سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 03:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة كمال علي الزين(كمال علي الزين)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-15-2006, 08:13 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... !

    تصدر عن مركز الخليج للإعلام والتسويق _ الطابعون مطابع قطر الوطنية *







    (1)



    لم يكن هنالك .. أحداُُ .. يستطيع ردعهً ..


    تعودوا على أن يمتثلوا .. لأمره .. وعودوه ..


    يقال أنه ورث ذلك عن جده .., يقال أن ذلك الجد .. كان يحكم مابين النيلين .. الابيض ..


    والأزرق .. حتى حدود سنار جنوباً ... ,ويقول بعضهم .. أن ملكه .. لم يتجاوز .. جبل الأولياء ..,


    لا أهمية لذلك .. ذلك عهد قد ولى .. ومملكة .. قد بادت ..


    كان جباراً .. مثله فحسب ..!

    أما جدتي .. التي كانت تمت له .. بصلة القرابة .. كانت تقول .. أنه كان صالحاً .. ورعاً ...



    ولياً .. من أولياء الله ... ورث ذلك .. عن جده الأكبر .. الذي درس بالأزهر الشريف .. وصار مفتياً


    بمصر ..


    ثم هاجر جنوباً حتى توتي .. وتزوج أبنة الشيخ .. (حمد ود أمريوم ).. فأولدها جدهم الأكبر .. الذي


    أرتحل بها جنوباً .. فأسس الخلاوى .. وأقام المساجد ... ودرس على يده ... جمع من علماء


    الشرق والغرب .. ,كانت عزوته .. ومكانته .. دينية وروحية .. حتى حولها أبناءًه من بعده ..


    ملكاً عضوضاً ..., ففسدوا وأفسدو .. مابناه .. الأولون ... فأصابتهم .. لعنة .. إلى يوم

    الدين ...

    .كان أسمهم( الفتاياب) .. منسوبين إلى جدهم الأكبر الذي أشتهر بإسم( فتاي العلوم) .. ..


    فصاروا( الفرتاقاب) ... وهذه لجدهم الأصغر .. الذي فرق طلاب العلم ..


    وجمع من حوله ... طالبي الدنيا ..!

    (*)

    كان الحي ... عند .. الشروق ..., كغيره من أحياء الدنيا ..


    يصيح الديك .. تبدأ بعده الدواب .. في مناجاة بعضها .., تلك المناجاة .. الحزينة ..



    بعدها .. يبدأ العمل .., تأخذ الحياة دورتها .. الرتيبة .., لاشئ .. يستغرب ..



    بعد المغيب .. يغرق الحي .. في ظلمة .. داكنة .. تتراقص .. أمام الجميع .. خيالات ..


    ورؤى .., تصيب الحي .. لعنة .. سوداء ..


    لا صوت إلا لماجن أوعربيد ...


    لا تمتد ..الأيادي .. إلا ضاربة .. أو صافعة .. ولا تمد الأرجل .. إلا ركلاً .. أو هرولة ً ..


    من اللاشئ .. أو المجهول .. أو ربما .. من .. عدوءٍ .. تراه رأي عين .. !


    تشرق الشمس من جديد ...

    يعود كل شئ .. إلى أصله .. ومرجعه ,..ينسى .. الجميع .. ماكان .. بالأمس ...


    لا أحد يحصي الخسائر ..


    فكأنما الجراح تلتئم .. وحدها ..


    ولكأنما الأعراض لم تهتك .. ولا الحرمات .. قد أنتهكت ..


    كان الغرباء فقط ..هم من يلحظون ذلك ..


    فكأنما على أين القوم غشاوة ..


    تجيئهم نهاراً .. تقسم أنك .. لم ترى .. ولم تسمع .., أكرم .. وأنبل خلقاً .. من القوم ..


    تجيئهم ليلاً .., وإن كنت .. من من .. أسعفهم حظهم .., وخرجوا .. على أرجلهم .. من غير سؤ ..,


    تقسم أن القوم .. من عجينة الشياطين ...


    يحسبك السامع .. إما مبالغٌ .. أو مجنون ..


    (*)


    كان هو .. قمة هذا الجنون ..


    كما أنه أيضاً .., قمة .. تلك الحفاوة .. وذلك النبل ...


    كان مسيطراً .. على الأمر ..


    نهاره .. في شأن .. ولليله .. شئون ...


    حتى ذلك النهار ..


    جاءه .. الفتى .. وهو مستلقياً ..على بطنه ,.. كعادته .. تحت تلك السيالة ..


    كانت ( سكينه ) .. كعادتها أيضاً .. نهاراً ,.. على عضده .. في غمدها .. الذي صنع من جلد ..


    جاموسةً .. ربما أخطأت طريقها .. إليهم ..


    وقف الفتى .. على مقربة .. منه ,.. ثم خاطبه .. في أدب شابه .. التردد :


    ( خالي أديني سكينك أسنها .. ليك ,.. أنا ماشي سوق الجبل ) ..


    لم ينظر إليه ..., لم يرفع رأسه .. لم ينقلب على ظهره ..



    كان بين النوم واليقظة .., أجفانه .. ثقيلة .., ورأسه عارٍ .. وقعت عمامته على الأرض ..


    كان خائراً .. لا يقوى على رفعها ...



    .....يداه .. ممدودتان على الأرض .., على جانبي ( العنقريب ) الصغير ..لا يقوى على


    رفعهماأيضاُ ..


    أومأ للفتي .. إيماءة .. دلت على الرضا, .. وكأنه .. يأمره .. أن يمد يده ويستلها من



    غمدها ..


    تردد الفتى قليلاً ..!


    إستجمع شجاعته, .. مد يده .. ببطئ .., وأخذها ..



    وقف مكانه .. لا يحرك .. ساكناً ,.. حتى سمع شخيره وتأكد أنه عاد .. يغط في نومه العميق, ...


    إقترب منه ..


    لمعت سكينه .. تحت أشعة شمس النهار ...


    جز عنقه .. من الخلف ..


    وسال الدم نهاراً ..


    للمرة الأولى ..... !!






    (*)





    كانت ليلة ... لفها ظلام ... من نوع آخر ..

    ليلة .. لم يشربوا فيها .. خمراً .. ولم يهتكوا عرضاً ... ليلة خلت من العنف ...

    إلتفوا .. حول جثته ... مزعورين ... بعثوا لأهله .. في القوز ...

    أقسموا لخاله شيخ القوز .. أنهم .. وجدوه هكذا ... وأنهم مافعلوها .. ولا يجرؤون ...

    أقسم خاله على أنه .. لن يدفن .. ولن تضمه باطن الأرض .. قبل أن يسبقه من فعلها .. إليها ..


    أوقدوا .. سراجهم .. ودقت نحاسهم ... وراح خاله .. يرقص العرضة .. كان في كامل عدته

    وعتاده .. ثوبه .. وملفحته .. وسيفه .. ودرعه .. ركب فرسه .. وجال بين القوم ..

    نزل عن صهوته .. ودار بينهم .. يضع سيفه على عنق .. هذا .. فيتملكه الزعر ..

    ينظر إلى آخر .. يكاد يطير عقله .. جزعاً ..

    ما أرعبها من ليلة ...

    إخواته .. النائحات ... أقسمن .. أن يقطعن من فعلها بأسنانهن ..

    وخارج الحي ..كان رجال الشرطة .. يترقبون في حذر .. فهم أيضاً .. لا يجرؤن على التدخل ..



    لم يفتقد الفتى أحد ... ولم تحم حوله شبهة ... فليس الفعل فعل صبية ..

    أطل فجر ذلك اليوم ..

    ولم يزل جثمانه .. مسجى ..

    وعنقريبه .. الصغير .. في مكانه .. تحت السيالة ...

    وماجفت ..

    دماءه بعد ..


    (*)



    خيم الظلام .. على الغابة التي تحيط .. بالحي ...

    جثمت هذه الليلة الليلاء .. بأحداثها .. الدامية .. على صدورهم .. كأنها .. دهراً ...

    كلهم .. يتساءل .. من سيدفع ثمن هذه الفعلة ...

    كانوا يعلمون .. أن( آل شكرالله ).. لا يهمهم .. لو أفنو الحي عن بكرة أبيه ...

    المهم .. أن أحدهم قتل .. مقتل أحدهم .. يعني أنهم .. لم يعودوا كما كانوا ..

    أو .. أن الأمور .. في طريقها .. إلى التغيير ..

    الحياة بأكملها .. تغيرت .. وتبدلت .. لأن يداً .. تجرأت .. وأمتدت .. لتقتل أحدهم ..

    هناك .. قرب السيالة .. حيث وقعت الواقعة ... جلس كبير ( أولاد سالم ) وهم أصهارهم .. وأنسباءهم ..

    وشركاءهم .. في الحي ...

    ولكنهم ... أيضاً ... أول من .. ستشير إليه أصابع الإتهام ...

    تذكر.. حين .. كان شكرالله الكبير بينهم .. أرجعته .. ذاكرته .. نصف قرن من الزمان ....

    عاد .. بالذاكرة إلى يوم ... مقتل .. أحد الضباط الإنجليز ... على يد شكرالله الكبير ...

    كيف أنه .. وقف شامخاً ... وصاح في وجه المفتش الإنجليزي ..

    ( كتلتو وبروح ... في ديتو ) ...

    أهتزت أنحاء .. الخرطوم .. أجمعها .. يوم سجنه .. ثار أهله .. في الجبل .. وفي قبة الكلاكلة ..

    وفي القوز .. والسجانة ... وتوتي والجريف ... والفتيحاب .. وحي العرب ... حتى .. العجيجة ...

    جمع أهلهم .. في النيل .. الأبيض .. ومدني .. وضواحيها .. حتى شكابة .. الناظر عبدالله ودشاع

    الدين .. جمعوا المال والرجال ...وأصطفت خيلهم ودروعهم ... وسنوا رماحهم ..

    وأمتشقوا سيوفهم ...

    كانوا يومها .. أهل القاتل .. فكيف وهم اليوم أهل القتيل ...؟؟

    كانوا يومها .. المعتدين .. فكيف وهم اليوم .. معتدى عليهم ..؟؟

    كانوا .. من أراق الدماء ... كيف وهم اليوم أولياء .. الدم .. ؟؟

    تذكر .. يوم .. أخذ .. شكرالله الكبير ... من بيته .. الذي كان يتوسط .. الخرطوم ..

    حوشه الذي كان .. يسمى حوش البقر ... لما كانت تضمه حظيرته .. من أعداد .. كبيرة .من

    الماشية .. تعد ثروة بحسابات هذه الأيام ...

    يوم ترحيل شكرالله الكبير .. إلى السجن العمومي ... خرجوا في موكبهم .. ذاك .. وطافوا شوارع

    الخرطوم .. كانت مقدمة ركبهم .. عند سرايا .. أولادشداد ..أقصى شرق الخرطوم ومؤخرته ..

    عند بيت العمدة كرم الله ..في أقصى غربها .. عند مسجد جدهم الأكبر .. الشيخ أرباب العقائد ..

    يومها .. اودعوه السجن العمومي ... دخل السجن .. وعبده ( النصيح ) .. يحمل فروته .. وإبريقه ..

    وآنية طعامه .. إعترض مأمور السجن .. على دخول العبد مع سيده .. إلا أنه سرعان .. ما أنصاع

    للأمر .. وسط صياحهم وزمجرتهم ...

    جلس ... في باحة .. السجن العمومي .. وضع كرسيه ليتوسط الباحة .. وعبده النصيح .. يجلس

    القرفصاء .. تحت أقدامه ...

    جاء أحد الضباط .. على صهوة حصانه .. وجده عل هذه الحالة ..

    أنتهره قائلاً :

    إنتي مين .. قاعدة هنا تعملي شنو .. ليش مافيش شغل ...؟؟؟

    نظر له .. شكرالله الكبير .. نظرته تلك .. التي تذيب الحجر ...

    وأنتهره قائلاً :

    أمش شوف لك شغلة .. ياخواجة ....؟؟

    غضب الضابط .. وأستغرب لوقاحة الرجل .. وصاح في وجهه :

    إنتي .. ياوزل .. لازم شيلي جردل .. بتاع حمام .. تعملي نضافة ؟؟

    كانت المراحيض في تلك الإيام .. تفرق عبر جرادل .. توضع تحتها .. ؟؟؟

    إستشاط شكرالله غضباً ورد على الرجل بأبيات من الشعر :

    الجردل ده ماحقي ... حقي المشنقة والمدفع أب ثكلي ..

    وحالف باليمين ... أعز بنات أهلي ...

    والتي .. سار .. بها .. بعدها كل ركب ... وصارت إحدى قصائد .. البطولة .. والحماسة ...

    ولكن ظروفاً تاريخية .. لاحقة .. جعلتها .. تحرف ..من :

    الجردل ده ماحقي .. إلى الجري ده ماحقي ...

    الضابط .. يومها صاح في وجهها :

    شكرالله .. راجل مش كويس ..

    شكرالله .. لازوم .. خوف حكومة .. إنجليز .. لازوم .. شوية إحترام قانون ..

    أنتهره شكرالله قائلاً في عنجهية :

    أمش غور كده ولا كدي .. يا( أغلف )...!




    قطع هذه الخواطر .. وتلك الذكريات ... صوت أحد إبناء إخوة القتيل :


    الجنا السواها .. عرفناهو ...

    والليلة .. مافي زولاًُ من أهلو ... بمرق علي رجليهو ..؟؟

    فضج الجمع ..

    وسال الدم من جديد ...

    (عدل بواسطة كمال علي الزين on 11-15-2006, 12:25 PM)

                  

11-15-2006, 08:35 AM

hameem
<ahameem
تاريخ التسجيل: 01-10-2005
مجموع المشاركات: 325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    أهلاً بعودتك يا كيمو
    وقد شرفت بمطالعة الرواية وهي بعد يافعة
    وها هي ذي تطل على الملأ كعروس ليلة عرسها
    وأحسبك الآن في قلق لتبين مدى تفاعلها مع القراء وانفعالهم بها
    ولعله قلق أشبه بقلق أم العروس
    فقط أقول أن في الرواية ما هو جدير بالقراءة ، فالسيرة سيرتنا ، في أرض السودان ،
    كما أن فيها كذلك نبوءة وبشارة ببزوغ نجم راو ماهر
    أهلاً بها وبك أخي كمال

    وأمنياتي بالتوفيق
                  

11-15-2006, 12:16 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: hameem)

    صديقي الجميل ..

    عادل الهميم ..

    اعجز عن شكركم .. على مساندتكم .. حتى ترى هذه الرواية النور ..

    وأعجز أيضاً ..

    عن شكركم .. لتتبعها .. هنا أيضاً ..


    دم بخير ..
                  

11-15-2006, 12:35 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    (2)


    أخذت بيده .. أساعده .. على .. صعود الدرج ..

    لم يكن .. أكثر .. من ستة خطوات .. تصبح بعدها داخل .. الفناء الكبير ..

    ضرب بعصاه الأرض .. وقال .. كأنه .. يخاطب .. المجهول ..

    : أنا .. جيت ... أكتر من سبعين سنة .. لكن .. الطريق ياهو الطريق ...

    كل شئ إتغير .. لكن .. ريحتكم .. لسا .. مالية المكان .. ومحبتكم في قلوبنا زي نار أولاد

    المجذوب ... ما بتموت .....

    ثم تنهد .. وجلس على الأرض ..

    وأردف بصوتٍ تعمده خافتاً : الله يرحمك .. يا(بت البدري )..

    الله يرحمك .. يا (أم كلتوم .).. الله يرحمكم جميعاً ...

    كان معي .. ولكنه ليس .. معي ..

    مذ حطت .. أقدامه .. هذا المكان .. تغير .. كأنه .. ليس جدي الذي أعرفه ..

    إنتصبت قامته ..

    وأختفت .. هذه الهالات .. السوداء حول عينيه ..

    كأنه فجأة نفض عنه .. غبار .. السنين ..

    عاد شاباً .. قوياً .. متقد الذهن .. حاضر الذاكرة ...

    سألته :

    على من تترحم .. ياجدي ..( بت البدري .). منو .. و(كلتوم) .. شنو .. بعدين ياجدي .. إنت ..

    واقف بدون عصاية .. وشكلك .. مختلف .. مالك ياجدي ...؟؟

    رد دون أن يلتفت إلي... بصره هنالك .. عند نقطة .. لا أتبينها :

    (بت البدري )... دي ما ياها .. أمي ..

    و(أم كلتوم) .. دي كانت .. مرتي ...

    ماتت .. هنا في الحوش ده ...

    :جدي إنت .. عيان ولا شنو .. ماتت وين .. ماتت هنا في نص السينما .. كنت بتحضروا في

    فيلم ..؟؟

    رد غاضباً .. :

    فيلم شنو يا مسخوت ده كان بيتنا .. هنا ... هنا كان( حوش شكرالله) ... حوش البقر ...


    كتمت ضحكة ساخرة كادت أن تخرج .. رغماً عني .. ورددت :


    جدي الله يهديك بقر شنو وغنم شنو .. أرح البيت ... دي سينما كلوزيوم ... من قمنا .. مافي حاجة



    غيرا هنا ..


    ومن قمنا .. بنعرف بيتنا .. هناك ..


    أرجعت الأمر .. إلى تقدمه في السن .. وضعف ذاكرته ..


    أخذته .. إلى بيته ..


    ظل صامتاً ... طوال الطريق ..


    كان .. ساهماً ... واجماً ...


    يحدق .. في .. لا شئ ..!


    (*)




    ورثوا عنه ... الكثير ...


    أراضي .. وبيوت .. ومزارع ,... وعنجهية .. وكبرياء ...


    كانوا يترفعون .. عن كل شئ ,... يتعالون .. على الجميع ..



    لم يحبوا .. أن يزرعوا أرضهم .. ويفلحونها .. كغيرهم ..



    لجأ .. كبيرهم .. إلى جيرانهم .. من عرب غرب النيل ..


    كانت أرضهم غرب النيل .. صحراء جرداء ...


    ضربوا بفوؤسهم ... سنينا عددا .. لم تعطهم .. غير الفقر .. والقحط .. والحاجة ...


    أقطعهم .. (شكرالله الكبير) .. أرضاً ... يعمرونها .. مقابل .. بضعة قروش ..


    لم يصرح لهم .. ببناء البيوت .. من الحجر .. والطين اللبن ..


    لم يرد لهم .. إستقراراً ...


    ولكن (الله) .. أراد ...


    سنوات .. عديدة .. مرت .. عل تواجدهم .. هناك ..


    تطور بهم الأمر ..


    إمتدت .. مساكنهم .. التي أنشأؤها من القش .. والحصير ...


    تطورت .. في غفلة .. منهم .. إلى بيوت ..


    إمتدت .. البيوت .. وكبرت .. وتشعبت ..


    وصارت .. حياً ..


    ثم ..


    أحياءً ...


    إخضرت أرضهم .. وعملوا .. بالتجارة .. والصناعة ..


    وصار لهم .. سوقهم الخاص ...


    يتوسط ..


    حيهم ...


    صار لهم مسجدهم .. الخاص .. يؤمونه .. في الجمعة .. والأعياد..


    بنوا المدارس ..


    والشفخانة ..


    قويت شوكتهم ..


    وصارت لهم .. جزور ...


    كل هذا ..


    و(أولاد شكرالله )... من غربة .. إلى غربة ...


    صراع .. وأحقاد ..


    وكبرياء ..


    لم يعد .. يدعمها ..


    ملك ..أو سطوة ..


    تعايشو ا.. معهم .. زاوجوهم ...


    صار .. كبيرهم .. يجلس كتفاً .. بكتف ...


    مع كبير ... (أولاد شكرالله )...


    لا يهمهم .. إن كان .. لا يزال متغطرساً ...


    عنيداً ... متعالياً ...


    طالما .. أن أرضهم .. تخضر ... وتجارتهم .. تذدهر ..


    وحيهم يتوسع ..


    وأحلامهم ...


    تتحقق ... !
                  

11-15-2006, 12:51 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    (3)


    جلسوا كعادتهم .. كل مساء ...

    (مرزوق ).. و(حمد أبحجل) ... و(يحي الفلاتي )... شركاء الغربة .. ووحشة الليل .. الذي لا تسمع


    فيه سوى ... هذه .. الضحكات المتقطعة الماجنة ... أو ذلك الصراخ ... المضمخ بألم .. يرجعه


    كل .. سامع .. إلى مشتهاه .. ويفسره .. حسب حالته النفسية ..


    قطع صمتهم صوت( يحي الفلاتي) :


    إنتو .. يا أخوانا .. قضية (أولاد سالم) مع الجماعة .. حصل فيها شنو ... الوليد هرب ولفقولوا


    التهمة .. ولا سواها بالجد .. ؟


    ساد الصمت برهة .. كأنها .. عام .. من الزمان ... قبل أن يستدرك ... (يحي) :


    البنية .. مرة( ود منصور ).. كأنوا الأرض إنشقت وبلعتا ... ياربي صحي .. هربت مع الجنا ..؟؟


    رد عليه (حمد أب حجل) :


    والله علمها عند الله ... لكن البنية ... ماها بنية .. عيشة لي قدام ... على الحرام قاعدة مع


    و(دمنصور) ... بدون نفس .. والله عفيت منها كان هربت ... مع الجنا ..


    قاطعهم ..( مرزوق ).. متهكماً :


    بالله شوف (الفلاتي).. و(السنجك) .. طلعلهم لسان ... يا أخونا .. ما تسكتوا .. وتشوفوا أكل


    عيشكم ..مالكم .. ومال البلد .. وحكاويها .. والله بتدوروا .. تسوا نفسكم .. من أهلا ..


    هي أصحوا .. إحنا غربا ... وناس معيشة ساكت .. وأهلنا قالوا .. زمان .. (ياغريب كون أديب )..


    رد عليه (أبحجل) غاضباً :


    يا خوي .. عشرة سنين .. في البكان ده ... ولسا غربا .. كنا معاهم .. في الخير والشر ..


    بنينالم .. وعمرنالم .. وبقينا .. منهم وفيهم .. برضوا لسا تقول غربا .. حرم .. العارفنو نحن

    ا

    عن .. البلد دي .. (الناظر شكر الله )ماهو عارفو ...


    ضحك (يحي الفلاتي ).. وطأطأ .. قائلاً :


    هوي يا (السنجك) .. كمان بقيت تجيب سيرة (الناظر شكرالله) ذاتو ... يا خوي أنا ما ني قنعان من


    رويحتي ... والجماعة .. متلقين حجج .. وعديمين عشرة .. على الحرام يقلبوا علينا .. زي


    المابعرفونا ... ودعتكم الله ...


    لم يكد يكمل جملته .. حتى .. غادرهم .. وأبتلعته الظلمة ..


    إلا أن (حمد أبحجل) صاح مخاطباً له :



    والله فلاتي جد ... أمشي يا لرهو الخواف ... إنشا الله .. يظبطوك معاها .. عامل فيها في حالك ..


    وكل يوم .. مع( بت رحمة) .. هاك يا ودودا ... وكلاماً دقاق .. البنية التقول .. الفلاتي سوالا


    شئ .. على الحرام تجيهو .. التقول مسحورة ..


    ثم ألتفت لرفيقه (مرزوق) :

    والله .. يا(مرزوق) ياخوي ... قت ليهو ... سوي لي شي .. لي( بت الإمام) ... خلها تعشقني ..


    باقي هي بايرة ما لاقية اللي يعبرا ... أعرسا .. وأسكن معاها في حوش أبوها الكبير ده ..


    يبقالي مع ناس البلد .. نسب .. و وليداتي .. يبقالم أصل وفصل .. وورث في أرض (شكرالله )..


    الما لاقية اليزرعا دي ...


    نهض (مرزوق) .. وهو يهمهم :


    لا حول ولا قوة إلا بالله ... والله جنس كلامكم .. ده يودي في داهية ..


    وتبع .. (يحي) .. تاركاً (أبحجل) .. لأحلامه .. وآماله ..


    (*)



    كانوا .. ثلاثتهم .. غرباء عن المكان ... لا يمتون إلى أهله بصلة القربى أو النسب .. جمعتهم ..

    صفة الغريب .. التي يطلقها أهل البلد .. على الوافدين عليهم ..

    كان( يحي الفلاتي) .. الفقير .. معلم القرآن ..

    و(حمد أبوحجل ).. الشايقي .. البناء .. الذي يعمل على بناء البيوت من الطوب اللبن .. ويبرع في

    ذلك ..

    و(مرزوق ).. الصعيدي .. ( صاحب الكير ) .. الذي .. يمتهن .. صناعة الأواني .. وصيانتها ..

    ثم أنه .. حلاق .. يقص شعر البشر والدواب .. على حد سواء ...

    جمعتهم .. غربتهم ... ووحد بينهم .. فقرهم ... وآخى بينهم .. هم .. العيش .. مع قوم ٍ ...

    لا يرون فيهم .. سوى أنهم فلاتي فقير ... وحلبي نافخ كير ... وسنجك .. بناء ...


    عزلتهم عن أهل الحي ... جعلت من ثلاثتهم .. أصدقاء .. مقربين .. وشركاء .. سكنى ..

    ومأكل .. ومشرب .. وندماء ليل ..

    كان القوم .. دائماً .. ما يتجاهلون وجودهم بينهم .. إلا عند الحاجة ..

    لا يدعونهم .. إلى أفراحهم ...

    ولا يحفلون .. بحضورهم .. معزين .. أو مواسين ...

    كانت عزلتهم ... وغربتهم ... أمر محتوم ... لكنها .. لم تكن .. أمر مدبراً .. أو متفقاً عليه ..

    كان القوم ... هكذا ... هكذا ولدوا ... وهكذا عاشو ..


    (يحي) و(مرزوق )و(حمد أب حجل )... ثلاثية .. ذات خطوط .. متوهمة .. لا يحبون رؤيتها ..


    إلا عند قضاء حواجهم ...

    جمعوا مالاً ... لا بأس به ...

    وبنوا بيوتاً ... من الحجر .. والطوب اللبن ... إمتلكوا الحمير .. والماشية ...

    أجروا .. أرضاً .. وفلحوها .. وأخضرت .. وأثمرت ..

    حصدوا .. وباعوا .. ولبسوا .. الدمور ... وأكلوا لحم الضأن ...

    وناموا على فرش من القطن .. (عناقريب) .. عالية ... منسوجة .. من السعف .. الملون ...

    إلا أنهم .. مازالو ... غرباء .. منبوزون ...

    إنقطعت صلاتهم .. بمواطنهم ... ألأصلية .. لم يعد (يحي) .. يذكر .. ديار الفلاتة ..

    لم يعد .. (مرزوق) .. يحن إلى أرض الصعيد ...

    إنقطعت أخبار .. (حمد أب حجل) .. عن أهله ... فأنقطعوا عنه ...

    أرادوا أن .. تكون لهم .. هنا .. جزوراً .. وأهلاً ... وعشيرةً ...

    لا يحفلون بالماضي ...

    فهنا .. غدهم .. ومستقبلهم ...

    ماضيهم .. لم يحمل سوى .. مآسي .. وعاناة .. وشظف عيش ...


    كل ليلة .. كدحوا فيها .. هنا ... وكسبوا عيشهم ..

    ناموا بعدها ..

    وعلى أجفانهم .... أحلام كأحلام أهل البلد ...

    وكل يوم .. يمر ... تتذايد فيه .. ثرواتهم ... وتخضر أراضيهم ... و تتوسع أعمالهم ...

    كان بمثابة .. جزعاً آخر .. يتعمق في هذه الأرض ... وتتشبث بها .. جزروه ...

    وأهل الحي ... في شغل عنهم ..

    فهم في أعينهم .. غرباء .. وأبناء سبيل .. لا شك .. يشدون الرحال ...!!!



    (*)


    جاءهم ... يحمل مخلاته بيمينه .. حافياً .. متوشحاً .. ثوبه المتسخ ..


    أمامه تتراقص أحلامه .. ويطارده من خلفه .. ماضياً .. مأساوياً .. حزيناً .. عنوانه .. الفقر ..


    والظلم .. وقلة الحيلة ...


    ودنياً .. نهش برد لياليها .. لحمه .. وبالكاد .. ترك عظمه .. لحر أيامها ... يتلذذ ... في


    مابقي ..من حطام ..


    كل ما يملك .. كان حفظه .. لكتاب الله .. وصوت عزب .. يردد به آياته .. وعجمة لسانه ..


    تقودك .. إلى هناك .. حيث ولد ونشأ .. إلى ديار (الفولاني .. في غرب إفريقيا) ...


    كان حلمه .. كغيره .. من أبناء عشيرته .. حجة .. يكسب بعدها لقباً .. يوازي الباشوية .. في


    حوض النيل .. وسلطنة .. آل عثمان ..


    حط رحاله .. بينهم .. هناك .. عند ملتقي النيلين ...


    وجد منهم .. كرماً .. ومروة .. وحسن ضيافة ... لم يكدره .. سوى تلك النظرة الإستعلائية ..

    التي .. فهم مردها .. إلى أصله الفولاني ...

    أستقر به المقام بينهم .. يحفظ أبناءهم القرآن .. والتجويد .. مقابل بضعة قروش ..

    أقطعوه .. أرضاً .. وبنوا له .. منزلاً من الطوب اللبن .. وهيأوا له .. باحةً .. للدرس ..

    كان .. كبيرهم .. يجله ويحترمه ..

    لكنه .. ظل .. في نظرهم .. الفلاتي .. الذي .. لا يرقى .. لأنسابهم .. التي .. بها .. يفاخرون ..

    بين الناس ...

    لم يكن .. يلقى . .. ذلك التقدير .. وتلك .. النظرة .. الآدمية .. التي .. لا يقف أمامها ..

    أصل ..ولا تنتقص .. عجمته .. منها زراعاً .. إلا حين تأتيه .. هي .. بقامتها القصيرة .. وجسمها

    المكتنز ..وجهها البيضاوي ...

    كانت .. تعاني مرضاً .. نفسياً ...

    وفي أعرافهم .. أن .. المرض النفسي .. هو مرض (فقرا )..والفقرا في عرف أهل السودان ..

    هم أولياء الله الصالحين .. من المتصوفة .. وحفظة القرآن ... و يطلق عليهم هذا الإسم ..

    لذهدهم .. وإعراضهم عن الدنيا .. ومباهجها ..




    كان هذا .. هو خيطه .. الأول .. الذي .. قاده إليها .....



    قرأ لها القرآن ..

    أرقاها .. كل ليلة .. رقية ً ..

    تأتيه كل يوم .. بضعة دقائق .. وتغادره .. في عجل ..

    لكنها .. لا تبرح خياله ..


    (*)


    غريبُ .. أمر هؤلاء القوم ..


    عجيب أمرها هذه البلدة .. لايرضي أهلها .. شئ ...


    هللوا حين أطاحوا .. بعبود ... وقالوا فيه مالم يقله مالك في الخمر ... ثم عادوا .. يتراكضون


    خلفه في الأسواق .. هاتفين .. له .. ( ضيعناك وضعنا .. معاك ) ..


    حتى مقتل الشيخ .. الذي حملوه وزره .. راحوا .. يختلقون له .. الأسباب ..


    أهو سحر .. الماضي ..


    أم أنها قسوة الحاضر ...

    ثم لم يلبثوا ... وخرجوا .. وراء .. جنرال .. آخر .. أطاح بديمقراطيتهم المزعومة ..


    أمر مقتل الشيخ ... كأمر ديمقراطيتهم ..

    يطفوا على السطح .. ليتصدر الأحداث .. ساعةً .. ثم مايلبث .. يعود لأصله ..


    أحاديث مجالس ..


    وهرطقة ألسن ... ؟


    (*)


    الحياة لا تحفل بالتفاصيل ...تمر أحداثهاعلى من عايشها.. وفيها مافيها .. من قسوة .. وعنت ..


    تحسب فيها .. الثواني .. كأنها .. اليالي .. الطوال .. وتمر لياليها .. كأنها .. أعوام ..


    لكنها سرعان .. ماتصبح .. في عرف الماضي .. وعلى أفواه الرواة .. بضعة كلمات .. تختزل


    المآسي .. وتنسج من أحرف الكلام .. عقداً .. من زمان ..


    الماضي .. هذه الكلمة الساحرة ...


    الماضي .. دائماً مايكون .. أجمل مافي حياتنا .. رغم أننا قد .. نعيش حاضراً ... جميلاً


    ذاهياً...

    ربما .. نكون موعودون ... بغدٍ .. أذهى .. وأجمل ..


    إلا أننا .. دائماً مانحن ..إلى ذلك البعد الثالث ..


    نتنهد .. حسرةً ..ونذكره .. وفي حلوقنا .. ذلك المرار ..

    ربما لأنه ..ذلك البعد الذي لا نملك ...

    أنفسنا ..دائماً ..ما تذهد في مانملك ...

    وتهفو إلى ماهو .. قد أستحال .. وصعُب ...!!!


                  

11-15-2006, 01:11 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    (5)

    رفضه أهلها .. لأن أمه جارية .. ولأنه .. عالم في حكم الأميين ... فهو بلا شهادة .. , تعضض

    ذلك العلم ..

    كانوا يعلمون أنه كأبيه .. في العربية .. والفقه .. والفلك .. لا يجاريهما أحد .. إلا أنها

    تخرجت من الجامعة .. وهي سليلة .. بت عريق .. ممن يفخرون بأصولهم التركية .. في مصر


    والسودان ..

    ورفضها أبوه .. أيضاً .. لأن أهلها في نظره .. مجرد حلب ( غجر ) ... لا أصل لهم ..

    جاء بهم الزمان .. وأعجبهم المكان ...

    غريبُ أمر هذا البلد .. أهله .. يحظون بكل شئ .. مما يحلم به غيرهم ... إلا أنهم يصرون على

    إفساده ... أراضيهم الواسعة .. آلت إلى بوار .. أصولهم الطيبة .. إختلطت .. بأنساب ..

    كثيرة .. لا ترقى لأنسابهم ... يقتتلون فيما بينهم .. والعدو .. يتربص بهم .. يرقبهم عن قرب ..

    أحاطت ببلدتهم .. ثلاثة أحزمة .. على شكل مستعمرات ... ينزح أهلها للبد .. قبل شروق


    الشمس.... يفترشون .. الأسواق .. يبيعون .. كل شئ ...

    حتى إذا غربت الشمس ... بدأت هجرتهم العكسية .. في كل إتجاه ... إلا قلب البلد ...

    يتناسلون في مستعمراتهم ... كالقمل والذباب ... يعلمون أولادهم ... في مدارس البلد ..

    ويحرصون على ذلك .... تارة تراهم .. مسالمين ... وتارة .. كأنهم في إنتظار ساعة الصفر ..

    يغيبون في الأعياد ... فتبدو .. البلدة كأنها .. هي .. تلك التي .. كانت .. على أيام شكر الله

    الكبير ..


    (*)


    خيم الصمت .. علي المكان ... إنشغل كل منهم .. بما في يده ... كأنه يبرر .. شروده ..

    وإلتزامه .. الصمت .. على غير عادتهم حين .. يجمعم .. شاطئ النهر ..

    (حمد أبحجل) ... ينظف شباكه التي .. علقت به .. بعض .. حشائش النهر .. وطميه .. الذي يأتي ..

    كل عام .. في نفس الموعد .. حاملاً معه .. أشواق .. مياه .. الهضبة الإثيوبية .. وأخبار ..

    خريفها ... الذي .. ينزر خيراً .. وشراً ..

    مرزوق .. راح .. ينظف مقصه العتيق ... مستخدماً .. رمال الشاطئ .. حتى .. لمعت أنصاله ..

    وبدا كأنه .. يعده .. لزبح .. بهيمة .. وليس لقص شعر .. إنسان ..

    أما ..( يحي الفلاتي) .. فقد أنشغل عنهم .. بقراءة بعض آيات القرآن ... ربما .. يتحجج ..

    بها .. عنالتحدث معهم .. وأحتمال .. سخريتهم .. على أمره .. وأمر( بت رحمة ).. التي صارت

    زوجاً .. له .. وأماً .. لأابناءه ... ومازال أهلها .. يعاملونه .. كأنه .. عبدُ .. لهم ...

    قطع ذلك الصمت صوت (يحي الصغير ).. إبن (حمد أبحجل )... وهو .. يجري نحوهم صائحاً ..

    ملوحاً بيديه .. كأنه يحمل .. خبراً خطيراً .. ربما ... أخرجهم من عزلتهم .. ليعيدهم .. إلى ..

    صخبهم .. ومشاحناتهم .. فأي كان الخبر .. لابد أنهم سينقسمون حوله .. كعادتهم ..

    سينتظر( ابحجل ).. حتى يبدي ..( يحي الفلاتي) رأيه .. ليأخذ .. جانب المعارضة ..

    بينما .. سيرفض .. (مرزوق )... رأيهما .. كعادته .. لا يقبل .. بشئ .. دائماً .. مايجيد

    الرفض .. والمعارضة ...

    وما كاد الفتى يقترب منهم .. حتى رمى بما في جعبته ... صائحاً :

    (نميري) ... شالوا .. خلاص .. البلد .. بدأت عهد .. جديد .. ديمقراطية .. حرية .. برلمان

    منتخب .. أحزاب حرة .. و..

    قاطعه .. (يحي الفلاتي ):... ياولد( نميري) شنو البمشي على الحرام .. خمسة إنقلابات .. ويرجع

    تاني .. زي( الكديس) .. عندو عشرة أرواح ..

    سرعان ما حدد (أبحجل) موقفه ... من الأمر ... معارضاً لرأي( يحي )بالطبع...

    : يابهيمة ... المرة دي إنتفاضة شعبية .. يعني .. الشعب كلوا .. مش خمسة ولا ستة عساكر ..

    على الطلاق .. مايشمها .. تاني ...

    لم يخيب .. (مرزوق) ظنهم .. وحافظ .. على طبيعة الأشياء .. حين .. صاح في وجوههم :

    ( نميري) .. راح ولا جا .. الأحزاب حكمت .. ولا ماحكمت .. إنتو يا سجمانين .. صالحكم شنو .,.

    إنتو بالكتير .. متفرجين .. إتخلقتوا .. عشان تتفرجوا .. وبس ..


    تخير .. (الصغير يحي) .. موقعاً لجلوسه .. يتوسط ثلاثتهم .. فكأنما .. يعبر حين حيرته .. في


    أمرهم ...

    ثم ... راح .. يتنقل بينهم .. بأعينه الصغيرة .. الحائرة ..

    وعلى وجهه .. يلوح .. سؤال ..



    (*)



    :إنت يا أبوي .. أخير حكم (عبود ).. ولا (نميري ).. ولا (الأحزاب )..؟؟؟

    رمى الفتي .. كل أوراق حيرته .. هكذا .. بوجههم .. دون مقدمات ... وكأنما .. تعمد إرباكهم ..

    رد أباه وهو .. يحتمي بشباكه .. المتسخة .. وفي .. كلماته .. ذلك المرار :

    ياولدي .. أنا في زمن (عبود ).. سنجك بنا ... وفي زمن( نميري) .. سنجك بنا .. وفي زمن الأحزاب

    مافي شئ إتغير .. برضو ياني .. نفس السنجك البنا ..أسأل عمك( يحي )....

    وكأنما .. أنتظر( يحي الفلاتي ) دوره ... فقال .. دون أن يعطي للفتى فرصة التعليق :

    أنا في زمن (عبود) .. عب .. وفي زمن .. (نميري ).. عب ... وفي زمن الأحزاب ... ياني ..

    نفس العب ... كدي أسأل حكيم الزمان .. عمك( مرزوق ).. ده .. يمكن .. يفيدك ..

    أما (مرزوق ).. فقد .. إتفق معهم على غير عادته ..

    فقال :

    وأنا شرحو .. ياني .. (مرزوق الحلبي) .. حلاق الحمير .. ونافخ الكير .. الثورات

    والديمقراطيات .. كلها .. ما زحزتني .. من مكاني ..

    مر عليهم ..( ود منصور) .. على حماره العجوز .. ألقى عليهم السلام ..

    قبل أن يبادر أحدهم .. برد تحيته .. صاح فيه الفتى :

    يا (ود منصور ).. أخير (عبود ).. ولا( نميري) .. ولا الأحزاب ...

    رد( ود منصور) ..دون أن يلتفت إليه ... ودون أن يتوقف ..

    : أخير .. الإنجليز ...



    وراح .. يضرب ... على ظهر حماره .. بقسوة .. كأنه .. يعجل في الإبتعاد .. !!!
                  

11-15-2006, 05:24 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    (6)


    (ودمنصور) .. ومنذ أختفاء زوجته ... الذي تذامن .. مع حادثة القتل .. وإتهام أهل البلد لها ..

    بهروبها مع الفتى حفيد .. (ودسالم) .. وهو .. في شرود دائم .. يطوف البلد على ظهر حماره ..

    معظم النهار .. توقف عن العمل .. آلت أرضه إلى بوار .. وشقيت أمه .. وأخواته .. عملاً

    بالزراعة .. ورعي .. مابقي من بهائمهم ...

    كلما حدثه أحد .. عن زوجته .. أو عن الفتى .. يضحك في بلاهة .. لكن عينيه تلمعان .. كأنه

    يقول : أنتم لا تعلمون شيئاً ..

    لم يعد .. يخاف( أولاد شكرالله ).. ولم يعد .. يعمل لهم .. حساباً .. كما في السابق ...

    جاءهم .. فحياهم وجلس ... دون أن يدعوه أحدهم ..


    إستغربوا مشاركته لهم اليوم .. سمرهم .. وجلستهم .. التي أعتادوها زماناً ربما يفوق عمره ..

    لم يجالسهم قبله أحداً من أهل البلد ...

    ترى لماذا كسر (ود منصور) هذا الحصار وهذه العزلة التي فرضت عليهم ..

    صمتوا جميعهم .. إتكأ( ودمنصور) .. على بردعة حماره .. بعد أن ألقاها على الأرض بجانبهم ..

    سألهم : عندكم تمباك ؟؟

    أجابه (يحي الفلاتي )بأن رمى بعلبة التمباك أماه .

    إلتقطها (ود منصور) وهو يغمغم :

    (فلاتي) بسف التمباك .. عجايبك يابلد ..

    أعادها له بعد أن ملأ فمه منها .. ثم بصق .. وقال في صوت لم يألفوه منذ إختفاء زوجته :

    كل شئ بقى ماعندو طعم .. الأكل .. الشراب .. الفرح .. الحزن .. حتى التمباك ..

    إتغير التمباك .. ولا روؤسنا هي اللي إتغيرت ...

    إنتبهوا .. فجأة لأنهم .. يشاطرونه ذلك الإحساس .. فكأنه يتحدث بألسنتهم جميعاً ..

    سأله( أب حجل ):

    إت يا ( ياود منصور ).. ماتواخذني .. ساكت ليك زمن .. لا بتجالس الناس .. ولا عندك شغلة في زول

    على الحرام .. فاكرنك .. مودر .. لكن كلامك ده مو كلام مجانين ..

    ضحك (ودمنصور) وتمدد على ظهره .. ووضع يديه خلف رأسه وشبكهما .. .. وقال وهو يتجه

    ببصره .. نحو السماء :

    (مجنون منو يا السنجك .. أنا ماني مجنون .. أنا ..ولا بلاش .. ) ثم صمت .. وظل يحدق في الأفق

    رد اب حجل وكأنه يحثه على الكلام :


    لا لا .. يا (ودمنصور) .. إتكلم .. بلاش ليه .. إحنا أخوانك .. أفتح لينا صدرك .. إنضم .. ماتكتم

    جواك بتتشقا يازول..

    فجأة هب( ودمنصور) واقفاً وصاح في وجهه :

    أنا مابنشقا .. أنا كنت بنشق .. لو ما خنقتها بيديني .. دي .. لما قطعت النفس ..

    أنا كنت بنشق .. لو مادفنتها .. بيدين دي .. ودفنت معاها .. عاري .. وفضيحتي ..

    أنا (ودمنصور ).. جدي( شكرالله) .. الكان .. سيد البلد دي من حدود مصر .. لي يوغندا ..

    كل الناس كانوا عبيدنا .. مافي راجلاً رفع عينوا فينا .. خمسمية سنة .. نحنا .. مالكين الناس ..

    تجي واحدة .. زي دي .. عاوزة .. تخت راسي في التراب ....

    قام نحوه (مرزوق) وهو يربت على كتفه :

    إستهدا بالله يا (ود منصور ).. أقعد .. مالك آزول .. صلي على النبي ..

    أجلسه .. في مكانه .. و هو يتحدث إلى( أب حجل) :

    السنجك ... الله يقطعك .. مالك على الراجل .. (ود منصور ) ده .. سنين .. ماشفناهو نطق ..

    ولا هاج متل الهيجة ..

    رد( أب حجل) :

    مالك يا (مرزوق) .. الراجل ماهو .. مجنون .. الراجل شايل جواهو .. بلاوي .. قلنا .. نخليهو

    يفضفض يمكن يرتاح .. إمكن يرجع (ود منصور) بتاع زمان ..

    رمقه( مرزوق ) بنظرته تلك .. التي .. يستخدم فيها حاجبيه الكثيفين .. للتأكيد على غضبه :

    يازول إنتا غشيم .. (ود منصور ) ده .. الحكما غلبوا فيه .. قالوا خلوه ده ممسوس ..

    (يحي الفلاتي) ده قرا لو .. القرآن كلوا .. سبع مرات فوق راسو ده .. ما سوالوا شي ..

    بتدور .. تعالجوا إت .. يامعولق ..



    (*)



    أشار إليه جدي قائلاً :.. هذا (ودمنصور) .. كنا يومها نتجول في سوق السجانة .. ثم ربت على

    كتفي وأضاف : إلحقوا بدور أكلمو ...


    سألته و أنا أتنقل بنظري بين زحام المارة : ياجدي .. حا أعرف ليك (ودمنصور) بتاعك ده كيف ..

    في الزحمة ده .. ؟؟

    أجابني وهو يسرع الخطى : هداك .. ابو جلابية بيضا .. ده ..

    وما أكثر الجلابيب البيض في سوق السجانة .. حرت في أمره .. ولما رأى مني إنصرافاً عن تلبية

    رغبته في اللحاق بالرجل .. سارع هو .. للحاق به .. وسرعان ماغاب عن ناظري ..


    لحقت به وأنا ألهث .. وجدته .. يحادث رجلاً .. أشيب الفودين .. قوي البنية .. على وجهه .. جمود

    كالذي تراه علىوجوه الموتى .. لا تستطيع أن تميز .. من إنفعالاته شيئاً ..

    عانقه جدي .. و طفقا ينظران إلى بعضهما .. دون كلام .. بعدها .. تصافحا وتفرقا ..

    سألته : ده منو ياجدي ؟؟

    أجابني : دون أن ينظر في وجهي : إيه .. دنيا .. ده (ودمنصور) .. سنين طويلة مافي حد شافوا ..

    كان مسجون .. قتل مرتو ودفنا .. جنب ضريح (شكرالله الكبير) .. أياميها .. إتهموا بيها وليد من

    عيال( أولادسالم) ... قالوا هربت معاهو .. أتاريهو (ود منصور) قتلا ودفنا ... وبعدها .. بقى زي

    المجنون .. هايم على وشو ... سجنوهوا خمسة سنين ... بعدها أختفى ..


    ثم واصل و كأنه يحدث نفسه :


    الله يرحما .. كانت مرة .. سمحة .. كانت غريبة .. من ناس بحري .. عرسا .. وجابا البلد .. تمت

    معاهو سنة .. وبعدها .. أختفت .. يوم كتلة .. عمي ... كانت أيام عجيبة ... آآه يازمن ..

    أجلسني بجواره .. على مسطبة .. أمام .. بيته في السجانة .. ثم بدأ كعادته .. في الإستمتاع ..

    بالحديث عن زمانٍ مضى .. وقومُ غابرون .. وحكايا .. كأنها ألف ليلة وليلة .. أظنها من نسج

    خياله ..

    كنت أسمعها .. ولا أصدق منها شيئاً .. لكني أحفظها .. عن ظهر قلب .. لماذا؟؟ لست أدري ..

    ربما لأنني .. أثق .. في رجاحة عقله .. وربما كنت في دواخلي أصدقه .. فهو رغم كبر سنه ..

    ليس من من أدركهم .. الخرف ..

    حكايا جدي .. كانت دائماً ماتشدني .. بعض رفاقي .. حين أقصها عليهم .. كانوا يتهمونني بالكذب

    أنا الذي كنت أصدقه .. دون أدني ريبة ..

    أعادني إلى أيامهم التي .. كتب على أن أعيشها معهم .. بأثر رجعي .. موتى وأحياء .. وأساطير

    وأفراح ومآسي ... أبطالها .. جميعاً .. لم يرني أحدهم .. لكنني أكثر الناس معرفة بهم ..!!!





    (7)


    لم يكن أولاد شكرالله .. راضون ... عن تزويج قريبهم ..( رحمة) .. إبنته .. من (يحيى الفلاتي) ..



    بل أنهم لم يتصوروا يوماً .. أنهم سيصاهرون .. رجلاً .. مثله ..


    في ليلة .. مولد إبنه (عمر ).. ركض( يحي الفلاتي) .. نحو .. (ود منصور) .. يسأله أن يوصله


    للمشفى ..



    هو وزوجته( بت رحمة) .. فقد جاءها المخاض .. ونصحته قابلة .. البلد .. أن يسرعوا بها

    للمشفى ... كانت السيارت تلك .. الأيام .. تعد على الأصابع ... كان( ودمنصور) .. يمتلك سيارة

    ( لوري ) ..

    كان الوقت متأخراً قليلاً ... طرق باب (ودمنصور) .. ذلك الليل .. جاءه (ودمنصور) .. والنوم ..

    على أجفانه .. يرسم .. خطوطاً .. من الضجر .. سأله :

    في شنو .. يا(يحي) .. خير ؟؟ وضغط على أحرف كلماته تلك .. كأنه .. يقول له :

    .. ماذا تريد .. في هذا الوقت ... ؟؟

    رد (يحي) جزعاً بت رحمة) .. متضايقة .. بندور نوديها الإسبتالية ...

    رد (ودمنصور) متهكماً :

    الإستبالية .. بالليل ده .. هي بتدور تجيب لك ( على الكرار ) .. ماتخليها للصباح .. ؟؟

    رغم أنه .. لبس .. ثيابه .. و أوصلهم .. إلا أن نفس( يحى ).. مازال بها شيئاً .. من .. الغل ..

    تجاه .. (ودمنصور) ..

    بعدها روى( يحى) لصديقيه (مرزوق) و( أب حجل ) .. ماكان من أمره مع( ود منصور )...

    قال( مرزوق) .. :

    الراجل .. معزور .. ماشيلوا في نص الليل ..

    رد يحى : يعني .. أخلي الولية .. تموت .. هي قالولك .. عرسناه بالساهل .. عليك أمان الله

    أنا .. من يوم عرستها .. بطلت أحلف بالطلاق .. والبحلف بالطلاق .. مابصاحبوا حتى ..

    ضحك .. (أب حجل) .. وتدخل قائلاً :

    شوف يا(يحى) يا أخوي .. أنا أديك الخلاصة .. في تلاتة حاجات في البلد دي مابتتغير .. ؟؟

    رد (مرزوق ):

    يلا .. إتفسح فينا .. يابتاع .. الطين ؟؟

    تجاهله .. (أب حجل) .. وواصل موجهاً حديثه ليحي :

    شوف يايحي .. يا أخوي .. الزيي .. ده .. عربي .. والزيك ده .. عب .. والزي مرزوق أخوي ده

    حلبي ... دي الخلاصة .. أها .. شن قولك ...

    نظرا إليه في .. أساً ..فقد أصاب .. كبد الحقيقة ..!
                  

11-16-2006, 05:31 AM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    لك التحية والمحبة
    نحن في انتظار اكتمال الرواية على هذا الموقع
    واصل والف فرحة بكاتب جديد للرواية السودانية
    وخاصة الروايات التي خلفيتها تاريخية
    امنياتنا لك بالنجاح والتوفيق
    ونتابع الرواية
                  

11-16-2006, 09:34 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: محمد سنى دفع الله)

    السني .. يافنان ..

    تمنيتك .. هنا ..

    فحضورك .. مشهد .. يضاف إلى مشاهد الرواية ..

    وطرفة ..

    وجبر خاطر ..

    محيتي وامتناني ..
                  

11-16-2006, 09:54 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    (


    كانت غريبة الأطوار ...

    لا تكلم ... أحداً .. من أهل الحي ...

    ولا يكلمها أحد ...

    تأتي إلى بيوت الأفراح ... والأتراح ... بصحبة والدته .. وأخته ..

    لا تغنى مع المغنين ... ولا تنوح مع النائحين ..

    تكتفي بالفرجة .. والمشاهدة ...

    تلتزم الصمت .. إلا بعضاً .. من تحية .. وبعض .. الكلمات .. التي ...

    لا تعدو ..إلا أن تكون مجاملة ..

    كأن لا شئ يعجبها .. في هذه البلدة ... وأهلها ..

    أهل البلدة .. لا يتمايزون بشئ ..

    حين تراهم .. يتبادر إلى ذهنك .. على الفور .. أن هؤلاء لا شك .. بلهاء ..

    لا تستثني .. سواه ...

    ذلك الصبي الفارع القوام ... يبدو لك .. أنه .. أكثر نظافة .. جلبابه .. أبيض ناصعاً ..

    وشعره مصفف .. على غير عادة أهل الحي ...

    لاتراهم .. متأنقين .. إلا في العيدين الكبيرين ...


    كانت تراه ... كل يوم على شاطئ البحر .. ( النيل ) ... كما يصطلحون على تسميته ...

    النيل كلمة لا يستخدمها سوى معلم الجغرافيا ... بمدرسة البلد ..

    كل أهل البلد ... يتوجهون إلى النيل عصراً ...حتى مغيب الشمس ...

    كان الذهاب إلى النيل ... غاية مايجده المرؤ في هذه البقعة من الأرض ....من ترفيه ...

    كانت تراقبه عن كثب ...

    تراه مختلفاً عن القوم ....نظراته ...تخلو من بلاهة ...

    مشيته ... الواثقة ...هندامه المرتب ...

    كان الصبية ...يلتفون حوله ...من هم في سنه .. ومن هم دونه ... ومن يكبرونه ...

    كان لديها رغبة ملحة في أن تعرف... في أن تسأل .....من هو هذا الصبي ؟؟

    لكنها كانت تتراجع ...

    ثم تكتفي بمراقبته .. خلسة ...



    (*)

    عرفت .. فيما بعد .. أنه . .. أحد أحفاد .. كبير حوش (أولادسالم) ...

    أمه أيضاً .. كانت غريبة عنهم ... ماتت .. أثناء .. وضعه ...

    خرج .. هو إلى الدنيا .. وغادرتها هي ... في ذات الوقت ...

    كان جده .. غير راض ٍ عن هذه الزيجة .. عانت .. أمه .. كثيراً ..

    رفضهم .. ومضايقتهم ..

    تركتها .. لهم ...

    وغادرت ..

    لحق بها زوجها .. بعد عام .. فنشأ .. الفتى يتيم الأبوين ...

    يدلله .. جده كثيراً ... عاش .. معه كل حياته .. لم يعرف أحداً سواه ...

    كان بينهم .. كالغريب .. لا يحفل بحربهم .. المستمرة .. مع( أولاد شكرالله) ..

    لا يزعجه .. علو كعب (أولاد شكرالله ).. وغلبتهم .. على أهله .. في هذا الصراع ..

    كغيره .. من أبناء عمومته ..

    كان دائماً .. ما يجاهر بالقول :

    .. أن (أولاد شكرالله) .. هم أيضاً أهلي .. !

    فقد كانت والدة جدهم( سالم الكبير) ... شقيقة (شكرالله الكبير) ..

    يجمعهم .. رحمُ .. وتفرقهم .. مصالح .. وأحقاد .. وأشياء .. أخرى ..

    لا يعرفها .. سوى القلة .. من الطرفين ..


    قابلها .. في مشواره .. اليومي .. عند شاطئ البحر ..

    تحادثا .. بضعة .. دقائق ...

    بعدها .. بيومين ..

    هزت البلد ... حادثة .. القتل ...

    وأختفى الصبي ..


    وهي أيضاً ...

    لم يرها بعدها أحد ...!



    (*)




    (9)


    أنتظرته كل يوم .. هناك عند منحني النهر .. حيث إلتقته للمرة الأولى .. حين وفد إليهم ...غابة

    صغيرة كانت تعرف بإسم غابة ( عبد القيوم ) ..

    لا أحد يعرف من هو هذا (العبد القيوم) .. الذي حملت الغابة أسمه .. عندما يسأل الساءل من هو

    عبد القيوم ؟ .. تسمع .. جملة .. أقوال .. كل شئ في هذا البلد .. عرضة للتأويل .. حتى

    تاريخه .. يرويه .. كل على طريقته ..

    ( بت رحمة ) .. لا يهمها من هو( عبد القيوم) ... مايهمها .. أنها ألتقته هنا أول مرة .. وهنا

    يجب أن تنتظر عودته ... تجلس بين عيدان القصب .. وتقضي وقتها في قطف أوراق اللوبيا .. التي

    تزرع عقب إنحسار الفيضان ... تظل هكذا حتى المغيب .. ثم تعود أدراجها .. تنظر نحو بيوت

    البلد .. من أسفل النهر .. تتنهد في حسرة .. على ما أصاب البلد من نعمة ... دخلت الكهرباء ...

    وكثرت السيارت .. وقلت المروءة ..

    تحبها كما كانت ... بلدة تغرق في الظلام .. ينام أهلها .. وفي أجفانهم .. حنيناً إلى الشمس ..

    و ضوءها الذي بدا لها أنه سر .. تحنانهم .. وتواددهم ...

    ربطت بين .. غيبة زوجها ( يحي ) .. ومجئ الكهرباء ... رفضها .. (يحي) .. وسانده في ذلك كثير

    من أهل البلد ... كادوا يتقاتلون فيما بينهم .. بين مؤيد .. ورافض ..

    حتى حسم الأمر إبنه ..( عمر ).. حين تصدى لأبيه .. قائلاً :

    شوف يا(حاج يحي ).. إنت رحتا ولا جيت .. فلاتي .. ضيف .. وماك من أهل البلد .. سكنوك ..

    ومكنوك .. وناسبوك .. بس ده مابديك الحق في إنك .. تعطل تطور البلد ..

    قام ( مرزوق ) من .. بين الجمع .. وصفعه .. على وجهه .. وهو يردد ثائراً :

    ياجنا .. بتعاير أبوك .. بي جنسو .. بعدين إنتا فاكر نفسك .. (شريفي) .. ولا (ود شكرالله) ..

    إنتا فلاتي من صلب فلاتي ...

    رد (عمر) وهو يزمجر غاضباً :

    أنا ود( بت رحمة) .. ود (أُ محمد ودشكرالله )... أنا ماني فلاتي ..

    (حمد أب حجل ).. و( أولاد سالم )... وإبنه (يحي الصغير) .. قاموا ليفصلوا بين الرجلين ...

    وعنفوا الصبي .. على .. سؤ أدبه .. ووقاحته ..

    أراد (حمد أب حجل )أن يطيب خاطر ( حاج يحي ) .. تلفت حوله .. فلم يجد له أثراً...!



    (*)


    لم تكن تصدق .. نبأ وفاته ..

    إنتظرته .. سنوات طويلة .. كإنتظارها .. لأهلها .. الموافقة على تزويجهما ... كل حياتها معه ..

    عنوانها .. إنتظارُ طويل .. إنتظارها .. له الآن .. ربما لن يكون .. الأخير ..

    كثير من القادمين .. من الحجاز .. أخبروها أنهم راؤوه هناك .. زوجها ( يحي ) بشحمه و دمه ..

    كان يلازم الحرم .. لا يخرج من صحنه أبداً .. يقضي أوقاته .. في خدمة حجاج بيت الله .. و

    معتمريه ... يطوف بينهم حافياً ... عاري الرأس .. حليقه ... يسقي .. هذا.. ويطعم ذاك .. لا

    يتحدث أبداً .. صائم عن الحديث ... كما أنه صائم عن الأكل والشرب ... صائم .. مذ حطت قدماه أرض

    الحجاز ...

    ثم لا تكاد تصدق هذه الرواية حتى .. يأتيها .. آخرُ وقد رأآه في ليبيا ... وقد .. عمل

    بالتجارة .. وصار من أغنياء ..( طرابلس ).. وتجارها .. الكبار ... يلبس .. الحرير .. وعلى فمه

    غليون من الفضة لا يفارقه أبداً ...

    ثم مايلبس أن .. يأتي آخر بخبر .. آخر .. عن رؤيته في مكان .. لا هو بالحجاز .. ولا هو

    بليبيا .. وإنما هو داخل البلد .. في الجنوب يتاجر في العاج .. والأبنوس .. أو في الغرب ..

    يعمل في تجارة الجلود ..



    لا ترد على هؤلاء .. ولا على أؤلئك .. تكتفي بالقول :


    ( كان حي .. بعود )


    (*)
                  

11-16-2006, 10:01 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    (10)


    جاءنا .. تلك الليلة .. تصادف أنني من قابله عند الباب .. سألني .. عن جدي .. أخبرته أنه ..

    مريض .. دعى له بالشفاء ...

    سمعه جدي وهو يدعو له فقال :

    الكبر .. دواه الموت ...

    سألته جدتي .. : الزول منو ... صوتك مو غريب علي ؟؟

    رد عليها : غريب وعابر سبيل ..

    ردت جدتي : حباب الضيوف .. أدخل لي جوه ..

    رافقته حتى ديوان جدي .. على الناحية المقابلة للمنزل ..

    جاءته جدتي .. بالعشاء والشاي ..

    إستوقفها متسائلاً : ده ما ياهو .. حوش (أولاد شكرالله) ؟؟

    ردت : أيوه ياهو .. لكن حليل زمن الحيشان ..

    سألها : وحوش (أولاد سالم ).. وأولاد عمكم( رحمة) .. مش كان .. مقابلكم ؟؟

    إستوقفها سؤال العارف .. بالبلد .. وأهلها :

    الزول منو .. إنا بقول الشكل مو غريب .. والصوت .. سامعاها قبُل ؟؟

    أجابها : لا... أنا من ناس غرب النيل .. كنت بجيكم .. موسم الحصاد .. مع العمال .. عارف البلد

    وأهلها زين ؟؟

    أجابت وفي صوتها ذلك الحزن :

    والله فيك الخير ... لكن الايام غير الأيام .. والحال .. ماياهو الزمان ...

    وكأنما أغتنم فرصة لاحت بوجهه :

    كيف وين الناس ..؟؟

    أجابته وكأن أمر حديث الذكريات ... قد راقها :

    أولاد( رحمة) .. ماتو ا كلهم ... ماباقي إلا شوية من وليداتم ... أولاد( سالم ).. نصهم هنا والنص

    التاني ... غًرًب ... الحال هناك بقى .. أفضل ..


    باغتها بالسؤال :

    و(مرزوق الحلبي) .. و(حمد أب حجل) .. ؟؟؟

    أجابته : (مرزوق) .. الله يرحموا .. كبر .. وعمى .. ومات عاماً أول .. و(أبحجل) .. مات .. في سنة

    هجمة ...(المرتزقة )... باقيلك وليدو ( يحي) .. قالوا قتلوها في الجامعة .. .. الوليد

    مالقولوا جثة ..إنتظروا حول كامل .. قال : ( كان حي .. بعود ) ما أتحمل ... مات .. في نفس

    السنة ...و لحقتوا مرتو( بت الإمام) .. عُقب شهر .. الله يرحمهم جميعاً ..

    ختمت حديثها معه هكذا ... وأعتزرت بأن معها نسوةُ من البلد ...


    إستأذنته ومضت !



    (*)


    جال ببصره .. حول المكان .. ثم سألني ان أقوده إلى حيث .. يستلقي .. جدي .. قدته إليه ...

    كان جدي .. في فراشه .. لا يستطيع .. الحراك .. إقترب منه .. ومال عليه .. وهمس له في إذنه

    ببضعة كلمات .. لم أتبين منها شيئاً .. إعتدل .. وهم بالإنصراف .. أمسكه جد من طرف ثوبه ..

    كأنه .. يدعوه للبقاء ... أفلت من بين يديه .. و أسرع مغادراً .. لحقت به .. عند الباب ..

    وجدته .. مفتوحاً على مصراعيه .. ولا أثر للرجل ..

    عدت إلى جدي .. أسأله .. :

    ده منو .. ياجدي .. وقال ليك شنو ؟؟

    لم ألقى جواباً .. إقتربت منه .. وجدته وقد أغرورقت .. عيناه .. بالدموع .. أمسكت بيده ..

    وجلست قربه على الأرض .. قلت وقد تقطعت أحشائي .. ألماً لبكاءه :

    جدي .. عمري ماشفتك بتبكي .. الراجل ده قال ليك شنو ؟؟

    رد جدي : ده عمك (يحي الفلاتي ).. ؟؟

    رددت : تاني ياجدي .. حا ترجع لي قصصك .. أنا قلت شوية المرض شغلك ونساك .. الجماعة ..

    الماعندهم وجود إلا في خيالك .. ديل .. الناس ديل جدي كلهم ماتوا ..

    أفلت يده من بين كفي .. وأشاح بوجهه عني .. و دمعه يغالبه .. !!
                  

11-16-2006, 10:08 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    (11)


    رغم كل مارواه لي جدي .. من حكايا .. وماشهدته .. بنفسي لا حقاً ... لم يهزني أمر مثلما

    هذني .. أمر (الثمانية والعشرين) .. ربما لأن كل مأساة رواها .. لي جدي .. لم تكلفني .. سوى

    دهشتي ... وبعض إنفاعالات .. سرعان ماتزول .. بعد أن آوي إلى فراشي .. وأحلم أحلام .. جيلي ..

    لا الجيل الذي .. ينتمي إليه هؤلاء ...

    كنت في أواخر .. سنوات دراستي الإبتدائية .. حين سمعت نبأ إعدامهم .. هرولت إلى جدي

    أسأله .. لماذا أعدموا ... كان هو أيضاً .. يتهيأ لفراق .. الدنيا.. كنت أرى موته .. في

    عينيه ..

    أخبرني جدي : أنهم .. قاموا بإنقلاب عسكري .. وهي جريمة .. عقوبتها الإعدام ؟؟

    سألته : ولكن ( نميري) .. و(عبود) .. وحتى من يحكموننا الآن لم نخترهم .. لم ننتخبهم .. هم

    أيضاً سبقوهم إلى هذا الأمر .. ؟؟

    أخبرني جدي .. أن هذه الأمور .. لا تزن .. بمنطق الصغار ...

    قلت في نفسي :

    ليت حكامنا صغاراً ..


    (*)



    كنا نلهو .. قرب طاحونة البلد .. حين سمعنا نبأ إعدامهم .. كان (الثامن والعشرون) من رمضان ..

    وكانوا (ثمانية وعشرون) ... رجلاً ... ثمة علاقة ما ,.. بين عددهم .. وتاريخ إعدامهم .. ربما هي

    تلك .. الرابطة الخفية ... بين الإنسان و قدره ... كنا .. نتنقل .. بين الطاحونة .. والمخبز ..

    وبيوت البلد ..

    كان أهل البلد يتهيأون للعيد .. النسوة يصنعون .. (البسكويت ).. و(الكعك) .. ونتطوع

    نحن .. لنقله ...للمخبز ... ثم إعادته .. وقد إستوى .. كنا .. نشاركهم العمل .. ليس .. تطوعاً

    فحسب .. بل لأننا كنا .. نستمتع .. بإلتهام (البسكوت والكعك) .. ونحن في طريق العودة .. إلى

    بيوت البلد ...

    يومها .. تساءلت .. كيف .. يمكن للإنسان .. أن يقدم على مثل هذا الأمر .. ( القتل ) .. سمعت

    حكايا .. مقتل الشيخ .. آلاف المرات .. على لسان جدي .. لكنني اليوم .. أحسست أنه يحوم

    حولنا ... ليسرق فرحة العيد ..


    تراكضنا .. نحو .. حجرة جدي ... نسأله .. أصحيح .. ماجاء من خبر ؟؟

    قال : نعم ..

    سألته : الا تستطيع فعل شئ .. ألا تستطيع أن تشفع لهم .. كما فعلت مع ذلك الرجل .. ( أعني

    محمود محمد طه ) ... لقد رويت لي كيف أنك حاولت .. إلا أنه أحب الموت ؟؟

    لم يكلف نفسه مشقة النظر إلى .. أجابني .. وقد بدأ لي أقل إكتراثاً من زي قبل :

    ياولدي .. الزمن .. إتغير .. (نميري) .. كان زي الوحش الكاسر .. إلا إننا كنا .. فرسان ..

    و(نميري نفسو) .. كان عندو شوية خجل .. وبعمل لي كبار البلد خاطر .. لكن .. الجماعة ديل ..

    لا بعرفونا .. ولا بنعرفهم .. بعدين يا ولدي ... سبق السيف العزل .. الجماعة .. أعدموهم .. حتى

    قبل .. ما نسمع عنهم ...

    ثم أدار وجهه .. نحوي ... وأغلق .. عينيه .. وغفا ..

                  

11-16-2006, 11:41 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    (12)


    كانت إحدى أكثر القضايا التي نظرها القضاء .. غرابةً ... كانت قضية حصر .. تركة .. (شكرالله

    الكبير )قضية ً .. إستعصت على القضاة .. وعلى الحكومات .. التي تعاقبت بعد .. زوال

    الإستعمار ....الإنجليزي ...

    قدم (أولاد شكرالله ).. مستنداتهم .. التي تثبت .. أن أغلب الأراضي بين النيلين .. حتى جبل

    الأولياء وبعض الأراضي .. الزراعية .. المتناثرة .. هنا .. وهناك .. بين بحري والخرطوم .. وبعض

    أجزاء مشروع الجزيرة .. جميعها .. مسجلة .. بإسم (شكرالله والحكومة )...

    أكثر من نصف قرن من الزمان ... والقضية .. تنتقل .. من محكمة .. لأخري .. دون حل .. الحكومات

    المتعاقبة .. تتوارثها .. مع ماتتوارثه .. من .. الحكام .. الذين .. سبقوهم .. من مشكلات ..

    (أولاد شكرالله) .. يرفضون .. كل تسوية .., يريدونها .. خالصة .. لهم .. كما ورثوها .. عن

    جدهم .. لا تنقص زراعاً ... بعضهم .. أنفق عمره .. على أبواب المحاكم .. وأمتهن .. كتابة ..

    الشكاوى .. والعرائض ... حتى .. أنهم صاروا .. مراجع .. في قانون التركات ...

    أكثر ما أدهش .. نظام الفريق ( عبود ) .. أنه .. أراد تسوية معهم .. فعقد إجتماعاً .. مع

    كبراءهم وزعاماتهم .. وأقر بحقهم .. مناصفة .. مع الحكومة .. كما جاء في السجلات الرسمية ..

    إلا أنهم .. أدهشوه .. حين قالوا .. :

    إذاً ... كلها .. لنا ..

    قال : لماذا .. لكم النصف .. وللحكومة النصف الآخر ...؟؟

    رد أحدهم : نحن ورثة الحكومة ؟؟

    قال عبود : حتى الحكومة .. عايزين تورثوها .. بس الحكومة ما ماتت ؟؟

    رد كبيرهم :

    (حكومة ) ماتت من زمان أصلك ياريس مش فاهم .. الحكومة المقصودة .. في السجلات .. ماها حكومة

    السودان .. حكومة .. دي أخت( شكرالله الكبير )... يعني حبوبةً ... لينا ..

    إستشاط عبود غضباً .. وطلب أن يغربوا عن وجهه .. الساعة ...





    (*)(13)


    إنقبض .. قلبي .. ألماً .. وحسرةً .. لما روى لي جدي .. أن (بت رحمة ).. توفيت .. دون أن ترى ..

    زوجها (يحي) .. مرةً .. أخري ..

    ليس هذا .. ما أحزنني .. بقدر .. ما عجبت للقدر .. فقد .. أخبر ني جدي .. أنه .. يوم ..

    عودة .. (يحي الفلاتي ).. تلك .. ومجيئه .. بيتنا ... كانت .. (بت رحمة) .. مع جدتي في

    الداخل .. ولما لم تتعرف عليه .. جدتي .. لم تخبرها عن .. أمره شيئاً ... فغادر .. وفي

    إعتقاده .. أنها توفيت مع من توفاهم الله ... من أهل البلد ..

    بضعة أمتار .. كانت .. تفصل ... بين حوش الحريم .. وديوان جدي .. إلا أنها كانت .. أطول من آلاف

    الأميال ...

    سألت جدي : لماذا .. لم تخبره .. بأنها هنا ؟؟

    رد جدي : أمسكت بطرف ثوبه .. لأحدثه .. لكنني أشفقت عليهما .. من هذا اللقاء ..

    فأ فلته .. ليمضي ..

    عجبت .. لأمره ..........أي شفقة هذي .. ؟؟؟

    أجابني .. :

    كل شئ .. عندو .. زمنو ..( يحي) .. و(بت رحمة ).. لو كانوا إتلاقو .. بعد الغياب .. الطويل

    ده .. ما كانوا حايشعروا .. بنفس الإحساس الأول .. كأنك .. جمعت بين غريبين .. (بت رحمة) ..

    منتظرة (يحي) .. بتاع زمان .. شاب قوي .. حريص على الدنيا .. بفكر في المستقبل .. و(يحي )..

    خلا وراه (بت رحمة ).. االبنية .. السمحة .. الحية .. ,الليلة .. هم الإتنين .. رجل في القبر ..

    ورجل في الدنيا والماضي .. ذكري حلوة .. زبدة حياة الإنسان ..أما المستقبل .. عايز قلوب ..

    مفتوحة .. وعقول .. بتفكر .. في بكرة ..

    قلت أخليهم .. على ذكرياتهم .. الحلوة .. يموتوا .. وفي الخيال .. صور .. ما أفسدا الكبر ..


    ولا الضعف .. واليأس ...

    فهمته .. وعرفت كم .. هو حكيم .. وكم هي قسوة الحياة ..!


    (*)



    ملأت صدري من هواء .. ذلك الفجر النقي .. وأنا .. أتهيأ للرحيل .. أغراني جدي .. بالسفر ..

    أخبرني أن ما في نفسي .. من كدر .. لا يذهبه سوى السفر .. لما رأي حيرتي ويأسي من أمر البلد ..

    دعاني .. إلى حجرته .. كان لا يستطيع الحركة ..

    خاطبني يومها .. و في صوتُه .. ما يبعث الأمل ... رغم .. علمه .. إنني .. ربما لن أراه .. مرة

    أخرى : العمر بقى زي ضل الضحى .. ويمكن .. لما ترجع .. تلقاني .. بين إيدين رب كريم .. سافر

    وشوف وأعرف .. ليه لسا رغم الحزن .. والدم .. , الناس لسا بتغني .. وحا تعرف كمان .. ليه رغم



    الظلم .. والحكام البنهبو في البلد .. لسا الناس .. لاقية تاكل .. وتشرب .. وتتعلم .. وتفرح ..

    ذهبت .. وطال سفري ...


    عدت .. فلم .. أجده .. ولم أجد البلد التي تركت ...

    لكنني عرفت .. معنى كلماته .. تلك .. !!
                  

11-16-2006, 01:07 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    (14)



    كنت أحبهم جميعاً ...على أختلافهم ...

    الحاج (حسين اليماني ) التاجر الميسور الحال ... الذي بني المدارس ... وشيد المساجد ..

    والمستشفيات ... لم يعمل في حياته شراً سوى إنجابه هذين الولدين ...

    كنت أحبهما أيضاً ...

    (مجدي ) الطويل ... الوسيم ... المفتول العضلات ...

    يغطي الشعر الكثيف ... صدره ويديه القويتين ... شعره أسود ناعماً ...بشرته حنطية ...

    تميل للبياض ....حينما كان يأتي بيتنا .... كل يوم تقريباً ... كنت ... حين أراه ... كأنني

    أرى بطلاً ...من ابطال اليونانيين القدماء ... ثيابه كلها متشابهة ... بنطلون

    الشارلستون ..وفانلاته الضيقة التي تبرز عضلاته ...عليها خطوط أفقية ... لا تختلف


    إلا في ألوانها .... لا يهمه شئ سوى الخمر والنساء والبانقو ....

    (نادر) الأبن الأصغر ...كان أقل حجماً ...أكثر وسامة ... وأوفر ذكاءً ...

    هادئ الطباع ... لا يكلمك إلا حين تسأله ... وأحياناً ... يؤثر الصمت ... وتجاهل ..

    الآخرين ...

    لاتهمه الخمر ... لايحفل بالنساء .... لا يتعاطى البانقو ....

    كل أموال أبيه ( الحاج حسين اليماني ) لا تعنيه ...لا يطمع في مليم واحد منها ...

    ولكنه كان ... وياللعجب ... يهوى السرقة ...حيلةً ... ويتلذذ بها ...كانت أقصى

    أمانيه ..... أن يسرق مالاً حرص صاحبه عليه ....كان يعد خطة لا تخطر على بال ..

    ثم بعد أن تنجح حيلته ... يفرق المال على أصدقائه ...وإذا قُبض عليه .. لا ينكر ولا

    يحاول فراراً ...بل يذهب إلى سجنه فرحاً مسروراً ...ومايلبث أن يكمل مدة


    العقوبة ...حتى يعود مخفوراً ... بدهشة الجميع .... لأنه سرق بنكاً ...بعد أن أتصل

    بالشرطة ... قبلها محذ راً ... في تحديٍ غريب .....وتنجح خططه الشيطانية ... رغم

    علم الشرطة المسبق ....


    كان عبقرياً ...

    ثم أنه كان إبن من تستدين منه البنوك ...

    آخرهم كان خالي (محمود )...لاهو صعلوك ك(مجدي) ...ولاهو لص مثل (نادر) ...كما أنه لم يكن

    ثرياً .. محسناً كأبيهما ....

    كان صديقاً لثلاثتهم ... رغم ... تمايزهم ... وتناقضهم ...

    وفوق هذا وذاك ... كان أقوى بنيةً من (مجدي) ... وأكثر دهاءً من( نادر ).... ويفوف (الحاج

    حسين ) كرماً .... رغم فقره ورقة حاله ...

    كان حلم حياة (مجدي )...أن يموت والده ... ويترك له من المال ... مايسمح له بالزواج ..

    من صديقته المغنية ... التي أنجب منها دون زواج ...

    الحياة بالنسبة له ... خمر ... ونساء ... فاليوم خمر ... والغد خمر ... ولا أمرُ ..

    لا يريد ... قصوراً ... ولا ثواباً ...فهذا هو خير الدنيا ومافيها ....

    ركبا القطار ... الذي يتجه إلى (عطبرة )...كان (مجدي) وكعادته ... يحمل قطعة من البانقو الذي

    لا يفارقه ...

    أخرجها ... في القطار ... وما كاد يشعلها ... حتى داهمته شرطة السكك الحديدية ...

    وجد خالي (محمود ) نفسه في مأزق ... فلو علم (الحاج حسين .) ..لتبرأ منه ...

    وكعادته ... أتخذ قراره ... ونفذه ...

    بعد أيام ... عاد (مجدي )وحده ... ليخبر جدتي .. أن خالي ... حكم عليه بالسجن ..

    ثلاثة أشهر ... في سجن الدامر ... بعد أن أعترف ... بأنه صاحب قطعة البانقو ...

    ولكنه أرسل معه ... ثلاثة آلاف .. تكفيهم حتى عودته ...

    حقيقة الأمر ... أنها حينها ...كانت ... تكفيهم ..عاماً ...كاملاً ..


    ثلاثة أشهر ... بيتنا دون خالي ( محمود )... لا يتخيله أحد ..

    لا أستطيع وصفه ...

    كرسيه أمام الباب عند المغرب ... الراديو .. تحته على الأرض ..

    يسلم عليه المارة ...فيرد بصوت عال ٍ .. كأنه يتحداهم ...

    ننام دون أن نسمعه مع أمي ... وخالاتي ... يحكي لهم النكات ..

    يروى حكاياته .. مع البوليس ... في السينما ودار الرياضة ... حين يضربونه

    بالسياط ... لأنه كعادته لم يكن مضطراً لدفع القرشين .. ثمن التذكرة ...

    بعد عودته من الدامر .. أصر على أن يسافر خارج السودان ...

    ذهب إلى( اليونان) ... ثم إلى ( ليبيا) ... فكانت البداية ..

    ظل على سفرٍ ...متواصل ...

    حتى جاؤا به يوماً ... من (السعودية) ... على فراش ... لا يتكلم ... لا يتحرك ..


    على وجهه إصفرارُ غريب ....

    صحوت ذات يوم ...

    وبيتنا ... يمور ... بالنائحون ... والنائحات ..

    وبعدها لم أرى خالي (محمود ) مرة أخري ... قط

    علمت فيما بعد ... أنه ... مات ..ودفن ..

    صدقتهم ... وماصدقتهم ... فحينها ... لم أكن أعرف معنى للموت ...

    ذات ليلة ... سألت جدتي ...آناء الليل ...

    : ماذا يعني أن نموت ..

    أجابتني :

    نوم قبال أجيك أكتلك وأرتاح منك ...


    نمت ... ولكنني فهمت ... ومافهمت ..

    كنت أراه وأنا في طريقي للمدرسة ...ثم مع المارة في السوق الكبير ...أظل متيقظاً ..

    كلما مررت بالسوق الكبير ...

    أكاد أجزم أنني رأيته مرات ... ومرات ..

    ظللت علي حالتي هذه ...

    حتى تزوجت زوجته بآخر ..

    مات (الحاج حسين اليماني ) .... أيضاً ... رأيته ... قبلها ... يبكي خالي (محمود ) ...

    ينتحب ... كما تنتحب النساء ...

    مات في نفس العام ...

    بلغ (مجدي) نبأ وفاته ...

    قاد سيارته مسرعاً ... حتى يبشر صديقته المغنية ...فقد تحقق المراد ... وأصاب ثروة

    كبيرة ...

    لكنه لم يصل إليها ... إصتدمت سيارته ... بعمود الكهرباء ... ووقع عليه ..

    إحترقت سيارته ...وهو بداخلها ...تفحمت جثته ...

    لم يتعرفو عليه .. إلا حين رأؤا خاتمه الذهبي الكبير... الذي يعرفه كل أهل البلد ..

    مات ومازالت الفتيات ... يغنين :

    ( بيتكم بي وين يامجدي ) ... كما كانت تغني صاحبته ...

    مات (الحاج حسين) و (خالي محمود) .. و(مجدي ) ..

    لم يتبقي سوى ...ذكرياتي هذه .. التي يلفها الضباب .. وتظللها .. براءة .. طفل .. محب ..

    و..

    نادر الذي يقبع في أحد سجون بورسودان ...
                  

11-16-2006, 01:16 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    (15)


    أسماه جدي .. ( محمود ) .. ولد في العام الذي ثار فيه (محمود محمد طه) .... على .. الحكم

    الإنجليزي .. فيما عرف (بثورة رفاعة) ... ربما أراد له أن يكون مثله .. لكنه ..أتخذ طريقاً ..

    آخر إلا أنه .. لم يخيب ظن جدي كثيراً .. فقد مات خالي .. ( محمود ) .. في صباح اليوم نفسه ..


    الذي أُعدم .. فيه (محمود محمد طه )... مات على فراشه .. فلم يعد يذكره أحد .. بينما .. خلد

    أسم .. سمييه ( محمود محمد طه ) ..

    سألت جدي وهو على فراش الموت :

    سمعت ياجدي إنك مشيت تتشفع .. لي محمود .. عند ( نميري ) .. علشان يعفيهو .. لكن

    ماسمعت القصة دي منك .. كل حكاوييك كانت .. من زمن الإنجليز .. وبعدهم شوية ؟؟

    رد جدي : إيوه .. رحت لي محمود .. في سجنو .. لكن .. ما مشيت لي ( نميري ) ..

    لاحقته بالسؤال : ليه ياجدي .. محمود .. رفض شفاعتك ؟؟

    تبسم جدي و نظر إلى سقف الغرفة ,قال:

    ياولدي .. أنا و(نميري) .. نطلع شنو .. قدام( محمود ).. الراجل .. طلب الموت .. ولقاه . و

    (نميري) أعدمو عشان الحياة .. وأنا .. رحت أتشفع ليه .. وفي بالي .. شئ من الدنيا .. وشئ من

    الآخرة .. محمود كان .. إختياروا واضح ... وطريقوا مافيهو غشاوة ...

    ثم أضاف :

    سألت نفسي كتير .. ياولدي .. (محمود ) لو كان إتنازل ... وإتراجع .. و أرضى (نميري ).. ونجا

    من الإعدام .. كان حايكون .. هو (محمود) ... نفسو .. البنتكلم عنو الليلة ... ياولدي ..

    الخلود .. ثمنو غالي ...



    (*)


    حيرتي بين محبتي .. لخالي ( محمود ) و(مجدي) و (نادر ) وأبيهما ..( الحاج حسين اليماني )..

    كحيرتي في أمر ..( حمد أبحجل ).. و(يحي الفلاتي ) .. و(مرزوق الحلبي .)..

    (مرزوق) و(حمد ) و (يحي ).. كرههم من كرهم .. على خلفية .. جغرافية .. و إثنية .. و(مجدي )و

    (نادر )وخالي(محمود ) ... أحببتهم .. معتمداً على ذاكرة طفل .. كان قريباً منهم .. رغم .. فظاعة

    ماكانوا يقومون به من أعمال ..

    (الحاج حسين ).. أحببته .. حين غلبت على إنسانيتي .. وفطرتي ... التي .. تحب كل خير ..

    و كل جميل ...

    لكن تُرى .. هل من العدل .. أن .. أكره .. أن أكون أحد أولئك الثلاثة .. (حمد) أو( يحي )أو

    (مرزوق) .. رغم نبل أخلاقهم .. ؟

    وأتمنى أن أكون .. أحد الذين أحببتهم .. رغم .. علمي بأنهم .. ليسو أنداداً لهؤلاء الرجال ...

    ثمة .. أمر .. لم أستطع فهمه .. ربما .. فهمته فيما بعد .. حين سافرت .. ورأيت .. بلاداً غير

    البلاد وأقواماً غير القوم ...

    .. إلا أن أمر( يحي) و(حمد) و(مرزوق) .. يتكرر .. في كل مكان وزمان ..


    (*)


    ظل أولاد شكرالله .. على عصبيتهم .. ورفضوا ... كل تسوية .. عرضت عليهم .. كانت .. مطالبهم

    واضحة .. كل شئ .. أو لاشئ ... فأغترفوا .. من اللاشئ ... كؤوساً ..

    تسربت .. أراضبهم .. من بين أيديهم .. , كل يوم .. يفقدون آلاف الأفدنة ... بعض أصهارهم

    وأنسابهم .. قبلوا بعض .. مامنحوا .. وأخذوها .. بوصفهم .. بعض ورثة ( شكرالله الكبير ) ..

    و(أولاد شكرالله) ... والحكومة أيضاً .. تصرفت الكثير .. من أراضيهم ...بينما ...

    .. ظلوا .. على عنادهم .. يحلمون .. بعودة.. الذي ضاع .. من .. عز الأمس ..

    وملك .. الآباء ...

    جدي .. وهو .. يدعوني .. للرحيل .. أخبرني .. بأن هناك الكثير .. مما يجب علي رؤيته ...

    فلا .. أسجن .. نفسي .. بين أطلال .. ماضي .. لم .. يكن لي منه نصيب .. سوي بضعة ...

    حكايات ..


    ذهبت .. وفي نفسي .. شئ من الخوف .. أن يتكرر معي ما حدث مع (خالي محمود) الذي .. أحببته ..

    وأحببت أن أكون مثله ..

    لكنني أحببت الحياة أيضاً ...!
                  

11-17-2006, 08:53 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    (16)




    ايقظته عند منتصف الليل بعد سماعها جلبة وصراخ ينبعثان من الأعلى ، حيث


    غرفة الشيخ العجوز ، طمأنها قائلاً : إن أبي هكذا حاله دائماً ، أحياناً يطارد القطط

    التي تتسلل إلى مسكنه في الأعلى وويشتمها ويلعنها ويحادثها كأنها آدمية ،...... على

    الرغم من انها حديثة عهد بهم وبمسكنهم حيث لم يمضي على زواجهما سوى عام واحد

    قضت معظمه في بيت أهلها ، إلا أنها أستغربت حديثه ولكنها أنصاعت لأمره

    وأستكانت ............وعادت إلى النوم .

    كان الشيخ حينها في الثمانين تنقص قليلاً أو تزيد ، إلا أنه كان قوياً كالثور منتصب

    القامة كالنخل ،..... كانوا ثلاثة على الأرجح........ كان حينها يجلس وكتابه أمامه

    وعمامته على رأسه ،...... باغته أحدهم بضربة على أم رأسه بالسيف ، فشج رأسه

    وطار جزءُ من دماغه والتصق بسقف الحجرة ذات الجدران القصيرة ،......... العجيب

    أنه تناول سيفه وضرب أحدهم على وجهه ، وآخر على فخده ، فاثر ثالثهم السلامة وهرول

    نازلا الدرج ولحق به زميليه الجريحين ، وهما يلعنان الشيخ العجوز الذي كر عليهم كليث

    جريح .

    عند شروق الشمس ذهب الإبن إلى الشرطة ، حتى دون أن يلقى نظرة على حجرة أبيه

    ، ............ وجدوه جثة تجلس القرفصاء ،...متكئاً على الحائط وكتابه أمامه وسيفه

    بيده وعيناه شاخصتان .

    كان الشيخ يقسو على الإبن أحيانا، بل كان يفضل عليه أحد تلاميذه وهو ذوحسب

    ونسب،كان الشيخ متزوجا من والدته وهي سليلة بيت عريق ،طلقها لكثرة ترددها على

    اهلها ،........ ونساء الشيخ كن لايخرجن الا محمولات على الاعناق الى مثواهن الاخير

    ،...... كان تفضيله للفتى مدعاة للاقاويل ولغيرة الإبن، وحقده على كليهما .

    روى أحد تلاميذه الذين كانوا يترددون على بيته لتلقى دروس الفقه واللغة ، أن الشيخ

    وهو الذي لم يكن يتحدث العامية إطلاقا مع العامة والخاصة ، حتى أن أفراد أسرته لا يجرؤ

    أحدهم على مخاطبته بغير الفصحى ،.... روى أن الشيخ وقبيل مقتله بيوم واحد

    أدهشهم حين تحدث العامية على غير عادته قائلا وكأنه بيت شعر :

    بكرة ماتجوني ................ بكرة جايين يكتلوني

    أنفضوا عنه غير مصدقيين أن الشيخ كلمهم بالعامية ،...... غير أن كلامه

    أخافهم على الرجل ، أكثر من أنه أدهشهم ،.... لعلمهم أن الرجل كان أيضا حجة في

    الفلك وعلم الروحانيات ، وكان صاحب نبوآآت دائما ماتتحقق .

    لم يحضروا ليلتها ....... سمعوا كغيرهم نبأ مقتله ...... ندموا على أنهم لم يتجرؤا

    على سؤاله ... من هم ؟ من سيأتي لقتلك غداً ؟

    بكوه مع من بكاه وما زالوا يزكرونه حتى تفرقت بهم السبل ومات منهم

    .من مات ، وهاجر من هاجر ومضت بهم الحياة .............. وأنستهم ما كان من أمر

    الشيخ بعد أن طغت عليه أحداثاً كثيرة شغلتهم فأنشغلوا .

    كان يمتطي حصانه ويمتشق سيفه كأنه في عصر بني أمية .... يجوب شوارع البلد

    وأسواقها كأنه عنترة العبسي أو أمرؤ القيس التغلبي ... كان مدعاة لأعجاب البعض

    ولسخرية الكثيرين ...... يعيش على التمر والماء واللبن ، لا يتناول شيئاً سواها ، كان

    يدخن بشراهة غريبة ... لايكاد يطفئ لفافة حتى يشغل الاخرى ..... لولا دخان التبغ

    يتصاعد امام عينيك يخرج من انفه تارة ومن بين شفتيه تارة اخرى ، تذكرك اننا في

    منتصف القرن العشرين ، لحسبته شبحاً لاحد فرسان العرب ، في جاهليتهم أوبعد إسلامهم ،

    ............. أو حتى صقر قريش كما توهمه محمد الماغوط .

    كانت ام الفتى جارية من جواري الشايقية ، ممن كان يطلق عليهم في ذلك الزمان

    (خادم ) ،............. جلبت وأهلها في إحدى قوافل الرق ، عكفت على خدمة الشيخ

    بعد طلاقه من أم الفتى (شريف) ، عاشرها على مايبدو من باب أنها ما ملكت يمينه ،

    ....... فأولدها صاحبنا وشقيق آخر ، عاشت تحت الظل ، حتى يقال أن ابنيها بالكاد

    يعرفان أسمها .

    كان الشيخ شديد الإعتداد بنفسه لدرجة أنه كان يعاملهما كأنهما عار لحق به وبنسبه

    الحجازى ووامه الشامية ، التي تزوج منها والده بعد هجرتهم من مكة إلى الشام ،......

    وبعدها هاجروا مرة أخرى إلى مصر ، إلتحق الشيخ وأخوته بالأزهر الشريف ،.........

    ثم واصلوا هجرتهم جنوباً ،...... فطاب لهم المقام ،وكانوا من اسبق الناس ..

    سكنا ، وظل حيهم لهم ولأبناءهم ، لايسكنون غريبا ولايزاوجوه إلا ماندر ، كان الشيخ أول

    من فعلها ، ولم يفعلها بعده سوى الإبن ،....... ولكن هذه قصة أخرى .

    مما يفخر به الشيخ ،أنه هو من أطلق على المزياع هذا الإسم ، بعد ان حار علماء


    اللغة في إيجاد كلمة مناسبة تقابل كلمة (راديو ) الإنجليزية ، سافر إلى القاهرة حيث

    كان عضواً بمجمع اللغة العربية ، وحل معضلة الإسم وقفل راجعاً ، بعد أن أثار معارك

    كثيرة مع أنداده المصريين كعادته دائماً،......... وشتمهم وأغلظ بلغة غاية في الفصاحة ،

    فهمها بعضهم ، ومن لم يفهم أكتفى بسبه والإستهزاء منه و هيئته وملبسه وسيفه الذي

    لامكان له سوى المتاحف .


    كان معلماً جيداً ولكنه كان متعالياً حتى على هذه المهنة ،لم يكن له سوى أربعة تلاميذ ،

    أربعتهم ذوو حسب ونسب ونبوغ مبكر ، لم يكن يسمح لأبنه بمجالستهم ،

    ....... كان يأمره بالوقوف عند باب غرفته التي فيها مكتبه وحجرة درسه ،


    .......... يقف على خدمتهم ، حتى إدا أنقضى الدرس أمره بأن يحمل أغراض الفتى (شريف)

    إبن مطلقته حتى منزلهم .

    إحساسه نحو والده الشيخ كان مزيجاً من الكراهية والخوف والإعجاب ،.... لم يحبه أبداً

    حب الإبن لإبيه ،....... دفعه عدم سماح أبيه له بحضور درسه ،أو حلقة علمه ،

    أوالإلتحاق بالمدارس إلى أن يعلم نفسه بنفسه ، كان يأكل الكتب أكلاً ، صار عالماً لايقل

    علماً عن والده الشيخ ، لكن دون شهادة ولو حتى الإبتدائية ، كان أخيه أوفر حظاً ، تعلم

    حتى صار أستاذاً جامعياً ،..... .........ربما كان حظه أعظم لأنه لم يضع عمره في

    كراهية أبيه .

    ثلاثة رجال أشداء ، سيوفهم ذات أنصال حادة لامعة ، ......طوال كأنهم ليسوا

    من جنس البشر ، وجدوا آثار أرجلهم على الرمل ، كانت بحجم الطفل الرضيع ..

    كان الأمان والإطمئنان في ذلك الزمان يجعلان البيوت دون ابواب ، لم يعرف الناس كلب

    الحراسة بعد ، بعضهم ينام على قارعة الطريق أمام بيته ،دون أن يخاف سوى المعزة

    الجائعة ، تأكل ملاءته أوثوبه الذي يتدثر به ، كانت البلد ، (جورج مشرقي ) و(دار

    الإذاعة ) وبيت اللعبة ودار الرياضة ،....... كان كل رجل (جكسا ) أو ( إبراهيم

    الكاشف) ،..... وكانت كل أمرأ في حيها (بدور ) ،........ حتى ذلك اليوم ،

    صارت تلك الحادثة حديث المجالس ........... ، كل يوم شائعة جديدة ،.......

    ومتهم جديد ، .........جاء (اكتوبر ) ،....... وأنكشف المستور ، عاد الدم حاراً كأنه

    أريق منذ لحظات ،...... قاطع آل الشيخ إبنيه قطيعة دامت ثلاثون عاماُ ،....... دون

    أن يستطيعوا مغفرة أو نسيان .

    كان الإبن شديد البياض ، يميل إلى الحمرة ، متوسط القامة ،شعره أسود اً ناعماً ، لا

    يخلو من وسامة ، عيناه عسليتان ، فمه صغير وشفتاه رقيقتان ، إلا أن أنفه الأفطس

    المفلطح كان يجعله يلعن والدته الخادم ،.. كان يكرهها ، ويكره هذا الأنف الذي يذكر

    الناس بامه وباصلها...... وإن نسوا .




    (*)


    بعض الأبطال تصنعهم الصدفة ،....... بعضهم من صنع خيالنا ،...... كان أحدهم ،

    .....صار بطلاً رغم أنف الجميع ،...... حتى كتب التاريخ ...... لم يكن سياسياً ،

    ولم يحفل يوماً بما يحدث من حوله ، رغم وجوده بجامعة الخرطوم ، ......... كان همه

    أن يتلقى قدراً من التعليم ، يؤهله لكي يكون موظفاً ، لم يرد يوماً أن يكون مزارعاً ،

    كادحاً كأبيه ومعظم أهله وأهل قريته الصغيرة التي تقع في وسط مشروع الجزيرة ، حتى أنه

    كان ينظر إليها على أنها حقل كبير ، وما بيوتهم إلا مستودعات تضم الغلال والماشية

    والبشر على حد سواء ، كان ناغماً على كل شئ ، إلا أنه كان إنطوائياً خجولاً ، ......

    قتل يومها برصاص الشرطة التي خرجت تلجم الشارع ، تدافع عن نظامٍ ، كان يتداعى ،

    ... بدى أنه كان يلفظ أنفاسه الأخيرة ، ...... صاحبنا لم يكن مناضلاً ....لم يكن

    ثائراً ..... كان فضولياً فقتله فضوله ، أراد أن يعرف مايجري من حوله ..... خرج

    إلى فناء الجامعة .....فأصابه رصاص الشرطة الذي دائماً مايطيش ، عندما يشهر

    السلاح ....دفاعاًعن القهر والظلم والفساد ...في وجه الأحرار والمستنيرين والعمال

    البسطاء .................... حين تجتمع القلوب وتتوحد المقاصد ويجمعهم حب

    الحرية وعظمة الوطن ........ خرج متفرجاً وانتهي وهو محور الأحداث وبطلها الوحيد

    وشهيدها الأول ...... جاد بروحه دون قصد وأشعل فتيلاً لثورة كانت فصلاً من التاريخ

    أحببنا جميعاً تبيضه ، فرسمنا لصاحبنا هذا صورة المناضل البطل الذي علمنا كيف تقدم

    الأرواح رخيصة من أجل الاوطان ....... كان هو البطل الذي كتبنا عنه أشعارنا وأسمينا

    بإسمه أطفالنا وشوارعنا .... ونسينا البطل الحقيقي لتلك الثورة .... الفريق إبراهيم

    عبود .!!!.
                  

11-18-2006, 07:17 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    (17)


    ضاقت بهم قاعة المحكمة ... جاءوا من كل .. حدب وصوب ... ليشهدوا .. بدء جلسات محاكمة

    القاتل ... (أولاد شكرالله) .. لم يحضر منهم أحد .. كل الحضور .. كانوا من اهل القتيل .. وبقية

    أهل البلد ... وجمهرة من الفضوليين ..

    ما أن تهيأ .. القاضي .. لبد ء الجلسة .. حتى دخل عليه جدي مقاطعاً :

    لو تسمح يامولانا ... عندي كلمة ..

    رد القاضي مستغرباً :

    نحنا لسا مابدينا .. حتى .. حا نديك فرصة .. لما نبدأ في سماع الشهود ..

    أجابه جدي :

    شهود شنو يامولانا .. إحنا عندنا كلمة واحدة .. وبعدها مانا جايين محمكتك دي ..

    أجابه القاضي :

    طيب إتفضل .. عاوز تقول شنو ..

    رد جدي :

    الزول ده إن أعدمتو ميت ... وإن تركتوا .. ميت ...معاكم سلامة ..

    ثم غادر .. قاعة المحكمة .. وتبعه .. بعض أهل البلد ..!


    (*)


    إجتمع .. أهل البلد في بيت جدي ... يتشاورون .. حول أمر محاكمة الفتى ... ,( أولاد سالم )..

    أرسلوا .. (مرزوق الحلبي) ... لينقل .. وجهة نظرهم .. للجمع ... أما بقية أهل البلد .. فقد

    إنقسموا بين مصدق .. لزعم .. الفتى بأنه .. برئ من دم الشيخ .. وأنه هرب .. ليلتها .. قبل ..

    شروق الشمس ... قاصداً أهل أمه في بحري ... وبين .. مكذب .. لها .. ومؤيد.. لإتهامه .. بتلك

    الفعلة .. النكراء ...

    (مرزوق) قام مخاطباً الجمع :

    يا ناس البلد ... (أولاد سالم) .. قالوا .. مستعدين لكل طلباتكم .. إن درتوا .. الدية ... حلال

    ( أولاد سالم) .. كتير .. وإن درتوا الدم بالدم .. الولييد .. ياهو مرمي في المركز ...

    وقف جدي ثائراً في وجهه :

    هوي يا الحلبي الشوم ... دية شنو .. البقبلوها (أولاد شكرالله ).. وحلال (أولاد سالم ).. ده ..

    ماياهو .. عطايانا ... ومنحنا ... والولييد ... براهو .. مابشيلا .. دي مافعلة وليدات .. الجني

    مكري .. أمش .. لي (اولاد سالم ).. قول ليهم .. قدامكم .. سبوع ... تخلوا أرض ( شكرالله )

    بالكامل .. ترجعوا غرب البحر .. محل ما جيتو ..

    رد عليه( مرزوق) : ده كلام شنو ده .. الناس ماهم .. ناسك الأمس .. الناس بقوا قبيلة .. تسد

    عين الشمس ... يرحلوا كيف ..؟؟؟
                  

11-18-2006, 07:47 AM

عادل فضل المولى
<aعادل فضل المولى
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 2165

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    الاستاذ كمال
    الف تحية لك ولروايتك الوليدة
    فالسيد شكر الله هو جدنا لجهة أمنا
    وتحتاج سيرته الى توثيق خاص
    فشكراً لك انك اخترت الفضاء الروائي للتوثيق ..ولن يردك أحد اذا قلت ان قصة احفاد شكر الله تصلح (عينة ممثلة) لحال الوطن بأكمله...
    ...
    الآن قرية اولاد شكر الله (تنمو) على طريق جبل اولياء الخرطوم بالقرب من السلمانية شرق
    بعد ان تم تخصيص هذه المنطقة لهم بحكم قضائي اواخر الثمانينيات من القرن الماضي ..
    المهم في مداخلتي ان هناك اخطاء لغوية ونحوية قصدت لفت الانتباه لها قبل الدفع بالعمل الى المطبعة..
    وساحاول قدر الامكان ايراد بعض الملاحظات حول وقائع تاريخية بعد الاستوثاق والضبط
    حيث انه من المعروف لنا ان الجد شكر الله كانت ذريته من البنات ولم يكن له اولاداً ذكوراً
    ..
    ملاحظة عابرة.. ان لقب (فرتاقاب) تم تخفيفه وصار (فتاقاب) وهم معرفون بهذا الاسم في بعض مناطق الجزيرة
    ..
    تابع هذا المشروع الضخم
    فنحن معك حتى اكتمال بنائه
                  

11-18-2006, 12:23 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: عادل فضل المولى)

    أخي عادل ..

    شكراُ .. على مرور .. أحد أحفاد الناظر شكرالله ..

    أما عن السيرة التاريخية .. فقد توخيت أن تكون .. ملمحاُ تاريخياُ حقيقياُ ..

    إضافة إلى( فنتازيا) ..لا علاقة لها .. بمسيرة التاريخ .. على أن لا تشوه ماهو حقائق ..

    لا يجب المساس بمصداقيتها ..

    شكراُ .. على ملاحظة الأخطاء ..

    وهي مسئولية القسم الفني .. بالمطبعة .. حيث تتم مراجعتها كاملة .. وتدقيقها .. وتصحيحها ..

    وهي بالمطبعة منذ .. 4 أشهر .. وهي من ستة أجزاء هذا هو الجزء الأول ..

    معلومة :

    شكرالله محمد شكرالله .. أو شكر الله الصغير .. هو من ليس له أبناء ذكور .. وهو والد السيدة صفية

    والدة المرحوم الزبير الخليفة النزير ...( ومنهم السيد عثمان جادالله النزير) الأمين العام لحزب

    الأمة عليه رحمة الله ..



    أما شكرالله الكبير .. فله من أحفاد من إبنه محمد شكرالله .. على رأسهم عبدالقادر .. وعبد

    المهيمن ..( جد مدني الطاهر عبدالمهيمن )

    ولهما أخت .. أنجبت أهالي العسال وهم من الجعليين ( الماحياب ) ومنهم ..عبدالرحمن بركات ( أبوساندرا) الزميل بهذا البورد ..




    والرواية سيقوم بكتابة مقدمتها .. الأستاذ : رجاء النقاش الناقد المصري المعروف ..


    محبتي وأمتناني ..

    (عدل بواسطة كمال علي الزين on 11-18-2006, 01:53 PM)

                  

11-18-2006, 01:06 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    (1



    مررت أمام منزلهم .. في حي السوق .. موضع جلوس .. أبيهم (الحاج حسين اليماني ).. ثم موضع

    جلستهم .. تلك التي كان يتوق لها كل أبناء البلد ... كان (نادر) و( مجدي )و(خالي محمود) ..

    يقبلون على الحياة .. لا يحفلون بشئ... كان كل أبناء البلد .. يتوقون لصحبتهم .. ومجالستهم ..

    ومشاركتهم مغامراتهم .. تلك ... لم أرى البلد .. جميلة .. مفعمة بالحياة .. مذ رحلوا ..

    قطعت تلك الأمتار التي تفصلني .. عن بيت (الحاج حسين) .. وأنا أنظر .. صوب موضعهم الذي كان ..

    فكاني .. بهم هناك .. يتآمرون على .. على أحد .. أو يتفقون على .. إقامة إحدى حفلاتهم ..

    التي كانوا يقيمونها .. بين الفينة والفينة ... كانوا .. يفعلون كل شئ على عجل .. فكأني

    بهم .. يسابقون الموت ...

    دفعت باب السنط القديم .. ودلفت إلى باحة البيت المهجور ... إنقبض قلبي .. وأنا . . أتجول

    ببصري .. حول المكان ..

    هنا رؤى لي( الحاج حسين اليماني) .. حادثة مقتل الشيخ .. هنا أبتدأت حيرتي .. حين رحت أقارن

    بين روايته تلك .. ورواية جدي ...

    حادثة قتل الشيخ .. لها ألف وجه .. وجه ..


    (*)

    (مجدي ).. كان دائماً .. ما يطالب .. أبيه ( الحاج حسين ) .. بالإنتقال .. إلى منطقة أخرى ..

    قامت فيها .. عمارات .. شاهقة .. و مساكن .. كالتي كان يراها .. في أوربا ..

    (الحاج حسين) .. كان يصر على الرفض ... كان يقول :

    أن هذا الحي هو هويتي .. هو .. حياتي .. هو أنا ...

    هنا .. كل عمري الذي ..ضاع .. والذي سيأتي ... هنا .. أمكم .. وهنا .. ولدتم ..وهنا سأموت ..

    كان جدي .. له موقفاً ... مشابهاً ... ربما لأن أبناء ذلك الجيل جميعهم .. متشابهون ..

    كانوا .. كلهم يساريون .. حين كان اليسار .. في عنفوانه .. ثم تحولوا عنه حين إنكساره ..

    ثم .. أصبحوا يمينيون جميعهم .. حين غلب اليمين ... كان جدي ينزعج .. حين أصارحه برأيي هذا

    كان يعترض .. ويغضب .. , غضبه .. هذا .. لم يغير .. قناعتي بصحة .. ما أزعم ..!

                  

11-18-2006, 01:15 PM

عادل فضل المولى
<aعادل فضل المولى
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 2165

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    العزيز كمال
    لك وافر الشكر والتحايا
    Quote: أما شكرالله الكبير .. فله من أحفاد من إبنه محمد شكرالله .. على رأسهم عبدالقادر .. وعبد
    المهيمن ..( جد مدني الطاهر عبدالمهيمن ).

    وعبد المهيمن هذا هو جد حبوبتنا (فاطمة بت الطاهر) عليها الرحمة - أم والدتنا وشقيقة الجد مدني متعه الله بالصحة والعافية
    Quote: ومنهم السيد عثمان جادالله النذير

    نعم.. عليه الرحمة
    وهو والد الاستاذ ياسر عثمان جاد الله
    (من قيادات احد الاجنحة بتنظيم الاخوان المسلمين)
    وطبعاً هم يستقرون حالياً بالعيلفون..
    ..
    لك الشكر مرة اخرى على التصحيح وواصل السرد الشيق
                  

11-18-2006, 01:48 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: عادل فضل المولى)

    (19)


    : (مرزوق الحلبي .. حلال المشاكل .. وزعيم أجاويد البلد .. والله عشنا وشفنا حلاق الحمير ..



    بتزعم البلد .. و(أولاد شكرالله ).. بقصدوهوا .. في الملمات .. وبرسلوا ليهو كروت في الأفراح ..)



    هكذا .. أ ستهل (ودمنصور) حديثه معهم .. كان .. كعادته .. يرمى بكلماته هكذا .. دون .. أن


    يفكر ودون أن يأبه .. لمحدثه .. ثم ينصرف .. دون أن ينتظر رداً ..



    كان( مرزوق) و (أبحجل ).. و(عمر بن يحي الفلاتي )... يجلسون أمام .. ديوان ...( مرزوق) ..

    الكبير .. الذي بناه .. لإستقبال .. الضيوف .. وإكرام عابري السبيل ... كما .. كان يستخدمه ..

    لإدارة شئون تجارته .. التي .. توسعت .. و بهائمه التي .. صارت .. تفوق .. ما أمتلكه (شكرالله


    الكبير) ...



    (أبحجل ).. لم .. يفلح في شئ .. سوى أنه تزوج أبنة .. (أولاد الإمام) .. وصارت له ..

    داراًكبيرة .. وأرضاً يزرعها كل عام .. إلا أنه .. لم يترك .. مهنته .. كبناء ... حتى .. وهو في

    تلك السن .. فقدورثها عنه أبناءه .. بشئ .. من مجاراة .. ما أصاب البلد .. من نعمة .. فقد

    تحولوا منالطوب اللبن .. إلى بنا ء .. الطوب الأحمر .. والأسمنت ..


    (*)


    كان (أولاد شكرالله) .. دائماً مايصرون على دفن موتاهم .. ومن هم من نسل ( شكرالله الكبير)


    أمام ضريحه ... ويتعصبون لذلك الأمر .. حتى أن بلغ بهم الأمر .. إلى تحديد .. منطقة فاصلة ..


    بين .. الأماكن المخصصة .. لهم ... والأماكن المسموح بها .. لبقية أهل البلد .. وكان أن ..

    عينوا لذلك الأمر .. أحد .. أحفاد .. الذين يسكنون بالقرب من الضريح ... فكان كلما سمع عن وفاة


    أحدهم .. يجئ لتوجيه .. مكان الحفر .. حسب قبيلة المتوفى ..


    وبذلك فاقت عصيبتهم .. كل تصور ..


    ويوم .. إكتشاف جثة إمرأة (ودمنصور ).. لم يذعجهم ... أمر مقتلها على يد زوجها .. ودفنه لها


    بكامل ثيابها ..على عمق زراعين .. أو أقل .. حتى نبشتها الكلاب الضالة .. التي كانت ... تتخذ

    من الضريح .. مأوى لها .. بقدر ما هالهم أن (ودمنصور) دفن إمرأة غريبة .. عنهم .. بالقرب ..

    من ... مثوى جدهم .. (المقدس) ... كان (ودمنصور) .. ينتسب .. لشكرالله الكبير .. من جهة أمه

    فقط .. وهذه القرابة ... في عرفهم .. ( لحمة مرة ) .. أي أنها .. ليست بالقرابة .. التي توجب

    عليهم ..حسبانه .. من (آل شكرالله) ...


    جثتها المتحللة .. لم تشفع لها .. أخذوا رفاتها .. لتدفن من جديد .. في أطراف المقبرة ...



    (*)


    أعيان البلد الجد د ( مرزوق وحمد أبحجل و عمر إبن يحى الفلاتي) .. يجتمعون كل ليلة .. للتشاور

    حول أمر البلد ... أكثر مايقلقهم .. هو بيع أهل البلد أراضيهم .. لغرباء يأتون من كل مكان ..

    كانت كل بيوت البلد محازية للنيل .. ماعدا ذلك عبارة عن أرض فضاء .. كانت بمثابة مراعي ..

    أثناء فصل الخريف ... الآن هذه الأرض الفضاء .. أصبحت عالماً جديداً .. إمتدت البلد .. حتى صار

    أهلها غرباء .. فيها .. بعد أن كانوا بضعة حيشان .. كل عائلة لها حوش يعرف بإسم جدهم

    الكبير .. كبر سوق البلد .. أقام بعض الغرباء مصانع .. و مزارع .. في ذلك الفضاء الذي كان

    يعرف بالخلاء ..


    بعد غياب ( يحي الفلاتي) وتواتر أنباء عن وفاته في رحلته لأداء فريضة الحج .. أخذ إبنه( عمر)


    مكانه بين .. أعيان البلد .. ليكمل الضلع الثالث الذي إفتقده (مرزوق) و (حمدأبحجل ) ... إلا


    أنه لم يكن كأبيه .. كان يفوق الرجلين علماً ومعرفةً ...ثم أنه كان قوياً بمعاضدة أخواله له ...



    (*)


    المعجزات لا تحدث إلافي الماضي .. هي بضعة حكايا .. أسمعها من جدي وجدتي .. وزمرة من


    أهل البلد .... كل معجزةُ .. دائماً .. مايسبقها .. عندما كان .. أو حين كنا ..


    لماذا .. لم ندرك هذا الزمان ........(زمان المعجزات) .. فنحن أحوج إليها من أهل ذلك

    الزمان ...حتى حكاياهم عن .. عن الفروسية .. والنبل .. أيضاً .. تنتمى إلى ذلك الماضي ..


    فررت من جدي .. في ذلك الصبح .. سئمت حكاياه .. فررت وتطاردني أشباح .. أؤلئك .. القوم ..



    (مرزوق) و(أبحجل) و(يحي) .. وبقية .. أهل ذلك الزمان .. الذي صرت أنتمى له .. أكثر من إنتمائي

    للحاضر .. هومت روحي .. بين أرواحهم .. أردت أن أكون .. أحدهم ... حاولت أن أكون (مرزوق) ولم

    أفلح .. كما أنني لم أقبل بأن أكون( يحي ) .. وما رضيت .. بكوني (حمدأبحجل ).. فشلت حتى في

    أن أكون كخالي ( محمود )رغم حبي له .... اليوم أدركت .. أن الإنسان .. لا يستطيع إلا أن يكون ..

    نفسه .. فقط ..!



    (*)



    روى لي جدي .. أنه وبعد ... سقوط نظام الفريق عبود .. تم إلقاء القبض .. على قتلة الشيخ ..


    كانوا ثلاثة .. إعترفوا .. بأنهم .. فعلوها .. بإيعاز... من خال إبنيه ..


    لم .. يكن .. الإبن بعيد .. عن الشبهات .. فقد كانت كراهيته لأبيه .. لا تخفى .. على أحد ..


    صارت .. لدي قناعة.. تامة .. أن الأبن .. هو قاتل إبيه .. أو على الأقل .. تواطأ .. على قتله ..


    حكايا جدي .. كانت .. هي كل مرجع لي .. في حياتي .. حينما .. يروى أحدهم .. إحدى


    الروايات ..التي .. سمعتها .. من جدي .. وتختلف .. الروايتين .. لا تهتز قناعتي .. بصدق روايته


    وأظل .. أزعم .. أنهم .. لا يعرفون شيئاً .. فجدي .. دائماً على حق .. !
                  

11-18-2006, 10:57 PM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    كمال
    يا زول يا متميز بالحرف
    تهنئه كبيره (وشدة ايد) بالمولود (الروايه) عساها تكون من المستورات

    وبعدين عيونا بقت ما بتقدر علي تحمل انكسار ضو الشاشه
    على شبكيتها خاصة مع كتابتك (الطالعه من بين رقه انامل)في صغر حجمها
    عشان كده قول لينا

    نلقاهـــــــــــــــــا وين
    وانت معاها
    تحياتي
                  

11-19-2006, 06:00 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: فيصل عباس)

    أخي فيصل عباس ..

    شكراً .. للطفك ..

    ورقة مرورك ..

    ستخرج الرواية .. من المطبعة مطلع الشهر ..

    وستصلك بالتأكيد ..

    محبتي وأمتناني ..
                  

11-19-2006, 06:32 AM

عاصم ابوبكر حامد
<aعاصم ابوبكر حامد
تاريخ التسجيل: 03-03-2006
مجموع المشاركات: 3017

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    الاستاذ كمال الزين
    لك التحية اخى


    ومازالت انتظر امام بابك واقراء كلماتك التى ارها صميم اهل السودان

    لك كل امنياتى وتقديرى ....
                  

11-19-2006, 08:05 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: عاصم ابوبكر حامد)

    صديقي المناضل ..

    الصميم ..

    عاصم ..

    نخشى عليها .. من تغول ..

    العرق والدين ..

    ربما أكون محظوظاً بعض الشئ..

    لقلة قراءها ..

    فهي ..

    تدخل في باب .. مايجب إنكاره من حقائق ..

    محبتي وأمتناني ..
                  

11-20-2006, 10:34 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    (20)


    رقصوا وطربوا ... وأكلوا .. وشربوا ... ودارت عليهم خمر معتقة ...


    والليل .. يجرجر أزياله .. مهزوماً .. أمام ضؤ نهار ذلك الفجر ... الذي أرسل جيشه ..


    خيوطاً .. من ضياء ... ما تفتأ ترتمي في أحضان كثبان الرمل التي بللها .. ندى

    الصبح .. فكأنها أول من يعلن إستسلامه ..


    وأهل البلدة أيضاً .. بدأؤا في إعلان إستسلامهم .. لجبروت النوم ... فأنفضوا من حول ..


    المغنين ... وراحو يتسللون .. إلى بيوتهم .. الواحد .. تلو الآخر ...


    كان عرساً .. ستتحدث عنه البلد .. لسنوات ...


    جاء كل أهل الزمام ... حتى .. الحكومة .. أرسلت من ينوب عنها ...


    جلس (حمد أب حجل) .. وحيداً صامتاً .. متكئاً على عصاه .. فكأنما يرمى بحموله عليها ..


    كانت .. إبنته تتزوج اليوم ... من زهرة شباب البلد ...


    كيف لا .. وهو (إبن مرزوق) .. كبير تجار البلد ... وممثلها في برلمان .. الحكومة ..


    تذكر أهله .. في ديار الشايقية .. مضى زماناً .. دون أن يذكرهم أو يحن إليهم .. أخذته

    الحياة ..


    والآن تأخذ .. نطفةً .. منه .. لتزاوجها .. مع .. قوم أخرين .. قوم ( مرزوق


    الحلبي ) ...


    راح يدندن .. مع نفسه :


    طريت أهلي وبلدنا الداير اموت بي شوقة


    واتذكرت لي ايامنا وكتين نسوق البوقة


    عبرة شديدة سدت حلقي والعينين تكب سبلوقة


    واتأوّه وأقول يا حليلنا يا حليل البلد والروقة


    طافت زهني صورة أهلنا بي إيدينن المعروقة


    والكارديق مع الطورية واللّربل مع واسوقة





    جاءه .. إبنه الأكبر (يحي )... مخاطباً .. مشفقاً :


    يا أبوي .. ما تقوم ترتاح شوية .. إنت من أمس ماغمدتا ..


    رفع رأسه وسأله متجاهلاً .. جملته :


    الفجر باقيلو كم .. باقي لي أذن ؟؟


    رد أبنه يحي :


    يا أبوي كان أذن كنا سمعناهو ...


    أجابه وهو يهم بالوقوف :


    نسمعو كيف مع الغنى .. والرقيص .. حرم كان .. القيامة .. قامت .. ماجبنالا خبر ..


    قطع جدالهما صوت المؤذن .. رافعاً النداء ...


    فأتجه الأب إلى المسجد ..


    وعاد الإبن .. إلى سمره .. وندماءه ...
                  

11-21-2006, 04:40 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    (21)


    كأنهم لا يعنون شيئاً لأحد !!

    قتلوهم .. دون محاكمة .. دفنوهم .. في حفرة واحدة .. كأنهم جرزان .. تحمل مرضاً معدياً

    ثمانية وعشرون أسرة .. فقدت .. عائلها .. ثمانية وعشسرون إمرأة وزوجة وأخت ..

    حرموا حتى من حقهم .. في دفن أبناءهم وأزوجهم وأخوتهم ..

    حدثني جدي أن بعضهم دفن حياً ..

    سألته : وفيما العجلة ..

    رد جدي : هكذا الطغاة ..

    كنت أعتقد أن هذه هي الحادثة الأولى من نوعها في البلد .. روى لي جدي .. حكايات

    مشابهة .. في أزمان مختلفة .. إشتركت جميعها .. في أن الجاني فيها هم العسكر ..

    لكن جدي أيضا.. يقر بأنها .. لم تكن بمثل فظاعة الأمر ..


    هذه الحادثة .. كانت أولى صفعات القدر في وجه صبانا وإحتفاءنا بالحياة ..!


    (عدل بواسطة كمال علي الزين on 11-21-2006, 02:53 PM)

                  

11-21-2006, 02:03 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    (*)


    بعد إختفاء إبنه (يحي الصغير ) .. ظل (حمد أبحجل) .. محتفظا.. بكل أشياءه الخاصة .. في مكانها ..

    كما كانت .. وكانه ينتظر عودته ..

    كان ينظر إلى بت رحمة في صبرها .. وإيمانها بعودة .. زوجها ( يحي الفلاتي ) .. يستقى من صلابتها

    وصبرها .. صبره وصلابته ..

    بعد أن سمع الناس بأمر هجوم المرتزقة الشهير .. هرع ( حمد أبحجل ) وأصهاره .. ( أولاد

    الإمام ) .. للبحث .. عن إبنهم .. ( يحي ) .. بجامعة الخرطوم .. لم يجدوه بين القتلى .. كما أنه

    أيضاً لم يكن .. بين المصابين .. كأن الأرض قد أنشقت وأيتلعته ..

    إختفاءه .. هكذا .. كان بمثابة .. إعلان وفاة .. تم تأجيله .. لسنوات ..كما أنه كان أمراً

    أكثر .. قساوة من الموت .. كان الناس يشفقون عليهما .. فالموت .. أقله خبراً مؤكداً ..

    وحزناً .. ربما ..يذهبه النسيان .. جرحاً يدوايه الزمن ..


    ظل على أمل .. رجوع

    إبنه .. سنوات .. كان هو .. و( بت رحمة ) .. شركاء في هم الإنتظار ..

    سألته مرة :

    إت ياأبحجل .. الجنا .. سميتو (يحي ).. ليش .. أهو الإسم جبدوا .. وخطس ما قلع زي .. ( يحي

    الكبير )..

    وكما كان من أمر ( يحي الفلاتي ) .. فقد جاء.. أولاد الحلال أيضاً .. بأخبار .. متفرقة عن ( يحي

    الصغير ).. مرة في بأمريكا .. ومرة بمصر .. وآخر رآه بجنوب أفريقيا ..!

                  

11-21-2006, 06:39 PM

mutwakil toum

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 2327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    استاذ كمال :
    تحيات

    هذه الرواية متميزة ، و لو وجدت - حبة - حظ ، صداها سيكون أميز ،
                  

11-22-2006, 03:40 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: mutwakil toum)

    الحبيب متوكل ..

    شكراً على المجاملة الرقيقة ...

    والكلمات اللطيفة ..

    أتنى لها ..

    حظاً ..

    فقد أرهقتني طوال ست سنوات ..

    محبتي وأمتناني ..
                  

11-22-2006, 12:13 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    (*)

    قبل الميلاد .. كانت اللقيا وكانت الأحلام حلم جمع بين جنينين ..


    إختلفا في زمان الخروج وأتفقا على اللقاء ..


    هل يشبهني أحد؟ , هل يشبهك أحد ؟, هل يشبهها أحد؟؟

    كان يعتقد أنه لابد من أنا .... آخر..,في مكان آخر , يتكلم لغة أخري بلون آخر وشكل آخر

    هي أيضاً...!

    أنتم أيضاً..!


    ضعفت قناعته بهذا الأمر نسيه إعتبره فكرة مجنونة مصدرها شيذوفرينيا مذمنة, يعانيها

    ولا يدري ...

    ذات صباح في مكان بعيد ... في زمان آخر رآها جمعمها مكان واحد, تتحدث لغة لا يستطيع فهمها

    لكنها هي وقف أمامها , لم يبدو عليها أنها تعرفه..!

    فمها صدرها ,... شعرها , مشيتها , عطرها , تأثيرها عليه ....

    خرجت ... لحق بها إستوقفها صاح بوجهها:

    (بت رحمة) .. ماعرفتيني ولا شنو ؟

    ردت بلغة غريبة ليست لغتهم التي يتحدثونها لكنه صوتها ...

    بحته التي لا يخطئ , زفرت في وجهه, أنفاسها التي يستطيع تمييزها جيداً .... !!
                  

11-24-2006, 12:56 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    عادته التي .. ظل يحافظ عليها لسنوات .. لم يستطع التخلي عنها .. كان يداوم على زيارة .. أهله

    في توتي .. مساء كل خميس .. يشرب خمرهم .. ويحضر إحتفالاتهم .. ويستمتع بطربهم .. وغناءهم ..

    ثم يبات ليلته .. هناك وسط حفاوتهم .. وتقديرهم محاطاً .. برعايتهم وحبهم وكرمهم ..

    جاءه زمان .. صارت كل عاداته .. مرهقة .. ومكلفة ..

    في الماضي كان .. لا يهتم .. فالمال كثير .. والأراضي مخضرة واسعة .. وعبيده يقومون بكل شئ ..

    لم يكن غير خازن للمال .. بعد الحصاد .. ومسرف في صرفه وتبزيره .. لم يعرف معنى العمل ..

    كانت مهنته .. ومصدر رزقه أنه (كبير أولاد شكرالله ..!
                  

12-01-2006, 01:05 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    في خضم حيرته , وبؤسه

    جاءه الخواجة( ديمتري) , كان ديمتري يونانياً متسودناً , ولد وعاش عمره المديد الذي ناهز

    السبعين , بشجرة ( محو بك) جنوب الخرطوم , كان يتمنى أن يمتلك أرضاً , فقد كان رغم ثراءه

    وثروته الكبيرة, التي جناها من بيع الخمور , لا يجد من يبيعه أرضاً , فقد كان القوم يرفضون بيعه

    لأنه خواجة , وأعرافهم تقضي أن الخواجة إذا أشترى أرضاً فقد أهانهم وقلل من شأنهم , جاءه

    (ديمترى ) قائلاً : إنتي ماعندك فلوس ليه ماتجيني أنا, أنا برضو صاحبك ؟؟

    رد خجلاً : ياخواجة إت مابتقصر لكن والله خجلتنا بي كرمك.
                  

12-02-2006, 04:09 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    لما حار به دليله , عاد يفكر , ماذا لو باع بضعة أفدنة للخواجة ( ديمتري ), بضعة

    أفدنة ليس إلا , يعود بعدها إلى سابق عهده , ولو لبضعة أيام , لماذا يخشى الناس

    وحديثهم عن بيعه أرضه , ثم ماذا فعل له الناس , أصدقائه من المنتفعين , إنفضوا عنه

    جميعهم , حتى أهله الأقربون لم يعودوا كما كانوا يجلونه ويحترمونه ويخشون غضبته ..!

    حزم أمره وعزم على بيع قطعة صغيرة من أرضه الواسعة للخواجة , يفك بها حصار حاجته إلى

    حين , ذهب ووجه عابس , وقلبه منقبض , لكن حاجته للمال كانت أكبر عبوس وجهه ,

    وإنقباضة قلبه ..!

    نادى على الخواجة والدنيا تغرق في الظلام , وأرضه الواسعة من حوله , إرثه وعز أهليه ,

    لم تكن سوى قطعة من هذا الظلام :

    تعال ياخواجة بعنالك ا########## ..!

    تهللت أسارير ( ديمتري ) وصرخ دون وعي :

    مش حاتندمي يازول , حا تديني كم فدان ؟؟

    أشاح بوجهه عنه وقال :

    جيب ستة جنيه وأخد الأرض وبلاش كلام كتير ..!

    أجابه (ديمتري ): لكن مساحة لازم يكون معروف تعالي حددي ..!

    أطرق قليلاً ثم رفع رأسه إلى السماء وأشار إلى نجمي ( الريا ) والثريا كانت المسافة

    بينهما في السماء هي مقدار ما بين سيبابته وإبهامه ثم قال :

    أرضك ياخواجة من: ( الريا لي أب تريا )جيب القريشات خلنا نغور نشوف مصالحنا ..

    أخرج الخواجة ستة جنيهات فضية , وعدها ووضعها بين كفيه ..

    أخذها ومضى وبدأت رحلة الأرض المعلقة بين ( الريا والثريا ) وعرفت هذه القطعة من أرضه

    بإسم ( المعلقة )
                  

12-03-2006, 04:25 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    أخذ الجنيهات الست , وقلبه يكاد يتمزق , عبر ( النهر ) إلى توتي , أنفقها جميعها على

    الخمر .. !

    عاد صباح اليوم التالي وجيبه خالي , وقد أضاع جزءاً عزيزاً من أرضه ..!
                  

12-13-2006, 04:54 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    شكراً أستاذي الضخم , عالم عباس على مجهودكم المقدر , ودعمكم الذي يعجزنا عن الشكر

    نتمنى لكم إجازة هالنئة سعيدة , بأرض الوطن

    محبتي وأمتناني
                  

12-18-2006, 07:23 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع .... ! (Re: كمال علي الزين)

    تلك الجبال التي يكسوها لون رمادي , كنا نحسبها نهاية العالم , هنالك خلف النهر وتلك الأرض

    الفضاء الواسعة , كنا نظن أن الله هناك , يدير الكون من وراءها , وأن من يقربها لا يعود حتى

    الموتى كنا نظن أن مأآلهم إليها , يحيون حياتهم الأخرى هنالك , حيث يأتلف كل تضاد , كل الأحياء

    تحيا هنالك , دون حاجة إلى صراع .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de