موقع البيت الفريد..هو سبب كل ما حصل له..البيت يقع على زاوية الشارع المقابل لكلية البنات فى تلك الجامعه.التى افتتحت منذ ايام.....واعتاد هو ومجموعه من سكان الحى..اداء صلاة المغرب والعشاء جماعه باستمرار ومواصله لهذا الامر..وكان هو قصير القامه.مكتنز الجسم..عليه ذقن مرسله..وشعر راس منحسر..اخذت منه حالة الصلع كثيرا من مساحته...كان يتوقف صباحا والطالبات يدلفن الى الكليه...زرافات ووحدانا فى مجموعات ..وباشكال مختلفه...استهوت نفسه كل تلك التشكيلات من الصبايا..يثرن جلبة..ويمنحن من فرحهن..للحياه طابعا فيه احياء ..وبهجه...وكان صديقنا يقف لفترات بسيطه.ازدادت الى ساعات.ثم اصبحت ادمانا..شغل كل... وقته...وفكره..وسرح به..وكانت عيونه فى سفر الارتحال.وهو جالس يتابع قدوم الصبايا الطالبات..تخترق الحجاب وما فوق سحاب ما تختزنه ملامح تلك الطالبات...واصبح لا شغل له ولا مشغله.غير الانتظار..وهو يؤدى تمام الصباح حين القدوم..وبعد الظهيره حين الرجوع..وازداد زمن البحلقه حين تجحظ تلك العيون...والانفاس تتعالى فى حشرجة النزع..والقلب يخفق..فى رنين الطبول..ويعيد ذاك الطنينن الى الاذان..ويتوقف كل الصبر عند الحلقوم
لقد تيبست الحلوق..وبدا ازيز الشخير الانفعال...شبق الرغبة الحبلى ..فى قيود الامتناع..والرغبة الجامحه تعالى فى كل لحظة شوف تلقطها عيناه...تلك العيون التى احمرت من تراكم لا يعرف مداه ولا عواقبه.. صور من إنفعال احساس الحوجه الذاتيه فى احتقان جموح الرغبه المشتعله.. كان شكله رهيبا وهو يتلون كالحرباء بمختلف المشاهد فى ارتعاش .وتوتر..غير ملامح وجهه...فبانت تقاطيعه ..كوحش كاسر..وهو يترصد طريدته..يريدان يسحق كل ما راى واثاره..وهو واقع تحت تاثير ذلك الهيجان..يريد ان يلتهم المبسم.وان يكسر الضلوع... ويريد ان يدلق ما فيه من تأزم ومعاناه واوزدواجيه وإنششطار.. وهو قدر عبر الى خريف العمر..وتلفح بادعاء الالتزام الدينى..ودعى الى قيم اكبر..وسرى بذلك...ولكنه الان ارتد ..فالنيران تاكله وتحرق جوفه..والبراكين تشتعل فى عمق دواخله..يحس ويشعر انه فرس جامح.والشيطان يتلبسه..والزمان يضج بالأزاهر..وفواح الربيع..وندى دوران الحياه.والحياة تمنح اروع ما فيها من اخضرار فى كل ملمح..ومشهد..وطريق..تزهى بشذى يضوع عبيره ويذكم كل الانوف .بعتق رحيق يتناثر...ان كل عطر لك الربيع وانسام فواحه..تعنيه هو..وهو وحده.انه يساهر النهار مرابط فى موقعه الفريد.يلاحظ..ويتابع..ويتبع كل ما يصدر من قطيع الحسن .والجمال.. حالته بلغت اقصى حالات السوء..والشحن الذاتى النفسى .وصل الى اعلى إرتفاعاته..وهو جاهز,ولفعل اى..شىء...حتى لو بالهجوم الكاسح..هكذاء...واندفع جاريا مادا يديه فى تهيج وانفعال..متجها الى مجموعه من الطالبات...صرخن..وهرولن.فى فزع. وهن يتدافعن .ويصرخن...وتعالت ارتفاعات الصراخ.. وهو يجرى خلفهن..والزبد يخرج من فمه.وعيونه جاحظه ...وشكله مرعب وهو يندفع خلفهن وهن يقتحمن حوش الكليه..فى ذعر وخوف ..ووجل...واندفع الاساتذه .ومساعدو التعليم...للحيلوه بينه ..وبين الطالبات.. وتم الامساك به..وتم استدعاء الشرطه..التى اتت متاخره بعض الشىء..ووجدت الاساتذه يحيطون به....فامسكوا به...وعرفه الضابط. الملتحى.....شيخ عبد الله.. الحاصل..شنو..يا جماعه ..دا شيخ عبد الله الواعظ...وامام زاوية هذا الحى..الموضوع دا .فيه خطأ ما.. ربما الطالبات لا يرتدين الزى الاسلامى....وهذا ما اثاره.. واستفزه..فتهيج..هذا هو الموضوع ببساطه...المهم نحن سنتصرف..تعال معنا .شيخ عبد الله.الذى كان خائرا.. زائق البصر..يرتفع صوت تنفسه...ويسيل لعابه فى منظر مقرف للغايه وهو يبحلق فى توحش ..لمحموعات الطالبات ..وهن فى ارتعاش الخوف....وتدخل عميد الكليه..يا جنابو هذا الرجل كان يطارد الطالبات...بشكل ينم عن سواد النوايا...وهو يدخل حرم الكليه.. واجاب الضابط لا عليك ..نحن نفهم ونتفهم كل .شىء..وسنعالج الامر...
واخذ الرجل..وذهب....
وانتهى..المشهد....!!!
(عدل بواسطة عصمت العالم on 11-29-2005, 04:07 PM) (عدل بواسطة عصمت العالم on 11-29-2005, 04:09 PM) (عدل بواسطة عصمت العالم on 11-29-2005, 04:10 PM)
11-29-2005, 04:21 PM
وفاء تاج الدين وفاء تاج الدين
تاريخ التسجيل: 10-16-2005
مجموع المشاركات: 222
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عصمت العالم
وفاء تاج الدين
قرشـــو
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست