|
|
 حوار محمد الخاتم من صحيفة القرار مع السيد مبارك المهدي
|
• ما هو سر غيابك من البلاد كل هذه المدة الطويلة متنقلاً بين القاهرة ولندن وواشنطن ؟
وجودي مؤخراً في الخارج مرتبط بالتزامات عملي، فانا أقوم بتأسيس مصنع في يوغندا مع شركاء من الخليج ويوغندا، كذلك مرتبط بعمل استشاري مع أصدقاء من الخليج يؤسسون مشروعات استثمارية في جمهورية جنوب السودان. ولذلك اقضي وقت كبير في جوبا ودبي وكمبالا. كما تعلم النشاط الاقتصادي محتكر في الشمال وموقفي السياسي المعارض للنظام يجعل أي عمل في الشمال عرضة للخسارة، لقد جربنا وتأكدنا من ذلك.لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ، لقد تعرضت للمصادرة مرتين في عهد نميري وعهد الإنقاذ ولذلك كل مشاريعنا وأراضينا الزراعية التي ورثتاها من الوالد ظلت دون استثمار.
٢) متي يعود مبارك للخرطوم أم انك تخشي الاعتقال، خصوصاً وان اتهام الصادق لك يمكن أن ينظر له من زاوية وشهد شاهد من أهله؟
انوي العودة للسودان قريباً قبل نهاية العام لأنني وقتها أكون قد أكملت تأسيس الأعمال التي خرجت من اجلها. أما بالنسبة للاعتقال فانا كسياسي لا أخشاه لأنه يزيدني قوة وشعبية فقد خبرت سجون نميري وسجون الإنقاذ، ولكن ما تحسبت له ان لا يعطلني الاعتقال من التزاماتي وأعمالي في مرحلة التأسيس لان المشروعات ستتعطل وأكون قد عطلت شركائي وتسببت لهم في خسائر لان مرحلة التأسيس لا يستطيعون القيام بها بدوني. خاصة وان سير تطورات الأوضاع في حزب الأمة بعد اجتماع الهيئة المركزية لغير مصلحة التحالف مع المؤتمر الوطني رجحت فرص اعتقالي، لان المجموعة المتحالفة مع المؤتمر الوطني تنسق مع الأجهزة لتعطيلي وتصريحات واتهامات السيد الصادق تفهم في هذا الإطار
• اذاً أنت جمدت نشاطك السياسي وتفرغت للعمل الاقتصادي؟
لا هذا ليس صحيحاً، فنشاطي السياسي لم يتوقف خلال الشهور التي خلت. فلقد أجريت كثيراً من الحوارات مع قادة الجبهة الثورية حول البديل الديمقراطي المنشود من خلال مشروع لتوحيد المعارضة حول رؤية لملامح الدولة السودانية الجديدة المنشودة للمستقبل وحول مهام وترتيبات وبرنامج الانتقال من الوضع الحالي لنظام ديمقراطي. كذلك زرت أديس أبابا خلال جولة مباحثات يوليو بدعوة من الوسطاء وتناقشت معهم حول عدم جدوى الحلول الجزئية
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار محمد الخاتم من صحيفة القرار مع السيد مبارك المهدي (Re: ABDALLAH ABDALLAH)
|
وأهمية الحل الشامل لازمة الحكم كمدخل لوقف الحروب والنزاعات في السودان واستقرار العلاقة بين الشمال والجنوب.كما زرت الولايات المتحدة الأمريكية بدعوة من معهد السلام الأمريكي شاركت خلالها في ورشة عمل حول السودان قدمت فيها ورقة بعنوان السودان والطريق للمستقبل .والتقيت خلالها المبعوث الأمريكي ونائبه وتناقشنا حول ذات الموضوعات.كذلك تحدثت في ثلاثة ندوات نظمتهم الفعاليات السياسية في واشنطن وبنسلفينيا ونيويورك وأخري نظمتها جمعية الكتاب والمثقفين في مانشستر ببريطانيا
هذا طبعاً إلى جانب اللقاءات والاجتماعات مع تنظيمات حزب الأمة في المهجر.
• هل تؤمن بالعمل السلمي أم العسكري؟
أنا آري أن الأوضاع كلها في السودان تتجه للعمل السلمي والحلول السياسية لعدة معطيات أهمها قرار مجلس الأمن ٢٠٤٦ المؤسس والمدعوم بالإجماع من الاتحاد الأفريقي، ثم اتفاق أديس أبابا مؤخراً بين الرئيس البشير والرئيس سلفاكير، بالإضافة إلى انقسامات النظام الداخلية وبلوغ العمل العسكري سقفه الأعلى. ونحن أصلا قوة سياسية لم نلجأ في تاريخنا للعمل المسلح إلا مرتين دفاعاً عن النفس في وجه عنف وعدوان السلطة الانقلابية في عهد نميري عندما اعتدي علينا في ودنوباوي والجزيرة أبا في عام ١٩٧٠ وقتل آلاف الأنصار وقتل الشهيد الإمام الهادي ورفاقه وهو في الأسر، فردينا علي هذا العدوان بحركة يوليو ١٩٧٦ التي شاركنا فيها الإسلاميين حكام اليوم، وعندما تراجع نميري وعرض الصلح قبلنا ووضعنا السلاح وعدنا للنضال السياسي ولما نكص عن الاتفاق وقام باعتقالنا في عام ١٩٨٣، خرجنا من السجن في نهاية ديسمبر ١٩٨٤ وقدنا الانتفاضة وأسقطناه. ثم المرة الثانية في عهد الإنقاذ عندما حظرتنا ونكلت بنا وسجنتنا وشردت كوادرنا وكل من لا ينتمي لحزبها من وظائفهم وحاربتنا في أرزاقنا وحاولت أن تفرض علينا برنامجها الحزبي بالقوة، فقاتلناها دفاعاً عن كرامتنا وحقوقنا وحقوق كل أهل السودان وعندما جنحت للسلم وتراجعت واعترفت بحقوقنا، وقعنا معها اتفاق نداء الوطن في جيبوتي ووضعنا السلاح وعدنا للعمل السياسي ولكنها عادت وارتدت عن مواثيقها مع كل القوي السياسية وزورت الانتخابات ولذلك قررنا العمل علي إسقاطها عبر ما خبرناه من تجارب في النضال السلمي في السودان.
• مبارك يتمتع بعلاقة طيبة مع القادة الجنوبيين في أي اتجاه يستثمر هذه العلاقة، لصالح التسوية مع الخرطوم أم لإسقاط النظام ؟
نعم لدي علاقة أخوية قوية مع معظم القيادات في الجنوب وكثير من رجالات المجتمع في الجنوب تأسست عبر أكثر من عقدين من العمل المشترك والتواصل الاجتماعي بدأت في
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار محمد الخاتم من صحيفة القرار مع السيد مبارك المهدي (Re: ABDALLAH ABDALLAH)
|
سبتمبر ١٩٨٩ بعد انقلاب الإنقاذ حيث كان أول من اجتمعت بهم مكلفين من الدكتور جون قرنق الأخوة نيال وليم دينق نيال وزير الخارجية الحالي والمرحوم الدكتور جستن ياك وزير الرئاسة السابق في سبتمبر ١٩٨٩ ثم وقعت أول اتفاق تحالف بين حزب الأمة والحركة الشعبية في ديسمبر ١٩٨٩ مع أمينها العام رئيس البرلمان الحالي جيمس واني ايقا ومستشار الرئيس سلفاكير الحالي العم لوال ديينق كبير الحكماء والمؤسسين في الحركة الشعبية. لقد بادرت وطرحت علي الحركة تنسيق او تحالف استراتيجي ثم أرسلت للسيد الصادق وقادة الحزب في سجن كوبر اطلب رأيهم مكتوباً فوصلتني مذكرة بخط السيد الصادق احتفظ بها حتى الآن، المذكرة تخولني عقد اتفاق استراتيجي مع الحركة الشعبية وقد كان، حيث قاد اتفاقنا الأول هذا إلى دخول الحركة للتجمع الوطني وتوحدت به لأول مرة في تاريخ السودان المعارضة الشمالية والجنوبية. ثم أسس اتفاقنا الثاني في شقدوم بالاستوائية في ديسمبر ١٩٩٤ إلى اتفاق اسمرا للقضايا المصيرية في يونيو ١٩٩٥. لقد كان من الممكن أن تؤسس هذه الاتفاقات إلى وطن موحد قوي لولا استمرار الإنقاذ في احتكار السلطة، ولذلك فان هذا الرصيد من التفاهم والعلاقات ندخره لبناء وحدة اقتصادية بين البلدين واتحاد كونفدرالي. فهذه العلاقة أنا انظر إليها في إطار استراتيجي لا إطار تكتيكي عابر، وبالتالي استثمرها لصالح بناء علاقة قوية بين الخرطوم وجوبا بصرف النظر عن من يحكم في الخرطوم. ولذا ظللت أنادي بضرورة أن نفرق بين العلاقة علاقة الشعبين وضرورة الحفاظ علي المصالح المشتركة وبين خلاف الحكومات.
• هل ينتظر مبارك تنحي السيد الصادق الاختياري أم يسعى الإطاحة به أم انه زاهد في القيادة ؟
صحيح أن هناك جدل داخل حزب الأمة حول استمرار السيد الصادق رئيساً للحزب حوالي ٥٠ عاماً كما أن إصراره علي التوافق مع المؤتمر الوطني وخلاف معظم فعاليات الحزب والشباب معه حول الخط السياسي دعاهم لمطالبته بالاستقالة، وعليه صدح اسمي كمرشح بديل له ، ولكنني اختلف مع هذا الرأي واري أن معركتنا الآن ليست حول المناصب أو الأشخاص، معركتنا هي جمع شمل الحزب وتقويته بإشاعة الديمقراطية داخله والتمكين للشباب لتجديد الدماء في عروق الحزب ليتمكن الحزب من الاضطلاع بمسؤولياته في إحداث التغيير وتحقيق السلام وإقامة البديل الديمقراطي. ولكن المشكلة أن السيد الصادق نفسه منزعج للتحولات التي حدثت في الحزب وأدت إلى تأكل سيطرته التاريخية علي قرار الحزب وبالتالي أصبحت قراراته ومواقفه تتسم بردود الفعل مما فاقم مشاكله داخل الحزب. السيد الصادق ذكر في خطابه في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السابع للحزب في ٢٠٠٩ أمام جميع الحضور، دعاهم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار محمد الخاتم من صحيفة القرار مع السيد مبارك المهدي (Re: ABDALLAH ABDALLAH)
|
لإعادة انتخابه رئيساً للحزب لأنه يجلب المال للحزب، ولأنه يفكر للحزب، وأيضاً لان الحزب لا يملك داره بل هو يستضيفه في داره. إذاً هو لم يعد مطمئناً علي موقعه في الرئاسة وهذه خلفية مشكلته معي.
• لماذا اذاً لم تسعي لتطمين السيد الصادق طالما أنت لا تسعي للإطاحة به ؟
بالعكس لا أذيع لك سراً إذا قلت لك أن هذا الأمر ظل محل حوار هادئ وساخن بيننا منذ عام ٢٠٠١. فانا الوحيد في الحزب والكيان الذي يحاججه ويراجعه ويتحدث إليه بصراحة في كل شيئ. وذلك حرصاً عليه وعلي مكانته في الحزب والكيان والوطن، واشرت اليه بضرورة أن يعيد صياغة دوره ويترفع عن الصراع السياسي والعمل التنفيذي الحزبي ويلعب دور الإمام عبدالرحمن المهدي في السياسة السودانية ليحافظ علي إجماع الناس عليه واحترامهم له ولتاريخه السياسي بعد ما امضي في ذلك الوقت ٤٠ عاماً في العمل التنفيذي والصراع السياسي.
• هذا يعني انك طالبته بان يتقاعد؟ كيف تتوقع ان يقبل ذلك ؟ كيف استقبل نصيحتك هذه؟ وماذا كان رده؟
أبدا أبدا أنا اقترحت عليه أن يصبح زعيماً للحزب وان رغب في دور سياسي تنفيذي فليترشح لرئاسة الجمهورية في أول انتخابات حرة نزيهة. الفكرة أن يبعد نفسه عن الصراع السياسي وان لا يضع نفسه كما هو الآن في صدام مع الأجيال الجديدة التي تختلف تماماً عن جيله ومنهج تفكيره. لقد كان استقباله جيداً في البداية ولكنه لم يعمل به بل مع اشتداد خلافنا معه حول الإصلاحات المطلوبة في الحزب وحول الخط السياسي، اتهمني في لقاء عاصف بعد تسليمنا له مذكرة وقعها ٤٠ قيادي بأنني أريد ان آخذ منه رئاسة الحزب وإنني أريد ان أنفذ فيه السيناريو الذي نفذه هو في الإمام الهادي.
• ماذا كان ردك عليه؟ وماذا فعلت لتطمينه وإزالة هذه المخاوف؟
حقيقة أنا فوجئت وصعقت لهذا التفكير، فانا لم يخطر ببالي ولم أفكر أصلا في ما ذهب إليه، نفيت له الأمر، بل أنا في آخر لقاء لي معه في مارس هذا العام، قلت له أنت كبيرنا ونحن حريصون كل الحرص علي أن تختم حياتك السياسية وأنت محل إجماع واحترام في الحزب والكيان، أكدت له أنني لا اسعي لتنحيته من رئاسة الحزب، وقلت له ان الذي بيننا علاقة الدم والكيان والوطن وليس هناك ما يستأهل الاختلاف حوله ورجوته أن يجمع قادة الحزب في داره ويعقد مصالحة مع كل الذين اختلفوا معه أو اختلف معهم ولنتفق علي الخط السياسي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار محمد الخاتم من صحيفة القرار مع السيد مبارك المهدي (Re: ABDALLAH ABDALLAH)
|
للحزب بما يلبي طموحات الشعب السوداني ويحقق التغيير ولنتفق علي منهج إدارة الحزب ونجعل اجتماع الهيئة المركزية مناسبة لترتيب البيت الحزبي في ظل الوفاق.
• ماذا كان رده؟
لقد تقبل حديثي بارتياح واضح ووافق علي اقتراحي
• اذاً ماذا حصل ولماذا اتجهت الأمور بينكم إلى التأزم مرة إخرى؟
لقد تراجع وشكل لجنة شكلية غير مفوضة، فذهبت إليه بدون موعد وقلت له لماذا تراجعت عن اتفاقنا. لم يعطيني رد مقنع ولكن يبدوا انه واقع تحت نفوذ سالب يشده في اتجاه المؤتمر الوطني.
• ما هو توصيفك لشكل العلاقة بين الصادق والنظام ؟
السيد الصادق بين منزلتين رجل في الطوف ورجل في المركب. لا هو معارض ولا هو حاكم، هذا يعكس حالة التردد التي طبعت شخصيته وازدادت مع السنون والأيام مع انعدام المستشارين والأنداد من حوله. هذا الأمر ليس بجديد بل هو ظل يفاوض الإنقاذ منذ يومها الأول حينما أرسل لها الأخ عبد الرحمن فرح عندما كان مختفياً، ثم المذكرة التي وجدت بحوزته عند اعتقاله. استمر السيد الصادق يفاوض الإنقاذ حتى بعد خروجه من السودان في تهتدون، فكان يتبادل الرسائل مع الترابي وهو في السلطة عبر المرحوم الدكتور عبد الحميد صالح ومع علي عثمان طه عبر الأخ محمد احمد الشيخ ويلتقي سراً بالدكتور غازي صلاح الدين والدكتور قطبي في سويسرا ولندن. كان يخفي عننا أنا والمرحوم الدكتور عمر نورالدائم معظم هذه الاتصالات ويطلعنا على بعضها عندما نكتشفها صدفةً.
لقد دخل السيد الصادق مؤخراً في اتفاق سري مع النظام شارك بموجبه ابنه عبد الرحمن في السلطة، ولكنه اخفى هذا الاتفاق عن أجهزة الحزب، وحتى يغطي علي هذا التصرف وقع في مغالطات إعلامية وارتبكت مواقفه وتضاربت تصريحاته بشكل اهتزت له صورته في الرأي العام ووسط جماهير الأنصار وحزب الأمة وكوادر الحزب وانعكس ذلك في شكل أزمة وتحدي له ولسلطته في الحزب، وبدلاً من عرض الاتفاق والمصارحة مع حزبه، لجأ إلى إجراءات شمولية بفصل أنداده من قيادات الحزب من الأجهزة وتجميد الأمين العام والجهاز التنفيذي وإصدار بيان باني لست عضواً في حزب الأمة، متحدياً قرارات الهيئة المركزية بصورة سافرة، فأدى ذلك إلى نتائج عكسية، أي مزيد من تأكل تأثيره في مسار الحزب واهتزاز صورته في الرأي العام.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار محمد الخاتم من صحيفة القرار مع السيد مبارك المهدي (Re: ABDALLAH ABDALLAH)
|
السيد الصادق بمعرفتي اللصيقة به تغلب عليه شخصية المفكر والأكاديمي ولذلك تقديراته السياسية دائماً يبنيها علي التحليل الأكاديمي والمنطق ولكن في السياسة مصالح واعتبارات أخرى لا علاقة لها بالمنطق. مثال حي لذلك فقد قدمت له تقريراً مكتوبا قبل أسبوع من انقلاب الإنقاذ يفيد بان الرأي العام في الجيش معبأ للانقلاب وطلبت منه مناقشة القيام بإجراءات استباقية تمنع الانقلاب ولكنه لم يكن مقتنعاً ورد علي مستنكراً بان جهاز الأمن متخلف وان هناك وجهت نظر أخرى تستبعد أن يقدم الجيش علي انقلاب نسبة لتعقيدات الوضع الاقتصادي والأمني التي لن يستطيع الانقلابيون معالجتها او التوصل إلى سلام مع الجنوب. وبعد إلحاح من جانبي وافق علي عقد الاجتماع ولكن بعد إجازة الميزانية أي بعد ٣٠ يونيو، وقد سبق السيف العزل.
إن رهان السيد الصادق علي إصلاح الإنقاذ رهان ساقط لا محالة، تطورات الوضع داخل النظام ومن حوله كلها تؤكد قولي هذا.السيد الصادق أمامه طريق واحد، دونه المخاطرة بخسارة كل رصيده السياسي الذي بناه في مسيرة ٥٠ عاماً.
وهو الانصياع لقرارات الهيئة المركزية بجمع شمل الحزب وقيادة المعارضة لتغيير النظام ، الطريق لذلك يبدأ بمصالحة تاريخية مع كل قيادات الحزب المخضرمة والشابة وفتح الباب للشباب لتسنم سدة القيادة في المؤتمر الثامن للحزب.
• هل أنت نادم علي حل حزبك والعودة لحزب الأمة القومي بدون شروط؟
ابداً أنا لست نادما علي ذلك لان هذا القرار جاء استجابة لضغط جماهيري حزبي وأنصاري كبير ووفق لمعطيات وتحولات سياسية صحيحة. الأحزاب اصلا هي أداة للتنافس علي السلطة ونحن الآن أمام وضع شمولي لا مجال فيه للتنافس علي السلطة، كما أننا نواجه خطر تفتت وزوال الوطن نفسه.الواجب والمطلوب الآن أن يتكتل الجميع في جبهة واحدة، جبهة السلام والديمقراطية من اجل الحفاظ علي ما تبقي من السودان وبعد ذلك فليتنافس المتنافسون.لقد قال أبو الاستقلال الإمام عبدالرحمن المهدي قولته المشهورة في دعوته للتوحد من اجل الاستقلال ( لا شيع ولا طوائف ولا أحزاب ديننا الإسلام ووطننا السودان )
• هل عرقل الصادق تعيين أشخاص محسوبين عليك في الأمانة العامة؟
السيد الصادق عرقل اختيار الأمين العام لمساعديه ولكل أعضاء الأمانة العامة بما فيهم من تم اختيارهم من حركتنا مخالفاً بذلك دستور الحزب وقرارات الهيئة المركزية. والسبب وراء ذلك هو محاولته لإعادة سيطرته علي مركز تنفيذ القرار في الحزب. بعد سحب الثقة من مرشحه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار محمد الخاتم من صحيفة القرار مع السيد مبارك المهدي (Re: ABDALLAH ABDALLAH)
|
الفريق صديق الأمين العام السابق المحسوب علي المؤتمر الوطني. ولكن الأغرب من ذلك ابتداعه لمبدأ ديمقراطي جديد ومحاولة فرضه علي الأمين العام المنتخب وهو أن يشكل أمانة ائتلافية مع الأمين العام السابق مناصفة ، ومنطقه في ذلك أن الفريق صديق فقد الثقة بنسبة ضئيلة، ثم قام السيد الصادق بتعين الفريق صديق الذي سحبت منه الهيئة المركزية الثقة نائباً للرئيس في تحدي سافر لأعلي مؤسسة بعد المؤتمر العام. الهدف من هذه التكتيكات إجهاض قرارات مؤسسات الحزب في معارضة النظام انتصاراً لاتفاقه السري معه
• ما هي صحة الرسالة التي تسربت إلى الإعلام وقيل انك وجهتها إلى عدد من الكوادر، تحثهم فيها علي تجاوز القيادة الحالية وتغيير الخط السياسي للحزب ليتماشى مع إسقاط النظام؟
ضحك ضحكة كبيرة ثم قال المجموعة المتحالفة مع المؤتمر الوطني في الحزب مسكو الورقة وانخلعوا وقبل ما يفهموا أو يتحروا جروا بالورقة للسيد الصادق وخلعوه معاهم، ولذلك صدرت الفرمانات والاتهامات. لانوا الجماعة ديل بيتصرفوا زي الحرامي اذا سمع أي حركة أو كركبة بيفتكر ناس الحق جوهو. اولاً الورقة هي ملخص لمداولات ومناقشات تمت بين عدد كبير من الكوادر في المهجر عبر وسائط الاتصال الحديث، وهي ليست سرية وقد أضافوا لها بعد الفقرات لتناسب الاتهام. ولكن خلاصة المداولات لا تشكل أي مؤامرة وهي:
١) دعم الأمانة العامة للحزب لتنفذ قرارات الهيئة المركزية
٢) دعم تجمع شباب الحزب لقيادة حركة التغيير السلمي
٣) العمل علي توحيد المعارضة السياسية بشقيها المدني والذي يحمل السلاح حول برنامج البديل الديمقراطي لتحقيق الديمقراطية والسلام في السودان. ( برنامج وليست وسائل التغيير)
٤) اعتبار ان نقطة الضعف في الحزب هي موقف رئيس الحزب الرافض لقرارات الهيئة المركزية في توحيد الحزب وجمع شمله والعمل علي تغيير النظام والعمل علي محاصرة وتلافي هذا الضعف
٥) تأسيس قناة تلفزيونية للمعارضة
هذه هي خلاصة المداولات فأين المؤامرة في هذا الكلام؟. اذاً هذه الاتهامات مرتبطة بما تقدم من حديثنا، أي معركة السيد الصادق لمصادرة إرادة الحزب لمشروعه مع المؤتمر الوطني
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار محمد الخاتم من صحيفة القرار مع السيد مبارك المهدي (Re: ABDALLAH ABDALLAH)
|
وبالتالي لابد من إثارة الاتهامات والغبار واستعطاف القاعدة بأنه يتعرض إلى مؤامرة لتنحيته من القيادة
• لماذا التزمت الصمت منذ إعلان الصادق بأنك لست عضواً في الحزب، وكذلك حيال اتهامه السابق لك بالعمل لصالح دولة الجنوب؟ هل هذا زهداً في عضوية الحزب أم ماذا؟
لم اعلق علي الإعلان بأنني لست عضواً في حزب الأمة لأنه لا قيمة له علي ارض الواقع، إن هذا الإعلان مرتبط بما شرحناه في مقدمة الحديث حول صراع السيد الصادق مع أجهزة الحزب حول خط الحزب السياسي وثورة الإصلاح التي تنتظم الحزب، واعتباره بأننا نمثل القيادة والدعم لهذه المواقف والسياسات. لقد رفض مجلس التنسيق القيادي طلب للسيد الصادق بفصلي من الحزب وذكروه بدفاعه عن ابنه عبدالرحمن وإعلانه بان عضوية حزب الأمة مثل الجنسية لا تنزع. كما اعتذر له الدكتور الشيخ محجوب رئيس هيئة الضبط في الحزب عن إصدار قرار بفصلي بعد أن تلقي نصيحة من خلصائه بالابتعاد عن هذا الصراع. فأصدر الإعلان باسم مدير مكتبه الذي صادف غيابه لما يقارب الشهر في رحلة علاجية في دولة قطر، وقد جاء الإعلان مرتبكاً ركيك الصياغة مما يشير بان من صاغه قدراته ضعيفة وغير مطلع علي الوثائق التي تكذب ما ورد من حيثيات.
• من تعتقد كتب هذا الإعلان ومن وراءه؟
الله وحده اعلم ، ولكن السيد الصادق مؤخراً عزل نفسه من أي مستشارين وأصبح ابنه عبد الرحمن مستشاره الأول.
• اذاً ما هو موقفك من هذا الإعلان بنفي عضوية الحزب عنك؟
حزب الأمة تأسس في عام ١٩٤٥ أسسه رجال ناضلوا بمالهم وجهدهم وفكرهم وحرروا السودان وقد كان السيد الصادق وقتها عمره ١٥ سنة، فهذا الحزب اكبر من السيد الصادق سناً وقامةً. وسيبقي حزب الأمة ما بقي السودان حزباً كبيرا يسع كل من انتمي إليه من أهل السودان وسيذهب السيد الصادق وتبقي سيرته تقيمها الأجيال ما له وما عليه، فالسيد الصادق يجب أن يشغل نفسه أكثر بما يسجل عنه التاريخ وهو في ختام حياته السياسية بدلاً عن الصراع علي المستقبل. لان مستقبل الحزب سوف يصيغه شباب حزب الأمة الذي يمثل نصف الحاضر وكل المستقبل.
• ماذا عن الاتهامات بالعمالة للجنوب؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار محمد الخاتم من صحيفة القرار مع السيد مبارك المهدي (Re: ABDALLAH ABDALLAH)
|
هذا الاتهام يذكرني حواراً أجراه السيد الصادق مع احدى الصحف وفي معرض رده علي اتهامه بمحابات ابناءه وبناته، رد السيد الصادق بغضب قائلاً "( أولادي ما سحاسيح ) أثار هذا التعبير جدلاً ساخراً في الصحف لان الكلمة اندثرت من القاموس اللغوي العامي ولم يفهم الناس معناها وحلت محلها كلمة حناكيش. اتهامات السيد الصادق لي بالعمالة هي من لغة الماضي، لغة العصر السياسي الذي انتمي إليه، حيث تعود السياسيين أن يكيلوا الاتهامات لخصومهم السياسيين ونعتهم بالعمالة والإمبريالية والفساد بدون حساب، ولكن نحن الآن في عصر ثورة الاتصالات عصر الموبايل والانترنت والمحطات الفضائية والعولمة وانحسار السيادة. فالمعلومة أصبحت متاحة للمواطن في مليط أقصي دارفور كما هي متاحة للمواطن في الخرطوم.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ABDALLAH ABDALLAH
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست