|
|
 حينما هجم النمر علي الحركة الإسلامية السودانية
|
رحم الله صديقي نصر الدين الرشيد
كان دائماً ما يقول أن الجبهة الإسلامية مثل جبل الجليد حتماً ستذوب مع سطوع أول شمس ستذوب وتجري في الارض وتكنس معها كل الأوساخ والقاذورات ومخلفاتها خلال هذه الأعوام لكنه دائما ما يتساءل أين سيصب كل ذلك؟
ان العناوين المتباكية الان وفي هذه الفترة وبروزها ابان مؤتمر الحركة الاسلامية السودانية لا ينفصل عن كونه جزء من عدم القناعة الكاملة التي بدأت تترسخ في معتقدات جزء من أو كل الإسلاميين بالمشروع الاسلامي السوداني وما افضت اليه التجربة حتي اللحظة ، لذا بدأ البعض يتحدث عن الحركة الإسلامية السودانية التي تغول عليها المؤتمر الوطني جاعلاً منها ذراعيا فقهية او دينية بدلاص ان يكون هو الزراع السياسية للحركة باعتبارها الأصل فيما بدأ البعض يتحدث عن أن الحركة الاسلامية هي صمام الأمان لإسلاميي السودان وهي الجبل الذي سياويهم حينما يأتي طوفان نوح.
هذا ما يجعلنا نتساءل أين كانت هذه الأقلام خلال العشرون عاماً الماضية وهي تري بعينها بل وتشارك في صنع هذا النمر، ولماذا بدأت الأصوات الان تتباكي علي الحركة الاسلامية وجميع الاسلاميين شاركوا في حل جميع التنظيمات والتشكيلات السياسية بما فيها الحركة الاسلامية وحولوا الجميع الي خندق واحد فيما يسمي بمرحلة التمكين وهي مرحلة تنازلت الحركة الاسلامية عن كل إرثها الفكري والسياسي وتحويلت بكاملها الي ماكينة لإدارة الدولة فلم نري أو نسمع منذ استيلاءها علي السلطة ببروز مفكر اسلامي او شخصية اضافت جديداً الي الحركة الاسلامية العربية أو العالمية بل اكتفت برموزها القدامي في ثوب جديد وهو ثوب المنصب الحكومي.
لفد تم تفكيك الحركة الاسلامية بكاملها وتحويلها الي قطع غيار لادارة الدولة السودانية تحت مظلة المشروع الحضاري الاسلامي وفي هذه الفترة حدث اختفاء جميع الكوادر السياسية والفكرية النشطة للحركة الاسلامية في الجامعات وضعف من تبقي، وهذا يعني انه منذ الثلاثين من يونيو زهدت الحركة الاسلامية في البناء الفكري والسياسي والتنظيمي لكوادرها وحولتهم الي مهنيين.
لماذا لم تعترض هذه الاقلام حينما حدث هذا يوما بيوم خلال العشرون عاماً الماضية ، وتأتي الان لتتباكي علي الحركة الاسلامية وهي التي خططت منذ الازل وصاغت وشاركت في هذا الامر.
هنالك أمران لابد من ذكرهما وهو أن تفكيك الحركة الاسلامية لمصلحة الدولة كان جزءاً من تفكيك كامل البنية السياسية السودانية لصالح المشروع الاسلامي الشمولي (المشروع الحضاري).
الثانية هو أن معظم من يتحدث الان عن الحركة الاسلامية ويتباكي عليها أغلبهم من الاسلاميين الذين اتخذوا جانب حسن الترابي بعد المفاصلة الشهيرة وهم يميزون أنفسهم بأنهم حركة اسلامية وليسوا مؤتمر وطني.
لكن هذا لا يمنع من وجود اسلاميين مع المؤتمر الوطني لم يعودوا مؤمنين بنتائج التجربة ويتحدثون حول الحركة الاسلامية وتقويتها بعيداً عن المؤتمر الوطني لانها الوعاء الجامع ولأنها المرجعية الاساسية وهي المصب في النهاية.
مهما كانت التساؤلات والتباكي علي الحركة الاسلامية ومهما اتسع نطاقها لا أعتقد انه من الممكن أن تكون الحركة الاسلامية مقبولة مرة أخري بوعاء الجبهة الاسلامية وعليها ان تبحث عن حلول أخري ... تماماً مثل الحزب الشيوعي بعد تجربة مايو.
وهنا يأتي بعد نظر صديقي نصر الدين الرشيد رحمه الله في ان هذه المياه الآسنة التي تحمل في جوفها كل قذارات التاريخ لايمكنها ان تشكل جبلاً آخر او تصب في نفس الوعاء لكنها حتما طاقة لا تفني وستتجه نحو الأوعية الاسلامية الاخري والجماعات المختلفة ، ونحن نعرف مقدرات الجبهة الاسلامية في الحربائية والتلون ،،، لكنها قطعاً بكل ما تملكه من مقدرة علي التلون لن تكرر تجربتها في السودان تحت أي مسمي.
فليترك المتباكين علي الحركة الاسلامية أقلامهم وليذهبوا للمشاركة فيما صنعت اياديهم (اذا سمح النمر) لأن النهاية حتما قادمة ، لكل أشكال الحركة الاسلامية أياً كان مسماها.
|
|
  
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست