الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 05:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-15-2012, 06:08 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة ..

    فرعون الأغنية السودانية يقلب أوراق السياسة والفن..
    السبت, 04 فبراير 2012 09:21

    حاورة: عبد الرحمن جبر: تصوير سفيان البشرى


    فنان كبير ترك بصمة واضحة لا تخطئها عين، امتد عطاءه الوطني والعاطفي وشمل كل الأجيال، أُطلقت عليه العدد من الالقاب منها (الأمبراطور) و(الفرعون) وغيرها، لكنها أقل قيمة مما قدمه لهذا الوطن، فيكفي ذكر اسمه فقط حتى تهتز كل القلوب والعقول.. إنه الفنان الكبير الدكتور محمد وردي هذا الهرم الغنائي العملاق.. (آخر لحظة) جلست إليه بمنزله وأتحفنا بكرمه الفياض في الاستقبال، وكرم آخر في الرد على كل الأسئلة الساخنة بشجاعة يحسد عليها وليست غريبة عليه فهو محمد وردي وكفى.. أدرنا معه حوار مطول جمع بين الفن والسياسة وغيرها من المواضيع التي تهم الساحة الغنائية في السودان.. فكانت ردود الفرعون وردي على النحو التالي:-



    لفن بصفة عامة رسالة في مختلف المجالات.. ماهو الدور الذي لعبه الفن تاريخياً من أجل استقلال السودان عبر الأغنية على مدى الحقب السياسية المتعاقبة؟

    - رسالة الفن هي التعبير عن واقع الناس، بمعنى أن الفن لا يمكن أن (يعرض خارج الدلوكة) ويكون في حسبانه مشاكل وهموم الناس ورؤيتهم للمستقبل وتعميق روح الأمل عندهم، واستمرار الفن يطالب بالتقدم.. لذلك يعتبر الفن ناقد لا يرضى بواقع الحال أياً كان.. وكان للأغنية دور كبير عبر تاريخ السودان لمقاومة المستعمر من مهيرة الشايقية ضد الاستعمار التركي التي غنت «يا الباشا الغشيم قول لي جدادك كر»، وحسن خليفة العطبراوي غنى «يا غريب يلا لي بلدك»، وغيرها من الأعمال، وأنا لم أمارس الغناء في تلك الفترة لكن الفنان السوداني تغنى لجنود الوطن وللبلاد وهذا يؤكد مواكبة الفن لجميع ظروف الوطن.

    الفن بمختلف دروبه.. هل تعتقد بأنه أدى رسالته في المجالات الأخرى؟

    - نعم الفن ساهم في مختلف قضايا الوطن من تنديد القبلية، ومساندته لمؤتمر الخريجين قبل الاستقلال بالغناء والمال، وهكذا كان الفن في السودان يساهم في جميع المؤسسات الخدمية.

    السياسة والفن.. أوجه الشبه والقواسم المشتركة والخطوط المتباعدة؟

    - أنا ضد الفنان السياسي المباشر، ولكن لا يوجد أي فاصل بين الفن والسياسة لأن السياسة في الأساس عبارة عن «صحن فول ورغيف العيش»، فالشعب يكافح من أجل لقمة العيش والتعليم والعلاج وغيرها والفن هو تعميق هذه المطالب، وهناك من يتحدث عن أن الفن ليس له أي دخل بالسياسة وهذا (مغفل) فالفن تنويري وتثقيفي لذلك يجب أن يشارك في جميع ظروف وأحول البلد.

    هل تعتقد بأن من حق الفنان أن (يضرب) أو يتوقف عن عطائه لأي أسباب سياسية أو غيره؟

    - التوقف الفردي مرفوض، ولكن اتحاد الفنانين لو له أي رأي أو مشاكل أو مواقف مع الدولة وأجهزتها الإعلامية التي تجحف في حق الفنانين عليهم أن (يضربوا) عن العمل كما (أضربوا) في السابق ضد الإذاعة والتلفزيون.

    نصيب الأغنية (الوطنية) ضئيل جداً مقارنة بالأعمال العاطفية؟

    - الأغنية الوطنية لا تعني الغناء للوطن في المناسبات وهذه النوعية من الغناء تحتاج لصدق، ولا يستطيع أي فنان التعبير وإلهاب مشاعر الشعب، فمن لا يملك هذه الخاصية فاليمتنع عن الغناء للوطن حتى لا تكون الأغنية الوطنية ركيكية وسهلة الكلمات والألحان بمعنى (مضيعة للوقت)، وعلى مدى تاريخ الأغنية الوطنية في السودان كانت تلهب أحاسيس ومشاعر الناس، فأنا مثلاً حضرت ثورة أكتوبر وثورة أبريل والأغنية الوطنية كان لها دور كبير جداً في المشاركة وسط الشعب، فعندما أُجبِر الرئيس السابق إبراهيم عبود بالتنازل عن السلطة تغنيت «أصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باقِ» واستمرت أناشيد أكتوبر من «شعبك يا بلادي» و«أكتوبر الأخضر» وغيرها وكلها أعمال من مواليد ثورة أكتوبر.. وفي ثورة أبريل تغنيت «بنبنيو البنحلم بيهو يوماتي» و«يا شعباً تسامى» و«عرس السودان» و«وطنا بي اسمك كتبنا ورطنا» و «عرس الفداء» و«يا شعباً لهبت ثورتك»، وهذه الأناشيد الوطنية تركت أثر كبير جداً في الشعب منذ تلك الفترة وحتى الآن.. فعندما يكون الفنان صادقاً ولديه معرفة بوطنه.. تاريخه وجغرافيته وحياته واجتماعياته يتعمق في الغناء للوطن، ولكن لا أعتقد بأن أي فنان يستطيع أن يفسر علاقته بالثورة وبالجمهور.

    مقاطعاً.. هل تعني بهذا الحديث أن الغناء للوطن يحتاج لنوعية خاصة من الفنانين؟

    - نعم.. لذلك محمد الأمين كان ظهوره في ملحمة ثورة أكتوبر ولكن لا تستطيع أن تحسب الآن أي فنان آخر كان له الحمية والوطنية في التعبير عن الثورات.

    رأيك في الوضع السياسي الراهن؟

    - الوضع السياسي الحالي أدخل شمال السودان في مطب، أولاً التقسيم الذي حدث في الجنوب والذي ظهرت آثاره بوقف البترول والتحرش الموجود بين الشمال والجنوب ومشكلة دارفور ثم جنوب كردفان والنيل الأزرق، فعدم المرونة في سياسة النظام الحاكم أدخلت السودان في أمر ضيق فمهما إدعى النظام بأن الحالة مستقرة فهناك ظواهر تدل على أنهم غير قادرين على وحدة البلاد ولا على علاقتنا مع الجيران ولا التقدم للأمام.

    هل قدمت أي تنازلات سياسية أم رأيت أن الحالة العامة قد تحسنت سياسياً؟

    - انفعل شديداً وقال: أتنازل لمن وعن ماذا..!! فأنا يا عبد الرحمن لم أعود للوطن من أجل النظام ولكن لإجراء عملية تغيير الكُلى، ودعوتي للجلسة في منزل الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين فهو من بلدياتي وأنا أقدره وأحترمه كثيراً، فقد ضمت الجلسة السيد رئيس الجمهورية وعدد من الوزراء وكانت جلسة عادية لم أقدم فيها أي تنازلات ولم يكن فيها أي خلاف أو وفاق بيننا إلى أن جاءت ظروف الانتخابات الأخيرة والتي أعلنت فيها موقفي بالتصويت لياسر عرمان ولكنه انسحب، فالحكومة أخذت موقفي هذا بأنني أقف ضدها ولم تحترم حرية ارادتي.

    مقاطعاً.. أثارت علاقتك مع الراحل جون قرنق والحركة الشعبية العديد من التساؤلات والاستفهامات.. ما سر هذه العلاقة؟

    - الراحل جون قرنق صديق عزيز جداً وفقده السودان كثيراً ولو كان موجوداً لتغيَّر الوضع الحالي، وليس عيباً أن أنتمي للحركة الشعبية لأنها حركة لتغيير السودان القديم لسودان جديد وأنا مؤمن جداً بهذا الطرح.

    هل ترى بأن المناخ الحالي ملائم للتعبير بحرية أم أن هناك تحفظات؟

    - أبداً لا توجد أي حكومة شمولية تستطيع إعطاء حرية الرأي كاملة فالرأي رأيها، بدليل أن هنالك الآن مسألة ايقاف الصحف، ومسألة جذب الفنانين لها، ويكفي أن قانون مجلس المهن الموسيقية والمسرحية تمت إجازته ووضعت قياداته من فنانين منتمين للنظام مثل علي مهدي وصلاح مصطفى وعبد القادر سالم، والنظام الحاكم وضع هذا المجلس ولكن اخترقه بنفسه بدعوى أن القانون هو لحماية الملكية الفكرية، ولكن مع ذلك الادعاء أتوا بفنانين في عيد الاستقلال استباحوا اغنياتي وأنا موجود، وسبق أن تغنيت في عيد الاستقلال الماضي ومنحني رئيس الجمهورية وسام الانجاز والجدارة، فهل شخص يحمل وسام الجدارة تنتهك حقوقه الفكرية والمادية وياتوا بفنانين يرددوا أعمالي دون استشارتي مثل كورال كلية الموسيقى والدراما وسيف الجامعة وعصام محمد نور وعمار السنوسي وغيرهم، وبصراحة أكثر هذا القانون كذب واضح.

    مقاطعاً.. هل تعني بهذا الحديث أن مجلس المهن الموسيقية والمسرحية غير صالح للدفاع عن حقوق الفنانين؟

    - نعم.. فالفنان لو لديه أعمال غنائية وجمهور لا يرتضي اطلاقاً بأن يكون موظفاً، فقيادة مجلس المهن الموسيقية والمسرحية الحاليين يتقاضون أجرهم من الحكومة ولو كانوا يمتلكون أي شعبية أو قاعدة جماهيرية لما ارتضوا لأنفسهم ذلك، بل كان الأجدر بهم أن يتقاضوا أجورهم من أعمالهم الغنائية ولكنهم (مفلسين) فنياً، فأي موظف يستطيع أداء علمهم هذا ولكن ليس الفنان لأن الفنان يعتمد على فنه وابداعه وعطائه وتقدير الجمهور له.

    صرحت من قبل وعبرت عن غضبك في ترديد أغنياتك الوطنية من قبل بعض المطربين في أعياد الاستقلال؟

    - نعم.. وهذا (إفلاس)، فاذا كان الفنان لا يستطيع الغناء لوطنه منذ الاستقلال وحتى الآن ويستعين بأعمال الغير بدون أي (خجل) فما معنى ذلك غير (إفلاس فني)، وثانياً تشجيع الدولة لهذه المسألة هي إنتهاك لحقوق فنان أعطى الوطن الكثير ولديه القدرة على العطاء أكثر والزمن كفيل باظهار الحقائق أما الزبد فيذهب جفاء.

    هل تعني بهذا الحديث بأنك سوف تتجه لمقاضاة كل المطربين الذين تغنوا باعمالك؟

    - نعم كلهم بما فيهم الدولة.. لسماحها بهذا العبث السخيف.

    دور المطربين كان ضعيف في تعزيز الوحدة قبل عملية الانفصال بين الشمال والجنوب؟

    - لم يكن ضعيفاً بل كان غائباً تماماً ولم يظهر لهم أي دور، بل بالعكس هنالك فنانين هللوا وفرحوا كثيراً بالانفصال وشاركوا الصحفي الطيب مصطفى أفراحه بذبح الثيران وتغنوا لذلك ومنهم أعضاء في مجلس اتحاد الفنانين وهذا شيء مؤسف للغاية بل يعتبر من أسوأ ما فعله الفنانين في تاريخ السودان لأنهم فرحوا لتقسيم وطنهم.

    قيام وزارة خاصة بالثقافة.. هل خدم القضايا الثقافية أم أنها كانت اسماً على غير مسمى؟

    - ليس هناك أي تقدم تحرزه هذه الوزارة ولا تمتلك أي تخطيط لاعطاء الفرصة للمبدع الحقيقي من أجل إبراز أعماله، وأعتقد أن عمل هذه الوزارة هو (عبث) واستهانة بالإنسان السوداني كمستمع وكمثقف.

    هل تعني بهذا الحديث أن وزارة الثقافة الاتحادية لم تقوم بالدور المنوط بها حتى الآن؟

    - ضحك وقال ساخراً: أنا لا أعرف الدور المناط بيها شنو..!! ولا هي ذاتها شنو..!! فهل هي وزارة شكلية فوقية..!! هذا الوزارة لم تخدم الفن في شيء.

    عفواً محمد وردي.. وزارة الثقافة الاتحادية أقامت الأماسي الموسيقية في الخرطوم وأم درمان.. ألم تخدم هذه الخطوة الغناء في شيء؟

    - هذه الأماسي «كلام فارغ» ولم تخدم أي شيء، فماذا قدمت.. وماهو الإبداع الذي حوته.. وما السبب الحقيقي من قيامها.؟ فهي عملية دعاية من وزير الثقافة لنفسه، فهل سمع الناس إبداع في تلك الأماسي، وهل قدمت بها أغنية جديدة رسخت عند المستمع، وكلها دعاية فارغة وأهدرت أموال الدولة، وكنت أتمنى أن تصرف هذه الأموال في الابداع الحقيقي ولكنها تصرف على كل من هبَّ ودبَّ.

    هاجمك أحد أئمة المساجد في الأيام القليلة الماضية وأتهمك بالكفر وغيره؟

    - إمام المسجد كاذب، فأنا لم أرى في حياتي إمام مسجد يصلي بالناس ويكذب، فقد قال إن وردي بلغ سن الـ (90)، وأنا عمري (79) عاماً، وأعطاني (11) عاماً مجانية (كتر خيرو)، واتهمني بالمساهمة في (أعياد الكفار ويقصد أعياد الميلاد)، فنحن نعترف بسيدنا عيسى عليه السلام كنبي، فعلى ماذا الهجوم إذن..!.. فأنا تغنيت في أعياد الميلاد خاصة وأنها تصادف أعياد الاستقلال، فالمسيحيين أخواننا في الوطن ولم تكن هناك أي مشكلة في التعايش بيننا على الاطلاق، فنحن نشاركهم أفراحهم وأحزانهم لتعميق الأخوة والمواطنة، ومثل حديث إمام المسجد غير الموفق هذا يخلق فتنة.

    تقصد بهذا الحديث بأن هناك أيادي خفية تحارب الغناء؟

    - نعم.. وإمام المسجد الذي هاجمني هذا «عينة» منهم، وقبل ذلك جاءت جماعة أمام مبنى اتحاد الفنانين (وشتمونا)، ولكن إذا كان هؤلاء كفروا الإمام الصادق المهدي..!! فهذه جرأة غير عادية.

    ما رأيك في اتجاه عدد كبير من الفنانين لتجربة المديح النبوي الشريف عبر قناة ساهور الفضائية وإذاعة الكوثر؟

    - هذه فوضى وعبث وتقليل من قيمة القداسة الدينية، فقد عرضت ساهور والكوثر مدائح عديمة القيمة وجه الشبه فيها كيفية كسب المال بمدح الرسول صلى الله عليه وسلم، فالمديح للمصطفى عليه السلام «عندو ناسو» لأنه يحتاج لقدسية وخشوع وليس تغني وتنشد مدائح بألحان أغنيات مثل «القمر بوبا» و«سمسم القضارف» واحدهم يمدح ويقول «رسول ذي ده اصلوا ما شفنا» فهذا تقليل من قيمة القداسة الدينية، فأنا عندما استمع لأولاد الماحي يمدحون الرسول صلى الله عليه وسلم أشعر وأحس بصدقهم في حب الرسول ولكن حب «القروش» ظاهر عند الآخرين.

    مقاطعاً.. هل تعني بأن قناة ساهور وإذاعة الكوثر ساهمتا في تدني الذوق العام للاستماع للمدائح النبوية الشريفة؟

    - نعم.. فقد هبطت بمستوى المدائح النبوية ومستوى التذوق لها، وهي تعمل على تدني هذه الرسالة العظيمة بأعمال «هشة وغثة»، وأنا لا أدري من أين تأتي قناة ساهور وإذاعة الكوثر بهذه الأموال التي تصرفها على أشباه الفنانين الذين فشلوا في الغناء فأتجهوا للمديح وفشلوا فيه أيضاً، وهذا سؤال محير، فقناة ساهور وإذاعة الكوثر تهبطا بالرسالة وعلى النظام الحاكم إيقافهما فوراً .

    بمناسبة القنوات الفضائية.. بصراحة شديدة أصبحت تتجنب استضافتك لارتفاع أجرك المادي؟

    - نعم.. ولكن الواضح أن بعض القنوات (أفلست) لأنها قامت بدون تخطيط، فأنا لم أسجل طوال الفترات السابقة عمل كبير إلا في قناة الشروق بعد أن أوفت بالتزاماتها المادية تجاهي، والآن أنا بصدد أن أسجل لها كل أغنياتي الوطنية من الأول إلى الآخر وهذا سرد لتاريخ السودان الحديث.

    الساحة الفنية الآن بعيون محمد وردي؟

    - ليست مثل السبعينيات أو الثمانينيات، ولم يحدث قبل الآن أن يُجلد الفنان بقانون النظام العام بسبب تصاديق الحفلات، وهذا الفعل سبب إرهاب للفنانين، بالإضافة إلى أن هناك فبركة في قانون حقوق الملكية الفكرية، فالقانون الذي تقدمنا به عام 1986م رفضه الوزير كمال عبد اللطيف ووضع القانون الحالي، فمشكلتنا الأساسية مع الإذاعة والتلفزيون فكيف تحل لأن هذه الأجهزة هي الخصم والحكم في نفس الوقت، وهناك (بلبلة كبيرة) في القانون، فهو قانون مزيف ومن وضعوه أخترقوه ولم يحترموا الإبداع الفكري للفنان.

    انتشرت في الآونة الأخيرة الإساءات بين المطربين على صفحات الصحف بصورة لا تشبه الفن وأسلوب الفنان؟

    - ديل ما فنانين، فقط يرفعوا أصواتهم في الصحف وليس لديهم أعمال فنية يتحدثون عنها، وهذا فراغ إبداعي وسقوط، وهؤلاء فنانين غير مؤدبين ينشروا غسيلهم ال######.

    بصراحة.. أنتم متهمين بمحاربة الفنانين الشباب وكادت أن تنعدم عملية تواصل الأجيال؟

    - «أنا لا أحارب أحد» وأسعى لتواصل الأجيال لضرورته، واتجهت لذلك بنفسي لمساعدة الشباب ولكن بعد تمحيص دقيق جداً لم أجد فنان شاب أفضل من طه سليمان لأنه صاحب صوت رائع وأداء رائع وتطريب عالي جداً لذلك تعاونت معه بالألحان، فتواصل الأجيال لم ينعدم وما أقوم به مع طه سليمان هو جزء من هذا التواصل، ولكن بصراحة إنعدم التواصل في أشياء كثيرة ومجالات عديدة.

    وردي قلت من قبل بأن الأصوات الغنائية النسائية الموجودة حالياً ضعيفة جداً؟

    - نعم.. ومازلت عند رأيي، فالأصوات النسائية الحالية تحتاج لتربية صوتية وهي أصوات غريبة، وللأسف الشديد هذا لا يحدث إلا في السودان، فالصوت الجميل هو الصوت المدرب الذي يعرف المقامات التي يغني فيها والتي تتناسب مع صوته وللأسف هذه المعرفة غير موجودة.

    الألقاب التي أطلقت عليك وأنت أهلاً لها مثل «الأمبراطور والفرعون والعملاق» وغيرها.. هل كنت تحلم بالوصول إلى ما أنت فيه الآن من نجاحات؟

    - لكل مجتهد نصيب، فكل تلك الألقاب أطلقها عليَّ الجمهور إلا لقب (الفرعون) الذي أطلقه عليَّ صديقي العزيز الأستاذ الراحل حسن ساتي ويرجع سر هذا اللقب للعلاقة التاريخية بالفراعنة فهم جزء من تراثنا النوبي، وأنا لست مثل مغنواتية اليوم الذين يطلقون الألقاب على أنفسهم.

    من تقصد بالمغنواتية الذين يطلقون الألقاب على أنفسهم؟

    - مثل أحمد الصادق، فماذا قدم هذا المغنواتي، فهو عديم إبداع ولم يقدم شيئاً حتى الآن وهو نتاج عن تدني الذوق العام، وكما يقال «هذا عطاء من لا يملك لمن لا يستحق».

    ألا تعتقد بأن هناك اختراق للثقافة السودانية من قبل المطربين العرب وفُرضَت علينا؟

    - نعم هناك اختراق للفن والثقافة السودانية بدليل أن الآن أصبحت (العروس) السودانية تزف بزفة على الايقاعات المصرية والغربية وغاب الفن والتراث السوداني، ولذلك يجب أن نقف ضد الاختراق الثقافي ونغلق الأبواب في وجهه.

    هل تعني بأن لديك أفكار جديدة لذلك..تُرجِع طريقة الزفة السودانية لأصلها؟

    - نعم.. نحن نمتلك من الايقاعات السودانية ما يكفي لصنع وعمل زفة العروس، واشتركت في ذلك مع الشاعر اسحق الحلنقي في إنتاج عمل جديد بايقاعات «السيرة» ونال إعجاب الجمهور، وذلك لوقف التغول الأجنبي وحماية التراث السوداني.

    من واقع خبراتك الفنية الطويلة.. كيف ننقل الأغنية السودانية للخارج؟

    - وسائل الإعلام التي تنقل الفنان المحلي للخارج ضعيفة جداً وليس لديها أي اهتمام بالمبدعين، والفنان السوداني الجيد ينجح في أي مكان مثلما نجحنا نحن في أفريقيا، ولدينا تراثنا الحقيقي ولكننا لم نوجه ثقافاتنا في الاتجاه الصحيح فنحن أفارقة أكثر من عرب لذلك يجب أن نوجه أعمالنا صوب أفريقيا.

    رأيك في برنامج (أغاني وأغاني)؟

    - لا أعتقد بأن هناك ضرورة لهذا البرنامج فليس لديه أي وجود، فما معنى أن يحضروا فنانين لترديد أعمال الفنانين الراحلين أو الحاليين فأين أعمالهم الخاصة.!

    ألا تخاف من أن تخلق لك هذه الردود والاجابات الملتهبة أي عداوات؟

    - أولاً أنا لا اخاف على الإطلاق، والأهم من ذلك أن الحقيقة عمرها ما كانت مخيفة، وأنا أتحمل نتيجة وتبعات كل ما قلته.

    أخيراً الفرعون محمد وردي ماذا تود أن تقول؟

    - أولاً أنا أشكر صحيفة (آخر لحظة) لشجاعتها، وأشكرك أنت بالأخص يا عبد الرحمن فقد نشرت لي من قبل أحادث وتصريحات كثيرة وهذه هي رسالة الصحافة الحقيقية بدون أي تزييف أو خوف لذلك أشكركم.

    اخر لحظة

    (عدل بواسطة الكيك on 02-19-2012, 04:10 PM)

                  

02-15-2012, 03:54 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: الكيك)
                  

02-15-2012, 05:22 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: الكيك)



    عبد الوهاب لـ«الصحافة»: وردي بخير وصحف (التابلويد) وراء الشائعات


    الخرطوم: وليد كمال:


    كشفت زيارة للصحافة لمستشفى فضيل بالخرطوم مساء أمس أن صحة الموسيقار محمد وردي بخير بحسب إفادة نجله عبد الوهاب الذي أكد أن صحة والده مستقرة بل في تحسن مستمر وأنه لزم الفراش الأبيض جراء نوبة التهاب صدري ونفى أن يكون تنويمه بالمستشفى بسبب مرض الكلى وزاد أن الالتهاب أثر على مستوى وظائف الكلى الأمر الذي اضطر لخضوعه لغسيل كلى عدة مرات توقف الآن وأضاف أن لجنة طبية (كونسولت) من ستة أطباء تشرف على متابعة علاجه ونفى أن يكون قد استقدم لحالة الموسيقار وردي أطباء من الخارج .


    وشن هجوما على ما وصفها بصحف التابلويد وحملها مسؤولية الترويج للأخبار الكاذبة وإطلاق الشائعات المغرضة عن وردي لدرجة أن أسرته اعتادت على سماعها بين الفينة والأخرى.

    15/2/2012
                  

02-16-2012, 07:42 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: الكيك)
                  

02-16-2012, 08:41 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: الكيك)

    القصيدة الوردية .. شعر: محمد المكي إبراهيم
    الأربعاء, 15 شباط/فبراير 2012 19:16


    الى مقام صاحب الانغام التي انعجنت بها طينة كل سوداني وصارت من مكونات تركيبته
    الى محمد عثمان وردي قائد جيل العطاء الى باحات الخلود
    ايمانا بهمته العالية التي ستقهر المرض كجزء من دفاعه الدائب عن الحياة.
    اليه اهدي :
    القصيدة الوردية


    الورد سرو العبير
    سحرو في شذاه المثير
    يركب خيول الاثير
    يدخل في كوخ الفقير
    يجبر فؤادو الكسير
    ويطمنو.
    يغافل السجان
    ويدخل يحيي السجين
    ويرحمنو .
    حييني بالورد
    حييني واحييني
    شبعني وارويني
    من لحنك الفنان.
    انسج حبال النور
    وارفعني
    من ظلمة الديجور
    خليك كمان وكمان
    يا وردة من ألحان
    تبدد الاحزان
    وتمجد الانسان.


    محمد المكى ابراهيم
                  

02-16-2012, 11:22 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: الكيك)

    imagesCA2R9WNV.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

02-16-2012, 05:16 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: الكيك)

    وسئل الفنان الكبير وردى عن الوضع السياسى الراهن فقال


    رأيك في الوضع السياسي الراهن؟

    - الوضع السياسي الحالي أدخل شمال السودان في مطب، أولاً التقسيم الذي حدث في الجنوب والذي ظهرت آثاره بوقف البترول والتحرش الموجود بين الشمال والجنوب ومشكلة دارفور ثم جنوب كردفان والنيل الأزرق،

    فعدم المرونة في سياسة النظام الحاكم أدخلت السودان في أمر ضيق فمهما إدعى النظام بأن الحالة مستقرة فهناك ظواهر تدل على أنهم غير قادرين على وحدة البلاد ولا على علاقتنا مع الجيران ولا التقدم للأمام.
                  

02-17-2012, 01:43 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: الكيك)

    وقال وردى فى حواره

    هل ترى بأن المناخ الحالي ملائم للتعبير بحرية أم أن هناك تحفظات؟

    - أبداً لا توجد أي حكومة شمولية تستطيع إعطاء حرية الرأي كاملة فالرأي رأيها، بدليل أن هنالك الآن مسألة ايقاف الصحف، ومسألة جذب الفنانين لها، ويكفي أن قانون مجلس المهن الموسيقية والمسرحية تمت إجازته ووضعت قياداته من فنانين منتمين للنظام مثل علي مهدي وصلاح مصطفى وعبد القادر سالم، والنظام الحاكم وضع هذا المجلس ولكن اخترقه بنفسه بدعوى أن القانون هو لحماية الملكية الفكرية، ولكن مع ذلك الادعاء أتوا بفنانين في عيد الاستقلال استباحوا اغنياتي وأنا موجود، وسبق أن تغنيت في عيد الاستقلال الماضي ومنحني رئيس الجمهورية وسام الانجاز والجدارة، فهل شخص يحمل وسام الجدارة تنتهك حقوقه الفكرية والمادية وياتوا بفنانين يرددوا أعمالي دون استشارتي مثل كورال كلية الموسيقى والدراما وسيف الجامعة وعصام محمد نور وعمار السنوسي وغيرهم، وبصراحة أكثر هذا القانون كذب واضح.

    مقاطعاً.. هل تعني بهذا الحديث أن مجلس المهن الموسيقية والمسرحية غير صالح للدفاع عن حقوق الفنانين؟

    - نعم.. فالفنان لو لديه أعمال غنائية وجمهور لا يرتضي اطلاقاً بأن يكون موظفاً، فقيادة مجلس المهن الموسيقية والمسرحية الحاليين يتقاضون أجرهم من الحكومة ولو كانوا يمتلكون أي شعبية أو قاعدة جماهيرية لما ارتضوا لأنفسهم ذلك، بل كان الأجدر بهم أن يتقاضوا أجورهم من أعمالهم الغنائية ولكنهم (مفلسين) فنياً، فأي موظف يستطيع أداء علمهم هذا ولكن ليس الفنان لأن الفنان يعتمد على فنه وابداعه وعطائه وتقدير الجمهور له.
                  

02-17-2012, 11:32 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: الكيك)

    الميرغني يطمئن على صحة الفنان وردي



    زار السيد أحمد الميرغني نجل السيد محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) ضمن وفد ضم أمين عثمان والخليفة محمد ميرغني وآخرين امس، الفنان محمد وردي بالمستشفى، كما زار السرة الحاردلو شقيقة الدبلوماسي والشاعر سيد احمد الحاردلو، واطمأن على صحة الاثنين، وهاتف مولانا محمد عثمان الميرغني أثناء الزيارة الفنان محمد وردي مطمئنا على صحته.


    الراى العام
    17/2/2012
                  

02-18-2012, 05:43 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: الكيك)

    وادلى براى وطنى عندما سئل بهذا السؤال

    .

    دور المطربين كان ضعيفا في تعزيز الوحدة قبل عملية الانفصال بين الشمال والجنوب؟

    - لم يكن ضعيفاً بل كان غائباً تماماً ولم يظهر لهم أي دور، بل بالعكس هنالك فنانين هللوا وفرحوا كثيراً بالانفصال وشاركوا الصحفي الطيب مصطفى أفراحه بذبح الثيران وتغنوا لذلك ومنهم أعضاء في مجلس اتحاد الفنانين وهذا شيء مؤسف للغاية بل يعتبر من أسوأ ما فعله الفنانين في تاريخ السودان لأنهم فرحوا لتقسيم وطنهم.
                  

02-19-2012, 04:26 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: الكيك)

    زادت احزان السودان على احزانه المتتالية فقدنا عماد وركيزة الوطن الفنية اليوم هو يوم حزن السودان الاكبر على فقيدنا الفنان الكبير الاستاذ الموسيقار محمد عثمان وردى ..
    الفنان الذى ارتبط بالسودان بارضه وباهله وبوحدته وكانه اراد ان يغادرنا حزنا عليه وعلى تقسيمه وعلى مستوى من يحكمونه اليوم
    عندما علمت بحالته الصحية الحرجة تعمدت انزال احسن الحوارات معه التى اجراها فى الاونة الاخيرة والتى قال فيها كل ما يريد قوله بصدق وشجاعة وكان لسان حال الشعب فى هذا الراى كما تعودنا منه ..
    وردى بعطائه الفنى الكبير وبانتاجه الكبير سجل رقما عاليا وتربع على قمة الفن السودانى والافريقى مقدما اعذب الالحان واجمل الكلمات لشعراء السودان الذين نفخر بهم وبعطائهم الذى لا تحده حدود ..
    ابكى انا اليوم دمع الدم على الفقيد الكبير وسوف اظل هنا اكتب وادعو الاخرين للكتابة هنا
    نتواصل
                  

02-19-2012, 04:30 AM

Abdlaziz Eisa
<aAbdlaziz Eisa
تاريخ التسجيل: 02-03-2007
مجموع المشاركات: 22291

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: الكيك)


    إنّا لله وإنّا إليه راجعون

    نعزيكم والشعب السوداني كله أحر التعازي
    في رحيل ملك الاغنية السودانية وفنــان افريقيا الاول
    الاستاذ الموسيقار/ محمد وردي...

    اللهم أرحمه وأسكنه فسيح جنّاتك
    اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب
    اللهم نقّه من الخطايا والذّنوب كما يُنَقّىَ الثّوب الأبيض من الدّنس
    اللهم أغسله بالثلج والماء والبرد
    اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله
    اللهم أجمعنا وإيّاه في مستقرّ رحمتك
    اللهم إنّا نسألك بإسمك الأعظم أن توسّع مدخله
    اللهم آنس في القبر وحشته
    اللهم ثبّته عند السُّؤال
    اللهم لقّنه حجّته
    اللهم باعد القبر عن جنباته
    اللهم أكفه فتنة القبر
    اللهم أكفه ضمّة القبر
    اللهم أجعل قبره روضةً من رياض الجّنّة ولا تجعله حفرة من حفر النار
    اللهم إن كانت محسناً فزد في إحسانه ، وإن كانت مسيئاً فتجاوز عن سيّئاته
    اللهم ألحقه بالشُّهداء
    اللهم أفتح عليه نافذة من الجّنّة وأجعل قبره روضةً من رياضه
    إنّا لله وإنّا إليه راجعون
                  

02-19-2012, 04:35 AM

Hassan Senada

تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 1804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: Abdlaziz Eisa)

    إنّا لله وإنّا إليه راجعون

    اللهم اغفر له
                  

02-19-2012, 05:11 AM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: Hassan Senada)

    ان لله وان اليه راجعون
    اللهم ارحمه وادخلة جنة النعيم
    مع الصديقين والشهداء
                  

02-19-2012, 07:12 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: يوسف السماني يوسف)

    اشكركم
    كان وردى يمثل الشخصية السودانية بعمق تاريخها الوطنى وبعزة نفسها المرتبطة بهذا الارث التاريخى الحضارى المعروف ومن هنا انطلق يغنى لهذا الشعب الذى خرج منه فالتصق بالوطن وبالقضية الوطنية وبالوحدة والسلام ..
    كان حنينا عندما غنى اعذب الالحان للشاعر الذى يتدفق حنانا لاهله وووطنه الشاعر الكبير اسماعيل حسن وجد وردى نفسه قريبا من هذا الحنان والعاطفة الجميلة للحبيبة وللوطن وللارض وللعادات والتقاليد والحكاوى التى تمجد الشعب العظيم انطلاقان من شاعرية هذا الرجل القادم من شمال السودان اسماعيل حسن ..
    فى حوار اجرته صحيفة الايام اجراه معه الاستاذ عثمان عابدين وكنت معه قبل انقلاب الانقاذ وكان اخر حوار يجرى معه قبل الانقلابعام 1989 قال لنا وردى ان اسماعيل حسن مدرسة العاطفة والحنان وجدت نفسى فيه وعن ما كنت ابحث عنه فى الوطن فهو رجل وطنى وابن البلد الذى 1 يعشق كل شىء فيه لهذا وجدت نفسى فيه وكان نتاج كل ذلك اروع الالحان المرتبطة باجود الكلمات الصادقات وانا بفتكر ا سماعيل حسن اصدق شاعر فى التعبير عن واقعه وواقع اهله ووطنه وعاداتهم وتقاليدهم ..

    وبعد الانقلاب والذى قلب كل شىء فى حياة اهل السودان ومرور الايام والسنوات التقيته بالنادى السودانى فى ابوظبى عند زيارته فى رحلة فنية وذكرته بهذا اللقاء وقلت له الا تذكر بانه كان اخر لقاء معك قبل وقوع الانقلاب بيوم واحد فقط فضحك وقال بروحه الساخرة .. لى طيب ياخى ما تجى تعمل واحد تانى ممكن تتصلح ... اتصلت بالزميل عثمان عابدين الذى يعمل الان بصحيفة المدينة بمدينة جدة واخبرته بالقصة فقال لى لا تنساها ولابد من ان تكتبها .. قلت له اتمنى ان تكون محتفظا بهذا الحوار لانه تاريخى ..
    نتواصل

    (عدل بواسطة الكيك on 02-19-2012, 09:23 AM)

                  

02-19-2012, 09:40 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: الكيك)

    الشعب السودانى اليوم وبفطرته السليمة ووجدانه الذى تكون بفضل الغناء الوطنى يحس بفراق شخص عزيز عليه وجزء منه ..ويحزن لفراقه كشىء طبيعى اما اولئك من اصحاب المزاج المتوحش والوجدان الخرب لا يحزنون لامثال وردى لانهم لم يدركوا بعد ما قدمه وسوف يدركون ذلك متاخرا ودائما هم متاخرون فى الاداراك والفهم الصحيح للاشياء ..
    فالذى يحزن على فنان مثل وردى انسان مرهف الاحساس انسان .. تشرب حب الوطن واهله ويسعى دائما للخير والذى لا يحزن تعود على قتل الناس واذلالهم وتحقيرهم والتشنيع بهم وكل اناء بما فيه ..مستخدما العنف حتى مع الاموات ..
    ولكن هل يحتاج وردى منا الى اضافة لكى نقولها ولم يفعلها .. كان نزيها وكان مؤمنا بالوطن ووحدته ولم يكن مرابيا يحب المال كان مهنيا يحب مهنته واحترفها وكان يمقت اولئك المنافقون الذين يقولون ولا يفعلون خاصة فى ما يتعلق بالحقوق والملكية وقال رايه بصراحة فيهم بالاعلى فى حوار اخر لحظة ..

    ارسل لى واحد من الزملاء رسالة حزن على وردى وحزن على اجهزة اعلام لم تعرف بعد قدر محمد وردى ولم اجد غير هذه الكلمات الغاضبة .. ولهذا حديث اخر
    نتواصل

                  

02-19-2012, 11:15 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: الكيك)

    imagesCA2RQ1KT.jpg Hosting at Sudaneseonline.com







    center>1m1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    الفنان الراحل محمد وردى
                  

02-19-2012, 03:52 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: الكيك)

    ورحل وردي عاشق الحرية والسلام
    الموت يغيِّب فنان أفريقيا الأول

    الخرطوم : الصحافة: غيب الموت مساء امس، فنان افريقيا الاول محمد عثمان وردي، عن عمر يناهز 80 عاماً، ، بعد صراع طويل مع مرض الكلي ،ويوارى جثمانه الثرى في الثامنة من صباح اليوم بمقابر فاروق.
    وتوافد الآلاف من محبي الفنان العملاق الى مستشفى فضيل حيث قضى أيامه الأخيرة مستشفيا، لمواساة أسرته المكلومة وتوجهوا صوب منزله بالمعمورة، وشهدت المستشفى حالات من البكاء الهستيري لعشاق الفنان وسط حالة من الحزن سادت الجميع.
    والفقيد من مواليد 1932 بقرية صواردا جنوبي مدينة عبري بالولاية الشمالية.
    واشتهر الفقيد بالغناء للوطن بأكثر من 88 عملاً وطنياً، أشهرها «الأكتوبريات» وهي مجموعة من الأغنيات الوطنية، وهاجر وردي من السودان في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري وعاد بعد ثورة أبريل 1986 التي أطاحت بنظام مايو.
    وغنى وردي للعديد من الشعراء السودانيين وكانت له ثنائية شهيرة مع الشاعر إسماعيل حسن نتجت عنها أكثر من 23 أغنية.
    نشأ وردي يتيماً وتربى في كنف عمه، وأحب الآداب والشعر والموسيقى منذ نعومة أظافره.
    رحل لمدينة شندي في أواسط السودان لإكمال تعليمه وعاد لمدينة حلفا بعد أن درس بمعهد تأهيل المعلمين وعمل كمعلم بالمدارس الوسطى ثم الثانوية العليا.
    في عام 1953م زار وردي العاصمة لأول مرة ممثلاً لمعلمي شمال السودان في مؤتمر تعليمي عقد آنذاك، ثم انتقل للعمل بالخرطوم بعد ذلك، وبدأ ممارسة الفن كهاوٍ حتى عام 1957م عندما تم اختياره بواسطة الإذاعة السودانية (هنا أمدرمان) بعد تجربة أداء ناجحة وإجازة صوته ليقوم بتسجيل أغانيه في الإذاعة.
    تميز وردي بإدخاله القالب النوبي والأدوات الموسيقية النوبية في الفن السوداني مثل الطمبور، كما عرف عنه أداؤه الأغاني باللغتين النوبية والعربية.
    منح الدكتوراة الفخرية من جامعة الخرطوم في عام 2005م تقديراً لمسيرته الفنية لأكثر من 60 عاماً ولأدائه ما يزيد عن 300 أغنية، وباعتباره أسطورة فنية سودانية وموسوعة موسيقية.
    وقد احتسبت رئاسة الجمهورية وردي واشادت باسهاماته ونشره الفن السوداني عربياً وافريقياً.
                  

02-19-2012, 09:05 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: الكيك)

    اقيم حفل عزاء للراحل الفنان وردى مساء اليوم بقاعة النادى السودانى بمدينة ابوظبى ..وتفاطرت جموع السودانيين نحو دارهم العامرة يعزون بعضهم بعضا بالفقد الكبير وكان الحزن باديا عليهم وهم يستمعون لكلمات المراثى من بعض الحضور ..

    وتقدم الحضور رمز الجالية السودانية بمدينة ابوظبى وتحدث محمد مصطفى من اسرة الفقيد شاكرا الجميع على مشاعرهم نحو الفقيد الكبير ونحو اسرته الصغيرة وعدد مناقب الفقيد وكيف انه اصبح فنانا يشار له بالبنان وحد مشاعر السودانيين جميعا بروائع الغناء والاناشيد الوطنية المعروفة ..وقال انه كان فنانا للسودانيين جميعا شماله وجنوبه ..
    وتتبع رحلة الفقيد منذ مياده والى فترة رحيله الاخيرة ..

    وباسم ادارة النادى السودانى تحدث الامين العام ابوقصيصة الذى ترحم على الفقيد واثنى على الدور الكبير الذى كان يقوم به كاحد اعلام الوطن شاكرا الجميع على اهتمامهم برجل قامة فى مثال الفنان الكبير ..


    وكان اخر المتحدثين الاستاذ عمر الدقير .. وباسم الاسرة الكبيرة الممثلة بالحضور وكعادة الاخ الدقير كانت كلمته قوية سرد فيها ما قدمه الفقيد وقال انه كان سيفا مسلولا ضد الطغاة والانظمة الشمولية وانه كان وطنيا غنى للاستقلال ولعبد الفضيل الماظ وعلى عبد اللطيف ولكررى ..
    وقال الدقير ان وردى كان فخرا لجيل الانتفاضة الذى يمثله باغانيه الحماسية مثل يا شعبا لهبك ثوريتك تلقى مرادك والفى نيتك

    .. واختتم حبيب سرنوب الضو ...وعلى ابوزيد رئيس الجالية السايق ..بالدعاء للفقيد

    قدم الحفل اللواء جماع ناصر جماع
                  

02-19-2012, 10:53 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: الكيك)

    center>26031433105644wardi_fmt1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

02-20-2012, 04:27 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: الكيك)

    البلاد تشيع الهرم الفني الكبير وردي
    الأحد, 19 شباط/فبراير 2012 04:50
    Share40
    شيعت البلاد (الأحد 19 فبراير) في موقف مهيب أمه عدد من قادة العمل السياسي والفني والإعلامي الموسيقار محمد عثمان وردي الذي انتقل إلى جوار ربه السبت 18 فبراير إثر علة لم تمهله طويلا. وقد نعت رئاسة الجمهورية ووزارة الثقافة ووزارة الإعلام وإذاعة وتلفزيون السودان فقيد البلاد. كما نعى الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة الفنان محمد وردي. ولد الفنان محمد عثمان وردي عام 1932 في بلدة (صواردة) بشمال السودان ومات والديه وهو صغير ثم شق طريقه فعمل معلما بالمدارس ثم جاء إلى الخرطوم ليقدم الغناء النوبي في الإذاعة السودانية في الخمسينات ثم واصل ابداعاته في مجال الغناء والموسيقى حتى ذاع صيته وملك ناصية الغناء فنال لقب فنان إفريقيا الأول.
    اضطر إلى الهجرة خارج السودان فمكث في بلاد الغربة ردحا من الزمن عاد بعدها إلى البلاد واستقبلته الجماهير بحشود كبيرة وقدم بعد عودته عددا من الأغاني .
    اشتد عليه المرض في الأيام الأخيرة فلزم سرير العناية المكثفة بمستشفى فضيل إلى أن وافته المنية مساء امس السبت فرحل تاركا إرثا فنيا ثرا في مجال الغناء الوطني وغيره.
    الا رحم الله الفقيد رحمة واسعة والهم آله وذويه الصبر وحسن العزاء. انا لله وانا اليه راجعون
    //////////////
    رحيل فنان السودان وأفريقيا الأول وردي طباعة
    فجع السودانيون والوسط الفني بصفة خاصة برحيل الفنان السوداني "فنان أفريقيا الأول" [وردي] ؛ محمد عثمان وردي، الذي حدثت وفاته عشية يوم السبت، عن عمر يناهز 80 عاماً، إثر علة. والفقيد من مواليد 1932 بقرية صواردا جنوبي مدينة عبري بالولاية الشمالية. واشتهر الفقيد بالغناء للوطن بأكثر من 88 عملاً وطنياً، أشهرها "الأكتوبريات" وهي مجموعة من الأغنيات الوطنية. وهاجر وردي من السودان في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري وعاد بعد ثورة أبريل 1986 التي أطاحت بنظام مايو.

    فجع السودانيون والوسط الفني بصفة خاصة برحيل الفنان السوداني "فنان أفريقيا الأول"؛ محمد عثمان وردي، الذي حدثت وفاته عشية يوم السبت، عن عمر يناهز 80 عاماً، إثر علة. والفقيد من مواليد 1932 بقرية صواردا جنوبي مدينة عبري بالولاية الشمالية. واشتهر الفقيد بالغناء للوطن بأكثر من 88 عملاً وطنياً، أشهرها "الأكتوبريات" وهي مجموعة من الأغنيات الوطنية. وهاجر وردي من السودان في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري وعاد بعد ثورة أبريل 1986 التي أطاحت بنظام مايو.


    وغنى وردي للعديد من الشعراء الس [وردي] ودانيين وكانت له ثنائية شهيرة مع الشاعر إسماعيل حسن نتجت عنها أكثر من 23 أغنية.


    نشأ وردي يتيماً وتربى في كنف عمه، وأحب الآداب والشعر والموسيقى منذ نعومة أظافره.


    زيارة الخرطوم
    رحل لمدينة شندي في أواسط السودان لإكمال تعليمه وعاد لمدينة حلفا بعد أن درس بمعهد تأهيل المعلمين وعمل كمعلم بالمدارس الوسطى ثم الثانوية العليا.


    العام 1953م شهد أول زيارة للأستاذ محمد وردي للعاصمة الخرطوم لأول مرة ممثلاً لمعلمي شمال السودان في مؤتمر تعليمي عقد آنذاك
    "
    في عام 1953م زار الأستاذ محمد وردي العاصمة الخرطوم لأول مرة ممثلاً لمعلمي شمال السودان في مؤتمر تعليمي عقد آنذاك، ثم انتقل للعمل بالخرطوم بعد ذلك، وبدأ ممارسة الفن كهاوٍ حتى عام 1957م عندما تم اختياره بواسطة الإذاعة السودانية (هنا أمدرمان) بعد تجربة أداء ناجحة وإجازة صوته ليقوم بتسجيل أغانيه في الإذاعة.


    وتحقق حلم طفولته في الغناء في الإذاعة بين الفنانين العمالقة أمثال الراحل عبدالعزيز محمد داؤود وحسن عطية وأحمد المصطفى وعثمان حسين وإبراهيم عوض وغيرهم. وفى خلال عامه الأول في الإذاعة تمكن وردي من تسجيل 17 أغنية مما دفع مدير الإذاعة في ذلك الوقت لتشكيل لجنة خاصة من كبار الفنانين والشعراء الغنائيين. كان من ضمن أعضائها إبراهيم الكاشف؛ أبرز المطربين في ذلك الوقت، وعثمان حسين وأحمد المصطفى، لتصدر اللجنة قراراً بضم وردى لمطربي الفئة الأولى كمغنٍ محترف، بعد أن كان من مطربي الفئة الرابعة.



    تميز وردي بإدخاله القالب النوبي والأدوات الموسيقية النوبية في الفن السوداني مثل الطمبور، كما عرف عنه أداؤه الأغاني باللغتين النوبية والعربية. ويعتبره الكثير من الناس مطرب أفريقيا الأول لشعبيته غير المسبوقة في منطقة القرن الأفريقى وأثيوبيا وغرب أفريقيا.


    منح الدكتوراه الفخرية من جامعة الخرطوم في عام 2005م تقديراً لمسيرته الفنية لأكثر من 60 عاماً ولأدائه لما يزيد عن 300 أغنية، وباعتباره أسطورة فنية سودانية خالدة وموسوعة موسيقية.


    شبكة الشروق

    ------------


    السودان بدون وردى!!

    تاج السر حسين
    [email protected]

    هى ناقصه ؟
    رحمه الله (المعلم) محمد عثمان وردى .. وغفر له واسكنه فسيح جناته بقدرما أطربنا وأشجانا وشحذ هممنا وحرضنا على النضال والثوره والتغيير منذ زمن بعيد .. وبقدر عشقه لوطنه الذى غنى له (شعبك با بلادى أقوى وأكبر ما كان العدو يتصور) وبقدر ما عمل على توحيده بالرأى وبالأغنيات وبشتى الطرق .. لكن كانت ارادة الله غالبه ونافذه، ففقدنا (وردى) وفقدنا من قبله (الجنوب) الذى غنى فى غاباته.
    وحينما نقل لى من كنت أجالسه مساء الأمس فى نبرة حزن نبأ رحيل (وردى) ، لم اصدقه فى البدايه وظننتها اشاعة مثل التى تردد كثيرا عن رحيل أحد الفنانين السودانيين وتنشر فى المواقع خاصة فى الآونة الأخيره وسرعان ما تنفى ويتضح انها مجرد أشاعه.


    على الرغم من أن وردى ليس صغيرا وتخطى السبعين سنه ولا يوجد أنسان عزيز أو غال على خالقه، لكن (وردى) هرم من اهرامات السودان ولا يستطيع الأنسان السودانى أن يتخيل وطنه بدون وردى مثلما لا يمكن أن يتخيله بدون جريان (نهر النيل) الذى يهبه الحياة والشعور بالأطمئنان ، فوردى كذلك يهبه الأحساس بالجمال وبالأمل فى المستقبل وبأن (الوحده) لا زالت ممكنه فى زمن (الأنفصال)!
    فى عام 1981 سافرت فى زياره الى السويد والدنمارك، وأعجبت بتلكما البلدين الجميلين ايما أعجاب وكان بأمكانى أن ابقى فى الدوله الآخيره، لكننى وبعد (جلسه) تفاكر مع النفس، منعتنى من البقاء، اسباب عديده، كانت بخلاف الروابط التقليديه التى تشد كل الناس الى أوطانهم مثل الأم والأب و(الحبيبه) التى لا زلت (افتش ليها فى التاريخ .. وأسأل عنها الأجداد)، كانت هنالك اسباب اضافيه أخرى منها أم درمان والهلال .. ومحمد وردى، وقلت فى نفسى أن تمسع وردى يغنى (أعز الناس) أو (أمير الحسن) أو (يا نسمه) .. أو (عصافير الخريف) .. أو .. فهذا بالدنيا كلها.


    ووردى .. معلم سودانى (هام) بايجابيته الكثيره وصلابته والقضايا الفكريه والسياسيه التى يؤمن بها، ووردى (معلم) سودانى هام بأنسانيته ووقفاته الشخصيه والماديه الى جانب رفاقه والتى لم يسمع يوما يتحدث بها ولا يرضى أن يتحدث عنها من يعرفونها امامه ، وهى على عكس ما يشيع البعض عنه، وعلى الرغم أن وردى – كشئ طبيعى - لا يفكر فى دعوته للمشاركه فى أفراحه ومناسباته الخاص غير (المقتدرين) وميسورى الحال، لكنه ما كان يتأخر من (مجاملة) أحد البسطاء بدون مقابل بل تكون المبادرة منه جانبه فى بعض الأوقات.


    ووردى (معلم) سودانى هام حتى فى اخطائه (كأنسان) و(غلطاته عندنا مغفوره) طالما هو الآن بين يدى ربه وهذا مما تعلمناه من ثقافتنا السودانيه التى ساهم فيها وردى وغيره من مفكرين ومثقفين وكتاب وفنانين ومبدعين.
    ومن عجب أن وردى المعتز (بنوبيته) ولغته (النوبيه)، يلقب بفنان (افريقيا الأول) وهو يغنى (بالعربيه)، وأغنياته يؤديها فنانون من دول أخرى فيحصدون بها الجوائز فى المسابقات العالميه مثل الفنان المصرى ( محمد منير) فى باريس مع (فرحى خلق الله) أو (وسط الدائره).
    ووردى .. هو أول مبدع وضع الفن السودانى فى مكانته وأنتزع للفنان الأحترام والتقدير الذى يستحقه، وجعل صفة (صعلوق) التى كان يوصف بها المغنى أو الشاعر السودانى تختفى تماما، على العكس من ذلك، فأغنيات وردى العاطفيه والوطنيه كانت قادرة على تحريك الشارع وعلى اشعال ثوره أو انتفاضه.


    ووردى .. ظل دائما متابعا ومتأثرا ومنفعلا بالأحداث الوطنيه وله رصيد هائل من اغنيات الثوره خاصة بعد انتفاضة (ابريل) التى مهد لها بجولة فنيه فى عديد من الدول، وفى أثيوبيا ضاق ملعب كرة القدم بالجماهير الأثيوبيه والسودانيه التى تسابقت لمشاهدته والأستماع اليه يغنى (يا بلدى يا حبوب) مثلما ضاق ملعب (كرة اليد) فى نادى الشباب بدبى بالسودانيين وغيرهم من افارقه لكى يستمعوا له يغنى (للحنينه السكره)، وحينما بدأ يغنى فى (هرجيسيا) عاصمة ارض الصومال خلعت النساء (عقود) الذهب والغوائش ورمينا بهن له تعبيرا عن تقديرهن وتكريمهن له.
    وحينما سمع (وردى) عن المشهد البطولى للأستاذ (محمود محمود طه) الذى أستشهد مبتسما على مقصلة الفداء، غنى له (يا شعبا تسامى يا هذا الهمام).
    مرة أخرى رحم الله محمد وردى وغفر له وأسكنه فسيح جناته.

    نشر بتاريخ 19-02-2012


                  

02-20-2012, 05:09 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: الكيك)



    رحيل الهرم الفنيّ يُجمل مآقينا بالدمع ..
    بقلم: عبد الله الشقليني
    الإثنين, 20 شباط/فبراير 2012 10:08
    Share

    [email protected]

    الهرم الفني يجمُّل مآقينا بالدمع . رحيل

    على نيل بلادنا .. سلام
    ونخيل بلادنا.. سلام
    وشباب بلادنا .. سلام
    (1)
    في وداع شجرة مُعمّرة بالمحبة والوطنية ، طرحت ثمرها في كل ربوع بلادي فأطعمت رحيق الروح.غني عميد الفن السوداني الفنان محمد عثمان وردي :
    " أجول لانقَري نوي - أسمرِ اللّونا - ألمَا سُوكّي "... والكثير من النوبي المُعتق.
    وغنى لتهراقا ولبعانخي ولحريق المك في قلب الدخيل ، وغنى للمهدي ولعلي عبد اللطيف وعبد الفضيل صاحب المُدفَعْ و لعبد القادر الحبوب وللقرشي وأكتوبر ، وغنى للصبح حين أصبح ، لا السجن ولا السجان باقٍ . وغنى للحقول التي اشتعلت قمحاً وتمني .وغنى " يا شعباً لهبت ثوريتكْ " عند الانتفاضة . سلك درب الخليل وأمسك باللغة النوبية وجمل أيامها الزاهرات ،وغنى بها و باللغة العامية وغنى باللغة العربية وبالأمهرا .
    وشهدت محبته الأمم المجاورة كلها ، وبقي وجداننا معطراً بريحه في كل مكان وزمان .
    (2)
    أمضى أكثر من خمسين عاماً في مسيرة الفن الزاخر بالوطنية ، غنى للمحبة الإنسانية وللوطن وللمرأة وللفقراء الذي تجملت بهم الأرض الطيبة . كان رفيقاً بالجميع ، غنى في المناسبات الكبيرة والصغيرة للأهل والعشيرة وغنى للخير متبرعاً.
    *
    وفي الوطنية نال عام 1974 م جائزة " بابلو نيرودا " العالمية للأغنية الوطنية .
    (3)
    جمّل الفنان " محمد وردي " التراث حين تغنى به ، وأعطى السودان وجهاً جديداً ثرياً بالإبداع ، فتغنى بأغنياته مطربون من مصر والكويت واريتريا وأثيوبيا وتشاد وليبيا والصومال ومالي والكاميرون .. ودول كثيرة قد لا نحيط بها علماً. مدّ هذا العملاق جذور شجرة الوجدان في باطن الأرض وسقاها من مياه النيل ، سليل الفراديس . كان شديد الولع بالقراءة والثقافة ، وسماع الموسيقى من كل بلاد الدنيا ، فتخضب غناؤه بتجربة إنسانية فريدة ، تمكن فيها من حَمل شعلة نار فنه من منبتها المحلي وصعد بها وملأ بها الدُنيا الفسيحة .
    كان من المتبرعين الأوائل في احتفالات الجامعات بالأعياد الوطنية منذ كنا في مرحلة الطلب .
    (4)
    عانى من ضريبة الرأي من الذين لا يعرفون مقاييس الوطنية عند المطربين الذي جمّلوا أيامنا ، فسُجنَ، وتعذب منذ الستينات ، عندما غنى للتهجير القسري المُر لحلفا وأهلها أيام الحكم العسكري الأول ، وقد اضطر لاحقاً للهجرة عبر دروب المنافي ، ودفع أثمان باهظةً من حياته وحياة أسرته . كان قوياً لا تهده الأعاصير ، مناضلاً مُبدعاً يريد أن يكون كما يودُ أن يكون ، حراً مفتوح الآفاق لا تحُده الحدود. ما سمعنا غناءً أرقّ حناناً وأسلس قياداً كالذي صنعته بصيرته من نول الشعر وخيمة الموسيقى ورهافة الحُنجُور ، وانهمر الحُزن وبيلاً عند فراقه.
    *
    ألف رحمة ونور عليه ، أللهم أسكنه مسكن الصديقين من أحبابك الذين اصطفيت ، وأرزقه مما لا عين رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر بقلوبنا جميعاً .

    عبد الله الشقليني
    19/2/2012 م







    132974193791.jpg Hosting at Sudaneseonline.com











                  

02-21-2012, 09:44 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: الكيك)

    وردي.. وداعاً يا أغلى الرجال..
    الاثنين, 20 فبراير 2012 09:40 أعمدة الكتاب -

    شمس المشارق -

    مؤمن الغالى



    يا حبيب الشعب.. هل أبكي أم أغني.. والشجن أكبر مني.. والأسى أعمق من صوتي ولحني.. كيف أبكي وأغني.. سأغني.. سأغني.. سأغني.. أغني رغم أن الكلمات مالحة في فمي.. حزين حد النواح والفجيعة.. وأنا أكتب بالدموع وداعاً حزيناً دامعاً لك يا أغلى الرجال.. يا مصباحاً انطفأ وكان ينير دياجير المسالك والمعابر والدروب.. يا قوساً انكسر وكان يبعث في أرواحنا النشوة والمتعة والدهشة.. يا حنجرة كم صدحت للوطن.. ثم للشعب.. ثم للأحبة رابحين وخاسرين..

    سأغني.. لأن الموت.. لم يأخذ معه.. شجى الألحان.. وفاتن الغناء وبهيج النشيد.. ولكن ماذا أقول.. هل أكتب مثل حروفنا لكل الذين يغادروننا خلسة.. أو بعد وداع.. أو في مر فراق.. لأقول كنت فناناً صاخباً.. صادحاً صامداً.. صافياً كما فضة على الجدول يترقرق.. هل أقول كنت فارساً ومبدعاً.. ورصيناً.. وبديعاً.. أرفض فهذه بعض نوافلك يا وردي.. فقد كنت السهل والجبل.. كنت الولاء والوفاء.. كنت الأرض والعرض.. كنت الشمس والحقول والأطفال والمطر.. كنت الرائد والحادي.. كنت الهتاف الهادر الراعد.. كنت الهمس المنساب الصاخب..

    وما أفقر الكلمات يا وردي.. وما أقل الحروف وهي تجهد نقاطها وأشكالها لترسم نذراً يسيراً من فيوض إبداعك وأمطار إعجازك.. وبحار إمتاعك.. كيف نستطيع أن نسطر ما سطرته أناملك الموهوبة.. وألحانك الشجية.. وحضورك الباهي الوسيم.. وقلبك الذي يمتليء ويفيض ويتدفق بحب وطن.. وشعب.. ظللت على الدوام تهبه من روحك العبقرية.. وهل نقف في محطة عرس السودان وفدى لعيني طفلة غازلت حديقة في الخيال.. أم نزور محطة هيام النهر.. ذاك الذي يستلهم حسناً.. أم صوتك المجلجل في فضاء الكون.. نحن في الشدة بأس يتجلى.. أم نستريح تحت ظلال شجرتك الوارفة وأنت ترسم للوطن الطريق.. ولنا تغزل من صفق الورود.. تعريشة الأمل.. وكيف هي أشواقك وأشواقنا شاهقة لوطن عاتي.. وطن خيّر ديمقراطي.. وبالله عليك يا وردي.. هل كانت أماني ريانة.. وأحلاماً بطول وعرض الوطن أكثر من تلك الأحلام والتي حتماً وصدقاً وحقاً وقسماً ستتحقق..

    ومكان السجن مستشفى.. مكان الأسرى وردية.. مكان الحسرة أغنية.. ومكان الطلقة عصفورة تحلق فوق نافورة.. تمازح شفّع الروضة..

    من أي جهة أخوض في محيط إبداعك.. أيها البهي الفخيم.. وهل احترامك لذاتك.. أم احترامك لفنك.. وأنت تنقل الفنان.. إلى لسان عالي التهذيب.. سامي المكان.. سامق الوفاء للوطن.. للشعب.. للأحبة.. لا لم تنقل الفنان فحسب.. بل نقلت حتى الفن ليتربع على قمة هرم الإنسان والأوطان.. وهل أقف عند مشرع ذاك الدلال.. بل «الدلع» الذي وهبته لنا.. وأنت تساهر الليالي.. وتنفق من عصبك وروحك.. وسهرك.. وعرقك.. لتقدم لنا روائع الأغاني وحلو الأطباق.. وهل ننسى أنك أبدعت في صياغة رائعة الدوش ألحاناً «الود».. ثم إمعاناً في تدليل جمهورك.. حملتها إلى القاهرة.. ليعيد توزيعها اندريه رايدر.. لتليق بشعب أحببته.. وقاسيت مرارة السجون.. وضيق الزنازين.. فداءً له.. وتكريماً له..

    هل أتحدث عن ذلك.. أم غنائك السعيد.. للرابحين حبهم.. وأنت تزفهم إلى أكواخ السعادة.. تجتاز بهم المسالك الوعرة.. تعبر بهم الدروب الصعبة حتى يرسو زورق أحلامهم على الضفاف العشبية المزهرة.. ثم تهبهم أنشودة الفرح.. قالوا بتحبو قلت ليهم مالو.. إيدي على إيدو الهنا مشينالو وهل أتحدث عنك منديلاً رطيباً يجفف دموع الخاسرين عشقهم.. تسامرهم وهم يسامرون النجوم.. بل يساررون النجم في الظلم.. تهدهدهم يا وردي.. حتى تغمض عيونهم من رهق السهر.. ونسيت ضوء القمر في أجمل ليالي.. وشعاع النجوم يبهر كاللآليء..

    أقول هذا.. أم أذهب إلى حدائق المناجاة الحالمة.. وخرير الجداول.. وإبهار ضياء القمر.. وحفيف صفق الشجر وعطر الورود.. ويا بدوري في الظلام والظلام يحجب لي دربك..

    يا لروعتك وأنت حتى عندما تفزعنا.. نحسب أن الضوء قد انسحب من الكون.. عندما تشدو.. خوفي منك خوفي تنساني وتنساها الليالي.

    أيها الحبيب.. لن أقول وداعاً.. أنت مركوز في آخر بوصة من أفئدتنا.. لن نذكرك لحظة واحدة.. لأننا لن ننساك لمحة عابرة


    ------------------

    محمد وردي (يوليو 1932 – فبراير 2012) الاثنين, 20 فبراير 2012 1

    - حاطب ليل -

    د.عبد اللطيف البوني



    ماذا سوف تضيف إذا كتبت اليوم عن وردي؟ كل دنيا السودان ومنذ عاشرة مساء السبت الى لحظة الناس هذه ليس لها الا الحديث عن وردي؟ ولكن ماذا سوف تكتب اذا تجاوزت وردي؟ فوردي يملأ عليك أقطار نفسك منذ عاشرة السبت إياه. لم يبارح مخيلتك. ألحانه تمور في دواخلك, صوته يتمدد في حلقك. ألحانه تتراقص في أذنيك, هل تركوا لك ما تقوله عن وردي, الإذاعات الفضائيات مجالس الناس وعناوين الصحف كلها تجتر في سيرة وردي؟ إنه رجع الصدى الذي تفرضه قوانين الطبيعة لابد من أن يظهر فـ(الحكاية لا وعلى كيفك, تكتب تكتب).


    محمد وردي وبحمد الله وتوفيقه ترك مشروعا فنيا متكاملا, محمد وردي محظوظ, لأنه شهد مشروعه الفني يمشي على رجليه متمطيا على مد بصره. غنى للوطن وغنى للحبيبة وغنى لهما معا في لحن واحد غنى على إيقاع الدلوكة وعلى إيقاع السمبا. رقص السامعون العرضة والرقبة والحلفاوي غنى للرمزية (بتمشي معاي وتروحي وتمشي معاي وسط روحي لا البلقاه بيعرفني ولابعرف معاك روحي) وغنى للمباشرين (وديت ليهو مرسال والمرسال مشى وما جاء).


    محمد وردي تمدد افقيا ورأسيا. أما أفقيا فقد عرفت فنه كل بلاد السودان التي تحزم افريقيا من وسطها بين خطى عرض 10 و14 من نواكشوط الى جيبوتي مرورا باثيوبيا وارتيريا والسودان(القديم) وتشاد (19 سنة) وشمال الكميرون وشمال نيجيريا ومالي والنيجر. ثم خرج من بلاد السودان الى جنوب السودان القديم. قال أستاذ اللغة العربية إنه عندما شاهد الناس في أحد أندية جوبا يغنون ويشيلون مع وردي (يا بلدي ياحبوب) أيقن أن وردي قام بما لم تقم به وزارة التربية والتعليم.
    أما رأسيا فوردي غنى للأميين وغنى للذين يفكون الخط (حرمت الحب والريدة) و(جربت هواهم وقليبي انكوى) وغنى للمثقفاتية (من ضواحي الدنيا جيت وعلي رحالي لمدائن في عيونك يامحالي) غنى للأغنياء (سمحة والله ومقدرة) وغنى للفقراء (انتي ما بدوك لزول مسكين الا واحدا نخله مقرون في البساتين صوت سواقيه يصحي الكانو نائمين ياحليك يام ضمير يابدر دورين) غنى للرجال غنى للنساء وغنى للاطفال غنى للربوع (ياسماري الليلة ياسمرة) وغنى حقيبة (قسم بي محيك البدري)

    .
    محظوظ وردي لأنه فتح عينيه على سودان مساحته مليون ميل مربع وغنى له بما لم يفعله مغنٍّ غيره وعندما انتقصت مساحة السودان غادره راضيا مرضيا في كل مساحة المليون ميل مربع. إن كان ثمة وقفة متعمقة يجب أن تكون في محاولة لمعرفة سر عبقرية وردي هل توجد في موسيقاه أم في صوته أم في اختياره للكلمات؟ أم الثلاثة معا. ماسر القبول الذي حبى الله به وردي؟ في هذا فليتنافس المتنافسون. فوردي قد رحل ولكن مشروعه الفني باقٍ ما بقيت الأرض.



    -----------------

    رحيل أعز الناس الاثنين, 20 فبراير 2012 12:36

    - حروف كروية -
    عبد المجيد عبد الرازق

    قبل أن يندمل جرح رحيل العندليب الأسمر زيدان ابراهيم ودرة الجزيرة الخضراء الأمين عبد الغفار فاجأنا القدر امس الأول برحيل عملاق الفن الافريقي القامة والهرم والمفخرة الاستاذ محمد وردي الذي شق نعيه كل القارة والوطن العربي وكل من يعرف وردي الفنان ووردي الموسيقار ووردي الانسان النبيل ووردي العاشق للوطن والوفي لشعبه. رحل وردي تاركا لنا إرثا عظيما من الغناء الجميل والأصيل غنى للوطن وعبر عن فرحة الشعب بنيل الاستقلال والحرية (اشهد شهداء كرري وأصبح الصبح وهنا نحن مع النور التقينا والتقى كل شهيد قهر الظلم ومات) غنى للديمقراطية اكتوبر الذي حول الحقول الى خضرة وقمحا وتمني وكيف تحولت القيود الى جدلة عرس في الايادي وغني لكل ألوان الطيف السوداني الجلابية والمركوب وغنى للحبيبة فأشبع رغبة المحبين من القمر بوبا الى الحبيبة التي تشتغل منيدل حرير لحبيب بعيد. غنى وردي لأعظم شعراء الاغنية السودانية اسماعيل حسن, صلاح احمد ابراهيم, الدوش, ابوقطاطي, اسحق الحلقني وغيرهم من العمالقة فكانت كل أغنية تمثل لوحة رائعة في ربوع وطننا الحبيب فاصبح وردي مدرسة بل جامعه قائمة بذاتها فعمت شهرته كل القارة الافريقيه التي نصبته فنانها الاول وفرض نفسه على خارطة الغناء العربي وهو في قامة عبد الحليم وفريد الاطرش وام كلثوم ولا تقل شعبيته عنهم.


    عشنا شهرة الراحل وردي ونحن نتجول في القارة الافريقية فما أن تطأ اقدامنا أي بلد الا ويكون السؤال عن محمد وردي وتكون دائما المطالبة بشرائط وردي وكنت أحرص دائما في زياراتي او مروري باثيوبيا أحرص على حمل أشرطة للفنان وردي لتوزيعها مجانا لكل من أحس بأنه يعشق وردي. رحل وردي عن دنيانا ولكنه سيبقى بما تركه من فن أصيل لهذا الوطن وكأن قناة الشروق تعرف مواعيد الرحيل فوثقت له أجمل توثيق في رمضان الماضي عبر جلسات باسم (أعز الناس) برفقة الشاعر اسحاق الحلقني أحد رفاق دربه وتألقت المذيعة سلمى سيد في تقديم الحلقات ونسأل الله أن يعوضه عما قدمه بدخول جنات تجري من تحتها الانهار وقد كان مشهد تشييعه استفتاء حقيقيا على مكانته الرفيعة في قلوب الشعب السوداني وهو نفس المشهد الذي عاشه الراحل يوم عودته للوطن. رحم الله وردي ونسأل الله الصبر لكل معجبيه.

    (إنا لله وإنا إليه راجعون).


    قناة النيل الأزرق درس في الوفاء


    قطعت القنوات الوطنية برامجها عقب سماع النبأ وتفوقت قناة النيل الأزرق كالعادة في التغطية وتحول برنامج (مافي مشكلة) والذي تقدمه الدكتورة سارة ابو والدكتور سليمان وقدمته الاستاذ سامية سيد الى حديث عن الفقيد وردي وكأن هذه الحلقة قد أعدت قبل الوفاة واستمرت حتى الساعات الأولى من الصباح. وتابعت القناة امس مراسم الدفن وهو بلا شك عمل رائع يؤكد مهنية القائمين على أمر القناة.

    وللأسف اكتفى تلفزيون السودان القومي بإذاعة النبأ وواصل برنامجه كالمعتاد فيما اكتفت قناة الخرطوم والشروق ببعض الكلمات وواصلت برامجها وقطعت قناة أم درمان برنامجها ووضعت صورة وردي مع أحايث دينية.
                  

02-22-2012, 05:35 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: الكيك)

    ملأت زمانك يا تهراقا الفن..شعر: فضيلي جماع


    فضيلي جماع:
    (1)
    ملأت زمانك يا تهراقا الفن!
    (إلى روح محمد عثمان وردي)
    *****
    تصدح يا كروانَ زمانِك بالألحانِ
    فتزهرُ بين الآهة والترنيمةِ
    خُضْرُ أمانينا!
    يتموّجُ صوتُك حُرّا
    عند ضفاف النيل
    وفي الغاباتِ
    ويسري في جلمودِ الصخْر..
    وفينا!
    تصدحُ .. يحملُنا الإيقاعُ
    ندورُ ، ندورُ ولا ندري
    من أيّ دنانِ الخمْرِ سُقينا!
    تصدح يا كروانُ ،
    فيرقص موجُ الشطِّ
    تبوح بعذب اللحن
    فتصعدُ سلّمَ صوتك
    حورياتُ الجنّةِ!
    (2)
    ملأت زمانك حتى فاض!
    فكنت إذا غنّيْتَ
    تناثر لؤلؤ لحنك
    خبزاً للفقراء !
    ونسمة ليل للعشاق
    وشمس صباح!
    وكنت إذا أنشدت
    تفجّر غضبُ الشارعِ
    دوّتْ في الساحاتِ حناجرُنا
    حتى نطوي الليل الكالح
    نسقط من حاضرنا
    كل مرارات المنفى ..
    و"بيوت الأشباح"!
    (3)
    ملأت زمانك حتى طفح الكيل
    وفات الحد
    وحملت بلادك يا تهراقا الفن
    إلى شرفات المجد !

    فضيلي جماع
    مسقط في22 /02/2012
                  

02-25-2012, 12:55 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: الكيك)

    ردي...رحل قبل أن يصبح الصبح!

    رشا عوض
    [email protected]

    الزمان: مساء الثامن من يوليو 2011 عشية استقلال جنوب السودان،

    المكان: فندق \"جوبا بردج\" المطل على النيل الأبيض، بمدينة جوبا، حيث كان يقيم هرم الفن السوداني؛ الفنان العظيم محمد وردي الذي جاء مشاركا للجنوبيين احتفالات استقلالهم،
    في تلك الأمسية الاستثنائية بحق، كنت والزملاء في قناة أبوني الفضائية منهمكين في إعداد برمجة خاصة عن ذلك الحدث التاريخي، في سياق هذه البرمجة ذهبنا إلى فنان الأجيال وردي كي يسجل للأجيال مشاعره وانطباعاته ورؤيته لمغزى ذلك اليوم، يوم انفصال جنوب السودان عن شماله وهو الذي غنى لوحدة السودان، بل غنى لوحدة أفريقيا كما قال لنا في ذلك اللقاء!


    قبالة ذلك النهر الذي يتدفق شمالا؛ شريانا للحياة؛ ورافدا للوصال؛ قبالة النهر جلسنا في حضرة وردي! و(في حضرة جلاله طاب الجلوس)! فهو في شموخه وعبقريته وأسره للقلوب حبا؛ مثل الوطن الذي تغنى لهمنك كل حتة في الخاطر صبابة وجنبك نبتة نبتة بنكبر نحن يابا)


    لم يكن ذلك اللقاء بالنسبة لي مجرد أداء واجب مهني، ففي ذلك اليوم كانت في النفس حسرة، وفي القلب طعنة إذ ان انفصال الجنوب يعني انتصار مشروع العنصرية والإنغلاق والأحادية الثقافية، وهزيمة مشروعنا الكبير، تحقيق وحدة السودان في إطار مشروع وطني أركانه الديمقراطية والعدالة والاحتفاء بالتنوع، وروحه الوجدان الوطني العامر بالمحبة والتسامح، والمؤمن بأن التنوع قوة وثراء، كنت في تلك اللحظات التاريخية بحاجة إلى من يداوي جرح الروح، ويشيد في خرائب النفس الكسيرة الخاطر بروجا من الأمل والرجاء، ويقوي فيها الإيمان بأن(هزيمتنا) ظرفية مؤقتة، مجرد خسارة معركة! وانتصارهم زائف ومؤقت! لأن هذا الإيمان بحتمية انتصار الحرية والحق والعدل هو زاد حياتنا، في تلك اللحظات قصدنا العملاق وردي بحثا عن الأمل في المستقبل! والتماسا للعزاء والمواساة في فجيعة الحاضر! وقد وجدنا لديه ما نريد وزيادة!


    لقد أطربني وردي طوال عمري بصوته العذب وألحانه الفريدة مغنيا وفي ذلك اللقاء أطربني متحدثا! كان الحديث قصيرا بحكم طبيعة البرنامج، فاتفقنا معه على لقاء أطول في اليوم التالي حول ذات الموضوع (الانفصال)، فأطربنا بحديثه حيث لم يكن الانفصال يعني شيئا عنده، وردي مثل النيل ينساب ساقيا معمرا الحياة بالبهجة والفرح والخصب والنماء شمالا وجنوبا، هو الذي هز وجدان السودانيين هزا من أقصى الشمال حيث أهدته للسودان تلك الديار النوبية العريقة التي أهدت العالم بأسره قبل آلاف السنين حضارة عظيمة تتجلى ملامحها وظلالها إلى يومنا هذا في عبقرية أبنائها، تماما مثلما تتجلى في الأهرام والنقوش الأثرية!من أقصى الشمال عبر وردي إلى أقصى الجنوب ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، وزرع في نفوس كل السودانيين الأمل وحب الوطن، وعبر إلى أفريقيا فاحتضنته مسامع أهلها الطيبين بحميمية فأصبح فنان أفريقيا الأول وهي دلالة على عمق انتمائنا الأفريقي الذي يتنكر له كثيرون منا جهلا وجحودا،


    في يوم استقلال الجنوب صدح فنان الأجيال وردي فأطرب وأشجى، وأفرح وأبكى، تفاعل معه الجنوبيون بحب كبير فهو فنان الشعب، فنان السلام والحرية، هو لسان حال أحلامنا الكبيرة والصغيرة،
    استمعنا إليه في ذلك اليوم فتساءلنا غنى وردي للجنوبيين في يوم خلاصهم وشاركهم بذاته النبيلة فرحتهم..فهل سيمد الله في أيامه حتى يغني لنا في يوم خلاصنا الموعود؟ هل سيشاركنا بذاته النبيلة الاحتفال ب(تسليم مفاتيح البلد) وتحية الصبح الجديد ؟


    جاءت الإجابة في ذلك المساء الحزين، مساء السبت التاسع عشر من فبراير 2012م! ترجل العملاق.. أمير الطرب.. آسر القلوب .. مرآة الأماني.. صانع البهجة والسرور!
    ترجل قبل أن ينشدنا في يوم خلاصنا (أصبح الصبح) وقبل أن ينشد(عهد فسادو واستبدادو الله لا عادو) و(شعبك أقوى وأكبر مما كان العدو اتصور)
    ليس لدي ما أقوله في رثاء الحبيب وردي، فكم هو صعب رثاءك لجزء من وجدانك، فقط ألتمس العزاء في أن وردي سيبقى حيا عبر إبداعه العبقري،
    نعم سوف تبقى كامنا في أعماقنا ياوردي،


    عندما نسمع أكتوبرياتك المجيدة(نشوف الماضي فيك باكر) و(أريتو باكر يكون هسا)!
    سيظل تشييعك المهيب كامنا في الذاكرة، طيور الظلام التي حاولت عبثا اختطاف المشهد، لم ولن تنجح في أن تسرقك من الفضاء الطبيعي الذي قضيت كل عمرك محلقا مغردا فيه.. فضاء الحرية .. الوطن الواحد.. أحلام الأحرار والبسطاء.. فضاء الحب والسلام والتسامح.. فضاء الصفاء والنقاء والخير والجمال في أبهى وأقدس صوره.. هذا هو فضاءك يا (نور العين) ويا (أمير الحسن) ويا (أعز الناس)!


    اليوم هاهو الوطن الذي قطرته في وجداننا أنغاما وألحانا يرد لك التحية (قدرك عالي قدرك يا سامي المقام)!
    هذا الوطن الذي رحلت عنه وشماله في ضيق وجنوبه في حريق، غربه في عسر، وشرقه في خسر!
    وها نحن نجدد العهد معك بأن يبقى اسم أكتوبر الأخضر (ينمو في ضمير الشعب إيمانا وبشرى، وعلى الغابة والصحراء يلتف وشاحا) ولكن أين هي الغابة؟ إنها تطل من أغنياتك! والصحراء اخضرت وأزهرت حين رويتها بعذوبة ألحانك!

    نحن على العهد (سندق الصخر حتى يخرج الصخر لنا زرعا وخضرا، ونرود المجد حتى يحفظ الدهر لنا اسما وذكرا)
    رحمك الله رحمة واسعة يا حبيب الشعب وألهمنا الصبر على فقدك الذي أحزننا وزلزلنا من الدواخل، كل من أحبوك حزانى مثل جوليا وعبد الوهاب وحسن وحافظ وصباح! فلهم جميعا ولنا حسن العزاء، وإنا لله وإنا إليه راجعون.


    ---------------------

    وردي..آخر (الأبدال)

    خالد عويس
    روائي وصحافي سوداني
    [email protected]


    رضعناه ثدياً آخر مع حليب أمهاتنا، رضعناه لحناً سماوياً التصق - كالبخور - على نسيج أرواحنا، ولم نشأ أن ننفطم !
    كان العاشقون يغلفون أغنياته عطرا على هداياهم إلى حبيباتهم.
    وكان الثوار يحفظون أناشيده، أناشيد الحرية، أناجيل في صدورهم.
    كان يهدينا أغلى وأروع وأحلى أمسياتنا، يمسّد شعرنا حتى ننام، يسرج لنا خيول الأحلام، ويوقظنا في الصباح كأبٍ حنون، كجدةٍ حبيبة، كيدٍ حانية من الشعر والموسيقى.
    كان يهب الحب روحه، والثورات براءتها الطفولية، يهب العشاق صولجان عشقهم والفقراء خبز كرامتهم.
    كان وطناً من الأغنيات وقارة من الألحان، كان كوناً من الجمال والبهاء طُرز على حواف قلوبنا، كان الوسادة التي نسند عليها أحلامنا وأسرار عشقنا وتعبنا وسأمنا، والقنديل الذي يتلألأ بزيت العشق كإشراق الصوفية.
    كان الكل الذي يختبىء في الجزء والجزء الذي يختبىء في الكل، فكل فن ليس فيه لا يعوّل عليه.
    وكل لحظة ليس فيها لا يعوّل عليها، لا في مقياس العشق ولا في أبدال الوطنية.
    وردي العاشق الإشراقي أضناه القرب وأضناه البعد حتى ذاب في محبوبه وفني فيه وما عاد ثمة فارق بين الحبيب ومحبوبه، والعشاق من حولهما نفد الشراب منهم وما رُووا.
    كان طاء الطواسين في عشق المحبوب، ونقطة سر الأسرار.
    كان المحدّق بلا وجه والراقص بلا ساق، الزاحم براياته وطبوله الآفاق، الذي يفنى عشقه وفناء أغنياته استغراق !
    وردي ذاب فينا فأفنانا في محبوبه، وكيف لنا أن نتخيل المحبوب من غير حبيبه !
    ذاهل عن وجود أغنياته في وجود أغنياته، وحاضر في كل بيت يطعم الجوعى خبز ألحانه، يمسح دموع صغارهم، يلقم عشاقهم ثدي العرفان، ويزفهم إلى مساءات متلألئة بالضوء، يسافر بأمانيهم إلى أكوان البهاء، يأتي في أحلامهم وتفاصيلهم الصغيرة مرشوشاً بالبهاء، يهب طبول الأبطال عنفوانها، ويسبغ على التاريخ آيات الخلود.
    كان المطر الملوّن الذي يغسل (الرواكيب) و(السواقي) وبيوت الطين المتعبة، كان يرشها بالأبيض المختال، كان المطر الملوّن الذي يزركش بيوت المتعبين فتضىء محبةً وجمالاً وكرامة.
    كان النسمة التي تخفف على المتعبين حرّ الصيف، والنار الحانية التي تقيهم برد الشتاء. كان عاصفة الجمال والفرح التي ضربت السودان كله من أقصاه إلى أقصاه منذ ستين سنة، واستقبلها الناس - على غير العادة إزاء العواصف - بالحب كله. في حقولهم ومراعيهم، في بيوت أفراحهم وعزائهم، في صباحاتهم ومساءاتهم، في الفرح الجميل والحزن النبيل، في إنكساراتهم وإنتصاراتهم، في الرواكيب المغروسة على حواف الصحراء، وفي جروف النيل، في أعماق الغابات، وعلى ساحل البحر هناك، في غربتهم ومنافيهم، كان وردي هو التميمة والماء المقدس الذي يغتسلون به، كان هدية الجدات والآباء، ورائحة الوطن المعتقة، كان الحب الأكبر، كما هو الآن الحزن الأكبر.
    صوته الآتي من البعيد من جوف الحضارات القديمة، كمسلة شاهقة، كنبع مقدس، كماء الخلود، كمجرى النهر، كان يهب الحياة حياتها ، يعلّق الأقمار في سمائنا ويغرس النخيل على ضفافنا والتبلدي في صحرائنا والأبنوس في غاباتنا.
    كان العاشق الأول والأكبر. العاشق العرفاني الذي قادنا إلى السر. كان الصوفي الأبهى، والدرويش المجذوب إلى محبوبه. يبوح، يبوح، يبوح بأسراره وتوهجه. وأهل الأسرار مأخوذون به، بعتبات عشقه، ببوحه، بهتكه ما ستر وستروا.
    وردي كان آخر (الأبدال) في قدس أقداس هذا الوطن المفجوع، كان آخر الإشراقيين والعارفين الكبار..الكبار. كان أجملنا وأبهانا وبوصلتنا إلى عالم الجمال وجنّات الفرح.
    والآن..الآن فقط نحسّ بطعم كل إنكساراتنا وخيباتنا الشخصية والوطنية.الآن..الآن فقط نحسُّ طعم الهزائم الكبرى ولا نقوى على مقارعتها. الآن..الآن فقط نتغرغر بالبكاء، ويتسلل الدمع رغماً عنا ليتمدد على خارطتنا. الآن..الآن فقط نشرق بالحزن وتمتص الفجيعة زهرة حياتنا. الآن..الآن فقط ندرك أن شيئاً ما إنكسر في أعمق أعماقنا، وما من شفاء له، فـ(آخر الأبدال) رحل وفي يديه الفرح والجمال.
                  

02-25-2012, 09:13 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: الكيك)

    432256_10150819459646110_803896109_12440854_2022213874_n2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

02-25-2012, 09:13 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: الكيك)

    432256_10150819459646110_803896109_12440854_2022213874_n2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

02-25-2012, 09:25 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: الكيك)

    صباح الخير

    علي العمودي

    كان ذلك منذ سنوات بعيدة، عندما تسللت للروح كلمات جذلة بلغة جميلة، ونغم أجمل، وكانت تلك بداية تعرفي على السلم الخماسي الذي يميز الأغنية السودانية، وبصوت قامة من قاماتها، الفنان الذي ودعنا الأسبوع الفائت محمد عثمان وردي.

    وفي تلك الحقبة المبكرة من قيام صرح إماراتنا الشامخ، كانت هذه السواعد السمر من أرض النيلين، تنتشر في مختلف مجالات وميادين التنمية، في دور لا تخطئه العين في البلديات وتخطيط المدن والشرطة والقوات المسلحة ودور العلم والقضاء، في زمن البدايات الصعب. وكان لثلة من أبناء هذه المنطقة فرصة للدراسة في “حنتوب” ومعاهد وكليات “مقرن النيلين”.

    في سبعينيات القرن الماضي، تابعت حفلاً بسيطاً له في دبي، اقتربنا من رجل لطالما صدح بصوته للحق والعدل وحقوق البسطاء في كل مكان في الحياة الحرة الكريمة، كان التزامه وانحيازه للبسطاء طاغياً على أعماله التي استفزت الطغاة الذين اضطروه لارتياد المنافي في تجارب لم تحل دون إثرائه للأغنية، الوطنية منها والعاطفية.

    قد يعتقد شباب “الربيع العربي” أنهم اخترعوا الشعار الشهير”ارحل”، من دون أن يدركوا أنه دوى في أروقة ومدرجات جامعة الخرطوم خلال ستينيات القرن الماضي، ليضع نهاية للحكم العسكري بقيادة الفريق إبراهيم عبود، ويصدح هرم الأغنية السودانية برائعته الشهيرة “أصبح الصبح، ولا السجن ولا السجان باق”.

    و“التقى جيل البطولات، بجيل التضحيات” في سيرة امتدت ثمانين حولاً، “ومن يعش ثمانين حولاً لا أبالك يسأم”، بحسب زهير بن أبي سلمى، ولكنها لم تك كذلك مع قامة بحجم وردي، رواها بأزيد من 300 أغنية، ومحطات تختصر قصة وطن أبصر النور على أرضه موحداً، ورحل عنه مقسماً، ولم تك كذلك عند إنسان مرهف مؤمن بأن الفن رسالة، والوطن أمانة، صادحاً بأنه “أبداً ما هنت يا سوداننا يوماً علينا، بالذي أصبح شمساً في يدينا، وغناء عاطراً تعدو به الريح فتختال الهوينى”.

    “رحلت وجيت، في بعدك لقيت، كل الأرض منفى”. إلا أن الجسد وهن، والوضع أسن، فكان الرحيل وكان الفراق.

    في جنازته، اتحد السودانيون كما لم يتحدوا، تناسوا الخلافات والأحزاب والجغرافيا والسياسة، وذرفوا الدمع كثيراً. وشاءت المصادفة أن يُشيع عشية توزيع جوائز الطيب صالح قامة سودانية أخرى، جال أصقاع الأرض، حاملاً هَم أرض ليست بعاقر، تلد نجباء، وترسلهم للريح تبعثر أحلامهم، وتبدد نبؤات ترنموا بها لغد آت، وخذلت الأيام والقرطاس والقلم.

    هكذا قدر مبدعين يقبضون أمانة الكلمة كالجمر، ويسيرون كحفاة على دروب الأشواك والآلام، فالحمل ثقيل ووطء الأمانة أثقل، يذوون سريعاً كما وهج الشموع يكابدون صرير الريح، وأنين الجراح، وعثرات الليالي الطويلة وعزلة الزنازين الرطبة وسطوة الأزمان المتهاوية.

    أصداء رحيل وردي رددتها ضفاف أنهر عشقها كما جبال النوبة وأمواج بحر ارتادها وروضها حتى استسلم بحب ودفء لأرض احتضنته بحنان أم باعدت الأيام بينها ووليدها.

    رحم الله وردي، وأحسن عزاء أهله ومحبيه في السودان، والوطن العربي الكبير، وتحية للمتيمين بوطن في حضرة جلاله “يطيب الجلوس”، أحبوه “ملاذاً” وناسه”عزازاً”، أحبوه “حقيقة” وأحبوه “مجازاً”.

    [email protected]

    الاتحاد
                  

02-26-2012, 07:07 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفنان ..وردى . الغناء رسالة وطنية .. مغفل من يبعد الفن عن السياسة (Re: الكيك)

    رمز للغناء.. من أجل وجدان سليم

    حسن البطرى

    ٭ في إحدى ليالي صيف 3591م كان عدد من الصحافيين والكتاب والفنانين المصريين يتسامرون في كازينو بديعة، الذي هو الآن فندق شيراتون القاهرة، وفجأة دخل عليهم عبد الغني السيد، وكان مطرباً مشهوراً، من مطربي مصر الأوائل، وصاح في صوت عالٍ سأتوقف عن الغناء نهائياً.
    ٭ كانت الساعة تشير إلى الثانية صباحاً وهي الساعة التي يعتبرها مؤرخو ونقاد الغناء في مصر، نقطة فاصلة في تأريخ الأغنية المصرية، ونهاية عهد وبداية عهد. ففي تلك الساعة بالتحديد فتح (التأريخ) ذراعيه واستقبل عبد الغني السيد ورفاقه المطربين، واحتفل بهم، وفتح صفحة جديدة لنجم جديد بزغ في سماء الأغنية المصرية اسمه عبد الحليم حافظ.
    ً ٭ في تلك الليلة (الفاصلة) كان جميع مطربي مصر مشاركين في حفل غنائي أقامته الشؤون العامة للقوات المسلحة، وصعد الفنان (الجديد) عبد الحليم حافظ المسرح، وغنى (على قد الشوق) وبعد دقائق كان الجمهور يردد معه، سيطر عبد الحليم على الحضور وملك أسماعهم، وغنى بعده الفنانون الكبار، فلم يحس بهم أحد.
    ٭ مما دعا المطرب عبد الغني السيد، أن يضع عوده في (أباطه) ويلملم (عزاله) ويتجه إلى ملتقى الصحافيين والكتاب المصريين في كازينو بديعة، ويعلن إعتزاله.


    ٭ إحترم عبد الغني السيد نفسه، وكان شجاعاً، وقال كلمته المشهورة: (لكل زمان رجاله)، ومنذ تلك الساعة بدأ نجم عبد الحليم حافظ يكبر كل يوم، حتى غطى سماء الساحة الفنية العربية من المحيط إلى الخليج.
    ٭ ولعل من أسباب نجاح عبد الحليم (الأساسية) أنه شق طريقاً لنفسه منذ البداية، ولم «يتشعبط» بأغاني الراحلين، أو يتمسك بطرف ثوب أغنية مشهورة أحبها الناس وكانت من ثوابت الطرب، ولم يقلد أحداً، شق طريقاً بكراً، بالرغم من صعوبة وخطورة السير في الطرق البكر


    ٭ قال الكاتب الكبير مصطفى أمين: دخل مكتبي في (أخبار اليوم) شاب صغير متواضع، وقال: أنا عبد الحليم حافظ، كان حجمه أصغر من عمره، وقال لي: جئت إليك، أطلب مشورتك، ماذا أفعل لأنجح؟ قلت له: لا تقلد أحداً.. كن عبد الحليم فقط. كل من قلدوا عبد الوهاب ماتوا، كانوا يقلدونه في كل شيء في عوجة طربوشه، في صوته، في ملابسه، حتى في السوالف التي كان يتركها فوق خديه، وماتوا جميعاً وعاش عبد الوهاب.. أنصحك ألا تقلد أحداً وكن عبد الحليم حافظ فقط.
    ٭ ومن الواضح أن عبد الحليم أخذ نصيحة مصطفى أمين (حلقاً في أذن) وعض عليها بالنواجذ، وتحمل ما جرته له من متاعب في بداية الطريق.
    ً صعد عبد الحليم حافظ، في بداياته، المسرح القومي بالاسكندرية وغنى (يا حلو يا أسمر) و(صافيني مرة) فقاطعه الجمهور بالصفير، وطلبوا منه أن يغني أغنيات عبد الوهاب، لكن عبد الحليم واصل في أغانيه الخاصة، فصعد الجمهور الى المسرح وضربوه بالبيض والطماطم، وأنزلوه عنوة، وتابعوه وهو يخرج من المسرح بالهتاف «برة... برة


    ً٭ بكى عبد الحليم وانتحب على باب المسرح، واعتقد أن الجمهور حكم عليه بالإعدام، وقضي ليلته في شوارع الاسكندرية (طالع نازل) وهو في حيرة، أيهما الأنسب أن يتمسك بأغنياته الجديدة، ويحافظ على نصيحة مصطفى أمين، أم يردد بعضاً من أغاني عبد الوهاب والأغنيات المشهورة؟!
    ٭ وبعد تفكير عميق، قرر عبد الحليم السير في ذات الطريق الذي إختطه، وشق الأرض البكر لزرع مساحات من الخضرة والطرب الجميل، مهما كلفه الأمر أو لاقى من الصعاب والمتاعب.
    ٭ وواصل عبد الحليم مشواره، وكان يستشير الأصدقاء، والذين يثق فيهم في كل خطوة جديدة، وكان يعمل بنصيحتهم ويتمسك بها بذات الطريقة التي تمسك بها بنصيحة مصطفى أمين.
    ٭ كان يعدل ويبدل في الكلمات «وفق نصيحة الأصدقاء» وروى أنه دفع 0052 جنيه مصري فاتورة تليفونات محادثات خارجية مع الشاعر نزار قباني، يتابعه من الكويت إلى بيروت إلى باريس ليعدل كلمتين أو ثلاث كلمات في أغنية (قارئة الفنجان).


    ٭ حرص عبد الحليم حافظ أن يكسر تقاليد المطربين الذين سبقوه ، فكان أول مطرب يقف على المسرح ويغني، وكان الذين سبقوه يجلسون على كرسي، ويضعون العود فوق أقدامهم، حتى ولو كانوا لا يعرفون العزف على العود.
    ٭ ونقل عبد الحليم حافظ المسرح الغنائي من مسرح مسموع إلى مسرح مسموع ومرئي، (صورة وصوت) فكان يغني ويتحرك، ويعزف على الرق تارة ثم يمسك بالناي تارة ويصفق بيديه ويصفر بفمه، ويخلع الجاكتة، ويخلع الكرافتة، ويحمل طفلة من الصالة ويأخذها إلى المسرح.. وهكذا حتى قال عنه عبد الوهاب و(العهدة على مصطفى أمين) (الواد ده ناقص عليه يجيب ساندوتش ويأكله في المسرح).


    ٭ عندما ظهر عبد الحليم كانت أشهر أغنيتين: أغنية (تراعيني قيراط أراعيك قيراطين) وأغنية (يا شبشب الهنا.. يا ريتني كنت أنا) لكن عبد الحليم حافظ غنى (على قد الشوق) بكل ما فيها من معنى ومغزى وعاطفة حارة.
    ً٭ رحل عبد الحليم حافظ ولا زالت الأغنية العربية (من المحيط إلى الخليج) تدور في فلك (يا شبشب الهنا)، أما (على قد الشوق) فلا تزال في انتظار المبدعين الحقيقيين البعيدين عن مجانية الموهبة وأغنيات (المراحيم).
    ٭ رحل عبد الحليم حافظ، وكان رحيله عظيماً، وبرحيله فقدنا رمزاً من رموز الأغنية العربية..
    ٭ وبرحيل فناننا الكبير محمد عثمان وردي، اتسع الرتق (من المحيط إلى الخليج)، وغاب رمز من رموز الغناء الحقيقي، المفعم بالمعنى والمغزى والوطنية والعاطفة الجياشة.
    ٭ وهذا ما يستوجب علينا أن نعض بالنواجذ، على ما تبقى من رموز (منهم أبو اللمين وكابلي وعركي وحمد الريح وعبد القادر سالم).
    ٭ رمز في الغناء.. من أجل وجدان سليم.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de