" /> /> مـن أقـوالهـم / الشـريف حـسـين الهـندي مـن أقـوالهـم / الشـريف حـسـين الهـندي

مـن أقـوالهـم / الشـريف حـسـين الهـندي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 11:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة من اقوالهم
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-07-2010, 00:40 AM

يسرى معتصم
<aيسرى معتصم
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4033

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مـن أقـوالهـم / الشـريف حـسـين الهـندي








                  

11-07-2010, 09:05 AM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مـن أقـوالهـم / الشـريف حـسـين الهـندي (Re: يسرى معتصم)

    سلام أخ يسري,

    هذا الرجل السوداني العبقري الخادم لوطنه والمفكر العملاق الشهيد الشريف حسين الهندي, كان صاحب رؤيـة ثاقبـة بل نبوءة مؤكـدة في مآلات حزب الأخوان المسلمين وما سيحدث بالبلاد من فوضى وخراب وما سينفذ من مشاريع استحواذية على مقدرات البلاد والعباد بلا رؤيـة وبلا التزام وبلا أخلاق

    هذا كله ماثل الآن وتبقى كلمات الشهيد الشريف حسين الهندي بعد كل هذه السنوات الطويلة كأنما قيلت الآن وفي هذا الوقت بالذات

    لك التحية

    أحمد الشايقي
                  

11-08-2010, 04:46 PM

ايمان بدر الدين
<aايمان بدر الدين
تاريخ التسجيل: 10-05-2009
مجموع المشاركات: 1720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مـن أقـوالهـم / الشـريف حـسـين الهـندي (Re: أحمد الشايقي)

    الاخ الشايقى والاخ المتداخل سلام وتجلة واحترام

    كنت افكر فى ان نلقى الضوء على ما قالة الشهيد الفقيد الحى فى ذاكرة المناضلين الشريف حسين الهندى وبالامس القريب راودتنى الفكرة الرحبة والتى لا تبعد كثيرا عن ما مجدت بة فى جالية واشنطن وفى ذكرى الا ستقلال العام المنصرم فقد ابتدرت المنصة بتخليد خمسة من المناضلين السودانيين الذين ما هادنوا انظمة شمولية ابدا واللتقوا جميعا فى موقف يذكرهم بة التاريخوهو منهاضة العسكر والشمولية وناضلوا من اجل الحق فمنهم من بقى حيا مازال يقبض على جمر القضية ومنهم من على فراش المرض عافاة اللة ومنهم من اعتلى المشانق هادئا صامدا شهيدا من اجل الحق والعدالة
    فذكرت اول المناضلين الاحياء امد اللة فى عمره الاستاذ على محمود حسنين الذى ما زال يقبض على جمر القضية جسورا ما لانت عزيمتة ابدا ولا لبس ثوب الخيانة خائفا او ذليلا وها هو الان وقد بلغ من العمر عتيا يصارع الشمولية اما ثانى المناضلين فهو ومن فراش المرض يصارع الشمولية وعيناة ترسل شارات الفدا من اجل استعادة اليمقراطية انة الحاج نقد اللة عافاة الله وكشف عنة الضر امين يا رب العالمين ثم بدأت اول الشهداء وسيدهم فى وطنننا السودان الا وهو الشريف حسين الهندى رحمة الله فقد كانت ومازالت سيرتة المليئه بالبطولات مرجعنا وديدننا فى صراعة ضد مايو وخونة الانقلابات العسكرية وتقويض الديمقراطية التعددية التى جاءت بالشعب للشعب انة محارب الشمولية الاول ومبتدر الجبهات الوطنية وهو من قال نعد الرجال ونجمع المال من اجل اسقاط مايو شريفنا البطل نحن ابناؤك وبناتك سوف لن تلن لنا عزيمة ومنك استقيناها وعلى دربك مع حسنين مشيناها فنم قرير العينين فى الجنان مع الخالدين امين
    ثم عطرت المكان بعق المناضل الشهيد عبد الخالق محجوب الذى امتطى حبل المشنقة وهو يهتف بحياة حزبة ونضالة وسمعة مساجين الزنازين يهتف ثائرا عاش نضال الشعب السودانى فخلد التاريخ ذكراة وذكرى كلماتة الشجاعة ضد جلادية والطغاة واستشهد قائدا للتصحيح وضد مايو الفاجرة
    ثم ختمتها مسكا وعبقت المكان صندلا ونثرت دررا عن شهيد الفكر عصى الدمع صعب المراس الا وهو الشهيد البطل محمود محمد طة فقد فدا فكرة واهل حزبة بروحة رخيصة من اجل الفكرة فخلدة التاريخ وعظم شأن استشهادة وهو من قال ان قوانين سبتمبر هددت وحدة البلاد فكلنا اليوم نبكى على ما تنبأ بة من ضياع الوحدة فقد هددت وما زلنا نرقب عاديات الايام وماتنبىء بة وها هو يأتينا بالانباء من كان يحدث
                  

11-08-2010, 05:30 PM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مـن أقـوالهـم / الشـريف حـسـين الهـندي (Re: يسرى معتصم)

    الشقيق يسرى...خالص التحايا
    بارك الله فيك
    ----------------


    بسم الله الرحمن الرحيم


    عودة الهارب


    بقلم الشريف حسين الهندي - يوم 11 مايو1958م

    ردّه على مقال جريدة "الأمة": "الهارب"..



    "بالخط العريض وفى صدر الصحيفة الأولى وبالمانشيت البارز، أبرزت صحافة الحكومة إكتشافها الأثري، عن سلفيتي الزراعية، كأنها أطلقت قمراً صناعيا ثالثاً، ثم تخيلت أني قد هربت، وخالت أنها قد انتصرت، وعاشت على هذه النشوة أسبوعا كاملا. ولو كانت الديون تحمل الناس على الهروب، لارتحنا من وجوه كثيرة كانت ولا تزال.. مصدرا لشقاء الكثيرين، ولرحل عن هذه البلاد سادة ولبيعت سرايات وتهدمت دوائر؛ فإن حياة بعض الناس سلسلة متلاحقة من الديون، من عهد فليبيدس وكونتيمخالوس، إلى عهد الكريدي ليونيه..

    ولو كان هؤلاء يستدينون من الحكومات والبنوك والشركات فحسب، لسكتنا.. ولكنهم يخطفون اللقمة من الجائع.. لأنه جاهل، ويحوِّلون حبات عرق الكادحين إلى سلاسل من الذهب يكنزونها، ويتنعمون على حساب حقوق المزارعين المتراكمة، ويأكلون أموال الأيامى واليتامى ظلما، ويملأون بطونهم المستكرشة سُحتا وطعاما ذا غُصَّة، وسيصلون بعد ذلك سعيرا وعذابا أليما.. وها هم أولاء لم يهربوا للآن.. يصبحون على معونة ويمسون على قرض، ويبيتون على مؤامرة يخفُّون عند الطمع ويثقلون عند الفزع، يتعاظمون كما تتعاظم القياصرة، ويتفاخرون كما تتفاخر الأكاسرة، وأفقر الفقراء فى هذا البلد أريح ضميرا، وأحسن عند الله مآبا.
    نعم إنني مدين لجمهورية السودان وليس في هذا ما أخجل منه.. وعندما كتبت ما كتبت، وسلكت فى حياتي السياسية ما سلكت، لم أكن أجهل هذه الحقيقة، ولم أكن أعتقد أنكم لن تشهروا هذا السلاح عليَّ؛ فإن التهديد، خاصة من أخص خصائصكم.. ولم أكن أعش في المريخ، حتى أن هذه حكومتكم، ووزير ماليتها وزير ماليتكم، وأن أمورها تدبر بليل في سراياكم.. وحتى لو كان فى إمكانكم أن تبيعوا البيوت والممتلكات، فلن تستطيعوا سد منافذ الهواء؛ كما لن تستطيعوا كبح جماح هذا القلم. فلقد قررت أن أقف بجانب الشعب السوداني، لا أتزحزح ولا أتحـول، ولا أساوم حتى لو أمسك جميع سادتكم، بأطراف هذا القميص المتسخ، الذى يعلوه غبار السفر، يريدون انتزاعه مني.
    إن أزهري لم يمنحني سلفية، ولو كان أزهري يمنح الأصدقاء ويمنع الخصوم، لما كنتم الآن في مثل هذا الموقف، الذي ترهبون فيه وتستَعْدون أدواتكم على الناس. ثم إنني لم أكن في الحزب الوطني الاتحادي، عندما كان الأزهري في الحكم.. فلقد دخلت الحزب الوطني الاتحادي صبيحة إسقاطكم لحكومته القومية.. ومن يومها وضعت يدي في يده. ولئن تقطع يدي فلن أسحبها من يده، ومهما بطشتم أو نكلتم فستبقى يدي في يده، تشد من أزره وتعاون في أمره، حتى تبلغ ملتقي البحرين، أو نلبث حقبا. فاذهبوا إذن وابحثوا عن رجل آخر تهددونه أو بضاعة تشترونها، أو نخاسة تقيمونها بدراهمكم البخسة ، وأسلحتكم الصدئة.

    لو كنت أنشد الثراء لسلكت طريقا يحذقها بعض الناس، حتى اغتنوا مظهرا وافتقروا مخبرا، ولكنت قد سعيت وراء سراي الشريف يوسف الهندي بوابور المياه، ووراء هبة الثواب المهداة إليه من أخيه؛ وهذه طلاسم تعرفونها جيدا، ويعرفها معكم فضيلة مولانا الشيخ /حسن مدثر، قاضى القضاة السابق.. وأرجو الاّ تضطرني الظروف لفك رموزها، حتى لا تخِف موازين بعض الناس.
    إذا فبيعوا ما تشاؤون ونكِّلوا بمن تشاؤون؛ فقط.. نفِّذوا كل ذلك في صمت واسكتوا صبيانكم، حتى لا تحملونا على ارتياد مسالك تعففنا منها زمنا طويلا، وإبقاء على صلات لا أظن أن صبيانكم يعرفونها؛ وإلاّ.. فلن يكون وقود هذه النار- التى تشعلونها - إلا صحائفهم البائرة؛ بل سيكون وقودها الناس والحجارة.. ولن تسكتنا يؤمئذ قوة؛ فما أكثر ما نعرف، وما أكثر ما نكتم.

    ثم أنني لن أهرب! وأنتم تعرفون ذلك جيدا؛ فلم يهرب عمي.. يوم استشهد في مشارف سنار مقبلا لا مدبرا.. ولم يهرب أبي، عندما قذف بحصانه فى وابورالإنجليز بكرري، عندما ثبت من ثبت، وهرب من يعرفه كبراؤكم ‍ومما سجله التاريخ. وأخيرا... فإنني ما زلت محررا بجريدة "العلم"، وهى صفة أعتز بها، وأحرص عليها، ولن أبدلها بملئ خزائنكم ذهبا، أو حشو ثيابكم حطباً"..
                  

11-08-2010, 05:35 PM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مـن أقـوالهـم / الشـريف حـسـين الهـندي (Re: يسرى معتصم)

    من أقوال الشهيد: الشريف حسين الهندي

    * نحن كحزب .. نقود المعارضة المنظمة في الخارج والداخل ، ومنذ انقلاب مايو؛ وهذا جزء من الاستراتيجية الواضحة المعالم .. لمفاهيم الحزب ومعتقداته.

    * إختلافنا مع هذا النظام - من حيث المعتقد المبدئي - تتلخص في الآتي : الحريات العامة والشخصية .. وفي نظام الحزب الواحد ؛ وفي آلة القمع التي تحصي أنفاس الناس ؛ وفي الخطوط العامة للسياسة الاقتصادية .. ناهيك عن عدم اعترافنا المبدئي بشرعيته.


    * نحن حزب ليبرالي يقود المعارضة ؛ وموجودون داخل البلاد في الطبقة الوسطى : المثقفين والعمال والزراع والرّحل والرّعاة.


    * لا نرجو .. بل ندعو ونسعى ونعمل ، لكي يجتمع العرب - كل العرب - ويتفقوا على قضية واحدة ؛ ثم لهم بعد أن ينصفوها ، أن يختلفوا في الآيديولوجيات.

    * نحن في مرحلة .. لا نستطيع أن نسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية الواضحة . فقد عاش شعبنا في ظلم وظلام واستبداد ؛ لا يمكن أن نتجاوزه أو ننساه أو نهمله أو نتغاضى عنه؛ وهذا واجب وطني ، لا يمكن لأي وطني سوداني ، أن يصل لمرتبة الخيانة وفقدان الإحساس ، وقصور الرؤية والجبن السياسي والاجتماعي ؛ فيحيا - مجرد الحياة - دون أن يؤكده ويحدده.

    * لقد ظللنا نقاتل النظام من أجل الديموقراطية ، وخلافنا مع النظام هو الديموقراطية ؛ نحن نؤمن بإتاحة الحريات الديموقراطية لجميع المواطنين .. حرية العقيدة والنشر والتجمع .. وغيرها من الحريات . ونحن لا نؤمن بذلك داخل السودان فحسب ، وإنما خارج السودان وفي العالم كله.


    * نحن اشتراكيون في ملكية الوسائل الإنتاجية لجماهير الشعب ؛ ولكننا لا نمنع النشاط الفردي المبني على المبادأة .. وعلى الحوافز؛ على أن يكون هذا نشاطا لصالح الوطن وليس للاستعمار. ونحن مع الملكية العامة لوسائل الإنتاج الأساسية .. ونحن اشتراكيون بهذا القدر.. ولسنا أمميون. ونحن لا نؤمن بتحكم طبقة على طبقة.


    * ليس لهذا النظام فلسفة أو معتقد ؛ فهو سلطوي وتظاهري ومتذبذب ونفعي .. في نفس الوقت . وليس له مواقف في قضايا الأمة .. وليس له قاعدة يرتكز عليها .. وستظل سياسته الخارجية باهتة ، لا لون لها ولا استقلالية.


    * نحن نؤمن بالوحدة العربية الشاملة ؛ ونحن نؤمن بقضيتنا العربية المركزية في فلسطين ؛ ونحن كنا وراء مؤتمر الخرطوم - ولاءاته الشهيرة.


    * إن الرجال والأنفس والأرواح كلها ذاهبة .. وتبقى الأرض .. ويبقى الوطن .. ويبقى الشعب .. ويبقى التاريخ.


    * إن إسقاط هذا النظام ليس معجزة من المعجزات ؛ بل هو أمر يرونه بعيداً ونراه قريباً، وأجزم صادقاً .. أننا قاب قوسين أو أدنى من ذلك.

                  

11-08-2010, 05:43 PM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مـن أقـوالهـم / الشـريف حـسـين الهـندي (Re: يسرى معتصم)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    "لا قداسة مع السياسة"

    مقال الشريف حسين الهندي بجريدة "العلم"

    (في منتصف الخمسينات من القرن الماضي)

    كان بعض الزملاء يستفسـرون الشـريف عن سبب عدم انضمامه للحركة الإتحادية، وهم يدركون تعاطفه معها؛ وكان يتذرع فى رده عليهم بأسباب واهية لم تقنعهم. ولكن بعض أصدقائه الحميمين كانوا يدركون ، أن من رأيه أن الطائفية ينبغي أن تبتعد عن العمل السياسي الحزبي - وعلى قادتها ألا يتدثروا بالقداسة ، إذا أرادوا أن يخوضوا مع الآخرين غمار السياسة ، ولذلك رفع الشريف منذ وقت باكر شعار : "لاقداسة مع السياسة" ، وهو الشعار الذى التقطه الأستاذ يحي الفضلي فيما بعد . وفور انفصـال طائفة الختمية وتكوينها لحزب الشــعب الديمقراطي ، بادر الشريف الحسين بالإنضمام للحزب الوطني ، وقد كتب الشريف عن الطائفية فى جريدة العلم ، مقالا بعنوان : "لاقداسة مع السياسة" ؛ جاء فيه :

    "نحن نحترم رجال الدين ما التزموا جانب الدين، واعتصموا بدينهم وربهم إبتغاء مرضاة الله، ولكننا لن نهادن الكهنوت السياسي والرهبنة . وعندما نتعرض لزعيم ديني ، أصبح زعيما دينيا - سياسيا، فإننا لانتعرض لمسائله الخاصة، فهي ملكه. إننا لا نتحدث عن طعامه وشرابه وعواطفه.. وإنما نتحدث عن مدى صلته بالمجتمع الذى يعيش فيه، ومدى تأثيره السياسي على طائفة من المواطنين، بغض النظرعن الأسلوب الذى يتبعه، لأنه سياسي على كل حال"

    - الشريف حسين الهندي
                  

11-08-2010, 05:46 PM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مـن أقـوالهـم / الشـريف حـسـين الهـندي (Re: يسرى معتصم)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    نقد الشريف لخطاب الميزانية في برلمان 1958م

    الشريف حسين الهندي:


    " ... إن هذه الميزانية غير عادلة.. وأن أعباءها غير متكافئة، وأن آثارها السيئة كانت وقفا على طبقة خاصـة؛ أما الذين يملكون الكثير، ويستطيعون دفع الكثير، فقد تَرَكْتهم كما كانوا، وتركت الحكومة منازلها تؤجربأسعارالتراب، وما دون التراب.. في الوقت الذي ارتفعت فيه إيجارات المنازل إرتفاعا جنونيا، دون أن تستفيد الحكومة من ذلك.. وتؤجرأراضيها لأصحاب المشاريع الخصوصية، وهى تبلغ مئات الآلاف من الأفدنة بأسعارإسمية.

    ونفس الرخص التى تدفعها المشاريع الزراعية الخصوصية تعتبرإسمية.. بينما نفس هذه المشاريع تعطى لأصحابها أرباحا خيالية؛ وسياستها الضرائبية متأخرة غير متطورة، تهدف الى استغلال الكادحين، وإلى حماية الإقطاعيين والرأسماليين، ونفس هذه الضرائب تنقصها المعرفة؛ فعربة نقل البنزين مثلا، تدفع مثل عربة نقل الديزل، مع أن الأخيرة تحمل عشرة مرات أكثر، وتصرف عشرة مرات أقل؛ وفى الدول المجاورة تدفع حوالي ألف جنيه سنويا، أما هنا فتدفع عشرين، وذلك لأن الذين يملكونها لا ترقى إليهم الضرائب.

    سيدي الرئيس .. إن ولاءنا للذين حملونا على أعناقهم إلى هذا المجلس الموقر، يدفعنا لرفض هذه الميزانية، التى أضرت بمصالحهم ضررا بليغا.. فلنتذرع جميعا بالشجاعة، فما أحوجنا لها، وليكن ولاءنا الكبير للوطن والمواطنين، أكبر من ولاءنا لمن عدا ذلك....". وهكذا انحاز الشريف الحسين داخل البرلمان – وهو نجمه لعام 1958م - للكادحين، وتبنَّى قضاياهم ودافع عنها باستماتة، وكتب عنهم فى جريدة "العلم" يقول:

    "وكثيرا ما خجلت من نفسي وكرهتها، وأنا أدعو للحرية والتحرر، وأتغنى بالاستقلال وأعياده، وأتلفت حولي فأرى أشباحا وأسمالا، لم تعرف طعما للحياة.. مجرد الحياة، دعك من الحرية والاستقلال وما شابهها". واستطرد قائلا: "وقد تألمت عندما رأيت فى دارفور، جمعا يلتفون حول جنازةً، لم يجدوا ماء ً لغَسْلها، وكم تمنيت أن أخجل حتى أتوارى... ".

                  

11-08-2010, 09:01 PM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مـن أقـوالهـم / الشـريف حـسـين الهـندي (Re: يسرى معتصم)

    من أهم معالم فترة الحكم الديموقراطي الثاني..
    الحاضر الغائب الشريف الحسين الهندي(عام 1968م)
    أعد برنامجا إقتصاديا طموحا تضمن إنشاء ما يلي من مشروعات البنية الأساسية والتنمية:
    1/ كوبري حنتوب
    2/ مشروع الرهد
    3/ مصنع سكر كنانة
    4/ مصنع سكر عسلاية
    5/ طريق مدني سنار الدمازين
    6/ كوبري سنجة ..
                  

11-09-2010, 07:44 AM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مـن أقـوالهـم / الشـريف حـسـين الهـندي (Re: يسرى معتصم)

    من أقوال الشريف الخالدة

    * نحن حواري الشورى لا الإستبداد وأنصار الحوار الوطني لا الكبت .

    * نحن أهل الرأي والرأي الأخر .

    * نحن أصحاب صناديق الاقتراع وصناديدها و إن أتت بغيرنا.

    * نحن الأحرار الديمقراطيين المتحررون فكراً ونضال ومسارا .

    * نحن الاشتراكيون بالالتزام نحن قضايا الكادحين من عمال وزراع .

    * نجوع ونأكل أصابعنا ولا نأكل قضيانا الوطنية.
                  

11-09-2010, 07:55 AM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مـن أقـوالهـم / الشـريف حـسـين الهـندي (Re: يسرى معتصم)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الباب الأول

    المذكرات الأولى: الهارب

    بقلم الشريف حسين الهندي



    لم يكن صباح الرابع والعشرين من مايو مختلفا عن غيره ؛ كان البيت مكتظا بالنائمين وبالداخلين إليه قبل هاتف الفجر.. ودوَّى أذان الصلاة فيه وسوَّى الناس صفوفهم ، ولست مبالغا إذا قلت إن المصلِّين فيه ، كانوا أكثر عددا من المصلِّين في الجامع الكبـير؛ وتحاملت على نفسي لأنهض، فلم أكن قد حضرت إلا قبل ساعتين ، ولم أجد إلا سريرا بلا مرتبة ، كوَّمت نفسي عليه . وعلى أي حال .. فقد كنت أسعد حالا من الذين افترشوا البلاط والنجيلة والكراسي ؛ وكنت قد تعودت على هذا المنظـر ، فلم يعد يزعجني في شيء ؛ وحتى الشرطة عجزت عن حراسة منزلي ، فتركَته مفتوحا ، يلجه كل من لم يجد له مأوى في الهزيع الأخير من الليل . ولا غرابة فقد كان وزيرا متخلفا في بلد متخلف ؛ يعتقد أهله أن وزيرهم : " لا ينام ولا يأكل الطعام ؛ وأن من حقهم عليه أن يحولوا بينه وبين كل ذلك ، وأن يقابلوهـ فرادى ومئات .. أنَّى شاءوا ؛ و الويل له إذا عبس وتولى ، أو توارى واعتذر ..

    وبنفس ملابسي التي أمضيت بها النهار ، وتكوَّمت بها على سرير الحديد .. نهضت ؛ ورأسي يدور إجهادا ، وجسدي لا يكاد يحملني ؛ ولن يصدقني أحد طبعا إذا قلت أنني لم أتناول غدائي ولا طعام عشائي ؛ وبقيت في مكتبي بوزارة المالية حتى الثالثة صباحا ؛ وليس هناك إفطار في منزلي لأتناوله ؛ وإن كان موجودا فلا سبيل إليه . وهرعت على عجل للعربة ، فقد كنت على موعد في الحقل في شمال الجزيرة ، ولو تأخرت دقائق لكان خروجي من منزلي في مرتبة المستحيلات ؛ ولبقيت كالعادة كل يوم ، إلى أن أقابل مئتي شخص أو يزيدون .. وأسمع وأتجاوب وأستجيب مع مجموعاتهم كلها .

    وانطلق السائق ، وهو ينظر إلى في إشفاق ورثاء ، يمزجهما أسى وحزن وحسرة ؛ فبقدر ما عمل مع العديد من الوزراء ، لم ير وزيرا مكدودا منكودا مطـارَدا مثلي ؛ ولم ير" نُزُلاً " مثل منزلي ، وكان يردد ذلك دائما ، وهو يمُطُّ شفتيه ، ويصفِّق بيد على الأخرى في عجب وضيق ..

    وردَّت لي نسائم الفجر بعضا من فكري ، فسرحت أفكر في أحداث اليوم السابق والعربة تسرع صوب الجزيرة الخضراء ، تذكرت اجتماع الهيئة البرلمانية للحزب ، وهي تبحث في مستقبل الحكم ؛ واسترجعت كلامي لهم – كلامي الذي أزعج أحلام البعض ، واعتبره الآخرون حديثا انصرافيا – وقصدت به إخافتهم وإيقاظهم من أحلام اليقظة في لذة الانفراد بالحكم : " إنكم تتكلمون عن الانفراد بالحكم ، وأنا أحذركم من ضياع الديموقراطية .. فإني أعلم أن …" . وسـردتُّ ما كان لديَّ من معلومات تفصـيلية . وردَّ على زميلي الموكل بالحفاظ على أمن الديموقراطية وحكمها ؛ في ثقة يشوبها الاستعلاء والغرور: " فليطمئن السيد وزير المالية ، فنحن نعلم ونراقب " .. وسمعت لحظتها همسة أراد صاحبها أن تسمع : " إنه يريد أن يخيفنا " !!!

    وجلست وقد بلَّغت ؛ وكنت في نفس النهار قد ذهبت إلى السيد رئيس الوزراء ووزير الدفاع ، وأخبـرته : أن المناورات بالذخيرة الحيَّة في (خـور عمر) بالدبابات .. أمر ممنوع ، منذ محاولة انقلاب (كبيدة) في عهد عبد الله خليل ؛ وأن زيارة "بُلك" المظلات بأسلحتهم للمناورة بالدبابات ، بدعوى أنهم مدعوون لليلة سمر هناك ، ما هي إلا لتكملة الانقلاب بإضافة المظليين من المشاة للدبابات . وذكرت له مصدر أخباري - وهو أحد سفراء السودان الآن - وكان عضوا في جماعة .. " الضباط الأحرار" ؛ وعن اجتماعهم الذي رفضوا فيه الانقلاب بأغلبية ساحقة ، وعن إصرار قِّلة منهم عليه . وأن هذه القلة هي التي خرجت بالدبابات للمناورة ، وبالمظلات .. بأسلحتها للزيادة .

    وبنفس الثقة التي يصرِّف بها رئيس الوزراء كثيرا من الأمور، صرف مخاوفي على أنها هواجس ؛ ثم رجعت إليه بعد ساعات معي العميد حسن فحل ، وكنا قد التقينا ووثِقنا أن معلوماتنا متطابقة ؛ فهرعنا إليه . هذه المرة جاملنا رئيس الوزراء فاتصل بآخر من يعلم : قائده العام ؛ فاستمهله ثم رد عليه بأن : "ما تقوله أضغاث أحلام " .. وأشار السيد رئيس الوزراء إلى حذائه قائلا لنا : " أنهم لا يستطيعون قلب حذائي هذا " ؛ وحدَّقنا فيه .. ثم في الحذاء وانصرفنا …

    وبعد شهور علِمنا أن الذي سأله القائد العام ، قبل أن يرد على رئيس الوزراء ، كان .. الرائد مأمون عوض أبو زيد ؛ المسؤول الرابع في الاستخبارات العسكرية . وكان كل المسؤولين قبله في إجازة ؛ وكان هو أكبر الرؤوس التي خططت للانقلاب ؛ والمسؤول الوحيد الباقي في الاستخبارات العسكرية ، بعد سفر كل رؤسائه في إجازاتهم ..

    وفكرت في أن أطلب من السائق الرجوع ؛ ولكن ما الذي سأفعله ‍‍ ؟ خصوصا وقد رجعت نفس المساء لمنزل السيد رئيس الوزراء ، وأخبرته بما وصلني : " أن العقيد جعفر نميري بالخرطوم منذ أيام " ؛ وأنه في إجازة محلية ترك بعدها عمله في "جبـيت " ، وأمضى أياما في " القضارف " ، برئاسة القيادة الشرقية .. ثم أياما " بشندي " ، برئاسة القيادة الشمالية .. وأنه منذ حضوره إلى الخرطوم ، فهو دائم التردد على القيادات العسكرية : كحامية الخرطوم ، وسلاح المدرعات ، وسلاح المهندسين وغيرها ؛ وأن هناك اجتماعات تعقد في منزله ، يحضرها فاروق حمدنا الله الرائد بالمعاش ؛ وصديقه كمال رمضان المحامي المعروف الاتجاه .

    وسردت كثيرا من التفاصـيل؛ فترك حديثي الممِل، ومال إلى داؤود عبد اللطيف ، وحديثه الشيِّق المليء بالنكات ، المنغَّم بعالي الضحكات . فانصرفت للمرة الثالثة ذلك اليوم ، وسردت معلوماتي للهيئة البرلمانية واللجنة التنفيذية ، وسط مئتين من الأعضاء . فلم يكن حظي مع وزير الأمن ، بأكثر من حظي مع رئيس الوزراء ووزير الدفاع . وكانت مخاوفي قد زادت ، عندما طلبت الخارجية سفر حوالي ثلاثين ضابطا ، في إحدى مراحل مفاوضاتنا لصفقة الأسلحة الروسية ، وكان العدد مريبا وكبيرا ، فرفضت بحجة شح الموارد المالية . ولم ينقضِ يوم حتى أخطرتنا الخارجية ، بأن كل العدد سيسافر ويستضاف ، على حساب وزارة الدفاع السوفيتية ؛ وكان فيهم أكثر من عشرة قواد أسلحة ؛ وكان الذين بدأوا المفاوضات وأكملوها ، موظف من المالية ، مع ضابط واحد فقط من الدفاع ؛ وسافر كل هؤلاء بموافقة وزارة الدفاع والخارجية ، قبل يوم واحد من الانقلاب ، أو على وجه التحديد ، عشية يوم الانقلاب ، وقبله بثلاث ساعات فقط ...

    إذا أضيف لذلك الجو السياسي السائد وقتها ؛ اتفاق جناحي حزب الأمة – الاتفاق أن يكون السـيد الصادق المهدي رئيسا للوزراء .. وإلى الأبد . واستقالة رئيس الوزراء ؛ ومحاولة الحزب الاتحادي الديموقراطي في الانفراد بالحكم ؛ وسفر السيد الإمام الهادي المهدي إلى الجزيرة (أبا) ؛ ورفضنا قرار مجلس الأمن رقم 242 ؛ وزيارة حسن صبري الخولي ، لإقناعنا بالعدول عن رفضنا .. وإصرارنا على الرفض ، كان على أساس عدم المساس بالقضية الفلسطينية ؛ وتمسكنا بقرارات مؤتمر القمة العربية بالخرطوم ؛ والعلاقات المقطوعة مع أمريكا و ألمانيا ، وقبلها مع بريطانيا ؛ والقضية الدستورية في حل الجمعية التأسيسية، وتدخل بعض الضباط في ذلك؛ وقضية حل الحزب الشيوعي ، وموقف بعض القضاة منها؛ وتطَلّع الجميع للحكم المقبل، ومعركة رئاسة الجمهورية ؛ وإهمال الأغلبية للحكم الحالي وأمنه وأدائه ؛ ومرض رئيس الوزراء الخطير، ونصيحة الأطباء له ، وإشفاقنا عليه .. رغم شجاعته ومحاولته الاستمرار؛ ومقالات أحمد سليمان عن وجوب تدخل الجيش في السياسة ، والسكوت .. بل الرضاء عليها من البعض ؛ والتسيب وعدم المبالاة في أغلبية الوزارات ، وإلقاء العبء كله على قِلَّة تقِلُّ عن أصابع اليد الواحدة . كل هذا .. إرهاصات ونُذر؛ إذا أضيف إليها النشاط الظاهر والمستتر ، في عدد من السفارات المعروفة ‍‍. كان الجو كله ينذر ببداية أحداث كبيرة وكانت هناك قوى في الداخل والخارج تخطط لها؛ وكانت هناك أموال تصرف؛ وكان هناك نشاط ملحوظ في بعض الدوائر العسكرية ؛ وكانت الصحافة - بتوجيه من البعض - تستعمل كل حرياتها لزيادة التوتر، واستفحال الانفجار..

    مع هذا فلم أرجع ، وقد يكون لرجوعي إذا فعلت ، أثر على الأحداث ؛ رغم أني كنت وحدي أهتم وأتابع وأعمل ؛ وفَعَلَت فيَّ ظروف الإعياء المتواصل ، وتداعي الموقف السياسي ، والانفعالات النفسية .. فعلها . ماذا لو تم انقلاب قام به ضباط وطنيون بقيادة وطنية ؟ قد يكون قادرا على التغيير الذي كنا نسعى إليه ، ونطلبه ولا نستطيعه .. أليس هو قطاعا من قطاعات الشعب السوداني ؟ وماذا لو أدى دوره ؟ وأنا شخصيا .. ألم أصل حالة الانهيار ؟ وأسقط مغشيا على ثلاث مرات .. وظللت أعمل إثنتين وعشرين ساعة ؟ مع هذا فلم أستطع إلا تغييرا ضئيلا ؟ وما هي مقدرتي على الاستمرار في التصفيق بيد واحدة ؛ أوَلاَ أُأَذِّن في مالطة ؟؟

    وقبل أسابيع استدعِيت للقصر، وقابلت الدكتور وصفي ؛ وكان الرئيس متعبا في قلبه ؛ وقال لي د. وصـفي إنه قال - قبل أن تعتوره إغماءة بسيطة :

    " استدع الشريف وحده وأخبره " .

    وجلست بجانبه وقلبي تعصره مخالب من حديد ؛ والدنيا كلها قد اسوَدَّت في قلـبي وناظِرَيَّ ؛ وتذكرت قوله لاثنين من زملائي أمامي عاتبا :

    " لا تستغربوا إذا سقطت بينكم " ..

    ومن يومها حاولت أن أضم الزحف الكبير، الذي يتجه إلى الأزهري كل صباح ، إلى الزحف الذي يتجه نحوي ؛ وكلا الزحفين يبتدئان .. من الغفير والجنايني والزيات ، إلى أستاذ الجامعة ؛ وحسب الطريقة السودانية ، وحسـب التقاليد السائدة ، فعليك أن تستقبل الكل بكل الاحترام مهما طال الوقت ، وبكل الانتباه ؛ ثم تجاوب وتستجيب . وعليك بعد ذلك أن تعمل للدولة ، وعلى حساب نومك وأكلك ، وكل ما يتبع ذلك .. ولا عذر! فلقد كنت أرتدي ملابس الخروج كل يوم في الحمام ؛ ومع هذا يمتلئ حتى الحمام بالناس !

    إلى متى سيستمر ذلك ؟ وماذا لو جاء إلى السلطة ، قطاع من الجيش نظيف ووطني ومتجانس ؟ ألن يكون ذلك قادرا على أداء التغيير وإحداثه ؟ إذاً لماذا الرجوع ؟

    وأعترِف أني ضعفت ... على الأقل إذا حدث ، فأستطيع أن آكل ، وأنا الآن يتفضل على بعض الأصدقاء بالأكل ؛ وأستطيع أن أنام ، وأنا الآن لا أطمع فيه ؛ وأستطيع أن أرتاح ، وقد تراكمت على السنين وأنا أجري بلا نهاية ؛ ما الذي سأفقده ؟ لقد دخلت هذا الحكم غنيا فافتقرت ، وصحيحا فمرضت ، وقارئا فانقطعت عن القراءة ! وصرفت نفسي بصعوبة عن هذا التفكير الشخصي الأناني ..

    كلمات محجوب في احتفال وحدة حزب الأمة ؛ ظلت تدوي في أُذنَيَّ: " خير لكم أن تتفقوا ضدنا ، من أن تختلفوا علينا " .. وترى ما الذي يقصد ؟ أهي مجرد محسِّنات لفظية ، هو مولع بها ومبدع فيها ؟ أم هي تحمل معاني ومحاذير أكثر من ذلك ؟ وقطع عليَّ سبل التفكير .. توقف العربة ، ووقوفها أمام أول حواشة في أول مكتب من مكاتب شمال غرب الجزيرة ؛ وترجَّلت ..

    واستمرت عمليات اللقيط طوال اليوم ، إلى أن جاوزنا قرية (طابت) ؛ وكان عبء الإصلاح الزراعي ألقِيَ على عاتقي في يوليو؛ وكان المحصول يبشِّر بنتائج باهرة ؛ وأرضه مليئة بالحشائش ولم يجنِه بعضهم ..

    بعد التاسعة مساء ، كنت على موعد مع الأخ سِيد احمد عبد الهادي ، ووجدت معه أمير الصاوي وحسين حمو، أكبر مسؤولي الأمن ؛ وكانت مواعيد طوافي على الفرق والثكنات قد فاتت ؛ ولبثت مرهقا لا أستطيع لها سبيلا؛ وألغيت مواعيد الأخ سيد احمد مع السيد محمد عثمان ليلها .. حول مشاكل تأليف الوزارة .

    وحوالي الحادية عشرة استأذنت ؛ وقرب منزل السيد الصادق انتابتني سِنة من النوم ؛ مردها الإرهاق البدني والفكري والعصبي ؛ وخرجت العربة من الطريق ، وكادت تقتحم منزل السيد الصادق . وهنا استيقظت وعدلت مسارها ؛ وأدركت .. أنني بحالتي هذه ، لن أدرك منزلي سالما ؛ فاتجهت إلى استراحة الجزيرة على بعد أمتار؛ وكنت أتخذ منها بديلا لمحاولة العمل . وقابلني عم رجب بوجهه البشوش الشجاع ؛ وفي عينيه عتابه المكبوت لي ؛ وفي فمه نصائحه المتكررة، بمحاولة الاحتفاظ بما بقِيَ من صحتي. ودخلت بكامل ملابسي واستلقيت على سـرير في الفرندا؛ وكان هذا .. لتمضي ساعتان من النوم ، وسببا لعدم اعتقالي ذلك اليوم .

    لم تمض ساعة أو بعض الساعة ، وأنا مستغرق في إغفاءة قلقة ، هي أقرب إلى الإغماء منها إلى النوم الهادئ العميق ؛ حتى استيقظت على صوت ضربات عالية على باب الغرفة المغلق . وكنت متعودا على طرقات آخر الليل ، وزيارات طارق الليل الذي يتصيد الأوقات ، ليحكي مشاكله في هدوء ، ويحاول أن يجد لها حلولا . والأوقات هذه معروفة ، عند الذين يعرفون ساعات الانقضاض ، على سياسي من المسؤولين أمثالي ؛ عند الفجر أو الظهر- عند الغداء أو القيلولة - أو الهزيع الأخير من الليل .. وهنا يحلو لهم الجو بدون الزحمة .

    وسألت الطارق في صوت ضعيف منهك: " من هذا؟ " ؛ وأجاب في انفعال يشوبه قلق وتوجّس ، أثار انتباهي:" أنا! وأرجو تقابلني لأمر هام "؛ واسترسلت وأنا أحاول مغالبة الوهن والإنهاك: " ألا يستطيع هذا الأمر أن ينتظر للصباح" ؟ قلتها في رجاء وتوسّل. وردَّ في صراحة وإصرار: " لا يمكن أن ينتظر دقيقة واحدة؛ هو أمر خطير لا يتعلق بشخصي" .

    وتثاقلت وفتحت الباب ؛ وكان الطارق شخصا مخلصا وفيَّا ، قليل التردد عديم المطالب ؛ ولم ينتظر بل انفجر: " هناك حركة غريبة في الشوارع ؛ الجيش نزل .. كنت في منزل عرس بالمقرن ، وفي طريقي تابعت سيارات من الجيش تملأ الطرقات " ...

    ولم أكن محتاجا لكثير من الشرح والتفصيل .. وأدركت الأمر في لحظة ؛ فقد كنت أتوقعه . واتجهت إلى سروالي والقميص ؛ ولم تمض دقيقة حتى تبعته إلى الخارج ، وأنا أحمل مفتاح عربتي الصغيرة ؛ وفي صمت دخلت العربة . فأوقفني وطلب مني الدخـول لعربته ؛ واتجهنا إلى منزل السيد رئيس الوزراء على بعد دقائق ؛ ووصلناه وجنود المظلات ينزلون من سياراتهم ويفتشون رجل البوليس .. ويقتلونه . وطلبت من صديقي مواصلة السير إلى القيادة العامة .. فوجدت أنها قد احتلَّت ؛ وأمامها ثلاث مدرعات .

    ثم انطلقنا عبر كوبري النيل الأزرق إلى الخرطوم بحري ، صوب سلاح الإشارة ؛ وأُوقِفنا في الكوبري . وذهبنا صوب معسكر الشجرة ، ووجدنا أن المدرعات والانقلابيين قد سبقونا ، ولم يبق إلا سلاح المهندسين . وكان الجنود قد قاموا بحراسة الكوبري ؛ وقابلتنا السيارات وهى راجعة . أدركت بعد هذه الزيارات السريعة ، أن المرحلة الأولى من الانقلاب قد تمت ؛ فقررت أن أختفي بعض الوقت ، حتى أحدد التحرك المقبل .

    كنت أعلم أن الانقلاب إذا تجاوز المرحلة الأولى ، وتمتع بعنصر المباغتة ، فإنه سيبقى ويوطد أقدامه ؛ وكان هذا هو الذي حدث ؛ وبقيَ أن أفكر في طـريقة مقاومته في وقت آخر لاحق ؛ وذهبت إلى مخبأ مأمون لا يخطر على بال أحد ، لكي أستطيع التفكير . لكن .. إذا كنت قد تمكنت من دخول أي قيادة واسـتنفرتها ، كان يمكن أن نقاوم الانقلاب وربما نقضي عليه ؛ ولكن الصديق رغم اهتمامه ، كان قد وصل إليَّ متأخرا ؛ ليس أكثر من ساعة واحدة فقط ، ولكنها كانت ساعة فاصلة .

    حاولت من المخبأ، العثور على سيارة ، تنقلني إلى شندي أو القضارف ؛ وكانت هذه آخر فرصي لمقاومته ، قبل أن يستجمع أنفاسه ؛ ولكنها السـاعة الواحدة ، ولم يبق بعد ذلك إلا مواجهته ؛ وأصبح الصبح .. فإذا الدبابات تحيط بكل الأمكنة ؛ وخرجت مستترا .

    كان الجنود قِلَّة وجددَاً، يظهر عليهم الاستهتار؛ وكان عددهم ليس كبيرا، يجلسون على الأرض بجانب مدرعاتهم . وكان من الممكن لأي قوة تملك خمسين مدربا بأسلحتهم ، أن تقضي عليهم ؛ وكان من الواضح أنهم لا يدرون خطورة ما أقدموا عليه ؛ وكان ممكنا أن ينقضوا عليه نفسه ؛ إذ أنهم كانوا محنَّطين وكسالى وفاقدي الحماس ؛ وليس لديهم قناعة بما يضحون من أجله. وكنت مدركا أن مثل هذه الأنظمة إذا وطدت أقدامها، وكلما طال بها الزمن ، صنعت لها ركائز ، وانضم إليها آخرون ورسخت أقدامها ؛ ولم يكن ممكنا جمع خمسين شخصا مسلحين آنذاك ، وكانوا كافين لهزيمتهم .

    فبقيت في دار صديقي – كهربائي الطيران – أضرب أخماسا بأسداس؛ وساعات تمر كلها مكرَّسة لحماية الانقلاب؛ وتلا نميرى بيانه من الإذاعة ، وتساءلت مع نفسي : " لِمَ لا نعطيهم الفرصة ليجرِّبوا ؟ فقد يكونون أقدر على مواجهة الموقف ؟ " …

    إن بيانه لم يثر في نفسي شيئا جديدا ، ولم يزد في حماسي لإحباط الانقلاب … بيان عادي لم أعتقد أنه موعَز به من جهة ، أو أنه مستورَد ؛ ربما مجرد شهوة الحكم لكل من يحمل السلاح والناس عُزَّل .. أوكل من يسبق بائع اللبن والناس نيام .

    إذا كان ذلك قطاعا وطنيا، أراد أن يجرِّب حظه وعضلاته ، فليكن . فهذا .. أصبح عمل الجيوش في العالم الثالث ، تشغل بها فراغها المستمر ؛ فهي لا يمكن أن تحبس نشاطها داخل الثكنات ، إلى أن تقوم الحرب ؛ ومتى تقوم ؟ لا يمكن لمن درِّب على القتال - وأعطِيَ السـلاح - أن يحترم مدنيين مثلنا ، لا يستطيعون استعمال السكين ؛ ويظل يحرسهم وهم وزراء وحكام ، بفضل سلاحه .. منطق معوَج ! لماذا يحرس مدنيَّا مثلي ، وهو الذي يحمل السلاح ؟ فيكون هو حارسا وأكون أنا حاكما ووزيرا !

    لقد فطن الأمريكان لهذا منذ مدة .. وكانت سياستهم أن الجيوش في البلدان المتخلفة ، أقوى تنظيما وأكثر ضبطا وربطا ، من المؤسسات السياسية الهشة الحديثة ؛ زيادة على أنها مشبعة بالأيديولوجية الغربية بحكم تدريبها . إذاً فهي أولى بالحكم، وأقدر على تنفيذ السياسات والمخططات الغربية؛ وإرغام الناس عليها بحد السلاح ؛ وأن البلدان المتخلفة لا تستحق الديموقراطية . ولذا .. فإن الجيوش يجب أن تخلف الاستعمار، الذي سارع بالرحيل - حسب تفكيرهم - سابقا لأوانه. فالديموقراطية لأوروبا، وليس لأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية أو السودان. وهكذا .. ومنذ عهد حسني الزعيم ، كانوا وراء حمى الانقلابات التي سادت العالم الثالث ؛ وكانوا هم الكتَّاب لكل بيان .. لهم الديموقراطية والرفاهية ، ولنا القهر والفقر .

    ولقد دخلنا قبل ذلك في الحلقة ، وكنا نعتقد أننا قد أخذنا كفايتنا منها ؛ وأن شعبنا قد برهن ، أنه لا يمكن أن يكون كبقية الدّمى التي تحَرَّك من غرفة بعيدة في البنتاجون؛ ولكن قد نكون .. قد انتكسنا ، أو ضعفنا ، أو خرجنا عن الطاعة ، فحق علينا العقاب ؛ فليكن ضابط من الجيش الوطني - قطاع من قطاعات الشعب السوداني - أراد أو أريد له أن يجرِّب .. فليكن ؛ فقد يستطيع التغيير؛ وقد تخيِّل له نفسه أشياء ، فليجرِّب فشعبنا جبار؛ وحزبنا ليس مثل كل بقية الأحزاب الليبرالية ؛ التي تهاوت في المنطقة العربية والأفريقية واللاتينية ؛ فالديمقراطية في دمائنا ، ولن تزول .. إلى أن نسكب آخر قطرة من هذه الدماء .

    كان هذا هو شعوري عند تلاوة البيان الأول لنميري ؛ وأقنعت نفسي ألاَّ داعيَ للقلق ؛ فقد كنت متوقعا ذلك متوجِّسا منه ، فلم أفاجأ كثيرا ولم أهتز ؛ وجاء البيان الثاني من بابكر عوض الله - رئيس الوزراء ؛ وحفظت كلماته .. كلمة كلمة ؛ وتمعنت في وزارته من 10 وزراء : أي ثلاثة أرباع المجلس شيوعيون - أغلبهم أعضاء في اللجنة المركزية ؛ ومنهم متعاطفون ورفقاء درب ؛ وواحد أو اثنين ، من الضعفاء الواقفين على السياج ؛ المستطعِمين في كل مائدة ؛ الراقصين على أي نغم .

    وهنا اختلفت نظرتي .. لا يمكن أن نرضى بهذا ؛ ليس هذا هو الجيش السوداني .. حِفنة منه أرادت بسلاح الشعب وبقوة الجيش وعنفه ، أن تحكم أقلية على كل الناس ؛ وأن تفرض آيديولوجية بقوة السلاح ، عجزت أن تفرض نفسها بالقبول والرضى والمنطق ؛ وأرادت أن تحتمي وراء قوة الجيش .. وتسميها ثورة ؛ وبطشه .. وتسميه عنفا ثوريا . تحارب كل وجهات النظر وتفرض واحدا منها ؛ هي أقلية الأقليات ، وتعتنقها كآيديولوجية ؛ وترغم الناس - كل الناس - على اعتناقها بقوة البندقية ؛ تحِل كل الأحزاب السياسية ، وتفرض واحدا منها ، تحت ستار الثورة ، وبحماية القوات المسلحة .

    وتذكرت فقرة في خطاب رئيس الوزراء ، هي قبول قرار مجلس الأمن رقم 242 ؛ وتذكرت رفضنا له ، وزيارة حسن صبري الخولي لإقناعنا ورفضنا الإقناع ؛ وتمسكنا بعدم المساس بالقضية الفلسطينية .. إذاً ليست هذه هي القوات المسلحة الوطنية ، وليست هذه انتفاضتها .

    إن أصابع الخارج واضحة وملموسة ؛ هو انقلاب مستورد يحمي نظرية مستوردة ؛ ويخدم أغراضا مستوردة ؛ ويفرض آيديولوجية مستوردة ، ويحكم أقلية أممية ؛ ويتسربل بشعارات مستوردة .. إذاً فالذي ذهب ، ليس هو الحكم أو النظام ، ولاحتى الديموقراطية ؛ بل هو الذاتية السـودانية ، والكيان والهوية الوطنية ، والاستقلال نفسه .. والذي أتى ليس هو الجيش، وإرادة التغيير والحكم المستقر؛ بل هو مِسخ مستورد ، مفروض بقوة السلاح ؛ يحمي الأفكار الخارجية ، وشعارات أجنبية ، ووجودا دخيلا وآيديولوجية مفروضة ؛ تسندها أسِنَّة الرماح .

    لقد أصبح وأصبحنا .. مستعمَرين ، وكنا أحرارا ؛ وصرنا عبيدا .. وكنا أسيادا طلقاء . فارقنا الاستقلال .. وعانقنا استعمارا جديدا ، بوجه حديث ؛ هو أنكى وأقسى من الاستعمار الذي طردناه .

    وسَـرَت في جسدي قوى غلابة، انحسر معها الوهم والضعف الذي كان يلازمني؛ وتلاشت حالة اللامبالاة .. وحلت محلها قوة جبارة، ملأت جسدي وروحي وعقلي؛ وغمرني إحساس بالتحدي، سَرَى كالإعصار في حواسي ، وملأ كل جوارحي ؛ تضاءلت بجانبه العواطف الحزبية ، وسمت المشاعر الوطنية . والولاء الحزبي .. هو طريق المواطنة في بلد مستقل ، ليخدم أهله اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا. وبما أنه لم يعد هناك وطن مستقل ، فلا محل للولاء الحزبي ؛ إذ أنه إذا كان صادقا ، يترك فراغه لتملأه الروح الوطنية ، لتكافح لإعادة الوطن السليب المستعمَر ، حتى تكون أرضه خصبة للعقائد الحزبية .

    وقررت وحدي - إذ لم يكن بجانبي زميل أو صديق - أن أقاوم هذا الخطر بكل قواي ؛ حتى ولو بأظـافري وأسناني ؛ وأن أحتفظ بولائي الحزبي نظيفا، ولكن بعيدا لأكافح - مع من يستطيع - لاستعادة الحرية والاستقلال لوطننا . وكانت هذه هي قناعتي وأسبقيَّتي الأولى ؛ وكان منطلقها هو: أن الولاء الحزبي ، هو استمرار للولاء الوطني ، وتعميق وإثراء له؛ وإذا تداعى الوطن .. فهو الأولى والأسبق والأحق بالكفاح من أجله؛ وعندها قررت أن أحتفظ بحريَّتي كاملة ، حتى أستعمل كل ثانية منها لرد هذا الخطر الداهم ، الذي يهدد كياننا وذاتيتنا .

    وكان الحفاظ على الحرية من أجل الخلاص الوطني ، عملية صعبة امتلأت بالتحدي والمغامرات ، والتعب والعرق والدم والدموع ؛ استمرت وأنا داخل السودان .. ستة أشهر؛ ولا تزال مليئة بالمعارك والخوف والقلق والثبات والصمود . والسودانيون لا يؤمنون بالتمتع بالحرية من أجل الكفاح ، بل يفضلون أن يقدم الإنسان نفسه للسجن ، وطاقاته للحبس ، دليلا على الشجاعة والفداء . ورفضت هذا المنطق !! إذ كيف أقدم نفسي كالحَمَل ، لكي أسجَن مع طاقاتي ، وأحرم نفسي وبلدي من مساهمتي في تحريرها ، وأقدم يديَّ خائفا ومختارا للحبس ؟

    على المعلوم التقليدي، إن هذا هو.. أرقى مراتب الشجاعة والفداء ؛ وتقاليد القبول بالسجن من سلطة غير شرعية ، وتسليم المناضل نفسه لها لكي تسجنه ، وتشل إمكانياته ، كان .. حتى ذلك الوقت ، دليل الشجاعة .. وتجسيد الثبات . وخرقت هذا التقليد وانتهكته ، واستعملت الأسلوب الحديث على وعلى السودان .. وهو: أن احتفاظي بحرِيَّتي ، هو بداية المعركة لاستعادة حرية الآخرين ؛ وفي ذلك تهون كل التضحيات .

    وتحملت النكات والصور الكاريكاتيرية، وهمس الناس ولمزهم، والأغاني والدوبيت؛ وحتى نكاية الصحف والناس .. وأصبح لقبي (الشريف الهارب) ، فما أجمله وألذه من نداء .

    استمرت اللعبة بيني وبين الحكومة ، بكل قوات جيشها وشرطتها وسجونها وأمنها ، وكل خبرات حلفائها المحليين والعالميين . وكانت حديث مختلف طبقات الشعب السوداني ومتابعته ؛ وعجزت الحكـومة مع كل هذه الإمكانات، في أن تضع يدها على رجل واحد لا حول له ولا قوة. وفي الوهلة الأولى جندت الحكومة كل طاقاتها ، كأنما تقول إن (الشريف الهارب) ، إذا لم يقبض عليه ، فلن يكون للنظام استقرار ولا راحة ؛ فلم تنم ولم تتركني أنام .

    وكان هذا هو الشيء الوحيد ، الذي صدق فيه حدسها وصح استنتاجها ، ولمدة تسع سنوات ؛ فلو كانت قد ألقت يدها على ، لاستراحت في كثير من الذي حدث ؛ ولعلها تحاول الآن ولكن بوسائل أخرى . وكلنا يعرف الآخر، وكلنا يقظ وفطن . ويساورني مرات كثيرة ، الشك فيما أقوله ، فيما غير هزيمة السلطة ، في معركة حرِّيَّتى الشخصية ؛ فقد كانت الرؤية المستقبلية كلها ، ركاما من الظلمات بعضها فوق بعض ؛ ولم يكن هناك وقت لتخطيط واضح ، في كيفية مصارعة النظام وإسقاطه ... وفي بعض المرات، كنت أسائل نفسي .. ولماذا ؟

    وبالنسبة إليَّ شخصيا ، ألم أكن مطاردا مثل هذه المطاردة طوال أربع وعشرين ساعة ؟ لقد كنت وزيرا ، فهل كانت لي سلطة الوزير ، وهيبة الوزير ، وراحة الوزير ، وأكل الوزير ، ومسكن الوزير ، وملبس الوزير ؟ ألم أكن أكثر الناس إجهادا ، وأقلهم تغذية ، وأتعسهم نوما ؟ وألم أكن مطاردا بمثل هذا العدد من المواطنين ، في المنزل والمكتب وحتى الطريق ؟ حتى اضطررت لمواصلة العمل الوزاري ، بعد العاشرة مساء ، وحتى تباشير الفجر؟ وكم مرة سقطت ؟ ويومها فحصني الطبيب .. ثم فحص بدقة أكثر، ثم ابتسم وقال- ورنة صوته يغالبها التهَكّم المكبوت: " إنه سـوء تغذية ؛ إنه جائع " ..

    ولعلى أول وزير في تاريخ الحكم والحكام ، كان مرضه أنه جائع . ويومها ، " اعتقلني " الرئيس الأزهري في القصر الجمهوري ، وأمر بمواصلة تغذيتي ؛ وكان يرد على المستفسرين المشفقين بلهجته الواقعية الحانية : " إن الشريف ليس مريضا .. إنه جائع " ؛ ثم يردف ذلك بضحكته التي تبعث السرور وتشيعه على الحضور .

    وفي مساء يوم ما، حضر إليَّ ( م ) ، وكان أحد ملازمي الإمام الهادي المقربين ، موضع السر ومحل الثقة ؛ وهمس في أذني : " يقول لك الإمام ، إذا بللت رأسك للحلاقة ، فاحْـلِقه عندي في الجزيرة (أبا) .

    كانت صلتي بالإمام الهادي قوية وثابتة ، لم يؤثر عليها مرور عشرات السنين ؛ ولا عبور العديد من المشاكل ؛ ولا اختلاف الانتماءات السياسية . وكان تقديري لصفاته الخلقية ، ولدينه ووطنيته واستقامته وأمانته ووفائه ، وليدة التجربة المستمرة والمعايشة الدائمة ، منذ أن كنا أطفالا ؛ وكان يكبرني ببضع سنوات .. ولم تكن وليدة الاسم ولا اللقب ولا الأسرة ؛ بل هي ثمرة التجربة الطويلة المتواصلة والاختبار اليومي ، في صِغار الأمور وفي كِبارها .. خلق بيننا ثقة متبادلة ومحبة متواصلة .

    وكنت أعرف أنه المتدين ليس بالوراثة ، والأمين ليس بالأسرَة ، والوفيَّ بغير اللقب ، والشجاع لا بالولادة ؛ بل بالمعدن والأصل والطبع والخلق . وكنت أعيش مشاكله وآلامه ، وآماله ومثله وقيمه كما لم يعشها ؛ ولم يعرفها أقرب الناس إليه من أفراد أسرته . وأستطيع أن أؤكد بالأمس واليوم وغداً ، أنه منذ الإمام المهدي وإلى اليوم ، لم تلتحم جماهير الأنصار بشخص ، أيقظ فيها نفس الشحنة الدينية التي صنعت (المهدية) ، ولم يعاشر الأنصار من يقاربه تدينا والتحاما بهم ، واقترابا بمشاعرهم مثله ؛ وليس بذلك غرابة .. فقد كان تدينه الفطري ، واستقامته الغريزية ، وامتزاجه بالبسطاء الطيبين - رهبان الليل وفرسان النهار- المتهجدين آن السحر ، والمتواجدين لدى "راتب الفجر" ، التاركين متاع الدنيا ، وملذاتها وصغائرها وراءهم ، والمستقبلين رضاء الله ؛ الساهرين في سبيل مرضاته ، الخبيرين بلقائه ، والمستبشرين برضائه ؛ والباذلين النفس والنفيس في نصرة دينه . كان هؤلاء هم أحب البشر إليه ، مما جعله مثلا لفرسان عصور الإسلام الزاهرة، وبقية السلف الصالح، الذي انقرض منذ عهود غابرة .

    وكنت مستودَعا لأدق أسراره ، وشريكا أصيلا وفيَّاً له في مساره ؛ ولذلك .. فلم استغرب رسالته ، بل أسرعت لتلبيتها لأقف بجانبه ؛ وحتى لأموت دونه أو معه ، وبلادنا تمتَحَن في دينها وكرامتها واستقلالها ؛ فأنا أعرف مشاعره وتصرفاته ، ومواجهته لمثل هذه الامتحانات القومية المصـيرية ..

    وسرَحت بعيدا بفكري ، والسيارة تلتهم الطريق المليء بالحواجز والحراسات ؛ سرَحت بعيدا سنينا طويلة ؛ ومر أمامي شريط التاريخ يطوي السنين القهقرى ؛ تذكرت الإمام المهدي وهجرته في (قدير) …

    وتذكرت جدي الشريف محمد الأمين الهندي ، وهو يعلم أبناء المسلمين القرآن في الرهد ؛ وقد شارف سِنّه المائة عام ؛ وتذكرت وضعه الاجتماعي يومها ، إذ كان والدي يذكِّرني بذلك كلما رآني مزهوَّاً بردائي الأفرنجي ، وأنا قادم في العطلة من كلية فيكتوريا بالإسكندرية ، قائلا :

    " من أنت؟ ومن الذي تعتقد أنك وارثه.. جاها أو مالا ؟ ألا تعلم أن جدك كان يغالط من معه ، أهــذا قرش أو(تعريفة) طـوال اليوم؟ وهو لا يعلم الفــرق بينهما؛ أتعتقد أنك حـفيد الأغنياء، أو وارثا لأهل طريـقة صــوفية؟ ماأنتم إلا حفــدة فقـراء.. كل مجدهم هو تعليم القرآن، وإشعال ناره" ... في(مرنات) - بجوار شلال السبلوقة ؛ إلى (نوارة) بالدندر وإلى الرهــد ... " وكل مالديكم.. ولدى الله والناس، هو تعليم القرآن"! ثم يصمت وعلى وجهه الصبوح الأشيب، يتلون الأسى بالغضب ويردف: " كل مخلوق يولد على الفطرة وأبواه يهودانه أوينصرانه ". وكنت قبل أن أذهب لكلية فيكتوريا، قد حفظت القرآن تلاوة وتجويدا .

    وكان واجبي أن أقعد على ركبتيَّ وأرتِّله له كل فجر؛ ولم أكن قد تجاوزت التاسعة وقتها ؛ وكان والدي أتعس الناس عندما ذهبت للتعليم المدني ، ولكنه فعل ذلك مرضاة لخالي الذي كان يعِزّه ، وللإمام عبد الرحمن المهدي ، وهو يقول تأسيا بقول الرسول (ص) : " فليفعلوا ما أرادوا ، فإنهم أهل بدر" .

    وذهبت مع ابنه الإمام الهادي ؛ وتولَّى (عطر الله ثراه ، وجعل قبره روضة من رياض الجنة) رعايتي والانفاق على تعليمي ؛ وكنت أحد أبنائه ، أحضر اجتماعات الأسرة ؛ وكان يضع يده على رأسي …

    ويقول : " الله يبارك لك في ذكائك يا حسين " ..

    وكنت صريحا معه على صِغَر سِنِّي؛

    فكنت أسأله : " هل هناك ذكاء مبارك، وآخر غير مبارك؟"؛ وكان يطرق …

    ويقول : " نعم " !

    وهكذا أمضيت طفولتي وصدر شبابي ، قريبا منه .. أكثر من أغلب أبنائه ؛ وكاد يزوِّجني لولا حدوث مشاكل ، أسرية وشللية من بعض الأقارب ؛ هي التي أخَّرَت زواجي ثلاثين سنة ؛ وأنا على قَسَم .. ألا أتزوج مدى الحياة . وترتَّب على ذلك مشاكل عاطفية ، لا تزال آثارها محل المعاناة ، ولا داعي لسرد تفاصيلها ؛ ولنرجع إلى التاريخ القديم .

    وحمل جدي جرابه وجسده لا يكاد يحمله ، وبقي مع الإمام المهدي شهورا في الهجرة ؛ وعندما حان وقت الهجوم على (الأبيض) ، تزود ببضع كسرات من العيش المحروق ، وتقدم مع الإمام المـهدي ؛ وحاول الإمام المهدي أن يثنيه ويرجعه ، ولكنه - ورجلاه لا تحملانه - كان يقابل ذلك بالرفض والإصرار عليه ؛ حتى قال له الإمام المهدي : " أنا لا أستطيع أن أتركك ، ولكن سرعتنا هذه تعطل زحف الجيش ، وقد يستفيد منها الأعداء أرجوك أن ترجع وأجرك هو أجر المجاهد ، وأن تسأل لنا الله النصر؛ فبيدك اسم الله الأعظم ، وسر السلاح " .. وهنا فقط ، رجع جدي والحسرة والألم يقطعان نياط قلبه ؛ ولم تمض أيام حتى لبى نداء ربه .

    وتذكرت عمي الشريف على، مهاجما لسنار حتى فتحت – وهي آخر قلعة من قلاع الاستعمار – واستشهد هناك، وقبره لا يزال في قرية (الشريف) .. بجوار (الخزان) ؛ وجاء دور أبي وكان في الخامسة عشرة؛ وقاد جيشــا للرباط في (المتمة) - على الحدود الشرقية للسودان - وظل يقاتل سنينا حتى استولى (كتشنر) على أم درمان . ثم رجع وهو يقاتل (الشفتة) وقاطعي الطريق ؛ حتى استقر في شرق النيل وغربه : في قرية (الربوة) . ثم استمر في الدعوة وتجميع الناس ، حتى اعتقل في قرية (ودالعباس) ؛ وحمل بالباخرة إلى سجن (كوبر) ، حيث بقي عدة سنوات . ثم فرضت عليه الإقامة الجبرية بعدها في الخرطوم ، ثم في (بُرِّي) من ضواحي الخرطوم ، غرب النيل - وظل فيها متفرغا للدعوة ، ولم يُسمح له بالرجوع إلى موطنه حتى مات .

    وكتبت شلة من علماء ذلك الزمن ، عريضة وقَّعوا عليها .. مطالبين بإعدامه ، على أساس أنه يحضِّر لإحياء " الفتنة "؛ ولم يوقع على العريضة إلا (الشيخ ود البدوي) من أربعين عالما . وكان (سلاطين) وقتها ، مفتشا عاما ونائبا عن (ونجت) – الحاكم العام الذي كان غائبا – وجرت بينه وبين والدي المقابلة الطريفة الآتية، عندما أحضِر والدي له .. وهو مكبل بالأغلال :

    " أتريد أن تصير مهديا يا ود الهندي ، ولم تكن إلا أميرا صغير السن والمقام ؟ " . وردَّ والدي عليه : " إن الله على كل شيء قدير يا شويطين ! فلقد كنت مؤذنا لنا وأصبحت الآن مفتشا عامـا وكنت مسلما فكفرت بأنعم الله ! وسيذيقك الله لباس الجوع والخوف " .

    وكان (سلاطين) - الذي هرب ودبر حملة استرجاع السودان ورجع معها - على وشك تنفيذ حكم الإعدام ؛ وجاء (ونجت) فخشي من آثاره .. فبدله إلى السجن . وظل والدي وصلاته بالإنجليز تحيطها الشكوك ومظاهر العداء . وقطع أسلاك التليفون- التي كانت تربطه بهم . وظل يجمع الصافنات من الجياد ، وسيوف المعارك الشهيرة ؛ ويكتب تاريخ السودان . ولم يدعَ إلا مرة واحدة لحفل (التشريفة) ، الذي كان يقام في المساء ؛ وحان - وقتها - ميعاد صلاة المغرب ؛ فخرج من منضدة الحفل وأذَّن لصلاة المغرب ؛ وانفرط عقد المدعوين أثناء تلاوة الحاكم العام لخطابه ، وأمهم للصلاة . ومن يومها شطب من كشف المدعوين للتشريفة .

    وكنت أقضي أيام العطلة ، وأنا أقرأ له الكتب طوال اليوم .. في مكتبته (العربية الإسلامية) الضخمة ؛ إذ كانت عيناه قد ضعـفتا . وأكتب له ما يُملي عليَّ من التاريخ ؛ إذ كانت أصبعاه قد تقرَّحتا ، حتى كان يربطهما بالشاش؛ وعاش بجسده بيننا ، في سرير خشبي لا كساء له ؛ وروحه تهيم وتعيش في الدعوة الإسلامية وفي دولتها ؛ وهو يردد أناشيدها ، ويجمع أدبها وروائع معاركها؛ حتى رأى قبسا من نور في دعوة مؤتمر الخريجين ؛ فأهداهم منزله الذي أصبح نادياً لهم ، وولدت فيه دعوة المؤتمر، ويوم السودان ، ويوم التعليم ، والمذكرة التاريخية التي رفعها المؤتمرون للسكرتير الإداري ، وحزب الأشقاء ... ونادي الخريجين الذي كان ولا يزال : (شيخ الأندية) .

    لابد أني سرحت طويلا ؛ ولكن للحق وللتاريخ ، فقد كنت سارحا طوال رحلتي ، للدرجة التي لم أعِر فيها إنتباها طويلا ، لتبادل متعدد لإطلاق النار بين زملائي ، وبين بعض حراس الحواجز. لقد شدَّني التاريخ حتى أصمَّ أذنَيَّ عن سماع أزيز الرصاص ؛ وحتى أزال مني مظاهر الخوف من الخطر؛ وشعرت أن رحلتي هذه .. فيها تشابه كبير لماضي تاريخ بلادنا ؛ تمر بنفس الظروف التي كانت تمر بها قبل اندلاع الثورة المهدية .. حكم الاستعمار الثنائي أو المثلث ؛ ما كنت أتصوره وأجزم بحدوثه : من جوع ومن قهر اقتصادي وحكم بوليسي ؛ ما كنت أعلمه: من تدهور أخلاقي لا محـالة حادث - مثل زواج الرجل بالرجل في (الأبيض) - ما كنت أحس به : من ضرورة تجمع كل القوى للدفاع عن مقدسات وطننا وكياناته ؛ وعن حقوق الإنسـان فيه ؛ ما أشبه من أن تصبح هكذا على مر العصور؛ إرثا لكل السودانيين وليس عقارا لأسرة ، ولا ضياعا لطائفة . وما كان أكبرها وأعظمها لو ظلت كذلك !! ولو لم يشوهها المعتدون لقيادتها ، فيجعلون منها معسكرات للمليشيات ، ترجع ثمنا للمساومة ، وتبقى سلاحا للتمديد ، انتظارا لمساومة قادمة أخرى .

    ما أعمق الجرح الذي يوغر صدورنا ، والذي لن يندمل أبدا .. ونحن نرى اليوم البيانات الكاذبة توزع ؛ مدعية زورا وبهتانا أننا نشتم الأنصار ونحقِّرهم !! نحن الذين نعرف روابط الكفاح ، في التاريخ القديم والحديث ؛ نحن وقود الثورة الأولى والثانية ؛ نحن الذين ربط بيننا الإمام المهدي ، وهو يقود ثورة قومية ووطنية ضد الاستعمار؛ ثم ربط بيننا أخيرا إمام آخر .. هو صورة وأصل من الإمام الأول ، في دفاعه عن الدين والوطن ؛ ثم هو أخيرا لا آخرا ، يعرف أقدار الرجال ؛ ويمنعه دينه ، وتعصـمه وطنيته ، من الارتماء في أحضان الاستعمار، قديما كان أو جديدا ؛ ثم هو يجمع ولا يفرق ، ويقرب ولا يبعد ، ويوطد ولا يبدد . ثم هو واضح وضوح الشمس ماض مضاء السيف ، يمنعه خلقه ودينه من اتباع أسلوب الهمس في الغرف المغلقة ، والحسابات النقدية للربح والخسارة ، والجري وراء الطموح المجنون للسلطة ، في أمور تخص وطنه - كل وطنه ومواطنيه ، جميع مواطنيه . ولا يقبل لنفسه ولا تاريخه ، أن يضع شخصه وأطماعه وطموحاته في كفة ، وفي الكفة الأخرى مستقبل وطنه ، ومقوماته واستقلاله وكرامة مواطنيه .

    هل يمكن أن توكل لرجل مثل هذا ، مقدسات الخلاص الوطني صلحا أم حربا ؟ أو تترك له مقدرات شعب ، ومستقبله وأجياله الحالية والمقبلة ، حتى يقيسها على نفسه ، مثلما يقيس أي شخص ملابسه وأحذيته ؟ وهل الرجال الذين صنعوا الثورات من أسلافه ، كانوا بهذا الخلق ؟ وهل كانوا سينجحون في هذه الثورات وفي قيادة الرجال ؟ لو كانت منطلقاتهم شخصية وأنانية ومصلحية وحسابية ؟

    وجذبني أحد الزملاء من ورائي، واسترجعني من غياهب التاريخ ومجاليه : الزاهية الرائعة .. مرة واحدة .. قفزا فوق الحقب ؛ إلى واقع الحاضر بكل مجابهاته وتحدياته . وكنا في مدخل الجزيرة (أبا) ، واستوقفنا الحاجز الأول . ليس هناك فرق بين الحواجز ، ولكن الأولى كانت تموج بالرداء العسكري ، وتفوح منها روائح التسلط والقهر ؛ وعلى وجوه رجالها معالم الاحتقار للناس ، ونوازع تخويفهم وإذلالهم . أما هذا الحاجز فوراءه رجال على وجوههم صرامة الحق وسماحة الدين ، ورداؤهم مدني .

    وتوالت الحواجز وتجاوزناها؛ ودخلنا منازل الضيافة .. وكانت تموج بكل مطارد بلا جريرة، مطلوب بلا جريمة ، هارب بدينه ووطنيته إلى البقعة الوحيدة في السودان ، التي كان فيها المواطن السوداني يتمتع بحريته ، ويطوف على الجميع وهو آمن .. يحملون الأكل والشرب والأمن والحماية .

    لو لم يكن للجزيرة (أبا) دور في التاريخ ، غير أنها كانت مأوى لكل مواطن شريف ، لا جريرة له إلا أنه ليس من المجرمين، ولا من مرتادي السجون؛ ومع ذلك فهو لا يحس بالأمن إلا إذا دخل الجزيرة(أبا)، وقابله أهلها مرحبين:" أدخلوها بسلام آمين " ؛ ومن دخل الجزيرة (أبا) ، فهو آمـن .. لكفاها هذا الدور في التاريخ - التاريخ الذي أظلت فيه أحرار الرجال وأعراضهم وعقائدهم ؛ وأحاطتهم بحماية من دماء أبنائها من الأنصار .

    ونار الضيافة لا تنطفئ فيها ليل نهار ؛ ويقوم بالخدمة فيها على كل من احتمى ، آلاف الرجال والنساء ؛ ويخرج من منازلها عشرات الآلاف من أواني الأكل والشرب ملأى ؛ وتفرش فيها آلاف الأسِرَّة ؛ وتجد فيها وحدها - دون كل أرض السودان - بشاشة السودانيين وأخلاق السودانيين؛ ودينهم وكرمهم وإيثارهم على أنفسهم، ولو كانت بهم خصاصة .

    سوف يسجل التاريخ أنه لقرابة عام كامل ، كانت الجزيرة (أبا) هي السودان .. كما نعرفه ونحبه وننتمي إليه؛ وبقي كل السودان غريبا عنا .. الأحرار فيه هم السجناء ، والمجرمون فيه هم الطلقاء ؛ ليس فيه مكان لأبنائه المخلصين البررة ؛ وأصبح البقاء فيه احتواءا جغرافياً ، وليس انتماءا وجدانياً وعاطفياً . وبقيت الجزيرة (أبا) .. إمامها البطل .. أنصارها المخلصون البواسل .. نساؤها ، أطفالها ، شيبها ، شبابها .. هم كل السودان ، وكل ما يمثل أهل السودان ، من نبل وكرم وشهامة وحماية .

    بقيت هكذا .. ولجأ إليها واحتمى بها كل مقهور؛ فلم يسئ إليه أحد ؛ ولم يعبس في وجهه أحد ؛ ولم يبت فيها أحد على الطوى ؛ ولم تمتد إليه يد السلطة الغاشمة المستبدة . بقيت هكذا حتى تجمعت ضدها كل قوى الشر والعدوان ، ودافع أهلها عنها دفاع الأبطال . وأساطير شجاعتها مشاعل للتاريخ ؛ كافحت العدوان في البحر والجو والبر؛ ومن قوَى تفوقها عدداً أضعافا مضاعفة ؛ ومن عدة دول لا دولة واحدة .

    وسأكتب في مذكراتي ، عن معركة (الجزيرة أبا) ؛ ويومها سيتضح لكل من يعلم : أنها إحدى ملاحم الصمود والشجاعة التي قَلَّ أن يسجل التاريخ مثلها. والذي أريد أن أسجله هنا .. أنه يوم فتحت الجزيرة (أبا) ، لم تســقط هي ؛ بل سقط كل السودان .. بتاريخه ودينه وخلقه وقيمه ؛ فلقد ظلت هي السودان مكبراً ومصغراً ، صامدة عاماً كاملاً ؛ في داخلها السودان كله : المؤمن الوطني المسلم ؛ وفي خارجها جسم غريب لا ينتمي للســودان ، ولا لأهـله ، ولا لكل ما يمثلون من أخلاقيات بشيء .

    توقفت في الخارج مدة من الزمن ، أتأمل في اللاجئين من النظام ، من مختلف الاتجاهات ؛ وأتأمل في الحركة الدائبة لخدمتهم . وفي هذه اللحظة وصل السيد/ الإمام الهادي ، إلى الجانب في دار الضيافة ، الذي كنت أجلس فيه . تقدم إلى كعادته يطأ الثرى متمهلا ، والبِشر والبشاشة ينضحان من وجهه ، الذي يتألق بنور من الهدى والتقوى ؛ والابتسامة المخلصة الوضاءة الوقورة ، تسابق يده الممدودة في مودة لمعانقتي .

    كان هادئا وعاديا على غير ما يقتضي الموقف ؛ وكنت أتوقع ذلك منه ، فلقد شاهدته وشاركته ، في مواقف عديدة عصيبة وشائكة ، مثل هذه 





    http://mash-had.org/To_My_Country_And_To_History_Alhaareb.htm
                  

11-09-2010, 09:12 AM

رغيم عثمان رغيم الحسن
<aرغيم عثمان رغيم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-22-2009
مجموع المشاركات: 1727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مـن أقـوالهـم / الشـريف حـسـين الهـندي (Re: هشام مدنى)

    والله لو امتدت يدى اليسرى لتصافح نظاما شموليا لسارعت يدى اليمنى لقطعها
                  

11-10-2010, 05:34 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18724

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مـن أقـوالهـم / الشـريف حـسـين الهـندي (Re: رغيم عثمان رغيم الحسن)

    حوار شفيف مع الشهيد الشريف حسين الهندي
    حسن عوض احمد/المحامي
    مدخل:
    لقد أدمنت التذوق لحديث الذات.. بعد استشهاده.. فحديث الذات والتحاور معها.. حديث شفيف.. حر.. طلق العبرات.. وحين تحاور الذات يتخبط الكلام على الشفاه وتتلعثم كل مفردات اللغة على طرف اللسان.. وتشرئب الحروف لتعلن لا شيء يغرق في المساء سوى النهار كما يقول الشاعر ابن المعتز:
    الصبح في طرة ليل مسفر كأنه غرة مهر أشقر
    وعندما يغرق النهار في بحر الظلام لا يكون في الوطن
    مكاناً للرؤى ولا مساحات للخطى.. فالكل يركب المدى
    في تيه وغباء وكأنه يشق صمت الصهيل الى مفازة
    السكوت بالرغم من العلم الأكيد.. ان الوطن تقرع
    ابوابه طبول المغول الجديد للدخول المستباح..وبالرغم
    من العلم الأكيد فلا تزال ايديهم الملطخة بعيب
    السكوت تهش على الغبار الضائع بين عاصفة
    الرياح..
    وطن تأذى أهله من المظالم والفرقة والانقسام
    وطن ضاعت ملامح ماضيه الجميلة.. النبيلة تحت حوافر
    خيل جامحة..خيل مشبعة بروح الصراع.. فأحالت
    الارض الطيبة المعطاءة الى غبار لعين..فكأنما هي
    مصابة بنفخة الشيطان وعلى صهواتها شظايا من غضب
    تقذف مرافيء الامن والامان على الأرض الطيبة وأهلها الصامدين المدثرين بعيب السكوت
    سيدي الحسين:
    تحية المجد والخلود لك.. واقول لك ما قالته لك الملائكة كما آمل واتمنى:
    «سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين».
    ثم يرد الحسين علىّ رد على الملائكة كما آمل وأتمنى
    «الحمد لله الذي صدقنا وعده واورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم اجر العاملين».
    ثم أسأله: كيف يا سيدي.. زعيم الأمة الشهيد الأزهري ورفاقه؟
    فيرد علىّ أنهم تتمناه لهم وترجوه..
    هم الآن يرفلون في رياض الجنان تحفهم الملائكة وتسقيهم الحور العين من عين سلسبيلا.. وعليهم أساور من ذهب
    ويلبسون ثياباً خضراً من سندس واستبرق متكئين فيها على الارائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا..
    ثم أسأله أكل هذا النعيم لانهم عشقوا تراب هذه الأرض الطيبة
    فيرد علىّ: بلى.. وكانوا لله عباداً خاشعين.. صادقين.. وكانوا عفيفي اليد واللسان.. والجنة لا تُدخل بالأعمال إنما برحمة الله التي سعت كل شيء.. ثم همست لذاتي دون ان يسمعني.. واين مثل هؤلاء في هذا الزمن القبيح الأشر.
    ثم ضحك.. ضحكته الواثقة.. ثم قال باسماً شفيفة ارواح تجعلنا نسمع حديثك مع ذاتك.. وهكذا الشهداء..
    سيدي الحسين: اريد ان ابوح لك بسر..
    فيرد علىّ: تفضل.. فأقول..
    كلما تملكني ارق التأمل.. وسبحت ببصيرتي في رحلة المجهول من نافذة العدم.. رأيتك ماثلاً امامي تحفك الحور العين.. فيكون ذلك اللقاء كانسلاخ من نافذة العدم.. رأيتك ماثلاً امامي تحفك الحور العين.. فيكون ذلك اللقاء.. كانسلاخ الدهشة من قلب الصمت حيث تتخلق لحظة الانبهار.. صدمة الانطباع على جدران الوجدان فتنسخ على بؤرة الذاكرة عناصر الارتياح.. فتتكون في تلقائية النفس انطباعية الروح المجردة من عناصر المادة حتى يقوم بناء العاطفة على مشاتل الجدران الوجدانية منسجماً ومتسقاً مع حركة التسجيل على بؤرة الذاكرة فيقوم بنيان العاطفة منذ لحظة الانبهار سالباً من عناصر المادة وقائماً على تآلف الروح والنفس والذاكرة في ميقات الانطباع والتسجيل.. فتتنزل السكينة على القلب ويجتاح الشجون العيون..
    وحين ترحل الشجون على اجنحة الضياء من جوف الوجدان فترى ما كان احتمالاً.. في ان يكون وهجاً او شعاعاً او ضياءً تخلق شوقاً دافقاً.. يستنهض ينابيع الدموع من خلايا عصب الشجن.. لحظتها تنهار متاريس الصد على بركة العيون فتنهمر الدموع على خدود تشبعت بأشعة الشمس وارتمت في حقولها المزهرة بأريج الارض.. ويتحول الكون الى سمفونية رائعة الايقاع مثل همس الاشياء وضحك الشجون واهتزاز اغصاب الورد على صدر الندى.. ثم تزحف مثل زحف الظنون.. فتفجر لحظات ممزوجة بآهات الشجن وانين الحنين هكذا.. سيدي الحسين.. كلما رأيتك ماثلاً امامي.. ينتابني البكاء فابكي على وطن تمزق.. وحزب تشرذم.. ونفس تعذبت لفراقكم.. يا فلتة في ذلك الزمن النبيل..
    فحين يتعبني التأمل تأخذني حالة اللا وعي..
    ثم تهزني بكفك الطاهرة.. فانهض وعلى لساني قولك المأثور:« نجوع ونأكل اصابع ايدينا ولا نأكل قضايانا الوطنية».
    سلمت يداك.. سيدي الحسين..
    ثم يستطرد سيدي الحسين قائلاً:
    بما ان ازمة الوطن مرتبطة ارتباطاً عضوياً بازمة الحزب الاتحادي الديمقراطي لانه يمثل الوسط السوداني العريض سوف نتعرض لذلك لاحقاً.. ولكن لابد ان اقول:
    الحزب مؤسسة اجتماعية ديمقراطية لا ترتبط في مكوناتها وتكويناتها باللون او الدين او العرق او الطائفة او القبيلة.. فالحزب بالضرورة يسعى لتحقيق رغبات جماهيره السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية.. فاذا فشل الحزب في مهمته الاساسية هذه.. فلا يصلح ان يكون حزباً..
    فقاطعته.. هل حزبنا على مشارف الهلاك والتلاشي..
    فرد علىّ ضاحكاً ضحكته الواثقة.. لا تتسرع المحصلة.. فالحزب لن يموت طالما الوسط السوداني العريض حي لا يموت.
    ثم استطرد:
    إن البناء الفكري والاطار الفلسفي والبناء التنظيمي المنهجي للحزب الاتحادي الديمقراطي كان هماً هاجساً وتحدياً سافراً ثم تحول في مكنوناته النفسية والوجدانية الى صرخة اطلقها شباب الحزب في الديمقراطية الثانية ايدها الزعيم الشهيد والدنا الازهري وكل الكوكبة الراشدة من حوله.
    ويمكنني القول بكل الثقة.. ان الحزب الاتحادي الديمقراطي قامت فلسفته الفكرية على مأثور قول الزعيم الازهري «الحرية نور ونار فمن اراد نورها فليصطلِ بنارها».
    وقول الزعيم الشهيد.. خلص كل مؤلفات المفكرين حول مفهوم الحرية ونضالات الشعوب من اجلها».
    «واذكر ان بعثت الزميل الشهيد الراحل بابكر عباس امام في السابع والعشرين من مايو 69 لوالدنا الزعيم الازهري في سجن جوبا مستشيراً اياه في تأليف الجبهة الوطنية وفي معركتنا ضد نظام مايو- فكان رد الزعيم علىّ:
    «مهما يكن الامر ومهما يحدث لنا او لكم.. لا يمكن ان تقبل حكماً فردياً، ولا يمكن ان نتخلى عن الديمقراطية. كافحوا من أجل ذلك باي اسلوب يقتضيه الكفاح، ان اسلوب الجبهات هو اسلوبنا في حالة اي تجمد مصيري للشعب والوطن.. كل من يؤمن بالديمقراطية وبازالة حكم الفرد نحن معه.. نحن اصحاب مبادئ ولنا طلاب سلطة، هكذا جاءت كلمات زعيم الأمة الازهري.
    قاطعته سيدي الحسين.. انني اذك هذه الرسالة التي كانت عنوانها «من حسين الهندي الى اسماعيل الازهري» بمناسبة ذكرى استشهاده العاشرة واذكر انك قلت في صدر تلك الرسالة..
    «لو حقق الله امنيتك- أبي وليس عليه ببعيد وانت الثاقب بصراً والصافي البصيرة والنقي سريرة.. لرأيت ارضاً غير ارضك وقوماً ليسوا قومك.. لرأيت الوطن الذي طهرته وقد اضحى مستعمراً.. والشعب الذي حررته وقد اصبح مستعبداً.. والحرية التي جئت بها وقد اصبحت دمية ومسخاً.. لرأيت اطلالاً يبكى عليها الشعراء تعيش فيها اشباح بلا خبز ولا ماء وأطفالاً بلا علم ومرض بلا علاج وجهلة بلا علم وارضاً بلا زرع وانعاماً بلا ضرع.. ورأيت ارضك الطيبة الطاهرة يغادرها اهلها وعلى وجوههم الدمع وفي احشائهم الطوى.. وعلى سيمائهم المذلة.. ورأيت اخلاقهم السوية المستقيمة وقد تهاوت وانحدرت وتدنت الى حضيض الحضيض.. تحوم حولهم جحافل التتر واسراب الجندرية».
    قاطعني سيدي الحسين: هذا يكفي.. واستطرد يقول:
    وأسس الزعيم الشهيد للبناء التنظيمي الديمقراطي من خلال مؤلفه «الطريق الى البرلمان».
    وقد تم تطهير نضال الحزب من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية بان الاتحاديين الديمقراطيين يجوعون ويأكلون أصابع ايديهم ولا يأكلون قضاياهم الوطنية.
    ويمكن ان نجمل تخلق الحزب الاتحادي الديمقراطي بانه عرق طاهر نقي خرج من مسامات اجساد طاهرة نبيلة لسودانيين وطنيين ديمقراطيين ثم انساب هذا العرق الطاهر في واحة كانت رحم الحركة الوطنية السودانية.. فتخلق الحزب كقيمة نضالية، ديمقراطية، اشتراكية سودانية اصيلة.. معجونة بعرق الانسان السوداني الطيب معطرة باريج الوطن المتجدد الانفاس.. وجوهر هذه القيمة النضالية.. الحرية.. الديمقراطية.. والعدالة الاجتماعية.. وإطار هذه القيمة النضالية.. المؤسسة الحزبية ذات المؤسسة التي تجمع ولا تفرق تؤلف ولا تنفر.. وكان بين الجوهر.. والاطار السوداني الشامخ يرقد بين نيليه «الأبيض- والازرق».. في كبرياء وشموخ واحداً.. موحداً آمناً مستقراً..
    سيدي حسين: ما تقوله وصفاً لا يوجد في قاموس الحزب منذ انشائه.. فإننا لا نعلم ان للحزب مؤسسة ذات تنظيم منهجي هيكلي يحدد الواجبات والاختصاصات.. قاطعني-سيدي الحسين- بضحكته الواثقة البشوشة لقد أصبت كبد الحقيقة..
    لقد كان الحزب مؤسسة في وجدان الاتحاديين الديمقراطيين- والوجدان الانساني خزينة لا يطولها الغناء فهي الشجرة المقدسة التي تؤتي أكلها باذن ربها خيراً وبركة على الأرض والشعب.
    وبما ان القيادة الراشدة قد رحلت الى رياحين الجنان- فلا بد من اعادة تخلق الحزب بطريقة معاصرة بشفافية تضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
    ولو تدري آفة الحزب الاتحادي الديمقراطي قد اوردتها في رسالة لزعيم الأمة الشهيد الازهري.. حيث قلت:
    أما نحن ابي ورئيسي.. المحيط المتلاطم الذي خلفته من المؤيدين والمتحمسين والقلة القليلة التي تركتها من العاملين المتجردين فقد بقينا.. بعد ان سقطت بيننا.. نعض على وطننا وحزبنا وعلى مبادئك بالنواجذ.. ونقبض على جمرها بالاصابع، منذ ان فارقتنا والى ان يرث الله الأرض والى ان نلقاك او ان نلحق بك.. لا يغرينا وعد، ولا يرهبنا وعيد ولا يخيفنا رعديد او صنديد.. وكم قابلنا.. أبي.. من بطش الاعداء ومكر الحلفاء وتنكر الزملاء وتكسرت علينا النصال فوق النصال وتفتحت فينا الجراح فوق الجراح.. وتكاثرت علينا هجمات الاصدقاء والزملاء.. قبل حملات الاعداء الالداء.. وقيل لنا ان الناس قد جمعوا لكم فأخشوهم.. وان العدو حولكم قد دوت صيحاتهم.. فلم يزدنا هذا الا اصراراً واستكباراً- وزادت حملات الزملاء والاعداء هؤلاء الذين اذا دعوناهم للنضال قالوا هذه حمارة الغيظ واذا طلبانهم للقتال قالوا هذه قراراة الشتاء واصبحوا يتحايلون على النكوص والتراجع يرموننا باباطيل التهم واراجيف الرجم.. فاذا ساقتنا الجغرافيا الى اثيوبيا.. قالوا انهم كفروا بالله والرسول!! واصبحوا من غداة الامبراطوريين.. واذا قصدنا ارض الله الحرام قالوا انهم سدنة الرجعية وعبيد البترول، واذا اتجهنا الى منابع الثورات اصبحنا ليبيين وبعثيين.. وحتى اذا عرجنا للسماء قالوا انهم رجم من الشياطين.. واذا اتجهنا الى مناطق النضال قالوا اننا في ملاهي باريس.. واذا اتجهنا للاعلام قالوا اننا عبيد الانظمة ورقيق المال.. واذا بقينا في الخارج نجاة بمبادئنا واهدافنا قالوا قد استناموا للفنادق والمطاعم ونسوا بقائنا في ادغال الغابة ورمال الصحراء.. واذا طارت اشاعة التقينا باحد قالوا انهم قد رضخوا واستكانوا وصالحوا وترهلوا وضاقوا بالكفاح وآثروا السلامة والدعة والراحة.. فانا حصلنا على السلاح قالوا انهم تجار السلاح والدمار.. واذا تزودنا بالمال اشاعوا اننا سدنة المصارف واثرياء التجار.. المتعاملون في السكر والذهب وحتى الافيون.. واذا اشتركنا مع زملاء السلاح في ثورات التحرر قالوا اننا انشغلنا بغير قضيتنا.. واذا قابلنا البسطاء من الجمهور طلبة وعمالاً وكادحين قالوا قد استبدلوا الكبار بالصغار واذا فتحنا الباب للاجيال الحالية اصحاب المستقبل الواعد يدقوا العمل والمبادئ تعدياً.. ونحن في خريف العمر.. قالوا انهم مشغولون بالسفهاء والصعاليك وتاركين لاهل الحجا والنهى والعلم والتجربة.. واذا اكرمنا ضيف الحزب والمعارضة والحركة الوطنية ووقفنا معهم في مشاكلهم وشاركناهم هموم الغربة واوجاعهم ومشاكلهم، قالوا اننا السفهاء المبذرون، واذا انشغلنا عن واجباتنا الاجتماعية.. وتابع قائلاً: «لقد تركت لنا جيلاً كله من الزعماء.. وما اصعب التعامل مع الزعماء».
    «لا تزال وستظل هي هدفنا ونبراسنا وسنظل نكافح من أجلها حتى نحققها او نموت دونها ولن ندنس موقف حزبنا في التاريخ بالتخلي او التنصل او المساومة فيها.
    ولن نقبل بان نتسربل بعار الدنيا والآخرة بمخالفة موقف سقطت شهيداً من اجله بعد سبعين سنة من النضال الدؤوب الجسور في سبيل الوطن، ان استشهادك ومبادئ حزبنا هي حوافز النضال لنا ولجماهير حزبنا العملاقة.. وهي علامات طريقنا مطرزة بدماء الشهداء وموشحة بمعاناة المجاهدين.. وكل من تطيب له حياة ويحلو له مقام او ينعم بنوم أو يستقر في راحة او يسعى لفرقة او يقدم لمصلحة فهو ليس منا وهو عمل غير صالح»..
    سيدي الحسين.. لو ارحتني وحددت بواطن الداء ولابد لاستئصال الثورة لاعادة بناء الحزب- المتزعمين بلا زعامة والمتطفلين والمتسلقين والجهلاء والمندسين في صفوف الشرفاء.. يضاف الى ذلك لابد من البناء الفكري والفلسفي والمنهجي للمؤسسة الحزبية تحديداً للاحتصاصات والاحداث والاستراتيجيات وآليات التنفيذ قاطعني سيدي الحسين.. قائلاً وباسماً: سوف تكون بيننا رسائل عديدة.. كلما احتجت لي فودعته قائلاً:
    سيدي الحسين:
    أنت ضمير شعب ترجل
    على يد المنون شهيدا
    مناضل رضع من ثدي الكرامة
    قدحاً معلى فكان حلماً فريدا
    انت سيد النبلاء قدراً
    واشرف التقاة ايماناً وتوحيدا
    انت سيد الشهاء في زماننا كنت
    وللمروءة نبراساً وعميدا
    يا نصيراً للفقراء نيلا
    وبحراً للتواضع رفيدا
    افتقدناك يا اغلى الرجال
    فتهدم للمجد بعدك ركناً حديدا
    انت صوت شعب حاصرته
    النائبات وبرغمها كان عنيدا
    بكى النيل وناحت امواجه
    وثكلت السماء على حلم بات فقيدا
    اواه يا شعبي هذا ربيع الوباء
    ونجمنا الثاقب قد رحل بعيدا
    فالريح صر والأفق اصداء
    وكل منا بات يبكي وحيدا
    أيها الاتحاديون الديمقراطيون تمعنوا في أقوال سيدي الحسين وسوف ينهض العملاق من قممه ليملأ الساحة نضالاً وبهاءً وكبرياء..

    http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147495015
                  

11-10-2010, 05:39 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18724

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مـن أقـوالهـم / الشـريف حـسـين الهـندي (Re: بكرى ابوبكر)

    لم تكن لمايو أوراق خضراء ، ولم تنبت لها فروع يانعة سامقة منذ ولادتها
    وأثناء مسيرتها المتهالكة المرتعبة المليئة بشتى صنوف الأمراض الوبائية
    القاتلة ، ولكنها كانت ومنذ اعلانها شجرة صفراء شاحبة تتساقط أوراقها
    اليابسة صباحا ومساء وتأكل بنيها واحدا بعد الآخر ولا تخرج من كارثة إلا
    لتدخل في مأساة ، ولا تدلف إلى مشكلة إلا لتحلها بمشكلة أكبر منها .
    ولولا التدخل الأجنبي السافر والمتواصل لما استطاعت أن تبقى يوما واحدا
    فهي ليست امتدادا لنظام خارجي فحسب بل هي مستعمرة لها حكامها وحماتها
    وسادتها من غير السودانيين .

    والذي يقرأ "الملف الأسود " المرفق بهذا العدد من الدستور لن يجد فيه
    جديدا ، بل ربما يكون على معرفة بما يجعل معلومات الملف قاصرة وعاجزة
    عن معرفة كل الحقائق أو جلها ، وربما يمد لسانه لنا قائلا :
    ( ما أشد سذاجتكم وعدم تتبعكم للحوادث ، فالواقع أقبح وأسوأ من هذا بمرات
    .. بل أن الواقع هو أنه ليس هناك وجود لزراعة أو مزارعين ، لصناعة أو صناع ،
    لأسلحة أو مقاتلين ، لأمن أو أمناء ، لشرطة أوز خفراء ، لمحاكم أو قضاء : هناك
    أرض محروقة وعلى القادم إليها أن يبعث فيها الحياة والأحياء .)

    أنا أصدق كل من يقول ذلك ، فلو تابعنا المعلومات من شتى جوانبها ، لكان
    ملفنا ملفات تملأ ما بين الأرض والسماء ، وحاولنا توخيا للأمانة ، أن نجد جانبا
    مشرقا واحدا نطرحه مع حلقة المآسي المتصلة وسلسلة الكوارث المتواصلة ، و
    للأمانة والتاريخ لم نجد ولا قبسا شريطيا واحدا أبيض يساعدنا على هتك أسداف
    الظلمات .

    وهذه حقيقة بلادنا :
    إذا كانت بلادنا زراعية ، فيها مئات الملايين من الأفدنة ، وماؤها مدرار لا ينقطع
    فليس فيها زراعة الآن ، ولا زراع ولا مقومات للزراعة ، آلات أو مخصبات أو مبيدات
    أو مشاريع الزراعة الحديثة التي لنا فيها فتوى لا للعالم الثالث فحسب ، بل لكل
    العالم ، ولا للزراعة الآلية أو التقليدية أو زراعة الخضر والفاكهة .. ولا الحبوب
    الزيتية ولا القطن ، الذي كنا اسياده ! مشاريع التنمية فاشلة ومحملة بعباء لا تزيلها
    القروض والمشاريع التي تدنها انتاجها إلى الصفر ، وأصبح العمل فيها حرثا في البحر
    وذلك في غضون السنوات التي ارتفع فيها سعر المواد الخام الزراعية عشرة أضعاف ، وأصبح
    ايرادها أكثر من ايراد البترول نفسه ـ ذهبت كلها بفعل سوء التخزين وسوء الترحيل وفساد
    البيع ـ وكذلك الأمر بالنسبة لثروة الحيوانية ومشتقاتها
    .



    انقلاب مايـو : الملف الأسود ، بقلـم الشهيد الشـريف حسـين الهنـدي
                  

11-10-2010, 05:41 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18724

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مـن أقـوالهـم / الشـريف حـسـين الهـندي (Re: بكرى ابوبكر)
                  

11-10-2010, 05:42 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18724

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مـن أقـوالهـم / الشـريف حـسـين الهـندي (Re: بكرى ابوبكر)
                  

11-11-2010, 12:17 PM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مـن أقـوالهـم / الشـريف حـسـين الهـندي (Re: يسرى معتصم)

    الشريف حسين الهندي وحركة 2 يوليو1976

    حركة 2 يوليو1976.. اتهمت بأنها "غزو أجنبي للسودان".. سأل صحفي لبناني الشريف هل هذا صحيح؟ فاجاب:
    "طعا لا ! لم يشترك في الحركة أي شخص غير سوداني ، كانت حركة سودانية لحما ودما ، إلا من ناحية الأسلحة والمعدات، فهي طبعا مستوردة . فنحن لا نصنع الأسلحة، وليس هناك أسلحة محلية في السودان . أما من ناحية التخطيط أو التنفيذ أو الإدارة ، فهي سودانية لحما ودما". ويبدو ان الشريف سماها عروس الثورات لأنها محكمة (بضمة الميم الاولى) الترتيبات والتنظيم والتوقيت مع دقة السرية في الثلاثة جوانب التي ذكرها حتى جهزت تماما ليلة زفافها لدخولها البلد. ويضيف قائلا: " لقد كانت سرا سودانيا محكما ومغلقا؛ لا يتجاوز عدد الذين يعرفونه أصابع اليد الواحدة."
    ويعزو الشريف الاتهام إلى عنصر المفاجأة الذي:
    "... امتازت به الحركة؛ حتى اعتقد الناس أن القائمين بالحركة أشخاص أتوا من الخارج. والحقيقة إنهم كانوا موجودين داخل السودان .. منذ مدة طويلة؛ وانقضوا على النظام من داخل السودان . وكانت نقطة وثوبهم وتحركهم، على بعد 20 كيلو مترا من الأهداف العسكرية التي هاجموها.
    وحتى عندما لم تنجح حركة يوليو في اليوم الأول ، وعندما تعرضت لكل القوى التي استنجد بها النظام من داخل السودان أو من خارجه ، فإنها لم تطلب من أصدقائها في خارج السودان النجدة أوالتدخل ، وهؤلاء الأصدقاء كانوا قادرين على ذلك ، إن لم أقل إنهم كانوا راغبين في مساعدتها . وكانت الحركة عند ذلك، قد أصبحت حدثا معروفا في الإذاعات ، وفي الساحة الداخلية نفسها ؛ وكانت الإذاعة السودانية قد أخرست . وكان في الإمكان طلب النجدة أو التدخل . ولم يكن هنالك طوال 3 أيام أي أثر .. للشرعية داخل السودان . كان يمكن لحركة يوليو أن تنجح عن طريق التدخل من الخارج لمساعدتها، خصوصا أن النظام استنجد بالخارج وأُسعف . لكننا قاتلنا معركة سودانية بحتة، وتحملنا كل آثارها .. بما فيها الهزيمة والموت والتعذيب وغيره.
    إننا لم نشأ إن نشوه وجه يوليو، بأي تدخل أو مساندة من الخارج ، فيما يختص بإنجاح العملية . ولا أخفي سرا، إذا قلت إنه كان لدينا - ولايزال - أصدقاء لديهم الرغبة في معاونتنا .. حتى في القتال نفسه . لكننا نعرف كيف نضع الحدود والفواصل، بين التعاون وبين التدخل .. سواء بالنسبة لحركتنا؛ أو بالنسبة لسمعة الآخرين .
    وقد يكون هذا خطأ تكتيكيا أو مرحليا نحن نتحمل نتائجه، لكنه فيما يختص بفلسفة التحرك وأهدافه، ليس خطأ استراتيجيا، إلا أننا نتقبل كل آثاره بكل الرضى."
    ثم سئل الشريف عن رأيه في اللغط الذي أثير عقب فشل حركة 2 يوليو ، ومفاده أن الحركة ضربت من داخلها … فكان جوابه:
    في المرتبة الأولى .. الحركة فشلت ذاتيا، والفشل الذاتي كان ميدانيا: عسكريا وسياسيا .. نتيجة ثغرات واضحة؛ فإن الذين خططوا للحركة - وأنا كنت في مطلعهم - شاءت الظروف ألا يشتركوا في تنفيذها في الميدان . فقد أصبت بحادث سيارة، أدى بي في وقتها إلى شلل كامل ... فلم ألحق بالحركة في موضع تنفيذها . والأخطاء كانت واضحة وبسيطة، للدرجة التي حملت الكثيرين على الاعتقاد أنها كانت متعمدة؛ لأنها كانت من الوضوح والبساطة بحيث لا تغيب عن فطنة أي إنسان عادي."
    اما عن من كان مسئولا عن هذه الأخطاء ؟ لم يفصح الشريف، لكنه أضاف :
    "قطعا كانت يوليو مضمونة النجاح، من حيث التخطيط والتنفيذ؛ بحيث أغرت بعض الزملاء في حينه، بالاعتقاد أنها ناجحة ، ولذلك سرحت أفكارهم لما بعد النجاح .. بحيث أنهم نسوا أوتناسوا الضرورة الوطنية والقومية لاسقاط النظام . وبدأوا يفكرون في وراثة النظام؛ وفي السيطرة على الحكم . وبالتالي كنا نحن في واد وهم في واد آخر ، ولم تغب عنا هذه الحقيقة حتى قبل يوليو. ولكننا كنا نعتقد أنه إذا كان هنالك مجرد تفكير بالوراثة ، فعلى أصحابه أن يتأنوا إلى ما بعد يوليو .
    وأريد أن أقول إن هذا التفكير لم يكن لدى المقاتلين؛ وإنما كان لدى بعض الطامعين، من الذين أدركوا يوليو أخيرا وهي تتحرك ، ولم يشتركوا في معاناة ولادتها ونشأتها . ولوأردت أن أحدد الأخطاء، وأشرح التعمد فيها أو العفوية، لاحتاج هذا إلى صفحات كثيرة. وكل ما أقوله هو أن حركة يوليو كانت حركة وطنية وقومية تخطيطا وتنفيذا ، أردنا بها – كما أراد المقاتلون - خلاص السودان من الحكم الحالي؛ وخروجه من التدهور القومي .. وأراد الآخرون غير ذلك."


    http://mash-had.org/Alhindi_Hussien_JulyMovement.html[/B][/red]
                  

11-13-2010, 03:52 PM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مـن أقـوالهـم / الشـريف حـسـين الهـندي (Re: يسرى معتصم)

    السيد الصادق بعد المصالحة ودخوله الإتحاد الاشتراكي وحديثه عن أن التنظيم الواحد هو الأمثل للشعب السوداني تذكر فجأة أنه ديمقراطي ربما لأن النميري لم يعينه رئيس للوزراء فقال أنا مشارك ولست مشترك في هذا النظام !!سئل الشريف حسين الهندي عن رأيه في هذا القول العجيب فقال :


    ( الصادق المهدي رجل بارع في انتقاء الكلمات المتشابكات والمتناقضات فأنا لا أريد من عاقل أن يفسر لي ما هو الفرق بين المشارك والمشترك لأن المشترك هو الذي شارك ولكن هذا كلام يقوله الصادق للاستهلاك الداخلي خاصة داخل جماهير الأنصار لأنه يعلم أنها بليت من هذا النظام بلاء خاص فوق بلائها مع الشعب السوداني فقد قتلوا في أبا و ود نوباوي وقيل ما قيل في زعامتهم ولأنه لا يستطيع أن يجيبهم على أسئلتهم هل الإمام الهادي حي أم قتل و إذا كان قتل فمن الذي قتله ومن الذي شيعه ومن الذي صلى عليه ومن الذي دفنه لذلك هو بمثل هذا الكلام يريد أن يقول للأنصار أنا لست مشترك في هذا النظام الذي قتل الإمام الهادي ولكن الصادق المهدي مشترك في النظام وهو المسئول ضميرياً وتاريخياً عن ترويع أي مواطن سوداني )



    http://sudanyat.org/vb/showthread.php?t=7071
                  

11-13-2010, 03:55 PM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مـن أقـوالهـم / الشـريف حـسـين الهـندي (Re: يسرى معتصم)

    عن القوات المسلحة يقول الراحل المقيم :



    (وأصبحت كل واجبات قواتنا المسلحة هي إن تروع شعبنا وأصبح السلاح في أيدي أفراد شعبنا من البدو والرعاة أكثر من السلاح في أيدي جنودنا . طبقة اللواءات العسكرية والمهنيين وطبقة العمداء وبعض العقداء بنت وسكنت المنازل الفاخرة لو عمر الواحد منهم مثل عمر نوح ولو كان مرتبه أكثر من مرتب وزير الدفاع السعودي لما تمكن من بناء مثل هذا المنزل وفرشه بمستجلبات الأثاث الحديث من أوروبا وامتطى السيارات الفاخرة .. إلا يتساءلون من أين أتوا بها؟ .. إلا يتساءلون كيف افتقر بقية العشرين مليون واغتنت فئة قليلة ؟.. إلا يعرفون إن هذه حقبة سوداء من حقب تاريخ الشعب السوداني.)




    http://sudanyat.org/vb/showthread.php?t=7071
                  

11-13-2010, 04:03 PM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مـن أقـوالهـم / الشـريف حـسـين الهـندي (Re: يسرى معتصم)

    كان الشريف يؤمن بالخدمة العامة وبالعمل الميداني فيها والذي يقتضي الإلتصاق المباشر بالجماهير.. ومنذ عام 1967م كان يسيّر وزارة المالية بطريقة مكّنته من جمع كل الخيوط بين يديه؛ ولمعرفة حل المعضلات المالية التي تعاني منها الوزارة؛ وفك الإختناقات التي يعاني منها الاقتصاد السوداني.. وفي المذكرات التي نشرها روبرت ماكنمارا (وزير الدفاع الأمريكي الأسبق عن فترة رئاسته للبنك الدولي عام 1960م إلى عام 1968م) شهادة، عبر فيها رئيس البنك الدولي عن كفاءة ومقدرة الشريف وحجته المنطقية في الحوار معه قي نقده لسياسة البنك الدولي المالية والإقتصادية.. للإنشاء والتنمية اوالتعمير..وذلك حين قال:


    " خلال عملي لمدة ثمانية سنين في البنك الدولي، لم يستوقفني محافظ من محافظي

    البنك (بحكم مناصبهم كوزراء للمالية) مثلما استوقفني وأدهشني شريف السودان "..

    - قاصدا بذلك الشريف حسين ونقده لسياسات البنك الدولي.. المالية والاقتصادية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de