نبوءة الفكي حسب الله والبَصَل !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-16-2024, 12:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-31-2012, 01:06 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نبوءة الفكي حسب الله والبَصَل !

    نبوءة الفكي حسب الله والبَصَل !
    شاذلي جعفر شقَّاق
    [email protected]

    كانت ليلةً مثل كلِّ ليالي القرية ، تبودلتْ فيها – بين الرِّجال- أنخابُ المُزاح والسِّباب والقهقهات الثملات أمام دكَّان (ودَّ الجضيل) على وثيرِ الرِّمال وعلى أنغام النسائم المُبتردة في النيل مُرسلةً حفيفها وهسهساتها عبر ملامسة مفارق الأشجار والأكواخ والرواكيب ، متضامنةً مع جوقة الثُّغاء والمُناغاة وغناء المذياع وأغاريد الجنيَّات ..ودونما سابق إنذار ؛ انتفض الفكي حسب الله - الذي كان يجلس مُنتحياً جانباً لا يُشارك الرجال لغطهم وتُرَّهاتهم – كالملدوغ ثم مسح صُلبَه بيده صائحاً :
    - هلاَّ هلاَّ آحلالي ..علىْ اليمين السنة دي ؛ ماية ما يقيف فيــها !!
    التقط أحدُهم العبارة ليعاجل الرجل :
    - قلتَ شنو آالفكي حسب الله ؟
    فيرد عليه الفكي وهو يغادر المكان :
    - ما قلتَ حاجه .. ما قلتَ حاجه ..كلام الطير في الباقير !!
    لم يُعِد الرجلُ الذي التقط الكلام التفكيرَ مرَّتين ..إنَّما أضمر في قرارةِ نفسه ألاَّ يزرع غير البصل هذا العام في كلِّ ما يملك من أراضي ، وأن يغض الطرْفَ عن أىِّ محصولٍ سواه ..الأمر الذي جعل من تلك (المَسْرة) ثروةً طائلةً توارثتْها أسرة الرجل إلي يومنـــا هذا !
    مناسبة التوطئة أعلاه هي أن البصَل هذه الأيام يصرخ بزَارِعيهِ أنْ هلمّوا إلىَّ لتحصدوني قبل أنْ تُمطرَ علىَّ السمــاء أو ينوشني أحدُ الأودية بسيْلٍ عارمٍ في طريقه إلى النيل الذي لن يأبى الزيادة .. هاهو البصل يستوي ويُعلن عن ذلك باصفرار أعاليه ويبس جدائله المضفورة بما بقي من حشائش .. أزيلوا هذه الحشائش واحفروا الأرض بـ (الطواري) تستخرجوا ذهباً أحمراً أو أبيضاً ، لا فرق ما دام كامل الاستدارة وافر العافية لا يفتك به مرض (أب توبين ) ..أخرجوه قبل أنْ يحرق حشاشتَه هذا الهجيرُ الغائظ !
    ولأنَّ المحصولات والمُنتجات عموماً بل سائر أسعار السلع يشتعل أوارها ويرتفع لهيبُها إلى عنان السماء ؛ كان لابدَّ للبصل من نصيب بالرغم من أنَّ كلِّ محصول يتدنَّى سعرُه في موسم حصاده ..اليس كذلك ؟ إلاَّ أنَّ الذي يجري عندنا الآن لا شئ يتدنَّى إطلاقاً ، عامَ الجنيه السوداني أم لم يعُم ! أُغْرِقتْ مصارفُنــا بوابلِ عُملةٍ لا ندري أىُّ سماءٍ أمطرتْها أم ندري ..لا شئ يتدنَّى إلاَّ أخلاق الرجال والذمم والضمائر ! لا شئ يتدنَّى إلاَّ إحساس أولي الأمر منَّا بما نُقاسيه ، بل يتلمَّسون – هداهم الله – سُبَلَ المزيد من المعاناة عبر أغنيةٍ ظلَّ يلوكها أمين مال المسلمين علكةً يقول مطلعها الوحيد : رفْع الدعم عن الوقود !
    فقد قفز جوَّال عزيزنـا البصل خلال أيام من عشري إلى ثلاثين إلى خمسين إلى خمسة وسبعين ليصبح سعر الأردب (وهو جوَّالان) مائة وخمسين جنيهاً ,, وإذا ما واصل هذا القفز سيعود إلى أذهاننا ذلك الكاراكاتير الساخر الذي يقدِّم فيه الحبيب إلى محبوبته بصلةً مشفوعةً بابتسامةٍ ريَّانة ليقول لها : (هاك بصلة حبِّنا ) !
    ولكنَّ الغرابة ستتملَّكك إذا أنت نظرتَ إلى المُنْتِج (التربال الكحيان) والمستهلِك (المواطن الكحيان) حيث تجد أنَّ الأول لا يستمتع بهذه الزيادة في السعر ، فهو بجانب جهده المُضني وشقاءه الأزلي بحيث يُمكن أن تتخبَّأ في شقوق أرجله سحليَّةٌ حُبلى وهو يغرس هذه البصلة ثلاث مرَّات في الأرض قبل أن تخرج للناس بهذه الصورة التي ترون ..منذ كانت البصلةُ تيراباً أسوداً كحَبِّ الكمون ليُشتَّت في الأرض ، ليصبح بعد ذلك بُصيلات صغيرة أو ما يُعرَف بـ (المَسْمَسْ ) الذي يُقلَع من أحواضه ويُشتَل مرَّةً أُخرى فيما يُسمَّى بعمليَّة (الشَّتِلْ) أو (الغزْ) في بعض المناطق ..ثم يحتفظ (التربال ) في نهاية الموسم بأفضل البصل ليُغرس مرَّة أُخرى في الأرض ويُترك حتى يُثمر (الكُمْبُجْ) أو (البمْبون) الذي يُستخرَج منه الحب الأسود شبيه حبِّ الكمّون وهكذا دواليك .. فبجانب هذا الجهد المُضني والشقاء المتواصل نجد أنَّ التكلفةَ باهظةٌ من محاريث وأسمدة ووقود وعمالة والتي بدورها ستتقافز أسعارُها بالطبع تماشياً مع الوضع الجهنمي العــام !
    أمَّا المواطن الذي لا ناقة له ولا جمل في كلِّ هذه التفاصيل لا يبتغي غير بصلة أو بصلتين لإعداد (سخينة) تسدُّ رمق أولاده ؛ سنتركه للبقَّال الذي سيضع البصلة على كفَّة الميزان وهو يسنُّ مُدْيتَه لقطع جزءٍ غالٍ منهـــا !
    بقى أنْ يضحك – الآن- الذين يصدِّرون هذا البصل الممهور بالعرَق والشقاء والنَّصَب إلى الحبشة ليعود إلى دولة جنوب السودان ..بقى أن يضحك هؤلاء مُنتفخي الأوداج والكروش والجيوب !!!

    * نُشر بالوفاق اليوم الخميس 31/5/2012م
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de