|
إلى يوسف الموصلي ... أرهقتنا الغيابات .. (يوسفُ أيها الإنسان)
|
ولجت الغرفة لأدخن .. وزوجتي كانت تعبث بقنوات التلفاز، تجوب محطة محطة بحثاً عن مادة دسمة، فجاءني صوت أعرفه (على قدر الشوق .. الشوق ما يمد مديت .. علي قدر الشوق) فقهقهت من المتعة، فعدت مهرولاً للجلوس أمام الشاشة، وملت طرباً يمنة ويسرى، وكلما أشجاني الطرب، أقهقه من فعل المتعة..
يا لها من أغنيات .. ويا له من مبدع...
ذلك الصوت الذي ما أثرت فيه عوامل التعرية، ولا الاغترابات الطويلة، كلما مر يوم، تعتق بالطرب، وكلما زاد بعداً، زاد عمقاً في النفس، وعمقاً آخر في نفوس الذين يعرفونه، ويعرفون الفن الحق، (والطرب الأصيل).
وأقتبس من كتاباتي القديمة:
غُنْيَات.. مَجْبُولة علي الأشْوَاق صَايْحَات: نَادَنِّك رَغْمِ شَحِيح الصُوت والبُوح الهَمْس البَال الطَّاش صَحَّايّ الفِكْرَة الشُوف نَكَّاي الذِكْرى الخُوف هَبَّاش السَابِر فِيِّ نَكَّات الجُوَّة الجُوف
استمعت لثلاثة أغنيات .. كانت كفيلة بـ(نكيت) السابر في أعماقي، وقبلها، ظننت أنني قد ودعت الكتابة، لكنها لمست أعصابها فهزت نواصيها، وتواترت الأحاسيس وغرقت في ذاك الحضور الطرب..
أيقظت تلك الأغنيات المحبة فيّ، وكثير ذكريات، أجتررتها حين كنت أحادث زوجتي، بعد أن شكرتها أيما شكر على تلك الهدية التي لولاها لعبرت وفاتتني كل تلك المتعة، فذكرت ضمن الذكريات، حين كتبت ذات مرة في (عكس الريح أم سودانيات) لا أذكر بالتفصيل أني(أبحث عن أغنية للموصلي "بكتب ليك رسالة طويلة يا أمي") فرددت أنت وتوالت الرسائل الخاصة.. فهنا عرفتك سيدي، وكنت قد سمعتك...
يوسف أيها الإنسان،،
أحببت ما قدمت أيما حب، أحببت ما كتبت، وأحببتك... فجبت في أرجاء أعمالك العميقة، المتفردة، الراسخة رسوخ الجبال، فوجدت ما وجدت، ووجدتك صدقاً ومحبة، ووفاء..
يوسف، أيها الفنان،،
أرهقتنا الغيابات، وشحيح الطلات، و(من وين أجيب ليك اليقين)... فهاك ذا النظم:
وين اليَقِين ؟ يمْلانِي كِيف الانْتِظَار ..؟ وأَنَا جَدْ مَوَشَّح بالتَعَبْ رَهَقْ المَطَارات المُدُن ضَجَّتْ عَواصِم فِي خَوَاطْر الإِفْتِكَار .. فَقَدَت عِيوني الدَهْشَة كِيف الانْبِهَار ..؟ يا فَرْدَة الرُّوح الغِياب جُوز مِنْ وِلِفْ علَّمْنَا بُعْد الشِّقَة مَعْنَى الانْشِطَار .. رُوح شُوفْنَا مَا مَلَّت طِيوف آآآآآآآي تَقْرَا سَاسَاقك حُروف فَرْكَة كَعَبْ جُوّة القَصِيد بِنْفَتِّشَك .. نَفْرَة حَوَاس جُوانَا كِيف نِتْنَفَّسَك .. أَمْرُق عَشَان يتْشَرَّبَك وطَنِي العِطِش واتْنَفَّسوك رِئتِين ضَاقَتْبَهِنْ أقْفَاص صُدور العَاشِقِين ومِنْ ويِن أَجيِب لِيك اليَقِين شَان ما تَخُش غُنْواتي أَقْعُد اَنَقْرِشَك.. واتْوَنَّسَِك صُوتاً يِبِح يِحْكِيكَ واتْنَاسَب مَع الحُجا فِي ازْدِيَاد كُلَّما زَاد الحَنِين تِزْداد وَتِيرَةْ قِصَّتَك نَبْرَاتا مَا بتْسَاوَمَنْ فِي نُصْرَتَك وَكْتِين تَحَاصْرَك غُرْبَتَك يَا مَافِي ومَوَسَّد فِي الحَشَا والعين غير الخََيَال مَا شَافَتَك
نِتْكَافَى شَرْ الغُرْبَة كِيف ؟ وِاحْنَا بنَحَنِّس فِي السَفَر شَان مَا يَجِي ويَاخُد حَبِيبْ .. نِتْعَشَّم الخِير فِي الطَشِيش نِتْبَاشَر الضُل فِي هَجِير الرُّوح ومَجْرُوحَة العِيون بالغِيبَة جُرْحَها مَا بِطِيبْ .. شِنْ قَدَّر القَمْرَة الطِلوع نُصَّ النِهَار ؟ وإِيشْ رَاح يَسْوق الشَمْسِ شَانْ مَا تضَوِّي لِيل ؟ وأَنَا نُصَّهِنْ زَي الغَرِيبْ .. السَكْتَة مَسَخَتْ الكَلام بَسْ طَالَنْ الغِيبَاتْ عَليّ النَّسْمَة مَابْتَجِي فِي الغِفِار القِسْمَة بِتْدُور انْتِظَار العِزَّة إِيه دُون افْتِخَار وأَنَا عِزَّتِي أَحْبَاب بِيَقْدِلوا فِي حَدَايّ
يوسف، أيها الحبيب،،
لا توفيك الكلمات مهما حُمِّلت من معانٍ، ولا تضاهي الأحاسيس شدوك، فعذراً...
مرفق : محبتي وتقديري بـــادي
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إلى يوسف الموصلي ... أرهقتنا الغيابات .. (يوسفُ أيها الإنسان) (Re: Elmosley)
|
Quote: غُنْيَات.. مَجْبُولة علي الأشْوَاق صَايْحَات: نَادَنِّك رَغْمِ شَحِيح الصُوت والبُوح الهَمْس البَال الطَّاش صَحَّايّ الفِكْرَة الشُوف نَكَّاي الذِكْرى الخُوف هَبَّاش السَابِر فِيِّ نَكَّات الجُوَّة الجُوف
|
مهند إبداع موبالغه .... بالجد يستاهل حبيبنا الموصلي .....
غنوات شرقت بالشوق غنن .. للعين شاقن للروح سارقات .... غنوات حلوات .... اتشابن في حشراجة الجوف النار ... صدحن هايمات .... وانهدّ جدار الصمت الحالم خار ... نزلن دمعات .... رسمت بي صدق الريشه إطار أبهى اللوحات .... يا زول مجبول من طينة فن ... هاك الأوتار املانا شجن .... نتلاشى نتوه وكفاك غيبات .....
شكراً مهند كتير أن أيقظت فينا حنين الزكرى للفن الوارف الأصيل ..... وراجنك يا أستاذ موصلي ....
مع خالص حبي وتقديري ؛؛؛؛
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى يوسف الموصلي ... أرهقتنا الغيابات .. (يوسفُ أيها الإنسان) (Re: انس العاقب)
|
أنس ،،
قلتها (حاف كدا) لأن المفردات لم تسعفني أن أي تعبير يليق قبل اسمك .. لا أغالي.. لكنه شعوري .. فأنا لا أختر تلك وإنما هي تختار موضعها مني وأراها اليوم قد عجزت ..
أود أن أقول أولاً ..
كثيرات هي المداخلات في هذا (البوست) التي تعطلت حروفي عندها .. كنت أفتح الصفحة وأقف .. محتاراً ماذا أكتب .. يا ترى ماذا أقول .. أجدني وقفت في الصفحة لوقت طويل ولا أجد الحروف .. وهي الأخرى تفر مني كلما اقتربت .. لذا تأخرت ردودي كثيراً .. فذا هو العذر .. أضف إلى أن (البوست) ملئ بكل من أحب ، فكيف لي أن آتي بحرف قليل ، وعادي .. فكنت أهرب ...
(...... ودا الشردني من البوست ....)
سيدي ،،
أشعرني الثناء بالزهو ،، غفر الله لك .. وقد أتى من مثلك ..
تجاوز يوسف التصاوير في فنه، وتواضعه، وأناقة أسلوب معاملته، التي أراها في الكتابات هنا وهناك، فإن فلت أنت من واحدة تحبه في الأخرى ، ويجدك هو حيثما كنت، فلا مفر منه إلا إليه... تجاوز بنا المدى، دون رهق المسير، أرهف الشعور، وأوقع العقل في رؤى الجمال.. فلا جزاء لذا الجميل...
سيدي ،،
سعدت بك أيما سعادة، وقفزت أرحب البراحات الجمال، فأدركت نفسي الجمال، وأيقنت أنه أنتم.. فدوموا مقربين للفؤاد ..
مرفق : محبتي وتقديري الجمْ بـــادي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى يوسف الموصلي ... أرهقتنا الغيابات .. (يوسفُ أيها الإنسان) (Re: خال فاطمة)
|
Quote: ياســــــــــــلام
بوست رااااااائع كاصحابه
ود بادي زول الزمن الجميل سلاااام يارائع
يوسف الموصلي و وداعة الله يااصحاب كل عام وانتم بألف خير
ناذر ازيك يافنان
ولكل زوارالبوست كل عام وأنتم بألف خير
وعيدية خاصة للأستاذ أنس العاقب |
خال فاطمة والله فاجاتني بوجودك ياخ ليه الغياب ده كل سنة وانت طيب يازول ياراقي وعيد سعيد
| |
|
|
|
|
|
|
|