|
|
 لحظة سيبكى فيها الرئيس(!!!)
|
لحظة سيبكى فيها الرئيس(!!!)
محمد أمين - صحيفة المصري اليوم - الاربعاء 5-12-2012م
يكفيك أن تبقى خلف الأسوار الشائكة.. يكفيك أن تتحصن بالمصفحات واللوارى.. يكفيك أن تحكم من وراء جدر.. يكفيك أن تعزل نفسك، فى بداية عهدك.. ارتضيت أن تعادى القضاء، والإعلام، والصحافة، والميدان.. لبسنا السواد فى أول حكمك.. احتجبت الصحف، وأعتمت شاشات الفضائيات.. أى شعور تحسه الآن؟.. هل كنت تتصور أن تعزل نفسك؟.. أنت الذى عزلت نفسك شعبياً!
المشهد الآن لا يسرك أبداً.. أسلاك شائكة ولوارى أمن مركزى، وصحف محتجبة وشاشات معتمة، وأزياء الحداد.. لبسنا السواد وشارات الحداد بعد خمسة أشهر فقط من توليك الحكم.. هل تشعر بالذنب؟.. هل تشعر بالخطأ؟.. هل تطلب الغفران من شعبك؟.. هل تعتذر لمن انتخبوك؟.. أم تريد أن تكون هتلر؟.. تذكر ثورتنا على مبارك.. تذكر أننا خلعناه.. تذكر أنك فقت الحدود!
ألا تشعر بالمرارة لأن قوات الجيش راحت تضع الأسلاك الشائكة فى محيط قصر الاتحادية؟.. ألا تشعر بالقلق والخوف؟.. ألا تشعر بالذنب؟.. ألا تراجع نفسك قبل فوات الأوان؟.. هل يسعدك أن تحكم من خلف الأسوار الشائكة؟.. هل يسعدك أن يثور الميدان، ضدك بعد شهور؟.. هل يسعدك أن تعزل نفسك؟.. هل يسعدك أن تقسم المصريين إلى قسمين بالسكين؟.. هل تنام سعيداً؟!
ألا تفزع لأن قوات الجيش تضع الأسلاك، ولأن قوات الأمن تضع الحواجز؟.. ألا تشعر بأنك تعزل نفسك؟.. إغلاق منطقة قصر الرئاسة يسىء للرئيس.. رسالة للعالم الحر بأن رئيس جمهورية الثورة خائف ومرعوب.. رسالة أخرى بأنه يعيش نهايات الحكم.. رسالة ثالثة بأن البلاد تحولت إلى ثكنة عسكرية.. رسالة رابعة بأن مصر غير مستقرة، لا يصلح فيها استثمار، ولا أى شىء!
الأسلاك الشائكة لا تحمى الرئيس.. الحواجز الحديدية لا توفر له الأمن والأمان.. الاحتماء بالوطن هو الأصل.. توفير الحريات هو الذى يجعل الرئيس حراً والأبواب مفتوحة.. أنصارك يفرحون لاحتجاب الصحف، وتعتيم الشاشات.. لا يفهمون أى شىء.. المفترض أن يبكوا حزناً على الحريات المهدرة.. الأصل أن تبكى أنت يا دكتور مرسى، لأنك تختبىء ذعراً خلف الأسوار الشائكة!
انظر حولك إلى رؤساء العالم الحر.. الشعوب تحمى رؤساءها الأحرار.. هل رأيت «أوباما» فى محال الهامبورجر؟.. هل رأيته وهو يعزم «ميدفيديف» على ساندويتش وحاجة ساقعة؟.. هل سمعت أنه ينتظر الباص كل يوم، لتوديع ابنته إلى المدرسة؟.. لا حراسة ولا حراس.. هل سمعت برؤساء الحكومات الذين يذهبون بدراجة إلى مقر الحكومة؟.. هل تعرف يعنى إيه حرية يا ريس؟!
لا يمكن الاستهانة بغضبة القضاة.. لا يمكن الاستخفاف بغضبة الصحفيين.. ما معنى أن يثور القضاة ويثور الصحفيون بعد شهور فى مواجهتك؟.. الإجابة أنت تعرفها.. تعرف انحيازك لجماعتك، على حساب الوطن.. تعرف اعتداءك على الدستور ودولة القانون.. تعرف تهديد أنصارك بحل الدستورية.. تعرف تهديدهم بالحرب على الإعلام.. يقولون: إدينا الإشارة نجبيهم لك فى شيكارة(!)
يكفيك أن تحكم البلاد من خلف الأسوار الشائكة.. يكفى أن نعلن الحداد على الحريات فى أول عهدك.. يكفى أن تكون بدايتك شبيهة بنهاية سلفك المخلوع.. يكفى أنك لا تستطيع أن تخرج لجماهيرك، كما كان، بلا قميص واق ولا حراس.. يكفى أنك لا تستطيع أن تنزل الميدان.. سيدى الرئيس: ينبغى أن تبكى، وأن تلبس السواد(!)
http://www.almasryalyoum.com/node/1288236
|
|
  
|
|
|
|
omer osman
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست