل الناس..ونهجم نحن الصغار على اكواز الذرة الشامية المتدلية على جانبي الحمار و نقص اعناقها في فرح طفولي ونجردها من شراشفها ونزج بها في اتون الجمر تحت اناء الشاي الذى تعده امي لضيفتها الكريمة بت الخور..وكانت لوحة جسدها شاعر
    حلاة ناسا بلى السكر
    طعم قراصة في قدحا من الدبكر
    كواريك شفع المغرب
    يقلبو في الجمر قنقر
    وتظل بت الخور في صمتها العميق والمخيف كانها لا ترانا حتى.. تكلس وجهها المتجهم عبر الزمن..حتى انه يخيل لك لو ابتسمت هذه المراة اوضحكت لتصدع وجهها وتهشم وسقط متناثرا على الارض كالخزف الصيني…
    *******
    اخبرتنا الجدة الحرم طيب الله ثراها..ان بنت الخور في صباها كانت امراة رائعة الجمال تزوجت مبكرا وعندما اجتاح فيضان 1942 البلدة..تم اجلاء النساء والاطفال وتم رفعهم على اطواف في اعالي جزوع النخل..رفضت بت الخور البقاء مع النساء و ان تترك زوجها الذى حاصره الفيضان في الجروف فتسللت ليلا تبحث عنه..مع الهلوكوست والنيل المتعجرف وعواء الرياح والرمال ال######ة التي دفنت كل شيء خاب املها ..واسفر الصباح عن امراة تجوب شوارع البلدة وتلتفت هنا وهناك بغضب
    لقد ارادت هذه المراة الحديدية ان تتحدي القدر..وهزمها ولكنها لم تتحطم..تماما كما قال ارنست همنغواي(الرجل يهزم ولكن لا يتحطم)
    ارادت ان تسجل موقف مشرف وتجسد قيمة نادرة تسمي الوفاء بالمغامرة في البحث عن زوجها الذى طواه المجهول كمصطفى سعيد في موسم الهجرة الى الشمال..هزمها القدر ولكنها لم تتحطم..واضحت واحدة من كائنات الرمال العجيبة..هولاء اللذين يقيمون في الهامش..لا الزمان يعرف احدا منهم وليسو هم بقايا المكان..
    وكانت المراة الغامضة ..جبل الصمت..والغضب الدفين..اسطورة تسمي بنت الخور..هزمها القدر يوما ولكنها لم تتحطم.. واضحت افضل منا جميعا ولو تفندون..
                  

03-05-2013, 11:09 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة:سباق المسافات الطويلة (Re: adil amin)

    clip_image145.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    كل الوان الظلام



    عادل الامين
    الحوار المتمدن-العدد: 2944 - 2010 / 3 / 14 - 15:01
    المحور: الادب والفن



    كان الوقت قد شارف على الغروب عندما حضرت الآلة القبيحة التي تشبه الديناصور تشق طرقات البلدة في طريقها الى الساحة الشهيرة , اخذ المارة ينظرون اليها في توجس فهم يعرفون تماماً ماذا يعني حضور هذه المجنزرة الى البلدة , احبطت المحاولة الاخيرة للتمرد وشملت الاعتقالات كالمعتاد عدة اشخاص , كانوا أحد عشر شخصاً من مختلف الرتب العسكرية ومعهم خمسة مدنيين تجمهر المواطنون في الساحة ينظرون الى الآلة وهي تقوم بحفر الاخدود فيما كان عدد من العمال يجهزون الاعمدة , سيتم الاعدام في الفجر كالمعتاد , عند حظر التجوال لا أحد يخرج يرى ماذا يحدث , يسمعون دوي الرصاص داخل بيوتهم الكئيبة ويتم تسوية التراب , تنصرف المجنزرة ويعم الهدوء مرة اخرى مخلفاً انين ذوي الموتى خلف الجدران والدموع الصامتة التي تنسكب من حدقات العيون , هذه المرة كان العدد كبير وكان من بينهم العقيد عبد السلام زوج فاطمة , كانت فاطمة تراه كثيراً مجتمعاً بعدد من الرجال ليلاً واحيانا يجرج في ساعات الفجر الاولى ولا يعود الا بعد ثلاثة أو اربعة ايام , كانت فاطمة توقن بأن زوجها سيرحل يوماً ما بأي كيفية لانه صاحب رتبة عالية في الحامية وودائماً ينتقد سياسات الحكومة البغيضة , هذه المرة أحبطت المحاولة اصبح ينتظرهم المصير الاسود , ظلت هذه الافكار تدور في مخيلة فاطمة وهي تحيط طفليها المذعورين بساعدها ويترامى الى أذنها طقطقة السلاح وصةت الاقدام الثقيلة , ظلت تري بخيالها المكلوم العربة السوداء وقد نزل منها المحكوك عليهم مصفدين بأغلال ورصفهم في الاعمدة بحذاء الاخدود ثم صياح الضابط وتحرك كتيبة الإعدام التي تأخذ مكانها المعهود .
    دوي الرصاص ممزقاً السكون وعلا الصراخ في عدد من بيوت البلدة , اخذت فاطمة تصرخ وهي تحضن طفليها في عنف رحل زوجها الان وانطفا صوت الحق من البلدة وهذا يعني استمرار البؤس والشقاء , مضت الايام تباعاً مخلفة ورائها ظلال من الحزن والكآبة على اهل البلدة , ثم حدثت أشياء غربية , تم ترقية عثمان الى رتبة عقيد لدوره الكبير في احباط المحاولة ,اسبغت عليه الحكومة أنواط الشجاعة والاخلاص وتم ترقيته لاحقاً ليصبح حاكماً للاقليم ورحل عن داره المتواضعة الى دار الحاكم , اثار ذلك التغيير المفاجىء دهشة فاطمة الطيبة التي لم يبقى لها من اصدقاء زوجها سوى ابراهيم الذي براته المحكمة وخرج حطام بشري من المعتقل , انطفات إحدى عينيه , اصيب برضوض في رجله , ما فتى إبراهيم وهو المخلص دائماً يزور فاطمة ويتفقد أحوال ولديها ويثني على زوجها الراحل ويجتر معها ذكريات كانت جميلة , أبراهيم من ضابط الصف يحب العقيد عبد السلام ويعرف أي معدن من الرجال كان , ظلت فاطمة تشفق على الحال الذي آل اليه ابراهيم دون ان تعرف السر الكبير الذي يطويه في صدره وفي ذات مرة اخبرها ابراهيم بكل شيء بعد فشل محاولة التمرد أخذت الحكومة عدد من الجنود والضباط كان من بينهم إبراهيم وعثمان أيضاً تعرض ابراهيم لعذاب شديد ضد رفاقه ويكشف سرهم ورفض رفضاً باتاً أن يشهد أو يكون شاهد ملك , عثمان الانتهازي أرتضى ذلك و كشف النقاب عن جميع المتامرين وسلم السلطة الوثائق والمستندات التي بحوزته .


    كان الدور المناط على المقدم عثمان وافراد الجنود معه احتلال مقر الاذاعة المحلية وتباطاً وتم اعتقال المجموعة , لم يعترف الجميع من ضباط وجنود ماعدا عثمان الذي لم ينسى ان يقدم للمحكمة العسكرية فروض الطاعة والولاء , اعتبرته الحكومة أحد ابنائها المخلصين ومن ناحية اخرى تم اطلاق سراح ابراهيم بعد احالته الى حطام منهك , سرت هذه القصة وانتشرت بين أهالي البلدة البسطاء , ظل الاحتقار الذي يكنه المواطنون لعثمان الحاكم يؤرق مضجعه , الكل يبصق عندما تاتي سيرته في مجالسهم .. مضت السنيين وكبر الاولاد طارق وأمين وفاطمة تحثهما على الانتقام لوالدهما , كان ابراهيم يأخذ أمين الى المرتفعات المجاورة ويقوم بتدريبه على إطلاق النار ببندقية والده القديمة فهم أمين الذكي وتعلم الدرس سريعاً.

    ظل أمين ينتظر اليوم الذي ياتي فيه الرئيس لزيارة البلدة ويريح البلاد من جبروته وقد اعتاد الرئيس الحضور في اعياد الحكومة للمدنية ليفتتح بعض المنشئات , أما طارق فقد هرب ذات مرة مستقلاً القطار الذي يتجه في محطة السكة الحديدية في طريقهما الى المدرسة تحرك القطار ومع دوي عجلاته اعتلمت في نفس طارق مشاعر عدة وقرر الهرب والقطار تزداد سرعته تعلق به بغته , شلت المفاجئة شقيقه وزادت سرعة القطار , ركض امين خلف القطار دون جدوى وغاب القطار في الافق خلف الجبال وفي المنزل عرفت فاطمة هروب ابنها طارق وانهارت باكية ولم تفلح مواساة أبراهيم لها يعودة ابنها يوما ما ومضت السنين تباعاً والحال كما هو وبدات البلدة تستعد لاستقبال الرئيس والحاكم عثمان في قمة جبروته وغطرسته , قتل زبانيته ابراهيم في ليلة ممطرة , وجده أمين يحتضر غارقاً في بركة من الدماء , قام مع نفر قليل من البلدة بأجراء مراسيم دفن له, أبراهيم الضميرالحي الذي يقض مضجع الحاكم واكبر حجر عثر له في الزواج من فاطمة الجميلة زوجة الراحل عبد السلام , كما تجمعه صداقة مع امين ابنها الذي فشل الحاكم تماماً في أن ينال رضا أو قدر يسير من الاحترام من هذا الولد المفعم بالحقد الدفين , وفي ذلك اليوم المشهود في العيد الخامس عشر للثورة , اصطف المواطنون المغلوب على امرهم لاستبقال قطارالرئيس وقد زينت شوارع البلدة بالاعلام وأقواس النصر طاف الرئيس بالبلدة وقام بافتتاح المنشئات الجديدة , السجن الجديد ودار المحكمة ولا شي اخر !! وفي اليوم التالي والرئيس في طريقه الى القطار مودعاً , محاطاً بكوكبة من الحراس المدججين بالاسلحة كان أمين في المنزل يبحث عن بندقية والده التي خباتها والدته بعد أن انساها الزمن الحزن على زوجها ورغبتها في الانتقام , اخفتها بعد ان احست بالخطر الذي يقدم عليه ابنها وبعد تفتيش وجدها , انطلق بها خارجا ً راته امه يعدو الى المحطة من نافذة المطبخ وفي يده بندقية , خرجت تولول , كانت المسافة بعيدة , اثار اندفاع أمين الذعر وسط الجمهور , تنبه الحراس واستغل أمين عنصر المفاجئة واطلف النار على الحاكم عثمان , تهاوى الحاكم مضرجاً بالدماء على الارض واندفع الرئيس الى داخل القطار مذعوراً وتحرك القطار بطيئاً .


    أطلق الجنود النار على امين فسقط على الارض , تدافع المواطنون مذعورين ودب الرعب في الجميع وتوالى إطلاق النار وتساقط العديد من المواطنين بين جريح وقتيل وتحرك القطار مبتعداً انكفأت فاطمة تبكي على ابنها الذي يعاني النزع الاخير , كان القطار قد اختفى بين الجبال عندما سمع سكان البلدة دوياً هائلاً وسحابة من الغبار تغطي الافق حيث غاب القطار , يبدوا ان احد ما نسف القطار !! قطار الرئيس. من هو !! لا أحد يدري اخذ الجميع ينظرون نحو الافق المشتعل الذي يتصاعد منه الدخان الاسود الكثيف , كان هناك شخص يتقدم ممتطياً جواداً , دخل الغريب طرقات البلدة تتبعه نظرات الجمهور في دهشة يشوبها الأعجاب , بهذا الذي استطاع إزالة رمز الفساد والاستبداد من البلاد , تقدم الغريب نحو فاطمة وابنها المحتضر ترجل عن صهوة جواده وركع جوار أمه وشقيقه , بعين دامعة نظر طارق الى وجه شقيقه نظرة الوداع الاخير .
                  

03-11-2013, 11:55 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة:سباق المسافات الطويلة (Re: adil amin)

    clip_image148.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    سيرة مدينة: ....بيت الشاتي...........



    عادل الامين
    الحوار المتمدن-العدد: 1962 - 2007 / 6 / 30 - 08:36
    المحور: الادب والفن




    كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمة حسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟
    واتداعى..........
    .......................................
    هكذا كنا نراها...الجدة الشاتي ام سليمان..تقبع في بيتها وحيدة بعد رحيل الوالد والولد الي الرفيق الاعلى او الى الخرطوم...بيتها يقع وسط محيطات لا نهائية من الرمال ال######ة التي تدفن كل شيء....كنا نغامر انا واخوتي الصغار في عبور هذه البحور المشتعلة من الرمال التي تحرق اقدامنا الصغيرة لنزورها وننعم بكرمها الحاتمي من تمر وجرم وبسكويت كوكو..كانت غاية في الجمال لا تقل من النساء الائي يزينن صناديق الحلوة "دايما على بالي" وكريكاب وتزين بها البرندة حيث تقبع هناك في جلالها المعهود تغمرنا ا بابتساماتها الطيبة ونظراتها النافذة التي لا تقل من اسي لكائن وحيد يعيش في بيت يضج فقط بالزكريات الصادقة وجميلة والتي مهما تجافينا نقول حليلا..وعند الغروب تكون زيارتنا الثانية لطائر الغرنوق الجميل..لانها تكون قد ابت من المزارع وتحمل سنابل الذرة الشامي...نهجم على الحمار ونتسابق في قطع رؤؤس الذرة كما يفعل امهر سفاح في عالمنا المعاصر او اصولي متشدد في العراق...تشعل لنا الجدة الفحم ويتلظى الاتون ونلقي باكواز الذرة وتنبعث الطقطقات والعويل وتخافتنا حولها..
    وكما قال المطرب الشعبي
    حلاة ناسا بلا السكر
    طعم قراصة في قدحا من الدبكر
    كواريك شفع المغرب
    يقلبو في الجمر قنقر
    ...........
    وعندما يعسعس الليل..وتسكن الكائنات..يرتفع انين سيارة من الشرق..تنهض الشاتي وتنظر في الافق المعتم لمصابيح السيارة التي تتقاطع من بعيد ومن نفيرها المنغم ؟!!بنغمة شعبية تدل على سائقها ونعرف هل هو لوري عطاية ام جابر..
    تحدق الشاتي في الافق للحظات وتجلس وتنظر الينا في اسى وتتنهد..."ان اللذين يمضو لا يعودون"...منذ ان بدات هجرة النخيل الى المدن الخراب بعد ظهور مرفق السكة الحديد.. نغادرها وحيدة مع قليل من الدجاج والماعز وحمارها الاعجف..فتتكوم في العنقريب وتتغطى بثوبها النظيف وهي تتمتم بايات قرانية ..في انتظار جودت الذى لا ياتي ابدا.... وكغيرها من كائنات الرمال تبقي الشاتي فقط في اروقة الذاكرة كامراة كان لها موقف من الحياة واثرت البقاء في الرمال على النزوح للبنادر المزعجة...وتصبح احدى شخصيات رواية الساقية*
    .................
    كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمة حسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟
    واتداعى..........

    الحديدة 1998
    رواية الساقية: منشورات مركز عبادي للدراسات والنشر -صنعاء اليمن 2005
                  

03-17-2013, 10:40 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة:سباق المسافات الطويلة (Re: adil amin)

    clip_image151.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    عندما تكتب سيرة وطن من وقائع الحياة العادية للناس
    العاديين ..نكون قد اصبنا كبد الحقيقة
    ****************

    عم آدم رجل من غرب السودان صديق جدى عبدلله الامين الذى يقيم فى السجانة..كان ياتى من ام درمان كل جمعة يتفاقد جدى..اخبرنى جدى ان ادم عندما جاء بقطار الغرب الى الخرطوم وهو شاب يافع صادفه جدى الذى يعمل فى الادارة المركزية لكهرباء والمياه وعينه عامل...اتقن آدم الذكى مهنته وترقى عبر السنين وبنى بيت فى ام بدة وتزوج وانجب وعبر السنين وحتى بعد تقاعد جدى ياتى يوم الجمعة ويزورنا..كان الشىء الوحيد الذى يعانى منه ادم فى بيت جدى انه مريخابى واعمامى وابناءهم كلهم هلالاب من النوع الحاقد ومعظم المباريات تصادف يوم الجمعة..كان يسعد ادم وجودى فى البيت يوم الجمع وذلك عند زياتنا لجدى فى عطلة الجمعة ابان دراستنا فى جامعة الخرطوم ونشكل انا وهو لوبى مريخى فى مواجهة الجبهة الهلالية المعادية للاستعمار
    واذكر يوم جمعة كان فى مباراة فى سيكافا بين الهلال والمريخ قمنا انا وادم تامرنا انه اذا فاز المريخ ننزل علم الهلال ا لمرفوع فوق البيت ونرفع بدله علم المريخ الذى اتى به ادم من امردمان واخفاه عندى..وفعلا انهزم الهلال ولكن المؤامرة انكشفت ووجدو علم المريخ..غضب بنى عمى والقونى مع العلم خارج البيت..دخلت سينما النيلين وعند العودة ليلا فتحت لى الجدة عائشة الباب ونمت للصباح..اما آدم فقد كان فى حماية الامم المتحدة"جدى عبدالله الامين
    ******************
    المواطن ادم من ابناء غرب السودان..انسان بسيط ..بوصلته فى الحياة فطرته الطيبة..انه لايعرف شىء عن ماركس وكتاب راس المال....بل لا يعرف مركز الدراسات السودانية والكتب التى يصدرها عن مؤسسة الجلابة وما ادراك ما الجلابة..لا يعرف سكان الصافية ولا السيارات المرسيدس ..فقط يعرف جدى فى السجانة و يبره كابيه لانه انقذه من غوائل المدينة التى تشبه جلد الفهد وفر له عمل بعد ان التقيا صدفة
    **************
    هذا هو التاريخ غير المكتوب لسيرة وطن كا ن!!! ومدينة
    كان اسمها ام درمان
    كان اسمها السودان
    كان جنوبيا هواها
    وكان غربيا ايضا...وشرقيا


    بعد الاذن من الفيتورى فى اضافة البيت الاخير

    *****************
    *فباى حديث بعد هذا يؤمنون
                  

03-26-2013, 09:53 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة:سباق المسافات الطويلة (Re: adil amin)


    تشكر أخي عادل على هذا المجهود الأروع واليك اندريا:


    <mcg />New Page 1<mcl />



    أييييييي
    يا الزارعنك في الصَريف أندريا.. بسقيك بلا خريف أندريا
    كان ما الصبر تكليف أندريا.. من بيتكم ما بقيف أندريا
    حلاوة القرطاس أندريا.. يا الفي الخشيم تتماص أندريا
    لو ما كلام الناس أندريا .. برحل معاك خمَّاص(خمَّاس) أندريا
    نشلعو ونبني أندريا.. وما تقولوا عاجبني أندريا
    هَمَّك طارِدني أندريا..تفسيرك غالبني أندريا
    القمري قوقا وطار أندريا .. خلاني للأفكار أندريا
    خلاني للافكار أندريا .. بالكوبري قوقا وطار أندريا
    يا الزارعنك في الصَريف أندريا ... بسقيك بلا خريف أندريا
    كان ما الصبر تكليف أندريا... من بيتكم ما بقيف أندريا
    اللوري جا و انقل أندريا.. وشايلين قزاز الخل أندريا
    أموت و يدفنوني أندريا.. قدام شركة الشل أندريا
    نشلِّعو ونبنيه أندريا.. وما تقولوا عاجبني أندريا
    هَمَّك طارِدنيand#65279; أندريا ..تفسيرك غالبني أندريا
    حلاوة القرطاس أندريا.. يا الفي الخشيم تتماص أندريا
    لو ما كلام الناس أندريا .. برحل معاك خمَّاص(خمَّاس) أندريا
    يا الزارعنك في الصَريف أندريا.. بسقيك بلا خريف أندريا
    كان ما الصبر تكليف أندريا. من بيتكم ما بقيف أندريا


    ما أجمل إيقاع الجرَّاري و الكلمات و ما أجمل الأداء عند نانسي - وما أجمل وطننا الثاني كردفان ...


                  

03-27-2013, 11:50 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة:سباق المسافات الطويلة (Re: othman mohmmadien)

    شكرا يا عثمان محمدين
    رغم ان التقنية خزلتني في الاستماع كنت افضل انك تنزلا ويندوز ميديا
                  

03-27-2013, 12:40 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة:سباق المسافات الطويلة (Re: adil amin)
                  

03-29-2013, 08:31 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة:سباق المسافات الطويلة (Re: othman mohmmadien)

    up
                  

03-30-2013, 11:55 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة:سباق المسافات الطويلة (Re: othman mohmmadien)

    Quote: شهْد الله دى نوعية الشغل البتخلى الفانيه شويه جديرة بالاحتمال او تقراْ you made my day

    شكرا يا ايمن في الفيس بوك
    ولك ان تتساءل
    كنا ننشر هذا الهذيان في اجراس الحرية العزيزة
    ولمن انتهت
    بقى مافي طريقة مع الاعلام الذى اكل المستشفيات ومافيا المركز الثقافية كمان
    تسلم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de