حكى يحيى فضل الله الجميل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 03:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-11-2012, 05:47 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8758

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حكى يحيى فضل الله الجميل

    كنت قد لاحظت ان الستارة وللوهلة الاولي من دخولي الغرفة (14 ) ستحرمني من متابعة تساقط الجليد في ليل مقمر ، كنت لتوي قد أستلمت ورديتي الاولي لحراسة مجنون جديد ، إنشغلت بموضوع الستارة المسدلة علي النافذة الوحيدة في الغرفة التي تطل علي شارع منسي وقديم و أكتفيت بإلقاء نظرة سريعة علي المريض المكوم علي السرير في وضع جنيني ، وضعت حقيبتي بالقرب من الكرسي الذي سأشغله لمدة 12 ساعة تبد ا من الساعة الثانية عشر ليلا و تنتهي في الثانية عشر منتصف نهار اليوم التالي ، خلعت معطف الجليد الاسود المؤكد عليه اسم شركة الامن التي اعمل فيها كحارس حرفته بيع خبرته مع السهر ، تخليت عن فكرة نفض المعطف متخلصا من ما علق به من جليد حتي لا ازعج (مريضي) في استرخائه الجنيني ، ألبست الكرسي المعطف ،فتحت حقيبتي و اخرجت سيرميس القهوة و دفتر أدون عليه يومياتي و رواية ممتعة و عصية و مستعصية هي ( مالوي يموت ) للكاتب الايرلندي المحسوب علي اللغة الفرنسية ( صموئيل بيكيت ) ، مترجمة الي العربية و من إصدارات دار الهلال المصرية ،وضعت كل ادوات السهر هذي علي منضدة صغيرة علي يميني من حيث جلوسي علي الكرسي ، جلست علي الكرسي و (مريضي) لازال في إسترخائه الجنيني و حين كان علي ان اتخلص من ربطة العنق السوداء و التي تمارس تضادها علي بياض القميص ، تململ (مريضي) قليلا ، انا لم ار وجهه حتي الان , انتبهت لململته واستطعت ان اخطف لمحة من وجهه و هالني ما رأيت من شرود وأسي و رعب مزمن في نظرة عينيه ، هي نظرة خاطفة التقت فيها عيوننا و لكنها تكفي تماما كي اعرف انني امام مريض مختلف عن المرضي الذين حرستهم من قبل ، ظل (مريضي) يتقلب علي السرير من جهة الي الاخري مع الاحتفاظ بالوضع الجنيني وحين ينقلب علي الجهة التي تمكننه من ان يرأني وانا جالس علي الكرسي و ابدو محايدا جدا ، كان يقذفني بنظرة سريعة و خاطفة فيها كثافة من الشك و الرعب او هكذا خيل لي وفي لحظة من بين هذ النظرات تأملت في وجهه ،كانت ملامح وجهه تعلن عن شاب في وسامة طاغية برغم تلك النظرة المتوترة والمتواترة مع الاسي و الشك والرعب ، كان شابا اسمرا وبه قريب شبه بالسودانيين حتي اني خفت من ان يكون (مريضي) سودانيا من سودانيي هذا الشتات ، (مريضي) يتململ و يتقلب علي السرير وانا بي رغبة ملحة ان اخلص النافذة من الستارة كي افتح المشهد علي الليل الكرستالي بالخارج فحبيبات الجليد كانت تتراقص علي ضوء القمر المكتمل في سماء مدينة هاملتون ، تنازلت عن فكرة إزاحة الستارة عن النافذة مؤجلا ذلك الي حين ان يستقر (مريضي) علي حال ولكنه ظل يتململ و يتقلب من جهة الي اخري و فيما بين ذلك الفعل المتكرر يقذفني بتلك النظرة المستريبة تماما في وجودي هنا ، ينقلب الي الجهة الاخري التي هي حائط ، يظل علي هذا الحال برهة من الزمن و ينقلب علي جهتي ، يقذفني بنظرته المستريبة و فجأة و بحركة حادة ينقلب الي جهة الحائط ،حركة حادة اخري ، ينقلب الي جهتي ،نظرة مستريبة ، ينقلب الي الحائط ،يرهة ، ينقلب الي جهتي ، نظرة بها رعب مزمن و متنامي ، ينقلب الي الحائظ ، برهة ، ينقلب علي جهتي ، نظرة تحدق برعب مركز نحوي ، ينقلب الي الحائط وكنت قد لاحظت انه تخلي عن وضعه الجنيني و فرد جسمه الناحل علي السرير ولم اري في حياتي جسدا متوترا مثل جسد هذا الشاب الاسمر الناحل الطويل ، ظل (مريضي) يتقلب و ينقلب بيني وبين الحائط ويقذفني بنظراته المستريبة في متوالية حركية متوترة علي مدي اكثر من ربع الساعة و فجأة همد متمددا علي السرير واضعا كفيه علي صدره و نظره شاخص نحو السقف ، ظل علي هذا الحال فترة حتي انني ظنت انه نام ، مددت يدي ، تناولت السريميس ، فتحت الغطاء ليصبح كوبا ، صببت القهوة وحين كانت القهوة تمارس سيولتها علي الغطاء الكوب نهض (مريضي) بحركة حادة و مفاجئة جلس علي السرير ولمعت عيناه تجاهي برعب غريب ، حول نظره عني سريعا و بنفس االسرعة عاد وقذفني بنظرته التي يشع منها خوف واضح ، حركة حادة تناول بها جك يلاستيكي فيه ماء ، ظل ممسكا بجك الماء وهو ينظر الي ، صب الماء علي كفه اليمني و لشق بها وجهه بسرعة مفاجئة وظل يلشق وجهه بالماء في حركة بطئية حتي ان اللشق تحول الي مسح ناعم بالماء علي الوجه ولم ينس ان يقذفني بنظراته بين مسحة ماء واخري و رويدا رويدا دخل (مريضي) في همهمات ، كان صوته غليظا و مشبوبا بالخوف حد ان تحس يإرتجاف الصوت ، ظل (مريضي) يمسح وجهه بالماء ويهمهم وهو جالس ثم بدأ جسده يسترخي علي السرير و دخلت همهماته منطقة الهمس و دخلت به الهمهمات سرداب طقسي فتمدد علي السرير ، الكفين علي الصدر و يهمهم ويهمهم و يهمهم وتحولت الهمهمات الي لغة لا افهمها ولكنها مألوفة الجرس لدي فخيل لي انه يصلي وان ما اسمعه هي تعاويذ ديانة قديمة و دخلت تعاويذ (مريضي) به الي غفوته فقلت بارتياح فلاقم الي ادوات سهري وكانت قد مرت الساعة الاولي من وريدتي الليلية ، إسترخيت علي الكرسي ممددا رجلي ، رشفت من القهوة التي بردت وانا اتابع همهمات وتعاويذ (مريضي) ، تناولت رواية ( مالوي يموت ) و بدأت اواصل القراءة من حيث الصفحة التي وقفت عندها ، تذكرت أمر الستارة و النافذة وتساقط الجليد والقمر المكتمل فنهضت من الكرسي واتجهت نحو النافذة ، ازحت الستارة عن النافذة و ما ان إحتشد نظري بالليل الابيض في الخارج هب (مريضي) في حركة مفاجئة و وقف بطوله الفارع علي السرير مرعوبا ولم يمهلني حتي اقترب منه فقفز من السرير وظل يدور في الغرفة حريصا علي الابتعاد من المنطقة التي انا فيها من الغرفة ، كان مريضي يتحرك في دوائر متوترة وقلقة والغريبة انه لم يكن يصدر اصواتا فقد كان يتحرك في توتر صامت عنيف وكان علي ان اتحرك من مكاني قرب النافذة كي اصل الي الزر الاحمر بالقرب من الباب وهكذا فكلما تحركت خطوة ، فعلا كانت خطواتي حذرة ، كلما تحركت خطوة يزداد توتر (مريضي) و يجاهد كي يمارس حركته الدائرية العنيفة بعيدا عني ،وصلت الي الزر الاحمر وقد اهدرت الكثير من الوقت كي اصله ، اضغظ علي الزر فتأتيني الممرضة الشقراء فتحاول ان تهدئ (مريضي) بانجليزنة ناعمة وحنون و لكن دون جدوي مما اضطرها هي نفسها ان تضغظ علي الزر الاحمر فيأتي اليها ممرضان وتدور معركة صغيرة للامساك ب(مريضي) وهو في هيجانه الحركي الدائري المتوتر و لا استطيع ان اصف الرعب علي وجه (مريضي) حين تم الامساك به ، تم تثبت (مريضي) علي السرير بمشقة فحقنته الممرضة بحقنة وسرعان ما همد وبقيت اصارع ساعات الليل بادوات سهري مضيفا اليها النافذة التي يطل منها الليل الابيض في الخارج .
    فيما بعد العاشرة من صباح اليوم التالي أستيقظت من (مريضي) العيون وظل جسده ممدا علي السرير دون حراك بسبب تلك الحقنة ، كانت نظراته مثبتة علي و فيها ما فيها من ذلك الرعب المزمن ، كان يبدو هامدا ولكن عينيه تسرب الي هذيان دواخله النشط و المتوتر ، تناولت الحقيبة و اخرجت السندوتشات و بدأت أكل و عيون (مريضي) تتابع كل حركة اقوم بها ، انتهيت من الاكل و لملمت البقايا في كيس يلاستيكي ، تناولت من الحقيبة علبة بها (نكاتات) الاسنان وشرعت اخلص اسناني من ما اندس بينها من بقايا الطعام وانا اقوم بهذه العملية التي تتحالف مع الإستغراق و السرحان كنت اختلس النظر الي (مريضي) الهامدة حركة جسمه وعيونه تتابعني بتركيز شديد ، إنتهيت من نكت اسناني ، وقفت و اتجهت نحو سلة القاذورات ،كان (مريضي) يتابعني و حالما قذفت بالعصا الخشبية والتي لايتعدي طولها بضعة سنتمترات في السلة عادت الحياة الي جسد (مريضي) فهب من السرير بحركة مفاحئة كالملدوغ فعدت انا الي الكرسي بينما وقف هو مشدودا مرعوبا و ظل ينظر الي نظرة كثيفة الريبة وينظر الي السلة ، ينظر الي ، ينظر الي السلة ، ينظر الي ، ينظر الي السلة ، تحرك خطوة ، هي خطوة مستريبة ،نحو السلة ، وقف ، نظر الي وانا هامد في الكرسي و متحفز و مستعد لاي حركة مفاجئة ، خطوة اخري نحو السلة ، وقف ، نظر الي نظرة تشع بالشكوك ، حول النظرة نفسها الي السلة , وقف ، نظر الي ، الي السلة و خطوة خطوة حتي وصل الي السلة ، انحني و نظر الي السلة نظرة فاحصة و دقيقة و في انحناءته لم ينس ان ينظر الي و ظل ينظر الي والي السلة ، انحني اكثر و بحركة حذرة وبطيئة ادخل يده في السلة واخرج (نكاتت) الاسنان ، قربها الي وجهه ، حدق فيها ملينا و نظر الي نظرة حادة وظل لفترة يحدق في (نكاتت) الاسنان ، يتفحصها جيدا و يقذفني بنظراته المستريبة ، تم إنقاذي من حالة (مريضي) العبثية هذي حين جاءني زميلي الذي يتناوب مع في حراسة هذا المريض و بمجرد وصول زميلي لاستلام ورديته تحرك المريض نحو سريره بحركة بطئية يحكمها تحديقه الغريب في( نكاتت) الاسنان.
    كانت شركة الامن التي اعمل معها كحارس قد جدولتني لحراسة هذا المريض النفسي لمدة ثلاث ورديات و يبدو ان الشركة قد لاحظت انني راكمت خبرة لا باس بها في مهمة - مراقبة مريض - لذلك كنت دائما ما انفذ هذه المهمة – مراقية مريض - في كل مستشفيات مدينة هاملتون ولكن مع (مريضي) هذا تختلف هذه المهمة باختلاف نوع المرض فقد كنت قبلها اراقب المرضي العاديين ولكنني اعمل هذه المرة في قسم الامراض النفسية بمستشفي جامعة ماكماستر التعليمي بمدينة هاملتون ، كنت قد وصلت الي الغرفة (14) قبل موعد ورديني بنصف ساعة وبي فضول ان يحكي لي زميلي المتناوب معي علي حراسة هذا المريض حكايات و حكايات عنه فاخبرني ان المريض دخل في حركته الدائرية المتوترة فتم حقنه فاسترخي ممددا علي السرير و لم ينس زميلي ان يصارحني بانه توجس خيفة من هذا المريض ونظراته المستريبة وأسر لي بانه سيدعي انه مريض حتي يتخلص من مغبة حراسة مريض قد يشكل خطرا مفاجئا علي حارسه ، جهزت ادوات سهري للوردية الثانية و كان (مريضي) في استرخائه الجنيني ولكن بعدها احتشد المشهد بالنظرات المستربية والتي يشع منها الرعب و كثرة الململة و التقلب علي السرير ولم يدخل في هذه الليلة في الهمهمات و التعاويذ ولكنه بدلا عن ذلك ظل يهذئ ويحادث نفسه او يتحدث مع اشخاص يراهم هو وحده او يستحلبهم من ذاكرة تخصه هو ،انقضت ساعات الليل ودخل علينا الصباح انا و (مريضي) ولم اكرر طبعا عادتي السخيفة في استعمال (نكاتت )الاسنان وكان لي شرف محاولات كتيرة و متعمدة كي احاول التواصل مع هذا الشاب الاسمر الوسيم ولكن دون جدوي وفيما بعد التاسعة جاء الي (مريضي) زائر و منه عرفت ان هذا الشاب اثيوبي جاء الي كندا قبل ثلاث شهور فقط من معسكر للاجئين بكينيا عبر اصدقاء له سبقوه الي كندا و الشاب يعتبر نجم من نجوم كرة القدم وكان الزائر يحدثني عنه بحب و أسي غريبين ، انتهت ورديتي وبدلا عن مجئ زميلي المتناوب معي حسب الجدول لحراسة ومراقبة هذا المريض استلم مني الوردية زميل أخر.
    وصلت الي الغرفة(14) واستلمت ورديتي الثالثة في الموعد تماما وكان (مريضي) في وضع الاسترخاء الجنيني المعتاد بالنسبة لي مع بداية كل وردية ولكن جئت هذه المرة وانا اكثر تعاطفا مع (مريضي) بسبب حكايات زائره عنه و قررت ان امارس نوع من التحدي تجاهه ، قررت ان اقتحم عالمه باي وسيلة وباي اسلوب مستفيدا من خبراتي في الدراما ولكن باءت كل محاولاتي في الاقتحام والتواصل بالفشل الذريع ، اولي تلك المحاولات هي انني حاولت ان اصافحه في يده و لكني لم يستجب و صفعني بنظراتة المريبة و لاحظت حين كنت متحركا نحوه مادا اليه كفي بالسلام انه انكمش علي نفسه مبتعدا عني مرعوبا و لاحظت رعشة في بدنه ، حاولت ان ارد علي نظراته المستريبة بإبتسام واضح ولكن دون جدوي ، تحدثت اليه بالانجليزية ،لم يرد علي وظل يحدق في بتركيز غريب ،حاولت و حاولت و حاولت وحين توغل بنا الليل والسهر المواتر قفزت الي ذهني فكرة غريبة ،تذكرت عشق الاثيوبين لاغنيات الموسيقار والمغني العذب محمد عثمان وردي وقتها كان (مريضي) قد دخل في طقس لشق الماء علي الوجه و من ثم تدرج الفعل الي المسح والهمهمات و التعاويذ فما كان علي الا ان استغل حالة الطقس هذي فوجدتني ادندن باغنية لها نصيب كبير في عشق اهل اثيوبيا لوردي و انطلق صوتي بالغناء متخللا نسيج طقس (مريضي)
    (( ما تخجلي
    ياالسمحه
    قومي
    إستعجلي
    شفقتي قلبي
    كل يوم تدللي
    اديني كلمة
    و سامحيني واعذري ))
    تداخلت انغام وردي مع تعاويذ (مريضي) ذات الاصداء الدينية القديمة فكان ان لاحت لي بداية إبتسامة في تلك العيون المستريبة ذات الرعب المزمن ، لم اصدق نفسي و لكني كنت عمليا جدا فلم اتوقف عن الغناء و الترنم بموسيقي وردي
    (( ما خلاص كبرتي
    وليك تسعتاشر سنه
    عمر الزهور
    عمر الغرام
    عمر المني ))
    و طللت اترنم واغني و اغني واترنم حتي اتسعت الابتسامة في وجه (مريضي) وبان اشعاعها الجميل في عينيه و بدأ نوع من الالفة و التالف بيننا حتي انني حملت الاغنية وذهبت بها اليه في السرير و جلست بجانبه اغني واترنم و بدلا عن التعاويذ الدينية القديمة منح (مريضي) صوته الي الاغنية وانطلق صوتي و صوته بالغناء والترنم عاليا عاليا حتي ان الممرضة الشقراء داهمت الغرفة لتجدنا انا حارس المريض والمريض نستعذب اغنية وردي
    قبل إنتهاء ورديتي جاءني الطبيب النفساني المسئول و طلب ان اقابله في مكتبه
    فذهبت اليه حدثني عن حالة (مريضي) وطلب مني بتهذيب جم ان اقبل باستمرار ورديتي مع (مريضي) لمدي اسبوعين واذا وافقت علي ذلك سيقوم هو بمكاتبة الشركة حول هذا الامر واضاف ان ورديتي ستتغير الي وردية نهارية ، كل ذلك لا لسبب سوي اني اعرف اللغة التي يتحدثها هذا المريض.

    نقلا عن سودانايل
                  

11-11-2012, 05:57 AM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكى يحيى فضل الله الجميل (Re: mohmmed said ahmed)

    جمبل .. جميل

    سلام محمد سيد أحمد
                  

11-11-2012, 09:11 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8758

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكى يحيى فضل الله الجميل (Re: aydaroos)

    سلام العيدروس

    يحيى فضل الله نسج هذا النص ببراعة ومهارة مستفيدا من خلفيته الاكاديمية كدارس للمسرح وروح الشعر الذى يبدعه

    بوابة الولوج
    الاسطر الاولى وهو يستعرض استعداداته لسهرة العمل المعطف-الثلج-النافذة
    عدة السهر-قهوة -كتاب
    انتقل النص يرصد بعين الفنان المسرحى حركة المريض طريقة النوم -التقلبات -النظرة- مشهد القاء الماء على الوجه -الهمهمات والتعويذات
    يرتفع الايقاع بحركة المريض الهائجة دخول رجال الامن
    يهبط الايقاع بعد الحقنة نوم المريض
    معلومة جديدة عن طريق ذات تكشف شخصية المريض بلده-شهرته-مرضه
    القفلة المبدعة
    الاهتداء لفكرة غناء وردى
    يقودنا الكاتب للفعل ورد الفعل اثناء الغناء بين الكاتب والمريض
    نصل قمة الفعل وذروة الابداع لحظة تدخل المريض بالغناء ليرتفع هارمونى اللحن والالتقاء الانسانى
                  

11-11-2012, 10:30 AM

ahmed haneen
<aahmed haneen
تاريخ التسجيل: 11-20-2003
مجموع المشاركات: 7982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكى يحيى فضل الله الجميل (Re: mohmmed said ahmed)


    محمد

    تحياتي..


    ياخي الزول كتاب لامن بي هناك

    عنده نص .. سمعته مباشرة منه في منتدي دال الثقافي

    اسم النص ..

    عبدالقادر الما قادر ...

    يا ريت لو تقدر تتحفنا بيهو
                  

11-13-2012, 06:36 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8758

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكى يحيى فضل الله الجميل (Re: ahmed haneen)

    سلام احمد

    لم اقرا نص عبد القادر


    هذا النص المدهش يستحق القراءة والنقد
                  

11-13-2012, 08:42 AM

ايهاب
<aايهاب
تاريخ التسجيل: 05-06-2002
مجموع المشاركات: 2878

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكى يحيى فضل الله الجميل (Re: mohmmed said ahmed)

    كالعاده .... كل الجمال والامتاع من الاستاذ المبدع يحي فضل الله

    شكرا محمد
    كل التحايا
                  

11-13-2012, 10:40 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكى يحيى فضل الله الجميل (Re: ايهاب)

    الأخ محمد وضيوفك الكرام سلام،
    Quote: وحين توغل بنا الليل والسهر المواتر قفزت إلى ذهني فكرة غريبة، تذكرت عشق الإثيوبيين لأغنيات الموسيقار والمغني العذب محمد عثمان وردي وقتها كان (مريضي) قد دخل في طقس لشق الماء علي الوجه و من ثم تدرج الفعل إلى المسح والهمهمات و التعاويذ فما كان علي إلا أن استغل حالة الطقس هذي فوجدتني أدندن بأغنية لها نصيب كبير في عشق أهل إثيوبيا لوردي و انطلق صوتي بالغناء متخللا نسيج طقس (مريضي)
    (( ما تخجلي
    ياالسمحه
    قومي
    استعجلي
    شفقتي قلبي
    كل يوم تدللي
    أديني كلمة
    و سامحيني واعذري ))


    يا سلام .. إنه حكي جميل بحق ..
    التحية للأستاذ يحيى فضل الله
                  

11-13-2012, 12:28 PM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكى يحيى فضل الله الجميل (Re: نصر الدين عثمان)

    Quote: عنده نص .. سمعته مباشرة منه في منتدي دال الثقافي

    اسم النص ..

    عبدالقادر الما قادر ...


    استأذنك أخي محمد ..

    هذا هو النص يا أحمد:
    تداعيات
    عبد القادر الغير قادر
    يحيي فضل الله
    [email protected]
    العيد علي الأبواب، أي أبواب غير تلك التي شح علي عتباتها الرزق، عبد القادر المحال إلى الصالح العام لأسباب لا يعلمها و لم يستطع في محاولاته العديدة و التي اتسمت باللا جدوى معرفة أسباب هذه الإحالة فاستسلم لهذه الإحالة محاولاً أن يجد مصدر رزق آخر يعول به أسرته، فجرب مهن كثيرة لم تستطع مطلقاً أن تسد احتياجات أسرته المكونة من زوجته وبنتين و ولد، فتراكمت عليه ديون إيجار البيت والدكان، حاول عبد القادر من ضمن محاولاته الكثيرة أن يدخل عالم السماسرة ولكنه في أول عملية سمسرة عرف أن مواهبه لا تؤهله تماماً للولوج في هذا المجال، كان ذلك حين وجد أول عملية سمسرة جهزها له أحد أصدقائه والعملية كانت عبارة عن ثلاثة لواري محملة بصفائح زيت قادمة من معاصر الزيوت بـ - أم روابة - وكان عليه أن يبحث عن مشترٍ لهذه الزيوت وهذا يعني أنه سيقبض أجر سمسرته من البائع و المشتري وهكذا بواسطة صديقه و علاقاته في السوق حصل عبد القادر علي المشتري ولكنه وبحكم عدم خبرته في هذا المجال الشائك التفاصيل قام بفعل خطأ إستراتيجي وذلك حين جمع المشتري و البائع بحسن نية يجب أن لا تتوفر في شخصية سمسار وهكذا اتفق المشتري و البائع وتمت العملية، وذهب المشتري و البائع دون أن يدفع أي منهما أتعاب سمسرة عبد القادر، الأمر الذي جعل صديق عبد القادر ينصحه بعدم الدخول مرة أخرى في مجال السمسرة، فضاعت أحلام منام ويقظة عبد القادر في الثراء وظل يلهث وراء مهن مختلفة دون جدوى.
    ضجة المايكرفونات تدعو المواطنين للمساهمة في مشروع كساء العائدين، العائدين من محرقة الحرب إلى محرقة تتنوع فيها الصعوبات وتنمسخ فيها الحياة العادية البسيطة، مشروع كساء العائدين يشارك فيه وبقصدية متعمدة ومضخمة جهازي التلفزيون و الراديو، كان عبد القادر غير القادر علي مواجهة احتياجات رمضان ومواجه باحتياجات العيد، أطفاله يحلمون و يأملون في أن تكون للعيد فرحة وفي حالة عبد القادر هي فرحة صعبة ومستحيلة المنال.
    يتجول عبد القادر الغير قادر في أسواق لا يملك فيها حتى الفرجة التي هي بعيدة عن فعل الشراء، يتجول وذهنه تضج فيه الاحتمالات، تلك الاحتمالات التي هي أقرب إلى عدم الحصول علي أي شئ يخص عيد أطفاله فالعيد بالنسبة له خارج تصوراته وأحلامه المحصورة تماماً في كيس ملاح اليوم، رهق في الخلايا و إرهاق في الأعصاب، كان عبد القادر غير القادر يتبع خطواته ذات اللا هدف وفي إحدى الشوارع اقترب منه شخص به من البدانة ملامح يرتدي جلابية من قماش زاهي لامع ويضع علي رأسه عمامة ناصعة البياض وعلي كتفه يضع شالاً مخططاً بالأزرق وعلي قدميه مركوب من جلد نمر هاجرت قطعانه إلى الحدود المجاورة بسبب تلك الحروب التي لن ولم تتحالف مع أي انتصار، اقترب ذلك الشخص من عبد القادر غير القادر علي تفاصيل الحياة، اقتحم ذلك الشخص عبد القادر بتحية مفخمة:
    (( إزي الحال ))
    (( أهلاً ))
    (( لو سمحت ممكن تساهم معانا ))
    (( أساهم؟، أساهم في شنو؟ ))
    (( في مشروع كساء العائدين ))
    (( يا ابن العم أنا ..... ما قادر .... ))
    (( أقول ليك حاجة، هي فكرة بسيطة، إنت عندك غير الهدوم اللابسة دي؟ ))
    (( كيف يعني ؟ ))
    (( قصدي، ممكن تتبرع بي هدومك دي زاتا؟ ))
    (( ما فاهم ))
    (( خدمة بسيطة، شايف الكاميرا ديك ))
    (( كاميرا؟ ))
    ((أيوه دي الكاميرا البترصد المتبرعين و الداعمين لمشروع كساء العائدين و ده مشروع وطني و إنساني عظيم))
    (( طيب ، يعني ... أنا ما فاهم أي حاجة ))
    (( أنا أفهمك ))
    (( كويس ))
    (( كل المطلوب إنك تقلع هدومك دي قدام الكاميرا ))
    (( يعني بعد داك أمشي عريان يعني؟ ))
    (( لا، بس اقلع هدومك ونحن حنصور الفعل ده و بعد داك بنرجع ليك هدومك ))
    (( يا ابن العم عليك الله خلينا في حالنا ))
    وحاول عبد القادر غير القادر أن يتملص من تلك المهمة الغرائبية ولكن ذلك الشخص البدين و الفاخر الثياب ألح عليه و خاصة أن المخرج وجد في ملامح عبد القادر ضالته من حيث أنها ملامح ترمز إلى الإنسان البسيط، وبين رفض عبد القادر غير القادر وإلحاح ذلك الشخص وهو إلحاح مدرب و خبير بانكسار النوايا لوح ذلك الشخص بمبلغ 200 ألف جنيه، آسف 20 ألف دينار في وجه عبد القادر فكان أن لمعت من عبد القادر غير القادر العيون ولم يملك إلا أن ينفذ ذلك السيناريو.
    وقف عبد القادر غير القادر أمام الكاميرا وقبل أن يخلع ملابسه صاح بدون حماس (( الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر )) منفذاً تعليمات ذلك الشخص، إلا أن المخرج المسئول عن هذه اللقطات المفتعلة أوقف عبد القادر و طالبه بحماس أكثر و هو يهتف، وهنا تدخل ذلك الشخص البدين مرة أخرى و أوعز إلى عبد القادر غير القادر أن صياحه بالتكبير يساوي أكثر من نصف المبلغ الذي يجب أن يدفع له، فما كان من عبد القادر غير القادر إلا أن يستدعي حماساً كثيفاً إلى درجة التشنج حتى لا يفقد ما هو أكثر من نصف المبلغ من النقود الموعود بها منفذاً تفاصيل ذلك المشهد، صرخ بكل ذلك الحماس المستدعى بفعل الحاجة و الضرورة الملحة و خلع ملابسه أمام الكاميرا و من ثم تسلم ذلك المبلغ بعد أن أعيدت إليه ملابسه و هرول عبد القادر غير القادر نحو السوق.
    عرض التلفزيون لقطات متنوعة توضح تفاعل المواطن مع فكرة مشروع كساء العائدين ومن ضمن تلك اللقطات ظهر عبد القادر غير القادر على الشاشة البلورية و هو يخلع ملابسه متبرعا بها للعائدين من الحرب، عبد القادر غير القادر لم يشاهد نفسه في التلفزيون لأنه و بفعل الفقر لا يدخل ضمن أولئك المستمتعين بتجليات التواصل الإعلامي ولكن لاحظ عبد القادر غير القادر أن علاقاته بجيرانه و وأصدقائه قد أصيبت بالجفوة، بل أن أحد أصدقائه صرخ فيه مستهتراً به مستعيناً بذلك المثل (أقرع و نزهي)، كتم عبد القادر غير القادر تلك الحادثة في نفسه و لكنه كان فرحاً بعض الشيء وهو يعرف إنه لم يساهم في مشروع كساء العائدين و لكنه ساهم حقيقة في كساء أطفاله في العيد واستطاع أن يرسم علي وجهه ابتسامة و هو يري أطفاله وهم فرحين بملابس العيد.
    بعد فترة زمنية ليست بالطويلة بعد حادثة التبرع بملابسه للعائدين من الحرب وبعد أن صور عبد القادر للتلفزيون عدة مشاهد مختلفات باختلاف المناسبات ومختلقات باختلاف الاختلاقات الإعلامية، هاهو عبد القادر القادر الآن يتكئ على أريكة وثيرة بعد عشاء فاخر وهو يشاهد نفسه علي الشاشة البلورية وهو متنكراً بفضل فنان مكياج محترف استطاع أن يغير كثيراً في ملامحه، كان عبد القادر الذي أصبح قادراً الآن يشاهد نفسه في التلفزيون وهو يحكي عن التعامل النبيل و الإنساني الذي عومل به كأسير.
                  

11-13-2012, 01:03 PM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكى يحيى فضل الله الجميل (Re: نصر الدين عثمان)

    تداعيات
    يحيي فضل الله
    مستقبحون في خبث الثعالب


    ها هم الآن يتحسسون أغنيتي و يفسرونها علي حد نواياهم - والنية زاملة سيدها - نواياهم تلك التي لا تستقيم مع تجليات الجمال، هاهم يحيلونها إلى تفاسيرهم الجامدة، هؤلاء هم أولئك المستقبحون و أعوذ بالله مما يفعلون، المستقبحون الذين يرتجفون لمجرد النظر لمحة أو إشارة جمالي ، يرتجفون و يغطون ارتجافهم بزعيق الحناجر والتلويح بالخناجر و حركات الأطراف المتشنجة، عن هؤلاء المستقبحين أود أن أحكي هذه الحكاية، لاشك أن مدخلي هذا يعتبر خاص جداً و ذلك باعتبار أنه يخص أغنيتي وحتى لا أتورط متداعياً في بحر السياسة المتلاطم الشواطئ وليس الأمواج عاملاً بتلك النصيحة العفوية والطيبة والتي تقول أن نبعد الكتابات عن الأجواء السياسية وأن نبعد عن الكتابة في السياسة و متذكراً ذلك التحذير الداوي والمتماهي مع الإستراتجية العسكرية - كلما أسمع كلمة الثقافة أتحسس مسدسي -، لا بأس ، فالأشقاء المصريين وجدوا تبريراً تحليلياً عن كيف أن السودانيين أصبحوا مبدعين في فن النكتة، أعرف أنني سأحكي عن المستقبحين ولكن لابد من الإشارة أو تجدر الإشارة أن علي الكاتب أن يسلي القراء و يجعلهم يقهقهون ما شاءت لهم القهقهة ناسين أن وراء كل ضحكة ألم عظيم و ألوذ هنا بالشاعر المسرحي أستاذي هاشم صديق في جمعه الشفاف بين النقائض
    كل الحروف بت الألم
    أعتى الرياح
    تتغني وتفوت
    ويرجع عمار الدنيا
    و تقوم البيوت
    حتى الحزن
    يزهر يشيل
    يفرد فروع الفرحة
    للناس اليتامى
    بالمناسبة التحليل المصري عن كون السودانيين أبدعوا في النكتة هو -أنهم جاعوا - شفتو إزاي، تري أين يمكن أن نبعد السياسة عن الـ موضوع، عن المشهد، عن المسمع، عن اللوحة، عن القصيدة، عن الرؤى، عن الانفعال؟؟؟
    المجنون السوداني، ذلك الذي كان يصطاد و هو يجلس مسترخياً أمام البلاعة، لاحظ الطبيب في جولته ذلك المجنون وسنارته تتدلى داخل البلاعة، و بعد تمحيص و تحليل للموقف قرر الطبيب أن يتعامل معه بمداخل عفوية لا سيما أن الطبيب تجريبي ومتخصص في الطب النفسي، اقترب الطبيب من محمد أحمد - خليهو اسمو محمد أحمد عشان نكثف الرمز - اقترب الطبيب من محمد أحمد المجنون وسأله بعفوية:
    - اصطدت كم سمكة؟
    نظر محمد أحمد المجنون للطبيب من أسفل ماراً بجزمته السوداء اللامعة إلى أعلى حتى لاحظ انعكاس شمس ما بعد الظهيرة علي زجاج نظارته، هكذا وبتمهل شديد قال محمد أحمد المجنون للطبيب بعد أن رفرف حاجبيه دهشة و صفر بفمه نغماً قصيراً - إنت مجنون؟ هنا في سمك؟
    وأنزل محمد أحمد المجنون نظراته المنهمكة نحو سنارته المفتوحة الاحتمال بصيد ثمين.
    أنا ساحكي عن المستقبحين، يبدو أن لا فكاك من فكرة النقائض، لا مناص من ذلك و تقفز إلى ذاكرتي تلك المقولة - إن في القبح جمال - النكتة تنتمي إلى مرجعية واقعية، تنتمي إلى ذلك الامتصاص السياسي أو تسييس الامتصاص لتفاصيل الحياة، النكتة تنتمي إلى فكرة الملخص، النكتة ملخص أعظم، نكتة طفولية عذبة تنتمي إلى - ود نفاش - لم أكن أتصور أن ود نفاش شخصية من لحم ودم و أنه أمدرماني أصيل، أي مشبع بكمياء المدينة السودانية - موسى ود نفاش -
    كان في ود نفاش، كان قاعد تحت الشجرة و كان حالق صلعه، في طيرة فوق الشجرة، قامت الطيرة خرت في راسو، قام قال ليها - يخسي عليك ما لابسه لباس
    ترى هل بإمكاني أن أقول أن هذه النكتة لن تضطرني إلى أن أتوهم عذوبة هذا النص الضاحك البسيط، لا شك أنها عذوبة طفولية، يبدو أن الضحك عملية سياسية وأتحدى أصحاب كل النظريات في أن يثبتوا عكس ذلك، وبعدين الموضوع السياسي يمتلك مقدرة أن يضحك الناس، أخاف من ذلك العبء علي كاهل الكوميدي السوداني و هو يراقب تجليات الكوميديا السياسية ذات العرض المتواصل، عرض كوميدي لا نهائي.
    أحد أصحاب البحبوحة جاء ذات صباح إلى أحد الخضرجية وأعطاه مبلغ 100 ألف جنيه، آسف، 10 ألف دينار و طلب منه أن يسأل كل من يشتري منه هذا الصباح عن حاله فإذا أجاب أحد المشترين أنه بخير عليه أن يعطيه هذا المبلغ.
    حاجة أم سهمين حين سألها الخضرجي -كيف حالك - مصمصت شفتيها و بصوت متوجس ونظرة أحست بالخبث أجابت علي سؤال المنافسة - شوفوا المحن يا أخواتي -
    نظر الخضرجي بنصف ابتسامة في وجه جون وقال بحياد - كيفك يا جون؟
    وبصق جون علي الأرض قائلاً - زي الزفت -.
    علي الحمري مارس عناده اليومي و هو يفاصل في أسعار الخضروات حين انتهي الخلاف بينه وبين الخضرجي حول سعر قطعة القرع رد علي سؤال الخضرجي – إن شا الله إنت بخير يا حمري؟ -، رد و بنفس حماس المفاصلة - مسكين دقل -.
    النذير استاذ التاريخ في مدرسة البنين، بعد أن اشتري خضار و سلطة فطور زملائه المدرسين، أجاب علي السؤال و هو يقرقش جزرة - يعني إنت شايف شنو؟ - .
    تيه، جرسون المقهي المتجول في السوق لم ينتظر حتى يكمل الخضرجي سؤال المنافسة بل وضع أمامه كوب القهوة الصباحي و دار بسرعة نحو الجزارة وهو يصيح - تعبتا أأأأأأ تعبتا،دور يا -.
    و مرت شخصيات وشخصيات و تمادى الخضرجي في مهمته فذهب بسؤاله في تلك الظهيرة نحو جيرانه الخضرجية و تجول في زنك اللحمة و دكاكين التشاشة و تنوعت لديه طرق إلقاء ذلك السؤال لكن لا أحد يجيب - بخير -، تماهت كل الإجابات مع سوء الحال، حين جاء صاحب البحبوحة في آخر اليوم ليسأل عن مصير هبته المشروطة بخير الحال، سأل المتبحبح الخضرجي - أها حصل شنو؟
    - والله أي زول أسالوا ألقاهو كرهان الدنيا، أي زول أسالوا يكون متكربن أخلاقوا في نخرتو، ياخي في واحد قرب يديني كف عشان سألتوا، واحد جدع في وشي الجرجير، يا زول حاجة صعبه -
    ـ كلهم يعني في أسوأ حال؟
    ـ يا اخي حمد العتالي سالتوا تعرف قال لي شنو ؟ ، قال لي اغرب كلام
    ـ قال ليك شنو ؟
    ـ قال لي، أقرع ما بخاف من قوب
    وأشهر ذلك المتبحح ضحكة متخمة وسأل الخضرجي
    ـ وإنت حالك كيف؟
    ـ راقد سلطة
    ـ خلاص جيب المبلغ
    و مد صاحب البحبوحة يداً ناعمة يلمع في أحد أصابعها خاتم مزخرف في وسطه فيروزة تتلامع بالبنفسجي.
    سأحكي عن المستقبحين و لكن لابد من التداعي في عالم النكتة، لم أصادف نكتة تتجمل بالتكنيك و تختزل العلائق السياسية والاجتماعية وتعري ذلك الهذيان السياسي مثل هذه النكتة - صبراً، فحتماً سأحكي عن المستقبحين و لكن، هاهو لوري يقف محملاً بالدواجن أمام إحدى نقاط التفتيش، كان صاحب هذه الشحنة قد لاذ بالريف مستثمراً أموال غربته الطويلة في مشروع مزرعة دواجن تنتج البيض و بعقلية استثمارية مركزاً على الدجاج اللاحم - فراخ للأكل - وهذه الشحنة التي وقفت أمام نقطة التفتيش هي أول فوج من تلك الدواجن التي كانت تشهر عافيتها من خلال الأقفاص، في نقطة التفتيش التف المفتشون حول اللوري، داروا حوله من جميع الجهات و همس أحدهم في أذن زميله - ده جداد مدوعل -
    وسئل صاحب الدجاج - الجداد ده بتأكلوا شنو؟
    - باكلوا علف.
    ـ ياسلام، تأكلوا علف؟ ، إنت بتأكل الجداد علف؟ إنت ما عارف إنوا البلد دي بتمر بي ظروف صعبة، تأكلوا علف والناس بتموت من المجاعة وخاصة المجاهدين، إنت أصلك ما سمعت بي زاد المجاهد، بي مال الكرامة -
    واضطر صاحب تلك الشحنة الداجنة أن يدجن نقطة التفتيش تلك بمبلغ من المال و ديكين وثلاثة دجاجات.
    و في نقطة التفتيش التالية سئل نفس السؤال
    - بأكلوا عيش -
    و غير الإجابة مستنداً علي تجربته السابقة
    - عيش ي مفتري؟ أما عالم غريب، تأكل الجداد عيش؟ إنت عايش وي ؟ إنت ما عارف الناس ما لاقية تاكل عيش و وإنت تأكل الجداد عيش؟ وين زاد المجاهد؟ ولا أظنك ما سمعت بيهو -
    ودجنت نقطة التفتيش الثانية و تخلى صاحبنا عن ثلاثة أقفاص كبيرة، و هكذا نقطة التفتيش الثالثة و الرابعة و الخامسة، و حين شارف علي دخول العاصمة و هو أمام نقطة التفتيش الأخيرة قرر صاحبنا أن يكون ماكراً بعد أن لاحظ أن نصف شحنته قد تركها تكاكي و تضرب الديوك بأجنحتها في أماكن عبرها و بعد أن جرب إجابات مختلفة لذلك السؤال - إنت الجداد ده بتأكلوا شنو؟
    حينها أجاب و في باله مكر التعالب بالدجاج وأشار إلى ديك ضخم - شايفين الديك ده أنا بديهو نثريات الأكل و هو بتصرف معاهم.
    و لكم أن تفكروا في مصير ذلك الديك.
    أعرف أنهم يتحسسون أغنيتي، المستقبحون يتهامزون و يتغامزون حول أغنيتي تلك التي صادفتني في كنبات الطفولة وتحت ظلال أشجار النيم حول المدرسة الأولية، المهم سأحكي عن المستقبحين.
    جاءت محتشمة بثوبها السوداني المورد، جاءت إلى تلك المؤسسة، جاءت محتشمة مضطرة لتقابل ابن خالتها كي تأخذ منه نقود كي تشتري دواء لابنتها التي تتخابث عليها الملاريا .
    جاءت محتشمة جداً، لا غبار عليها و لا ما يوحي بتلك الأنوثة التي كانت تظن و بوسواس قهري أنها توارت خلف ذلك الثوب، كان الثوب مورداً ومتفائلاً، ذلك الثوب الذي غطي جسدها و غطي تلك البلوزة ذات الأكمام الطويلة والتي بالكاد تسمح لأصابع يديها أن تظهر و بذلك الإسكيرت الطويل الذي كاد أن يغطي أصابع قدميها لولا أن تولت الجزمة تلك المهمة، الجزمة التي تعاني من خلل في توازن كعب الفردة اليسرى.
    محتشمة وصلت إلى مكتب استقبال تلك المؤسسة، تحدثت مع موظف الاستقبال الذي ضجت منه الدواخل حين دلفت الي الداخل.
    ـ لو سمحت عايزة عبد الرحمن الفاتح
    ـ عبد الرحمن الفاتح مالو ؟ أقول ليه شنو
    ـ موضوع خاص
    انتقل موظف الاستقبال و انحني أمام مكتب زميله، تهامسا، كانت محتشمة قد لاحظت ذلك بطرف خفي، انضم إليهما ثالث وتهامسوا، محتشمة و هي تلاحظ وهي تخفض نظرها أحست بعرق دافئ يسيل علي عنقها، رجع إليها ذلك الأول، اقترب منها بينما كان الثلاثة يحدقون فيها بطريقة غريبة، غريبة جداً و فجأة قال لها الأول
    ـ آسفين ما ممكن تدخلي
    ـ ليه؟ طيب ممكن تنادي لي
    ـ ما ممكن
    ـ ليه؟
    محتشمة تكاد تسمع ضربات قلبها
    ـ ليه؟
    ـ لأنك مثيرة للفتنة
    نظرت إليه محتشمة بحدة و كأنها تنتقم من نظراتها المنخفضة تلك و هي في انتظار أن يلبي طلبها، خرجت محتشمة تفكر في حل آخر لازمتها، و حين كانت تحاول أن تداري دمعة محتملة اختل توازن الفردة اليسرى من جزمتها فسقطت علي الأرض و حين لملمت نفسها و وقفت كان موظف الاستقبال قد وصل إليها قائلا - إنت عارفة إنك ما ممكن تدخلي لأنك سمحة أكتر من اللازم ـ
    و وأشاحت محتشمة وجهها و ابتعدت و لم تستطع أن تكبح دمعتها وهي تحاول أن تطرد عن ذاكرتها صوت أزاهر ابنتها ذات الثمانية أعوام و هي تهلوس بخبث من الملاريا.
    هل عرفتم من هم الذين يتحسسون أغنيتي الطفولية هذي
    خرج الثعلب يوماً في ثياب الواعظين
    و مشى في الأرض يهدي ويسب الماكرين
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de