طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 08:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-19-2010, 06:31 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!)

    إحدى إيجابيات الإنترنت هي امتلاء مواقع تبادل الملفات بأعداد لا تحصى من أمهات الكتب العربية التي أصبحت في متناول الجميع مجانا، لكن ومن عجب أنني لم أجد أي صورة لهذا الكتاب في الإنترنت، وكلما بحثت لا أجد سوى كتاب من شاكلة كتاب “نظرات في طبقات ود ضيف الله” الذي يتبنى وجهة نظر المذهب السلفي المزعوم في نقد ما ورد في الكتاب، لذلك وسدا لهذا الفراغ ارتأيت أن أضع في هذا الموقع النص الكامل لكتاب الطبقات ـ خاليا من الشروح ومعاني الكلمات ـ وسأعمل على كتابته صفحة تلو صفحة بحسب ما يسمح به وقتي، ليكون عند اكتماله في متناول يد أي سوداني في الغربة أو مهتم يحتاج للنظر في هذا الكتاب أو التحقق من معلومة وردت فيه، وكذلك لتكون الشخصيات التاريخية السودانية الواردة فيه متاحة للباحثين بمحركات البحث، وأرجو من الإخوة أعضاء البورد الاحتفاظ بتعليقاتهم وتصحيحاتهم ـ إن وجدت ـ حتى الفراغ من النص الكامل، وأعتذر مقدما إن طالت المدة دون إضافة جديد للبوست أو تباطأت وتيرة الإضافات، ومن شاء أن يقرأ أو يعيد قراءة الطبقات ببطء شديد فليشرع معي في هذه الرحلة التي أتمنى إكمالها بسلام ولا أدري كم ستستغرق من الوقت، وآمل ألا تتوقف إلا بظهور صورة الكتاب أو نصه الكامل في الإنترنت سواء في هذا البوست أو غيره.

    كنت فقدت آخر نسخة لي من الكتاب قبل سنوات طويلة وظلت ابحث عن نسخة أخرى في الغربة دون جدوى إلى أن عثرت على نسخة لدى أحد الإخوة فله الشكر إذ أعارني إياها وآمل أن تكون سببا في وضع هذا النص التراثي الهام كاملا بين أيدي الجميع، وأن يمن الله تعالى بالرحمة والبركة على القارئ والكاتب ونحن نتداول سيرة أهل الله الصالحين!
                  

08-19-2010, 06:33 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. الحمد لله أعظم العظماء، المنزه عن الشبيه والشركاء، الذي شهدت بوحدانيته الفصحاء والعجماء، السميع البصير الذي لا يغيب عن سمعه وبصره موجود ما، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدا صلى الله عليه وسلم أفضل من في الأرض والسماء شهادة يزكو بها الفؤاد ويرتوي بعد الظماء.

    وبعد فقد سألني جماعة من الإخوان، أفاض الله علينا وعليهم سحائب الإحسان وأسكننا وإياهم أعلى فراديس الجنان، بحرمة سيد ولد عدنان، أن أؤرخ لهم ملك السودان، وأذكر الأعيان، فأجبت سؤالهم بعد الاستخارة الواردة في السنة والإلهام، ولم يكن لأسلافنا وأسلافهم وضع في هذا الشان، إلا أن أخبارهم متلوة عند الخاص والعام، منها ما بلغ التواتر عندهم، فأحببت أن أذكر ما اشتهر وتواتر من تلك الأخبار، وذلك لأن الخبر عند الأصوليين من الأقسام اليقينية التي تفيد العلم بالشيء وتنفي عنه الشك والظن والوهم، فاقتديت بجماعة من المحدثين والفقهاء والمؤرخين فإنهم ألفوا في التاريخ والمناقب كالإمام عبد الغفار الفارسي في “تاريخ نيسابور”، والإمام الجلال السيوطي في كتاب “ حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة”، والحافظ بن حجر ألف كتابا في مناقب علما عصره سماه “ الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة”، والشيخ أحمد المقري ألف كتابا سماه “نفح الطيب في أخبار بن الخطيب”.

    ثم ينبغي لنا قبل الشروع في المقصود أن أذكر شيئا في مدح الله لأنبيائه ورسله في كتابه العزيز فنقول،وبالله التوفيق، قال الله تعالى في حق آدم عليه السلام: “وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ….” الآية إلى “ إن كنتم صادقين”، وقوله تعالى “ إذ قال ربك للملائكة إني خالق “ الآية إلى قوله تعالى “إلا إبليس … “، وقال تعالى في حق نوح:” إ...نه كان عبدا شكورا”. وقال تعالى في إبراهيم وأولاده وزوجته عليهم السلام: “ إذ قال لأبيه يا أبت....” إلى قوله تعالى “... مليا”، وقال تعالى في حق إبراهيم:” ….واتخذ الله إبراهيم خليلا”. وقال الله تعالى:” إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا....” إلى قوله تعالى :”.... وإنه في الآخرة لمن الصالحين”، وقوله تعالى:” ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين”، وقال تعالى في حق ابنها إسماعيل:” إنه كان صادق الوعد..” إلى ” ..رسولا نبيا” وكذلك إلى “.. مرضيا”، وقال تعالى في مدح الجميع :” واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب..” الآية، إلى قوله تعالى :” … وكلا من الأخيار”.

    ثم أخبر بجزائهم في الدار الأخرة:” وإن للمتقين لحسن مآب” الآية، إلى قوله تعالى:” ... ليوم الحساب”، وقال تعالى في حق يوسف عليه السلام :” رب قد آتيتنني ..” الآية، إلى قوله تعالى:” ... والحقني بالصالحين”، يعني إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وأخبر عن ايوب عليه السلام في سؤاله أن يكشف الضر ويرد إليه أهله وولده بقوله تعالى “ وأيوب إذ نادى ربه...” الآية، إلى قوله تعالى “...العابدين”، وقوله تعالى “وأرسلناه إلى مائة ألف...” الآية، إلى قوله تعالى “ ...فمتعناهم إلى حين”، وقوله تعالى في حق موسى وأخيه هارون بقوله تعالى : “ وكلم الله موسى تكليما”، وقوله تعالى:” وناديناه من جانب الطور...” الآية إلى قوله تعالى “..نبيا”، وقوله أيضا “ ولقد مننا على موسى وهارون” الآية إلى إلى قوله تعالى: “ إنا كذلك نجزي المحسنين”، وقوله تعالى في موسى حين آذاه قومه :”...فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها”، ونحو ذلك كثير ،وقال تعالى في حق داود وسليمان ولده عليهما السلام فيما أعطاهم من الحكمة والحكم والملك: “ ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب” أي مطيع، وقال تعالى فيه :” .. وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب”، وقال تعالى فيهما:” وداود وسليمان إذ يحكمان...” إلى قوله تعالى:” .. وكنا لهم حافظين”، وقوله تعالى في ملك سليمان:” وألقينا على كرسيه جسدا...” إلى قوله تعالى : “... إنك أنت الوهاب”، وكذلك قوله تعالى :”..بغير حساب”، ثم أخبره تعالى بما أكنه له في الآخرة بقوله تعالى :”.... وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب”، وقال تعالى في حق عيسى وأمه عليهما السلام:” وجعلنا ابن مريم وأمه آية ...” إلى قوله : “ ...ذات قرار ومعين” ، وهو أرض الشام، وقوله تعالى: “.. وأمه صديقة..” وقوله تعالى في اليهود الذين رموها بالإفك: “... وبكفرهم وبقولهم على مريم بهتانا...” وقولهم:” … إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم ..” إلى قوله تعالى :” .. ولكن شبه لهم ..”، وقوله تعالى في حق عيسى عليه السلام:”... وجيها في الدنيا والآخرة..”، الآية ، إلى قوله تعالى “ … من الصالحين”، وقوله تعالى : “ يا يحي خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا” ، الكتاب المارد به التوراة، والحكم النبوة، “وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا”، الآية، إلى قوله تعالى:” ….ويوم يبعث حيا”. السلام من الله هو الأمان، أي الأمان عليه في المواطن الثلاثة في الآية لأنهن محل العطب، وقوله تعالى في حق الخضر عليه السلام، يعني مع موسى وفتاه:”فوجدا عبدا من عبادنا: الآية، إلى قوله تعالى :”... من لدنا علما”، وقوله تعالى في حق الملائكة:” كرام بررة”، وقال تعالى :” لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون”، وقال تعالى في حق جبريل حين طعنت قريش في إنزال الوحي:” إنه لقول رسول كريم(*) ذي قوة عند ذي العرش مكين” إلى قوله تعالى:” … ثم أمين” وقوله تعالى : “ علمه شديد القوى”.

    وأما محمد صلى الله عليه وسلم فله ألف معجزة، وقيل عدد الأنبياء: مائة وأربعة وعشرون ألفا، ويكفيك منها ما شهد به القرآن العظيم في قوله تعالى :” ولسوف يعطيك ربك فترضى”، ولأن الله تعالى جعل توسل الدنيا والآخرة على يده. ومنها الشفاعة لفصل القضاء بعد عجز الأنبياء والرسل عنها، وتتبع ذلك كثير لا نطيل بذكره.

    ولما انتهى الكلام على ما اختصرته من مدح الله تعالى لأنبيائه ورسله وملائكته عليهم السلام، وكان قصدي من ذلك التوسل إلى الله بجنابهم الرفيع، وأن ييسر لي ببركتهم ما قصدته، وما ألفته، أن يفتح لي بجاههم فتح العارفين ويوضح لي ما خفي وأشكل علي فإنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير، هو حسبي ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فأقول ولنبدأ بالتاريخ المذكور:

    اعلم أن الفونج ملكت أرض النوبة وتغلبت عليها في أول القرن العاشر سنة ستة عشر بعد التسعمائة وخطت مدينة سنار، خطاها الملك عمارة دنقس، وخطت مدينة أربجي قبلها بثلاثين سنة، خطاها حجازي بن معين، ولم يشتهر في تلك البلاد مدرسة علم ولا قرآن، ويقال أن الرجل يطلق المرأة ويتزوجها غيره في نهارها من غير عدة، حتى قدم الشيخ محمود العركي من مصر، وعلم الناس العدة وسكن البحر الأبيض، بنى له قصرا يعرف الآن بقصر محمود.

    وفي أول النصف الثاني من القرن العاشر ولي السلطان عمارة أبو سكيكين الشيخ عجيب المانجلك، ففي أول ملكه قدم الشيخ إبراهيم البولاد من مصر إلى دار الشايقية ودرس فيها العلم، خليل والرسالة، وانتشر علم الفقه في الجزيرة، ثم بعد ذلك قدم الشيخ تاج الدين البهاري من بغداد وأدخل طريقة الصوفية في دار الفنج، ثم قدم التلمساني المغربي على الشيخ محمد ولد عيسى سوار الذهب وسلكه طريق القوم وعلمه علم الكلام وعلوم القرآن من تجويد وروايات ونحوها. وانتشر علم التوحيد والتجويد في الجزيرة لأنه أخذ عليه القرآن عبد الله الغبش ونصر ولد الفقيه أبوسنينة في أربجي، ثم ظهرت ولاية الشيخ إدريس بن الأرباب من غير شيخ قدم عليه، قيل أخذ من رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقيل قدم عليه رجل من المغرب بالخطوة اسمه عبد الكافي، وبعده بيسير ظهرت ولاية الشيخ حسن ولد حسونة بمدد من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قدم الشيخ محمد بن قرم بدار بربر وأدخل فيها مذهب الشافعي، وانتشر مذهبه في الجزيرة، ثم قدمت المشايخة وحطت مدينة الحلفاية، ثم قدم حمد ولد زروق في الصبابي، ثم قدم الشيخ محمد المصري دار بربر ودرس فيها علم التوحيد والنحو والرسالة وانتشر علمه في الجزيرة، وجميع هؤلاء المشايخ المذكورين في دولة الشيخ عجيب، ومدتها إحدى وأربعين سنة، ثم في سنة تسعة عشر بعد ألف توفي، وبعده بيسير قدم الشيخ صغيرون والشيخ عبد الرحمن بن حمدتو من دار الشايقية إلى دار الأبواب، وقدم الشيخ عبد الرازق أبو قرون من دار الصعيد إلى دار الأبواب، وقدومهم في دولة الملك بادي أبو رباط. وفي قري الأمر دائر بين قنيص وعجيب ولدي عريبي ولد عجيب، وبعدهم بيسير قدمت رابعة بنت القطب الرباني عبد الرحمن بن جابر وأولادها الفقيه الشيخ، وحمد الأغبش، وعبد الرحمن من دار الشايقية إلى الهلالية في زمن الملك رباط وعثمان ولد عجيب، وأردت أن أجمع هؤلاء الأعيان في معجم وأذكر العلماء العاملين على حدة، وعلماء التوحيد على حدة، وقراء القرآن على حدة، والنجباء والشعراء على حدة، وأذكر الملوك والشيوخ المعتنين بأمر الدين، والأعيان المذكورين أبينهم بحروف الهجاء.


    يتبع....
                  

08-19-2010, 06:35 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    حرف الألف

    إبراهيم البولاد بن جابر



    ريحانة من أخباره: هو الشيخ الإمام الحجة الرحلة إبراهيم بن جابر بن عون بن سليم بن رباط بن غلام الله والد السادة الركابية، ولد بترنج ـ جزيرة بأرض الشايقية ـ ودخل إلى مصر وتفقه بسيدي محمد البنوفري وأخذ عليه الفقه والأصول والنحو، ثم رحل إلى ترنج ودرس فيها خليل والرسالة، وهو أول من درس خليل ببلاد الفونج وشدت إليه الرحال، ومدرسته في خليل سبع ختمات، وتعلم فيها أربعين إنسانا، صاروا كلهم أولياء وأقطابا بإذن الله تعالى، ومن جملتهم الشيخ الصالح عبد الرحمن أخوه، ويقال سبب عظمة أولاد جابر دعوة صالحة من أمهم، اسمها صافية، وذلك أن عندها قدحا فيه دهنا مقرفا، ففرقوه في الأرض وجعلوا له جداولا وحيضانا، فجاءت أمهم فوجدت دهنها مفرقا فقالت: :اللهم إجعلكم يا وليداتي أوتادا في الأرض”، فسمعت قائلا يقول في الهواء: “آمين”، أو لأن أولاد جابر رضي الله عنه وجدهم تركوا ألواحهم حين انكسر جدوله فاشتغلوا بجمع التراب لسده، وقال لهم :” كلنا اشتغلنا بالدنيا”، فدعا لهم بقريحة صادقة فجعل الله البركة فيهم وأحيا بهم الدين.

    وأولاد جابر الأربعة كالطبائع الأربعة: أعلمهم إبراهيم، وأصلحهم عبد الرحمن، وأورعهم إسماعيل، وأعبدهم عبد الرحيم، وأختهم فاطمة أم الشيخ صغيرون نظيرتهم في العلم والدين، وسبب تسميته ببولاد أن رجلا حلف الطلاق أن يدخل بيته جميع ما خلقه الله، فأفتاه بوضع المصحف على سريره، واستدل بقوله تعالى:” ما فرطنا في الكتاب من شئ” فقال له شيخه:” انت بولاد البر”، فمن ذلك صارت تسميته بالبولاد، وله من الأولاد الحاج محمد والحاج حمد، وهما صالحين فاضلين، والنسل الموجود الآن هو نسلهم.
                  

08-19-2010, 06:38 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    إسماعيل بن جابر

    نبذة من أخباره


    هو الشيخ الإمام الورع الزاهد الناسك، وتفقه على أخيه عبد الرحمن، وجلس في خلوته من بعده، وانتفعت به الناس، وكان من زهاد العلماء وكبار الصالحين، وممن تفقه عليه الشيخ صغيرون والشيخ عبد الرحمن ولد حمدتو، وهما كافيان في صدقه، ودخل مصر واجتمع بالشيخ البنوفري وأجازه وحج بيت الله الحرام ومعه أخته فاطمة وولدها سيدي محمد بن سرحان وهو صغير لم يبلغ الحلم، فلما جاءوا عند الوقوف بعرفة فقال : “يا زعم ولد فاطمة ما بلغ” فمن بركته أنه بلغ الحلم في تلك الليلة، وبلغ من ورعه أنه لا يستعمل ما جاء من جداول الشايقية وقال جرارقهم مغصوبة من الناس.



    يتبع ....

    (عدل بواسطة محمد عثمان الحاج on 08-19-2010, 06:43 PM)

                  

08-20-2010, 05:29 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    إدريس بن الشيخ عبد الرحمن بن جابر

    جلس للتدريس بعد عمه الشيخ إسماعيل، وكان شيخا عالما لكن الخلوة خربت من زمنه، والسبب في ذلك أنه تزوج بالملكة في كجبي وكان يمشي إليها بالبطالة، فمنعته من ذلك، وقالت له ارحل بقراءتك، القراءة التبقى في بيتي، فامتنعوا الفقرا من ذلك، وقالوا عندها الخدم الجمال يدخلن ويمرقن يفسدن علينا أدياننا، وتفرقوا: طائفة بدأت عند الشيخ عبد الرحمن ولد حمدتو، وطائفة عند الشيخ صغيرون وكان من جملتهم حمد بن الأغبش، فسبحان من لا انقضاء لملكه.

    أبـــــــودلـــــــق

    تفقه على الشيخ عبد الرحمن بن جابر وهو أحد التلامذة الأربعين الذين تعلموا على الشيخ عبد الرحمن بن جابر وبلغوا درجة القطبانية، وهو أحد الزرايب السبعة الذين جوههم الشيخ عجيب لولد جابر، وأصله جعلي ومسكنه في ضنقلة الدفار، وذريته تعرف بأولاد أبودلق.

    إدريس ولد محـــــــــســــن
    أصله جعلي نبيهي ومسكنه في الهوبجي الأعداد، وتفقه على الشيخ عبد الرحمن بن مشيخ النويري، وقرأ عليه الشيخ دفع الله ولد أبو إدريس مختصر خليل، كذا وجدته بخطه، وقال أخذت هذا الكتاب من جماعة منهم الفقيه إدريس بن محس، وقال الشيخ محمد ولد الطريفي:” الشيخ دفع الله بعد ما قدم من الشيخ صغيرون وبدأ في تدريس خليل، تقيف عليهم المسألة، يمشي إلى فقير في الهوبجي يشرحها له، وأولاد محسن جماعة بلغ من ورعهم أنهم إذا تبين لهم أن تيراب بلادهم مخلوط بتيراب غير تيرابهم فامتنعوا عن أكل زرعهم.

    إدريس بن محمد الأرباب بن علي
    الكلام فيه على خمسة أبواب: الباب الأول في التعريف بأنه من أهل هذا الشان وأنه الحامل في وقته لواء أهل الأعيان، والثاني في كرمه وعلمه وزهده وورعه وحلمه وصبره وسداد طريقته، الثالث في ألفاظه الجامعة لحكمة الحكماء وعلم العلماء من غير ان ينظرها في كتاب، الباب الرابع في كلامه على الأفلاك العلوية وأحوال حملة العرش، وفي العالم السفلي إلى ما تحت الثرى، الباب الخامس فيما تكلم عليه الأعيان المغيبات منها ما وقع ومنها ما هو منتظر الوقوع.

    الباب الأول في التعريف بشأنه: هو الشيخ الإمام حجة الصوفية، مرشد السالكين، منقذ الهالكين، قطب العارفين، علم المهتدين، مظهر شمس المعارف بعد غربوها، الواصل إلى الله والموصل إليه، وهو الشيخ إدريس بن الأرباب. كان رضي الله عنه لا تتحدث معه في علم من العلوم إلا تحدث معك حتى يقول السامع له أنه لا يحسن غير هذا العلم، وأما علوم المعارف والأسرار فقطب دجاها وشمس ضحاها، تقول إذا سمعت كلامه أعرف بخبر السماء من خبر الأرض، وقال الشيخ خوجلي أن الشيخ إدريس أعرف بطرق السماء من طرق الأرض: “كنت لا أسمعه يتحدث إلا في الاسم الأعظم ودواير الأولياء والملايكة المقربين عند العرش”. ولد رضي الله عنه بالعيلفون وقيل بالحليلة شوحطت، ووالده وداه عند الشيخ البنداري بدأ عنده المكتب، وقال له يظهر لك شأن عظيم فإذا قربت فأخبرني أن أتزود لمعادي، والبنداري قبره قدام الحلفاية معروف، ودخل المكتب أيضا عند الشيخ حمد ولد زروق بالصبابي، وشهد له بجلالة القدر، ثم إن أول أمره جالس الشيخ بان النقا الضرير ودخل معه سنار، وسأله الملك عمارة عنه، وقال له من المحس، أهله في السافل. يقال أن أم الملك عماره أبو سكيكين مرضت مرضا شديدا فعزم لها الشيخ بان النقا فلم تعافا، فقال له الملك:” أنت سابق كنت جندينا ثم بقيت جندي الله، وحات الملك إن كان ما عافيت أمي أردك إلى جنديتك”، فعزم لها الشيخ إدريس فعوفيت بإذن الله من حينها، فحينئذ سأله الملك عنه، فقال له :” هذا الولد يظهر له شأن عظيم”.

    ثم نزل عليه الفيض الإلهي والعلم الرباني فتكلم في علوم الأولين والآخرين والأمم الماضية من غير أن ينظر ذلك في كتاب، فكان أكابر العلماء يكونون بين يديه كالأطفال، ولا يوجد له كتاب إلا متن رسالة
    في علوم الأولين والآخرين وجد في عيبته بعد وفاته، ففي أول بدء أمره أنكر عليه الناس، ورموه بالكذب والزور والبهتان، كما كانت سنة الله في أوليائه، فأرسل إلى الشيخ محمد ولد عيسى يشكو إليه ذلك، فأرسل إليه يسليه، ومن جملة ذلك أبيات ذكرها:

    والله لو كان بين الناس جبريلا
    لابد فيه من قال وقيلا
    قالوا في الله أضعافا مضاعفة
    تتلى إذا رتل القرآن ترتيلا
    وقد قالوا بل ابن وصاحبة
    إثما وزورا وتعطيلا وتبديلا
    أنظر كلامهم في الله خالقهم
    فكيف غذا قيل وما قيلا

    ثم مضى الألف، وفي وأول القرن الحادي ارتكبت الناس التنباك والقهوة، فاتفقوا العلماء على إباحتها واختلفوا في التنباك، منهم المحلل ومنهم المحرم. وممن حكم بإباحته الشيخ علي الأجهوري، والشيخ إبراهيم اللقاني قال بحرمته، ونهى الناس عن شربه، والشريف عبد الوهاب راجل أم سنبل قال بإباحته وتناظر مع الشيخ إدريس في وجه الشيخ عجيب.

    ثم بعد الألف وأول القرن الحادي عشر استعملت الناس شرقا وغربا التنباك والبن، فأما البن أول من استعمله رجل باليمن يقال أنه من العلماء اسمه الشاذلي، فاتفقوا العلماء على إباحة شربه لأهل الطبيعة البلغمية بخلاف الصفراوية فإنه يزيدها. وأما التنباك فاختلفوا العلماء فيه، وأفتى شيخ الإسلام الأجهوري بإباحة شربه، وأفتى سيدي إبراهيم اللقاني صاحب جوهرة التوحيد بحرمة شربه، وفي بلادنا أفتى الشيخ إدريس بحرمته، وأفتى الشريف عبد الوهاب راجل أم سنبل بإباحته وحضر عند الشيخ عجيب وهو نازل في رفاعة وقال له: “الشيخ إدريس قال بحرمته”، وأنكر ذلك وقال له:”من راسه أو من كراسه؟”، ثم حضر الشيخ إدريس عند الشيخ عجيب، وسأله بحضرة الشريف عبد الوهاب، وقال بحرمته، وقال له :”من راسك أو من كراسك؟” فقال له:” حرمه السلطان مصطفى سلطان الإصطنبول، ومذهب مالك إطاعة السلطان”، وأخبره بالأمور التي لم يرد فيها نص من الشارع، “وأيضا أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحرمته، ويشهد على ذلك الشيخ محمد الهميم، والشيخ حسن ولد حسونه، والقاضي دشين كان يشربه إلى أن توفي، يقول أولا بحرمته”، فقال الشريف رضيت بالقاضي دشين، فأرسل الشيخ دفع الله وسأله وهو في القبر فقال :” التنباك حرام كلم الشيخ يسأل لي المغفرة بسبب شربي له”، والحكاية مشهورة، والله أعلم بالحال، فقلت سؤال الميت لا يترتب عليه حكم شرعي، وإنما هو من باب كرامات الأولياء.


    يتبع .....
                  

08-22-2010, 01:29 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    يا سلالالام
    انظر لهذا البوست كيف هو عظيم، تخيّل أن يوفّر لك شخصٌ كتاب ود ضيف الله في ملف ويرد، لتسهل عملية البحث والتنقيب، إنني إذا احتجت لأي مادة من هذا الكتاب اضطرُّ لتقليب الكتاب كلّه وأحيانا لا أجد ضالتي، وأرجع بالحسرة. ولكن هنا، في هذا البوست لا أحد يهتم. آآآه منّك يا دنيا، على قول شعبان عبد الرحيم، وهيييييييه
    أخي محمّد عثمان سأتابعك لآخر سطر، ولك الحب وأجمل التحيات يا عزيزي
    كن بألف خير، ودام فضلك أيها الرجل الكريم والنبيل، لو كنت تقتني نسخة إلكترونية كاملة، فيا ريت تزودني بها، والله أخوك في أمس الحاجة لها، ولي عشرات القضايا العالقة بالبحث في كتاب ود ضيف الله، ولا يكسلني منها سوى البحث في الكتاب الورقي بأكمله.
    دمت يا أخي ودام فضلك*




    *---
    لا أعتقد أنَّ الدكتور يوسف فضل يمانع في مثل هذا النشر الذي هو من جنس "من فرّج عن مؤمن كربة من كرب يوم الدنيا"! والله أعلم.
                  

08-22-2010, 01:41 AM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محسن خالد)

    كلام زي اللوز...
    أشكرك جزيل الشكر على البوست يا حبيب ورمضان كريم
                  

08-22-2010, 01:47 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: AnwarKing)

    أستاذ محمد .. رمضان كريم
    إننا موعودون بصيد ثمين بحق ..
    متعك الله بالصحة والعافية ودمت
                  

08-22-2010, 01:49 AM

malik_aljack
<amalik_aljack
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محسن خالد)

    كما قال الذي يحلو لي أن أناديه (المفكر) محسن خالد

    لقت أزلت عنا هم الحصول على نسخة إلكترونية لطبقات ود ضيف الله (رضي الله عنه)
                  

08-22-2010, 02:02 AM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10759

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: malik_aljack)

    عمل عظيم
    جزاك الله كل خير
    وبرد عليك صيامك
                  

08-22-2010, 07:27 AM

أبوتقى

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 289

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: Nasr)

    الأستاذ محمد عثمان الحاج
    تحية رمضانية
    شكرا للهمة العالية وشكرا لهذا العمل الموعود وكنت ابحث عن هذا المرجع فترةة طويلة الى ان حصلت عليه قبل أشهر
    وهذا الكتاب مع بعض الكتب الاخرى يعتبر الأكثر غيابا في الشبكة العنكبوتية
    ولكن اقترح بدلا من كتابته وهذا عمل متعب وقد تعتوره الاخطاء الطباعية والفنية يستحسن عمل (مسح)وانزاله على طريقةpdf
    واذا اردت التواصل مع الدكتور يوسف فضل حا نعمل ليك واسطة ما في مشكلة
                  

08-22-2010, 05:08 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: أبوتقى)

    لك الشكر أخي أنور كينج وآمل أن أكون عند حسن ظنكم.
                  

08-22-2010, 05:06 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محسن خالد)

    لك التحية أستاذنا محسن خالد، وحقيقة ربما كان من الأفضل أن أنتظر إلى حين أن أكمل كتابة كل النص ثم أضعه دفعة واحدة، ولكنني إن فعلت ذلك لن تسمح لي المشاغل بإكماله فوجود هذا البوست سيحملني على إكمال النص، وعذرا على ذلك، أما من ناحية الملكية الفكرية فأرى أن نص هذا الكتاب بنسخه المختلفة هو ملك للشعب السوداني بكامله، وقد تجنبت أن أضع هنا شروحات البروفيسور يوسف فضل وتعليقاته وهوامشه التي في رأيي لا غنى عنها لأي دارس متعمق للكتاب، حفاظا على حقوقه الفكرية، وإذا أدخلت هنا أيا من اسهماماته خطأ أو سهوا فآمل أن يسامحني على ذلك والعبرة بالنية!
                  

08-22-2010, 05:10 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    لك الشكر أخي نصر الدين عثمان، ولابد للصياد من الصبر والانتظار حتى يظفر بصيده كاملا!
                  

08-22-2010, 05:12 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    لك الشكر أخي مالك الجاك، والجميل في النسخ الالكترونية أن قاعدة :" من أعار كتابا فهو أحمق ومن رد كتابا استعاره فهو أشد حمقا" السودانية الأصيلة لا يمكن تطبيقها عليها!
                  

08-22-2010, 05:17 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    لك الشكر أخي أبو تقي وصوما سعيدا.
                  

08-22-2010, 05:15 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    لك الشكر أخي أبو تقى، وآمل أن تعمنا في هذا الشهر الكريم بركة أهل الله الصالحين المذكورين في هذا الكتاب والذي هم أساس لكل ما هو جميل في شخصيتنا السودانية من كرم وشهامة وإغاثة ملهوف.
                  

08-22-2010, 05:19 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    ونواصل:
                  

08-22-2010, 05:20 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    ثم إن الشيخ إدريس كاتب الشيخ الأجهوري مع تلميذه حمد ولد أبو عقرب حين سافر مع الفقيه حمد ولد أبو حليمة والفقيه علي ولد أبو نافلة في سفرهما للحج، فلما دخل مصر قالوا له الشيخ ما بتلقاه من التدريس والسناجك والبواشي والخوجات إلا يوم الجمعة عند دخوله الجامع، ورصده يوم الجمعة عند الجامع وناوله المكتوب فقرأه فلما وصل إلى قوله :” سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال التنباك حرام” قال :”يا بري شيخك صحابي؟” ورمى له المكتوب، فقال سرا:” إن كان شيخي فيه بركة الله يظهر الحق فيك سريعا عاجلا، وفي الجمعة الثانية بعد الصلاة قام الشيخ إبراهيم اللقاني وقال: “: أيها الناس، من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فيلزم مكانه”، وقال :” يا شيخ علي الدخان جابته النصارى من بلاد الفرنج وافتتنت به المسلمين، وأنت أفتيتهم بالإباحة، وهو حرام لأنه بدعة ولأنه سرف، ولأنه محروق. فقال الشيخ علي الأجهوري للقاني/” أنت قلت بدعة، فما قولك في الملبوس الذي لم يلبسه الرسول؟ وإن قلت سرفا فما قولك في الرجل إذا كانت نفقة عياله خمسة دراهم يجوز أن ينفقهم بعشرة دراهم، فإن أنت قلت محروق فما بالك في اللبن فإنه محروق يجوز شربه؟” فقال له اللقاني “ فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول، الله أباح لرسوله المباهلة في قوله :” فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ” “ ثم قال اللقاني: “ اللهم من أصبح منا أعمى فهو على الباطل”. فعمي الشيخ علي الأجهوري. والسبب في ذلك جاءه رجل مغربي وقال له :” طلقت زوجتي ثلاثا، وأولياؤها قالوا إن أفتاك الشيخ علي الأجهوري بنردها لك، بدورك تفتيني”، فقال له:” قال الله تعالى :” حتى تنكح زوجا غيره”، فقال :” إذا نكحها غيري أموت كمدا، بعطيك ألف دينار إن أفتيتني بالجل” فقال له: “ أنت سفيه”، ثم لما شرع الشيخ في التدريس والطلبة قد حفوا عليه لا يكن بأيديهم شيئا سوى الكراريس، وذلك المغربي هو الشيخ مرسي القليوبي فضرب الشيخ بسكين فأصبح أعمى، ثم جاء رجل فألقى عليه خشبة، فقتل من حينه. ثم جاءت المغاربة إلى هذا الرجل فقالوا هو محمد القدسي، فإنه معتزلي، ثم الشيخ علي رضي الله عنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال :” بم يموت المرء؟” فقال:” على ما عاش عليه”. “وبم يبعث؟” فقال:” على ما مات عليه” فقال له:” ترضى أن تلاقي ربك بمزمار من نار؟”، ثم إن الشيخ علي قال :” نادوا البري تلميذ الشيخ إدريس” فأتوه به، فقال له: “قول شيخك حق وكلامه صدق، رجعنا له، سلم عليه كثير السلام”، وأهدى له الراية المشهورة، وعمامة وشدة، وجوخة، وتاريخ الراية سنة 981 .

    ثم إن الشيخ صغيرون ـ رضي الله عنه ـ بعدما قدم من الأبواب وجد الناس على فرقتين: قادح ومادح في أمر الشيخ إدريس، فقال لتلامذته:” سافراكم إلى هذا الرجل ننظر أمره، فإن وجدناه على حق سلكنا عليه طريق القوم، وإن وجدناه على باطل نرده منه، فسافروا إليه ومعه من الطلبة عشرون من شايل الشراح، منهم محمد بن التنقار، وحمودة أخوه، ومحمد عنده سبعة عشر مسألة مشكلة يريد حلها، فلما قدموا على الشيخ إدريس وسلموا عليه أمر لهم بالنزول في دار الضيافة، وأكرمهم غاية الإكرام، فلما كان الليل أرسل لهم وأوقد النار وقال :” أين صاحب السبعة عشر مسألة فاليأتي بها”، فأتى بها، فأجابه فيها مسألة مسألة: الفقهية أجاب فيها على أصطلاحها ،والتوحيدية، والصوفية، وكل واحد أجابه فيما سأل، فمن ذلك أيقنوا أن علمه يغرفه من اللوح المحفوظ، ثم إنهم أذعنوا وانقادوا له وسلكوا عليه طريق القوم الصوفية، وواجبهم وكساهم، وأعطى الشيخ صغيرون كسوة الأجهوري التي أهداها إليه وقال:” هدية عالم لعالم”. قال أبو جروس شاعر الشيخ:
    الشيخ من يوم زينوا له قرونه
    متواضع للمثلو والدونه
    كل واحد يفتاه في فنونه
    ناس قيل وقال ما قدروا رازونه

    الباب الثاني في كرمه وزهده وورعه وحلمه وصبره: قال الشيخ خوجلي:” أول من أوقد نار الشيخ عبد القادر الشيخ إدريس”، ويقال قداحته ستون قدحا، والكسرة مديدة يسوطها الفقرا ناس الطريقة ومعهم الخدم في البرام شادين في وسطهم المناطق، وصفتها: دقاقة، نجيضة، وخميرة، الماء عليها مثل الفلفل، تارة تكون بالملاح، وترارة بالماء، والهديا تأتيه من الزوار يأخذها العشام.

    قال الشيخ صالح ولد بان النقا: حدثنا الفقيه صغيرون الشقلاوي حوار الشيخ إدريس قال : أن الشيخ محمد ود فايد حوار الشيخ يقدم في كل عام لزيارة الشيخ من البحر المر، وتحضر معه قبايل الشرق: عرب أكد، وعرب التاكه وغيرهم، يجوا دافرين مثل قبائل جهينة، منهم من شايل العسل، ومنهم من شايل القماش، ومنهم من معه الرقيق، وإبل، كل أحد على قدرته، يقعوا على ولد النفيداوي، ثم يجوا على المحل الذي فيه حلة ولد أبودليق، وفي وقت حضر معهم الشيخ بدوي وهو شاب صغير السن، لابس شملة رباعية، ووالدته كانت نادهة الشيخ إدريس ببقرة وعشر محلقات فضة، فقالت لود فايد أن البقرة ما حصلت، وصرت لودها الشيخ بدوي العشر محلقات، وقالت لود فايد:” ولدي ما ينقطع منك ف‘ن ناس الجلابة الحلة ما بتشيلهم” ، لأن المذكور بينزل بيهم خارج القرية، والعشام تأتي من جبل أم علي ومن أربجي ومن الشرق والغرب تنتظر وصول محمد ولد فايد إلى الشيخ، وهو يدخل طايفة طايفة بهداياهم ويقول :” يا أبت هؤلاء الفلانيين وهذه زيارتهم” من سمن ودقيق وقماش وإبل صهب، وفي العشية كذلك، والعشام تسوق كلما يدخل، ودخال الأموال على الشيخ ثلاثة، وهو يقسمها على الناس حتى تكمل كل هذه الأموال بأجناسها. قال الشيخ صالح ولد بان النقا:” ما وصل إلى الشيخ شيئا قط من أموال هذه الجلابة إلا العشرة محلقات المصرورات في شملة الشيخ بدوي ناولهم إياه، والشيخ ناولهم إلى امرأة جالسة على السرير، لا أدري هل هي زوجته أو أجنبية”. ومن كرمه أنه كلم يوما سالم الفزاري وقال :” حاضرين إلينا أخوانا لينا، شوف ليهم ضيافة”، والوقت غلاء، وأحضر العيش وأمر بطحينه، فسالم الفزاري قدر ما كاس ما وجد شيئا، إلا وجد حملا عند امرأة، وطلبها أن تبيعه إليه فأبت، فألح عليها ولم ترض، ثم قالت:” القوي يطلب من الضعيف! سوقوه ما ببيعه عليكم، فأخذه. فلما كان اليوم الثاني حضروا للشيخ ستة عشر تورا محملات دخن زيارة، فقال:” ياسالم أعطهن للمرأة سيدة الحمل”، ثم حضر حسان الحرك الشكري ومعه ثلاثة أنفار كل واحد منهم معه صرة محلقات، فقالوا للشيخ: “هذه زكاة إبلا لنا استعن بها على الضيفان”، قال الشيخ لسالم :” أعطهن المرأة صاحبة الحمل”، ثم جاء رجل من أربجي ومعه كيس مال مليان فأعطي للمرأة، إلا أن حمد بن الشيخ قال: “ الكيس عاجبني فرغيه وأعطيني إياه” فأخذه، ثم جاء رجل محسي وجاب معه حصان وقال للشيخ:” عندي فرس كانت عقرت، وشلت لك حصان من نسلها إن ولدت، والفرس ولدت، وهذا الحصان حقك”، قال:” أعطوه لصاحبة الجمل”، فقالت المرأة: “أنا الحصان شن بعمل به”، فردته إلى حمد ولد الشيخ والشيخ منع حمد منه، وقال :” عملا خرجناه مننا لله ورسوله، ردوه إليها”، فردوه. ومن كرمه أن رجلا هواري جاء من الريف واشترى منه رجلا أربجاوي بضاعة إلى أجل معلوم، وسافر إلى دار الغرب باع واشترى رقيقا كثيرا، ومات في الغلا، والرجل الهواري سافر إلى الريف فمات هناك، وحضر ولده لخلاص حق والده، فالرجل الأربجاوي أحضر عشرة رؤوس رقيق، ووقع على الشيخ إدريس على أن ابن الرجل الهواري يقبلهم منه ويمهله بالباقي، فقال ولد الهواري:” أنا عدد المال ما بعرفه، ومعي أولاد صغار، جيب مكتوب المال هل أعرف عدده”، فجئ بالمكتوب، فلما نظره عرف عدد الأموال فقال:” حق الأيتام بعطيهم إياه من مالي من أجل أبوي الشيخ إدريس، والعشر رؤوس الحاضرة قبلتهم من حقي وأوقفتهم على أبوي الشيخ إدريس يخدموا الضيفان”، فالشيخ قبلهم منه وحمده وشكره على فعله، وقال للأربجاوي سوق رقيقك، وقال الشيخ:”ما وجدت أكرم من ابن الهواري والهزالي”. ومن ورع الشيخ أن الملك بادي أبو رباط ملك سنار جمع كبار الفونج مثل شوال ولد أنفله ونقي شيخ حوش داره، وقال لهم :” الشيخ إدريس شيخي وأبوي، داري من العسل إلى البصل بقسمها له النصف”، فامتنع الشيخ وقال لهم:” هذه الدار دار النوبة، وأنتم غصبتموها منهم، أنا ما بقبلها، الرسول قال :”من سرق شبرا من الأرض طوقه الله يوم القيامة به من سبع أرضين””، وقال لهم :” أعطوني الحجز في كل شئ”، والملك أعطاه الحجز في كل شئ كما طلبه، ثم إن الشيخ دخل سنار واحد وسبعين مرة في مصالح المسلمين.

    الباب الثالث: فيما تكلم به من المغيبات
    قال الشعراني في طبقات الأولياء:” كشف الأولياء على قسمين: منهم من ينظر في اللوح المحفوظ فإنه لا يتغير ولا يتبدل كسيدي علي الخواص ونحوه، ومنهم من ينظر في ألواح المحو والأثبات وعدتها ثلاثمائة وستون لوحا فإنها تتغير وتتبدل، وإذا أخبر الولي بكلام ولم يقع فلا ننكر عليه بأن يقال كذب، بل يحمل على أنه نظر في ألواح المحو والإثبات”. ومن إخبار الشيخ إدريس بالمغيبات خبر مطايب زوجة ولده حمد قالت له :” يا يابه هذا اليوم أصبحت مرضانة من وجع الوتاب”، قال لها:” ما هو وتاب، دخل ولدي بركات المطرفي”، ومنها أنه دخل توتي وأخبر بظهور الحاج خوجلي وقال :”يظهر من هذه الجزيرة ولد له شأن عظيم، وقال لرجل من المحس اسمه حمد الفقي:” بنيتك طيبة؟” قال :”طيبة!” والرجل ليست له ابنة، فقالوا له :”تكذب تقول طيبة”، قال :” الشيخ كان ما كشف علي بأني ألد لي بنت ما قال مثل هذا”، فكان الأمر كما قال، فولد لذلك الرجل بنت. وقال الشيخ أبو إدريس: “تزوج أم حسين بنت الحاج سلامة الضبابي فإنها ستلد دفع الله ولدي، أحضره أنا وأحنكه”، فكان الأمر كما قال. ومنه أنه أخبر الحاج سعيد قال له:” الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لك ابن لدفع الله مسجدا”، فقال له:” أنا كافر ما بجيني؟” وحلف بالطلاق إنه إن ما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم وأمره بذلك لا يبنيه، فرأى الرسول صلى الله عليه وسلم وأمره ببناء هذا الجامع، فبناه حينئذ. ومنها إخباره للشيخ صغيرون حين أتى بولده الشيخ الزين لزيارته له، فقال :” الزين أطول منك عمرا وأكثر تدريسا” فكان الأمر كما قال، ومدة إقامة الشيخ صغيرون في دار الأبواب خمسة عشر سنة وخلافة الزين خمسين سنة، ومنها إخباره الفقيه علي ولد أم نافلة حين قدم من مصر أتى له بسبع ريالات وقال له:” اجتمعت برجلين دراويش عليهما الجبب فقالا لي :” قل للشيخ إدريس أخوانك عبد الصمد وعبد الأحد يسلموا عليك وأعطه هذه الريالات وقل له اتينا من الحجاز لا تخرجنا من بالك، فلما أخبر الشيخ إدريس بذلك قال:” هما لم يحتاجا إلي، هما وزيرا القطب، إن ولدت لك ولدين سمي أحدهما عبد الصمد وسمي الآخر عبد الأحد”، فكانا وزيري السلطنة، ومنها إخباره للشيخ دفع الله حين سأله عن ملك الفونج، فقال له:” أيكون للفونج بعد رباط ملك؟” فقال:” آخرهم ملك أول اسمه باء طالعة أول ملكه عدل وآخره ظلم”، ثم قالوا له: “وما يكون من بعده؟” قال : “مليكات” فكان الأمر كما قال، ومن إخباره ما وقع وما هو منتظر الوقوع، ومنها إخباره لمحمد ولد عبد الجليل حين قال له:” شرد لي عبد وأنا أطلبه منك” فقال له:” أنا أصابني سلس البول، وأكلت خراج دار ولد أبو جبل فمن ذلك نقصت مني الأمور التي كنت أراها، ذا الحين نظرت إلى صاد في الهوا، أطلب عبدك جهة الصعيد، فطلبوه فوجدوه في الجديد، وهو بلد معروف. ومنها إخباره بأن دار الغرب يملكها سرايا فور من الحرازة أم قد إلى الكنيسة الرقطاء، وفي رواية الترعة الخضراء، فكان الأمر كما ذكر. ومنها إخباره للشيخ عجيب حين شاوره على حرب الفونج، قال للشيخ:” الوفنج غيروا العوايد علينا” قال له :” لا تخرب عليهم فإنهم يقتلوك ويملكوا ذريتك من بعد إلى يوم القيامة”، فكان الأمر كما ذكر. ومنها إخباره للملك بادي بن رباط حين جاء سيد قوم للملك عدلان ولد آية طالبين قتال الشيخ عجيب، وبادي المذكور حوار الشيخ إدريس فسأله عن أمره فقال له:” تقتلوا الشيخ عجيب وتنتصروا وانت ترجع إلى سنار ويكون الملك في ذريتك من بعدك”، فكان الأمر كما قال. وقد ملك منهم خمسة: رباط وبادي ولده، وأونسه ولد ناصر، وبادي ولده، وأونسه ولده، ومدة ملكهم ماية وعشرة سنين. ومنها إخباره أن ملك الفونج ينقضي وسبب انقضايه أنهم يتحاربون وينقسمون على قسمين تقاتل كل طايفة الأخرى حتى يضيع كل ملكهم، فمنها ما هو وقع وما هو منتظر الوقوع. انتهى والله أعلم.
                  

08-22-2010, 05:21 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    يتبع .....
                  

08-22-2010, 05:22 PM

اشرف السر
<aاشرف السر
تاريخ التسجيل: 12-06-2003
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    الأستاذ محمد عثمان الحاج

    بارك الله فيك

    فقد بحثت لأسابيع كل جخانين النت عن هذا الكتاب فلم أوفق في ذلك...

    متابع معك بإذن الله الى آخر صفحات الكتاب..
                  

08-22-2010, 05:24 PM

اشرف السر
<aاشرف السر
تاريخ التسجيل: 12-06-2003
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: اشرف السر)

    اقتراح:

    ان كان بإمكانك الوصول الى سكانر، واخراج كل صفحتين في شكل صورة واحدة.. ورفعها هنا.. او جمعها في شكل ملف PDF سيوفر عليك الكثير من الوقت والجهد الطباعي
                  

08-24-2010, 07:24 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: اشرف السر)

    لك التحية أخي أشرف السر، وكما قلت سابقا فلا يمكنني وضع صورة النسخة التي معي على مواقع تبادل الملفات مراعاة لحقوق الطبع والنشر المتعلقة بالهوامش والشروح والترقيم، وبالتالي فلا يمكنني أن أضع هنا سوى نص الكتاب نفسه دون التقيد بنسخة معينه من نسخه، وأرجو ممن لديه نسخة قديمة من النسخ غير المشمولة بحقوق الطبع والنشر، مثل نسخة إبراهيم صديق أو منديل أن يتكرم بمسحها ضوئيا ووضعها في أي من مواقع تبادل الملفات ليرحنا من عناء كتابة هذا النص بكامله، وأتعجب كيف أن هناك من وضع كتاب نعوم شقير وسلاطين وغيرها على مواقع تبادل الملفات في حين لم يكترث أحد بوضع كتاب الطبقات!
    ونتابع...
                  

08-24-2010, 07:26 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)


    أبو الحسن


    هو دفع الله ابن الفقيه النحرير ضيف الله، قرأ القرآن على الفقيه عبد الدافع، والتوحيد ومختصر خليل على أبيه مع علم الميراث، فصار ماهرا في علم الفرايض، وكذا مختصر خليل، تقيا زكيا، ولزم الخلوة بعد أبيه، وكان قايم الليل وصايم النهار، يلازم أذكار الله كلها ويتلو صلاة الرسول في كل ليلة أربعين ألفا وبالنهار ثمانية عشر ألفا، كل ما تم ماية ينتقل بعدها، وكان مستقيما على حاله لاحاجة له بأحد، وكان كاتم لأسراره، لايتكلم إلا بما يصل إليه من فيض ربه. قال الشاذلي:” في كرامتنا الاستقامة أفضل من ألف كرامة”.


    أبو إدريس


    هو الشيخ محمد بن الشيخ دفع الله بن مقبل العركي.
    ريحانة من أخباره:ـ
    هو شيخ الإسلام الورع الزاهد الناسك السالك سبيل السادة الأقدمين، وأمه اسمها هدية بنت عاطف، جميعابية، ولد بالجميعاب، ونشأ بأبيض ديري، ومسجده بالحجاردوره، والآن يعرف بمسجد أبو إدريس، وحفظ الكتاب على أبيه الشيخ دفع الله، وتفقه على أخيه الشيخ عبد الله وسلك عليه طريق القوم، وارشده وأذن له في السلوك. ووجد بخط الشيخ عبد الله العركي أنه قال: “ لما رأيت الأخ الطالب الراغب محمد بن دفع الله الشهير بأبو إدريس أهلا لهذه النعمة العظيمة الشريفة لقنته كلمة التوحيد، وأجزته إجازة مطلقة بقراءة الأسماء والحزب السيفي، وغير ذلك من الدعوات المذكورة والأذكار المأثورة، وأجزت له لباس الخرقة واستخلفته كما أجازني شيخي الشيخ حبيب الله بن الشيخ حسن البصري، وهو أخذ عن شيخه ومرشده الشيخ تاج الدين البهاري البغدادي”. ثم انتصب الشيخ أبو إدريس للذكر وتربية المريدين وتفرقت طريقة تاج الدين منه. وممن سلك طريق القوم عليه ولده الشيخ دفع الله، والشيخ أبو عاقلة إبن أحمد أخيه، والشيخ نعيم عبد الشركة، والحاج سلامة الضبابي، وعبد النور الشاعر، وجماعة كثيرة، ولكل من هؤلاء المذكورين علوم ومكاشفات ومشاهدات، وكان له مع الشيخ إدريس خوة واتحاد عظيم مبداها بأبيض ديري، وأخوه الشيخ عبد الله يومئذ طالب عند الشيخ عبد الرحمن ولد جابر، ثم رحلوا من أبيض ديري وسكنوا ضهرة الهلالية لأنهم أهل بادية، وتزوج بنت الحاج الجعلي النواهي في الكردة، وولد منها ولده إدريس الذي كني به، وتوفي صغير هو وأمه، ثم إن الرفاعيين تفسلوا فيهم وقطعوا إذنين عجولهم، فرحلوا منهم ونزلوا في غابة رفاعة، وتزوج بها بنت أبو بردة، رفاعية، وولد منها بنتين، وتوفيت هي وبناتها، ومكث بها سبعة عشر سنة لم يتزوج، واشتهر بالزاهد. وله في الزهد حكايات ونوادر وأخبار منها: أنه كان يرد بالراوية بالقميص بلا رداء، ومدة عمره ما وقف على باب أمير لشفاعة أو غيرها، ويحكى أن عجيب الولي أرسل إلى أخيه الشيخ عبد الله بالقدوم إليه وأمره أن يحضر عند الشيخ أبو إدريس، فامتنع من الاجتماع به، وأنه رضي الله عنه هو وفقراه شافوا ركب الشيخ عجيب ماسك الدرب، نزل ورقد في ضرا شدرة، وغطوه بقفة، وقال لهم :”إن سألوكم قولو لهم فقير مورود”، وسبب تزوجه لأم الشيخ دفع الله أرسل تلميذ له يقال له ولد عمر إلى الحاج سلامة الضبابي، فوجد عنده بنتا حشيمة، إن دخلت وإن خرجت متقنعة، جاه قال له:” ياسيدي، الحاج سلامة عنده بنتا وصفها كذا وكذا، ما تتزوجها؟” فقال له:” أنت فاسق”، زجره وطرده، ووقع على الشيخ إدريس وقال له:” ما بنظر النساء، لكن طالت عليه العزوبية، وخفت عليه من انقطاع الذكر”، وعفاه الشيخ وقال له:” تزوج بنت الحاج سلامة، خيرتك معاها تجيب أربعة عيال، فيهم دفع الله ولدي أحضر ولادته واريقه وأسميه دفع الله”، وتزوج الشيخ أبو إدريس بنت الحاج سلامة، اسمها فاطمة أم حسين، في الضباب، ضهرة أم عظام، وحملت منه، فلما ولدت أخبروه قالوا له أن فاطمة ولدت ولدا، تعال ريقه، وهو جالس على دبة حفير الحاج سلامة، وقال:”هذا الرجل الولي جميع ما أخبر به وقع”، ووقف يعاين على جهة السافل ينتظر قدوم الشيخ إدريس، فرأى الراية والجواد المركوب، فلما وصل الشيخ إدريس أدخلوه على المولود وأخرجوا النساء، فأدخل اصبعه في فمه، فنبع منه اللبن، وقيل ملص القميص وتحزم بالفركة وعصر ثدييه حتى درت اللبن فريقه منه، والله أعلم بالصواب. ومكث إلى السبوع، وسماه دفع الله، وتوفي الشيخ أبو إدريس بأرض الضباب، واختلفوا في موضع دفنه، فقالوا الضباب:” ندفنه عندنا”، وقالوا أولاد العركي:” أخوه، بندفنه في أبو حراز مع أخيه”، وحضر الشيخ موسى ولد يعقوب وقال:” يا شيخ إدريس كرامة الولي في دار الدنيا ثابتة، اختلفوا نسابتك وأولادك في موضع دفنك، الراضيه فيهم أتبعه”، فجاءت الضباب تشيل النعش ما قدروا يقلوه، ثم جاء أولاد العركي فشالوه حتى كاد يطير من أيديهم، فلما دخلوا المركب سمعوا قايلا يقول:” اليوم مات أبو إدريس زاهد الدنيا”، ودفنوه مع أخيه الشيخ عبد الله العركي وقبره بأبي حراز ظاهر يزار، ورثاه تلميذه عبد النور بأبيات فقال:
    صوفي الصفات فذاك شيخي
    أبو إدريس الورع الوجول
    لأخراه سريعا مستعدا
    وعن أعمال دنياه عطول
    لا يشتاق للذات فيها
    من مأكول ومشروب العسول
    لمرضات ربه سهر الليالي
    أحب الجوع واكتسب النحول
    فما له حرفة قط يتعلقها
    ولاغرض لشئ ينسبول
    سوى القرآن سرا والصلاة
    وسنة الهادي الرسول
    وقد تخلف بعده الحبر المسمى
    بدفع الله من أسد شبول

    مع أبيات أطال فيها. انتهى.

    أبو عاقلة الكشيف
    اسمه محمد وعاقلة ابنته وبها كني. سلك طريق القوم على عمه الشيخ أبو إدريس وأرشده، وسلك لأناس وأرشدهم، الفقير والفاسق والحر والعاني، وله منادي ينادي في الناس:” يا عطشان، يا عطشان”، وسمي الكشيف لأنه يخبر الناس بما في ضمايرهم وما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، ولما دنت وفاته وهو في خلوته الفوقانية فقال أنا راحل من هذه الدار، فالناس ظنوا أن رحيله إلى البحر، فتوفاه الله عن قريب. وله من الأولاد : عبد الله الطريفي الذي اشتهر ذكره وطاب فرعه كما سنبينه في حرف العين إنشاء الله تعالى، وشمس الدين وأبو إدريس وحمد أبوقرون وكلهم أخيار صالحون.

    أبو القاسم الجنيد بن الشيخ علي النيل
    وكان أبوه الشيخ علي معجبا به ويؤثره على أولاده وينادونه وهو صغير يا أبا القاسم يا جنيد يا مريغ، فقالت له زوجته الأخرى:” ما أكثر أسماء ولدك!” فقال لها:” أبو القاسم مقسوم له خير الدنيا والآخرة، والجنيد جنديا من جنود الله تعالى والمريغ يتمرغ على قبر النبي صلى الله عليه وسلم”. وكان أميا لم يخط ولم يقرأ كما كان جده الشيخ محمد الهميم فإنه قرأ إلى حد سورة الزلزلة. ولما دنت وفاة أبيه الشيخ علي قالوا له:” من الخليفة من بعدك؟” قال:” راعي البقر”، لأنه كان مشغولا برعاية البقر وقميصه أسود معبس، وإخوانه أولاد الشيخ محمد الهميم : الصافي ومصطفى علما وحفظا، وولده شريف حافظ وعالم، ما أشار لواحد منهم، وقالوا الشيخ علي أكبرنا وأعرفنا بالله، إن كان ما رأى فيه خيرا ما ولاه علينا، وقال لهم: “ حقيقة الولي يرشد مقبل ومدبر”، ونهمه وضمه إليه، وقال لهم: “ العندي عنده، واليخالفه خالفني في قبري”، وحضر الشيخ عبد الرازق أبو قرون وفاة الشيخ علي وخلافة الجنيد، وقال له:” يا عمي أنا ما قرأت العلم”، قال له :” أبشر بالخير، سكنت ومكنت”، فقام الشيخ الجنيد مقام أبيه الشيخ علي في السلوك وتربية المريدين وإرشادهم، وأعطي القبول التام عند الخاص والعام، وأخبرني دفع الله بن الشيخ علي زين العابدين أن جده الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ دفع الله لما دنع الوفاة وهو في بيلة في نجيع أم لحم أوصى ولده زين العابدين قال له:” الزم الشيخ أبو القاسم الجنيد أخوي”، فلما رجع أبوه من النجيع طلع إلى الشيخ الجنيد، فتلقاه وسلم عليه، وقل:” مرحبا بزين العابدين”، قال له:” ياولدي وصية أبيك ما خابت”، ثم جاء المؤذن، وصلى صلاة خفيفة، أنكرت عليه بقلبي، فالتفت إلي وقال:” يا زين العابدين إذا جالست القوم أمسك خاطرك لا تحاكي الفقهاء فإن قلوبهم محجوبة عن الله تعالى”. وتوفي الشيخ الجنيد ودفن مع آبايه.
                  

08-24-2010, 07:30 PM

وليد محمد المبارك
<aوليد محمد المبارك
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 26313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    Quote: خاليا من الشروح ومعاني الكلمات


    وده اهم ما في الكتاب بالنسبة لغير المختصين


    يا ريت لو الناس تساهم في الشروح ومعاني الكلمات تحايلا ...

    لهذا اوجد الهاكرز ذو القبعات البيض .. نشر المعرفة



    شكرا
                  

08-25-2010, 09:33 PM

اشرف السر
<aاشرف السر
تاريخ التسجيل: 12-06-2003
مجموع المشاركات: 1563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: وليد محمد المبارك)

    الى أعلى
                  

08-26-2010, 05:44 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: اشرف السر)

    لك التحية أخي الوليد محمد المبارك، وأخي أشرف السر، ونواصل:
                  

08-26-2010, 05:47 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    إبراهيم بن الشيخ صغيرون
    نبذة من أخباره: هو الشيخ الإمام العلامة النحرير، تفقه على ابن عمه وتلميذ أبيه مدني بن عمر المشهور بالحجر وأخذ عليه هذا الكتاب دراية ورواية، وله تقاييد على هذه الكتب لم تفتح أغلاف هذا الكتاب إلا بها، واعتمدت عليها الطلبة وتلقوها بالقبول، وكان عالما عاملا عابدا ورعا لم يأكل طعام أحد عليه جاه، وإذا أهدي له هدية لم يتصرف فيها حتى يعطي قيمتها، وكان بينه وبين الشيخ محمد الخراشي خوة وأهدى له فرخ، والخراشي أهدى له شرحه الكبير الذي عم النفع به شرقا وغربا، وكان صاحب غنى كثير، يقال أن أفراسه الوالدات بلغت ثمانين فرسا، وكان له مع أخيه الشيخ الزين مجلس التفتيحية، وتوفي سنة تسعة وتسعون بعد الألف، سنة النيل اللم الناس من أم لحم بمدينة سنار، روح شاكي على الملك أونسة ولد ناصر عجيب أو مك السعداب، ومدحه الشيخ محمد ولد هدوي بأبيات حين أرسل لهم تعزية الشيخ الزين فقال:
    أقري السلام لنسل الشيخ كلهم
    وأوصل السلام لإبراهيم معتذرا
    حبر يكون له في الفقه معرفة
    وحاذقا ضابطا للمتن بالظفرا
    محررا عارفا للمشكل يعرفه
    وفهمه في حمى الأقران قد ندرا
    بيومه في أصول الفقه قد نشأت
    شريعة المصطفى إبراهيم قد مهرا


    أبو الحسن بن صالح العودي
    أمه خوشة بنت الشيخ الزين، وجدته لأمه زهرا بنت إدريس بن الشيخ عبد الرحمن بن جابر.\ريحانة من أخباره: هو شيخ الإسلام العابد، بدا في الفقه على جده إبراهيم الحجر وتفقه عليه، وصار كشيخه في التحقيق، وانفرد بالفقه في عصره وفاق على أقرانه، وسبب تسميته بالحجر كشيخه لتحقيقه وتدقيقه، وأخبرني تلميذه القاضي عبد عبد المنعم قال: “ شيخنا أبو الجسن كان يقرأ للمجلس منطوقا ومفهوما وأشعارا وتقييدا وجمعا وفردا، وعطفا وإخراجا، وهو شايل الدلايل بيده”، ولأنه قرأ في القرآن إلى عم وأعطاه الله القبول التام عند الخاص والعام، وكان ملازما لقراءة دلايل الخيرات في خلوته، وكان كريما سخيا له ضيافة ونقابة وصلة، وأخبرني تلميذه الفقيه عبد الدافع أنه قال: “ أعطاني مهرا وكان بينه وبين الفقيه عبد الرحمن ولد إسيد والحاج سعد صاحب العقائد خوة واتحاد يطوف عليه كل عام يجيب فواكه السافل مثل التمر والدوم، والفقيه أبو الحسن يعطيه التور الجرق، وكسوته وكسوة حريمه، وتوفي سنة ثلاثة وثلاثين بعد الماية والألف، وعمره ثلاث وستون سنة، وأول دخوله في المسجد سنة ثمانية، وقبل موته قال:” أنا بلغت سن الرسول وما بعيش”، وله من الأولاد.....

    أبو بكر ولد توير
    تلميذ الشيخ الزين، أخذ عليه ختمة واحدة في مختصر خليل، وأذن له شيخه في التدريس، وتفقه عليه مشايخ صالحون، وأفتى ودرس درها طويلا ببركة شيخه، وأخبرني الفقيه حمد الشيد العالم المشهور أن شيخه ولد قوته حكم لرجل بحكم، وعرضه على الفقيه أبوبكر وأبطله على الوجه الصحيح، فتعجب ولد قوته وقال:” ما بحسب البيقرأ بلا شيخ يبقى عالما”، وقال الشيخ فرح ولد تكتوك:
    أين أبوبكر المدرس
    في النصوص يجمع يكرس
    فوق مطالعته معرس
    حتى يصبح الخلق يكرس

    المسلمي ولد أبو ونيسه
    اسمه محمد وأبوه على الفقير و ونيسة ابنته، وكان ممن جمع بين العلم والعمل، تفقه على الشيخ عبد الرحمن بن جابر، وأذن له في التدريس وإرشاد الخلق، ومسكنه بالبحر الأبيض، وهو أحد تلامذة ولد جابر الأربعين الذين بلغوا درجة القطبانية في العلم والدين والصلاح منهم المسلمي هذا، والشيخ يعقوب ابن الشيخ بان النقا، والشيخ عبد الله العركي، والشيخ عبد الرحمن النويري، والحاج لقاني خال الشيخ حسن، والشيخ عيسى أبو الشيخ محمد عيسى سوار الذهب، وتوفي بالغبية، موضع بين البحر الأبيض والخروعة، انتهى.

    إبراهيم بن عبودي المشهور بالفرضي
    أمه بنت أبو ونيسة، أخت المسلمي، ابتدا أمره قرأ على خاله المسلمي، ثم رحل إلى الشيخ عبد الرحمن ولد حمدتو ومكث عنده سبع سنين، وكان ذو علم ودين، وانقباض عن أهل الدنيا، ودرس مختصر خليل بالبحر الأبيض، ظهرت له كرامات وخوارق عادات، وألف الحاشية المشهورة بالـفرضية في علم الفرايض، وأخذ علم الفرايض على شيخه المذكور وعلى الفقيه محمد العالم جد الشوافعة حين قدومه في مدينة أربجي، وقال له الشيخ إدريس:” يا فقيه إبراهيم سنة أم شانق رأيت العلم يمشي طالبك دخاخين دخاخين”، وتوفي ودفن بالغيبة مع خاله المسلمي، انتهى.

    ابنه القدال
    اسمه محمد، ولقب بالقدال لأن رجلا من الصالحين قال:” رأيته يقدل في المدينة”. نبذة من أخباره: هو الشيخ الحجة الرحلة شيخ الشيوخ ذو التمكين والرسوخ، ولد بالبحر الابيض، وأمه بنت المسلمي ولد أبو ونيسة، وقرأ خليل والرسالة على أبيه الفرضي، ومات أبوه قبل أن يستحق التدريس، حتى ان العلماء الحضروا التعزية كلم بعض الطلبة بالقراءة عندهم مثل الفقيه سراج الدين البديري والفقيه محمد ولد صبح تلميذ الأجهوري، ثم أن محمد لما بدا القراءة في فصل الأذان لأن أباه توفي عنده عبر للطلبة عبارة أبهرت عقول السامعين ودخلت في القلوب مثل فلق الصبح، ويكرر سنن الأذان سنة سنة، ظهر صدق أبيه فيه، وشدت إليه الرحال وضربت إليه أكباد الإبل في طلب العلم عجبا من العجب، الورع والزهد والإنقطاع إلى الله تعالى، وبلغ عدد طلبته ألف طالب، وقيل ألفان، ويقال أن التكارير وأولاد البلد تقاتلوا: التكارير عرضوا في ألف وسبعماية، وأنه رضي الله عنه جاء لزيارة الشيخ إدريس معاه ممن شايل الشراح ماية سوى ناس المتن، وأن غنم الطلبة ترعى دايما في الخضرة من وضوء الفقراء، وحكي أن الناس المقابلنهم بالغرب تجيهم هبوبا باردة من نفض فراو الفقرا في قيامهم من المجلس، ولما بلغه أن الفقيه الزين ولد صغيرون قال:” تلامذتي أعلم من تلامذة ولد الفرضي قال:” أنا حيراني أتقى من حيرانه”، وقال الشيخ بدر أبو سرمه قال:” أنا حيران شيخي بفرزهم من غيرهم، حيران شيخي ما بتطعنهم شوكة من غض أبصارهم إلى الأرض”، وممن أخذ عليه من الأجلاء الشيخ بدر ولد أم بارك، والفقيه محمد ولد مدني طاهر الشيبة محمد ولد عويضة، والمسلمي ولد أبو ونيسة، والشيخ بركات ولد حمد ولد الشيخ إدريس، والفقيه مضوي ولد مدني، وجماعة كثيرة طال عليهم الزمان، وجاء رجل طالبا للعلم فلما تعلم جاء لموادعته، قال له: “ انت محلك وين؟” فقال له:” يا سيدي أنا من الجان”، فقال له: “ أرني صورتك التي خلقك الله بها”، قال له يا سيدي ما بتطيقها، فأراه أصبعا من أصابعه، فصعق الشيخ منها، فعفا عنه الشيخ ووادعه، وبلغ من ورعه أنه صاري في طرف ثوبه سبعة أحجار يحصي بها كلام الدنيا البنطق به في يومه، فكلما نطق بكلمة وضع حجرا منها في فيه، وكان له من البنات إحدى وثلاثين ابنة يحضر عشاهن وغداهن حتى يقوم، وكان من صغره ينطق بعلم الغيب، وكان جسيما، فرآه رجل فقال: جسامة بلا أكل وشرب، فقال له مكاشفا:” صنع الله الذي أتقن كل شئ”.
    وكان الفونج أول ملكهم فرضوا على قبايل العرب تورات العسكر، كل قبيلة عليها عمار لبن وناس معلومين ينفقوهم الفطير، ففي أول خلافة القدال جاء ناس التورات ما وجدوا لبنا، ذبحوا العجول، فجاءت امرأة إلى القدال وجدت المزين يزينه للخلافة فقالت:” يا ولد إبراهيم خلافتك لي بخيتة ولي سعيدة علينا، في عمرة لبن يذبحوا العجول؟!” ، فحصلت له حالة، الشعر خفس الموس ليد المزين، فسمع بذلك ملك الفونج، وعفا من التورات العلا قبيلته، وكانت مجالسه خمسة: خليل والرسالة والعقائد والتفسير وقراءة الجامع في الحديث، ومدحه الشيخ محمد ولد هدوي بقصيدة كبيرة ذاكر منها شطرين وهو قوله/
    ذاك كمخ الحرير
    ذاك عود الإكسير
    من كاشف وهو صغير

    وروي أنه نجع في أم لحم إلى كردفال عند تلميذه الفقيه جودة الله والد مختار شارح الأخضري، فلما زال الغلا، تور أبو نخيلة مع الشيخ حمدان بن الشيخ يعقوب وقال للملك أونسة ولد ناصر:” يا طويل العمر العنده سراج إن أوقد في بيت غيره يرضى؟” قال :” قالا له :” ولد الفرضي سراجا يوقد في بيتك يسمع بيه ملك كنجارة يرحله عنده يوقد في بيته”، وارسل إليه خمسين جملا حملوه عليها ونزلوه في أم طلحة، وكان سكناه البحر الأبيض في قوز الراكبة، فأقام عنده أربعة أشهر وتوفي بها، وحملوه ودفنوه بالغبية مع أبوه الفرض وجده المسلمي، ويحكى أن طلبته قالوا له:” يا سيدي نطلب منك تورينا الطيران في الهوا فطار بعنقريبه بالهواء والناس تنظر كذلك ثم نزل في محله، نفعنا الله به آمين وبعلومه دنيا وأخرى.



    يتبع...
                  

08-28-2010, 11:10 AM

malik_aljack
<amalik_aljack
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    شكرا جزيلا أستاذ محمد عثمان
    أتمنى أن تجد متسعا لإضافة المزيد
                  

08-28-2010, 02:40 PM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: malik_aljack)

    شكرا أخ محمد عثمان,

    كتاب الطبقات سفر متعدد الفوائد عظيم المحتوى


    لك التحية

    أحمد الشايقي
                  

08-28-2010, 04:57 PM

عبد الله الشيخ
<aعبد الله الشيخ
تاريخ التسجيل: 04-17-2008
مجموع المشاركات: 1759

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: أحمد الشايقي)

    مع تقديرى للجهد المبذول الا ان هذا النص المكتوب لا علاقة له بكتاب الطبقات ..
    كتاب الطبقات عبارة عن وثيقة تاريخية من زمان الفونج ، كتبت بلغة ذلك العصر ، وحملت هذه الوثيقة مناخ عصرها ،، وبالتالى فهى وثيقة تاريخية لا ينبغى تبديل نقطة أو حرف ، أو شولة أو همزة من همزاتها ..
    وقد بذل البروفسير يوسف فضل جهداً كبيراً فى مضاهاة نصوص نسخ الطبقات ، و رمز لكل نسخة بحرف ( أ، ب، ج، ) الخ .. وقام بتحقيق الكتاب ، مثبتاً النصوص كما وردت فى النسخ ، ومعلقاً على الهامش بشرح للمفردات والقاء الضوء على الاحداث والمواقف التاريخية ..
    الآن اراك يا صديقى تعاملت مع الطبقات كما لو أنه نص عادي يتطلب ان نقوم بتصحيح لغته حتى تكون مفهومة لأهل عصرنا ..
    اخشى يا صديقى ان يركن القراء الى هذه النسخة الجديدة ويهملوا الاصل .. وبالتالى تضيع عليهم وعلى باحثين يأتون فى المستقبل ،، تضيع عليهم روح الوثيقة وجواهرها ..
    ما رأيك يا صديقى ..
    تأكد من عميق تقديري لك ..
                  

08-29-2010, 04:37 AM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عبد الله الشيخ)

    السلام عليكم
    ....
    الأخ محمد عثمان الحاج ...رمضان كريم
    وكأنك تقرأ أفكاري
    بحثت مثلك قبل أيام عن هذا الكتاب في الانترنت
    ورغم أنني أملك نسخة مطبوعة منه إلا انه وكما قال محسن خالد ليس أسهل من البحث الإلكتروني حيث أن البحث اليدوي يضيع زمناً كثيراً وربما يقود للملل
    سبب بحثي أنني كنت أحاول شرح قصيدة التمساح لحاج الماحي
    وحيث أنها مبنية على توسل الراوي حاج الماحي بالأولياء الصالحين ليعينوه على قتل (التمساح السكن الشايقية) فكان لزاماً التعريف بهؤلاء الأولياء
    ليس هناك في رأيي مصدر يلبي احتياجاتي مثل كتاب الطبقات ، وكانت نتيجة بحثي عدم وجود الكتروني للكتاب على النت بالرغم من أن النت مليء بكتابات الشيخ الأمين الحاج محمد أحمد في تعليقه على الكتاب
    الكتاب الورقي ليس مهيئاً بشكل كامل لأغراض البحث
    فعلى سبيل المثال ، يبدأ حاج الماحي توسله بإبن ادريس
    يا ابن ادريس عدل نيشانك
    فوق الكل عامر ديوانك
    هم يا شيخ الناس حيرانك
    فى التمساح بين برهانك
    فقد بحثت عن المقصود بإبن ادريس فلم أصل لجواب مقنع فهنالك أحمد بن ادريس مؤسس الطريقة الأحمدية ولكنه لم يكن في السودان (ولو أن هذا لن يمنع حاج الماحي من التوسل به) الا أن تلاميذه حضروا الى السودان كمحمد عثمان الميرغني والسنوسي وغيرهم
    كما إن هنالك محمد بن ادريس وعدة أسماء أخرى
    لا أريد أن أطيل ولكنني فرحت بهذا التطور الذي أتمنى أن توفق فيه ولك جزيل الشكر

    ....
                  

08-29-2010, 01:05 PM

محمد عمر جبريل
<aمحمد عمر جبريل
تاريخ التسجيل: 08-27-2009
مجموع المشاركات: 2263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    ..
                  

08-29-2010, 04:01 PM

M A Muhagir
<aM A Muhagir
تاريخ التسجيل: 07-13-2005
مجموع المشاركات: 3918

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عمر جبريل)

    شكرا

    كتاب الطبقات توثيق مهم لحكايات شعبية

    وتاريخ لحقبة مهمة من تاريخ السودان
                  

08-29-2010, 05:59 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: M A Muhagir)

    لك الشكر أخي مالك الجاك وعذرا لبطء سير البوست.
                  

08-29-2010, 06:02 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    لك الشكر أخي أحمد الشايقي وحقا كتاب الطبقات جزء لا يتجزأ من شخصيتنا السودانية.
                  

08-29-2010, 06:07 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    لك الشكر أخي عوض عبد الله طه، وليس فيما أوردته من نص الكتاب شئ خارج من نسخ كتاب الطبقات المختلفة، ولأن النص مكتوب ببرنامج معالجة النصوص وما فيه من مصحح هجاء والنص هجين بين الفصحى والعامية فقد أثبت الكلمات الفصحى برسمها الإملائي الصحيح حسب مصحح هجاء برنامج معالجة النصوص وهو open office أما الكلمات العامية فقد تركتها كما هي، وكتبت كلمت الفونج برسم واحد بدلا من الفنج مرة والفونج مرة أخرى، وكتب العيلفون باسمها المعروف الآن بدلا من العيلة فونج وفي كل الأحوال هذا النص لا يغني عن النص المحقق!
                  

08-29-2010, 06:12 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    لك الشكر أخي محمد عمر جبريل على الحضور وما أحوجنا لواقعية ود ضيف الله السحرية في وقت يتحول فيه مجتمعنا لمجتمع رأسمالي استهلاكي نركض فيه جميعا وراء المال ونغتر بزخرف الحياة الدنيا وتدغدغ آذاننا خطب أهل المذهب السلفي المزعوم الذين يقدمون نسخةإسلام تدعي أنها تتبع العقل والمنطق وترفض الخوارق التي هي بنظرهم لا يقبلها عقل! أنظر كيف طار شيخنا أعلاه بعنقريبه والناس ينظرون!
                  

08-29-2010, 06:13 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    لك الشكر أخي M A Muhagir ونتابع....
                  

08-29-2010, 06:17 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)


    تلميذه المسلمي الصغير


    نبذة من أخباره: هو الشيخ الإمام مفيد الطالبين ومربي السالكين، جمع بين الفقه والتصوف، وتفقه على ابن عمته القدال بن الفرضي، وصحب في التصوف الشيخ دفع الله العركي بن الشيخ أبو إدريس، وسبب بدء أمره بعدما فرغ من قراءة خليل والرسالة سافر إلى الشيخ دفع الله ودخل في خلوة معلم الصبيان وقال له :” أنا جيت من البادية”، بدأ له من ألف ب ت ث والصبيان يمشوه في لوحه ويضحكوا عليه، وجاءه الشيخ ووجده على تلك الحالة، وقال له:” تعال يا فقير، انت ماك عالم؟” قال :” لا!” قال :” أنا بشوف عليك أثر العلم، إما صدقتنا ما بتنتفع مننا”، قال له:” علمي ما نفعني، جيت بدور مددكم”، فسلكه طريق القوم، وذبح له شاة وأمره بأكلها، ودخله خلوة سبعة أيام فخرج منها ينظر في العالم من العرش إلى الفرش، ولما قدم من شيخه اشتغل بتدريس العلم وسلوك طريق القوم والإرشاد، وممن وصل به إلى طريق الله الشيخ عبد الله ولد العجوز، والفقيه عبود والفقيه سلامة الأحمر بدار كردفال، وجماعة، وظهرت له كرامات وخوارق عادات، منها أنه خرج مسافرا إلى شيخ أليس في شفاعة بفقراه، عنده خادما اسمها نصرة، متزوج بها رجل يقال له هبلو يشرب الخمر والتنباك خرج مسافرا معهم، قال المسلمي:”إنقلب يا هبلو الناس يقولوا نسيبهم مراسي وتنباكي؟!”، فانقلب، ثم لحقهم، فأشار إليه بأصبعه السبابة:” ما تنقرع ياهبلو” وكررها، ثم إن هبلو وقع مغشيا عليه، فلما أفاق مد سبابته وجعل يقول :” لا إله إلا الله”، ولم يفتر منها حتى فارق الدنيا وصار من الفقراء، ومن كراماته أنه عنده زوجتين، إحداهما محسنة فيه والأخرى مسيئة هوجا، ذات يوم دخل عليها، وقالت له:” ما تطلع في سريري حتى تجيب لي فرخة”، مشى إلى فقراه وقال لهم:” من يأتيني بفرخة عند الزوال ينظر من فوق السموات إلى ما تحت الأرض السفلى بيعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام إليه الفقيه عبودي والفقيه عبد الله ولد العجوز مشاركين في فرخة اشتغلوا في خلاصها حتى فات الظهر أتوا بهاـ فقال لهم: “ البيعة فاتتكم، اللهم إجعلكم هاديين مهديين”،ومنها أنه خرج بفقراه مسافرا في وقت ضيق نزلوا عند عمارة القرني، جاب لهم الزاد ملاحه ويكاب، بعدما قاموا شكوه لشيخهم فقال لهم:”شكيتوه؟” قالوا: “شكيناه”، فالتفت إلى دار عمارة وقال :”ياهبوب كتري لعمارة ويكابه”، فانطلقت النار في بيوته، وقال:” هذا خاطر المسلمي”، وأنه لحقه ورجعه بفقراه وذبح لهم ناقة وكفاهم ومسحهم، قال له:” الفقرا شكوك”، ومنها أنه جاء مسافرا إلى دار الغجر وقعد على دبة حفير لابس توب دمور متحزم بطرف ومتقنع بالطرف الآخر، وجاء غلمان شحدوا لهم عيش وتقاسموه فوق دبة الحفير، أحدهما ساقه معاه، وعيشه الشحدو ركبه بليلة إتعشى هو والمسلمي منها، فلما أصبح الصباح جاء رجل جالبا عنزا، فقال المسلمي:” عقاب عيشك بشتري لك به هذه الشاة”، فاشتراها، ثم إن المسلمي خرج مسافرا فقدمه الغلام ورجع، ثم إن شيخ الحلة اسمه بادي الدويحي قال للغلام:” من أين لك هذه الشاة؟ بالأمس شحاد النهار ده ملكت لك شاة، انت سراق”، فقال له الغلام:” شراها لي ذلك الرجل”فأرسل له بادي فقال:” بترمي فوق درب المك! أقعد إلى أن يجوا أهل الشاة” وقعد المسلمي وقال:” أنا مان سراق”، دخل وقت الصلاة، قال:”فكوني هل أصلي الظهر والعصر”، قعد يضحك عليه حتى غربت الشمس وبادي ختوا له منبره وبخسته في وجهه، قال :” وقت المغرب ضيق ما تفكوني أصلي!” قال له بادي:” ما نفكك ياسراق قبل سيد الشاة ما يجي”، فقال المسلمي:” هــــــــو”، فانفك القيد منه وتلولو في رجلي بادي وانطبلت الطبلة عليه، خرج وصلى وقاموا جماعة جابوا النار وعالجوا الطبلة أبت ما تنفتح، ولما أصبح الصبح الناس عرفوه وقالوا :” هذا الرجل القبضته المسلمي”، وطلبوا العفو وخلاص بادي، فقال:”ما بحله حتى يديني للفقرا ماية رحل، وبنتا جميلة يزوجني إياه”، فأعطاه بادي ذلك وزوجه بنتا جميلة تزوج بها وولد منها ولدا أسماه إبراهيم، ومنها أنه خرج بفقراه ونزل عند رجل منفرد عن الناس، وتأسف الرجل وقال:” الما عنده جماعة ولا مال هل يبكي على عمره عمال”، فكاشف عليه وقال له:” الجماعة ما بتنزل، والمال ما بدوم، الما عندو ذكر الله يموت مغموما، نحن نبكي على أنفسنا”. جاءه حيرانا له بعشرة من الإبل قال للرجل كفي الفقرا منها والباقي لك. وتوفي رحمة الله عليه ودفن بالغبية مع شيخه القدال والمسلمي جده، وقبره يزار من بين ساير القبور.

    أبو القاسم الودينابي

    مسكنه الكدوة ضهرة العيلفون على مرحلة منها، كان ممن جمع بين العلم والعمل، وتفقه على الشيخ صغيرون، وسلك طريق القوم على الشيخ إدريس، وقال الشيخ إدريس:” البيطلب العلم هل يطلبه عند الشيخ دفع الله وابو القاسم فإنهم عبيدا مقبولين عند سيدهم”، ويحكى أن الشيخ دفع الله جاء لزيارة الشيخ إدريس ونزلوه في حوش حمد، ثم جاء أبو القاسم فامتنع عن النزول عند حمد، فقال :” عنده مال الجاه”، ونزل عند رجل حرات، والشيخ دفع الله لما أراد القدوم إلى بلده طلب منه الفقيه أبو القاسم يمشي معه إلى منزله فامتنع الشيخ دفع الله وسافر، ثم ظهر نورا من جهة الشيخ أبو القاسم يمشي طالب الشيخ دفع الله، فقال الشيخ دفع الله:” هذا خاطر أخونا الشيخ أبو القاسم”، ثم رجع الشيخ دفع الله بجماعته ونزل عنده في محله، وأكرمهم وواعدهم، وقبره ظاهر في الخلا يزار.

    العجمي بن حسونة

    اسمه محمد وأمه فاطمة بنت وحشية، أمها صاردية خميسية، ووالدها مسلمي قبيصي، وكأن أبوه حسونة يتجر للريف، فإن الشيخ حسن سلكه الطريق، واشتغل بالذكر والعبادة وقال:” يا حسن تكتلني في تجارتي!”، ثم لما وصل مقامات الرجال قال له الشيخ حسن:” ما برتعن تورين في بقر”، فسافر إلى الحجاز وجاور بمكة وسلك في رباط العباس وأنقطع إلى الله بالذكر والعبادة ولم يتزوج إلى أن مات، فلما حج الشيخ حسن فلم يسلم عليه، فقيل له :”لم لا تسلم على أخيك وشيخك؟” فقال: ـ
    “نظر المحب إلى المحب سلام
    والصمت بين العارفين كلام”

    ومن زهده أن سلطان اصطنبول معتقدا فيه وأهدى له ابنته أن يتزوجها ومعها دنيا كثيرة فلم يقبلها، وقل :” إن سمع قولي يدوها هذا الفقير”، وقال الحاج إبراهيم بن بري:” نحن أربعة سافرنا إلى الحج، الشيخ حسن كتب لنا مكتوبا صغيرا إلى عنده، قال له:” الفقرا لا تجيهم عوجة”، فلما قرأ المكتوب قال:”تب! العمل الموه لله!”، كل يوم في طاقة نلقى أربعة أقراص على عددنا!”.

    ومن كراماته أصاب الناس بمكة مطرا شديدا هدم البيوت وحزم السيل البيت، فاستغاثت الناس به، وغز عكازه فبلع جميع الماء ببركته، وكتب يوما في الأرض إلى حواره وقال له:” إني مسافر إلى المدينة”، فأرخ ذلك اليوم فوجده اليوم الذي توفي فيه، وتوفي بأحد الحرمين، انتهى.

    إبراهيم بن نصير
    عالم سنار ومفتيها ومدرسها، تفقه على الشيخ القدال بن الفرضي، وتفقه على الفقيه محمد ولد ونيسة.

    إبراهيم السعودي

    خطيب سنار ومدرسها على المذهب الشافعي، وكانت له خزنة كتب موقوفة على طلبة العلم.

    أبو سنينة

    هو محمد بن نصر الترجمي الجعلي، ولد بالبويضة قريبا من شندي، وأبوه نصر قرأ القرآن وأحكامه على الشيخ محمد ولد عيسى، وأشار له بتزويج أم أبو سنينة، وذلك أن الشيخ محمد رآها وهي صغير فقال له:” تتزوج هذه البنية تجيب لك ولدا صالحا، فقال له:””تجيبك انت” فقال له في الثالثة أو الرابعة:” تجيبني!”، وذلك أن أهلها سافروا بها من ضنقلة إلى البويضة بأرض الأبواب، فلحقها وتزوج بها، فلودت له أبو سنينة، ثم سكن مدينة أربجي ودرس بها الناس، وبلغت حلقته ألف طالب، وقرأ عليه خلايق لا يحصون، منهم الفقيه كباشي المغربي، ودفن بمدينة أربجي.

    النور بن الشيخ موسى أبو قصة

    كان عظيم القدر والشأن، أمه جارية أم ولد، ولده الشيخ موسى آخر عمره، وكان بينه وبين عمه الشيخ محمد ولد مرزوق وقفة، ونفاه عن أبيه، وقنجر إلى التاكة، ثم بعد ذلك أبوه الشيخ موسى جاء إلى إبن أخيه محمد الزين قال له:” أنا سلكتك وأرشدتك وزوجتك ابنتي، هذا جزائي تمرقوا من البلد؟ أن إن كان مو ولدي أذبح وأسميه!”، وارسل له الشيخ محمد ورده، وجاءه الشيخ عبد الله راجل قري بمرقعة موسى وقال له:” بعدي أدها النور ولدي بعدما يكبر”، أول ما لبسها أعطاه الله القبول عند الملوك والسلاطين، وملوك الفونج والعرب، ودفن بأم جضلة، وولده موسى جمل العاج نظيره في الهيبة والقبول.

    أبو عاقلة بن الشيخ حمد

    جلس بعد أبيه الشيخ حمد ليدرس العلم وسلوك طريق القوم على نهج ما كان عليه أبوه وجده دفع الله، وممن أخذ عليه طريق القوم الشيخ إسماعيل بن مكي الدقلاشي وغيره، وكان جليلا وسمينا، له هيبة ووقار وسكينة، فإن إنسانا رأى جسمانه قال:” بعد الموت عفنة قبره تمنع الناس من زيارة القبور”، فلما سمع الشيخ قال:” تبين البركات بعد الممات”، فلما توفي رضي الله عنه طلعت من قبره رايحة أحلى من العنبر والكافور، وله من الأولاد حمد العمسيب، والشيخ قسم الله، وجميع نسل الشيخ دفع الله من نسل هذين الرجلين.

    إسماعيل صاحب الربابة

    بن الشيخ مكي الدقلاشي، وأمه اسمها خيرة، سقرناوية، أهداها للشيخ مكي سلطان تقلي، فحملت منه وولدت النور فقالت للدقلاشي:” جانا شيخا” فقال لها:” جاكم إخيا هديا رضيا”، ثم حملت فولدت إسماعيل، فقال لهم:” يا دقالشة جاكم شيخكم”، فإن الشيخ مكي أخذه الجذب في حب الله ورسوله، خرج هايما وساق معه ولده النور، وإسماعيل في المهد، قبل أن يتكلم، ودخلا الخلاء، وأنقطع خبره إلى الآن، ووجدت العرب النور في الخلا غرب الحرازة، وجابوه، والشيخ إسماعيل تكلم في المهد قال:” النور بجي، أبوي ما بيج”، وحفظ القرآن على الفقيه محمد ولد منوفلي خليفة أباه الشيخ مكي، وتعلم الفقه والتوحيد على الشخ مختار شارح الأخضري، وشرع في تدريس الرسالة والتوحيد والقرآن، وله أشعار وقصايد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وكلام بين فيه صفات الأولياء، والف كتابا في الطريقة وآداب الذكر، وله شرح على قصيدته في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وهي قوله:ـ
    “‘ني رأيت في ليلتي في منامي
    خير البرية ضاحكا مستبشرا الخ...”
    وله كلامات يتغزل فيها بمدح النساء مثل تهجه وهيبة، مثل ليلى وسعدى في كلام المتقدمين، وأخبرني تلميذه الفقيه أبو النور الرياشي قال:” أول ما تقوم عليه الحالة يمشي في حوشه ويحضر البنات والعرايس والعرسان للرقيص، ويضرب الربابة: كل ضربة لها نغمة يفيق فيها المجنون وتذهل منها العقول وتطرب لها الحيوانات والجمادات، حتى أن الربابة يضعونها في الشمس أول ما تسمع صوته تضرب على نغمته من غير أحد يضربها، وفرسه بنت بكر يشدوها له ويلبسوها الحرير والجرس، وقوادها ماسكها، أول ما تسمع ترنمه كلام الحرب وهو يقول:”
    بنت بكر المردا
    سطلية العرضا
    فإن الفرس تقوم وتقعد وتداني برأسها ويديها وتقول :” شلو شلو!”، وجاءته امرأة وهو في تلك الحالة فقالت:” يا ياب الشيخ ولدي ما تجيبو لي، ساقوه شلك، ما تجيبو لي منهم؟”، فقال لها:” ولدك ما تشوفيه في هذه الهمرجة؟!”، مشت تكوس، ولدها فيها! سألوه الناس، قالو له:” الجابك شنو؟” قال:” أنا هذه الساعة باكل مع أولاد شلك في لحم حوت في مركب، جاءني عصار وجابني هنا!”

    والنساء التي يتغزل بشعره فيهن هيبة وتهجة، وتهجة هذه جعلية كرتانية، فقال فيها شعرا:،
    “حر الفونج مرق طالب الدبيبة
    قميصه للتراب حاقبله عيبه
    خشم تهجة شبيه لبن الكشيبه
    كفل من تورتو وفي ود دليبه

    صب مطر الصعيد وصاح المغرد
    خفيف القلب من الكركاع بعرد
    خشم تهجة على الكنداب مجرد
    مريسة فيتريت وورد أم برد”

    وقال رضي الله عنه في هيبة:
    “صب مطر الصعيد ياليت عايد
    فوق خشم البيوت جروا الكسايد
    النسوان بلا هيبة أم قلايد
    لحم سوقا رخيص مشري بحدايد

    صب مكر الصعيد وطلق علينا بردو
    خشم هيبة يشبه طيات البحردو
    تعجبك في الرقيص حين ما تهردوا
    يا خنية من حواها وقضى غرضو”

    فإن زوجها خاف عليها منه وقنجر بها إلى تقلي، فلما سمع الشيخ بذلك قال:ـ
    “نسل السيف نلوح فوق أم قباله
    تكرب الزوم مكان اسمع مقاله
    وجها مقطع فوق السندالة
    تخلات عروسك ديك بطالة
    نسل السيف السيف نلوح فوق أم عوايد
    نطلب العنكش أم طبعا موافق
    وجها إن شافتو الحمل تدافق
    تخلات عروسك ديك ما بتوافق
    نشد نحتفل فوق أثرها
    نشق أم رترت اليهتف مطرها
    مهرة الضنقلاوي المكنوز ضهرها
    يعاف المورود الداخل كجرها”

    وبالجملة فهذا الرجل من الملامتية، فرقة من الصوفية يفعلون اللوم في الشرع توبيخا وهضما للنفس، ومن أنكر عليهم يعطب، وقتل رضي الله عنه وهو شهيد ببحر أليس، قتله شلك، معاه فقرا صلحا رباهم على نغمته، رحمة الله على الجميع.

    وسبب خروجه أنه سافر من بلده يجبي إلى سنار في شفاعة، ويجبي جبيل بين الشقيق وعد الجمع، ونعى نفسه من شلك قال:” يجي في ويوا نرقد سجى ويوا”، وإذا ركب تحوشه الفقرا شايلين النشاب، الفرس ما بتتشاف من كثرتهم، شايلين التهليل بالنغمات الحسن، وناس البد والسادر والوارد والنساء والرجال شايلين التهليل على نغمته، ودخل على الملك سايمين ولد دكين، قال له:”انت لحنت في شعرك الفلاني”، قال له:” الشيطان القاعد فوق راسك أخبرك بذلك”، قال :”بقتله!” أعمامه قالوا له :” بتقتل ولد شيخنا! ولدا غرقان سكران وبطران دمه يخربنا” وشكاه على الفقيه محمد ولد منوفلي، شيخه، قال:” أنا ما بقدره، حافظ الكتاب وشايله الشباب، فإنه ركب فوق فرسه ورجع لما قطع البحر غاروا عليهم شلك، قتل في حدود الأربعين ونيف.


    يتبع......

    (عدل بواسطة محمد عثمان الحاج on 08-29-2010, 06:21 PM)
    (عدل بواسطة محمد عثمان الحاج on 08-29-2010, 06:27 PM)

                  

09-02-2010, 12:05 PM

M A Muhagir
<aM A Muhagir
تاريخ التسجيل: 07-13-2005
مجموع المشاركات: 3918

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: M A Muhagir)

    ...
                  

08-29-2010, 10:18 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    السلام عليكم
    ...
    أهلنا قالوا

    العندوه بليلة يعاشي بيها

    ...............................
    أعرف عن صعوبة الكتابة على الكيبورد (خاصة لغير محترفي الكتابة)

    وبما إنني أمتلك نسخة من الكتاب

    فإن شاء الله سأحمل عنك قليل من مجهود التايبينق ... إذا وافقت على هذا العرض

    ولكي لا تختلط الصفحات فسأتركك تنتهي من حرف الألف

    ومن ثم فسوف أطبع حرف الباء وانزله

    وساحاول الالتزام قدر الإمكان بما ألزمت به نفسك

    وهكذا

    ...

    أها رأيك شنو؟؟

    ....
                  

08-29-2010, 10:38 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    ما نيش متعتع من هنى!
    لا عدمناك يا حبيب
    جنى
                  

08-30-2010, 11:32 AM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: jini)

    .
                  

08-30-2010, 05:05 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    لك الشكر أخي Jini، ونسأل الله أن يوفقنا لأكمال بقية الكتاب.
                  

08-30-2010, 05:09 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    أخي عوض عبد الله طه، كما يقول مثلنا السوداني :" إيد على إيد تجدع بعيد" سيكون من دواعي سروري أن أجد معينا في هذا العمل، وأضيف لك ملاحظة أخرى هي أنني امتنعت عن وضع الفاصلة (.) قبل الجمل التي تبدأ بحرف الواو أو أي حرف عطف آخر ووضعت بدلها الشولة (،) مثلما هو معهود، حسبما اعتدنا عليه فيما نقرأ فأرجو أيضا أن تلتزم بذلك ولك شكري وها أنا أكمل حرف الألف وعليك بحرف الباء:
                  

08-30-2010, 05:14 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    أحمد بن الشيخ عبد الله الطريفي

    أخذ الطريق من الشيخ دفع الله وسلكه وأرشده، والسبب في ذلك أن أباه الشيخ عبد الله لما سافر إلى الحج وأوصى الشيخ على أولاده الشيخ دفع الله، أحمد كان أول أمره معجبا بنفسه عنده حرابا وشعره إلى كتفه يروق من حلة أبو عاقلة إلى حلة العقدة في الهوى، ذات يوم جاء قاطع إلى الهوى ما وجد المركب، رقد فوق المشرع جاء الشيخ دفع الله قبل طلوع الفجر ليتبرد في البحر، شاف الإنسان الأسود راقد، كلم أحد الفقرا قال له:” شوفوا منو؟”، قال له:” أحمد ولد الطريفي، قال له:” أحمد”، ضربه بأصبعه فوق رأسه “ما هذه طريقتنا”، مسكه أحد الفقرا، بعدما فرغ من التفتيحية أتى به إليه، أخذ الموسى وفرعه بالزيانة، فتمه أحد الفقرا، ثم أداه لناس القرآن، أمرهم أن يحفظوه سور الصلاة، وفرايض الوضوء والغسل، بعدما عرف ذلك سلكه الطريق وامره بحضور مجالس العلم، ذات يوم الشيخ يقرأ في مجلس الظهر قال له:” ما فهمنا!” قال:” من هذا؟ قيل له:” أحمد بن الطريفي”، فخرج نور من فم الشيخ إلى عرش المسجد فوقع فوق أحمد فوقع مغشيا عليه، فرقد أياما، ثم بعد ذلك جاءه الشيخ فقال له:” يا أحمد يا ولدي خدمتك حرمت علينا”، وأعطاه فقرا يلازموه ويقضوا حاجته، وإذا زار الشيخ إدريس يجيبوا له حمارا يركب فوقه، وكان من أكابر أولياء الله تعالى، ومن أهل الكشف كجده أبو عاقلة الكشيف، وسرقت عجول أخبر أهلهن قال:” رموهن في الترعة الفلانية”، وكان الأمر كما قال، وتوفي رحمه الله تعالى سنة الجدري، وذلك أن امرأته أم أولاده بنت عمه أبو قرن قالت له:” دفع الله ورد من الجدري” والمزين يزين فيه، قال لها:” أنا ما بقدر على حرقة الحشا، تقدريها انت الشديدة”، فتوفاه الله تعالى بالجدري ومات من أهل بيته نحو ستة عشر انسان”، وأمهم قعدت بعدهم برهة من الزمان.

    إبراهيم ولد بري

    ولد بالجزيرة نسري، وأمه أم هاني بنت علي ولد قنديل ـ رجل ولي من الصواردة ـ حفظ الكتاب على الشيخ الولي باسبار، وقرأ خليل على الشيخ صغيرون، وتعلم علم الكلام على الشيخ حسين أبو شعر ـ تلميذ محمد ولد عيسى ـ وصحب في التصوف محمد ولد داوود الأغر، وحج بيت الله الحرام، فقال الفقيه أبو الحسن:” الحج مثل حج الحاج ابراهيم والحاج عوض الكريم”، وكان ورعا زاهدا لا يقبل الهدية إلا الشئ اليسير مثل السورج والمطاطيل والنبق. وجاءته امرأة من ناس قري فعزم لها فولدت ولدا فجاءت تزينه عنده، وجابت معه ماية أشرفي فضة، فلما أعطته إياه صاح وقال:” اسمعوا يا أجاويد الله، أنا سراق، البلد براي ما فيهو سراق، أنا آكل ماية أشرفي!”، وجاءه الملك عبد السلام الفتلوب فقال له:” ياب الحاج اسأل الله يديني دار أبوي”، فلما ولي قال له:” يا ياب، داري من المقرن إلى حجر العسل اختار لك فيها دارا أدفعها لك، فقال الحاج:” اسمعوا يا أجواد الله، أديت نفسك النار، تدي أبوك النار معاك؟” فامتنع عن قبولها. وجاءه الشيخ حمد السميح وقال له:” يا ياب الحاج، بدورك تسأل الله لي يديني دار أبوي”، فقال له:” عجيب ولد العجيل حي ما بتلقاها، بعده تجيك عشر سنين تخربها” فكان الأمر كما قال: بعد عجيب جاءته عشر سنين ثلاثة منها خراب، ووقعت له كرامة عظيمة مع إدريس ولد سليمان ملك السعداب، والسبب في ذلك أن رجلا من ناس قري يقال له معروف ولد الضو دفع له الملك عبد السلام دارا، فلما ولي إدريس أخذها منه، ووقع على الحاج إبراهيم، جاءه قري حين زواجه لستنا بنت الشيخ عجيب، فقال له الفقيه حسن بن عبد الرسول:” جاءنا الحاج أول الزوال والناس في صلاة الجمعة شايل فروته على كتفه وعكازه على ظهره، حاقب يده عليه، كلم الفقرا وأجاويد البلد يمشوا معه إلى عند الملك، فمشوا معه، وقال له معروف، صاحب عبد السلام ومساعده على الملك:” ما برد له شبرا واحدا، أجمع البعر وأكوي البحر في صرته”، فقام من عنده غضبانا، فقال له:” إنشاء الله أجمع اخواني الفقرا وأكويه في صرته”، وطلبوه الجماعة بالمبيت عندهم ليستريح هو وفقراه، فحلف ما يقيم، ويقال أنهم غشوا كونية في قري يقال لها أم دكين، ملوا ركوته فيها، فتخلف البحر ولم يشيل زبل الغنم، ودعا عليه بسلب الملك، فلم يتولى من ذريته أحد إلى زماننا هذا، وهذه الوقعة سنة ست بعد الألف والمايتين، وتعرف عند الناس ببعر الحاج، وتوفي سنة الوداع وعمره ماية وعشرون سنة، فهو أكبر من علي أخيه، وقعد بعد موته ستين سنة وتوفي إلى رحمة الله تعالى.

    أرباب بن علي بن عون بن عامر بن أصبح
    ويسمى الخشن لخشونة جسمه من الوضوء والغسل، ويسمى أرباب العقائد، وأخذ علم الفقه من الشيخ الزين، وتعلم علم العقائد من الشيخ علي ولد بري، خدمه، ودعا له على قريحة فنفعه الله تعالى بعلمه، وشدت إليه الرحال في علم التوحيد والتصوف، وبلغ عدد طلبته ألف طالب ونيف، من دار الفونج إلى دار برنو، وتلامذته وتلامذة تلامذته، وألف كتابا في أركان الإيمان وسماه “الجواهر” انتفعت به شرقا وغربا، وتلامذته هم شيوخ الإسلام، منهم الحاج خوجلي والفقيه حمد بن مريم والفقيه حمد بن حتيك والفقيه محمد بن ضيف الله والفقيه هارون بن حصى والشيخ فرح ولد تكتوك والقرشي الصليحابي، وخلايق لايحصوا، وجلس للتدريس بعد شيخه، وتوفي سنة اثنين بعد الماية والألف ببندر سنار، وقبره ظاهر يزار.

    المصري
    هو محمد القناوي، أخذ العلم من الشيخ سالم السنهوري والشيخ يوسف الزرقاني والد عبد الباقي شارح خليل، قدم بلاد الفونج أول النصف الثاني من القرن العاشر في زمن الشيخ عجيب، ودخل بربر ومدينة أربجي وسنار، ووافقه سكن بربر وقال:” هواها أطيب من جميع البلاد”، وبنى مسجده بها لتدريس الرسالة والعقائد والنحو وساير العلوم، وولي القضاء وباشره بعفة ونزاهة، وحرم الرشوة على الحكم ونهى منها. قيل له أن قناوي ولدك ارتشى في أحكامه، فركب دابته في السوق ورفع ثوبا أبيض وقال:” قناوي ولدي ارتشى، حكمه باطل”، وأجاز أجرة كاتب الحكم وشرط فيها دجاجة وما يصلحها من فلفل وكزبرة وبصل، وكان غنيا صديقا يعامل الناس بالقرض والسلم ويمحو وثايقهما، وتوفي ببربر، رحمه الله تعالى.

    المضوي

    هو محمد بن أكداوي بن الشيخ محمد المصري، أخذ علم الكلام والفقه والنحو من جده المصري، وكان معجبا به ويقول له “ضو البيت”، ولما دنع الوفاة قيل له: “من الخليفة من بعدك؟ والقراءة تكون عند من؟” قال :” ضو البيت”، قال تلميذه سعد التكاوي قال:” خرجت من بلادي مسافرا لقراءة العقائد عند الفقيه أرباب، فدخلت على الفقيه عبد الماجد فسلمت عليه وهو وهو جالس على برش ومعه رجل جالس على عنقريب فاستنكرت ذلك لعظمة الفقيه عبد الماجد وخرجت، فلما قام الرجل قلت للفقيه عبد الماجد:” أنا طالب لقراءة التوحيد عند الفقيه أرباب، فقال:” الراجل القاعد تعرفه؟” قلت: “ لا”، قال :”المضوي ولد المصري، ألحقه أقرأ عنده فإنه عالم وأمين”، فلحقته في الشرق بديت القراءة عنده، وعن قريب جده المصري مات، ونازعوه أولاد عمه في الخلافة وعادوا له”، ورحل ونزل عند الفقيه عبد الماجد بفقراه، فجوه أولاد الحاج فايد الشيخ عبد القادر وحمودة، قالا له:”أبونا مات قبل ما نتعلم وترك أمنا صغيرة جميلة غنية، أمشك معانا نزوجك إياها وتقرينا، فقبل الشيخ منهم ذلك، وقام معهم بفقراه، وزوجوه أمهم، اسمها خولة، وشرع في تدريس الرسالة والنحو وعلم الكلام وعلم الأصول والمنطق، وعمرت الحلقة بشندي واجتمع عليه خلق كثيرة، ومع ذلك مرجح التصنيف على التدريس، وألف كتبا شأنها يكتبن بمداد الذهب، منها أربعة عشر على “أم البراهين”،” العمدة” التي عم النفع بها في ساير الأقطار، و “الوسط” و “ الصغير” و “ الحاشية” التي هي من أجل مؤلفاته، وشرحان على “يقول العبد في بدء الأمالي” الكبير في مجلد ضخم نحو ستين كراس، والصغير في سبعة كررايس، وشرح “الجزرية” شرحا جيدا، وشرح “عقيدة الرسالة” و”الأجرومية” وغير ذلك، وكان بينه وبين الخطيب عمار خوة واتحاد، وسافر إليه حين بلغه قدومه من المشرق، وسبب ذلك أن أحد الطلبة سأله عن النعامة: هل هي من الحيوان البرى أو طيرة، فتوقف فيها وقال:” هذه المسألة لم توجد إلا في كتب عمار”، بعد أيام قال لطلبته:” نسافر لعمار فإنه أتى بالكتب الغريبة من كل فن”، وسافر إليه واجتمع في سفرته بالفقيه أرباب والشيخ دفع الله، ودخل سنار ونزل عند الفقيه عمار، وأدخلهم على الملك أونسه بن ناصر وهو في الديوان وفرق الديوان لأجله، فقام به وعانقه وعاتبه وقال:” تقعد إلى أن تشيب حتى تجيني ، قالوا لك ما بيكرم العلما؟!” أداه ماية محبوب، ثم دخل عليه ثانية وثالثة، كل يوم يعطيه ماية محبوب، ودخل عليه مرة رابعة أعطاه جملين صهب وفرختين، وأوعده بالرجوع بسيره إلى الحج ويعطيه الوقف والجواهر الفي بيت الملك، والحلة أكرمته أكثر من إكرام الملك، ثم رجع بلده ثم تأهب لسفر الحج وسافر معه الحاج خوجلي، ودخل سنار ثانيا للمك، والحاج خوجلي امتنع من دخول سنار، انتظره بمدينة أربجي، وجاءه وسافر إلى بيت الله الحرام، فلما قضى نسكه رجع، فلما بلغ قوز رجب توفاه الله به، وذلك سنة أم لحم، وقبره ظاهر يزار وهو في حدود الخمسين سنة، رحمه الله تعالى.

    المكي النحوي الرباطابي
    أخذ العلم من الشيخ محمد المصري وأخذ عليه جميع الفنون، ثم سافر إلى الشيخ محمد ولد عيسى وأخذ عليه الفنون ثانيا، ودرس العلم عند الزيداب في جرف عجبت، ثم رحل وسكن المنسي وتوفي فيه، وممن أخذ عليه العلم الشيخ موسى ولد يعقوب أبو قصة والشريف عبد الرحمن والفقيه حامد اللين ويوسف فرفر والفقيه حميد الصاردي، وخلوق كثيرة، وشرح الشروح الجليلة منها شرحه الكبير على السنوسية في أربعين كراسا، وشرحه الوسط والصغير، وشرحه الكبير على الأجرومية في ثلاثين كراسا، وشرحه الصغير في عشرة، وشرح “عقيدة الرسالة”، ويقال أنه شرح الرسالة ولم أقف عليه.

    إبراهيم ولد أم رابعة
    ولد بحجر العسل، أصله تكجابي، أخذ العلم من عبد الرحمن بن جابر، فهو أحد الأربعين الذين بلغوا درجة القطبانية في العلم والصلاح، وقد قال ابن جابر في إجازته له:” الحمد لله رب العالمين، وسلام على المرسلين، أما بعد، إن الأخ الفقيه الشيخ المحترم المتأدب المتواضع الشيخ إبراهيم إبن أم رابعة استحق السيادة والإمامة عندي، فجعلته قطبا في مكانه، ولسانا في عصره، وترجمانا في أوانه، ومربيا للمريدين وقدوة للمسترشدين، وملجأ للفقراء والمساكين، مظهر شمس المعارف بعد غروبها، فأذنته في كل ما حققته ونقله وسمعه مني أن يفشيه ويعلمه الناس، وقد أذنت له بإشهارها وإشهار ما فيها، وتشييع ما أشرنا إليه، ومن اطلع على ما فيها أو بلغه شئ من ذلك فليحذر كل الحذر من خراب الباطن، بتاريخ اثنتين وثمانين وتسعماية من الهجرة النبوية، وكتبه الفقير بن جابر الجهني في العرب نسبا، وبلغني أنه ثبت نسبا من ذرية السايح أحمد بن عمر وهو من ذرية عقيل بن أبي طالب، ولكن الأول هو المتواتر من آباينا، فسبحان الله العالم الموفق للصواب”.

    أبو بكر راجل حجر العسل
    أصله تكجابي، وهو الذي دل الشيخ حسن ولد حسونة وكشف له الحجاب وأراه ثمرة الطريق وفايدته، وذلك أن الشيخ جلس عنده بدور عنده الطريق، فقال له :”يافقير املأ هذه الركوة في البحر، فلما وصل البحر ختاها فسبقته فامتلأت وحدها، فأتى بها إليه فوجده شابا بعد أن كان شيخا فأخذ الركوة فتوضأ، ثم قال:” الله أكبر” فرأسه لحق سقف الخلوة، ثم رجع شيخا على حاله الأول، فقال في نفسه:” هذا شيخي”، فالتفت إليه وقال له:” أنا مان شيخك، أمشي أدخل خلوة في باعوضة شيخك يجيك، سيكون لك شأن عظيم وأبقى على ذريتي عشرة”، فكان الشيخ حسن إذا دخل عليه أحدهم يقوم يعانقه ويقول: وكان “أبوهما صالحا”، وياوصلهم ويقضي حوايجهم.

    أبو سرور الفضلي الجعلي
    ولد بالحلفاية وأمه كنونة بنت الحاج علي، فضلية، وقرأ خليل على الشيخ الزين والعقايد على الفقيه ولد بري، ودرس العقايد. خلواته قريب الحلفاية على جهة الصعيد، ثم انتقل إلى دارفور ودرس فيها، حظي حظا وافرا عند السلطنة، وهو رفيق الفقيه أبزيد، ثم انتقل إلى دار صليح عند عروس، فأكرمه غاية الإكرام ودرس العلم، وتوفي فيها، وسبب وفاته قتلته سراريه، فرضخن رأسه وهو نايم بالحجارة، قاتلهن الله.

    أبزيد بن الشيخ عبد القادر
    وكان عالما عاملا بعلمه ورعا نزيها من أخذ الجاه. تفقه على الشيخ الزين، وقرأ الفقه والعقايد على الخطيب عمار، ثم انتقل إلى إلى دارفور بعد أخذه للنساء وولادة الأولاد، فرارا من أكل مال جاه الشيخ إدريس، وسكن كساب وبنى فيها مسجده للتدريس، وكساه الله الهيية والقبول التام عند السلطنة وجميع ما في الدار، ثم انتقل إلى دار برقو عند السلطان يعقوب، فأجله إجلالا كثيرا ثم حصلت بينهما وقعة فرجع إلى دارفور فتوفاه الله بها، وله كرامات منها: قال الحاج خوجلي:” فلما حججت رأيته واقف فوق الجبل”، وقال الفقيه محمد نور:” لما توفي أبوه الشيخ عبد القادر أنا بردته، وحضر معي كتفي مع كتفه”، وله من الأولاد صباحي وعبد القادر وعلي وحجازي، وكلهم صالحون فضلا، وأما حجازي فكان طبيبا ماهرا كأنه ابن سينا في حكمته، وشاعرا حاذقا كأنه كعب بن زهير في شعره، وله معرفة بالخط الحسن كأنه بن مقلة في خطه، ويعرف جميع الأقلام العبرانية والسريانية واليونانية، وله معرفة بصناعة الكيما كأنه جابر في صنعته، وله معرفة بعلم النحو و الــزايـــــرجـــــــــــة يدرك بها الأمور المستقبلة كأنه جعفر الصادق في إخباره، ومع ذلك يقرأ القرآن والدلايل عامة، ويبكي باعلى صوته لا يبالي بمن حضر أو غاب، وكان يلبس الثياب الرفيعة وله قبول تام عند السلطنة والخاص والعام، وتوفي في حبس ناصر جوعا عطشا.

    النجمي بن حمد بن الشيخ إدريس الأرباب
                  

08-30-2010, 05:33 PM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    Quote: من ناحية الملكية الفكرية فأرى أن نص هذا الكتاب بنسخه المختلفة هو ملك للشعب السوداني بكامله، وقد تجنبت أن أضع هنا شروحات البروفيسور يوسف فضل وتعليقاته وهوامشه التي في رأيي لا غنى عنها لأي دارس متعمق للكتاب، حفاظا على حقوقه الفكرية، وإذا أدخلت هنا أيا من اسهماماته خطأ أو سهوا فآمل أن يسامحني على ذلك والعبرة بالنية!
    محمد عثمان الحاج


    عزيزي الفاضل محمّد عثمان
    أشكر جهدك مرّة ثانية، وأعرف وعورة الصف وتثبيطه للهمم، لا أريد أن أكون تزهيجا على تزهيجه.
    وحقيقي لا أرغب في ملاججتك ولكنني أحب أن ألفت نظرك لكون النص ذاته، إن كنت تنزله من الكتاب المطبوع ليوسف فضل، فهو يخص يوسف فضل أيضاً، لكي يكون النص ملك الجميع فأنت بالتأكيد تعني "نصوص" المخطوطات غير مفكوكة البيان، وليس النص الواحد المنتخب منها مفكوك البيان، الذي صاغه وشكله الدكتور يوسف.
    فالنص المنشور للدكتور، هو من إعداد الدكتور واجتهاده الشخصي في تكوينه وبنائه من خلال مجموعة من المخطوطات المختلفة، أي النص أيضاً من عمل وجهد الدكتور.
    بأي حال أتمنى من الأخ أبي تُقى الذي أبدى استعداده للواسطة أن يستأذن لنا الدكتور، كي لا يبقى في أنفسنا حرج، ولكي تنزل الكتاب كاملاً بهوامشه وكل شيء، إن كان الدكتور لا يمانع في ذلك، فأنت أدرى أخي محمّد عثمان بأنَّ الهوامش وجهد الرجل جهد خرافي ومفيد للغاية وعليه يشكر.
    كن بألف خير
                  

08-30-2010, 07:32 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محسن خالد)

    ...
    السلام عليكم


    تحياتي محسن ومحمد عثمان الحاج

    ...
    كتب محسن خالد

    Quote: ولكنني أحب أن ألفت نظرك لكون النص ذاته، إن كنت تنزله من الكتاب المطبوع ليوسف فضل، فهو يخص يوسف فضل أيضاً، لكي يكون النص ملك الجميع فأنت بالتأكيد تعني "نصوص" المخطوطات غير مفكوكة البيان، وليس النص الواحد المنتخب منها مفكوك البيان، الذي صاغه وشكله الدكتور يوسف.
    فالنص المنشور للدكتور، هو من إعداد الدكتور واجتهاده الشخصي في تكوينه وبنائه من خلال مجموعة من المخطوطات المختلفة، أي النص أيضاً من عمل وجهد الدكتور.

    ....
    أحب أن أوضح أن النسخة التي بحوزتي وبالرغم من مطابقتها تماماً للمتن الذي أتى به الأخ محمد عثمان لا صلة لها بد. يوسف فضل
    لم يأت الأخ محمد عثمان الحاج بالهوامش حتى أرى مدى تطابقها أيضاً
    الهوامش في النسخة خاصتي لفضيلة الشيخ إبراهيم صديق أحمد القاضي الشرعي بالمعاش – من أهالي جزيرة توتي
    وهذه الهوامش تقتصر على تفسير بعض الكلمات العامية والبلدان والألفاظ المشكلة والنقط المهمة للفقير إليه تعالى (كما هو مكتوب بالعنوان)
    ...
    أعود لأركز على نقطة أن المتن الذي أتى به الأخ محمد عثمان الحاج مطابق لما لدي
    ....
                  

08-31-2010, 03:14 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    حرف الباء


    بان النقا الضرير الفضلي الوثيقي
    اسمه محمد وأمه سودانية ، فإن سندال العاج كبير الفونج أخوه لأمه ، وسمي بان النقا ؛ لأن أمه قالت بأن نقاي أي صفاي ، وكان عكازاً عند الملك نايل ، ثم لما اتته العناية الإلهية على وفق الإرادة الأزلية أرسله الملك إلى الشيخ عجيب يدليه سنار ، فلما جاء إلى غويبة أربجي اجتمع بالشيخ تاج الدين البهاري عند محمد الهندي ، وقد اجتمعت الناس عنده ليسلكهم طريق الصوفية ، فخبى لهم خبية أدخل كباشه في قطيع ، وقال الناس : أسلك وأرشد واذبح ويموت التلميذ على الإيمان ، فتفرق الناس إلا الشيخ محمد ولد عبد الصادق ، فهو حينئذ شاب لابس قميص علج ملصه ، وتوضأ وصلى ركعتين ، فأدخله في القطيع وسلكه ، وذبح أحد الكباش ، وسال الدم من القطيع ، فظن الناس إنه ذبحه ، ثم جاء الشيخ بان النقا وكان شيخاً كبيراً قال : أنا تورا كمل كراه اخترت لقاء ربي ، فتوضأ وصلى ركعتين ودخل عليه فسلكه وذبح آخر فسال الدم على الناس وقال للناس تعالوا لا حسد ولا بخل ، فامتنعوا وبعد ذلك خرج الرجلين سالمين ، وامر كل واحد أن يأكل لحم كبشه طوى له فيه الدين سراً ، وقال : الولدان يحييان البلد ، ثم إن الشيخ بان النقا لازم خدمة الشيخ تاج الدين إلى أن سافر فأعطاه جميع حالاته وأدخله في مقامات الرجال ، ويكفي من ذلك تربيته لأبنه الشيخ يعقوب ، وبتول ابنته ، ويعقوب ربى ولديه موسى ومرزوق ، وهجو ابن بتول وعبد الرازق وعبد الرافع، فتفرعت طريقة تاج الدين من هؤلاء المذكورين ، وأظهروا الكرامات وخوارق العادات ، توفي الشيخ بان النقا في الوعر ، وقبره ظاهر يزار وقيل : توفى بالدوحة وكلاهما بالحمرة بأرض اليعقوبان ، رضي الله عنهم ، ونفعنا بهم
    .....
    باسبار السكري
    أصله جعلي عوني ، وسمته اسمه باسبارا ليسير الكمالات فجعله الله باسبارا في الدين والقرىن ، حفظ القرىن على مدني الطيار بن الشيخ عبدالرحمن ولد حمدتو بنوري ولد بالمكنية ودرس القرآن بالقوز تحت السدرات الموجودات الآن ، وطلبته بلغت ألفاً ، وسلك طريق القوم على الشيخ شرف الدين راجل أنقاوي ، وقرا عليه رجال صالحون ، منهم أولاد بري الثنان وحميد الصاردي والشيخ عبدالله ولد اباروا ، وأولاد الحاج فايد، وجماعة كثيرو العدد ، وكان من أكابر أولياء الله تعالى الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، فإنه صايم الدهر وفطوره كل ليلة عند زوجته ، تجيب له مديدة يلعق فيها لعقات ويمص أصابعه منها ويمضمض فاه ، حتى إنه ضافه رجل أعطاه سنسنتين ، فأكلها الرجل ، فقال لخادمه : شوفيه كملهن ، فقالت له كملهن ثم قال لها شوفيه ما انبعج ، قالت له : هو منتظر عشاه يجيبونه له ، وقال الشيخ حسن الشيخ : باسبار ماسك مالانه ، والسبب فس ذلك أن الشيخ حسن في قدومه إلى الأبواب جاء لزيارته ، فقال لعبد القادر ولده أطبل الخلوة وقول لهم روح إلى نسري ، مالي قدرة على أهل الدنيا ، والشيخ حسن جاء بعساكره وجنوده ، قالوا له ما فيش الناس صاحت ن والشيخ واقف قال لهم : خلوه ماسك الدرب مالانه ، فتعدى وترك له قميصاً ازرق وثوباً مقصباً ونزل في الكليوه عند عبده برن جد البرناب عيلة الملك وراوه بعد الموت يحث على الكسرة ، قيل له : أنت تراك ما ابتديتها فضحك حتى خرج من فمه نور عظيم ن وقال : عندي جبل كديته وكداني ، يعني القرآن العظيم ، وإن الشيخ محمد ولد هدوي صاحب التصانيف المشهورة انشد في بأسبار تعزية كبيرة ، وذكر انه من تلامذته ، وقال : آه على باسبار شيخ قرآني ، ووسيلتي في محكم القرآن ، وحكي أن الشيخ بأسبار تزوج بأمراة حمدية وطلقها ، فجاء ابن عم لها حمدي تزوجها ، وكان حوار للشيخ عبد الرزاق أبو قرون ، فنهاه عن ذلك فلم ينته وقال لشيخه : أنت تكافيه مني ، فقال له : لا تقرب البحر ، الناس بحريون ، يقال : إن ذلك الرجل لم يقرب البحر سبع سنين حتى أن زوجته حملت وولدت ، فورد بالقرب للعقيقة أول ما أدخل كراعه في البحر اختطفه تمساح ، فعضه حتى مات ، ثم رماه في ساحل البحر ، وباسبار تحت السدرات صاح شاله شاله علي ولدي ، وعلي يومئذ ولد صغير له ، عرف وأولاده البدوي وعبد القادر ومدني وابو قرون صلحاء فضلاء ، وكان رضي الله عنه غيوراً ، جاءه حواره الشيخ علي ولد بري بجيرانه لزيارته ، فقال : شوف ها الصبي ، عجبته نفسه ، وقال له : أنا بتزوج المرأة الفلانية ، أمش أبني لها بيتاً ، وذكر له مدة أيام يسيرة دون الأسبوع ، فجاء فوجده بناه ، وليّسه ظاهراً وباطناً وفرغ منه .

    ....
    برتي المسلمي
    حوار الشيخ سلمان الطوالي أخذ عليه طريق الصوفية هو وأبودليق ، وكان من أرباب الحوال ، وقال للشيخ صالح ولد بان النقا : يكن لك شأن عظيم يجوك الأولياء يجلسونك ، وتوقد نار الشيخ عبد القادر وقبره في الخلاء بين ولد حسونة وولد ابو دليق عليه قبة
    ....
    بر ولد نعيم
    عبد الشركة ولد بالكردة وهو من تلامذة الشيخ دفع الله يجيء معه لزيارة الشيخ إدريس ويعصر رجليه ، ويحكي أنه في الكردة سمع الذكر في أبو عشر ، قالوا له :الشيخ حمد ولد الشيخ دفع الله جاء لمواصلة أخواله الطوالين ففرش فروته فوق الماء حتى مرق عليهم وقبره بالكردة.
    ....
                  

08-31-2010, 03:58 PM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    محمد عُثمان الحاج
    كيف حالك؟ علك طَيِب ...

    والله إنت بِتقوم بِجُهد كبير ... كتر خيرك ... طبقات ود ضيف الله أهمِيتو تكمُن -كما قال سيدنا د. محمد المهدي بشرى- في تسجيلو لِتاريخ الفونج والتاريخ الديني (التصَوُف) ومصدر مِن مصادِر الفولكلور واللغة. وبرضو بلقى مُتعة في التعرُف على أدوات الناس وأطعِمتُهم وملابِسهم وأسماء المناطِق والحلاَل ... إلخ


    الشِيوخ المحس في كِتاب ود ضيف الله

    [ كِتاب الطبقات في خِِصوص الأولِياء والصالِحين والعُلماء والشُعراء في السودان ]
    تأليف الفقيه / مُحمد النور بِن ضيف الله
    تحقيق وتعليق أ . د / يوسُف فضل حسن

    قال مُحقِق الكِتاب أ . د / يوسُف فضل حسن (ص 20)
    [ وتُوضِح هذِهِ التراجِم أن ود ضيف الله قد ركز إهتِمامِهِ على الجُــزء الشِمالي مِن الجزيرة خاصة شـواطئ النيـل الأزرق والمنطِقة المُمتدة بَين دُنقُلا ومُلتقى النيلَين وتُطابِق هذِهِ المنطِقة دائِرة نِفوذ العبدلاب السِياسي ... نجد أن المؤلِف يهمِل ذِكر بعض الأولِياء مِمن تتواتر أخبارِهِم شفاهة وتشهد قِبابِهِم بِمكانتِهِم ... رُبما كان السبب شيئاً مِن التنافُس العِلمي أو ما يُشـاع مِن أنهُم لم يرضوا عن تصنيفِهِ هذا خَوفاً مِن ألا يتحرى الصِدق ويترُك بعض الأعلام ]


    [1] إدريس بِن مُحمد الأرباب بِن علي (ص 49 - 64) / الجُزء السادِس

    [ الباب الثاني ] في كرمِهِ وزُهدِهِ وورعِهِ وحِلمِهِ وصبرِهِ :

    قال الشيخ خوجلي : أول مَن أَوقد نار الشيخ عبدالقادِر الجيلي1 [هو] الشيخ إدريس . ويُقال أن قُداحْتُه سِتون قدحاً والكِسرة2 مَديدة يُسوطَها [ يُحرِكُها طبخاً ] الفُقرا [ طلبة العِلم ] ناس الطريقة ومعهُم الخدم في البُرام3 شادين في وسطِهِم المناطِق [ أحزِمة ] وصِفتُها دُقاقة ( دقيقه ) نجيضة ( ناضِجة ) وخميرة الماء علَيها مِثل الفُلفُل ( ولعل الصواب لهُ طعم كالفُلفُل ) تارة تكون بِالمُلاح ( الإدام ) وتارة بِالماء. والهدايا تأتيه مِن الزُوّار بأخُذُها العُشام ( المُحتاجون مِن زُوّار الشيخ الذين يرجون عطاءِهِ دون سؤال ). قال الشيخ صالِح ولد بان نقا4 حدثنا الفقيه صِغَيرون الشَّقْلاوي5 حُوار الشيخ إدريس [ تلميذ الشيخ إدريس ] قال الشيخ مُحمد ود فايِد6 حُوار الشيخ [ إدريس ] يَقَدُم في كُل عام لِزِيارة الشيخ مِن البحر المُر (البحر المالِح ، إشارة إلى البحر الأحمر أي منطِقة شرق السودان أو بِلاد البِجه) وتحضُر معهُ قبايِل [ قبائِل ] الشرق عرب أُكُــدْ7 وعرب التاكـه8 وغَيرِهِم يجوا ( يأتون ) دافرين ( مُندفِعين ، مُتزاحِمين على صهوات الإبِل والجِياد ... ) مِثل قبايِل جُهَينة9 مِنهُم شايِل ( حامِل ) العسل ومِنهُم من شايِل القِماش ومِنهُم من معهُ الرقيق كُل أحد ( واحِد ) على قُدرتِهِ يقعوا ( ينزِلوا ) على ولد النفيداوي10 ثُم يجوا على المحل الذي فيهِ حِلة [ قرية ] ولد أبو دِليق11 . (ص 56-57)

    وفي وقت حضر معهُم الشيخ البدوي وهو شاب صغير السِن لابِس شَمْلَة رُباعِية12 . والِدتهُ كانت نادْهَة13 لِلشيخ إدريس بِبقرة وعشر محلقات14 فِضة . فقالت لِولد فايِد15 إن البقرة ما حصلت ( أي لم تتمكن مِن إرسالِها ، ورُبما لِغِيابِها في المرعى ) وصَرّت16 لِولدها الشيخ البدوي العشر محلقات / وقالت لِولد فايِد : ولدي ما ينقطِع17 مِنك في ناس الجلابة18 الحِلة ما بِتشيلُهم19 ، لأن المذكور ( أي مُحمد فايِد ) بِينزِل بِهِم خارِج القرَية والعُشام تأتي مِن جِبيل أم علي20 ومِن أربجي ومِن الشرِق والغرب تنتظِر وِصول مُحمد ولد فايِد إلى الشيخ (إدريس) وهو يُدخِل [علَيهِ] طايفة طايفة بِهداياهُم ويقول يا أبتِ هؤلاء الفُلانِيين وهذِهِ زِيارتِهِم21 مِن سمن ودقيق وقِماش وإبل صُهب.

    وفي العشِية كذلِك والعُشام تسوق كلما يدخل . و دُخال22 الأموال على الشيخ ثلاثة وهو يُقسِمُها على الناس حتى تَكَمْل ( أي تنفذ ) كُل هذِهِ الأموال بِأجناسِها . قال الشيخ صالِح ولد بانقا23 ما وصل إلى الشيخ شيئاً قط مِن أموال هذِهِ الجَلابة إلا العشرة محلقات في شملة الشيخ البدوي ناولهُم إياه . والشيخ ناولهُم إلى إمرأة جالِسة على السرير لا أدري هل هي زَوجتِهِ أو أجنبِية. (ص 57-58)

    ومِن كرمِهِ إنهُ كلم يَوماً سالِم الفَزاري24 وقال : حاضرين إلينا أخواناً لينا شوف لهم ضِيافة – والوقت غَلاء – وأحضر العيش وأمر بطحينِهِ . فسالِم الفزاري قدر ما كاس ( بحث وفتش ) ما وجد شيئاً ، الا وجد حَملاً عِند إمرأة وطلبها أن تبيعهُ علَيهِ فأبت . فَلحّض علَيها ولم ترض . ثُم قالت : القَوي يطلُب الضعيف ! سوقوه ما ببيعه غلَيكُم . فأخَذهُ . فلما كان بِاليَوم الثاني حضروا لِلشَيخ ستة عشر توراً ( ثَوراً ) مُحملات دُخُن زِيارة . فقال سالِم أعطهّن لِلمرأة سَيِدة الحَمَل . ثُم حضر حسانَ الحَرِكْ الشُكري25 ومعهُ ثلاثة أنفار كُل واحِد مشنهُم معهُ صُرة محلقات26 فقالوا لِلشَيخ هذِهِ زكاة إبلاً لنا إستعِن بِها على الضيفان ( على نفقات الضِيوف ) . قال الشَيخ سالِم : أعطهّن المرأة صاحِبة الحَمَل ثُم جاء رجُل مِن أرْبجي ومعهُ كيس مال مليان فأعطى لِلمرأة . إلا أن حمد بِن الشيخ 27 قال الكيس عاجِبني فرِغيهُ وأعطيني إياه فأخذهُ . ثُم جاء رجُل محسي وَجابْ معهُ حصان وقال لِلشَيخ : عِندي فرس كانت عَقَرَتْ ( عاقِر ) وشِلْتَ ( مِن شال / حمل / أخذ ) لك حُصان في نسلها إن وِلدت ( إن نسُلت بِبركة الشَيخ ) والفرس وِلدت ، وهذا الحُصان حَقك . قال : أعطوه لِصاحِبة الحَمَل . فقالت المرأة أنا الحُصان شِنْ بَعْمَلْ به . فَرَدَّته إلى حمد ولد الشَيخ والشَيخ منع حمد منه , وقال عمل خَرَجناه مِننا لله ورسولِهِ ردوه إلَيها فردوه. (ص 58-59)


    الخوف بِمُداخلتي دي أكون خرمجت ليك العمود ولخبت كيانو

    ـــــــــــــــــــــــــــ
    1 الجيلي :
    عبدالقادِر الجيلاني محي الدين أبو مُحمد أبي صالِح ( 470-561/1077-1166) الفقيه الحنفي , الواعِظ ، الصوفي مؤسِس الطريقة القادِرِية . وُلِد نيف في جيلان مِن بِلاد فارِس ، نشأ وتعلم في بغداد وبِها تَوفى . ويُروى أنهُ مِن ذُرِية الحسن بِن علي .

    2 الكِسرة :
    هي الخُبز المصنوع مِن عجين الذُزة والذي يُمثِلُ غِذاء مُعظم أهل السودان ، والكِسرة نَوعان : عصيدة غليظة أو لَفائِف رفيعة ويغلُب إنتِشار الأولى جنوب الخُرطوم والثانِية شِمالِهِ وتُسمى هذِهِ اللَفائِف الرفيعة " كِسرة رُقاقة " وواحِدتُها " سنسنة " وهي مُستديرة الشكل وجمعُها " سناسن " والجُزء مِنها " حَرِف " بِلُغة أهل السافِل [ الشِمال ] و " حُرُف " بِلهجة بعض أهل الصعيد [ الجنوب ] والكِسرة الثخينة تُسمى بِالعصيدة أو اللُقمة وهو الإسم الغالِب علَيها في الشِمال . والكِسرة المديدة عِبارة عن العصيدة أو اللُقمة المُرققة بِالماء وقد تُشرب كالسائِل الغليظ ، وتُعرف أحياناً بِالنِشا . كما تُصنع أنواع أُخرى مِن الكِسرة والعصيدة مِن دقيق الدُخُن أو القمح .

    3 البُرام :
    جمع بُرمة وهو وِعاء دائِريُ الشكل كالجرة يُصنع مِن الفُخار ، يُتخذ لأغراض كثيرة مِنها تخمير العجين وطبخِهِ .

    4 صالِح ولد بان نقا :
    هو ولد الشيخ بان النقا ولد الشيخ عبدالرازِق أبو قُرون ، والشيخ صالِح هو ثالِث الخُلفاء ( مِنهُم تاج اليد البُهاري وبدَوي أبودِليق ) الأوقدوا نار الشيخ عبدالقادِر الجَيلاني في بَرَّ الفنج ( الفونج : شعب أسَود قدِم مِن أعالي النيل الأزرق وسَيطر على الجُزء الجنوبي مِن الجزيرة ثُم إمتد نفوذِهِ على العرب الذين سبق لهُم السَيطرة على مملكتي عَلَوة والمَقَره ... وتُجمِع الرِوايات أن الفونج تمكنوا مِن إنشاء مملكتِهِم التي تمتد مِن سِنار حتى الشلال الثالِث وتضُم أجزاء مِن كُردُفان وبِلاد البِجه في أوائِل القرن 16 / 1504م وسقطت على يد الجيش التُركي المِصري في سنة 1821م )

    5 مُحمد ود فايِد :
    مُحمد بِن فايِد الشريف وُلد بِساحِل البحر المُر [ البحر الأحمر ] هَل [ نزل ] في مُصَوع أو أُكُـد وأخذ الطريق مِن الشيخ إدريس ورباهُ وأحسن تربِيتِهِ وكان لابِس الجِبة وشدها بِمنطِقة في وسطِهِ ، بِسوط المديدة [ يُحرِك الكِسرة ] لِلضيفان مع الخدم وإستمر على ذلِك زمناً طَويلاً ، فجاء أهلِهِ يِسوقوه [ يعيدونهُ ] فسقاهُ الشيخ [ إدريس ] لبناً فرغوه مِن سِعِنْ ، في وقتِهِ صار مِثل السِراج وتكلم في عِلم الظاهِر والباطِن .

    6 صِغَيرون الشَّقْلاوي :
    تفقه على الشيخ صِغَيرون مُحمد بِن سرحان العمودي وسلك الطريق على الشيخ إدريس وصحِب الشيخ حسن وعبدالرازِق أبوقُرون وباسبار السُّكْري ( الجعلي العَوني والعونِية فرع مِن الشايقِية تسكُن منطِقة كورتي وصحراء البَيوضة ) وعلي بِن بري , وُلِد بِالشّقالو ( تقع شِمال شندي على بُعد حوالي 3 كيلومِترات بِجِوار الجزيرة ساردِيه ) بِبندر شندي وتَوطن بِأُم مَرَّحي ( قرَية جنوب غرب مدني ) وقبرِهِ بِها وبلغ السن العالِية وجاوز الماية بِكثير .

    7 عرب أُكُــدْ :
    فرع مِن البني عامِر القبيلة البِجاوِية التي تسكُن شرق السودان ، يزعِمون بِأن لهُم صِلة بِالجعلِيين ( المجموعة الجعلِية التي تسكُن مُعظمِها على شواطئ النيل بَين الدبة وخانِق السبلوقة وتتكضون مِن ك البِديرِية ، الشايقِية ، المناصير ، الرُباطاب ، الميرفاب ، والجعلِيين . والجعلِيون يسكُنون بَين الدامر وخانِق السبلوقة وإلَيهِم غالِباً ما تُنسب كلِمة " جعل " في وقتِنا هذا . والمجموعة الجعلِية تُرجِع بِنسبِها إلى العباس عم النبي ، وهُم في واقِع الأمر خليط مِن القبائِل العربِية التي إمتزجت بِالنوبة ، وهُم السُكان الأصلِيون ، بعد القرن 14 الميلادي /ص48 ) .

    8 التَّاكــه :
    المنطِقو الواقِعة جِوار جبل كسلا وتشمل جُزءاً مِن القاش وقد ذكرها إبن عبدالظاهِر في القرن 14 ( التشريف 144-145 ) وقال النِويري ( نِهاية الأرب ج 30/ورقة 97 ) أن سُكانِها الحلنقة وهُم جِنس مِن السودان .

    9 جُهَينة :
    تُمثِل قبائِل جُهَينة جُزاءاً هاماً مِن القبائِل العربِية التي دخلت السودان وإلَيها تنتسِب مُعظم القبائِل العربِية التي ما زالت تعيش على حياة البداوة ومِن ثُم أصبح إسم جُهَينة يشمل القبيلة اليمنِية صاحِبة ذلِك الإسم . كما يصل النسابة قبائِل مِثل رُفاعة ، فزارة والكبابيش والبقارة والكواهلة بِها .

    10 ولد النفيداوي :
    " التعيداوي " لعل النسبة إلى قبيلة النفيدِية وهُم فرع مِن الكواهلة ويسكُن النفيدِية في مدينة بربر وهُم رُحل وبعضِهِم في الجزيرة وهُم مُستقِرون ، ورُبما تُشير النسبة إلى ذُرِية تاي الدين النِفيدي الذين يسكِنون في المنطِقة الواقِعة بَين سِنار وربك .

    11 ولد أبو دِليق :
    بدوي أبو دِليق هذِهِ شُهرتِهِ عِند الناس . أبوه عبدالله وأُمِهِ إسمُها بَوادي ( حوادي ) كاهِلي الأصل .

    12 رُباعِية
    أي طولُها أربعة أذرُع .

    13 نادْهَة
    مِن " نده " أي إستغاث أو نذر : وطريقتُها أن تقول المرأة بِصَوت مسموع : يا يابا الشيخ فُلان طالباك أن تفعل لي كذا وكذا ، ثُم تنذِر لهُ إذا تحقق طلبُها هدِية مِن مال أو قِماش أو ذبيحة ... إلخ .

    14 محلقات
    عُملة كانت مُتداوِلة في السودان قبل الفتح التُركي المِصري في عام 1821 ومازالت تحمِل معنى النِقود في اللُغة التبداوِية – أي لُغة البِجه – وتُنطق مهلقات .

    15 فايِد
    راجِع – لُطفاً - ترجمة الشيخ / مُحمد ود فايِد في الجُزء السادِس

    16 صَرّت أي ربطتها في صُرة مِن القِماش أو طرف شملتِهِ .

    17 ما ينقطِع
    أي لا يغيب عن ناظرُك ورِعايتُك .

    18 الجلابة
    مِن جلب أي باع وإشترى والجلابة هُم مجموعة التُجار الذين يُسافِرون في قافِلة مِن الإبِل والتي تُتاجِر مِن مكان لآخر . وتعني الجلابة التُجار والعير التي تحمِلهُم وقد تَطَورت هذِهِ الكلِمة حتى صارت تعني على وجه الخِصوص مَن يعملون بِالتِجارة مِن الدناقلة أو العناصِر النوبِية المُستعرِبة في مناطِق كُردُفان ودارفور وجنوب السودان وبعض المناطِق التي لم ينتشِر الإسلام فيها بعد في السودان .

    19 بِتشيلُهم
    أي أن القرِية لا تسعَهُم لِكثرتِهِم .

    20 جِبيل أم علي
    جبل صغير عِند محطة أم علي التي تقع شِمال شندي . وعِند سفحِهِ " قُبب " مِنها قُبة الشيخ حامِد أب عصاية سيف جد العُمراب [ هو حامِد بِن عُمر بِن بِلال البادرابي المشهور بِأبو عصا – وكانت في يدِهِ دائِماً . وُلِد بِسقادي شرق - وهي قرِية مِن قُرى الجعلِيين على بُعد كيلومِتر جنوب محطة المحمِية ويسكُنُها مِن فِروع الجعلِيين : مكابراب /عُمراب/عكاريت أو عكاليت/شعديناب ، كما يسكُنُها فادنِية ومغاربة- إتخذ مذهب التصَوُف ولهُ كرامات عالِية في الطريق جاذبة لِلقُلوب ] .

    21 زِيارتِهِم
    ويُقال لها في بعض الجِهات " الزوارة " وهو الأغلب و" الزِيارة " هي النذر أو ما يحمِلهُ زُوار الشيخ مِن هدايا .

    22 دُخال
    أي مندوبو الشيخ إدريس في إدخال المال علَيهِ .

    23 صالِح ولد بانقا
    راجِع ترجمة رقم (4) أعلاه

    24 سالِم الفَزاري
    قبيلة عربِية مِن قَيس عيلان إلا أن النسابة السودانِيين يُرجِعونها خطأ إلى جُهينة ويبدو أن بعض فروع جُهَينة إختلطت بِها عِند نزوحِها لِلسودان مع المجموعات العربِية الأُخرى وقد إندثر إسم فزارة بعد القرن الـ18 ويسكُن مُعظم مَن كانوا يُكَوِنون جُزءاً مِن فزارة وهُم في الأغلب أبالة في أواسِط وشِمال كُردُفان وشِمال دارفور ومِن هؤلاء بنو جرار والمعالِية والشنابِلة وبعض بِيوت دار حامِد والحَمَر .

    25 الشُكري
    نِسبة إلى قبيلة الشُكرِية التي تسكُن البُطانة وتجمع مُعظم رِوايات النسب أنهُم مِن جُهَينة ويعتقِد الشُكرِية عامة وأسرِهم الحاكِمة خاصة أنهُم عَلَوِيون مِن سُلالة عبدالله الجواد بِن جعفر بِن أبي طالِب . إلا أنني أُرجِح وِجود عُنصُر مِن ربيعة فيهم .

    26 محلقات
    راجِع تسلسُل (14) أعلاه

    27 حمد
    ولد الشَيخ إدريس وُلي الخِلافة بعد أبيهِ وقام مقامِهِ في الهَيبة والسكينة والوقار والشفاعة وحجز ( تَوسط في النِزاعات ) العرب والفُنج إلا أنهُ زاد النفقة على زمن الشَيخ إدريس وقلل العطا . فإن الشَيخ جميع الداخلة علضيهِ بأخ1وها العُشام ومَن حضروا النفقة . قُداحتِهُ فيها 60 قدحاً وقتاً تكون بِالمُلاح ووقتاً تكون بِالماء . وهي عصيدة مَسْيوطة ( مخلوطة ) في الُبرام ( جرة مِن الفُخار ) خَميرة ( مُختمِرة ) نجيضة ( ناضِجة ) دُقاقة ( ناعِمة ) الماء فوقها مثل المَرقَة .


    ـــــــــــــــــــــــــــ
    ما داخِل القوسان / الهِلالان ( ) شرح أو تعليق المُحقِق .
    ما داخِل القوسان المعقوفان / الحاصِرتان [ ] شرحي أو تعليقي .

    (عدل بواسطة عزام حسن فرح on 08-31-2010, 04:02 PM)

                  

08-31-2010, 06:06 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عزام حسن فرح)

    تحياتي أستاذنا محسن خالد،

    Quote: عزيزي الفاضل محمّد عثمان
    أشكر جهدك مرّة ثانية، وأعرف وعورة الصف وتثبيطه للهمم، لا أريد أن أكون تزهيجا على تزهيجه.
    وحقيقي لا أرغب في ملاججتك ولكنني أحب أن ألفت نظرك لكون النص ذاته، إن كنت تنزله من الكتاب المطبوع ليوسف فضل، فهو يخص يوسف فضل أيضاً، لكي يكون النص ملك الجميع فأنت بالتأكيد تعني "نصوص" المخطوطات غير مفكوكة البيان، وليس النص الواحد المنتخب منها مفكوك البيان، الذي صاغه وشكله الدكتور يوسف.


    هل يعني ذلك أن عمتي بدور وعمتي ومريم إبراهيم صديق هما الآن المالكتان الشرعيتان لأحد نصوص ود ضيف الله؟!

    (وجه باسم)
    من المعلوم أن مخطوطات عصر ما قبل الطباعة كانت تنشأ من نسخة أم يكون المؤلف قد كتبها أو أملاها على كاتبه، ومن ثم يقوم النساخ الآخرين باستنساخ نسخ أخرى من النسخة الأم سواء عن طريق إملاءها لهم أو نقلها مباشرة، وأثناء ذلك تحدث تصحيفات وأخطاء هجائية ونحوية وتسقط كلمات سهوا وتضاف كلمات سهوا، وكل من بين يديه عدة نسخ مخطوطة ويريد التوصل لنسخة منها للطباعة سيحاول الوصول للنص الأصلي للنسخة الأم، وقد أضاف دكتور يوسف فضل عناوين لم أنقلها هنا وأضاف أشياء وضعها بين أقواس حادة لم أنقلها هنا ولم أتقيد بنصه النهائي تماما فقد اخترت ما هو مذكور في نسخ أخرى من الكتاب في مواضع وبذلك فهذا النص لا يطابق نصه تماما، وعلى كل فبفضل مجهود الأخ عوض ها هو يتحول لنص مركب أيضا!

    (عدل بواسطة محمد عثمان الحاج on 08-31-2010, 06:13 PM)

                  

08-31-2010, 06:11 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    لك الشكر أخي عزام، والشيوخ المحس في الكتاب كثيرون وتوتي قدمت محقق الطبقات المرحوم إبراهيم صديق، وبالمناسبة أنا حبوبتي أم أبي محسية من ناس توتي، الحاجة بتول طيب الاسماء!
    (وجه باسم)



    التعديل لكوني ذكرت أن الشيخين حمد وخوجلي محس ـ بناء على علاقتهما بتوتي ـ في حين أن نسبهما بكري وقد نبهني أحد الإخوة لذلك له الشكرّ!

    (عدل بواسطة محمد عثمان الحاج on 09-09-2010, 03:50 PM)

                  

09-01-2010, 01:24 AM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    نواصل
    ...

    بر بن عبد المعبود
    ابن الشيخ عبدالرحمن النويري ، أخذ الطريق على جده لأمه الشيخ محمد ولد محمود العركي راجل القصير بالبحر البيض ، وأخذ هو على أبيه محمود ، وأبوه أخذ على الشيخ محمد البكري واللقانين ناصر الدين وشمس الدين في سفرته للحج وطلب العلم
    ....
    بدر ابن الشيخ ام بارك
    ابن الشيخ مسكين الخفي ، كان رحمه الله تعالى عالماً بعلمه سخياً له ضيافة وكرم عام وتواضع وخمول تفقه بالقدال ابن الفرضي ، وهو أحد الأئمة الربعة الذين كانوا في عصر واحد ، وانقادت لهم العرب والعجم ، وانتفعت بدينهم وجاههم الناس الشيخ بدر ، هذا في بلاد الصج ، والشيخ عبدالله ولد العجوز في الهوي ونواحي سنار ، والشيخ محمد ولد الطريفي في ابو حراز والشيخ خوجلي في السافل ، وان الشيخ بدر هذا أقبلت عليه الدنيا ظاهراً وطردها باطناً ، ومما يدل على ذلك أن العطارين وأهل القماش الواحد منهم يقول : يابا الشيخ أنا ببيع عليك الحاجة الفلانية بكذا وكذا من الثمن ، يقول : خير يا عشا أبوي الواحد يخلص منه مرتين أو ثلاثاً ، يظن الشيخ ما عنده خبر بذلك من كثرة الداخلة ، فذات يوم تخاصم عنده رجلان من أرباب الديون في التبدية ، أحدهما خلص كثيراً والثاني قليلاً ، فقال للذي خلص كثيراً : كفاك يا عشا أبوي خله هو يخلص ، ومن تواضعه وخموله مشهور عند الناس بالشرف ، جاءه رجل شريف كاتب نسبته ، قال له : يا شيخ جيب نسبتك أوفقها على نسبتي ، وفي ذلك الوقت قاعد رجل مشرقي تحت ظل شجرة ، قال: إن مسكيناً جاء مثل هذا الرجل نسبته ما بنعرفها ، بلده ما بنعرفه ، ودفن مع إبايه ، وقبره ظاهر يزار ، وجميع المسكيناب من ذريته إلا القليل.
    .....
    بان النقا
    ولد الشيخ عبد الرزاق الأغر المحجل ، ظهرت له كرامات وخوارق عادات ، منها أنه في الرضاع لم يرضع في رمضان إلا ليلاً ، ومنها إنه لما بلغ تسع سنين أرادت أمه ان تمسح له رجليه بدهن ، فوجدت بإحدى رجليه طيناً وماء والأخرى يابسة وهو مضجع على عنقريب فسألته عن ذلك فقال لها : خالي التماري غرقت به المركب في الجزيرة أم سعد ، فأنقذته برجلي حين طلب الاستغاثة ، وسماه أبوه بان النقا على جده الكبير تفاؤلاً ، وقد تم الله فاله ، وكان شيخاً مرشداً ظهر صدقه في ذريته ، وقال فيه أبوه الشيخ عبدالرزاق : إن بان النقا صقر أغر محجل يوقد النار من عل ، قال : وحات نور محمد صلى الله عليه وسلم ديكي يعوع آخر الأدياك يعني بذلك ذرية بان النقا ، وقال الشيخ برتي حوار الشيخ سلمان للشيخ صالح أبوك جعل همه الله فكفاه الله همه وقال الفقيه حمد صاحب الدلايل: فقلت له : يا سيدي ، أنا نجار ، فقال النجارة عمل آخرة ، كنت عند صالح ولدي ، قلت نعم قال : تحبه؟ قلت نعم هذا.
    والفقيه حمد من الصادقين ، ومرض الشيخ بان النقا مرضاً شديداً ، فعاده بعض إخوانه وقال له : أنت مرضان ما عندك ولد ذكر ولادتك بنات ، فقال لهم : زوجتي بنت صالح حامل تجيب ولدا ما بموت حتى يبقى طول السيف فكان الأمر كما قال وأن الشيخ صالح قال : أنا بعد وفاة أبي مكثت سبع سنين حتى بلغت ، وأنا في حالة الصغر رأيته جالساً على عنقريب وأنا جالس معه يسلك الناس الطريق ، وأنا من باب الجهل قلت له :سلكني فقال لي : يسلكك عمك صالح أبو نايب وعمك الزين ، قال : فلما كبرت أخذت الطريق من عمي صالح والأوراد من عمي الزين ، وأنا مددي كله من أبي ، ووسيلتي عند الرسول والخضر ، ذات يوم رأيت نفسي جالساً عند قبره على اليسار والخضر عليه السلام على اليمين ، قال لي : أوصي أبيك عليك ، ولقني الحي القيوم وقال لي : قم مقام شرف الدين ولد بري ، قال : واشتغلت من قراءة الدلايل مع حيران العطوية ، فأبي جاء لخالي سعد ولد صالح ، قال له : ولد اختك لا يترك قراءة الدلايل ، توفي رحمة الله تعالى وهو في حدود الأربعين سنة أو نيف بيسير ، وقبره ظاهر يزار وعليه سكينة ووقار.
    ....
                  

09-01-2010, 11:42 AM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    نواصل

    ...

    بدوي
    ولد أبو دليق ، هذه شهرته عند الناس ، أبوه عبد الله ، وأمه اسمها بوادي ، كاهلي الأصل ، فالكلام فيه على مقصدين:
    المقصد الأول: في مدح العارفين له وأنه من أهل هذا الشأن.
    المقصد الثاني : في بداية أمره وما أكرمه الله به من الكرامات.
    المقصد الأول: قال الشيخ خوجلي : نار الشيخ عبدالقادر بعد الشيخ إدريس عند الشيخ بدوي ، وقال : إنه في وقت طلبه في القوز لقراءة خليل راي أن القمر دخل في عبه ، فقص رؤياه على شيخه الفقيه الزين ، فقال له : يا فقير بدوي هذه من معجزات الأنبياء ثم قصها على الشيخ حسن ود حسونة فقال له: بعدنا تظهر مثل الشمس ، وقال له الشيخ سلمان الطوالي شيخ عمه أبو دليق ما تتمسك يا ولدي بطربقتي ، فسكت فقال له : عارفك النبي والشيخ عبدالقادر أجلسوك للفقراء والمساكين ن وأن الشيخ عبد الرزاق أبو قرون جاء في القوز وقام للجمار الشيخ بدوي لحقه غبريقاً للجمار ، فاستعظم ذلك منه ، وقال له: أجعل بالك إن كان ما أخلي قوم عبد القادر تتعلق بكلاكيتك مان أبو قرينات وقال له :أمش خذ بنت عمك ، قال الشيخ صالح بان النقا : أخبرني رجل يقال له : ولد مسكين ، قال سافرت مع الشيخ بدوي للقضارف قبل جلوسه عنده جملان ، غشينا الشيخ دفع الله ، فسلم عليه من جملة ناس الجلابة ما فرش له ولا قام له مشينا للشيخ بدر حمل له واحداً في الجمال بعدما رجعنا عشينا الشيخ دفع الله ثانياص فقام وفرشه ، بعدما قام منه سمعته يقول لجلسائه : اليوم قلبي قوي على جهة السافل بهذا الولد ، يشير إلى إنه سيكون له شأن عظيم ، وقال الشيخ صالح : بعد ولد حسونة ما مات ، وأولاد عبد الرزاق محمد النقر وبان النقا يظهر بدوي مثل الشمس ضربت له الجمال سافل وصعيد والمظلوم والمرقوب من سنار وقري ما يجد من يقوي قلبه إلا ولد أبو دليق قال غنايه:
    جبل الهايعه البقيت ليها ركازه *** من غرب دار صليح إلى شرق بلود البازه
    دهب التاجر لما قلبه العطار *** مثل الشمس خفيت الجبة مع العكازه
    وقال الآخر في قافية مبار بها حروف أليف:
    بالكاف كفاية الهايع الجيعان *** في الفونج والعرب ماله نظير ولا أوزان
    رحمه من بوادي الخلفه الرحمان *** أم الجابتو فاقت على النسوان
    باللام في سرايا قوم الهميم ملم *** دود الكردة البيكرف نقطة الدم
    الجودة والعبادة غيرهن ما هم *** مكة مجلسه وقت الرجل تنضم

    المقصد الثاني: في سبب بدء امره ، قال الشيخ صالح : حدثني حمد الشريف صاحب بدوي ومقريء أولاده ، قال : قال لي الشيخ بدوي : أخبرك يا شريف بسبب بدايتي ، مات عمي الشيخ ابو دليق ، فجمعت فقراه ، وبنينا فوقه قبة بعد الفراغ منها دخلت فيها خلوة أربعين يوماً ، وفي تلك الأيام توفى الشيخ إدريس ، وأنا في الخلوة سمعت قايلاً يقول: لك أمانة عند الشيخ إدريس ، خذ أمانتك منه ، وتردد علي مراراً ، فسافرت بفقراي إلى قبر الشيخ إدريس ، نزلنا نصف النهار عند الشيخ حسن ، فجاءني الشيخ إدريس ، وقال لي : أسرع تعال ، حمد ولدنا مسافر لسنار بالمظاليم والمراقيب قبل ما يقوم ، فشدينا وغشينا الشيخ حسن للوعد ، قال : أقل من زادي ضيافتكم فوق النار ، قلت : مأذنون قال: إي والله مأذنون ، فواعدناه ، وسافرنا ، لقينا حمد ولد الشيخ مشدداً للسفر ، أول ما شافني نزل ، وقال لي : ولد الشيخ جاء ابوك الشيخ عريض يظننا مسافرين معه ، قلت : زوار فغسلت ثيابي ، واغتسلت ، ودخلت القبة ، أنا قاعد اصابتني سنة نوم ، فرأيت القبة ملآنة من الأولياء ، ما عرفت فيهم أحداً إلا أربعة : الشيخ عبدا لقادر والشيخ إدريس والشيخ حسن والشيخ عبد الرزاق ، وحضر الشيخ الزين ، فقالوا له : من جابك قال : أنا شيخه في العلم ، قعدوني فوق كرسي من ذهب ، وألبسوني سواراً وجابوا لي سوط عنج ، فالشيخ عبد القادر قال للشيخ إدريس : اده نارك ، فالشيخ إدريس ناولني عوداً في راسه دخان وقال لود حسونة : إده سيف ولايتك فناولني سيفاً قبضته من ذهب ، وقال له : اده سيف قدرتك ، فاداني سيفاً من ذهب ، وقال للجماعة : أقبلوها له ، قالوا : قبلناها له ، وعيت نفسي ، فسمعت الهرجي في القبة ، ثم سافرت ، وولد حسونة جاب النار ابت ما توقد ، ثم بعد موته ترددت في النار ، هل أوقدها في الضهرة او أدلي البحر أوقدها في سلمة عجيب ، فرأيت رسول الله  قال لي : أسكن الأرض الحمراء مع الناس الحمر ، فالرض الحمراء قلعة النجفة ، والناس الحمر البطاحين ، فبنيت خلوة قدامها راكوبة ، وهناك رجل من المرقوباب قتل ولد الشيخ نعيم البطحاني ، والرجل وقع عندي فأدخلته في الخلوة ، وقعدت في الراكوبة ، دخلوا عليه ، فقتلوه ، وقالوا لي : الشيخ نعيم يضرط العبران ، وانت مسوي لك ، وقاعة طلقوا النار في الخلوة أبت ما تاكلها ، قلت : ها الناس ما بسكن معاهم ، فرأيت الرسول  ثانياً وأنا قاعد في وجهه ، ونملاً كثيراً من الجهات الربع يمشي طالبه ، قلت يا سيدي يا رسول الله  ايش هذا النمل ، قال : وقاعك أقعد في مكانك وما يجيهم احد ترانا يا شريف في هذا المكان ، نأكل رزقنا ، وننتظر أجلنا.
    قال الشيخ عبد الرحمن : كيلة الشيخ بدوي ثمان ويبات الكسرة للعامة لقمة مسيوطة في البرام دقاقة خميرة الماء فوقها مثل المرق ، وضيافة الخاصة ذبح من كل حيوان ، وكان الناس في الزمن السابق الدرب بالضهرة ، قال ولد أبو عريف الجعلي : نحن طلاب نقرا القرآن في خلوات الشيخ بدوي ختت جلابة بين المغرب والعشاء ، فيها ستمائة حمار بلا الزمل والخيل ، قلنا : هذه الليلة البوابون يبيتون القوى من كثرة الأضياف بعد العشاء بقليل سمعت ناس الجلابة ينهرون الكلاب من الفضلة يسونها فوق أرحلهم ، والبوابي صاح يا جيعان ، وقال إبراهيم الحميلي : جاءت جلابة بين المغرب والعشاء ملت الفق ، فحلفت بالطلاق الجلابة ما بيقدروا يكفونها ، وين ماؤها ، وين حطبها ، وين خدامها ، صليت العشاء مع الشيخ ، ومشيت رقدت مع زوجتي وانا عريس نمت وقمت نصف الليل مذعوراً خوف الحنث ، فسمعت ولد الزين البوابي يصيح لعيلة الشيخ : يا بخيت يا سعيد جيبوا عشاء الفقراء الجلابة اتعشت الفقراء والمساكين ، وناس الطريق لابسون الجبب نحو الستين راقدين في البقعة ، جريت للجلابة وجدتهم يصيحون : جرت جرت للكلاب من الفضال وجيت من البقعة للفقراء ، أدخلت يدي معهم وجدت الكسرة من خمرها مثل العرديب والماء فوقها مثل المرق فسمعت الشيخ من الخلوة تنحنح ، وقال: يا إبراهيم ، قلت : سيدي ، قال : يا ولدي امش راجع زوجتك هذا المر من الله والرسول  والشيخ عبد القادر ، فراجعت زوجتي .
    ويحكى ان رجلاً مرقوباً جاء أهل دمه فوجدوه في بيت النار ، فقتلوه فقال الشيخ للقاتل : تقتل وقيعي في بيت نار النبي  والشيخ عبد القادر يا سلوقي عن كان الخرا ما يمرق برأسك أنا ما ولد تاج الدين البهاري ، فيقال : أن الرجل أصابه مرض في رأسه فالخرا يسيل منه ، وجاءه رجل مرقوب قتل رجلاً من الصادقاب زمن الشيخ الجنيد قالوا : مبنخليه ، الشيخ الجنيد قال لهم : انقرعوا لا تمشوا له الشيخ بدوي رجل مقبول عند سيده ، فقالوا له : الشيخ بدوي حوارنا يمسك دمنا ، فقام الزين ولد الشيخ ، أخذ الجماعة وسافر للمرقوب ، فلما دنوا من الحلة كمنوا في مكان وأرسلوا رجلاً يخبر مكان رقاده فجاء الرجل فوجده في حلقة الذكر فصبر إلى أن فرقوا الذكر وعرف مكانه ومشى إلى أصحابه فأخبرهم به فركبوا طالبين له ، تراهم يمشون حتى أصبح الصباح عليهم ، فوجدوا أنفسهم صعيد المندرة في قرى أم جباي ، فقال لهم الشيخ الجنيد : إن كان ما عاين يرميكم وراء جبل قاف ومن كرامة الشيخ بدوي أن الملك عبد السلام مرقوه في سنار والملك أرسل إلى خرت عقابه ، فسبق أهل الأرباب عبد السلام ، ووقعوا على الشيخ بدوي ، فجاء المراسيل للشيخ ، فوجدوه جالساً على عنقريب شايل سبحة غلاظة فيها خمسين حبة ، قالوا له : رقيق الملك تطبل عليه البيبان ، فقال لهم الشيخ : ما عندنا جاه نستعين عليه بالبيان ، الله عالم وشاهد ، قدموا طالبين البيت ، وقالوا له : انت ماك الملك حارسنه بالأسودة ، فانكسروا وخرتوا البقر في الرعية ساقوها عشية النهار ، البقر شعرنت ورفعت أذبانها ، ورجعت إلى محلها ، طردوها ما لحقوها ، فرجعوا خايبين ببركة الشيخ بدوي.
    ومنها رجل من شعاره يقال له ولد جاموس جلب سعية إلى سنار ، فباعها وثمنها ملأ به كيساً ، ومشي ليتبرد في البحر ، فنسى الكيس نهم الشيخ بدوي ، فلما جاء عند الشيخ مرق له الكيس من تحت السجادة ، وأعطاه أياه ، ومنها أن الشيخ شرف الدين جاء في دبة عشار وحيرانه وقفوا الذكر نهاراً ، والمغني صاح بكلام شرف الدين ، وحضر رجل بطحاني جاب كلام الشيخ بدوي فلكزوه حيران شرف الدين فصاح وقال :
    يا ياب الناس أكلون *** بطل السر بالعنبق جون
    إن كان ما تلحق في هذا الدون *** ما عدت بطلع حدب الكبون
    فهرجت السماء ، وقالت : كع كع ، فأمرهم الشيخ شرف الدين بتخلات الذكر.
    ومنها أن الشيخ حمدأ لما أراد الحرب أرسل عبد الصمد إلى الشيخ بدوي يشيل له حمل النصر ، قال عبدالله ولد بدوي : أداني اسما ، وقال لي توضأ ، وأقرأه في موضع خال اليعرض لك ، حدثني به قال : مشيت قرأت الاسم ، فسمعت قايلا يقول :
    أمة مكثت في الظلم أزمنة *** كأنهم هادم اللذات أمنهم
    حتى أتى لهم ما لا مرد له *** فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم
    قال الشيخ لعبد الصمد بعد أن أخبره ولده عبد الله بما حصل : بعد الاسم ما لكم نصر أبو ذنباً تقيل ، هل يشيل الرسول عليه الصلاة والسلام وأبو ذنباً خفيفاً ، نحن الفقراء نمسكه.
    ومنها أنه جاءت له امرأة وقالت له عندي أولاد أيتام عندهم بقرة راحت ترضع نفسها فأرسل لها رجلاً فقيراً ، فقال له : قل لها : قال لك الفقير بدوي : أنت عبت والعيب يوجب لك الذبح والبيع ، أما وقفت فتركت ذلك ، ولما دنا على الوفاة قال : يا كاهليات أنا جبلكن يوم القيامة ، توفى سنة ثمان عشر بعد الماية والألف وفي تلك السنة السميح قتل شندي .
    .....
                  

09-01-2010, 02:57 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    .....
    بركات بن حمد ابن الشيخ إدريس
    سلك الطريق على الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وعلى جده الشيخ إدريس ، وأخذ الفقه من الفقيه مضةي بن مدني والفقيه محمد بن يوسف وأولاده عشرة صالحون ، منهم مضوي وأرباب الذين شاع ذكرهم بجلالة القدر وعركي وعبد الرحمن وحمد ، وكلهم صالحون.

    ...
    بلال بن القيه محمد الأزرق بن الشيخ الزين ولد صغيرون
    تفقه على أبيه وجلس في حلقته بعده ، وانتفعت به الناس ، وممن أخذ عليه من الفضلاء محمد ابن عبد الرحمن الأغبش ، وأولاد الفقيه شميح العرماني سعد وحماد ، والفقيه شمة ولد عدلان وصغيرون أخوه والفقيه ضيف الله ، والقاضي عبد المنعم ، والفقيه مسكين الشنباتي ، ومن المحس الفقيه مضوي ابن الشيخ بركات ، والفقيه محمد ولد راد الله ، والفقيه محمد المرق والفقيه راد الله ، ونحوهم جمع كثير ، وكان صاحب دعوة مستجابة ، ما دعا على أحد أساءه عند قبر أبايه إلا هلك سريعاً ، يحكى أن بقوي ولد عجيب غصب بقراً هول الفقيه أبو الحسن ، ولحقوه في ولد بان النقا ، فامتنع عن الرد ، وقال : يا بلال زين أرجع فدخل في قبة الزين ، وقال لهم : إتن كنت مافي فايدة مان ماسك لكم العقاب بقوى يقول لي يا بلال زين ارجع ، ويقول لولد بان النقا : يا سيدي قال الفقيه محمد المرق سمعت قبر الأزرق قال : كع كع كع وإن بقوي مشى ما رجع قتل شر قتلة في حرب جعل مع العجيل.
    ...
    بقادي
    اسمه علي بن حمودة الكاهلي الأسودي ولد بالشراعنة جلس للتدريس ، وانتفعت به الناس في علم الكلام ، وشدت إليه الرحال من ساير الأقطار ، وله مشاركة في الفقه والعربية ، وأولاده محمد وأحمد وإبراهيم صالحون فضلاء ، وإبراهيم شرح كبرى السنوسي شرحاً جيداً يحل ألفاظها ويمشي على معانيها ، وبرع في علم الكلام والمنطق عند الفكي حامد ولد أبو أمونة ، ثم لازم الشريف عبد العزيز ، وأخذ عليه ثانياً وله شرح جيد على السنوسية ، عكفت عليه الطلبة ، وسار بسير الشمس في الأفق.

    ...
    بكري ابن الشيخ عبد الله بن حسوبة
    صاحب القبة الفي سوبه وبكري هذا كان فقيهاً عالماً بعلمه ، وتوفي في أم لبن بالبحر الأبيض ودفن بها مع أبيه الشيخ عبد الله.

    ...
    بكري
    ولد الفقيه إدريس ولد بالجديد كان من أهل الكشف وكان بينه وبين جدي الفقيه محمد ولد ضيف الله صحبة ، وأخبره قال له : تجيب لك ولداً عالماً صالحاً ولد عقاب قبته في الجديد ، وقبره ظاهر يزار

    ...
    بقدوش بن سرور الجموعي
    أخذ العلم من الشيخ محمد ولد عيسى وولاه الشيخ عجيب الكبير القضاء وحارب معه
    ...
    بدر ابن الشيخ سلمان بن ياسر العوضي
    انتحل مذهب الصوفيه ، كأبيه أخذ الطريق من أبيه الشيخ سلمان ، وسلك الناس ، وكان لباسه دايماً من الصوف ، وله حظ وافر عند الملوك وقبايل العرب من بربر إلى حلق الريف ، لا ترد له عندهم شفاعة ، وكان له كرم وضيافة للوافدين عليه ، وجيرانه حين المديح يشيلون النار ولا تأكلهم ، ويضربون رؤوسهم بالعصا فلا تؤثر فيهم ، ودفن مع أبيه ، وله كرامات ظاهرة وأولاده الأمين والشيخ محمد وأبو صالح وأولاد البشارية على قدم أبيهم في الدين قال شاعرهم:
    أولاد بدر الكلهم زينين *** أبو صالح مع محمد عمود الدين
    لا تنس الأمين فارس الماية والخمسين *** وأولاد البشارية الفي الصلاح بينين
    ...
    انتهى حرف الباء
    ...
                  

09-01-2010, 03:26 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    الأخ محمد عثمان الحاج
    ...
    استلم ...المايكرفون معاك

    ...
                  

09-01-2010, 06:23 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    حرف الـــــــــــــتاء
    تاج الدين البهاري البغدادي


    واسمه محمد، والبهاري نعته، مأخوذة من قولهم قمر باهر: أي مضئ، وسمي بذلك لضياء وجهه.

    ريحانة من أخباره: هو الشيخ الإمام القطب الرباني والغوث الصمداني خليفة الشيخ عبد القادر الجيلاني، مولده بغداد وحج إلى بيت الله الحرام ومنه قدم بلاد السودان بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم والشيخ عبد القادر الجيلاني، وفد مع داوود بن عبد الجليل أبو الحاج سعيد جد ناس العيدي، وقدومه أو النصف الثاني من القرن العاشر أول ملك الشيخ عجيب، وسكن مع داوود في واد الشعير ضهرة أم عضام، وموضع خلوته إلى الآن باقي يوجد فيه مكسور الزجاج، وهي في وسط ترس يقال له ترس نقى، وتزوج إمرأة من ناس العك ولد منها ابنتان وقيل ثلاثة، وأقام في الجزيرة سبع سنين، وسلك خمس رجال منهم الشيخ محمد الهميم، والشيخ بان النقا الضرير، وحجازي باني أربجي ومسجدها، وشاع الدين جد الشكرية، والشيخ عجيب الكبير، و تقدم في حرف الباء كيفية سلوكهم، وقيل سلك أربعين إنسانا منهم الفقيه حمد النجيض صاحب مسجد إسلانج، والفقيه رحمة جد الحلاويين، والعمدة ولد عبد الصادق، وبان النقا، وقال الولدان يحيوا البلد، وقيل سافر إلى تقلي وسلك فيها عبد الله الحمال جد الشيخ حمد ولد الترابي مع جماعة، ولما أراد السفر إلى الحجاز قال لجيرانه:” أنا جيت من بغداد لأجل هذا الولد، خلفته في مكاني، مثل ما بتعاينوا لي عاينوا له، وأداه الأسماء والصفات ومعرفة دخول الخلوات والرياضة، وقال له:” محمد ولدي: سبع سنين لا دين ولادنيا، بعدهن يجيك الدين والدنيا”، قال الشيخ عجيب قال له:” بدور ملكي في ذريتي”، فالتزم له ذلك، والتزم لحجازي الغنى في ذريته، والتزم لشاع الدين نياقه ما يمرقن من ذريته، وسافر وخلاهم متوجهين إلى الله تعالى، لا ظهرت لهم كرامات ولا خوارق عادات إلا بعد المدة المذكورة، وقال للشيخ محمد:” تسكن أرضا يقال لها النادرة، سلوكة ود لوكة، يتسوق فيها اليمن والحجاز.

    تاجـــــــــــوري

    النحاس بن الشيخ عبد الله ولد حسوبة، وكان من المجاذيب وله كرامات وخوارق عادات.

    تريـــــــــجم

    الرفاعي، والد بالهلالية، أخذ من الشيخ دفع الله، ودفن بالهلالية، ويتحالف عنده الخصما فمن كان كاذب إنضر.

    حــــــــرف الجيـــــــــــــــــــــــــــــــم

    جابر وجبر الله

    إبنا عون بن سليم بن رباط بن غلام الله الركابي، وجابر هو أبو الأيمة الأربعة الذين عليهم نظام الدنيا والدين، وأمهم اسمها صافية، يقال أن الخير ما وجدوه إلا بدعا أبيهم وأمهم، وهذا يدل على صلاحهم كما سبق الكلام على ذلك في حرف الألف، وأما جبر الله أخيه ذريته أولاد أم شيخ، أصحاب مسجد الهلالية.

    جودت الله وجوده

    فقها كردفال. أما جودت الله فمن بني محمد محله الزلطة في دار الريح، تفقه بالقدال بن الفرض وخدمه حتى ظنوا الناس أنه عبده، وعيلته يدابروه على الشراد، وعنه أخذ العلم مختار ولده، وهو شارح الأخضري، وشيخه القدال نجع عنده في سنة أم لحم، وأما جودة والدومة وأصلهما من بني عمران، أخذوا الفقه من الفقيه الزين.

    جار النبي وجبارة

    قدموا من اليمن، محلهم حضرموت، وجار النبي كان عبدا صالحا طيبا معتقدا فيه ومسكنه دليل، صاحب حلة دليل قام على قدمه في الدين والصلاح والطب وإقبال الخلق عليه للتبرك بدعائه.

    جميل بن محمد

    ولد بقري، جمع بين الفقه والتصوف، أخذ الفقه على الشيخ الزين والتصوف على الشيخ حسن ولد حسونة، وقال للشيخ:” ما أديتني شيئا”، قال له:” ما أديتك قيام ثلث الليل الأخير؟!” وكان مجاب الدعوة حيا وميتا، وإن أحد أولاده تمالوا على قتله جماعة وقتلوه ليلا شر قتلة وأدخلوه البحر وقالوا شالوا تمساح، فإن تلك الجماعة لهم دار معمورة، وصاروا يقتتلون بعضهم بعضا، بعضهم قتلته السلطنة، وديارهم صارت رسما ومأوى للكلاب.

    جنيــــــــــــــــد


    والجنيد هو إبن الشيخ النقر بن الشيخ عبد الرازق، اتخذ مذهب التصوف يلبس الجبة، وكان مجذوبا عطابا، وتوفي بالحلفاية وقبره ظاهر.

    الجنيد ولد طه بن عمار

    اتخذ مذهب الصوفية وأخذ الطريقة الصوفية من الشيخ دفع الله ولد الشافعي، وسلك وأرشد وأدخل الخلوات بالرياضة، وأعطاه الله قبولا تاما عند الملوك والسلاطين وعامة الخلق، لاسيما أهل الحرمين والحجاز وجدة، وبعضهم سلك عليه الطريقة، وما أتفق له في الحجاز ما وقع لأحد من ناس البر إلا لشرف الدين ولد بري في حجته، وكان حجاجا إلى بيت الله الحرام، وحجته الأولى سنة ستين وكانت له حجة مبرورة زاد فيها في الدين والصلاح، وقامت معه خلايق لا يحصون، وتوفي بأحد الحرمين، وتأسفت عليه أهل الحرمين وأهل بلده عامة فهو خاتمة المسلكين.

    جــــــاد الله

    وجاد الله الشكري رجل جاء من الريف، وكان ورعا تقيا عارفا عابدا زاهدا متواضعا، وتوفي ببندر سنار، بينه وبين الخطيب عبد اللطيف خوة واتحادا عظيما.

    جــــــاد الله

    حوار الفقيه حمد بن مريم، وكان كشيخه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لايم، قام بحق الله وحق العباد، وكان مؤمنا قويا ممتثلا لأمر شيخه، بنى لشيخه بيتا بالحجر، الموخابره يقول هو من بنا الكفار، بعض حجارته عشرة أنفس ما بقدروا يحملوها إلى سقف البيت، وقالوا يقع هو والحجر من السقف ما يحصل له ضرر، وله أولاد صالحون وبنات صالحات، انتهى.

    يتبع.....
                  

09-02-2010, 05:17 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    حرف الحـــــــــــــــــــــــــاء

    حسن بن حسونة بن الحاج موسى


    فإن الحاج موسى قدم من المغرب من الجزيرة الخضراء من جزاير الأندلس، فتزوج في المسلمية فولد حسونة، وقال وضعت نسلي في أصلي، وتزوج حسونة بنت خاله فاطمة بنت وحشية أخت الحاج لقاني، وأمها صاردية خميسية، وولد حسونة من فاطمة أربعة: الشيخ حسن، والعجمي، وسوار، والحاجة نفيسة، وأولاد فاطمة الأربعة عقر ما ولدوا، ولد الشيخ بالجزيرة كجوج،
    ريحانة من أخباره: فالكلام فيه على فصلين: الأول في سبب بدايته وما أكرمه الله به من الكرامات، الفصل الثاني في إحيايه للموتى وإبرايه ذوي العاهات والآفات، أما الأول قال الشيخ صالح ولد بان النقا:” حدثني الكوفي ـ حوار الشيخ حسن ـ قال لي:” أخبرك يا كوفي بسبب بدايتي: أول أمري خرجت أطلب لي شيخا في الطريقة فدخلت الجزيرة إسلانج فأكرموني وضيفوني فيها، فقلت هؤلاء أكرموني وضيفوني، ما هم شيوخي، سافرت إلى الجزيرة أنقاوي فأكرموني فيها، فقلت ما هم شويخي، ثم جيت إلى المطرفية فوجدت الفقيه أبو بكر شيخا كبير مجتمعين عنده الناس على كرامة، فقال لواحد منهم:” في لحم؟” قال له:” نعم” قال :”في ملاح؟” قال :” نعم” قال لي:” يافقير شيل ها الفضلة ملحها بالماء وأكل”، فقلت هذا الما أكرمني هو شيخي، ثم قال لي:” يا فقير أملأ هذه الركوة من البحر، فلما جيت عند البحر فامتلآت وحدها في البحر وجاءتني من غير أن أملآها، فجيت إلى الشيخ فوجدته شابا، فتوضأ وصلى ثم طال حتى وصل رأسه عرش الخلوة، ثم عاد على حاله شيخا، فقلت في نفسي:” هذا شيخي”، فقال :” أنا مان شيخك، أمشي أدخل لك خلوة في باعوضة فإن شيخك يجيك فيها لإنه يكون لك شأن عظيم، أبقى بعدها على ذريتنا عشرة”، وكان إذا دخل عليه واحد من أولاد الفقيه أبو بكر يعانقه ويقول “وكان أبوهما صالحا” ، فقال :”ثم قدمت على باعوضة فاختليت فيها للذكر والعبادة، فجاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي ـ وقيل أبوبكرـ فلقنني الذكر”، ثم قال:” يا كوفي، أنا في الخلوة راقد رأيت نجمة كبيرة في السماء تعلقت بها روحي وخرجت من جسمي فطارت فخرقت السموات السبع، فسمعت صرير القلام، فلو كان يا كوفي بعد محمد نبي لقلت تنبأت، ثم رجعت فوقعت في جزيرة من جزاير المالح فجاءني رجل لابس كسايين من صوف فلنني اسمين ومشى معي خطوتين وجابني في قوز الصغيروناب، فوجدت الشيخ الزين في الدرس ومعه ثمانية طالب فلما قابلتهم رطنت رطانة أعجمية فتركوا القراءة، ثم رجعت فوجدت رواسي عنده مركب فأدخلني فيها، فجيت طالب خلوتي فوجدت أبي بكسر ألس ساقيته فقال :” يافقير أقعد لامن ننزلك، الخلوة فيها فقير مختلي، فدخلت خلوتي فوجدت ياكوفي جثتي في الجبة إن تنشروها بالمناشير ما تتحرك، فماعت لها روحي فدخلت فيها، ثم جائني أبي فقال:” أين الفقير الذي دخل عليك؟” فقلت له:” ما دخل علي أحد” فقص الدرب منكسا حتى جاء عند الرواسي وأنا معه فقال :” من رمى في مركبك اليوم؟” فقال له:” جاءني رجل فقير رميته”، يعاينني وأراد أن يقول :”هذا” ويسكت، ثم قال لي:” يا حسن إنت يجوك الأولياء ليرشدوك”، ومدة إقامة الشيخ في باعوضة فحواره أبو حميدة باني بيتا في الشرق مقابله يأتي له الأضياف، وهو وزوجته يمخو العشر ويفتلوه للشيخ يسويه قميص، ويقال أن أكتـ افه دبرت من لبس قميص العشر وجلده الآخر يزلط ويبرأ، ثم بعد فراغه من الخلوة حج إلى بيت الله الحرام، وساح في الأرض من الحجاز ومصر والشام نحو اثنا عشر سنة ومعه جماعة منهم أبو حميدة وأحمد تود الضنقلاوي، وبالجملة فأربعين سنة من صباه إلى بلوغه ودخوله الخلوات وسياحته في الأرض وخمسين سنة طلع الضهرة وحفر الحفاير وسعى المال.

    قال الشيخ “ نحن في مصر رجل خواجه عظيم القدر كثير المال مرضان مرضا عجز الأطباء عن علاجه، أخبروه قال له :” في رجل بري جبته ما بتلمس جلده، ما تجيبه يعزم لك””قال”: ساقوني وأدخلوني عليه، عزمت عليه فشفاه الله عن قريب، فملأ للفقراء أطرافهم قماشا غاليا، واحد فيهم شال طاقة في الحارات لبيعها، قالوا له:” هذه الطاقة ميه حق الدراويش، من أين لك؟” قال لهم:” من جنسها عندنا كثير، شيخنا عزم للخواجة فلان فعوفي فأعطانا ذلك”، فقالوا له :” الخواجة عزموا له جميع الضالحين ما بقى طيب، شيخك ساحر”، ساقونا ودونا للسنجك، السنجك أول ما التفت شاف شخصا شايل سيفا، قال :” الفقراء زملوهم وصرفوهم، فجاءنا الفزع من كل جانب: “ حسن! حسن!” فقلت لهم:” سلامة ومصلحة حصلت”، ثم إنا قدمنا مكة، فيها رجل شريف قطب أمه مرضانة مزمنة، قالوا له :” يا سيد ما تعزم لأمك؟” قال :” شفاوها على يد رجل مليح من بلاد البر، قميصه ما بلمس جلده، فبينما نحن بالحرم كلمه عبد له قال له:” يا سيدي الرجل الوصفته جا في الحرم”، ساقوني ودوني له، فأقمت عنده أياما، فعزمت لأمه فعوفيت، فبينما أنا قاعد معه في السطح الفوق فقابلني بعض الفقراء، وقالو:” زواملنا ماتت جوعا، فرفعت يدي في الهواء فامتلأت دنانير ورميتها لهم، فإن الشريف حصلت له غيرة وأراد أن يسلبني فما قدر، فقال :” في بلادكم قلعة يقال لها الدروروبة فيها قنطور يقال له قنطور الحمار، تحفر لك فيها حفاير وتسعى لك فيها مواشي”، قال الشيخ:” الشريف لما عجز عن سلبي فتني بالدنيا، أنا ما حسن الأول، نقصت بارتكاب الدنيا”. ثم قال الشيخ:” في سياحتنا في الشام نزلنا عند رجل، فقال له جاره: “ ما تقسم لي؟!” قال له:” أقسم لك زينتي؟!” فقلت :” سبحان الله، نجي في بلاد الضيف فيه زينة”.

    يقال والله أعلم أن سبب مال الشيخ فرسا غرة بلا حجل، فقيل له:” غرة بلا حجل: إما موت وإما فقر” بالعجل، شاور رجل يقال له الرطيبي، قال له:” سعيد ما بركب شقي، شقي ما بركبه سعيد”، فاشتريتها وجلبتها إلى أتبرة عند الحمران، توقفوا من شاريها، غارت عليهم قوم ساقت ماله، ركب رجل فوقها فطرد القوم وقلبوا المال، فاشتراها بمال كثير وبقر وغنم، ثم إن الشيخ قدم بالسعية وجاب الحاج عبد السلام معه والسعية ترعى من أبقيدوم إلى أبجداد، فجاء الشريف الهندي مستقبل العقبة فجلب له الشيخ لبنا فشربه حتى روي، فدعا له بالبركة فيها، فقال الشيخ:” أنا مالا وين أوديه؟!” ثم لما كثرت المواشي عنده طلع إلى الدروروبة وقنطور الحمار حفر أم قنيطيرة حفيره، وسعى العبيد وركبهم الخيل وقال :”بحرس بيهم سعيتي”، والمتواتر عند الناس خمسماية عبد كل واحد شايل سيف قبعته وإبزيمه ومحاحيره فضة، ولهم سيد قوم وجندي وعكاكيز، وإن الخيل المعبدات يجلبوهن إلى تقلي وإلى دار برقو ودارفور وسنار وأولاد عجيب، ورقيقه أصبح حلالا، ومن كثرة الزيارات زربوا لها زريبتين كبار والنهار كله يمرق منها للذبح والدفع ويمتلن في مكانهما، وإن الفقراء الفي الخلوات شكوا له البوابي قالوا له:” يملح لنا بأم رصاد”، فقال :” وا شقاوتك يا حسن، تقابل العبيد والخدم وأخوانك يملحوا بأم رصاد”، قال للبوابي :” كل خلوة العدد لها شاتين كل يوم، والخلوات إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة.

    قال الشيخ صالح ولد بانقا قال:” أخبرني بعض الفقراء قال :” مكثت معهم سنة المعدل ما انقطع والبقى بعدي لا أعرفه” وجاءه رجل وقال له:” يا سيدي انت ظلمتني في ديني، ولد عجيب ما بجيب منك، مك الفونج ما بجيب منك” قال له:” أنا ما خلصتك” قال الرجل :” ما خلصتني”، قال يا فقيه فلان أنا خلصته، قال لسودانيا عنده :” يا كلـ ب أنا ما خلصته؟!” قال :” ما خلصته”، بكى وقال :” يا أخواني الفقرا إن جرت يجوروا معي”. قال حسن سيدو مو تاركه، فرفع يده في الهوا المحلقات وقعن في كفيه كع كع، قال احسبوا له قدر حقه لا يزيد شيئا ولا يطبق الحلقات فلما كمل خت يديه، وإن حوش بلواته قطاطي على عدد بلوات ملك سنار، كل بلو مختص بناس ودكة الديوان قدام الحوش.



    يتبع ....

    (عدل بواسطة محمد عثمان الحاج on 09-02-2010, 05:22 PM)

                  

09-03-2010, 03:23 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    .
                  

09-03-2010, 04:12 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    قال الفقيه عبد الصادق ولد حسيب العالم المشهور :”أرسل إلي الشيخ حسن بالقدوم إليه قال:” لسئلك من مسايل”، قال:فسافرت إليه فوجدته غائبا، قالوا شال الخلا يتعبد فيه، نزلنا عند المكادي، بعد أيام سمعت الهمرجة في الحلة والزغاريت قالوا جا الشيخ وخرجنا للفرجة، قال جا رجل قصير اصلع له قرون لابس فردة دمور شايل في يده مشكار شق الناس دخل الحوش، فلما زالت الشمس ضربوا النقاقير، فلما برد النهار ختوا فرشة رومية كبيرة فوق الدكة، دكة الديوان، ثم جاء لابس قميص متعالي كبير فقعد فوق للفرشة، فقامت العبيد شايلين العكاكيز للسلام : “أنا فلان” قال: “فلان ” قال :”سيدي”، فلما فرغوا قامت الفقرا سلمت، ثم قام أرباب الحوائج سلموا وتكلموا، ثم جاء المكادي قال:” سيدي جاءت امرأة عندها بت مريضة بتدور لها العافية، قال :”تجيب وقية ذهب، إما جابتها ما بعافيها لها”، قال له:”جابتها” قال له أوزنها وجمرها” ثم جاه قال “”أوزنتها.” قال :”تمت” قال:”تمت”، وفي فقيرا في الفقرا الجالسين وسوس بقلبه قال :”يكتبنا المصاحف ما يدينا أواق الذهب ويلحن في سور الصلاة، الأشياء كلها من رب العالمين يجعلها له في يده”، ثم قال الشيخ:” البنت المرضانة جيبوها رقدوها تحت الدكة”، قال لأمها ألبسيها رحطها” فألبستها إياه، قال لها “قومي”، وقال لأمها “صفقي لها هل ترقص وتكب فوق ذلك الفقير القاعد”، قال له:” قراءتي المكسرة سيدي قبلها لي وانت قراءتك المجودة المحسنة ما قبلها لك، سيدي إن ملح لي باللبن وملح لك بالما شن حيلتك؟”، قال “الدستور ياسدي، انت عبدا سيدك يجلك”، فعفا عنه، وإن رواعية الضان قال لهم” بهمي لا تضيعوه أطلقوا أماته أحلبوا الفضلة، ثم سألهم بعد ذلك قالوا له :” الفضلة ثمانية عشر ويبة لبنا”، ثم قال الفقيه عبد الصادق زمان رمضان قال :” جائته ماية وعشرين فرخة لابسات الفرك والدناقس وثياب المنير، شايلات قداحة الكسرة، وكل واحدة لابسة كم خالص، سوار فضة ووراه سوار، وكل واحدة تابعها فرخة في أذنيها فدافيت ولابسة توبا دردبيسس، شايلة صحن، وكل فرخة وراها فرخة في يدها سوار فضة ولابسة فردة منير، شايلة قرعة مغتية، الجميع قعدوا في وجهه، قال :”ودوا الفلانيين كذا وكذا “ تقوم الخادم والفرخة أم صحن والفرخة سيدة القرعة حتى فرغ الجميع”، قال بقيت خادم واحدة يتبعها ونحن قاعدين في وجه الشيخ حسن، قال لها:” ختيه في وجه ود حسيب”، فقامت يتبعها ختت القدح والصحن والقرعة في وجهنا، فكشفنا فوجدنا فيه: ديكين وفرختين حمام وزرزورين، فقال الشيخ :” فطورنا الليلة كله دجاجا مربوط على الزبدة ليه تسعين يوم” قال :” فاكتفينا به”، قال:” ندمت لما فتحت الصحن شفت الفيه، قلنا نحضر فطور الشيخ حسن، جاب البوابي طست ملانه ماء قرض وطبق فيه مطالة مصنوعة في الرماد، فنفض الرماد منها وشرب ماء القرض وأخذ حرف من القراصة وفتة في القرض وأكلها، ثم مضمض فاه وقام للصلاة”! وإن الفقرا قالوا للشيخ:” انت ياسيدي ما بتدي الطريقة؟!”، قال :” لا حسد ولا بخل، الناس بتج تتفرج في فروخي وفرخاتي، وأنه جاءه فقراء ضناقلة للطريقة فقعدوا تحت ظل شجرة يوما فما قاموا من مكانهم، فقال الشيخ:” خذوا هذه الروابة الفقراء”، فأرشدهم فيها وصاروا من أولياء الله تعالى، فيهم الشيخ منور، وإن فطوره كل يوم أربعة وعشرين ويبة، وإن الفقرا الزوار يجيبوا الحزام والشكال يديهم البقرة الشايلة والجمل، قال الشيخ صالح: أباه الشيخ بان النقا زار الشيخ حسن، قال:” الشيخ قدم من الخلا واتلقاه مع الناس وتزاحمت الناس على سلامه، قال يا أيها الناس بلاقي بان النقا ولد أخوي عبد الرازق” وذبح له ناقة جزرة مربوطة على اللبن والعسل، الناس اتجلبت عليه، عبد الفتاح قال: حسن قاعد وهذا جلب معاه، الشيخ حسن قال :” ياعبد الفتاح يا خوي ما انهزت شجرة بلا هبوب”، انتهى.

    الباب الثاني في إحيايه الموتى وإبرايه ذوي العاهات: أحيا بنت الريس في الخشاب وأمها اسمها أم رقيمة، جاءت له فقالت له:” يا سيدي بنتي ماتت، أبوها ماله مال حرام، كفنها لي”، فمشى إليها شافها، قال لها:” بنتك طيبة ما ماتت، قومي”، فتمالت روحها وقامت، وأحيا عفيشة ولد أبكر: غرق في بحر الخشاب فمكث في البحر ثلاثة أيام وانقضى نحبه، وقالوا له :” صلي على حوارك” فقال :” أنا مان حسن الأول عند سيدي! أنا حواري غرقان له ثلاثة أيام ما أخبره؟!” فلما رآه قال له :” قم!” فتمالت روحه وتزوج بعد ذلك وولد ولد أسماه أبكر، قال سوار الخليفة:” أنا شفت أبكر المولود بعد موت أبيه”، وأحيا ولد المرقوبين، رجال مراقيب عنده خرجوا معه للقنيص، عندهم فرد ولد لقيوه ميت، جا شافه قال لهم:” ما مات، قم” فقام وتمالت فيه الروح، وجاءه رجل غرباوي مسافر للحج وأودعه فرخة، وقال :” ودوها عند بقارة، وبعد وقت أرسلت له بقارة قالت :“الفرخة الوداعة ماتت أدوني كفن هل نكفنها به”، ثم قدم سيدها من الحج فطلب جاريته، وأرسل الشيخ إلى بقارة وقال ليها:” فرخة الفقير جيبوها له”، قالت له :” ماتت وانت جبت كفنها ودفنتها”، قال :” ما ماتت أمشوا جيبوها”، فنبشوها فوجدوها حية وأدوها سيدها، وقد ذكر أن الشيخ دايما كاشف ما بتقنع، قالوا: قال الشيخ إدريس:” الشيخ حسن إن اتقنع الميت إن قال له يقوم يقوم”، فجاءه رجل شايل طيرات ميتتات على راسه أخدها منه فوضع كم قميصه على رأسه فطارت، انتهى.

    وأما إبرايه ذوي العاهات والمر ضى: يحكى أن الشيخ على كرانج شيخ ولد عجيب على نواحي الحلفاية آخر عمره عمي، الشيخ حسن أرسل له قال له:” ولد مطليق المسلمي عريبيك بدورك تكسر عظمه لي” قال لزول الشيخ:” ما بعف منه إن كان الشيخ ما بفتحني من عماي”، قال الشيخ:” القدرة صالحة لأكثر من ذلك، ركبوه هل يجي”، ودوه ليه، فلما وصله مسكه من رأسه ففتح وشاف الناس القاعدين يمينا وشمالا وخلفا وأماما، فقال له:” بقي لك أمدا يسيرا من الدنيا، أخير لك تكون في عماك وتفتح بين يدي الله، والله أخير لك أفتحك من عماك؟” قال له يا سيدي أخير لي أفتح بين يدي ربي، فعفا عن العرب ورجع.

    ويحكى أن الملك بادي ولد رباط أرسل إلى الشيخ حسن :” تعال أعزم إلى ناصر أخوي ماسكاه غزالا عاجناه، فتأهب للسفر وقامت الدنيا معاه: المظاليم والمراقيب والعيلة الفوقها عضم السلطنة بدور عفوه، فسافر إلى سنار تجنب في وجهه من الخيل واربعين جنبية، سروجها مخرتية، وثلاثة كراديس قدامهم، والمكادة الشايلين البندق ثلاثة وأربعين، وجمال البديد سبعين وكلها جنايب في وجهه، وهو راكب على جمل بطانه حبل، في طرف الدبة خرج الخطيب والقاضي والمقاديم لنزولهم، بادي طلع فوق الراو يتفرج فيهم، قال :” هذا فكيا أخذ ملكنا”، قال : قولوا ليه أنا ملكك عرضوه علي أنا أبيته”، قال لهم :” ما بنزل إن كان ما أقضي حاجة المك، ودوه لحوش ناصر وأدخلوه عليه، وقال :” خرجوا الحريم والناس إلا أمه وأخته اندسن في القطيع، فتكاه وذبحه وقام من ساعته وساقه في وجهه دخل به على الملك، وقال للملك:” ترى ناصر قعدناه للفقرا يبقى خشم حوش يقضي لهم حوايجهم، قعد ثلاثة أيام في الحلة وملك الفونج قضى جميع ما طلبه منه، وإن أخته بنت حسونة اسمها فاطمة تزوجها رجل شكري، فلما أراد رحولها جاب لهم جمل بعطفته وأداها أربعة فرخات ومراح إبل ومراح بقر ومراح ضان، يوصيها قال لها: “دو الرجال ما بتجي بالقوة الكلام القاسي ما بلين راسي، إلا الكليمة الهوينة والكسيرة اللوينة، والما يتبع الساهل ما يتبع المعال”، قال له رجل:” ياسيدي انت استحقيت الجنة بعبادتك” فقال :”إن كنت أعبد لها انشاء الله ما ألقاها، البجيبها ولد العرب بأميهيته الباردة في أرض الصيف ومطيطيلة في الفلاة”، وكان يشطح ويقول في شطحه:” يا أم الحسن أبشري بالخير، ولدك بقى قمر مشت على ضو العربان”، وكان يقول : “أنا عنبر عند سيدي” يعني جميع ما أفعله طيب.

    جابوا له رجل مجنون قالو له :” محله بين الدال والفتيح” قال :” بين الدل والفتيح يا أم شتيح” فعوفي الرجل من حينه، وجاءت له خادم اسمها مهيوبة، قالت له أكتب لي ورقة قبول، كتب لها في ورقة : حموزة مهيوبة حمراء مقلوبة تلعب بها الهوبة في جزاير النوبة! فحظيت بها حظا وافرا، فقدمت فجابتها للجلاد فقراها فقال لها :” من كتب لك هذه الورقة؟” فقالت له :” الشيخ”، قال لها :” الشيخ نبزك فيها”، فانقطع حظها!

    ولما دنع الوفاة نهم أخوانه أولاد حسونة : عبد الفتاح وعبد القادر وماند، قال لهم” انا خليفتي بلل الشيب ولد عبد الفتاح، وزينه بأصبعه بلا موسى، وأوصى لخمسة فقرا بثلث ماله، كل فقير جاءه ستة وثوثون رأسا في رقيق الخدمة والرقيق الأعيان والفرسان ساقوا نساهم، بعضهم إدلوا سنار وبعضهم شالو راس الفيل، وقال : “ الحفاير كلها وقف، امضي يا بلل الشيب”، قال :” مضيت” قال الشيخ:” اشهد انت يا فقيه محمد ولد سرور”، فلما طال الزمان صار بلل الشيب يكري الحفاير، قال الفقيه محمد :” الشيخ كاشف عليك واشهدني عليك، حققنا عمرك طويل”.

    وممن وصل به إلى طريق الله تعالى جماعة منهم العجمي أخيه والكوفي والحاج عبد السلام البجاوي والفقيه جميل والفقيه محمد ولد سرور، ومن الضناقلة الشيخ موسى فريد والشيخ منور وأحمد تود، ومدده من الرسول عليه الصلاة والسلام، سند ولد القدال : أخذ عن الكوفي، والكوفي عن الشيخ حسن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ودخل عليه الشيخ عبد الرازق ابو قرون قال، قال :” سيد المزار تاكله النار”، فأرسل إليه، فقال له:” قل له إنشاء الله نار الدنيا”، وكان من قضاء الله وقدره با تمساحا في الحفير وكثر ضرره فضربه ببندق فانعكس الشرار عليه وكان سبب موته. وتوفي رحمه الله تعالى سنة خمسة وسبعين بعد الألف، وفي ذلك طلع كوكب الذنب، فسبحان من لا انقضاء لملكه نفعنا الله به دنيا وأخرى آمين، انتهى.

    حمـــــــد ولد زروق

    قدم هو والفقيه جار النبي من حضرموت بأرض اليمن، ولم يعلم حالهم: أقارب أم ناس بلد؟ وكان من عباد الله الصالحين وسكن الصبابي، وكان بينه وبين الشيخ البنداري شيخ الشيخ إدريس في المكتب خوة، وكان سكنا قدامه في الخلا، فقالو بعد العشا يفرش فروته يصلي ركعتين ركعتين إلى أن يصل إليه ثم رجع. وكان له من الأولاد أربعة: عبد السلام وعبد اللطيف: عبد السلام ولد أبو دليق، وعبد اللطيف ولد هجا، ولكل واحد من الأربعة كرامة يختص بها، فإن أبوهم الشيخ حمد زوجته طبخت له دجاجة ما نتفت ريشها، قال لها : “قومي بإذن الله” فأحياها الله، وولده عبد الرحمن مشهور بسواق الركا بوروده بالركا البحر يسوقها بالمطرق، وهجا ولد عبد اللطيف ردت له الشمس يوم ما مات، وذلك أنه متزوج بامرأة في توتي ومات العصر والبحر ممتلئ والشمس ما وسعت الناس في خروجه للشرق، انقلبت بقيت ضحى، تحدث بهذه الحكاية الشيخ خوجلي، قيل له:” شفت أو سمعت؟” فقال:” نحن جنيات نلعب الضقل شفت ناس البكا قدام المسجد ثم رأيتهم في ظل الضحى وراء المسجد، وابو دليق ولد عبد السلام مشهور ببلام الأسد، وذلك أنه يقرأ عند الشيخ مسكين الخفي وفزع للحطب، فقتل الأسد حماره، فبلمه وشال عليه، ومدفونين الأربعة بالصبابي وضرايحهم تزار.
                  

09-03-2010, 04:13 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    المكرفون معك، أخي عوض الله!
                  

09-04-2010, 02:27 AM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    .
    مواصلة حرف الحاء
    ....
    حمد بن حسن أبو حليمة
    ابن الفقيه الركابي جمع بين العلم والعمل ، أخذ العلم من الشيخ محمد بن عيسى سوار الذهب ، وكانت له هيبة وشفاعة وقبول تام عند الشيخ عجيب الكبير ، وكان بينه وبين إدريس خوة ، واتحاد ووقعت منازعة بين الشيخ عبد القادر ابن الشيخ إدريس وبين رجل من ولد ناس دلبية يقال له : شكر الله ، عند القاضي محمد النبيه ، وذلك أن شكر الله متزوج بامرأة وطلقها ، فتزوجها بعده الشيخ عبد القادر ولد الشيخ إدريس ، وولد منها ولده إدريس الكبير ، فأنكر شكر الله الطلاق ، وقال : الولد ولدي ، حملت به مني وطال نزاعهما ، حتى إن الشيخ عبد القادر رشا القاضي بمهر فولدت عنده ، ولم تنقض الحجة ، فذان يوم الشيخ عبد القادر والفقيه حمد تلاقيا فوق الطريق فلما قرب الفقيه منه عدل عن الطريق ، فقال له : لم لا تسلم علي يا بن أخي فقال له : أبوي ميت من يعتبر به قال : لم يا بن أخي ، قال : شكر الله يأخذ امرأتي وولدي ، قال له : أبوك ما بيقضي لنا الحوايج ، فحضر الفقيه حمد عند القاضي ، وحضر شكر الله ، فقال له : المرأة طلقتها بينك وبينها ولّ أحضرت شهودا ، قال : طلقتها بيني وبينها ، فحكم القاضي عليه بالطلاق بإقراره ، فقال لو كنت ما أقررت روحي تخرج من حينها فقال الشيخ عبد القادر لحواره : يا ولد رده سوقاك فرسنا لا حمد الله مروة للقاضي بارك الله في حمد ا. ه
    وقد حل الفقيه حمد معضلة أخرى ونصها من الفقير إلى الله محمد قنديل ابن الفقيه حمد بن الشيخ علي ود عشيب إلى سيدنا ومولانا من ساعدته الليالي والأيام في تشميره إلى الإقبال على طاعة الله العارف بالله ورسوله الورع الولي الصالح شيخ الحقيقة ، وأمام الطريقة قدوة بلادنا في هذا الزمان ، ومناقبه كثيرة لا نطيل بذكرها ، فذلك الشيخ حمد بن الشيخ أبو حليمة وبعد يا سيدي وقعت شماتة وخصومة بيننا وبين الفقيه أحمد عبد الحميد وبلغت إلى السلطنة ، ودخل إلينا الفقيه محمد ولد التنقار ، ورضينا به ، وحاباهم ، وأبطل حجتنا من غير وجه شرعي ، ونوضح لك المسألة ونطلب من الله ومنك أن تفتينا بالحق لا بالباطل وأن توضح لنا ما نطلب منك بالنص الجلي الذي نعتمد عليه.
    ما قولكم رضي الله عنكم في رجل تزوج بنتاً بكراً عالماً ببكارتها ، ودخل عليها ، وتلذذ بها زماناً طويلاً ، ثم طلب منها إزالة البكارة عند القاضي ، وامتنعت من ذلك وأسقط القاضي نفقتها لأجل ذلك ، ثم رحلت من بيتها ومسها الضرر ، ورفعت أمرها إلى القاضي ، وسلمت نفسها بالطاعة ، وقالت له : أرسل إليه فأنا أطعته في كل ما يريد ، وهو زوال البكارة وأرسل القاضي الذي سلمت نفسها عنده بالطاعة إلى القاضي الذي عنها النفقة بأن الزوجة التي أسقطت نفقتها لأجل زوال البكارة قد طاعت ، فأمر الزوج بالقدوم ، فامتنع وكتب كتابا بالامتناع إلي عندنا فتلو منا له شهراً وبعد ذلك الزمناها الإشهاد على إنه لم يترك لها شيئاً ، وأحضرت شهوداً شهدوا حلفتها على وفق شهادة الشهود ، وأمرتها بالطلاق فأوقعته على نفسها ، وحكمت لها به ، ثم قدم الزوج بعد أن خرجت من العدة ومكنته من الحجة ، ولم أعجزه فقلت له : الك حجة ، قال : لا حجة لي فأمضيت الطلاق عليه ، وتزوجت بعد ذلك وهو حاضر ناظر ، ولم يقم دعواه حتى ولدت الأولاد أي بعد ثلاث سنين إلى الآن ، هذا هو فرضها وإنهم يبطلون نكاح الزوج الثاني ويعطونها للأول ووجهم قالوا : إن البكر لا نفقة لها ولو دخل بها الزوج عشر سنين مع ان سيدي خليلا قال : الخيار إن لم يسبق العلم أو يرض أو يتلذذ وهنا الأمر حاصل ، وكذلك النفقة بعد أن أرسل قادر على ردها ، وهو فهم عند قوله (او خرجت بلا إذن ولم يقدر عليها) فلما تلا جوابه وافقه على طلاقها ورد هؤلاء عنه ، وحكي أن الفقيه عثمان ابن حليمة أخته المشهور بسيد الرويكيبة قال لخاله الفقيه حمد انت ما اديتني شيئاً قال له : اديتك هذه ورماه بكف من تراب ، فأخذها منه ، وانتفع الناس بترابه حياً وميتاً ، فصارت شفاء لجميع النبوت وعم النفع بها في ساير القطار والمصار ، وترك عند أولاده آيات يكتبونها للسعر فما شربها أحد إلا عوفي بإذن الله وبركة الشيخ ، ولد بشراو وتوفي بها وقبره ظاهر يزار.

    ...

    حمد النجيض
    العوضابي الجموعي أخذ الطريق من الشيخ تاج الدين البهاري ، وهو أحد الأئمة التي قدم اليهم الشيخ حسن ود حسونة لأخذ الطريق عليهم ، أقرأ الناس القرآن دهراً طويلاً ، وكان له عند الشيخ عجيب يد ومكانة ، وحارب معه وقتل في كركوج في قتال الفونج ، وبنى له الشيخ عجيب المسجد الموجود الآن بأسلانج ، ووقف عليه داراً ، ولد بالجزيرة أسلانج وبعده درس في المسجد ولده عبد الوهاب درس خلقاً كثيراً ، وانتفعت به الناس

    ...
    حمد بن عبد الله الأغبش
    حفظ الكتاب على أبيه وتفقه على الشيخ عبد الرحمن ولد حمدتو ، وهو أول من بدأ التدريس ، ولد ببربر ونشأ بها ودفن فيها وهو رضي الله عنه ممن جمع بين العلم والعمل ودرس بعد أبيه الشيخ عبد الله الأغبش وانتفعت به الناس وكان من زهاد العلماء وكبار الصالحين وأولاده ستة شيوخ الأسلام عبد الماجد وعبد الرحمن وعبد الله وعلي والحسين وأبو قرين.

    ...
    حمد بن حميدان الجعلي
    قرأ القرآن على الشيخ دفع الله العركي ، وقيل : على الفقيه موسى الجعلي مقرئ أولاده ، ويسمى عندهم شيخ العيال ، فلما قدم إلى بلده أعطاه الشيخ دفع الله عبد الله ولده والأمين ابن بنته للقراءة ، وأذن له فدخل مسجد الحلفايا ، ودرس فيه وقرأ عليه أئمة صالحون ، منهم الفقيه محمد بن الحاج نور وجدي الفقيه محمد بن الفقيه ضيف الله ، والفقيه إدريس بن الأزيرق وخلايق كثيرة ، وبعدهم ترك التدريس ، ثم أتوا بموسى ولد هنوتة للقراءة في المسجد ثانياً ، فدرس فيه خلايق لا تحصى منهم الفقيه شكر الله ، والفقيه إدريس ولد نصار ، والفقيه حمد ولد نصر الله ، وأناس لا نطيل بذكرهم ، ومكث في المسجد إلى أن توفاه الله تعالى وقرا أحكام القرآن على الفقيه فضل الدنقلاوي تلميذ عيسى ولد كنوا ، وهو أخذ عن الشيخ محمد عيسى سوار الذهب ، وكان حميدان ابوه معتقداً في الشيخ حسن ، وزوره صغيراً للشيخ حسن ، فدعا له ، وكان الشيخ يمازح والده حميدان ، ويقول له : ولد الجعلي أبو دلقينات فقال له : دلقينات ، أبوي ما يبقن مثل أبوك حسونة الهامل ا .ه

    ...
    حمد ابن الفقيه
    عبد الماجد قرا على ابيه وجلس يعده في خلوته وقرا عليه خلايق كثيرة ، منهم الفقيه حمد ولد المجذوب وغيره.
    ...

    يتبع
    ....
                  

09-04-2010, 11:52 AM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    نواصل

    ...
    حبيب نسى الركابي
    مسكنه دنقلا قوشابي وهو من أولياء الركابية الكبار وله كرامات كثيرة وأهل دنقلا في زمانه إذا تمنى أحدهم يقول : اللهم أرزقني كرامة حبيب نسي وعبادة دوليب نسي وعلم محمد ولد عيسى سوار الذهب.

    ...
    حسن ولد بليل الركابي
    مسكنه دنقلا العفاط أخذ من حبيب نسي وكان مجذوباً غرقان إذا قامت عليه الحالة يغطس في البحر أياماً ، وأصبح ماء البحر يوماً في دنقله دافياً فسيل عن ذلك الشيخ عووضة شكال القارح ، فقال ولد بليل قامت عليه الحالة فغطس في البحر ، فأصبح دافياً ، وأيضاً قد مشى على البحر كالأرض وقال : يا حي يا كيوم بالكاف من المعجمة ، وحواره معه نطق بالقاف ، فغرق في الماء ، فقال له : قل مثلي فقال مثله فمشى على الماء . وجاءه رجل رقد تحت عنقريبه قال له : أنا واقع عليك من عووضة ما بخليني ، فقال له عووضة : ولد عمر : ما بخليك النبي  أكل ما شبع كمان ، شرب ما روي كمان ، انت كل لا تشبع وأشرب لا تروي ، عووضة ما بجيك.
    وجاء الشيخ عووضة رجل فقال : أنا مذنب ، بدورك تسأل الله لي يغفر ذنبي ، فقال شن تديني فقال أديك كذا وكذا ، قال له : قبضني ، فلما قبضه قال له : في الشهر الفلاني باليوم الفلاني حسن ولد بليل يموت ، فاذا أدخلوه في المطمورة أعصره عليك ، فالله يغفر ذنبك ، ففي ذلك اليوم الرجل واقف في ساقيته جاءت جواد مركوبة تعلم الناس بموته ، فركب الرجل جواده وأجراها ، فوجدهم أدخلوه في المطمورة ، فصاح : أنا مأذون فدخل فيها وعصره عليه وخرج.
    وأن الشيخ محمد قيلي نزل عنده ومعه خلايق ، فذبحوا له ناقة وأغناماً كثيرة ، فكلم قريشي ولده ، فقال : أمش كلف القدح وسو فيه اللحم السمين جيبه في البقعة للمساكين ، فقال له : نحن ناس ولد حاج حبيب على الةقت دا ما كفيناهم نجيب للمساكين ، ما بجيب شيء ، قال له : امش براك ، ثم قال : يا مالك يا ولدي ، كلف القدح في البقعة للمساكين ، فكلفه وجابه ، فقال : إديتك خيري الدنيا والآخرة ، فصار الدين والدنيا عنده وعند ذريته ، وقريشي بقى براه من آحاد الناس .
    وأيضاً جاءه واحد من أولاده ، قال له : أدن مالا ، فقال له : يا ولدي ، أنا المال وين لقيته ، فقال له : أما اديتني بشيل الريف ، فسافر إليه ذات يوم في الريف ، سمع صوته : يا فلان ولدي ، تعال أديك المال ، فانقلب من الريف ، فلما وصل عنده قال له : أمش في المكان الفلاني ، أحفر بتلقى المال فمشى له فوجد خزنة وشالها.
    واجتمع به الفقيه محمد بن حاج الدويحي في عتمور دنقلا راكباً على بعير وحاقباً قربة ، فلما رآه فرقها في الأرض ، وقال له : أما احييني وأما اقتلني بالعطش ، فأخذ القربة وهزها فامتلأت ماء ، قال : فشربت منه حتى وصلت دنقلا ، فوجدت زوجتي طهرت من الحيض ، فاغتسلت منه فولدت لي ولدي عبد الرحمن (وهو الولي المشهور).

    ....
    حمد ابن الشيخ إدريس الأرباب
    ولي الخلافة بعد أبيه وقام مقامه في الهيبة والقبول والسكينة والوقار والشفاعة وحجز العرب والفونج ، إلا أنه زاد في النفقة على زمن أبيه الشيخ إدريس ، وقلل من العطاء ، فإن الشيخ إدريس جميع الدخلة عليه يأخدها العشام ومن حضر والنفقة قداحته فيها ستون قدحاً وقتاً تكون بالملاح ووقتاً تكون بالماء وهي عصيدة مسيوطة في البرام خميرة ونجيضة ودقاقة الماء فوقها مثل المرق فلما ولي ولده الشيخ حمد كتر الكسرة والذبح وقلل العطاء قداحته ماية وعشرون والكسرة سواها سن سن ، والملاح سوى فيه الفلفل والشمار والكزبرة ، والملاح له كرباب كبير ثلاثة أوراق روق لحما وروق لبناً وروق بربورا وخضرة وفرت الذبايح صاردبة أليج من طرف الحلة يشوف دبة الفرت ، وقد ذمه أبو جروس شاعر أبيه على قلة العطاء ومدحه على كثرة الكسرة والذبح ، فقال :
    الشعبة الكانت تاتيبه *** انكسرت وادتنا السيبه
    تركت حمد القليبه *** لا من جات قال أدوها اللعيبه
    وقال في مدحه على الكسرة والذبح :
    ولد عسوب معاكم سلم على حمدين *** نار ابوه بونت ضوت من الشقين
    ولد القرشي ضيفانه ماية والفين *** هيلك هيل ابوك يا جامع الشرفين
    وشاهد ذلك قول الأعرابي سمع قارئاً يقرأ (ومن الإعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر) الخ فقال : الله أكبر ، مدحنا ، ثم سمع قارئاً يقرأ ( وممن حولكم من الأعراب منافقون) قال : الله أكبر ، هجينا ، هكذا قال الشاعر :
    هجوت زهيراً ثم إني أمتدحته *** فما زالت الأشراف تهجى وتمدح
    ومن كرم الشيخ حمد : آخر الليل دخل حوشه بقر مهملة في الرعية وعقلت في ليل مظلم ظنوها جلابة ، فمرق البوسيب ، وملحوه باللبن ، فوجدوها بقراً .
    وأخبرني الفقيه محمد ابن الفقيه عركي ، قال : جدي حمد يخرج على أتبرة سنة بعد سنة ، وجميع اليخرج معه يديه الجمل والحاشي على عدد رؤوسهم.
    واخبرني الفقيه محمد ابن الفقيه عركي أيضاً والفقيه بلال ابن الفقيه صباحي ولد بلال قالا: حدثنا محمد ولد بر قال : قال : سافرت إلى سنار مع الفقيه صباحي في زمن أو دون قال : نحن جالسون عنده جاءه فونجاوي كبير السن جداً ، قال بلال : يقصد حمداً ؟ قال : نعم ، حمد أخوي البخيل ، قال اودون : كيف بخل ابن الشيخ ؟ قال : سافرت إلى الحج ، فواعدت الشيخ أبوي ، وأنا في الحرمين ، جاء الخبر بوفاة أبوي ن وقالوا : نقل ودفنوه في البقيع ، فلما قدمت من الحج ، غشيت الشيخ دفع الله ، فبكيت معه على ابوي ، فقال لي : ما بخليك تروح لسنار بزوجك تقعد معاي تونسني ، امش إلى ولد شيخك يعطيك شيئاً تتزوج به ، قال : فمشيت إلى حمد أخوي ، أداني فركة كدفورية وثمانين محلقاص قال : فمشيت إلى قبر أبوي ، فحدثته ، فسمعت صوتاً هاوياً من القير ، قال لي : اصبر ، فلما غربت الشمس جاءتني امرأة شابة شايلة قرعة فطير ، فاكلته ، ولم أدر من أين جاءت ، فشالت قرعتها ، فلما كان بين المغرب والعشاء جاءت جلابة ، نزلت في حوش حمد ، ثم بعد ما نزلت جاء رجل منهم شايل طاقان قماش ختهن فوق القبر ، وقال : يا يابا سافرنا على البلد الفلاني ، فحصل علينا درك نهمناك ، فحضرتنا هذه لزيارتك ، فلممتها ، ثم جاء رجل آخر شايل كيساً ملانه محلفات ، وقال مثل الول ، فلميته ، ثم جاء رجل دنقلاوي شايل جرابا ملانه تمراً فلميته ، فتكتفت الفركة الليلة حمد ، وامتلأت ، قلت : ماشي أحدث حمد ، فسمعت حساً هاوياً من القبر ، قال لي : لا تحدث حمداً ، فإنه طماع ، قال : فجيته ، فقلت : أكر لي جملاً أركب فوقه ، ففعل ، قال : جيت ، وأخبرت الشيخ دفع الله بالحكاية ، يضحك حتى يبكي ، فتزوجت عنده ن وقعدت إلى أن مات الشيخ ، فتوجهت إلى أهلي . ا .ه

    ...

    يتبع

    .
                  

09-04-2010, 10:32 PM

ماضي ابو العزائم
<aماضي ابو العزائم
تاريخ التسجيل: 09-07-2007
مجموع المشاركات: 3598

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    Quote: ارتأيت أن أضع في هذا الموقع النص الكامل لكتاب الطبقا


    ده كنز و كنز كبير

    حدث و ان بحثت عن هذا الكتاب و كتاب (كاتب الشونة)

    و لم أجدهما و إن وجدت النسخة الورقية للطبقات

    النسخة المحققة و نسخة توتى ( غير محققة)

    متابعة لصيقة لهذا العمل الكبير
                  

09-05-2010, 00:56 AM

عارف الركابي

تاريخ التسجيل: 06-14-2010
مجموع المشاركات: 2037

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: ماضي ابو العزائم)

    Quote: وكلما بحثت لا أجد سوى كتاب من شاكلة كتاب “نظرات في طبقات ود ضيف الله” الذي يتبنى وجهة نظر المذهب السلفي المزعوم في نقد ما ورد في الكتاب،


    الأخ محمد عثمان ، لك التحايا الطيبة
    كتاب الطبقات مليء بالقصص الخرافية والمتضمنة لأخطاء شرعية كبيرة جداً
    ولا ولم أُرِد أن أدخل في نقاش بشأن هذا الأمر ، فهو له مجاله (ولكل مقام مقال) طالما أنك تريد
    وضع نسخة إلكترونية.
    وهو عمل جليل سيفيد من يقرأ الكتاب ويقتبس منه : مؤرخاً أو معجباً أو ناقداً

    وحيث إني ممن كتب صفحات في نقد بعض الخزعبلات التي بالكتاب ، فاسمح لي أخي الكريم
    بأن أقول إن كثيرين ممن ينتقدون ذلك ليس بينهم وبين ود ضيف الله قضية شخصية وليس لهم هدف
    سياسي أو حزبي أو كيدي أو شخصي أو أو أو ..أو ما أشبه ذلك.

    وإنما القصد التصحيح لجزئيات في الكتاب ، وإلا :

    هل نوافق ابن ضيف الله في أن من المشايخ من كان يصارع ملك الموت ويغلبه ويأخذ منه الروح ولا يُمَكّنَه من قبضها؟.[B]
    (انظر ترجمة الشيخ خوجلي)

    وهل نوافقه في أن من الكرامات أن يطلب الشيخ ممن جاءه يستغيث به أن يطلب منه أن يأتيه بـ "برمة مريسة وديك خصي" ، فيأتيه المستغيث بـ "برمتين مريسة وديكين خصيين" فيُصَفّي الشيخ وتلاميذه المريسة ويشربوها...الخ ؟!
    (انظر ترجمة الشيخ خليل الرومي)
    وهل نوافقه فيما نقلتموه أعلاه في ترجمة الشيخ حسن ودحسونة وأنه كان يحيي الموتى؟! بل حتى بعد الدفن بثلاثة أشهر؟
    !
    ولا أريد الإطالة
    وإنما هي إشارة إلى أن من ينقد قد يدفعه غيرته على (حق الله) الذي خلقنا ورزقنا وأوجدنا ، من أن يأخذ هذا الحق غيره من المخلوقين أو يدعيه لنفسه وهو الشرك الذي توعد الله من يقع فيه بالوعيد العظيم ، (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة) (ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون) (لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين).

    البشر يخطئون ويصيبون ، فإذا وجد كتاب به خطأ وتصدى له من ينقده بعلم وبينة وحجة واضحة وأدب فليشكر على ذلك ،،،
    والدفاع عن حق الله تعالى أولى وآكد من الدفاع عن المخلوق !! كيف لو كان المخلوق مخطئاً؟!!
    ووالله لو اجتمع أبي وأمي على تأليف كتاب اشتمل على مثل تلك الأباطيل ولم يرجعا عنه ، وانتشر بين الناس لبينت بما أستطيع أخطاءه نصرة لله ربي وخالقي ورازقني سبحانه وتعالى.

    قال الله تعالى : (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) سورة التوبة.

    أرجو أن تكون قد اتضحت وجهة نظري
    ولك وللجميع احترامي وتقديري

    (عدل بواسطة عارف الركابي on 09-05-2010, 01:08 AM)

                  

09-05-2010, 04:35 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عارف الركابي)

    نتابع....
    ......

    حمد الأصدا
    ابن الشيخ دفع الله ولي بعد أبيه وقام مقامه في تدريس خليل والرسالة والعقايد وسلوك الطريق ، وممن سلكه وأرشده الشيخ دفع الله للشيخ محمد ولد الطريفي ولدفع الله بن الشافعي ، لأنهما أدركا زمن الشيخ دفع الله صغاراً ، قال للشيخ محمد ولد الطريفي إرشادك على يد حمد ولدي ، ولدفع الله ولد الشافعي : مددك على يد الشيخ عبد الله ا. ه

    .......
    حمد أبو قرون
    ابن الشيخ محمد الهميم ، كان من الأولياء الكبار الأخيار يقال : جاه المندرة وقفة للشيخ حمد ابن الشيخ محمد الهميم.

    ...
    حمد النحلان بن محمد البديري
    المشهور بابن الترابي ، وأمه اسمها قاية ، قرأ خليلاً على الفقيه محمد ولد التنقار في مويس ، وبرع فيه أخذ عشر ختمات ، ثم انتحل مذهب التصوف ، وانقطع إلى الله ، وتزهد ، وسلك الطريق على الشيخ دفع الله ، وأرشده واجتمع بالسيد الخضر عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام وأخذ عليه.
    حدثني دفع الله ابن الشيخ زين العابدين قال : حدثني رجل يقال له أبو كسيبة ابن عم الشيخ حمد قال : بتقرأ خليلاً عند الشيخ حمد إذ جاء الشيخ دفع الله لزيارة الشيخ إدريس ، وهو يومئذ ميت ، فلما رجع قطع إلى الهوى من الغابة العيدوية ، فلما سمعت ناس الحلال دخوله الهوى تلقوه ناس البشاقرة وأم مقد والكسنبر طلبوا من الشيخ النزول عندهم ، ففرق الشيخ عليهم أخوانه بريرة وحمودة ومعاهم الفقراء ، وقال لهم : أنا بنزل عند اخواناً لي فقراء ، فجاء ونزل عند الفقيه ننه وحمد أخيه ، فنزلوه في قطية قدامها راكوبة دخل عليه حمد بعد العشاء وخرج منه بعد الفجر شايل سبحة هجليج ألفية ، فقام الشيخ ونحن قدمناه إلى أبو عشر وقايد حماره الشيخ بلل الشيب ولد الطالب متحزماً في صلبه وشايل عكازه ، قال : وحات الله اليجي لأبوي دفع الله يضرط ، وذلك من كثرة الازدحام على سلامه ، قال أبو كسيبة : فلما رجعنا من تشييع الشيخ سألنا خادم الشيخ حمد : يا بخيته ، أين سيدك ؟ قالت : سيدي من ما روح الشيخ سد خلوته ما فتحها لا أكل لا شرب ، قال : جينا قلنا له : افتح أقرأ لنا ، قال أبو كسيبة : قال لي : أنا وخليل افترقنا إلى يوم القيامة ، شيل ولد التنقار ، قلنا له : تدخل الخلوات ، وترمل أولادك ، وجبنا له خادمه ، وأولاده الثلاثة لقمان والهميم ورقية بكوا عنده ما أفاد ، والخلوة خشمها مطوب بالطوب ، قال إن شميت عفنة تعالوا أدفنوني ، ومكث في الخلوة اثنين وثلاثين شهراً وشال معه ثلاث سلق قرظا وسبع تمرات ، والخلوة فيها طاقة يناولونه بها الماء ، وكل ليلة مطالة قدر عين الجمل لفطوره ، فلما خرج من الخلوة وجدوا القرظ والتمرات والمطاطيل على حالها والركوة ملانة ماء ، فجميع من شرب منها وقع مغشياً عليه ، وصار ولياً من أولياء الله تعالى ، ثم أمر الناس بالتوبة والإستغفار وترك الزبلعة وسلكهم الطريق ، ونظير هذه الحكاية ما ذكره سيدي عبد الوهاب الشعراني في طبقات الولياء أن ابراهيم بن أدهم أول دخوله الطريق سنة لا أكل لا شرب ولا نام ا.ه
    ثم دخل الخلوة ثانياً فمكث فيها ثلاثين شهراً ، فخرج يابساً من اللحم والدم وجلده ملتصق على عظمه ، وسموه الناس حينئذ النحلان ، فخرج من الدنيا ، وقال : فتحت باب الله وسديت باب المخلوقين ، لا يقبل الهدية ولا له جاه ولا شفاعة عند السلطنة ، ولا له حرفة من زراعة وتجارة ، ولا يكتب الحجب كعادة الأولياء ، وجابت له امرأة من بنات ولد سعيد ثوباً أبو ثلثماية ، قالت له : يا سيدي غزلته بيدي جبته لك تتغطى به من البرد ، فقال لها : أنا فتحت باب الله ، وسديت باب المخلوقين ، امش وديه للفقيه فلان يفتح بابه لك .
    وجاءه رجل مغربي من حيرانه اسمه عوض الله شايل مرارة ، فقال : يا سيدي هذه المرارة أكلها ، فقال له شيل مرارتك ، لا من جيت أقول عوض الله ، ما جاب لي مرارة ، فقال فيه بيت شعر :
    بين مواقبي كل القلوب بترفاه *** مياه الرقيب بياكل هداياه
    وقالت الحاجة زوجته : جيت أمسحه بلا الجلد فوق العظم ما فيه شيء ، وقال لي : يا حاجة ، أنا فنيت من صفات البشر ، خذي أبو كسيبة ابن عمي ، فإنه ولد صغير بيلد الغلمان ، وقال المديدة اليفطر بها لأجل الشهيوة .
    وقالت غناية الشيخ :
    الدنيا أم قدود طلقها *** في سابع السموات علقها
    فيها ما ابدور ابرة ولا محلقها *** العقدة العقدها مع ربه ما لكلكها
    وصفته رجل طويل القامة جداً وسيقانه طوال أهدف وجهه كالقمر ، قال الشعر
    الشيخ وجهه كالقمر والشاش *** وشبه ما مطر وابل رشاش
    زقوم الرشيد القسمة النشاش *** قطناً تبقوا واصل المغازل طاش
    ثم إنه حيرانه بالسفر إلى الحج وزيارة قبر النبي عليه أفضل الصلاة والسلام ، فقامت معه سبعون منطقة وهو راكب على حمار ، وزوجته الحاجة على حمار وعناقريبهما الاثنان شايلهما الفقراء على رؤوسهم لا زاد ولا ماء معهم ، وطلعوا من عيدي ولد عشيب بالنهار صايمون وبالليل ينزلون عند عربان يفطرونهم وهكذا حتى وصلوا إلى سواكن لا يدري ، هل من باب الكرامة أو أنهم في زمن العماره ، ثم لما وصل مكة أيام الحج قال : أنا المهدي فضربوه هو وحيرانه قالت الحاجة : ساقونا حبسونا ثم أطلقونا ، وأن هناك رجلاً شريفا اسمه : السيد محمد خليل معتقداً في الشيخ جاب للفقراء ثلاث غراير دقيقاً وقال له الشيخ : يا سيدي ، أمتعتك أرفعها في جبل أبي قبيس مكة بنزل عليها الطوفان فأصابهم مطر حزم البيوت وهدم بعضها بعرف في ذلك الوقت بمطر البري فأرسل ميرفا حواره ، وقال : امش في سنار ، وقل : المهدي ظهر ، فأمر الملك بادي أبو ذقن بقتله وجره فارتعدت السماء وأبرقت وأصابهم مطر شديد هدم البيوت وأسال السيول في غير الوقت وخوارم خينجير الموجود الآن جرف جنازة ميرف ، وفي تلك الأيام الملك قتل ضربه المكادي بحربه ، فقال : الشيخ حمد في الشرق تارك يا ميرف ولدي ، ثم قال لأصحابه : أنا سيدي رفع لي الطبق وأراني التحتة سافراكم إلى بلدنا المضوي ، هل يضوي في بلده ، فقدم البلد ، وقال : هنا مكان خلوتي ، وهذا مكان قبري ، وتكلم بالمغيبات ، وبما كان في العالم وبما سيكون ، قال ولد أبو جويلة الخواجة : سافرت من أربجي إلى الجديد لي دين فيه ، فزرت الشيخ حمد فوجدته قايمة عليه الحالة زبدة يتقطع وسنونه تقول كرج كرج وكل يد على فقير قال : جئت أسلم عليه ، فالفقراء أمروني بالصبر إلى أن يفيق ، فسلمت عليه وقلت : يا سيدي الفاتحة ، فقال : اللهم أرزقنا المغفرة والصبر إلى القبر ، قال : فأبيت أن ارفع يدي ، فجئت معي كراع عنقريب صندلا ، فقلت : يا سيدي بخروا بها الخلوة للعبادة ، فجدعها ، وقال لي : يا كيك ذكر الله يطيب ول يطيبونه ثم بعد ذلك أفاق ، فقال لي : ولد أبو جويلة : وين ماشي ، قلت : لي دين في الجديد ، فقال لي : بتخلص فيه كذا وكذا ، وينقطع فيه كذا وكذا ، قل لفلان : ما تخاف الله ، تسوي لك زريبة تذبح فيها وتحشر فيها امرأة في حلته اسمها عيادة قالت : الرجل هذا يحدثونه الزبالعة بالواقه ، ويقول : أنا بكاشف شالت برمتها وردت البحر ختتها فرقصت وكبت عليها قالت : إن كان بكاشف هل يشوفني فحملت برمتها وختتها ، وجاءت تسلم عليه ، فقال : ترقصي والجن يبرج فوقك ، وتكبي فوق برمتك ، وتقولي شيخي ما بعرفني .
    قال الفقيه ولد الأزيرق : خرجت مسافراً إلى الصعيد ، ما بعلم خلوة الشيخ حمد ، فسمعت قايلاً من بطن الخلوة يقول : الجذبة ما كناه هل تج وأنا وراء الخلوة ، فدخلت عليه ، فوجدته الشيخ حمد ، فقال لي : شايل أربجي أخوانك الفقراء ، الشيخ يذبح لهم الأبل ، ويكرب الحلق عاع عاع أهانوا الدين الله يهينهم .
    وجاءه الشيخ شرف الدين ولد بري بحيرانه والمجاذيب تصرخ فقال له : يا ولد بري ، حيرانك تصيح : الثور الثور ، أذبحوا لهم ثوراً .
    قال الفقيه حسن الجموعي خرجت انا وحسان لزيارة الشيخ حمد ، فلما دنينا منه قال لفقراء : اخوانكم حسن وحسان اتلقوهم ، فإنهم شايلون مخالي كبكبيق وملح قعب حقي والكبكبيق خذوه يا فقراء.
    وأما قصة الشيخ حمد مع الشيخ سليمان ولد التمامي فسببها أن الملك بادي الأحمر قتل وزيره علي صغير ووزر ولد خالته بلل ولد صنطة ومرق الزريبة قدامها سليمان التمامي ، وفيها من المقاديم عود ونور أبو نخيره ومحمد ولد محمود و عبدالله ولد افطس بدأها من عد القصبة ، وقسمها على ثلاث طوايف طايفة ماسكة عمار البحر الأبيض وطايفة بالأعداد وطايفة ماسكة العاديك فجهينة ورفاعة وكاهل ، وقعت عند الشيخ حمد وساير الحلال القليل شال أبو حراز والكثير عنده من كثرة الأمم الجزارون يذبحون أربغين بقرة وثلاثين بعيراً والبهايم الدقاقة لا تحصى ، وجميع المراتب نزلت في ولد مدني والحربة خرتت حلته حتى بهايم الفقراء ، قال الفقيه محمد ولد مدني ، نحن ما عندنا عليه قدرة الله يرميه في شايب الصوفية أبسماً فاير ، جاء دفع الله ابن الشيخ أحمد الطريفي لسليمان يطلب عنده الشفاعة فنزله من جمله الراكب عليه ، قال الشيخ أحمد الله يرميه في كبير الصوفية ، ثم جاء سليمان بحريته ونزل في كلكول عند خليل ولد فرش شيخ كلكول ، قال له : ها الفقير الغرقان مال الملك كله لماه عنده ، قال له : حت ما عنده شيء ، سآخذ منه مال الملك بخستي هذه أخير منه ، فقامت المقاديم كلها دخلت عليه ، وسلمت ، ووقفوا بعد السلام قليلاً يظنون أنه يأمر لهم بالفراش ، قال لهم أمسكوا الجابرة جبرت على رؤوسكم القلادة ، ما عندي لكم عتانيب فقعدوا ، قال : واقرمي على النصيحة ، القطعت كليواتي ، ثم قال لفقير من الفرضيين اسمه إبراهيم : تجيب النصيحة ، قال أجيبها يا سيدي ، قال القاعد في وجهك من هو ؟ قال : الشيخ نور قال : اسمه الآخر ، قال نور ولد عبد السلام ، قال الشيخ حمد أبو نخيرة أبو نخيرة فضحك نور والمقاديم ثم قال : يا نور أنت تجيب النصيحة قال : أجيبها ، قال القاعد في وجهك كيف سموه قال : الشيخ نايل ، قال : اسمه الآخر الذي قال الملك بادي ولد أوديه ما ينادونه به قال الشيخ نايل ، قال الشيخ حمد : مريض مريض ، قل لولد أوديه : الفقير حمد قال لك : كسرت حسبك ، ثم قال نور : يا سيدي عرب الملك والمقاديم كلها بقت عندك ، خذ منهم وأد مقاديمهم أمان الله على خيرانك وجيرانك ، قال له : يا نور بتشيخني تحتك صرصر سنونه وطالت أنفه وأذناه ، قال له سليمان التمامي : شوف الفقير الساحر أنا قبلك قتلت الحسوبابي ، وقتلت ولد الهندي ، ما بقتلك أنت في مال الملك ، أنت ولد الترابي ، وأنا ولد التمامي ، والتمام يقوم فوق التراب قال له الشيخ : تقتلني يا عبد كازقيل : يا أكال الضبابة يوم قتال التمام ما اتقتيت لك بشملة واندسيت تحت السدرات ، ثم قام ونزل بحربته في ألتي ومحمد ولد محمود في البشاقرة وعود ونور في النوبة وجمعوا الفقراء كتبوا لهم الحروز وكتبوا له مربعة ، وقال له الفقراء بعد هذه الحروز: ما يقدر يصلكم ، ثم أمر بخم البلد ، فساقوا من صريف الشيخ رأسه من البهايم سبعين رأساً بلا الصناديق والسيوف والآلات والخف والضلف ، والناس ضجت وصاحت ووبخوه بالكلام سويت فينا يا أبو سويقات يا قراش سنونك يا أبو ركبين ، ويقول هو وقرامي على الفقراء لا من أدوه محلق كتب وعلق أين العيلة من الآيات السبعة والحصن الحصين والخامة رأسها في التي وذنبها في ولد الترابي قال الفقيه إبراهيم بن النور : أخبرني سعيد التمامي قال : الخامة ما انتفعنا فيها بشيء ذبحنا ثلاث جزرات ونقطع في الشطة والكبدة في وجهه / قال : يا سعيد ، قلت له : ما بخل قال الناس . قالوا لي : الفقير الغرقان ما بخليك دحين شن جاني ملص المربعة ، ودخل يستخلي والقواد شايل السيف قاعد برا طول ما جاه أصابه شافه راقد على قفاه وبطنه مثل النقارة ، ولسانه منسل طول الشبر ، شالوه دخلوه ، وله ضراط شديد السراري ضربت الدلوكة ، لأجل ما يسمع الناس الضراط ، جابوا الفقيه بله ، قالوا : اعزم له أول ما خت يده فوقه ، وقال : قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا أتوفى وجابوا له الفقيه غلام الله ولد ركابي يقول في عزيمته : يا الله ، تعين الشيخ حميد الفقيه بله فوض خليل ولدا فرش أصبح أعمى ، والمقاديم كلها أصبحت لابسة السراويل من الحيض ووقعوا تحت عنقريبه ، قالوا : نحن عند الله وعندك يا سيدي ، قال لهم : كفاكم الجاكم ، فأنحلوا ، واما سليمان فشالوه فوق عنقريب ولده ، قال : يا سيدي بدور أبوي يفتح خشمه يخبرني بمال الملك ، قال له خليل : ولدا فرش يحي حياة أبوي وأمي ، فقال له : إن كان رأسه موجوداً يخبرك فوجدوه مقطوع وبريان وكذا يده ، وأما الحربة فأصابها البرد الشديد يموتون فوق الطرق وضربات البيوت وذبحت العيلة بقرة سمينة للحاجة زوجة الشيخ جميع من أكل لحمها ، مات نحو ستين عبداً وناس المال ، كل أحد ييسوق ماله ، وأول الحربة دخل سنار ، والملك بادي جاب لهم مرسال منعوهم الدخول في البلد ، قال : خلوا الشيخ يقضي حاجته ، وأن الشيخ أحمد ولد الطريفي أمر الناس ، قال لهم : شيلوا الحطب ودوه لهم يتدفون به في التروس إن دخلوا عليكم غضب الشيخ بيقع عليكم ، قال شاعره ولد قرشي :
    شوت عود وشوت أبو نخيره *** وبرت القرش هل يحوم ها الختيره
    شوت ديمو وشوت العبد سعيد *** يا حاحا أبو أبوك سواها بأيدو
    حرم ما يشوف نور البريده *** يا سليمان بيك محنا وبلينا
    بطنك من أكل الحرام بدينة *** جزم ما تكرع الشنينا
    وقال الآخر فيه شعر:
    عبد الملك بيحلف طارد الصلقوم *** طارد ناس أبوي مد صقر الخلا المقلوم
    مو داري تحت صفة لصق مسموم *** رقدها جهينة ونوم الخرطوم
    من سنار مرق ولد التمامي جاك *** يجبي في الرزق والخلوق تنباك
    أبوي بيده المليحة المسكت الشباك *** صقع العبد بعصا وفقه حاشاك
    وقال الشيخ حمد للمقاديم قولوا لولد أوديه شفقت على المسلمين وعصرتني على سر الله جعلته في أهل المريسة والتنباك متلكم ثانياً إن شفقت على المسلمين الأسر الله اكسر به راسك ، وكان رضي الله له شطح يقول :
    أداني الله أداني *** زهدني في كل فان
    عشقي به أضناني *** في ذاته أفناني
    أيضاً به أبقاني *** بحري طما طوفاني
    خلي من غرقاني *** أضحى من الفرسان
    وكان يقول الشيخ إدريس سلطان الأولياء يوم القيامة : لو حضر زماني لأنكر علي ، أنا بقول ربي أوراني الأشياء بعين الرأس والشيخ ادرييس يقول : سيدي علمني وأنا اقول رأيت بعيني ، والشيخ إدريس يقول : علمني ربي ، فما رأت العين أبلغ مما سمعته الأذن ، وكان يقول متكلم : يا ولد مرية واحد بعدي ما يفعل في العيلة شيئاً ، لأن الأسرار قبضت وعلقت في ساق العرش ، لا شيء إلا دعوة المظلوم فإنها لا ترد ، ولما دنع الوفاة قال للناس : الدنيا إن انقدت فقيرها وأميرها ما بيرقعوها التأخذ منه السلطنة الحية لا يفداها لا يفداها ، قال بعض الجالسين بقلبه : الشيخ وهمان الياخذوا رأس رقيق ما يفداه بشيء دقيق ، فقال الشيخ : أنا مان وهمان ، وهمان البوهمني ، توفي رضي الله عنه سنة ست عشر بعد الماية والألف من هجرة سيد المرسلين  ا.ه

    ....
                  

09-05-2010, 04:38 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    ..

    المايكرفون معاك يا أخ محمد عثمان الحاج


    ....
                  

09-05-2010, 05:46 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    لك الشكر أخي عوض عبد الله طه، والشكر لك أخي ماضي أبو العزايم صاحب البوستات التي طالما أمتعت عقولنا وأعيننا، ولك الشكر أخي عارف الركابي، وحقيقة توجد في كتاب الطبقات روايات تبدو منكرة، ولكن قبل أن نتسرع في إدانة هذه الروايات فانظر معي في سيرة هؤلاء القوم، فغالبيتهم من أهل الفقه وحفظة قرآن هذه حقيقة يجب ألا تغيب عنا قبل أن نتسرع في إدانتهم. في زمن أضحى فيه التظاهر بالتدين وتربية اللحى وعلامة الصلاة الضخمة في الوجه سببا من أسباب طلب الدنيا في بلادنا، في زمن كهذا علينا أن ننحني بتقدير واحترام للملامتية الذين يفعلون المنكرات أمام الناس ليظنوا بهم سوءا وتبقى عبادتهم خالصة لله تعالى.

    حكي لي زميل أيام الدراسة الجامعية، وهو من إحدى الأسر الصوفية الشهيرة في السودان أن والده حكى له أنه ابتلي في شبابه لفترة قصيرة بشرب الخمر وذات يوم دخل إنداية فوجئ بأن صاحبتها تخدمه بعناية شديدة من دون بقية الناس، ثم سألته:" انت تشبه فلان الفلاني فما علاقتك به؟" دهش الرجل وقال لها:" هو خالي".

    خاله هذا كان يفترض أن يكون الخليفة ولكن بسبب شربه الخمر أعطيت الخلافة لأخيه!

    قال لها: "هل كان من زبائنك؟" قالت :" نعم". طلب منها أن تحكي له عن سيرته معها. قالت له أن أعجب ما رأته منه وكان ذلك أيام الاستعمار الإنجليزي ـ أن الشرطة داهمت الإنداية وقبضت عليها وعلى الموجودين ومن ضمنهم خاله وأخذت زجاجات وبراميل الخمر كمعروضات، وعندما مثلوا أمام القاضي في اليوم التالي فوجئوا بأن الزجاجات والبراميل ـ المعروضات ـ لا يوجد فيها سوى سمن وروب! فما كان من القاضي إلا أن أطلق سراح الجميع وعاقب رجال الشرطة بدلا منهم!

    أما عن حكاية الشيخ خليل الرومي فقبل أن تتسرع أخي في إدانتها فإن ود ضيف الله وهو العالم الحافظ كان بإمكانه أن يتغاضى عنها ولا يوردها، لكنه أوردها وبدون تعليق أو تفسير حتى، فلماذا فعل ذلك؟ هل هي دعوة لشرب الخمر والفسوق؟ بالتأكيد لا!

    من عجائب الصدف، أنني قرأت خلال الأيام الماضية في عدد من المواقع الإخبارية الغربية الاكتشاف العجيب بأن عظام النوبيين القدماء تحتوي على كميات هائلة من المضاد الحيوي الشهير التتراسيكلين وأن تركيزه في العظام يعني أنه تم إعطاءه بجرعات عالية جدا أيام الطفولة وأن التفسير الوحيد لذلك هو التداوي به، لكن أين مصدره؟ بالبحث توصل العلماء الغربيين إلى أن المريسة السودانية المصنوعة من ذرة سبق حفظها في المطامير هي مصدر التتراسيكلين لأن الذرة تتلوث ببكتريا تعيش في التربة تقوم بإفراز التتراسيكلين، وعند تخمير الذرة تتكاثر هذه البكتريا بدرجة هائلة وتفرز التتراسيكلين بكمية كبيرة! فلنسأل أنفسنا: هل أصيب الشيخ وتلاميذه وهم في صيامهم ومجاهدتهم بعدوى بكتيرية قاتلة لا علاج لها سوى التتراسيكلين وغذاء جيد، فأصبحوا تحت حكم "فمن اضطر " قبل أن نتسرع في الإدانة؟

    أعود لاحقا لأواصل الطبقات.
                  

09-05-2010, 11:06 PM

عارف الركابي

تاريخ التسجيل: 06-14-2010
مجموع المشاركات: 2037

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    الأخ الكريم محمد عثمان الحاج لك التحية الطيبة
    ويعلم الله أني لا اريد أن أقطع سردك ، وجهدك ، إلا أني أجد نفسي مضطراً للتعليق باختصار على بعض حديثك في تعليقك على ما ذكرتُه في مداخلتي السابقة.
    Quote: وحقيقة توجد في كتاب الطبقات روايات تبدو منكرة، ولكن قبل أن نتسرع في إدانة هذه الروايات فانظر معي في سيرة هؤلاء القوم، فغالبيتهم من أهل الفقه وحفظة قرآن هذه حقيقة يجب ألا تغيب عنا قبل أن نتسرع في إدانتهم.

    توجد في الطبقات روايات منكرة وخاطئة ، وقد تكون نسبتها لمن نسبت لهم خطأ ، وقد تكون وقعت بالفعل ، فأراك يا استاذ محمد تستخدم عبارة (تبدو) !! لماذ التهوين من الخطأ ؟! فالخطأ خطأ ، والصواب صواب
    وقد قال الإمام مالك وهو كلام الأئمة أجمعين : كلٌ يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر ــ يعني النبي صلى الله عليه وسلم.

    ثم أين التسرع ؟! ابن ضيف الله متوفى سنة 1224ه ، والكتاب مطبوع منذ حقب من الزمان ، والكلام مقروء ومكتوب ، فأين التسرع لمّا ينكر ادعاء أن الشيخ يهزم ملك الموت ويغلبه ويأخذ منه الروح بعد قبضها بل يذكر منهن (فاطمة بنت عبيد) فقد ترك ملك الموت روحها بعد أن قبض عليها بعد هزيمته من الشيخ خوجلي!!

    أرجو شاكراً أن توضح لي وجه التسرع في هذا المثال؟ وفي ادعاء أن حسن ودحسونة كان يحيي الميت .

    وأيضاً شرب الشيخ وتلاميذه المريسة الذي ذكرته لك ، وهي خمر وهي أم الكبائر محرّمة بقول الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) المائدة.
    أين التسرع فضيلة الشيخ ؟!
    والله لو بالإمكان أن يحمل مثل هذا الكلام أي محمل ليس به تخطئة لفرحت به ،،،
    ودعنا في الحكم على العبارات والدعاوى وتحديد موافقتها للشريعة أو مخالفتها ، بعيداً عن الأشخاص والأسماء.
    ولدي نماذج كثيرة مما ورد في الطبقات من شاكلة ما ذكرته لك أعلاه.

    Quote: في زمن كهذا علينا أن ننحني بتقدير واحترام للملامتية الذين يفعلون المنكرات أمام الناس ليظنوا بهم سوءا وتبقى عبادتهم خالصة لله تعالى.

    وهل يجوز للشخص أن يتعمّد فعل المنكرات ، ويعصي الله ورسوله ويخالف الشريعة ويتعرض لغضب الله ويحمل الذنوب والآثام والسيئات لأجل أن يقال إنه مقصر وأنه سيء؟!
    لقد قال رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم : "كُلُّ أَمَّتِي مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ"
    ومن الذي أجاز لهم انتهاك محارم الله لأجل هذه المصلحة؟!
    إنه باب خطير للتخلي عن الشريعة وترك أحكامها بهذه الدعوى الزائفة (كسب اللوم)
    وهل فعل ذلك النبي عليه الصلاة والصحابة الكرام ؟! فارتكبوا معاصي الله لأجل أن يلومهم الناس؟!
    والمسلم مطالب بأن يحفظ عرضه ، وأن يجعله بريئاً.
    ولا يخفى على كريم علمك أخي الأستاذ حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه الذي جاء في قول النبي عليه الصلاة والسلام : (الْحَلاَلُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فَمَنِ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِيِنِهِ وَعِرْضِهِ ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلاَ إِنَّ حِمَى اللهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ).

    فالمسلم العدي فضلاً عن حامل القرآن والقدوة مطلوب منه أن يجتنب الشبهات فضلاً عن المحرمات حتى يستبرئ دينه وعرضه ، كما أرشد من لا ينطق عن الهوى الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام.

    Quote: أما عن حكاية الشيخ خليل الرومي فقبل أن تتسرع أخي في إدانتها فإن ود ضيف الله وهو العالم الحافظ كان بإمكانه أن يتغاضى عنها ولا يوردها، لكنه أوردها وبدون تعليق أو تفسير حتى، فلماذا فعل ذلك؟ هل هي دعوة لشرب الخمر والفسوق؟ بالتأكيد لا!

    لا أدري أين التسرع في إدانتها الذي تردده أخي محمد؟!
    مريسة يعني خمرة يعني أم الكبائر يعني كبيرة حكمها في الشريعة والدين الجلد.

    ولم أقل إنها دعوة لشرب الخمور ، لكن يحق لي أن أقول إن هذا الفعل حرام وخطأ ، ويزيد من جرمه أن يدعى أن ذلك كان (كرامة) استطاع الشيخ بعد تصفية المريسة وشرابها ان يخبر السائل عن مكان ضالته!!!

    وأما موضوع التترسايكلين ، وقوة العظام بالمريسة ، فيجيب عنه النبي عليه الصلاة والسلام فقد نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الدواء الخبيث رواه الحاكم في المستدرك ، والدواء الخبيث هو الخمر.
    وقد اتفق البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: أن الله تعالى لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم.
    و أخرج مسلم عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال عن الخمر : ليست بدواء و لكنها داء.
    والله الموفق ،،،،



                  

09-05-2010, 10:36 PM

جمال محمود
<aجمال محمود
تاريخ التسجيل: 07-24-2010
مجموع المشاركات: 3248

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    شنو يا اخونا عوض عبدالله طه واخونا المهندس محمد عثمان الحاج

    الساعة 11 قربت وانتو لسه فى مجادعة الميكرفون شحتفتوا روحنا بكلمة يتبع

    تصوموا وتفطروا على خير
                  

09-06-2010, 12:53 PM

Rabab Elkarib
<aRabab Elkarib
تاريخ التسجيل: 10-15-2002
مجموع المشاركات: 1406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: جمال محمود)

    شكرا شديد
    مجهود مقدر جدا
                  

09-06-2010, 02:54 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: Rabab Elkarib)

    عذرا أخي جمال محمود على التأخير، ولك الشكر أختي رحاب الكارب على المرور، وأواصل:
                  

09-06-2010, 03:00 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    حمد بن محمد بن علي المشيخي

    المشتهر عند الناس بأمه مريم، أمها محسية مشرفية من بنات ولد قدال الولي، وابوها ولد كشيب من أولياء أبو نجيلة الذين تزار قبورهم وهو مسلمي الأصل، وولد الفقيه حمد بالجزيرة توتي سنة خمس وخمسين بعد الألف، وحفظ الكتاب على الفقيه أرباب الخشن، وقرأ عليه التوحيد وابن عطاء الله، وأخذ في خليل ختمتين عند الفقيه أحمد بابه، وكان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لايم، مغلظا على الملوك ومن دونهم، وكان يقول:” أول أمري أفعال، وثالث أمري مقاصد”، وسأبين ذلك بعبارة مطابقة لما قصد، فأما الأقوال فهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد أخبرني دفع الله بن الشيخ زين العابدين قال :” سألت الفقيه حمد عن سبب الخلاف الواقع بينه وبين شيخه ارباب العقايد، قال:” كنت خادمه وملازمه، قلت: “ياسيدي هذا العلم الذي قرأناه مأمورين بامتثاله أم لا؟”، قال :”مأمورين بامتثاله”، قلت له:” خليل قال:” وكره صلاة فاضل على من يدعي أو مظهر كبيرة” قال :نعم”، قلت له ما قال في تارك الصلاة وصلى عليه غير فاضل، قال:”نعم”، قلت له لم تصل عليهم؟” فترك ذلك وقتا والناس ما هم رضيانين، قالوا له:” الناس جيرانك وأقاربك، تسمع كلام حمد المشاقق”، فعاد كما كان، فرحلت منهم ودخلت توتي”، وإنه يأمر كل من أتاه وتاب علي يديه أن يصحح توبته بشروطها، شروطها الندم على ما فات من تضييع فرايض الله كمعرفته تعالى والصلاة والصيان والزكاة وغيرها، والإخلاص فيما يفعل وترك الربا والريا والكبر والحسد والغيبة والنميمة والعجب، وأن لا يسعى بقدميه في ما لايحل له، ولا يسمع بسمعه ما لايحل له، وينهاه عن مخالطة الغصاب وأكل طعامهم وأكل طعام المستغرقين الذمم، وزعم ذلك هو السنة التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك أيضا أنه يأمر كل من تاب على يديه أن لايزوج ابنته أو وليته للفاسق كالحلاف بالطلاق والغاصب وآكل الربا أيضا، وغير ذلك، ومن ذلك أنه قطع مخالطة الخلق: مخالطة الرجال مع النساء، وغض البصر وقطع كلام النساء من حيث يسمع الرجال كلامهم خيفة الفتنة، وأنه أمر بترك بكارة النساء وقال :”هو من السنة”، ومن ذلك إذا جاءه أحد وهو يقرأ القرآن ويريد أن يقيم عنده لقراءة القرآن يقول له :” لايجوز لك أن تقرأ القرآن وأنت جاهل بفرايض الغين مما فرض الله عليك من أحكام الوضوء والصلاة ومعرفة الله ونحو ذلك، وأم القرآن فنافلة إلا أم القرآن خاصة في الصلاة فإنها فرض، وسور منه على سبيل السنية، ومن ذلك أنه يأمر كل من تاب على يديه وعنده مال مغصوب أن يتصدق به ويأمره بالصيام حتى تذهب اللحم الذي ربي بالحرام، وتارك الصلاة والصيام يأمره بقضاء جميع ما فاته، ويأمره بمواصلة أرحامه ويأمره ألا يتكلف بالأضياف بل يعطوهم ما فضل من نفقتهم ونفقة عولهم وقال هذا هو السنة، ومن ذلك أنه يشترط على أصهاره في عقد النكاح ألا يرحلوهن منه، وجميع الشروط السابقة، فمن خالف ذلك فهي طالق عليه، ومن ذلك أنه يشترط على الواقع عليه من السلطنة وغيرها أن يصلوا معه الأوقات الخمسة، وخدمهم وعبيدهم ونساءهم، وأن يعرف أركان الإيمان الستة، وقواعد الإسلام الخمسة، ومن لم يفعل ذلك يطرده، وتبعه على ذلك جماعة من المحس وغيرهم، ومن المحس كالفقيه محمد ولد صباحي وولديه الفقيه محمد والفقيه عبد القادر والفقيه علي أخيه والفقيه محمد ولد دليل، والفقيه عمر أخيه وأولاد عيسى: رحمة والفقيه عباس، والفقيه شكرت الله ولد منوفلي، والفقيه محمد ولد زمر وابنه الحاج السيد بن زمر، وجماعة كثيرة من بني جرار، واما حيرانه شكر الله وعبد الكافي والفقيه محمد ولد كوريب من شدة متابعتهم له إن قال لهم :”أنقلوا الجبل” ينقلوه، وكان يأمر فيمتثل أمره بغير سلطان، ويقول فلا يسأل عن دليل، ويأتي بالجواب فلا يجسر أحد على مراجعته، وأما أتباعه من جهة النساء أكثر من الرجال أضعافا مضاعفة وأكثرهن فزارة، وقال تلميذ له:
    أبونا أبو دلقا مرقع
    العنده الراي والصح المفقع
    أبونا المنع من المناكر والكباير
    أبونا الخلا الفزاريات فقاير

    وقول الشيخ :”وثاني أمري أفعال” منها :” لبسه للجبة والمرقعات، ونسج عنقريبه باللويس، وجعل الخريم له طعاما يتقوت به، وقال:” لآجل عللا ثلاثة: هضما للنفس، وقلة الحلال في زماننا هذا، واتباعا للسلف الصاح”، ومنها أن دار زراعته مسك السلطنة عليها نصف الخراج يلقط الورق والقرون والقنقر يقسم نصف السلطنة يديهم إياه، وشاله شيخ الدار وداه للشيخ عجيب ود العجيل وقال له:”هذا شنو؟” قال له:” فقيرا يقولوا له ولد أم مريوم، متحرد”، وقال:” الدار تصدقنا بها عليه”، ومنها أنه بنى له حايطا بين زرعه وزرع جاره كي لا يقع زرع جاره في أرضه، ونظير هذه الحكاية ذكرها الشعراني في طبقات العلماء والأولياء: أن رجلا جاء إلى الحسن البصري قال له:” بدورك تعلمني الورع”، قال له امشي في الكوفة فيها رجلا عنده بقرة ما اتلوثت كراعها بطين ارض جاره، فمشى إليه فقال له:” يا أخي الورع فاتني، البقرة دخلت في دار جاري وتلطخت كرعينها بطينها، امشي لغيري”، ومنها أنه نزل فوق زراعة له فيها أحد زوجاته نازلة في جريف قمر صعيد الزراعة والأخرى في أبو نجيلة سافلها، أحداهن أقرب إلى الزراعة والأخرى أبعد، قال:” إن بتنا في الزراعة آثرنا القريبة على البعيدة”، قال أصحابه هذه الشجرة النصف بين المسافتين، فليلة المرأة الصعيدية بيت صعيد الشجرة، وليلة السافلية بيت سافل الشجرة، حتى أنه جاءه رجل في حاجة وواعده بقضايها، وجاءه الغد وقال له :”انت جيتنا نحنا صعيد الشجرة ليلة عيشة بنت سعيد، والآن ليلة بنت مسرة سافلها، تعال في ليلة عيشة بنت سعيد اقضاها لك”! ومنها أنه كثير الرحيل من الديار، إذا نزل دارا وكثر فيها الناس يرحل منهم، وإذا أراد بنا البيوت يأمر بقطع المروق والشعب والرصاص يساويهما في الطول والغلظ، وإذا وجد في واحد طول أو غلظ أمرهم بقطع غيره خوف التأثير، والبيوت خطهن سوى في الأرض واحد شمال الآخر كهيئة بيوت أمهات المؤمنين، وإذا خرج في ليلة إحداهن من بيتها شرقا وغربا يعاين البيت ويمشي كي لا يقابل بيت ضرتها خوف التأثير، ومنها أنه لما عجز عن الطواف على نسايه جمع نسايه وأخبرهن بالعجز، وقالن له “عفونا منك” قال لهن:” البها علي حق هل تأخذه مني في الآخرة، ما بدور عفوكن” قال لهن :كل واحدة في ليلتها تجيني في منزلي”، قالن له :” كل واحدة تجيب لك برش ترقد فوقه”، قال أم برشا باشر جلدي آثرتها على غيرها”، قال كل واحدة تجيب برشها في ليلتها معاها وتشيله في ليلة ضرتها”، قلت وهذا ليس بلازم وإنما هو من باب الورع، قال التتائي عند قول خليل:” وجاز السلام بالباب” قال وسمع القرينان أن معاذ بن جبل رضي الله عنه كانت له امرأتان وكان لايشرب الماء من بيت احديهما في بيت يوم الأخرى، وما أدري ما حكمه، وروي أنهما توفيتا بالشام فدفنتا في حفرة، واسهم بينهما أيهما المقدمة في القبور، وذلك تخير للعدل دون وجوب، ونظير هذه المسألة اي الحكاية ما ذكره الشعراني في كتاب الأخلاق: أن إبراهيم بن أدهم وأصحابه يؤجروا نفوسهم لقوت يومهم فإذا قبضوها يتهم نفسهم يقولوا خايف فرطنا في الخدمة أو قصرنا فيتركونها هاويين طاوريين، وهذا كله من باب الورع.

    ومن أفعاله إقامة الحدود الشرعية في أهل بيته وغيرهم، وذلك فإن الشفيع ولده تزوج فوق زوجته القديمة وآثر الجديدة على القديمة بيومين أو ثلاثة، فشعبه ورمده وغز عود في الشمس فربطه فيه أاما، وقال عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، وكذلك فعل بمحمد ولد كاشي مثل ما فعل بولده، ولد كاشي مدحه بقافية كبيرة، وجاءته امرأة شاكية فقالت له:” فلانة قالت لي يا فاجرة” فأمر بضربها فضربوها، وإن زوجته الحسنة رفعت صوتها بالقرآن، أمر ولدا فقال له:”امش أضربها”، ومن أفعاله مجاهدته لنفسه فوق الحد، قال الفقيه مضوي بن عبد الغفار:” سافرت معه إلى البحر الأبيض، مكث خمسة عشر يوما بوضوء واحد، لا أكل ولا شرب فيها ولا نام ولا توضأ حتى رجع”، وقال الفقيه عبد الدافع أن شيخه الفقيه شكر الله لما أراد الطلب لقراءة العلم قال لي:” أمشاك نواعد الفقيه حمد”، وأنا قواد ماسك الحمار، فجيناه بعد صلاة العشاء، يصلي ركعتين ركعتين والفقيه شكر الله جالس كجلسة الصلاة إلى أن طلع الوقت ما غيرها، فسلم وقال :” يا فقيه شكر الله، الليلة ونستونا”، قال :”أحمد سيدي وأشكره، من أم لحم ما نمت اختيارا ولا نقدت قنقرة ولا شرفت قصبة، البنقدني بسوي لي تسبيحات:، وقل له:” أنا طالب للعلم”، وأخبره بآداب طلب العلم، فصلينا الصبح بوضوء العشاء الاثنين، انتهى، ومن أفعاله أن بني جرار كل سنة يأتوه بزكاة ماشيتهم وتمنها يشتري به الرقيق ويعتق نصفه، وأعتق جماعة، وأن بني جرار غارت عليهم فور فقبضوا منهم سبعين عبدا فجابوهم له، فأسلمهم وأعتقهم وامرهم بالرجوع إلى بلدهم، ومن أفعاله ألا تأخذه في الله لومة لايم فإن الشيخ عبد الله البرنس جاء لزيارته من أول الضحى حتى انتصف النهار حتى فتح لهم، قال الشيخ:” جينا من أول النهار قال جيتك، قال له:” سلطانكم الفوقكم إن كان ما اتكلم انتم تتكلم؟” قال:”لا”، قاله:” أنا في حضرة مالك الملك أقطعها لأجلكم؟!”.

    وقول الشيخ:”وثالث أمري نيات ومقاصد”، فإنه يذكر الله بالأذكار الجامعة كقوله:” أحمد الله ربي واشكره بداية لا نهاية لها”، ويعني واحد من الأنبياء ويقصد عمله مثل موسى وهارون وغيرهما، ومع ذلك كان مجاب الدعوة، ما دعا على أحد إلا وهلك سريعا، ودعا على حمد بن عبد الجبار الجباري:” اللهم اجعل باطنك مثل ظاهرك”، فأصابه برص عم جميع جسده، ودعا على أولاد عجيب والفونج الخرطوا حلته الفي أم درمان حتى بيوتهم في أبو زربيبة فهلكوا بالجدري في سنتهم،ودعا على نور أبو نخيرة من بينهم بطول العمر، وقال لأجل أن يزيد في الذنوب، فعاش نور بعد هذه الوقعة نحو ثلاثين سنة، ومات ولد ماية وعشر سنين وهو يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف، وتحاكم عنده راد الله المحسي وقصة الجموعي والحق مع راد الله وقال له:” أدوه حقه” فامتنع وقال:” حكمت على الباطل”، فأخذ عصا وضربه بها صرب شديدا، وقال الحاج خوجلي:” لو كان ما ضربه لمات عاجلا”، وأما مدح العارفين له: قال الشيخ حمد بن الترابي:” اللهم انفعني ببركة حمد بن مريم فإنه عبد الله لاخوفا من ناره ولا شوقا إلى جنته”، وقال الشيخ أحمد بن الطريفي:” العطايا من الله، لو كان العطا بالعمل نحن يا فقراء الجزيرة ما فينا من خدم الله خدمة ولد أم مريوم”، وقال السيد ولد دوليب:” ما أمثله إلا بعمر بن الخطاب” وتوفي رحمه الله تعالى سنة اثنين عن سبع وثمانين سنة، وأولاده : محمد النور، ومحمد المقبول ومحمد الشفيع على قدمه في الدين والصلاح والتواضع والحمول

    ولبس الدلاقين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإخوانهم مثلهم وأرشد. انتهي.

    حمــــد بن بن عبد الرحيــــــم

    المشهور بحتيك المحسي المشيرفي، ولد بالخرطوم وشرع في علم التوحيد على الفقيه أرباب، وتفقه في خليل على الفقيه محمد الأزرق بن الشيخ الزين، وله معرفة بالسير والأخبار لاسيما مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته وسير أصحابه، وله باع طويل في الفتاوى وحل المشكلات ودفن في أبو نجيلة.


    حــــــــــمدنا الله ولد ملاك

    ولد بالخرطوم وقرأ التوحيد على أولاد ارباب، وسلك الطريق على الشيخ خوجلي وكان من عباد اللخ الذين يخشونه وكان على قدم عظيم في اتباع الكتاب والسنة والاستقامة كشيخه، وقال الشيخ ابو الحسن الشاذلي:” استقامة واحدة أفضل من ألف كرامة”، وأولاده محمد ومحمدين وأولادهم الاثنين على قدم أبوهم في الدين والصلاح والاستقامة. انتهى.

    حمـــــــد بن المجذوب الرهيوابي

    ولد بالحواره ثم انتقل إلى أبو حراز وتفقه على الفقيه عبد الرحمن بن إسيد، وكان له باعا في معرفة الفتاوي والأحكام والدراية أغلب عليه من الرواية، وتوفي بأبو حراز وله حلة فوق البحر تعرف به.

    حامــــــــد اللين

    بن الفقيه سليمان بن الشيخ حامد، قرأ علم الكلام على مكي النحوي، وتفقه على الشيخ الزين، وكان صاحب غناء كثير ومع ذلك زاده الله بسطة في العلم والجسم، واشتغل بتدريس الرسالة والعقايد وجمع الكتب، وهو أول من جاب شرح عبد الباقي على خليل من مصر والشبراخيتي على العشماوية، وكان له مع والدي ضيف الله صحبة، قال:” قلت له:” الناس قالوا:” الفقيه عند أربعة ويبات محلفات”، قال”” حقيقة المال عندي، أولادي أخذوا النساء وشالوه مني، ومكي بن سراج حواري أديته فرخ قلت له جيب لي الشبراخيتي على خليل فباعه أنفقه على الحجاج””، انتهى.

    حـــلالي بن الشيخ محمد بن عيسى سوار الذهب

    وأمه بنت الملك حسن ولد كشكش ملك ضنقلة، وتوفي أبوه وهو في حالة الصغر، وأنه لما دنع الوفاة قالت له زوجته::” أولادك الكبار أرشدتهم وولدي من يرشده؟” قال لها:” عليك بالخضري، فلما مات الشيخ جابت له أسورتها وحجولها قالت له:” بدورك تقعد ولدي في مكان أبوه”، قعده فوق سجادته وقال له:” وليد شيخي أقعد”، وقام حوى الخلوة ثم جاء فبرك في وجهه في الأرض وقال له:” مد يدك” فسلم عليها وقال له:” قعدتك في مكان أبوك”، ثم إن حلالي بلغ مبلغا في العلم والدين والصلاح وصار مثل الشيخ وفاق على جميع إخوانه، وتولى القضاء مثل أبوه، وحكم بالمتفق عليه والقوي من الخلاف، وفي أمر أحكامه مايلا على الصلح في الأموال ونحوها، حتى أنه وقعت مسالة فامتنع أهلها من الصلح، قال لهم:” ما بحكم بينكما حتى تجيبوا شهادة صغيرون وعبد الهادي ولد الشيخ محمد ولد دوليب”، قلت فإن الشهود العدول يقووا حجة الحاكم على الخصمين، كما وقع للإمام عثمان بن عفان رضي الله عنه، فاختصمتا إليه امرأتان: هاشمية وأنصارية في ميراث بينهما فقضى للأنصارية فلامت الهاشمية عثمان بن عفان، فقال عثمان:” هذا عمل بن عمك، هو أشار علينا بهذا”، يعني علي بن أبي طالب، رواه مالك في الموطأ.

    حـــــــــــلاوي


    هو محمد بن جمال الدين الحججابي العامري، ولد بالكامنين وتفقه على الشيخ محمد بن عيسى سوار الذهب، ثم دخل مصر، وكانت له دراية بالفتاوي والأحكام، وقد أورد عليه الشيخ دفع الله سؤالا يسأله عن مسألة فأجابه إجابة حسنة، ونص السؤال “ من دفع الله بن الشيخ محمد إلى عند الأخ في الله المعروف بحلاوي وسبب الجواب في إمرأة أساء عليها زوجها وتكررت شكواها: أيحكم لها القضاء القاضي بالطلاق من غير إثبات بينة عملا بقول المدونة عن ربيعة ويعطى الزوج بعض الصداق كما قال أبو عمران، معنى ظلمه لها في هذا الوجه: أي بدعواها ولم يثبت، ولو ثبت لم يجز أن يأخذ منها شيئا”، فأجاب بقوله:” السلام من عند الأخ في الله محمد حلاوي إلى عند دفع الله، فإنك سألتني عن تأويل قول المدونة وشراحها كابي عمران ونحوه: فإني لست أهلا لذلك، ومسألتكم ليس هذا محلها، ومحلها في باب الطلاق، والطلاق لا يثبت إلا بعدلين، وأنت لا تحكم الأبنص كالشمس، والسلام عليك وعلى أهلك وجيرانك، ويرحم الله من سلف منا ومنكم”، وايضا حلاوي حل معضلة أخرى: وهي أن فرسين لرجلين مطلوقان في جزيرة في ضنقلة جاء عندهما فلو حاضنات عليه الاثنين يرضع فيهما ولم تعلم أمه من غيرها، فتحير الناس: هل يقسماه بينهما أم لا؟ فقال لهما حلاوي: جيبوا أحد الأفراس عوموها وأمسكوا الأخر والمهر، ففعل ذلك فهمهمت فلم يتبعها، فقال لهم:”ردوها” فعوم الأخرى فهمهمت فطلق المهر فعام لهما في الشرق، فقضى به لها، فاستحسن الناس قضاه. ونظير هذه الحكاية ما ذكره مسلم في صحيحه أن امرأتين أحدهما كبيرة والأخرى صغيرة تحاكمتا عند داوود عليه السلام في ولد بينهما قضى به للكبيرة، فخرجتا على سليمان عليه السلام فقال ليس القضا هكذا فأذبحه وأريحكم، فقالت الكبيرة:” افعل يا نبي الله” وقالت الصغيرة:” لا تفعل”، فإنه ولده، فقضى به للصغيرة، ثم إن حلاوي لما قدم الطلب سكن القوز المشهور، وطال عمره وجاوز الماية بكثير فبقي بعد أم لحم وتوفي في القويز ودفن فيه، انتهى.

    حميـــــــــــد الصاردي

    وصارد قبيلة من جذام، ولد بالكبر، وحفظ الكتاب على الولي باسبار وقرأ التوحيد والعربية على مكي بن فريعة المشهور بالنحوي، ونجع في سنة أم لحم إلى جبال العطش فتوفي فيها، وطال عمره، مات قريبا من الوداع، وأخذ عليه التوحيد والعربية جدي لأبي الفقيه ضيف الله الفضلي، انتهى.

    حمدان بن الشيخ يعقوب

    ويسمى بالبطران، ولد بالحمرة، وسلك الطريق على أخيه الشيخ موسى، وانقطع وتزهد وتريض ولبس الصوف، فلما وصل مقامات الرجال ترك ذلك ولبس القماش العالي وركب جمال البديد حتى قال له الشيخ عز الدين ولد نفيع العركي :” يا حمدان ركبت المعلوف ولبست المندوف وحقبت السيوف وتركت دراعة الصوف”، وسلك الطريق وارشد جماعة، وتوفي سنة الوداع، ودفن مع أبيه وأخيه، فلما دنت وفاته قام من مسكنه كترة وروح للحمرة وتوفي بها رحمه الله تعالى.

    حمد بن أبي زيد الخضري البصيلابي

    ولد بمدينة أربجي، وكان عظيم الشأن، ورعا تقيا وزاهدا متنسكا، وكان من عباد الله الذين يخشون الله تعالى، وقرأ خليل، والرسالة على الفقيه شمو ولد عدلان، ثم اشتغل بالأسفار والتجارة، وبعد ذلك اجتمع بالفقيه محمد ولد حجازي راجل كركوج فسلك عليه الطريق، وانقطع إلى الله تعالى واشتغل بتدريس الرسالة، ودرس فيها خلايق كثيرون، على قدم الصلاح والدين كشيخهم، ودفن بأربجي وقبره ظاهر يزار.

    حمــــــــــــــودة بن التنقار

    المشهور بجياب العجوة من الريف، وأمه بنت سرحان وأمها فاطمة بنت جابر وتفقه على خاله الفقيه محمد بن سرحان، وسبب إتيان العجوة أن خاله محمد بن سرحان مرض قيل له :”شفاك في العجوة”، وكانت مفقودة في البلد، فجابها حمودة رضي الله عنه من الريف وكانت سبب شفايه، وشرح على خليل حاشية مفيدة فيها سورة خاله وأولاد جابر، انتهى.


    حمـــــــد السيد بن بلة

    ولد بالحلفاية، وحفظ الكتاب على الفقيه عبد الرجمن بن إسيد وقرأ مختصر خليل عليه أيضا وعلى الفقيه محمد بن قوته، وقرأ الرسالة على الفقية محمد ولد مدني، واشتغل بتدريس الرسالة، وأخذها منه رجال صالحون، وبالفتوى والحكم، وكانت الدراية أغلب عليه من الرواية، وكان يقول:” سمعت قايلا يقول لي:” يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق”: حتى ذلك الوقت أول ما سألوني عن المسالة تظهر لي مثل الشمس”، وممن أخذ عليه الرسالة من الفضلاء الفقيه عبد الله حسن التكاوي العالم المشهور وابن عمه الفقيه حسين، وصالح ولد خبير، ومحمد نصر الكبوشابي، والحاج عمارة، والحاج السيد زمر، والفقيه محمد بن قسم الله، والفقيه محمد بن الحاج محمد نور خليفة الحاج خوجلي، وخلايق كثيرة، وكان حبرا فاضلا تقيا زاهدا مجانبا للسلطان ودفن بمقبرة المغاربة وقبره ظاهر يزار عن ثمانين سنة ونيف، وأولاده الفقيه محمد والفقيه أحمد وعبد الرحمن صلحا فضلا علما، وحمد السيد بن أحمد كجده وزروق بن الفقيه محمد كأبيه في العلم والديانة، انتهى.

    حمـــد بن المجذوب

    حفظ الكتاب على الفقيه حمد بن الفقيه عبد الماجد وتفقه في خليل والرسالة على الفقيه محمد مدني بن محمد وعلي القراري، وعلم الكلام على الحاج سعد، وحج إلى بيت الله الحرام وسلك الطريق على الشيخ علي الدراوي تلميذ سيدي أحمد بن ناصر الشاذلي، وانتصب للتدريس في جميع الفنون والفتاوي والأحكام والسلوك في طريق القوم عجبا من العجب، الزهد والذكر وملازمة دلايل الخيرات والقيام بمصالح المسلمين، واعطاه الله القبول التام عن الخاص والعام، وكان كثير الشفاعة عند الملوك والسلاطين وجعل، لاترد له شفاعة، من رده ينكب سريعا، وصفته كان أسمر اللون مربوع القامة مايلا إلى الطول ذا لحية كبيرة تكاد كل شعرة من شعراتها تنطق تقول هذا ولي الله حقا، وهو ممن جمع بين الفقه والتصوف، وتوفي رضي الله عنه سنة تسعين عن خمسة وثمانين وقبره بالدامر ظاهر يزار عليه نور ووقار، وولده أحمد الخليفة مثله في العلم والدين والقيام بمصالح المسلمين.

    حسن بن عبد الرحمن بن صالح

    ولد بالثلاثاء يوم عاشوراء سنة تسعة وخمسين وماية والآلف على ما سمع عن ولده، وقرأ القرآن على الفقيه خمد ولد أبي راس والفقيه علي والفقيه بشير والفقيه مقبل إبني عثمان علامة، أعني مختصر خليل، الرسالة، على الفقيه عبد الهادي بن إسماعيل والعقايد، السنوسية على الفقيه إسماعيل بن الفقيه الزين، والفقيه محمد الخناقي، والفية بن مالك على الفقيه حمد بن الفقيه نوواوي تلميذ الفقيه حسن سكيكرة، والفقيه أحمد بن عيسى الأنصاري، والفقيه عبد القادر بن التويم، واستجاز كتب الحديث ومصطلحها بالمكاتبة صحبة الشيخ أحمد بن عيسى الأنصاري وغيره من الشيخ أحمد الدرديري والشيخ محمد الأمير، والشيخ السيد الشريف المرتضى، سلك الطريقة البهارية اليعقوبية على والده.

    يتبع....
                  

09-06-2010, 03:02 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    المايكروفون معك أخي عوض الله!
                  

09-06-2010, 09:13 PM

Faisal Al Zubeir
<aFaisal Al Zubeir
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 9313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    Quote: ولد رضي الله عنه بالعيلفون وقيل بالحليلة شوحطت*



    * شمبات حاليا.
                  

09-07-2010, 03:50 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: Faisal Al Zubeir)

    حرف الخاء


    ...
    خوجلي بن عبد الرحمن بن إبراهيم
    وأمه اسمها ضوة بنت خوجلي ، وأبوه عبد الرحمن محسي كباني وأمه محسية مشيرفية وجده إبراهيم من تلامذة أولاد جابر ، أخذ من محمد بن الشيخ إبراهيم البولاد كذا وجدته مكتوباً ، والشيخ خوجلي ولد بالجزيرة تةتي وبدأ المكتب عند عايشة الفقيرة بنت ولد قدال ، أخذ علم الكلام والتصوف من القيه أرباب ، وتفقه في خليل على الشيخ الزين صغيرون وهو ممن جمع بين التصوف والفقه وحج إلى بيت الله الخرام وسلك طريق القوم على الشيخ أحمد التنبكتاوتي الفلاتي القطب الرباني القاطن بالحرم المدني ، فالكلام فيه على ثلاثة أنظار.
    النظر الأول : في شهادة العارفين له أنه من أهل هذا الشأن
    النظر الثاني : في صفاته الذاتية وفي أخلاقه وسداد طريقته وفيمن أخذ عليه طريق القوم من الأجلاء.
    النظر الثالث : فيما خصه الله به من الكرامات وخوارق العادات
    النظر الأول:
    في شهادة العارفين له ، تكلم الشيخ إدريس على ظهوره قبل مولده قال : يظهر في توتي ولد له شأن ، وقال الشيخ أحمد بن الطريفي : رأيت النبي  في بقعتي هذه ، ورأيت الأولياء من المشرق والمغرب صفوفاً واقفين بين يديه واضعين أيديهم على ركبهم ، ورأيت الشيخ خوجلي جالساً عند الرسول  من غير انحناء .
    وقال الفقيه حمد ولد أم مريوم : خوجلي صدقه الله في جميع ما يقوله.
    وقال الشيخ ضوين بن أحيمر تلميذه : درجة الصديقية في جزيرة الفونج ما وقعت إلا لثلاثة الشيخ إدريس ، والشيخ دفع الله ، والشيخ خوجلي.
    وقال والدي الفقيه ضيف الله : الدنيا إن انتكت أقعدها الشيخ خوجلي على حيلها بصلاة الجماعة وقراءة الأحزاب.
    وقال الفقيه رملي ابن الفقيه محمد ولد الشيخ إدريس : الشيخ خوجلي يرى النبي  في كل ليلة أربعة وعشرين مرة ، والرؤيا يقظة ، وهذا غير بعيد على من منحه الله ذلك.
    وقال الشيخ خوجلي : والدتي دعت لي أن أبلغ درجة الشيخ إدريس ، فأعطاني الله من ذلك ، ذات يوم ، أنا في الخلوة روحي خرجت من جسمي ، فحرجت السماء فجاءتني ورقة مكتوب فيها : سلام قولاً من رب رحيم على خوجلي ، وأخبرني الفقيه شريف ابن الفقيه جاد الله : أول أمري حصل لي فتوح ، فدخلت على الشيخ خوجلي ، فنهمني في خلوته ، فقال : جاءني فقير من الحج ، قال لي : الرسول عليه الصلاة والسلام يسلم عليك ، والسماء كان قريباً إلى ، ثم عاد في البعد على حاله ، قال فصليت ركعتين ونمت ، ثم جاءني رجل من الصالحين ، قال لي : قرب السماء منك يقينك ضعيف ، فلما قوى يقينك بعد السماء منك ، وقول الفقير : الرسول يسلم عليك ، داخل في قوله تعالى للرسول ليلة الإسراء : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، وأنت من عباد الله الصالحين ، ونظير هذه الحكاية ما ذكره الشيخ ابن عطا الله في كتابه لطايف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه الشيخ أبي الحسن الشاذلي قال سئل الشيخ أبو العباس المرسي ، قيل له : إن الحارث بن أسد المحاسبي قال: خلق الله في أصبعي عرقاً يتحرك ، إذا جاءني طعام فيه شبهة ، والصديق رصي الله عنه قال : أكلت طعام عند خالة لي أصله ثمن كهانة في الجاهلية ، فتقايأته ولو خرج بروحي لما تركته ، فما بال الصديق الذي هو خير أهل الأرض لم يخلق له عرق ينبهه ، فقال الحارث بقيت عليه البقايا وضعف اليقين ، والصديق رضي الله عنه ، لو وزن أيمانه بأيمان أهل الأرض لرجح بهم. ا.ه
    النظر الثاني:
    في صفاته الذاتية : كان رحمه الله تعالى مربوع القامة مايلاً إلى القصر أسمر اللون في أنفه كبر ، كثيف اللحية ، تكاد كل شعرة من شعراتها تنطق تقول هذا ولي الله حقاً وكان مهاباً بلغ من الهيبة مبلغاً حتى قيل : إن أكابر العلماء والسلاطين إذا جلسوا بحضرته يكونون كالأطفال من هيبته ، وسبب أمره دعوة من والدته ، أنه كان عنز يحلبها وأتت لوالدته نسوة لزيارتها ، فطلبت لهن شاه تضيفهن بها ، فلم تجدها ، فأخبرته بما طلبت للنسوة المذكورات من الذبيحة ، وعدم وجودها وهو إذ ذاك صغير ، فحلب شاته وذبحها ، فلما رأت ذلك منه دعت له ، فقالت : رجوت الله أن يعطيك مثل ما أعطى خالي الشيخ إدريس من الولاية وجلالة قدر ولد حسونة ، فاقشعر جلدهما معاً عند الدعوة ، فكان لها ما طلبت عند الله لولدها ، وقد حقق الله رجاءها وتقدم أن أولاد جابر سبب أمرهم دعوة من والدتهم.
    ومن أخلاقه تمسكه بالكتاب والسنة ومتابعة السادة الشاذلية في أقوالهم وأفعالهم ، يتعمم بالشيشان الفاخرة وينتعل بالصرموجة ويتبخر بالعود الهندي ، ويتعطر ، ويجعل الزياد الحبشي في لحيته وثيابه ، يفعل ذلك اقتداء بالشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه وإظهاراً لنعمة الله تعالى ويحمد الله على ذلك ، وقيل له : إن القادرية إنما يلبسون الجبب والمرقعات ، فقال : ثيابي تقول للخلق : أنا غنية عنكم ، وثيابهم تقول : أنا مفتقرة إليكم ، ومن أخلاقه أنه لا يقوم للسلام على أحد من الجبابرة لا أولاد عجيب سلاطين بلده ولا لملوك جعل ولا لأحد من أهل المراتب إلا لأثنين : خليفة الشيخ إدريس وخليفة الشيخ صغيرون.
    وقال الشعراني : هذه المرتبة (يعني ترك القيام) ما وقعت من المشايخ ولو للشيخ عبد القادر ، فإنه إذا دخل عليه الخليفة العباسي يقوم له إلا الشيخ محمد الحنفي الشاذلي بمصر ، فإنه لا يقوم لأحد لا البشوات ولا السناجك.
    ومن أخلاقه إنه لا يكاتب السلطنة ولا يرسل إليهم مع كونه كثير الشفاعة والجاه ، وإذا طلب منه أحد القيام للسلطان ليشفع له عنده ، يقول ، لا أرسل معك تلامذتي ولا أولادي استودعتك الله ، وخذ هذا الطين ، وإن صبرت إلى أن يأتيني هذا الظالم أو أحد من أعوانه أوصيه إليه ليشفع لك عنده بأمري ولا يقوم إلى ظالم في شفاعة.
    قال الفقيه عبد الدافع : قال الشيخ خوجلي : ما وقع عندي أشجع من أربعة أصول ولد جماعة ومحمد ولد كنتوش ، وعلى ولد دفع الله ومحمد ولد ابو القاسم شيخ الكمالاب ، فإن أصولاً اتهموه بامرأة الملك وجاءني للشفاعة ، فقلت له : خذ هذه الطينة ، واستودعتك الله ، فسر إليه ولا تخش منه ، قال لي : علي بالطلاق ، إن طلبت شفاعة غير وداعة الله وطينتك ، فأخذ الطينة وسافر إلى الملك ، فلما رآه قال : عفوت عنك فيما اتهموك به ،وأما محمد ولد كنتوش ، قيل له : الملك يريد : الملك يريد أن يقتلك ، فدخل في مركب وانحدر في البحر إلى أن وصل إلي ، فقلت له مثل الأول ، فقبل وداعة الله ، وأخذ الطينة ومضى أليه ، فخلى سبيله بمجرد رؤيته ، وعلي ولد دفع الله جاءني واقعاً من الشيخ عبدالله ولد عجيب ، فقلت له : لم أقم إليه معك ولكن هاك هذه الطينة واستودعتك الله معها فقال : علي بالطلاق ولا أطلب سوى وداعة الله والطين الذي تعطيني إياه فأعطيته الطينة واستودعته فمضى إليه ، فمجرد رؤيته أليه خلى سبيله ، وشيخ الكمالاب اتهموه أولاد عجيب بقتل حمد ولد عبود وجاءني للشفاعة ، فقلت له : من عادتي أن لا أطلب سلطاناً لشفاعة ، ولكن استودعك الله ، وأعطيتك طينتي ، هذه عادتي ، فقال : علي بالطلاق ، ولا أطلب شفيعاً غير وداعة الله ، وامتنع من الطينة إلا أني أرسلتها إليه بعدما ولى، فأخذها ومضى إلى الشيخ عبدالله ولد عجيب ، فبمجرد وصوله إليه خلى سبيله.
    ومن أخلاقه تعظيمه وإجلاله لأولاد المراتب مثل الركابية والمشايخة ، فإذا وقعوا عليه من ظلمة نالتهم من الظلمة يقول لهم : أنتم غير محتاجين إلي ، ويخوف الظالم من سطوة آبايهم وأجدادهم ، وأما أصل طريقته فالأساس قادري ، والأوراد والأخلاق شاذلية ، فإن شيخه تلميذ الشيخ محمد الناصر الشاذلي ، ومن سداد طريقته الصبر والتحمل للأذى من الأقارب والجيران ، فإنه لا يتغير منهم ، ويقول ، وأفوض أمري إلى الله ، إن الله بصير بالعباد ، وكان الشيخ أبو العباس المرسي يفعل ذلك.
    قال ابن عطاء الله في لطايف المنن : قيل له :إن فلاناً يسبك ألا تشكونه للوالي يحده لنتشفى فيه ، قال : إني لا أحب أن انتقم من أحد ، ومن سداد طريقته ترك الأكل مع تارك الصلاة ونهي أصحابه عنه وأظهر لهم كرامة في ذلك ، وقال لهم : يخرج القيح والصديد من أصابعه في الطعام ، فكشف الله الحجاب لجماعة منهم ، فرأوه عياناً ، وأنا سمعت من الفقيه محمد ولد حاج والفقيه عامر ولد عبد الجليل ، حلف كل واحداً منهما يميناً بالله أنه رئى ذلك عياناً ، وكذلك سمعته من الفقيه عبد الرحمن حتيك.
    ومن سداد طريقته أنه إذا دخل عليه أحد الطريق وبه مرض من جنون أو جذام أو برص أو غيرها يزول عنهم حالاً ببركته ، وفي معنى ذلك قال الأبوصيري صاحب بردة المديح يمدح الشيخ أبو العباس المرسي رحمه الله تعالى :
    أكرم الله بيوم الأربعاء لك *** عيدي كألف خميس
    كل اتصالات السعيد سعيدة ***بمثابة التثليث والتسديس
    ومن سداد طريقته أمره لتلامذته بالأذكار والرواتب دبر الصلوات ، وممن أخذ طريقته وتبعه في أمره ونهيه وأخلاقه خلق كثير العدد منهم الفقيه ضوين بن أحيمر من أهل الصعيد ابن بنت الخطيب والفقيه عبد القادر مصطفى والفقيه محمد عبد الدافع خليفة ولد داوود والفقيه محمد ولد الماجدي وأولاد الفقيه أرباب الخشن الفقيه محمد والفقيه علي صالح أبو نجيلة والفقيه حمدنا الله ولد ملاك وأولاده محمد ومحمدين ومن السافل الفقيه عبد الدافع والفقيه ضيف الله والفقيه محمد ولد أنس والفيه حسب النبي ولد بحر والفقيه بشارة أبو سيفا عود والفقيه عبد المحمود بن عبد الحميد والفقيه موسى والفقيه عامر بن عبد الجليل والفقيه إدريس بن نصار والفقيه محمد ولد حاج والفقيه محمد المصلي والفقيه عبدا لرحمن البرنس أخوه والفقيه محمد بن عبد اللطيف والفقيه عثمان الهلالي وجمع كثير لا نطيل بذكرهم فهؤلاء المذكورون اهتدوا بهديه وساروا بسيرته وقد رأينا الواحد منهم لو مات جوعاً ما أكل مع تارك الصلاة ولا يترك صلاة الجماعة والرواتب دبر الصلوات وأذكار الغداة والعشي فلا يبرحون من مجلس الصلاة حتى يفرغوا منها ، رحم الله جميعهم ونفعنا ببركاتهم دنيا وأخرى.

    ....
    يتبع
                  

09-07-2010, 04:54 PM

Al-Shaygi
<aAl-Shaygi
تاريخ التسجيل: 11-16-2002
مجموع المشاركات: 7904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)


    محمد عثمان الحاج
    Quote:
    لكن ومن عجب أنني لم أجد أي صورة لهذا الكتاب في الإنترنت، وكلما بحثت لا أجد سوى كتاب من شاكلة كتاب “نظرات في طبقات ود ضيف الله” الذي يتبنى وجهة نظر المذهب السلفي المزعوم في نقد ما ورد في الكتاب،

    صدقني عبر رحلة البحث هذه ولم أجد ما يروي ظمأي
    وها أنت تأتيني بالري
    فأروينا فنحن عطاشا لهذا السفر القييم.


    لك كل الشكر

    الشايقي

    http://www.youtube.com/watch?v=WjNosdjuv7s

    فاوضني بلا زعل

    [email protected]
    http://alkatwah.com

    .
                  

09-08-2010, 04:28 AM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: Al-Shaygi)

    ....
    نواصل حرف الخاء
    وأيضاً نتابع التعريف ب خوجلي بن عبد الرحمن بن إبراهيم
    النظر الثالث :
    فيما وقع على يده من الكرامات
    أعلم أن الأمة من كل ناحية اقتدت به واتخذته أماماً وانتفعوا بطريقته ومشورته والاستغاثة به عند الأمور المهمات ، فمن ذلك أن سواقي المحس في توتي بعد العيش ما صار إلى صدر الإنسان ظهرت جزيرة من الرمل حالت بين الماء والسواقي ، فجاءه المحس ووضعوا عنده الطواري والقداديم والفؤسه ، وقالوا له : لا يسعنا المقام في هذا البلد بعد فساد زرعنا من عدم الماء ، فقام معهم وركب على حمار ووضع عصاه في البحر ، وقال : بسم الله الرحمن الرحيم يا شيخ أحمد بن الناصر وقرأ حزب البحر فبوقته هاج البحر وذهبت تلك الجزيرة وملأ البحر أقانين السواقي وثبت الناس في مكانهم ببركته ، فصارت هذه الكرامة باقية إلى زماننا هذا سنة تسع عشر بعد المايتين والألف ، وكان عصاه من حديد ، فما وضعت في موضع قل ماؤه إلا ذهب الرمل وهاج فيه الماء فوراً ومن ذلك أنه جاءه رجل فقال : يا سيدي أتيتك زائراً بعدله ملح فغرقت في البحر ، فقال : نحن محتاجون لها غاية الحاجة ، اذهب إلى المكان الذي غرقت فيه وأبحث عنها ، فرجع الرجل إلى الموضع وغاص في البحر فوجد الملح على حاله والعدلة كما هي.
    ومن ذلك أن الفقيه عبد الدافع ومعه الفقراء جاؤوا عنده لصلاة الأربعين وهي صلاة مشهورة عنده يجتمع إليها الجماعة من عشرة في آخر شعبان إلى كمالة رمضان ، فذهبوا يوماً إلى خدمة زرع الشيخ وكان ببينه وبينهم البحر فركبوا في البحر إلى الزرع ، بعدما فرغوا من خدمتهم أقبل وقت صلاة الظهر فتوضؤوا وطلبوا السفينة فلم يجدوها لأنها في البر الشرقي ولم يكن هناك أحد ، والشيخ قد احتاج إلى حضورهم للصرة فصار مقبلاً على جهتهم ينظر إليهم فجاء عصار أخذ المركب ومرقها إليهم غرب البحر فدخلوا فيها ومرقوا على الشيخ فوجدوه يريد أن يحرم لصلاة الظهر وهذه الكرامة مشهورة.
    ومنها أن فاطمة بنت عبيد مرضت مرضاً شديداً أشرفت فيه على الموت ، وجاءه الفقيه النور وقال له : يا سيدي الشيخ حسن أحيا الميت ذا الحين دائرة تسأل الله لها أن تيحييها ناذرة لك بفرخها قسم الله وأنه عزم للفقيد النور في ماء الركوة وغرغروها بالماء فمجته لأنها في حالة النزع آخر الليل خاطبت النور بصوت هاو وقالت : هل أنا طيبة ، فإني رأيت الشيخ خوجلي واقفاً عند الصندوق فوكزني بعصاه ، وقال لي قومي : ثم أن الفقيه النور قام من ليله وركب وسار لتوتي فوجد الفقيه أحمد ابن الشيخ قادم إلى المسجد ، وقالت له البشارة بنت عبيد طيبة ، فقال له الفقيه أحمد الشيخ ساد الخلوة عليه إلى الآن ، وقال : أنا غلبان، كنا أنا وملك الموت نتنازع في روح بنت عبيد فتركها لي ، وفاطمة المذكورة مدحت الشيخ بكلام مسجع ، فقالت : يا قسم الله تعالي جيب البشارة من اللدوه المنبور للزيارة العقلوا له سلاطين الككارة خت النور بيمينك وأنا ليك يساره.
    ومنها أن الفقيه محمد ولد كبيدي قال في وجه الشيخ : أدعوني العابداب وقالوا لي : أنت عريبينا : فاستأذنت الشيخ فأذن لي ومشيت إلى سنار ، وشكوتهم ، فمجرد الوصول قبضوني وأغلقوا علي الباب فجاءني الشيخ خوجلي ، فقال لي : السبحة التي في رقبتك كم عددها ، فقلت له : ماية ، فقال لي : قل : يا قديم الإحسان ، إحسانك القديم ماية مرة ، فبمجرد الإكمال جاءوني وحلوني وعفوا عني ، فلما حكيت هذه الحكاية للشيخ صالح ولد بان النقا ، قال لي : قل : حرم ، فقلت حرم ، قال لي : طلق فقلت له : سل شمهروش أنت قلت الصالحون أقعدوه لي للأمور التي تخفي علي يعلمني بها ، سله ، فسأله فقال له : نعم ، ومنها أن السلطان بكر سلطان كنجارة حين بلغه أن الملك بادي سبه حلف ليدخلن سنار يقلع الشجرة ويسد البحر لتمشي الخيل عليه ، فلما تجهز وسار حتى بلغ طرف الدار وبقى على المغارة رأي الشيخ خوجلي وبيده عصا وكزه بها في آخر أضلاعه ، فانتفخت وماتت يده فكان سبب موته ، لأن سلطان الفونج استغاث به ، وقال له : سلطان فور قادم إلينا ، ثم إن السلطان بكر سلطان كنجارة سأل أولاد البحر ، وقال لهم : جاءني رجل أزرق وعليه قميض أخضر ، فوكزني بعصا ووصفه لهم كما رآه ، فقالوا له : هذا هو الشيخ خوجلي.
    ومنها أن البواب أتاه ، وقال له : العيش كمل ، والمسافرون ما حضروا ، قال لهم : أمشوا أقلعوا المطمورة الفلانية ، قالوا له : فلقناها وملأناها تراباً ، قال لهم أمشوا فأقلعوها ، فمشوا قلعوها ، فوجدوا فيها عيشاً أحمر ، فبدروها وشالها الناس في أطرافهم إظهاراً للكرامة والتبرك بها.
    ومنها أنني في حالة الصغر قدمت أنا وخالة لي إليه زايرين ، فأعطتني خالتي قنجة ومعها محارة ، وقالت لي : أدخل عليه وخبره أن يبصق لي في المحارة والقنجة بياض ، فبصق فيها ومسحت بها برصة كبيرة في جلدها فبرئت ، وصارت كساير جلدها.
    ومنها أن عبدالله جميل التاكة كان بينه وبين رجل من المحس يقال له : النور ولد المحسي شركة ، فمات الرجل وقامت أمه وبوثيقة فيها أن النور يطلب عبد الله جميل التاكة عشرين قنجة ، فأنكر عبد الله جميل التاكة وصار يصيح عند القبر وقال له : أنت قلت بعد موتي ألحقكم أكثر مما في الحياة ، والمرأة جاءت بالوثيقة إلى الفقيه أحمد ولده زمن خلافته ، وإن الفقيه احمد أحضر الجماعة وقرأ الوثيقة ثانياً وقرأها أيضاً إبراهيم الخليل ، فانقلب ما في الورقة فصار أن عبدالله جميل التاكة يطلب النور ولد المحسي عشرين قنجة ، فصاحت المرأة فغفا عنها ولد جميل التاكة وقال : لأنا ما بطلب منه شيء ولا له علي شيء بل مكرت على والدته وبركة شيخي حضرتني ، ,انا عفوت عنها.
    توفي رضي الله عنه ضحوة الأحد نهار ثمان عشر جمادي الثانية سنة خمس وخمسين بعد الماية والألف بتوتي وجلس في مكانه ابنه الفقيه أحمد بإشارة منه ، وكان عبداً صالحاً ، قام مقام أبيه في جميع صفاته ، ومدة خلافته ست سنين ، وقد رثاه السيد عبد الهادي الدولابي بقصيدة جميلة ، وفت بالغرض المطلوب وزيادة ، جزاه الله خير الجزاء وهذه هي القصيدة:
    .....
    يتبع

    ....
                  

09-08-2010, 11:22 AM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    نواصل حرف الخاء
    والشيخ خوجلي بن عبد الرحمن بن إبراهيم
    وقد توقفنا عند القصيدة التي رثاه بها السيد عبد الهادي الدولابي
    .....
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله حكم الله أمضاه *** والعمر تم وما قد شاء يقضاه
    والعمر تم ووعد الله في الأزل *** حقاً يقيناً فلا يخلفه مولاه
    والموت حقاً يقيناً ذاقه الرسل *** والصبر شأنك يا نفسي على ماه
    والصبر واجب عند ذاك محتم *** يا نفس من ربي على بلواه
    يا نفس مات الهاشمي محمد *** أيضاً كذاك الرسل من أنباه
    يا نفس هذا الوعد وعد سابق *** من عهد آدم والخليل أباه
    لكن موت الصالحين مصيبة *** تعمي العيون ونورها تغشاه
    وخصوصاً القطب المبجل منهم *** حامي الحمى للطالبين حماه
    قطب الهداية فايق في وقته *** شمس الضحى وشعاعها أخفاه
    قطب المعارف شمسها يا سيدي *** قد فاق في زهد وفي تقواه
    ذاك الذي جلف الزمان بمثله *** يأتي وحنث يمينه نفتاه
    ذاك الذي ختم الولاية يا فتى *** كختام أحمد للنبؤة ياه
    ذاك الذي في الكون نال تصرفاً *** والكون في أقصاه قد لباه
    ذاك الذي تخدمه سادات الحمى *** وملوكها يا صاح هم ايماه
    أما الشيوخ فقد تزاحموا في بابه *** كي ما ينالوا القصد من دعواه
    ذاك الذي يعرف بخوجلي في الورى *** قد كان بدراً طالعاً بسماه
    قد كان حبر للعلوم محرراً *** وطريق أهل الوصل قد أفشاه
    قد كان شيخاً في الطريقة سيداً *** كالشاذلي والمرسي في وقتاه
    أيضاً كذاك الجيلي في أوصافه *** وجنيدهم يا صاح في طرقاه
    بالشبلي أيضاً قد تكمل خلق *** زروقهم بطريقه أوصاه
    معروفهم والزاهد المتحقق *** سفيانهم وربيعهم إياه
    لله ما أزكاه حبراً كاملاً *** والحلم مطبوعاً به خلقاه
    متلبساً بالزهد في أوصافه *** متبرقعاً بمهابة وحياه
    مبسوط بسطاً لا يشين بحاله *** مقبوض قبضاً لا غضب حاشاه
    الفضل والتفويض فيه مكمل *** والصبر والتسليم من سيماه
    يا طول ما سهر الليالي لربه *** والدمع في الخدين قد أجراه
    يركع ويسجد للمهيمن ربه *** جوف الظلام مناجياً رباه
    حتى أتاه الموت ناخ ببابه *** نعم الرسول ونعم من آتاه
    يا سعده لاقى الجليل إلاهنا *** في حالة يرضاها في أخراه
    ومن العجايب عند موت إمامنا *** ظهرت له كل العجائب يااه
    وكذاك تروي الحاضرين لموته *** آيات فخر ما حواها سواه
    كحنين محراب لفقد صلاته *** كالجذع حن بشوقه وبكاه
    والخيمة الخضراء تظلل نعشه *** والرايتان أمامه ووراه
    يكفيك هذا من كرامة شيخنا *** شمس المعارف قطبها اياه
    يا معشر الزوار أين مناخكم *** وأمامكم سهم القضا وافاه
    وإمامكم قد صار مغبراً *** أسف عليه فوا أمد حزناه
    أسف وأسف ثم أسف ثالث *** أسف وأسف بعده ووراه
    أسف عليه دوام دهر دايماً *** أسف عليه بكرة ومساء
    أسف عليه مدى الزمان وطوله *** أسف عليه فلا عوضاً نلقاه
    أسف على قمر بدأ في ظلمة *** وطرا الكسوف لنوره أغشاه
    أسف على الشمس المنيرة شيخنا *** خضر الزمان وغوث ذا قطباه
    أعلي لوم أن بكيت مسحراً *** ومبكراً ومهجراً ومساه
    أعلي لوم إن أراقت مدامعي *** فوق الخدود لفقدنا رؤياه
    أعلي لوم إن جرى دمعي دماً *** أو ذبت من وجدي ومن حزناه
    أعلي لوم إن هجرت مضاجعي *** ولذيذ نومي في ظلام دجاه
    أعلي لوم إن خرجت مهاجراً *** وهجرت أوطاني لفقد لقاه
    يا أهل بيت الشيخ ضجوا بالبكا *** واطروا زمان الشيخ يا حسناه
    يا أهل بيت الشيخ كيف حياتكم *** والشيخ مات وأظلمت بلداه
    يا أهل بيت الشيخ كان زمانكم *** خصباً ورغداً باسطا نعماه
    والآن صار الدهر دهراً غادراً *** قلب المجنة والجفا أبداه
    أتلام أنتم في البكا والشيخ قد *** حل الضريح بلحده سكناه
    والأرض ترجف والسماء تزعزعت *** عرش المهيمن شيخنا أبكاه
    وكذاك مكة والمدينة يا فتى *** والعرب أيضاً والعجم تبكاه
    تبكي عليه السالكون لفقده *** وتقول يا غوثاه يا قطباه
    تبكي عليه الطير في جو السما *** وكذاك وحش الأرض يا أسفاه
    والحوت في بطن المياه تكدراً *** أشجارها وربوعها تنعاه
    والكون كله قد تزعزع ركنه *** وجبالها في تيهها وفلاه
    حيث مات الشيخ ذاك إمامنا *** وتوحشت أوطانها وحماه
    يا توتي نورك قد كسته غمامة *** وظلامها ذاك الشعاع طفاه
    يا توتي حصنك قد تهدم شعبه *** والعز ذاك تهدمت برجاه
    يا توتي كيف تقيم فيك ظعاين *** ودليلها مثروب في ترباه
    يا توتي كيف الشيخ كيف زمانه *** كزمان أحمد في البقيع حكاه
    يا توتي كان الشيخ فيك بخلوة *** فوق التقى أساسه وبناه
    ترك الدنية مذ بناها مقبلاً *** حتى أناخ بباب مولاه
    لزم العبادة ناسكاً متبتلاً *** والشوق في مولاه قد أضناه
    والحب في أعضايه متمكن *** طول الليالي مراقباً تلقاه
    يا سعده قد كان ذاك بحضرة *** ما غاب عنها طرفه بهواه
    بالحال يصلح من أراد صلاحه *** والناظرين أفادهم رؤياه
    يا رب واجعل سره متسربلاُ *** بعد الممات لأهل ذا طرقاه
    يا رب بارك في المبارك أحمداً *** خليفة الشيخ الذي أوصاه
    وأعطف عليه منك عطف عناية *** وأسبل عليه الستر يا رباه
    ومحمد والشيخ ذاك أمينهم *** وحليمهم يا صاح في خلقاه
    وعبيد رحمن تكمل فضله *** حيث الإمام بخلوة رباه
    وخليلهم يا صاح ذاك فإنه *** بمهابة رب العباد كساه
    وسراجهم بالصمت ذاك تخلقاً *** والخير فيه مكملاً تلقاه
    والنور بحر زاخر متلاطم *** قد فاق في علم وفي تقواه
    ذو حظ وذو فهم تكمل يا فتى *** والدار أيضاً يلتقط من فاه
    طه المبارك في المفاخر سيداً *** ياسين أيضاً فاق في تقواه
    يا رب بارك في بنيه جميعهم *** وأجعلهم علماً كنجم سماه
    وأسبل عليهم ظل جودك إنهم *** سادات هذا الوقت هم أمناء
    أيضاً وبارك في المبارك شيخنا *** والحال أن الشيخ يرضاه
    ورسوله عند الشدايد يا فتى *** وأمينه في جهره وخفاه
    والناظم المعروف حقاً اسمه *** سين وباء دالها اياه
    ابن عبد الهادي ذاك وجده *** دوليب عم باسمه ابناء
    وصلاة ربي والسلام على الذي *** فوق الطباق مباردا ناجاه
    وتعم الآل والصحابة جميعهم *** ما سار ركب للحجيج أتاه

    ...
    يتبع
    ....
                  

09-08-2010, 09:36 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    نكمل حرف الخاء
    ...
    خليل بن الرومي
    أصله دنقلاوي جابري قدم الصعيد وتعبد في سركم سبع سنين ثم جابه الحاج عمارة وسكن دادول ، وبنى مسجده فيها ، وظهرت له كرامات وخوارق عادات ، منها أنه جاءه رجل وقال له : شردت لي خادم منذ عام ،فسأل الله أن يردها لي ، فقال له : جيب برمة مريسة وبصلتين وديكاً خصياً ، فجاب الرجل برمتين وبصلتين وديكين خصيين ، فصفى المريسة وشربها هو ، ودناقلته الذين معه ، ثم جاء الرجل ، وقال له :أين خادمي ؟ فقال له : شيل الشجر ، وقل : يا نجيته ثلاث مرات ، فذهب وقالها فجاءت الخادم شايلة قربة ماء وحبالها ، على وجهها ، قالت له : يا سيدي إن جابك هنا هذا بحر أتبره وهو قال لها : هذه سنار ، فساقها وأتاه بها فقال له من بعيد : أمش.
    ومنها أن رجلاً عنده امرأة مجنونة ركبوها فوق حمار وجاؤوا طالبين له للعزيمة ، فوجدوه مشتغلاً يوقف شعب المسجد وكان من قصب ، والمرأة قعدوها في ظل شجرة ، ومسكوها عبداً كان معهم ، فوجدوا الشيخ مشغولاً ببناء المسجد بيده ، ووقف الشعبة عوجا ، وكان رجل المرأة ذا معرفة بصنعة البناء فأخذ الشعبة وأوقفها عديلة مستقيمة ، فقال له الشيخ : عدلت الشعبة ، نحن الحاجة التي تحت الشجرة عدلناها لك ، فذهب الرجل إلى زوجته ، فوجدها فاقت من الجنون ، وقالت للعبد ما أجلسك بجنبي أنت زوجي أو من محارمي.
    ومنها أن عنزه التي يحلب لبنها قد سرقها رجل شارب خمر وذهب بها إلى أصحاب شربه ، فذبوحها ، وأكلوا لحمها ، فجعلت الشاة تصيح في بطونهم وانتفخت بطن الرجل الذي سرقها ، فذهبوا به إلى الشيخ ، وقالوا : نغرمها بأربعة من الماعز فأعف عنه ، فجعل يوكزه برجله ، والرجل يضرط ، ويقول الشيخ يا دما يا دما – دعاء له (بالعجمة) – فانهضمت بطن الرجل وعفا عن تغريمه الشاة.
    ومنها أن ملك الفونج لما خرجت عليه العساكر جميعها من قري وسنار وأليس ، واحاطت به من كل جانب ، وقتلوا جميع من كان معه ، وما بقى له إلا ثلاثون فارساً اختفى منهم في حوش كمير بنت الملك أخته ، فذهبت المذكورة إلى الشيخ خليل ، وقالت له : يا سيدي : إن أخي فارقه ملكه ونخشى عليه الهلاك من عبيده ، فقال لها : أخوك الظالم المفسد ، قالت له : آتي به إليك ليتوب على يدك من الظلم والفساد ، فقال لها : آتيه إلي فأتت إلى الملك ، وجاءت به مختفياً وألبسته ثوب امرأة ، فلما حضر بين يدي الشيخ قال : أنا تبت مما تنهاني عنه ، فقال الفونج : أخذوا عمامة الملك منك فهاك عمامتي ضمنت لك ملك أبيك إلى أن تموت ، ولكن إذا خرجت للقتال فأحضرني وأحضر الحاج عمارة ، فلما أصبح خرج إلى تلك الجيوش في ثلاثين فارساً وأحضر الشيخين كما أمره ، فهزمهم ببركة الشيخ ، وقتلهم شر قتلة وبقى في ملكه إلى أن مات ، والملك المذكور بادي الأحمر ولد أونسه ولد الملك ناصر.

    .....
    خليل بن علي
    الصادري الخميسي ولد بالجزيرة كجوج وكان في ابتداء أمره خماراً شراباً فأصابه مرض في بطنه فشكاه إلى الشيخ حسن ولد حسونه فقال له : بطنك دخلها خير فصم ثم شرع في العبادة فصام النهار وقام الليل يصلي ليله ونهاره أجمع فارشاً سجادته في الشمس إلى أن مات على تلك الحاله ، وله كرامات مشهورة ، منها ان البوابي إذا جاءه ليكيل نفقة النهار ونفقة الليل يجد في العيش الدراهم والسوميت .
    ومنها أن دعوته مقبولة لم ترد ، ما دعا على أحد إلا مات سريعاً وذكروا أن الشيخ حمد المشهور بالسميح لما قاتل الجعليين في شندي طلب شراء الخيل فلم يجد ، لأن جميع أهل الخيل جمعوهن عنده فأرسل له ضجوية الديومابي قال له الشيخ يسلم عليك ، ويقول لك : نحن محتاجون للخيل بالثمن ذا الحين أهل الخيل العندك هل يجيبوهن نعطيهم الثمن باليمنى ونقبض منهم باليسرى فقال لضجوية قل له : الخيل تراهن حاضرات عندي إن لم تجيء تأخذهن عكازي فيك والخيل تراهن واقفات من أم حجر إلى كجوج ، فذهب ضجوية إلى الشيخ حمد وأعلمه بما قال الشيخ خليل فقال الشيخ لعبد الصمد وزيره مرقتني من دار ابي وتوديني إلى دعوة الشيخ خليل ، أنا بريء منه هل يموت بسمه.

    ...
    خليل بن بشارة :
    الدويحي يعرف بابي سيفا عود ولد بشنمبات وسلك طريق القوم على الشيخ محمد ولد الطريفي ، وكان ورعاً عابداً زاهداً مقتصراً على خويصة نفسه يعمل طعامه وشرابه بيده عنده فندق يدق عشاءه وغداءه فيه ويطبخه بيده ، ولم يتزوج إلى أن مات وسكن طلحة عوارة ، ومات بها ، بلغ من ورعه أنه منع شاته من الخروج إلى جيرانه خشية أن تأكل متاعهم ، وإذا خرج إلى مزرعته ذهب بشاته معه ويحرق قصب بلاده ويصيره رماده ويكابا يتأدم به ومعاشه من حرثه لا يزيد عليه من طعام الناس
    وأبوه بشارة سبب شهرته بسيف العود أنه سلك الطريق على الشيخ خوجلي ونحت خشبه فاتخذها سيفاً ، وكان مجذوباً صالحاً مشهوراً بالولاية عند أهل زمانه ، واتخذ سبيلاً فوق طريق المسلمين يحمل الماء إليه بنفسه ، وأعطته السلطنة ساقية أعانوه بها على السبيل ، تعرف اليوم بساقية السبيل وصلاحه مشهور، والعلم لله

    ....
    انتهى بحمد الله حرف الخاء
                  

09-08-2010, 09:38 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    ..

    المايكرفون معاك أخي محمد عثمان الحاج

    ...
                  

09-08-2010, 10:37 PM

محمد علي شقدي
<aمحمد علي شقدي
تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 2730

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    لكم الشكر الجزيل علي هذا الجهد في نقل المفيد

    وكــــل عـــــــام وانتــــم بخيـــــــــــر
                  

09-09-2010, 02:37 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد علي شقدي)

    ...
    .




    Quote: لكم الشكر الجزيل علي هذا الجهد في نقل المفيد

    وكــــل عـــــــام وانتــــم بخيـــــــــــر


    ..
    ولك الشكر أيضاً أخي محمد علي شقدي

    على التشجيع والإطراء

    وكل عام أنت وأسرتك بخير وعافية


    ...
    .





    ..
                  

09-09-2010, 03:32 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    لك الشكر أخي الشايقي وآمل أن نكون عند حسن ظنكم ونواصل:
                  

09-09-2010, 03:37 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    حـــــــــــــرف الـــــــــــــــدال

    دفــــــــــــــع الله بن مقبـــــل


    قدم من دار الغرب، ومحله بير سرار، وقدم معه الفقيه محمد ولد فكرون أبو المشايخ ناس إنقاوي، ولا أدري كان بينهما قرابة أم خوة إسلام، ونزل جرف الجميعاب، وتزوج هدية بنت عاطف بأرض الجميعاب، فولد منها أولاده الخمسة العدول، وتركنا تفصيلهم لشهرتهم، ونسبته مشهورة بالعركي نسبة إلى عرك، قبيلة معروفة. والخمس العدول منهم حمد النيل وعبد الله وأبو إدريس، وأبوبكر، وعايشة وعمر المجذوب.

    دفــــــــع الله بن الشيخ محمد أبو إدريس

    هو شيخ الإسلام الورع الزاهد الناسك ذو الخبر التام بعلوم الشريعة والحقيقة، جمع بين العلم والدين وسلك سبيل السادة الأقدمين، أكمل المتأخرين، وأجمعت الأمة على فضله وديانته وأنه خير أهل زمانه، وهو أحد الركنين: الفقه والتصوف.
    ريحانة في أخباره وفي مدح العارفين له: وأمه فاطمة أم حسين بنت الحاج سلامة الضبابي، ولد في ضباب ضهرة أم عضام، وحفظ الكتاب على أبيه الشيخ أبو إدريس، وسلكه طريق القوم وأرشده وبناه الشيخ إدريس أيضا وارشده، وابتداء أمره اشتغل بالفقه: قرأ مختصر الشيخ خليل على الشيخ إبراهيم الفرضي بالبحر، فقال الشيخ إبراهيم لأصحابه: الحلقة دخلها ولي، فخرج منهم بالغرب وزار الشيخ إدريس فأمره بالقراءة على الشيخ صغيرون، وأرسل إلى الشيخ صغيرون فقال له:” دفع الله جاءك شيخ له العلم وتخلفه في مكان أبواته”، فحضر ختمة عند الشيخ صغيرون، ففتح الله عليه ذلك وعلى جميع من حضر تلك الختمة معه من الطلبة ببركته، فلما ختم جاء عبد الرزاق إلى الشيخ صغيرون وقال له:” الشيخ عبد القادر قال :”خلف دفع الله هل يمشي يدرس العلم في مكان أبواته”، ثم إن الشيخ صغيرون زين رأسه وعممه عمامة وشد عليه شدة، وأعطاه أربع فقرا وقال له :”اذهب إلى أهلك واسكن قرب البحر وتسكن البادية واشتغل بتدريس العلم”، وأما مدح العارفين له: قال الشيخ إدريس ابن الأرباب:” دفع الله نحن أبواته الثلاثة ورثنا: ورث كرمي، وزهد أبيه أبو إدريس، وكرم وعلم عبد الله العركي”، وقال الشيخ إدريس أيضا:” درجات الأولياء على ثلاثة أقسام عليا ووسطى وصغرى، فالصغرى أن يطير في الهواء ويمشي على ظهر الماء وينطق بالمغيبات، والوسطى أن يعطيه الله الدرجة الكونية: إذا قال للشئ كن فيكون، وهذا مقام دفع الله ولدي، والكبرى وهو درجة القطبانية”، وكان إذا كتب حجابا كتب جميعه دفع الله، وقد وجد بخط الخطيب عمار في هامش كتاب :” أقسم بالله أن دفع الله ولي الله”، وكررها وحتى ملأ أطراف الهوامش الثلاثة”، وقيل للحاج خوجلي: هل رأيت الشيخ دفع الله؟ قال :” رأيته وعليه نور عظيم مثل شعاع الشمس، وقال الشيخ محمد بن الطريفي:” الناس يقولون فلانا خيار الناس، وخيار الناس دفع الله ولد أبو إدريس، وجاء رجل من المغرب ومر بالديار المصرية ودخل بلاد السودان ورأى الشيخ دفع الله فقال:” من أقصى المغرب إلى مصر ما رأيت مثله، ولكن أذهب إلى دار الحرمين، إن وجدت أفضل منه سلكت عليه الطريق وإلا رجعت إليه”، فلما قدم الحرمين لم ير مثله فرجع طالب الشيخ دفع الله، فلما وصل سواكن قيل له:” مات”، فقال :”تجارة وكسدت”، ثم إن الشيخ دفع الله لما قدم من الشيخ صغيرون نزل على ابن عمه منوفلي بن الشيخ عبد الله العركي ، فزوجه ابنته نور الهدى، وهي زوجته الكبيرة التي هي عمدته، وهي أم ولده محمد وأم ستنا بنته، فجاء الشيخ الشيخ محمد ولد داوود الأغر من عجيب وجاب إليه الككارة والرايات وجبة حبيب الله العجمي وكوفيته وحربة عبد الله العركي أم كريشة التي فيها الأسماء، وقال له:” هذه الآلة وضعوها عندي أبواتك وقالوا لي:” إذا كبر دفع الله أعطيه إياهن، ذا الحين خذ أمانتك”، وأمره يسكن أبو حراز وأمر له مكان المسجد، وسكن في أبو حراز بأمر ولد داوود الأغر، لأن الشيخ عبد الله العركي لما حضرته الوفاة قيل له:” ما خليفتك؟” قال:”ولد داوود”، ثم إن الشيخ قال لولد داوود:” إنت أمرتني بالجلوس في هذا المكان، وأنا ما قرأت علم التوحيد”، فأرسل ولد داوود إلى الشيخ على ود بري لكونه حواره في الطريق، قال له:” استنيب على الفقرا من يقوم بأمرهم”، ويقال قرأ الشيخ دفع الله علم التوحيد، فجاء الشيخ علي المذكور وعلمه التوحيد ورجع، ثم إن الشيخ إدريس قال للحاج سعيد:” الرسول عليه الصلاة والسلام يقول لك ابن لدفع الله مسجدا”، فامتنع الحاج سعيد وقال:” أنا كافر الرسول ما يجيني؟!”، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم وأمره ببناء المسجد، فأتى بسبع مراكب من سفن المك، مك الفنج لأنه خبير جلابة المك إلى الريف، فنقل الحجر من خربة كانت بمكان يعرف ببانكيو، وبنى المسجد وسقفه، وأوقف عليه اثني عشر رأس رقيق ست ذكور وست منها إناث ، وأوقف عليه أرض زراعية في الهوى اثنين وعشرين جدعة، انتهى.

    اعلم أن الشيخ عمره أحد وتسعين سنة: إحدى وعشرين منها من صباه إلى قراءته، وسبعين جلس لتدريس العلم والقرآن وإرشاد المريدين وتربيتهم، وشيمته الورع والزهد والانقطاع إلى الله تعالى، ما قام قط في شفاعة ولا دخل سنار إلى أن مات، ولما احتاج إليه الملك بادي ولد رباط ركب إلى عنده في أبو حراز وزاره وتبرك به ورجع، وأعظم أسفاره لزيارة الشيخ إدريس حيا وميتا، وهي في كل عام مرة، ما تركها إلى أن مات، وكان شغله تدريس العلم والقرآن، وشدت إليه الرحال، وانتفع ناس كثيرون، وعد من بلغ من تلامذته درجة القطبانية في العلم والدين والصلاح لا القطبانية المعلومة عند الصوفية نحو الأربعين، كالشيخ عبد الله الحلنقي بن علي، وحمد المسلمي ولد أبي ونيسة، والشيخ عبد الله الطريفي وأولاده، والشيخ أحمد، والشيخ مكي الدقلاشي، والشيخ بلل الشيب ولد الطالب، والشيخ عز الدين ولد نفيع، ونحوهم كثير، وقد مدحه تلميذه الفقيه علي الشايقي بقصيدة كبيرة منها:
    ملازمة التدريس مدة عمره من غير افتار ولا كسلان
    ونوازل أجاد فيها إجابــــــة نقلا كما الخطاب في الاتقان
    فكأنه ياذا بصري الــورى أو كأنه بين الملا سفيان

    وقال في عبد النور الشاعر بعد مدحه لأبيه الشيخ أبو إدريس:
    قد تخلف بعده الحبر المسمى بدفع الله من أسد شبول
    وفي العصر الذي قد حل فيه جميع العارفين له ذيول
    أطاعته العساكر والأكابــــــر وكم زاروه أقطابا حجول
    ولا يلد السد إلا مثيلــــــــــه ولا يلد البقر إلا العجــول
    و لا تلد النخل إلا لقاحــــــــــا ويلد النحل إلا العسول
    وأولاده كلهم صالحون بيضين الثناء ساداتنا الغر الفضول

    وتوفي رحمه الله تعالى في سنة اربع وتسعين بعد اللف، وفي سنة خمسة وتسعين دخلت أم لحم.


    دفــــــــع الله ولد الفقيه علي الشافعي

    ولد بمدينة أربجي وأخذ طريق القوم على الشيخ عبد الله الحلنقي بإذن من الشيخ دفع الله لأنه أدرك الشيخ دفع الله حيا وقال له:” سلكني”، فقال له :” إرشادك علي يد الشيخ عبد الله”، وسماه بإذن من الشيخ دفع الله ايضا لأن الفقيه علي الشافعي كل ما ولدت زوجته ولدا أتى إلى الشيخ دفع الله وقال له :” أسميه دفع الله؟” يقول له:”لا!”، إلى أن ولد دفع الله المذكور فقال له:” سميه دفع الله”، وقال دفع الله ولد الشافعي:” أنا في حالة الصغر راسي مشى بالزيادة، وأتى بي والدي إلى الشيخ دفع الله للعزيمة، فشرط قطعة من شده الذي فوق عمامته وعصب به رأسي وقال:” دفع الله شيخناه” فأخذني والدي وذهب إلى أهله فرحا مسرورا وأعلم والدتي بذلك فسرت سرورا عظيما”، فكان شيخا فايقا في الطريق كشيخه الحلنقي ببركة الشيخ دفع الله، وممن أخذ عليه طريق القوم طه ولد عمار، ومنه تفرعت الطريقة، ودفن رحمه الله تعالى بالمنسي، وقبره ظاهر يزار.

    دفـــع الله بن محمد الكاهلي الهزلي

    وأمه ريه بنت موسى بن هنونه، ولد بالحلفاية وسمته أمه دفع الله تبركا بالشيخ دفع الله العركي لأنه شيخ أبيها، وكانت تلاعبه في صغره وتقول له :”يا زهوي يا شيخ أبوي”، وتوفي أبوه وأمه وهو صغير وحضنه جده موسى بن هنونة، وحفظ الكتاب على الفقيه حمد بن حميدان، وقرأ أحكام القرآن عليه وعلى الفقيه عبد الرازق ولد التويم العوضي في الجوير، وقرأ مختصر خليل على الفقيه الأزرق بن الشيخ الزين، وصحب في التصوف الشيخ بدوي أبو دليق، ثم جلس في مسجد الحلفاية لتدريس القرآن بعد شيخه بقليل، وانتفع به خلق كثيرو العدد مع قلة مدته وهي عشر سنين، حفظوا القرآن عليه جماعة كثيرة من الطلاب وأولاد البلد، وكان رحمه الله تعالى ذو خلق حسن، وكان ورعا تقيا سخيا، وله ضيافة للوافدين عليه و إنفاق على طلبة القرآن، ومن صفته أيضا الحلم والتواضع، بلغ من حلمه أيضا أنه لم يقهر فقيرا من طلبة القرآن ولا فقله كعادة المقرين، بل يأمره وينهاه باللطف ولين الكلام، وقال الفقيه حمد بن محمد الشهير بأمه أم مريوم :” من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة هل ينظر دفع الله ولد رية”، وقال الشيخ حمد بن الترابي لأهل الحلفاية:” أين أهل الجنة الغر المحجلين ناس دفع الله؟” عناه بذلك، وقال الفقيه نابري:” حضرت عند الفقيه عبد الرحمن ولد حاج العالم المشهور بدار الشايقية فقال لي:” أين أهلك؟” فقلت له :” في الحلفاية”، فقال لي:” حلفاية دفع الله؟” فقلت له:” وأنا حواره”، فقال:” أشهد عليك أنك سعيد”، ولما بلغ موته رجلا من الدراويش مشهور بالصلاح فقال :” أراحه الله من هذه الدار لأنها لا تصلح له وما فيها شئ، وأثنى عليه ثناء جميلا، وأنه لما دنا من الوفاة مرض مرضا شديدا وغاص فيه أيام ثم أفاق والناس قاعدين: الإناث والذكور منتظرين الإفاقة أو الموت، فلما أفاق قيل له :”ما رأيت؟” قال :” عرج بروحي إلى السماء فقيل لي:” أخير عليك ترجع إلى الدنيا وتمكث فيها أربعين سنة تدرس القرآن والعلم أو أحسن إليك لقاء ربك؟” فقال له حمد ولد عبد الجليل والحاج عوض الكريم:” ما الذي اخترت؟” قال:”اخترت لقاء ربي” فضجوا الناس بالبكاء والنياح، وقال لخالاته وأخواته وجملة أرحامه:” أبشرن يا هنونابيات أنا جبلكن يوم القيامة”وأوصى فقال:” يقعد في المسجد عبد الدافع مجازاتا لشيخه الفقيه حمد”، وتوفي رحمه الله سنة إحدى وعشرين بعد الأف والماية وعمره اربعين سنة ونيف وسنتين أو ثلاثة، انتهى.

    دشــــــــــــــــــــــــــين

    قاضي العدالة. ولد بمدينة أربجي وكان شافعي المذهب، وهو أحد القضاة الأربع الذين قضاهم الشيخ عجيب بأمر الملك دكين حين قدومه من المشرق، فأمر الشيخ عجيب بتولية القضاة فولى الشيخ عبد الله العركي، والشيخ عبد الرحمن بن مسيخ النويري والفقيه بقدوش على دار الجموعية، والقاضي دشين على أربجي والشافعية جميعا، وسمي قاضي العدالة لأنه فسخ نكاح الشيخ محمد الهميم، وذلك أنه في حالة الجذب الإلهي زاد في نكاحه من النساء على المقدار الشرعي وهو الربعة، وجمع بين الأختين، وتزوج بنات أبو ندودة الاثنتين في رفاعة، وجمع بين بنات الشيخ بان النقا الضرير: كلتوم وخادم الله، فأنكر عليه القاضي دشين حين قدم الشيخ الهميم وحضر صلاة الجمعة بأربجي، فلما أراد الخروج من الجامع قبض دشين لجام الفرس وقال له:”خمست وسدست وسبعت في الناس ما كفاك حتى جمعت بين الأختين؟” فقال له :”ما تريد بذلك؟” قال:” أريد أن أفسخ نكاحك لأنك خالفت كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم” فقال:” الرسول أذن لي، الشيخ إدريس بيعلم”، وكان الشيخ إدريس حاضر، فقال الشيخ إدريس لدشين:” أترك أمره وخله ما بينه وبين ربه”، فقال دشين:” ما بهمل أمره وقد فسخت نكاحه”، فقال الشيخ الهميم لدشين:”فسخ الله جلدك”، فيقال أنه مرض مرضا شديدا حتى تفسخ جلده وما رجع من أمره للشيخ الهميم وما زاده ذلك إلا يقينا، فمن أجل هذا سمي “قاضي العدالة”، وقد قال الشيخ فرح ولد تكتوك فيه:
    أين دشين قاضي العدالة الما بميل للضلالـــــــــــــــة
    نسله نعم السلالـــــــــة والأوقدوا نار الرسالــــــــــة
    وتوفي رحمه الله تعالى بالداخلة وقبره ظاهر يزار.


    داوود بن محمد بن داوود بن الشيخ حمدان

    ولد بكترة وحفظ القرآن بالحلفاية على الفقيه دفع الله بن رية، ثم اشتغل بالتجارة، وآخر أمره رجع وزهد في الدنيا ولبس جلود الضأن حتى اشتهر بأبو فراو، ولزم الخلوة وكان كالوزغ لم يخرج منها ولم يره الناس إلا ساعة يسيرة بعد صلاة العشاء ثم لم يروه إلا لمثلها، وله شفاعة وجاه، واعتقدت فيه سلاطين زمانه وخصوصا الشيخ محمد أبو لكيلك يشاوره في جميع أمورهـ وتوفي بكترة ودفن بها، وقبره ظاهر يزار.

    دوليب ود نسي

    هو محمد الضرير بن إدريس بن دوليب، ومعنى نسي في لغة الضناقلة هو ولد الولد، وكان مجاهدته فوق الحد، وكان يدخل الذكر والعبادة الخلوات المربعات، دخل أربعين خلوة في جبل البرصة وكل خلوة أربعين يوما، والبرصة جبل بين الشايقية وضنقلة، وأناس ضنقلة يقولون:”اللهم أرزقنا عبادة دوليب نسي وكرامة حبيب نسي وعلم ولد عيسى”، وله من الأولاد الشيخ محمد نابري وسياتي في حرف الميم، والفقيه إدريس: هو مقرئ القرآن وأحكامه، ومكي ومدني وهما فاضلان، ودفن بالدبة، وجميع الدواليب نسله.


    حــــــــــــــــرف الــــــــــــــــــــــــراء
    ربــــــــــــاط وركاب


    إبنا غلام الله، أما رباط فكان رجلا مجذوبا فزوجوه الصواردة أمة غروه بها فولدت له سليم، ثم أقروا له بالغرور وقالوا له:”هي خادم”، فشكاهم للقاضي فحكم له بحرية ولده وألزمه قيمة أمه، وهذه الواقعة في زمن الفنج، فإن سليم خطب ابنة عمه ركاب، اسمها جنيبة، فأبته لأجل العبودية، ثم إن قنديل العوني عنده أبنة مرضانة فعزم لها سليم فعوفيت، فزوجه بها، فولدت عون وولد عون جابر أبو المشايخ الأربعة، وأيضا ملك الكنيسة عنده بنتا مرضانة فشفيت فزوجه إياها، فولدت له هذلول، ثم إن جنيبة بنت عمه ندمت على امتناعه لكونه رجلا صالحا والناس رغبوا فيه، فتزوجها فولدت أربعة عيال: زين وعبد الرازق ودهمش ومصباح، زين ولد ناس حبيب نسي، وولد عبد الرازق ناس الشيخ حسن ولد بليل، وولد دهمش الرويداب ناس أبيض ديري، وولد مصباح ركابية العفاط، انتهى.

    ركـــاب بن غلام الله

    ولد خمسة عيال: عبد الله وعبد النبي وهما شقيقان، وزايد الضرير وحبيب الله وعجيب، أشقاء، أما عبد الله فولد حاج وحجاج، فحاج ولد الواليب، وحجاج ولد ناس أكحل، وعبيد الله ولد الصادقاب، وزيد الفريد ولد العكازاب والتمراب والشلواب، وعجيب ولد السدراب ناس ولد ابو حليمة، انتهى شجرة الركابية.

    راد الله بن دليل الصاردي

    ولد بشنبات وقرأ مختصر خليل على الفقيه بلال والفقيه أبو الحسن، وانتقل منها وسكن بالبرسي والطرفاية، وكان عالما عاملا بعلمه، ودرس خليل في البلدنن فتوفاه الله بالطرفاية، وقبره ظاهر يزار، رحمه الله.

    رحمة الحلاوى

    أخذ الطريقة على الشيخ تاج الدين البهاري وكان يسلك الطريق، رحمه الله تعالى.


    يتبع...
                  

09-09-2010, 03:43 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    لا يفوتني هنا أنا أعلق بأن هذه الرواية التي ذكرها ود ضيف الله عن الشيخ محمد الهميم في ترجمته للقاضي دشين ـ مثلما ذكر أستاذنا يحي العوض ـ قد لا تكون دقيقة لا سيما أنه كتبهابعد زمن طويل تناقلها فيه الرواة، ويؤكد أحفاد بعض هؤلاء المشايخ المتهمين بتزويج بنتيهم معا للشيخ محمد الهميم بما يخالف الشرع أن جدهم لم تكن له ابنتين بتلك الأسماء!
                  

09-11-2010, 04:17 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    حــــــــــــــــــــرف الزيــــــــــــن
    زيــــــادة بن النور بن الشيخ حمد بن عيسى
    وكان عظيم الشأن وهو خليفة الشيخ محمد على نار القرآن: فإن خلفاء الشيخ إثنان: الكبير موقد نار العلم وعنده القضاء، والفقيه زيادة حظي حظا الخليفة ما ذاقه إلا عمه حلالي، وجميع مقري القرآن عندهم جاه: وهو أن المك بادي بن رباط جوه للشيخ محمد بن عيسى جميع من يتعلم عليه العلم ويحفظ عليه القرآن: فهو جاه الله ورسوله للشيخ محمد، فزاد خاتم: فإن الضناقلة رقبتهم ودارهم عليها عظم السلطنة، والحلقة عمرت في زمانه عمارا شديدا، فإن المك دكين أرسل له خمسين راسا قال له:” استعين بها على فقراك”، وتوفي بضنقلة العجوز وقبره ظاهر يزار، ويستسقى به الغيث، وجلس بعده للتدريس أحمد ولده وزاد على أبيه في الحظ والهيبة والغنى، فهو أكثر من الملوك والدنيا، وعنده سفينة قدر سفاين الحجاز من السنة إلى السنة يوديها إلى السافل، حيرانه حفظة القرآن يملوها من جميع الأنواع في زكاة أموالهم، وتوفي بضنقلة أيضا، وولده محمد بن عيسى قام مقامه في كل شيء إلى خراب البلد.

    زيــــــــــن العابدين بن الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ دفع الله

    سلك الطريقة على الشيخ أبو القاسم الجنيد بوصية من أبيه عبد الرحمن وجلس في مكان أبيه وكان عابدا زاهدا فاتخذ مذهب الصوفية كابيه الشيخ عبد الرحمن، وله من الأولاد الشيخ عبد الرحمن والفقيه دفع الله وكانا صالحين فاضلين، انتهى.

    جـــــــــــرف السين

    سلمان الطوالي الزغرات

    أخذ طريق القوم من الشيخ محمد الهميم، وسبب بداية أمره أنه كان فاسقا بابكولا للمراسة ومسكنه اللبايتور فهو مسافة يوم من رفاعة، وذلك أن الشبخ محمد الهميم ومعه الشيخ بان نقا خرجا من رفاعة بفقراهم طالبين المندرة لاقاهام سلمان مالي قربته ما يرق به المريسة للمراسة، قالوا له :” اسقى الفقرا، عطاشا” فسقاهم، فقال له الشيخ محمد:” الله يملاك دين”، فتاب واستغفر ولحق الشيخ في المندرة، سلكه طريق القوم وأرشده فانجذب وغرق وسكر ولبس الجبة وفوقها الرحط وجرسين أحداهما يمينا والآخر شمالا ويزغرت ناس رفاعة يسمعوا صوته،رفاقه المراسة قالوا:”سلمان جن”، فقال:” قولوا لي مجنون، لاقوني ناس المكنون، اسقوني عسلا مشنون”، وغصب جارية من أهلها تضرب له الدلوكة اسمها منانة، وكانت ضرابة لها بجميع أنواع الضرب، ويقول لها:” يامنانة دقُ الدلوكة، خادم الله الماك مملوكة”، وظهرت له كرامات وخوارق عادات منها أنه يورد خيل شيخه من المندرة في رفاعة مسيرة ثلاثة أيام أول المختار ويبردهن ويعقد أذنابها، ويصلن لينات، ومنها أن الشيخ بان النقا الضرير جاء لزيارة الشيخ آخر الصيف معاه خلقا كثيرة من ناس سنار وغيرها، وسلمان معاهم، فلما وصلوا الشيخ ما فتح لهم الباب، أولاد الشيخ نزلوا الناس، والشيخ بان النقا أبى النزول، قال :”إن كان ما أسلم على الشيخ ويرضى علي ما أنزل”، ما أنزل لكونه الوكيل عليهم من تاج الدين، فلما دخل وقت الظهر فتح الباب وسلم الشيخ بان النقا والشيخ جالس على العنقريب، وختوا له ككرا صغيرا جلس عليه، وقال له:” يا شيخ بان النقا”، قال له:”سيدي”، “ البحلف بالطلاق بالثلاثة يفعل الفعل، وما يفعله؟” قال له:” الطلاق لزمه، إلا سلمان فإنه غرقان”، قال :” يا سلمان مرقتك من طريقتي، أنا ولد تاج الدين”، قال له:” أنا كعكولة فوق عنقريب، ما أمرق منها، أنا ولد الهميم”، ثم قال: “يا سلمان تجيب لي الشيخ بان النقا ومعاه ناس سنار، نحن عطاشه من الماء وما عندنا فلفل ولا شمار ولا كزبرة ولا مرسين”، قال له:” الفلفل والشمار والكزبرة والماء علي، وانتم عليكم الذبيحة والكسرة”، وفي وقته السماء أرعد وابرق، لقوا الحفاير إنملت ماء، ومشى في بلاد النصارى خرت الفلفل والكزبرة والشمار أخدر جاء بهن، فإن النصراني صاحب الزرع جاه قال له:” إيش خبارك”، قال له:” أنا جيت من أرض الإسلام، حوار الشيخ محمد الهميم”، قالو النصراني تشهد وأسلم معه، ويعرفون بالسليمانيين، والقدرة صالحة لأكثر من ذلك لمن أكرمه الله بكرامة، ومن كرامات سلمان أن الشيخ عبد القادر بن الشيخ إدريس ضايف عندهم، جابوا له الزاد ورراواعيته بيرعوا في الخلاء، تردد هل يرسلوا لهم أو يتركوا لهم كفايتهم، صاح من خلوته:” يا فلان الشيخ قال لكم تعالوا”، ومنها أن الشيخ علي النيل توفي وخلف ولده أبو القاسم الجنيد وخرج إلى سنار ليتم الخلافة، فإن الشيخ سلمان طال عمره حتى عمي وتكسر، فلما دنوا منه أمر بذبح بقرة سمينة وفرق لحمها إلى أهل البيوت وقل:” نجضوه وجيبوه”، عنده قدحا كبير له خروس، جميع اللحم سوه فيه، فلما سمع بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم زغرت وعيناه انفتحتا وزال منه التكسر، وشال القدح فوق راسه وتلقاهم وختاه في وجوهم، وسلم عليهم، أول ما وصل فراشه عاد عليه عماه وقعاده، وقالوا جميع من أكل من ذلك اللحم حصل له فتح، وممن أخذ عليه طريق القوم وأرشده الشيخ عبد القادر بن الشيخ إدريس، والشيخ أبو دليق، والشيخ برتي المسلمي، والشيخ مرج وغيرهم، ومن كرامات سلمان أن الشيخ محمد تزوج بنات أبو ندودة في رفاعة الاثنين،الثانية بكت وقالت :” ما باخده فوق أختي”، أبت ما تقعد للمشاطة، الشيخ قال :” ها سلمان”، قال :”سيدي وسيد أم سلمان”، “العروس شن خبارها بتابا؟”، وجاءها يصفق ويرقص:

    يادي العروس البكايــــــــــــــــة
    غاروا عليك أهل الرايـــــــــــــة
    جعلوك قصيبة وشايــــــــــــــــة

    وكب رأسه عليها ، فضحكت ورضيت، ثم إن جاريته منانة ضرابة الدلوكة قالت له:” يا سيدي انت سلكت وأرشدت وحيرانك سلكوا وأرشدوا، ما تخلي ها الرقيص؟” قال لها:” خير”، فلما قامت عليه الحالة قال لها:” يا منانة أضربي الدلوكة”، قالت له:” حبيب محبوب، أين قولي القلت لك؟”، قال ليها:” تكذبي يا خاينة، ما قلت شيئا”، ودفن بالبايتور، وقبره يزار، وعمره ماية وعشرون سنة.

    سلمان العوضي

    رضاعه من الشيخ عبد الرازق وفطامه من الشيخ محمد النقر ولده، وكان مجذوبا غرقانا وسلك وأرشد واعتقد فيه الناس، وله كرامات منها أنه حس بقدوم الشيخ عبد الرازرق وهو في مزرعة إتلقاه يمشي على الزرع لا انحنى ولا إنكسر، ومنها أن أصحابه في وقت الذكر يقرشوا الجمر والواحد يملأ عمامته جمر ويضعها على راسه ويرقص، والسيف والحربة يخرطوهن يخلوهن مثل المسله، وتوفي رحمه الله تعالى سنة إحدى وعشرين بعد الماية والألف، وفي هذه السنة توفي الفقيه عبد الماجد.

    سليم راجل السيال

    أصله خالدي، والسيال هو بين البحر الأبيض والعديك، وإلى العاديك أقرب وهو مقابل لأي عشر والحلاويين، وكان بلدا عامرا خربته أم لحم، والشيخ سليم من عباد الله الصالحين، وقال الشيخ حمد بن الترابي:” اللهم أنفعني ببركة سليم راجل السيال: يعطي كسرته لله ولرسوله لا لشكر ولا لفخر، وتوفي رحمه الله تعالى بالسيال، وقبره ظاهر.

    سليمان الزملي

    محله السيال أيضا، وأخذ الطريقة من الفقيه رحمة الحلاوي، وأخذ هو عن الشيخ تاج الدين البهاري، وولده عبد الرحيم المشهور بود داد سيأتي الكلام عليه في حرف الواو.


    سعد ولد شوشاي المغربي

    كان من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وكان ممن يجتمع بالخضر عليه السلام، وأرسل له سيدي محمد سرحان يستشيره فيمن يوليه بعده، فقال له:” السيد الخضر قال:” الخليفة الزين””، ودفن قريبا من شندي، على جهة شمالها.

    الحاج سعيد بن محمد العباسي

    محله التكاكي، وقرأ الرسالة على المسلمي ولد أبو ونيسة، وعلم التوحيد على المضوي، قرأ عنده في بربر وشندي، ودخل سنار، ودرس التوحيد بعد شيخه، وتعلمت عليه خلايق كثيرة، وقام مقام أبيه محمد في نشر التوحيد وتدريسه والانتفاع بعلمه، وبعده قام بالأمر أخيه الحاج جلال الدين، وكان بينه وبين الفقيه عبد الرحمن بن إسيد والفقيه أبو الحسن خوة واتحاد: فإن الحاج سعيد يزورهم كل سنة ويهدي إليهم فواكه السافل مثل التمر والدوم ويتأنس زمانا، ثم يهديا له التور الجرق والبقرة وكسوته وكسوة عوله نفعنا الله بهم، وفي الحديث:” كان إعرابيا اسمه زاهر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يهدي له فواكه البادية والنبي صلى الله عليه وسلم يهدي له فواكه الحاضرة ويقول:”زاهر باديتنا ونحن حاضرته”، انتهى.

    سعـــــــــــد الكرسني

    أصله شايقي قرأ القرآن وأحكامه على الفقية عبد الرحمن ولد إسيد، وخدمه خدمة العبيد، ودعا له على قريحة صادقة، فجعل الله البركة فيه، وتولى تدريس القرآن بعد موت شيخه بنوري، ورحل إليه الناس من الأبواب وأرض الصعيد ودار ضنقلة، وكان شديد الرياضة لحيرانه، وكان حارصا على معرفتهم للشد والمد والهمز والقلقلة والإظهار والإدغام والغنة، ومعرفة الوقوف من تام وحسن، الما بيعرف الآية بهذه الأحكام فليس بدارس عنده، والطالب اللام الثلاثة عنده عند غيره يقولوا دارس!


    ســــــــــــــــرور الصاردي

    ولد بالخشاب، وكان من أهل المكاشفات، وسلكه الشيخ حسن بن حسونة وأرشده بعد موته، وتوفي ببلده ودفن فيه.

    سرحـــــان ولد الفقيه صباحي ولد طراف

    تفقه على الفقيه عبد الرحمن بن بلال، وكان علما عامل بعلمه، ودرس خليل بإذن من الشيخ إدريس، وتعلم عليه جماعة، وطال عمره واشتهر ذكره، وكان طبيبا للجان، صرعى ووسواس، مثل أبيه، والناس تفزع إليه فيه مثل الفتاوي والأحكام، ولد بجرف قمر ودفن بها، وتوفي سنة ستة بعد المايتين عن تسعين سنة ويزيد عليها بقليل أو ينقص عليها بقليل.

    سنوسي ولد نورين

    أصله من الخطباء، ولد بغويبة أربجي وأمه غدوية، وكان شيخا كريما مدرسا للقرآن، وكان فيه نقابة للطلبة ودفن بالمنسي وقبره ظاهر يزار، انتهى.

    سنوسي بن الفقيه مكي بن الشيخ علي بن الشيخ حامد

    برع في علم الفقه على الفقيه عبد الرحمن بن بلال، وكان أفقه أهل زمانه، وأعجب من ذلك ورعه وزهده وانقطاعه، وتوفي بالجبل عن تسعين ونيف سنة سبعة عشر.


    سنهوري بن مدثر بن سنهوري بن حمودة بن التنقار

    تفقه على الفقيه عبد الرحمن بن بلال وكان ممن جمع بين العلم والعمل والزهد والانقطاع إلى الله تعالى وأولادهم صلحا فضلا قايمين بالعلم والدين ومصالح المسلمين.

    سرحان ولد الحاج محمد بن سرحان

    ولد بالجزيرة أرقو، وحفظ الكتاب وحج إلى بيت الله الحرام وحصل عليه جذبة وغيبة وسرح مع الصيد، وشركوا له وقبضوه وزوجوه فأفاق، وولد ولده إدريس، وساق الساقية وكان حراثا، فحصلت مشاجرة بينه وبين أولاد عمه، فدخل ساقيته في مركب وقنجر إلى دار الشايقية بأهله وأولاده، فسكن شرق الجزيرة الفيها أولاد جابر، وودوا ولده إدريس الكبير للقراءة عندهم، الناس قالو:” هؤلاء الشيوخ عندهم أختا صالحة علمة اسمها فاطمة ماسكة أربعة وعشرين فقيرا، ما تتزوج بها؟” قال:” أخت هؤلاء المشايخ من ياباها؟” وذلك في زمن الشيخ عبد الرحمن، فطلبها عندهم فزوجوه إياها، فحملت فولدت الحاج محمد، فبعده الحاج عمر، ثم الحاج أبو القاسم، ثم آمنة أم أولاد التنقار، فذات يوم سمع الحاج محمد يبكي، سأل منه، قالو له:” ربطته أمه لأجل الصلاة”، فجاب لها خادم من زوجته القديمة، فهرجت، قالت له:” راجي الله أولادك يدوروها في ولدي محمد”، فقبل الله دعاءها.
                  

09-11-2010, 04:19 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    المايكروفون معك أخي عوض الله، وأعتقد أن التريث ومراجعة ما نكتبه لتصحيح الأخطاء الطباعية قبل وضعه في البوست أهم من السرعة في الانتهاء من النص ....
                  

09-14-2010, 12:43 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    السلام عليكم
    ...
    تحياتي أخي محمد عثمان وكل عام وأنت بخير
    فقط للتوضيح
    الكتاب وكما تفضلت من قبل خليط من اللغة العربية واللهجة العامية
    ويميل في ظني نحو العامية أكثر
    وقد تحيرت في البداية عن ماذا أفعل بالألفاظ التي قد تكون أصلها لغة عربية فصحى ولكننا في السودان تخفيفاً وتمليحاً ننطقها بتغيير بعض حروفها
    وهذه تمثل جزءاً لا يستهان به من مادة الكتاب وظني أن تصحيحها سيخل بمادة الكتاب وكمثال لذلك فكلمة مثل (قايم الليل) لو صححناها ل(قائم الليل ) فهذا سوف يصحح اللغة ولكنه سيخل بمحتوى الكتاب.
    وأخيراً قر رأيي أن استدعي أمانة النقل الحرفي لمتن الكتاب كما هو حتى ولو شمل ما أراه أو ما يراه مصحح الكلمات في (Microsoft office) أو (Open office) خطأ
    ....
    تحياتي وسأواصل حرف الشين
    ...
                  

09-14-2010, 04:35 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    ..
    حرف الشين


    ....
    ...
    شرف الدين أبو جمال الدين
    راجل أنقاوي بن محمد بن فكرون ، ضريحه بالهلالية ، وولد الشيخ شرف الدين بمويس ثم انتقل إلى انقاوي ، أخذ الطريق من الشيخ عبد الله العركي ، وسلك وأرشد خلقاً كثيراً ، منهم الشيخ بأسبار ، دفن شرق أنقاوي ، وقبره ظاهر يزار.

    ....
    شيخ الأعسر بن عبد الرحمن بن حمدتو
    كان ممن جمع بين العلم والدين ، وأتبع سبيل السادة الأقدمين
    ولد بنوري وتفقه على أبيه وعلى مدني أخيه ، وتولى الخلافة بعد موت مدني ، لكن بعد نزاع طويل ، والسبب في ذلك أن الفكي مدني لما توفى افترق الناس فرقتين : طايفة قالت : الخليفة مالك ، لأنه ماهر في العلم ، وطايفة قالت نخلف شيخ الأعسر. واستمروا على ذلك زمناً طويلاً حتى أن الطلبة شملتهم التفرقة. ففي ذلت يوم دخل فقير قبة الشيخ مدني ، وأعلمه بجميع النزاع الواقع ، فناطقه من القبر ، وقال له : الخليفة شيخ والفقير غرباوي ، فأنكر أمره فقير شرقاوي : وقال له أنت كذاب ، والناس هرعت طالبة القبة ، فالفقير المنكر ضباه خشم القبة حتى خاف على نفسه، فحينئذ سلموا وانقادوا لخلافة شيخ. وإنه إذا عبر للطلبة في المجلس الصوت صوت مدني ، والجلس شيخ ، فأرسل لعلماء مصر ، قال لهم : خلفوني ، وأنا ما عندي وساع علم ، فكتبوا له : (واتقوا الله ويعلمكم الله) <البقرة: 282> فصار في قيامه وقعوده يقول (واتقوا الله يعلمكم الله) <البقرة : 282> فببركة التقوى صار من الراسخين في العلم ، وطلبته كلهم فضلاء صالحون ، منهم ألفيه عبد الماجد ومحمد أخوه ، ومن ورعه أنه امتنع من قبول هدية الشيخ عبد القادر ابن الشيخ إدريس ، وقال : عندهم مال الجاه ، وطلب منه الشيخ عبد القادر سلوك الطريقة ، قال له : أنا غير هذا الكتاب (يعني خليلاً) ما عندي شيء الواجب والمندوب والمباح فيه أفعله ، والحرام والمكروه اجتنبه ، وحصلت له كرامات ، منها: أنه ضمن لعثمان ولد حمد النصر على حربة الفونج ، والسبب في ذلك أنه مرض ، وقالوا : طبه في دهن الرهو فضرب عثمان رهوة بالبندق وأتى بها إليه ، فزال عنه المرض فدعا له بالاصابة في بندقه وما كسر حربة الفونج إلا ضرب بندقه ، فإنها لا تخطيء وأن عثمان لما كسر الحربة خرج من خلوته لابساً قميص الشملة الخيل ديل انفصلن من ديل وأن الشيخ علي ولد عثمان أرسل إلى الملك بادي أبو رباط يعلمه بكسر الحربة ، وطلب منه الملك ، فالملك أخبر العسكر قال لهم : نصف النهار بعد ما جروا السدايد وانقطع الداخل ، دخل على رجل أعسر لابس شملة ، إكان يفقهني قال لي : إن كان تمرق حربة لكجبي إلا أجي أفعل بيك كذا وكذا والشايقية الجالبون الخيل عنده ، قالوا له : هذا هو الفقيه شيخ ، لأن عثمان معتقد فيه.
    ومنها أن ولادته كلها بنات ماسكات الفقراء ، وإن واحداً منهم آخر الليل طلب عشاءه وأخره عن وقته المعتاد لغرض غير شريف ، فلما ناولته البنت عشاءه مسك يدها ، فالفقير بمجرد المسوك وقع مغشياً عليه ، والفقيه شيخ جاب عنقريباً من الخلوات من غير أن يعلمه أحد ودفق أمام الفقير موصاً وقال الفقير موتب ثم مات ، فمن ذلك الوقت أغلق الأبواب ومنع الأجانب من الدخول على نسايه إلى زماننا هذا.
    ومنها ما حكاه الحاج خوجلي ، قال : الفقيه شيخ طلق امرأته ، فجاء رجل أجنبي يخطبها عند أبويها ، فالرجل ضرط ، وكذلك أبوها وأمها وبالجملة فتقواه ودينه مشهور معلوم ، وأن رجلاً يقال له : ولد الفقير قال : مشيت إلى الشيخ عووضه اسأله عن الرجال ، فقال بطريق الكشف : الرجال اثنان : شيخ بن عبد الرحمن في نوري والشيخ دفع الله ولد أبو إدريس في أبي حراز ، والشيخ عووضه أرسل لشيخ الأعسر قال له : أعطيني فرسك الفلانية أعطك ولداً يمسك عقابك ، فامتنع وقال ولداً الله : ما خصاني به ما بدوره بالوسايط.

    ....
    شرف الدين بن عبد الله العركي
    ابن الشيخ علي بن بري ، أمه عجبت بنت الحاج إبراهيم بن بري ، ولد بالجزيرة نسري مختوناً ، وحفظ الكتاب على خاله محمد قاقم ، أخبرني والدي ، قال : أخبرني رجل من الصوارده له ولد بدوي ، قال : شرف الدين بيقرأ معانا في حال صغره يكاشف ، ويقول رأيت الرسول  قال كذا وكذا ، وسبب بدايته حدثني بها الفقيه عبد الرازق ولد عويضة انه قال : دخلت خلوة عبادة ، وأصابتني جنابة شديدة أتعبتني حتى نزلت من الخلوة والشيخ شر الدين نازل في الحجير ، فخرجت لزيارته فوجدته راقد في راكوبة قدام بيت ، والناس محلقون عليه ، وهو مقبل القبلة ، فقعدت وراء الناس ن قلت لما يفرغ منهم أزوره ، فناقمني بقفاه وقال : الزول عبد الرازق ، وأنت يا عبد الرازق تمرقك من الخلوة الجنابة ، ثم قال لرجل جالس في وجهه : يا محفل ، أنا سبب أخذي للطريق من الشيخ عبد الله الحلنقي ، خطبت بنت خالي ، فخرجت ومعي ولد خالي مسافرين للصعيد ، استأجر للقراءة لتحصيل شيء استعين به على زواجها ، فلما دخلنا ابو حراز الجلابة سبقتنا دخلت ولد مدني ، قلنا : هل نزور الحاج عبد الله ، ونلحق الجلابة ، فوجدناه راقداً في ظل المسجد مقبلاً عليه يعصره فقيرنا قمني بقفاه ، قال الزول شرف الدين ولد بري ، قلت : نعم ، قال لي : منذ ثلاثة أيام جاءني رجل من الصالحين ، قال لي : سيأتيك ولد مسافر للصعيد احجزه وسلكه وأرشده فجابوا لنا طعاماً آكلنا منه ، فقال لي أخواني حصل لك خير كثير ، فقلت لهم : ما بدور خيراَ فوق بنت خالتي ، ثم قال لي قم أغسل هدومك ، واغتسل ، قال ففعلت ذلك فوجدت عنده قرعة ملانة لبانا سلق لي منها سلقة ، وإعطاني سبحة ألفية ، وقال لي : ادخل خلوة ثمانية أيام والحي القيوم دبر كل صلاة خمسون ألفاً ، فجاءني وانا في الخلوة بشخص شايل له عصا من حديد ، فضربني بها ، فما تركت وردي أورده ، وأنا راقد نهارة الثامن جاءني فقير قال لي : الشيخ يناديك فوجدته يتوضأ لصلاة الظهر ، فلما أحرم لها أحرمت أنا خلفه ، فرأيت العالم من الفرش إلى العرش ورأيت جميع ما في عقول الناس ، فحصل لي انقباض منهم ، فلامني بعض الفقراء على ذلك ، فقلت لهم حصل لي كذا وكذا ، فقالوا لي : نحن طلبنا ذلك فما وجدناه ، فبمجرد الكلام انقطع مني ذلك المدد ، وأن الشيخ سألني قال لي : ايش رأيت في الخلوة ، فقلت : كذا وكذا ، وأنقطع مني أول ما أخبرت به الفقراء ، فقال لي : أتاريك جنياً مطموس ماك محل أمانة ، فبكيت بكاءً شديداً ن ثم قال لي : أمش اغسل هدومك وتبرد وتعال ، فدخلت الخلوة ثانياً من فضل الله الشفته ما انقطع مني وإنه لما رجع من شيخه واغترف من بحره سلك الناس الطريق وأرشدهم الفقير والفاسق ، وإذا دخل القرية وخرج منها يتبعه جميع من فيها حتى البهائم ، واخبرني والدي قال : رأيت رجلاً راكباً على جواد فأول ما رأى الشيخ ارتجف وارتعد إن كان ما شالوه ونزلوه فإنه يقع من الجواد ، وسأل الناس الشيخ خوجلي عن هذا الفعل ، فقال ولد عركي حاصل له الفيض .
    ووقعت له كرامات كثيرة منها : انه ظهر فيه حلق امتلأ جلده منه ، وجابوا له دهناً من رجل محلق وناس نسري قالوا : الشيخ حلق ، فدعا عليهم ، وقال : اللهم إن كان ما مشيت له في محله ابتلاهم الله به ، فببركة الشيخ علي ولد بري قالوا : جميع من في نسري حلق ، الآدمي والبهايم والشجر كله امتلأ درادم. ومنها أن شجرة كان يجلس تحتها اخضرت وأورقت في حينها ، وظلت الناس . ومدحته امرأة من ناس قري بكلام موزون فقالت:
    شرف الدين انا بالله وبيك *** يا لماس الشباك بايديك
    من خلاني نعلاتاً في رجليك *** كل يوم اتبرك بيك
    يا شجرة وقت الله أداك *** لا نيلاً سقاك ولا مطراً جاك
    ولد عركي كل يوم يغشاك *** سوالك ورقاص ظلاك
    ونحو ذلك يقولونه في الكرير .
    وحج إلى بيت الله الحرام ومعه جماعة فقراء ، ومعهم الحاج مكي ولد سراج المحب والفقيه محمد ولد شكر الله الضيوابي الجميعابي ، قال الفقيه محمد دخلنا قرية من قرى الريف قال الشيخ شرف الدين : صاحب هذه القبة عرفني امشاكم إليه فمشينا ، ودخلنا في قبته واديناه الفاتحة ، فجاء الحراس وأكرمنا قال : رأيت الشيخ وأمرني بضيافتكم وقال : نزلنا في القصير والريح تخلفت علينا ، قال الشيخ مكي يا ولد الهبوب انقطعت نخاف فوات الحج قال يا حاج مكي ابشر بالخير فإني رايته  قاعد فوق رأس المركب وجبريل ماسك الصاري وأنت يا حاج مكي تجري من هذا إلى هذا ، فزغرت الحاج مكي ورقص ، قال : فلما دخلنا مدينة الرسول  جاءنا الأغا ، قال أين شرف الدين ولد بري ، فلما اخبر به قال له الرسول  أمرني بإكرامك ، فأكرمنا غاية الإكرام وأهل الحرمين اعتقدوا فيه وسلكوا عليه الطريق . وأخبرني الأخ في الله الحاج عبد القادر ولد الصعيد في حجته سنة أربع وستين قال : لقيت شيخاً كبيراً قال : أنا سلكت الطريق على الشيخ شرف الدين في حجته. وأخبرني الوالد قال : سنة غلاء الجدري أنا والفقيه عبد الدافع والفقيه إدريس ولد نصار جالسون إذا جاء الشيخ شرف الدين راكباً على فرس شقراء يطلب جمالاً للكراء قال : الجماعة عقلوا علي ، وقالوا : الغلاء اتلمس البلد هل نمرق قبل ما يحكم فيها ، فامتنعت من الخروج إلى الصعيد وفينا من عنده خمسماية ويبة باعها ، فعظم الأمر علي إن خالفتهم ترانا مسافرين لما ينفذه الله فينا ، قال : فقمت معه أستشيره على أمر ، قال : باكر بغشاكم بالغد الناس مرقت تتفرج في النجيع ، سدوا وجه الحلفاية بالآدمي والبعير والبقر والشاة والشيخ راكب قدام النجيع قلت في نفسي : قلت الشيخ يواعدني ، يقول : يغشاكم ويتعدى فما استتمت الخاطر حتى إن الشيخ شرف الدين رجع فرسه على جهتنا قال : أنا ما خلفت الوعد ، قلت : برجع من جرف قمر ، وأما من جهة النجيع فكان الأمر أن أصابهم الجدري والوباء ، فمات من الرجال تسعون نفساً وما مرق منهم إلا الشيخ قرني والفقيه علي الرجوبة وتوفى الشيخ بالحجير وقبره ظاهر يزار.

    ...
    شرف الدين ابن الفقيه علي ولد قوته العالم المشهور:
    تفقه على أبيه وكان له معرفة ودراية بعلم الفقه ، توفى بقوز ولد ضباب.

    ...
    شمه بن محمد بن عدلان الشايقي
    ولد بمدينة أربجي وأبوه محمد من تلامذة الفقيه الزين .
    برع شمه في الفقه عند الفقيه بلال والفقيه ابو الحسن وعدد ختماته في خليل اثنا عشر ختمة ست ، منها متناً وست بالشارح ، وقرأ العقايد على الفقيه بساطي ابن الفقيه أرباب ، والرسالة على الفقيه عبد الصادق بن حسيب وكتب الشافعية المنهاج والمنهج على الفقيه بلال المصيقع عالم أربجي وخطيبها وقاضيها فصار مفتياً في مذهب مالك والشافعي ومدرساً فيهما ، وسموه ناس أربجي مركب الهند ، وشرح عقيدة الرسالة شرحاً مفيداً وله فتاوى في الأحكام جيدة في ورقات قليلة توفي ودفن بأربجي.

    ...
    شكر الله بن عثمان بن بدوي العودي
    ولد بشنمبات ، وحفظ الكتاب على الفقيه حمد بن حميدان ، وجلس في حلقته بعده ، وانتفعت به الناس كان ورعاً لا تأخذه في الله لومة لايم ، وإن الشيخ حمد السميح جاء لزيارته ، فوجده يصح في لوح ما رفع رأسه حتى فرغ منه ، وخت القلم ، ثم قام فسلم على الشيخ فحمده على فعله ، وقال شيخ الفقراء ولد صغيرون : ويعظم الليل الله ونظير هذه الواقعة ما قاله الفضل بن عياض ، فلو أن العلماء شحوا بعلمهم ، وأنزلوه حيث أنزله الله لخضعت لهم رقاب الجبابرة ، وممن حفظ عليه الكتاب من الأفاضل الفقيه عبد الدافع والفقيه إدريس ولد نصار والفقيه النور ولد عبيد والفقيه عبد الرحمن البرنسي والفقيه مضوي ولد عبد الرحيم والفقيه مدني ابن الفقيه ولد النور ونحوهم ، وكانت له معرفة تامة بأحكام القرآن قراءة على شيخه الفقيه حمد ، وممن أتقن عليه ذلك الفقيه عبد الدافع وإدريس ولد نصار ومضوي ابن عبد الرحيم وتفقه في خليل على الفقيه بلال والفقيه أبو الحسن ، وقال الشيخ حمد ولد الترابي (لما دخل عليه بحيرانه) لزوجته الحاجة أضافوك ناس القرآن ناس شكر الله أهل الله خاصة فأكرميهم ، وقال الفقيه عبد الدافع : جئت زايرة ، فقال : جاءني جنيان صغيران بيضاويان سلما علي ، وقالا لي : أتينا من شرق الأندلس لزيارتك ، قال الفقيه شحاتة : انا غسلته بعد موته ينقلب لي يميناً وشمالاً .
    وله من الأولاد الفيه محمد والفقيه أحمد ، وهما على نهج أبيهما في الدين والصلاح ، دفن بشنمبات وعمره بين الأربعين والخمسين ، وقبره ظاهر يزار

    .....
                  

09-15-2010, 06:43 AM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    السلام عليكم
    ....
    .
    انتهى حرف الشين

    والمايكرفون الآن مع الأخ محمد عثمان الحاج
    ....
                  

09-16-2010, 03:08 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    .
                  

09-16-2010, 06:03 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: عوض عبدالله طه)

    حـــــــــــــرف الصــــــــــــــــــــــاد

    صغـــــــــيرون

    هو سيدي محمد بن سرحان العودي، وأمه فاطمة بنت جابر بن عون الله بن سليم بن رباط بن غلام الله، فما طابت تلك الثمرة إلا من تلك الشجرة، وسمي صغيرون فإن أخواله أولاد جابر يقولون له محمد الصغير فغلب عليه اسم صغيرون، ولد رحمه الله بالجزيرة ترنج من دار الشايقية، وكان رضي الله عنه ممن جمع بين الفقه والتصوف، وقرأ الفقه على خاله الشيخ إسماعيل بن جابر وأجاز له بالتدريس، ورحل إلى الشيخ محمد البنوفري وقرأ عليه شيئا من خليل، وقال محمد هذا يصلح للتدريس، فجعل الله البركة فيه، وجلس في مجلس أخواله بعدهم، وكان من زهاد العلماء وكبار الصالحين، وصحب في التصوف الشيخ إدريس بن الأرباب، وسبب قدومه إلى دار الأبواب عادوه أولاد أخواله عداوة شديدة لكونه حاز منصبهم وقام مقام أخواله في العلم والصلاح، وساقوا عليه الملك زمرواوي ملك الشايقية وأمروه بقتله، فركب جواده وجاءه وهو في المسجد فوجد أمه بنت جابر معه فقالت:” جيت تقتل محمد” فنزلوه من الجواد مغشيا عليه، فصار يقول :”حك، حك، بقر الحاج محمد نطحني”، فجاءوه فتشفعوا له، وقال لهم: “الشئ هذا ما مني، من أخوانا لي”، فعزم له فشفي. وقال له أعطيتك أربعة سواقي، وكل ساقية أربعين عودا بعود السلطية، وأربعة فروس والدات واربع رؤوس”، فقال لهم:” مالكم حرام علي، وسكنى بلدكم حرام علي”، وقيل أن الملك بادي بن رباط وكان سيد قوم الملك عدلان ولد أيه، وكان معتقدا فيه، فإن الملك عدلان بعدما قتل الشيخ عجيب في كركوج سافر بجيوشه إلى دار ضنقلة فلما جاء في مشو عزلوه الفونج من الملك وولوا بادي سيد قوم الملك، فحينيذ طلب منه أن يسافر معه إلى أرض الصعيد فقال له :”بلحقك”، ثم قدم بعد إلى أرض الصعيد بأمه وإخوانه وزوجاته وأولاده ووقع في الدريرة فاختلف فقراه: ناس الصعيد أمروه بسكن الصعيد، وناس السافل أمروه بسكن السافل، فقال لهم يختار الله على ذلك، فأخذ ركوته وشال الخلا، فاجتمع بالسيد الخضر عليه السلام، قال له:” سكنك قوز المطرق، مقابل سهلة أم وزين”، فسافر إليه فوجده كله شجرا وعرا، فمشى إلى الفجيجة فوجدها فجة ساهلة من الشجر، وقال هذه الفجيجة ينزل فيها أخوان الشيخ عبد الرحمن ولد حمدتو، وهذا سبب تسميتها بالفجيجة، ثم إن الشيخ ابن سرحان أرسل إلى الملك بادي بسنار وأعلمه بالقدوم، وطلب منه أن يعطيه بقعة الخلاء للمسكن والزرع والمشرع للورود، فإن الملك جاب زولا وقال له :” أعطه جميع الدار التي يدورها “ وحددها له وقال له:” بلا بقعة الخلا والمشرع للفقرا وموضوع المقبرة ما بدور شيء” وهذا رحمه الله من الورع والزهد في الدنيا.ثم إن الشيخ رضي الله عنه بنى المسجد بتأسيس الخضر عليه السلام، ويقال أن الشعبة الوسطى التي هي موضع المشايخ للتدريس هزاها بيده الكريمة، وشدت إليه الرحال من سائر الأفطار وضربت إليه أكباد الإبل وانتفعت به الناس، وممن أخذ عليه من الإجلاء الشيخ دفع الله بن الشيخ أبو إدريس، والفقيه عبد الحليم ولد بحر، وأولاد بري: الفقيه علي والحاج إبراهيم، وتور المتن الكاهلي البرقاني فهو مدفون أمام قبره.، وأولاد التنقار الثلاثة: الفقيه محمد وحمودة ومازري ومدني الحجر بن الحاج عمر أخيه، ومحمد ولد الحاج أبو القاسم أخيه وكان صالحا فاضلا، وتوفي رحمه الله تعالى بدور عمه، وليس له عقب إلا بنته حاجة فولدت الفقيه بلال، وولد ابن سرحان الفقيه الزين وإبراهيم الحجر وأبكر وله من البنات خمسة، رابعة تزوجها مدني الحجر بن أخيه عمر، وحاجة تزوجها محمد بن التنقاري بن أخته، أمنة تزوجها محمد بن الحاج قاسم أخيه، ومدة تدريسه في الأبواب هي ثلاثة عشر ختمة أو أربعة عشر ختمه أو خمسة عشر ختمة، وتوفي ودفن بالقوز، وقبره يزار يستقى به الغيث.

    صغيرون الشقلاوي

    تفقه على الشيخ محمد بن سرحان، وسلك الطريق على الشيخ إدريس، وصحب الشيخ حسن، وعبد الرازف وباسبار وعلي بن بري، ولد بالشقالو ببندر شندي وتوطن بأم مرحي وقبره بها، وبلغ السن العالية وجاوز الماية بكثير، وكان يرد المطلقة ثلاثا من غير زوج ينكحها، وكان الشيخ عبد القادر بن الشيخ إدريس ينكر عليه ذلك ويقول له:” جميع الناس تسويهم أولاد زنا”، ويقول له متى ما أنكر عليه:” أسأل أمك”، فسأل أمه طاهرة عن قوله،قالت له:” أبوك طلقني ثلاثا، مكثت عزبة ثمانية سنين فرجعني له أبوي صغيرون فحملت بيك”! ويحكى أن الفقيه صغيرون أيضا قال:” سافرت إلى ضنقلة لزيارة الشيخ محمد بن عيسى، فذات يوم شلت ركوتي وخرجت إلى الخلا فرمتني المقادير في فجة ليس فيها شجر ولا بشر، وأنا أمشي في تلك البرية من أول النهار إلى قرب الزوال، فرأيت راكوبة كبيرة في الخلا، قلت :هل أمشي عليها إلى أحد يوجهني إلى الطريق، فلما وصلتها لقيت مسجدا كبيرا فوجدت فيه رحل تمر ورجلا عريانا، فلما دخل وقت الظهر جاءت العرايا من سرايا البلاد فكل واحد ياخد قبضة تمر من تلك الرحل، فجاء إمامهم فأخذ قبضة من جراب معلق في سقف المسجد، فلما دخل وقت الصلاة صلى بهم، مكثت معهم إلى صلاة العشا فجاب لي واحد منهم كسرة ملاحها خدرة فأكلت منها، ثم مسح عليها بيده فصارت أحلى من العسل، ثم قال لي قم، فرأيت دروبا كثيرة مثل دروب النمل وكان درب منها مقابل ضوء نار فقال لي ذاك الضو ضو ناس الشيخ محمد عيسى، قال فلما قدمت إلى البلد أخبرت الشيخ إدريس بهذه الحكاية، قال:” هذا جامع العرايا ـ يعني الدراويش ـ إمامهم اسمه يحي محله في بلاد السودان، قريته اسمه قبا”، انتهى، والله أعلم بالحال.

    صغيرون ولد أبو وجيبه

    اصله زرنحي، ولد في أبو هشيم، وقرأ خليل على الفقيه الشيخ اللعسر في دار الشايقية وحضر قتال عثمان ولد حمد مع الفونج ويحكيه.

    صالح أبو نايب بن الشيخ عبد الرازق


    فهو أكبر أولاده، وأنه لما دنا عند الوفاة قيل له: “الخليفة بعدك منو؟” فقال:”صالح للجنى والعول، وبان النقا صقرا أغر محجل يوقد النار على عل، ومحمد النقر كان ما كتفت يده على قفاه ما كان يخلي أحد”، وممن أخذ عليه طريق القوم ابن أخيه الشيخ صالح بن بان النقا، فكانت مجاهدته فوق الحد، يصلي كل يوم ثلثماية وعشرين ركعة، من قبل أم لحم قال:” ما تركت هذا التركع إلا يوم ونصف يوم لمرض حصل علي، وتوفي عقب الجدري، وقبره ظاهر مدفون مع أبيه.




    يتبع....
                  

09-17-2010, 04:07 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)


    صالح بن الشيخ بان النقا


    فهو ثالث الخلفا الأوقدوا نار الشيخ عبد القادر الجيلاني في بر الفونج، فالكلام فيه على ثلاثة أبواب: الأول في شهادة العارفين له: قيل للشيخ خوجلي:” أنت أكثر كيلة وأكثر أضيافا من ولد بان النقا، وهو مشهور بالكرم منك”، قال: ولد بان النقا عنده نار عبد القادر. وقال الشيخ برتي المسلمي تلميذ سلمان الطوالي:” ولد بان النقا بعد هذا الوقت يجوه الأولياء يجلسوه ويقيدوه ويدوه نار الشيخ عبد القادر بعد الشيخ بدوي”، وقال الشريف علي ولد الهندي صاحب القبه البيضاء المقابل مرنات لرجل اسمه بحاري جاءه في حالة الصغر في جمل مقبوض عنده لحواره قال له:” يا بحاري رد له جمله، لا تنظر لقدره أنظر لبركة في عظمه” وقال هو أيضا:” دخلت على الأرباب إدريس ولد سليمان العدار، قلت له فلان وقع علي، قال إنشاء الله يقع عليه السماء، يحميك سطورا ينفعني وينفعك، انتهى.

    الباب الثاني في سبب بداية أمره وفي الإذن له بوقود النار، فقد وجدت بخطه قال:” أنا صغير رأيت أبوي جالس على عنقريب يسلك الناس الطريقة، وأنا جالس معه، قلت له :”ما تسلكني؟” قال:” يسلكك عمك أبو نايب وعمك الزين”، كأنه يقول :”الموت”، قال :”فبعد وفات أبي مكثت سبع سنين حتى بلغت الحلم، فبعد ذلك سلكت الطريق على عمي الشيخ صالح أبو نايب، وأخذت الأوراد على عمي الزين بن الشيخ عبد الرازق، ثم إن الشيخ حمد السميح خرج في حربه على شندي، قتل ملك الجموعية، وقتل أكثر من ماية نفس، فإنه خرط البلد وخرط رقيقنا وبقرنا وغنمنا وأخذو جملينا طيبات، فمشينا للرد أنا وأولاد عمي، فرد لنا البعض وهو نازل في الكبر بالرجوبة، وقال:” ألحقوني في الخشاب أرد الآخر”، فإني في تلك الليلة رأيت الشيخ عبد القادر وهو جالس على عنقريب مستقبل القبلة، وكل كراع عندها رجل عليه عمامة بيضاء، فوضعوا على رأسي عمامة بيضاء، وألبسوني عقد سوميت كنار أزرق وابيض يشالعن، فشكيت عليه فقلت له:” حمد غصب جمالي” فصر وجهه علي، وقال للرجال الجالسين معاه:” أنا أكلمه بالآخرة وهو يكلمني بالدنيا، أمش أوقد النار”، فإني في حالة اليقظة سمعت نقارة تضرب فوق راسي، فأخبرت بها عمي أب نايب فضحك وقال:” أول الفتوحات نقاقير”، ثم جاءني رجال فقالوا:” جيناك من الرسول والشيخ عبد القادر فقالا لك قبلناك وأعطيناك يا حي يا قيوم ألفا على مرور اليالي والأيام”، فأخبرت عمي أبو نايب فقال:” أخدم الله يعينك”، وبعد مرسال الرسول أخذني ووداني للشيخ بدوي فسلمت عليه فرفع يديه فقال:” الله يكثر مصروفك للجنة” فقال :”آمين” وملكا فوق قال “ آمين”،وبعد فأنا في الخلوة وروحي مرقت من جسمي وعرجت حتى خرقت السموات، فسمعت الخطاب من الله تعالى ومن الملك فقال لها:”توبي” فقالت :”تبت لوجهك يا كريم”، وقال لها:” تذكرني كل يوم باسم الجلالة ماية ألف مرة”، فقالت :”أذكرك ياسيد ويا مولاي”، ثم قال لها:” تذكريني بخمسين ألف” فقالت: أذكرك ياسيدي ويا مولاي”، ثم قال لها:” تذكرني بستا وعشرين ألف كل يوم” قالت:”أذكرك يا سيدي ويا مولاي”، ثم قال لها:” تذكرني بستة آلاف” قال أذكرك ياسيدي يا مولاي” ثم قال لها:” تذكرني بألف إلى أن تموتي” فقالت: أذكرك ياسيدي ومولاي””، ثم قال وأنا في الخلوة رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم فالتفت إلى يساره وقال:” يا شمهروش ويا ميمون قوما معه”، وما رأيتهما، فشمهروش هذا صحابي، قاضي الجان، ومن جملة ما أمرني به قراءة الدلايل كل يوم ثمانية مرات فقلت لهما :” أزيد على ذلك” فقال لي:” لا تقدر” وقالا لي:” إن حدثك قلبك وسوسة من إبليس ونحن ننقرك فوق كبدك”، وبعد فإنني بين اليقظة والمنام رأيت الرسول جاء طالب خلوتي وراءه جبريل، قال له:” هذا المذنب تعطوه هذه المنزلة” ثم التفت عليه وقال له:” أنا جبته” فالرسول عليه الصلاة والسلام قال لجبريل:”احمله” فصعد بي وخرق السموات ومتى جيت إلى سماء أقول له :”رجعني” يقول:” الرسول أداك”، حتى أدخلني في البيت المعمور، ثم دلاني إلى مكة فأدخلني في البيت ثم جابني إلى مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام”، ثم قال:” وأنا في الخلوة أيضا رأيت نفسي دخلت مدينة الرسول وجيت طالب الرسول فمنعني الحاجب، قال له:” خله، ما بتشوفه كيف ملأ السموات والأرض علي صلاة، فدخلت عليه فوجدته جالسا مستقبل القبلة، فوجدت عنده الشيخ عبد القادر والشيخ إدريس والشيخ حسن وابوي عبد الرازق وأبوي الشيخ بان النقا والخضر عليه السلام، وعلي وبلال رضي الله عنهما، ثم قال لي الرسول عليه الصلاة والسلام: عصر شقي الأيمن” فقلت :”ياسيدي يا رسول اله أنا أعصر جسمك؟” قال:”لأنك توسلت بالصلاة علي”، فإن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر جبريل عليه السلام أن يضع على رأسي عمامة بيضاء وجاب خيطا ربطوا به العمامة، فقلت يا سيدي يارسول الله، أنا أسوي خيطك؟” قال لي:” إن ما سويت خيطي من يخافك ومن يهابك ومن يستحيك؟”، فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قال للرجاله “أدوه:، فقام الشيخ إدريس، رجل أخضر جسيم بلا لحما كثير، مد يديه بالسمع والطاعة وقال:” أديته سيف قدرتي، فسيف ولايتي عند أولادي”، ثم قام الشيخ حسن، رجلا أصفر رقيق أصلع، قال:”أديته سيف ولايتي وسيف قدرتي، فسيف قدرتي قبعته فضة وسيف ولايتي قبعته ذهب، والاثنين وضعهن في وجه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الشيخ عبد الرازق وهو رجل أزرق رقيق مايل للخضرة، قال:” أديته سيف قدرتي فسيف ولايتي عند ولدي صالح”، وبعد فالرسول عليه الصلاة والسلام قال للشيخ عبد القادر:” جيب النار من الفقير بدوي” فإن الشيخ عبد القادر أرسل إليها فجابوها من بغداد وهي خرقة فتيلة فيها النار، وجابوها في ياقوتة حمراء مثل نقارة النحاس، وجاء الشيخ بدوي وراء الشيخ عبد القادر، قال:” بدور النار لولدي” قال له الشيخ عبد القادر:” ولدك ما قاعد بيننا” انتهى.وإن سألتم من وصالي إلى الرسول والشيخ عبد القادر والخضر بأبي بان النقا، وبقيت مشتغلا في الأوراد من الجلالة وغيرها، وقال:” لا تضيعهن، سنبوسك الكسرة والدلايل والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم”، ثم إني تركتها يومين اشتغلت مع حيران أبي العطوية قتلوا رجلا سدراني، فإن والدي الشيخ بان النقا جاء لخالي سعد ولد صالح في المنام ثم قال له:” كلم ولد أختك لا يترك قراءة الدلايل” انتهى. فإن أهل الله بعد ما ادوني سوا لي في رجلي شيئا كالقيد سككت منه قالوا لي:” جعلناك ظاهرك شريعة وباطنك حقيقة وقالوا لي:”رفعنا رأسك إلى فاس وإلى مصر” انتهى. وقول الشيخ أن روحي عرجت وخرقت السموات وكلمها الباري جل وعلا وأن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر جبريل بالعروج بروحه إلى البيت المعمور، فهو جايز شرعا وعقلا عند الصوفية، وقد قال الشيخ عبد الباقي في باب الردة عند قول المصنف رحمه الله تعالى:” أو ادعى أنه يصعد للسماء وكذلك إن ادعى مكالمة الباري، إلا المكالمة عند الصوفية فإنها من إلقاء نور في قلوبهم وإلهامهم سرا لا يخرج عن الشرع، ومن ثم كان الشاذلي يقول:”قيل لي كذا وحدثت بكذا” أي ألهمته”، ويوافقه خبرا:”اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله تعالى وينطق بالحكمة”، وقول عمران بن حصين:” الملائكة تسلم علي وتونسني”” انتهى كلامه، يوافقه قول بن عطاء الله في لطايف المنن عن الشيخ أبو العباس المرسي قال:”جعلت في ملكوت السموات فرأيت الشيخ عبد القادر أبا مدين متعلق بساق العرش”، وقال الشيخ سيدي محمد السنوسي في شرح كبراه في فصل الوحدة:” وربما عظم الشوف فشطحت الذوات شطحا طارت به الروح عن سجن الجسد” انتهى.
    الباب الثالث في كرمه و سخــائـه، فالكرم يدل على حقارة الدنيا، إعلم أن الشيخ صالح ذكر أنه أتاه المدد الإلهي والإذن له في وقود النار بعد وفاة الشيخ بدوي، وذلك أنه سنة ثمانية عشر في تلك السنة قتل السميح شندي وولد ولده الشيخ عبد الرحمن سنة اثنين وعشرين، فحينيذ شاطرته السلطنة في ديار البحر والمطر، فاوقد النار وقام بالكرم بفرايضه وسننه ومندوباته، فما بيت من بيوت الدين وغيرها إلا وله عليها يد، فدار السلطنة قسمها على الناس مثل الوليمة، فأعطى ذرية الشيخ عبد الرازق ما لاحصر له، وأعطى البسابير خمسماية عود في بلدهم، وكتب مكتوبا أرسله للبرياب دفع لهم الديار الفي بلدهم على عدد رؤوس أعيانهم: الفقيه علي الرجوبة له الساقية الفلانية والجرق الفلاني، وأولاد شرف الدين على عددهم وأولاد الفقيه النور، وجميع البرياب الرجل ساقيه، وبعضهم آثره بجرف، كذا أخبرني بذلك الشيخ عبد الرحيم بن الشيخ شرف الدين، إلا نفسىفإنه بينه وبينه مشاجرة، وأعطى الشرفا أولاد بنت الشيخ عبد الرازق خمسماية عود، وأعطى الحسوناب مرن كامل، ونحو ذلك كثير، ومع ذلك يزوج العزبان ويكسي العريان ويعين على نوايب الدهر، وبالجملة فمكارمه لا تحصى فتحتاج إلى مجلد ضخم، وتوفي سنة سبع وستين عن خمسة وسبعين سنة، ومدة مدده خمسين سنة، وقام بعده ابنه الشيخ الزين بوكالة من الشيخ عبد الرحمن أخيه، وأوقد النار بعد أبيه ونفذ جميع ما فعله أبوه في حالة الحضر والغيبة، ومع ذلك مداوم على تلاوة القرآن لا يفتر عنه وخصوصا ثلث الليل، وتوفي سنة تسعة وثمانين عن سبعين سنة، وقام بعده ابنه الشيخ بان النقا أطال الله بقاءه، وكان على قدم جده في وقود النار وبذل المعروف والإعانة على نوايب الدهر، انتهى.




    يتبع...

    (عدل بواسطة محمد عثمان الحاج on 09-17-2010, 04:09 PM)
    (عدل بواسطة محمد عثمان الحاج on 09-17-2010, 04:11 PM)

                  

09-18-2010, 01:10 PM

abdulhalim altilib
<aabdulhalim altilib
تاريخ التسجيل: 10-16-2006
مجموع المشاركات: 4050

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    كل عام وأنتم بخير ، وعيدكم سعيد ،

    جزاكم الله عنا كل خير أيها الأخوين الفاضلين
    العزيزين :محمد عثمان الحاج و عوض عبدالله طه ،
    وجعل هذا الجهد المقدر في موازين حسناتكم .

    عمل جبار بحق وجهد خلاق تشكرون فعلاً عليه ،
    ونسأل الله أن يمدكم بعونه وتوفيقه حتى
    يكتمل هذا العمل الكبير ويخرج بالصورة
    المثلى التي تنشدونها ونبتغيها .

    أعانكم الله وأثابكم على هذا العمل الضخم .

    ووفقكم الله وسدد خطاكم.


    مودتي ،



    ( ليمو )
                  

09-18-2010, 03:55 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: abdulhalim altilib)

    لك الشكر أخي عبد الحليم التلب ونواصل:




    حـــــرف الضـــــــــــــاد
    ضيف الله بن علي بن عبد الغني بن ضيف الله الفضلي الجعلي

    ولد بالحلفاية وحفظ الكتاب في جامعها ، قرأ مختصر الشيخ خليل والرسالة على الشيخ الزين، وعدد ختماته في خليل عشرين ختمة، والتوحيد والنحو على الفقيه حميد الصاردي تلميذ الفقيه مكي النحوي ابن فريعه، وصحب في التصوف الشيخ دفع الله الشيخ أبو إدريس، ودرس خليل والعقايد بمسجد الحلفاية، وهو أول من درس فيها العلم، وممن قرأ عليه مختصر الشيخ خليل الفقيه عبد الكريم والفقيه عبد الجليل أولاد محمد بن عبد الله الشابوبي، والفقيه السرورة السياقي وغيرهم، وكان ممن جمع بين العلم والعمل والزهد في الدنيا والانقباض عن أهلها، وكانت مجاهدته فوق الحد، وكان موضع خلواته وراء الرويس وبعدها يصلي العشاء والآخرة يفرش فروته ويصلي ركعتين ركعتين إلى درب الجمل ثم يرجع، ومكث في القوز خمسة سنين ما ورد البحر، وشرح على مختصر خليل حاشية يحل فيها المشكل، كان والدي في التدريس معتمدا على حلها، وأخبرني والدي أيضا قال: أخبرني الشيخ خوجلي (قال) خرجت مسافرا لطلب العلم في القوز وجدته يدرس العلم في الحلفاية وله باع طويل في هذا الكتاب، وبلغ من ورعه (….. ) أنه لا يغتسل في البحر إلا بساتر وأن السوق كان قدام المسجد والناس تفرش البروش والحصير ونحوها، وإذا مر بين فجاجها لا يتخطاها تورعا منه، وتوفي رحمه الله تعالى في نجعة أم لحم وهي سنة خمسة وتسعين طالبين الحسيب، مرض فوق الطريق بلا زوجته وبناته ما معاه أحد، أخبرني الفقيه حمد السيد قال أخبرتني زوجته قالت الفقيه مرض علبها ونحن في الخلا، قال:” بجوكم ناس يدفنوني لا تخشي منهم”، قالت:” بعد ما مات جونا رجال هيئتهم حسنة وهم أولياء الله، عندهم كفن وطورية وواسوق وقربة ماء وحنوط، وغسلوه وكفنوه ودفنوه، وشالوا قميصه وعمامته وعكازه وتركوا لي ثوبه وهو ثوب صغير وقطعة كفن، قالت ولم أدر أين ذهبوا به، وعمره بين الثمانين والتسعين.


    ضيف الله بن الفقيه محمد بن الفقيه العالم النحرير الولي الشيخ ضيف الله

    وسماه أبوه على جده تفاؤلا، حفظ الكتاب على أبيه محمد وبرع في الفقه على الفقيه بلال والفقيه أبو الحسن، وقرأ التوحيد على الفقيه إدريس بن بله الكناني تلميذ الفقيه الشيخ أرباب، وسلك طريق الصوفية على الشيخ خوجلي وانتصب لتدريس الفقه والأحكام والفتوى من سنة ثلاثين بعد الماية إلى أن توفي سنة اثنين وثمانين، وكان ممن جمع بين العلم والعمل والزهد والعبادة، ومن زهده تركه للبيع والشراء والأسفار وطلوع الأسواق، ولاوقف على باب السلطنة لغرض دنيوي وكان مجاهدته في التدريس والعبادة، وصفة عمله أنه يقوم في ثلث الليل الخير يقرأ منجيات ابن عطاء الله والمنجيات وأذكار شيخه وأوراد نبويات حتى يطلع الفجر، ويصلي الرغيبة ويذكر فيما بينها وبين الصبح جميع أذكار شيخه الشيخ حوجلي ثم يصلي الصبح ويستمر في موضع مصلاه للذكر والعبادة وقراءة الوظيفة وأحزاب الشاذلي وساير أذكار شيخه خوجلي، ثم يصلي النافلة، فإذا فرغ منها شرع في التدريس، فإذا فرغ منه شال دلايل الخيرات، فإذا فرغ منها عنده سبحة وأقداحا صغيرة واحد فيه حجارا معدودة وشال سبحته يذكر الله ويصلي على الرسول فإذا تم عدده رمى حجرا في القدح الآخر، هذا دابه حتى يفرغ من عدده، فإذا فرغ من عدده شرع في الاستقبال لقراءة اليوم المستقبل وينوم نومة خفيفة واضعا الكتاب على صدره، ثم يصلي الظهر وبعده الباقيات الصالحات ثم يشرع في الدرس، فإذا فرغ منه صلى العصر، واستمر على الذكر والعبادة حتى تغرب الشمس فيصلي المغرب، فيذكر الذكر الوارد بين المغرب والعشاء، فإذا صلى العشاء قعد ويذكر ويتنفل إلى أن يمضي الثلث الأول من الليل إلا قليلا، فإذا مشى فوق الطريق سبحته في يده يصلي فيها على الرسول، هذا دابه حتى فارق الدنيا، وينهانا عن البيع والشراء ويأمرنا بالحراثة، وأجمعت الأمة على أنه أعلم أهل عصره بالفقه، والناس يقولون بعده إبراهيم الحجر وأبو الحسن وبعد أبو الحسن ضيف الله، قال الشاعر بن دوليب:

    فأول ساداتي في العلم ياذا
    إمام الوقت بحرا فايضاه
    وحيد فريد قطب مجيد
    بضيف الله يعرف يا فتاه
    عن الشيخين قطبي أهل عصره
    نفيس العلم حقا قد فشاه

    وكان ممن أخذ عليه من الأعيان: الفقيه إسماعيل شيخ القوز، والشيخ عبد الرحمن بن بان النقا، والفقيه بشير بن علامة، والفقيه أحمد بن عيسى، والفقيه عبد الرحمن بن أرباب، والفقيه محمد بن علي بن بساط أرباب وولديه، ومؤلف الكتاب، والحاج دفع الله، وكان مجاب الدعوة، ودعا على رجل نازعه في حجة فعطب سريعا، وقال:” سمعت قايلا يقول لي:” أنت في جانب الله”، وعمره خمسة وسبعين سنة ومدة تدريسه وخدمته للعلم اثنين وخمسين سنة، وما أحد درس العلم في الحلفاية إلا هو وجده، وشهد له شيخه خوجلي في الطريق وأشياخه في العلم والدين والصلاح، وقال الفقيه دوليب بن الفقيه محمد:”رايت في المنام قايلا يقول:” الفقيه ضيف الله قام مقام الشيخ خوجلي لصلاته على الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما ذكرت ترجمة آباي اقتداء بابن السبكي في طبقات الشافعية فإنه ذكر أباه ومناقبه وتصانيفه وثناء الناس عليه، وكذلك جميع أرباب الطبقات يذكرون نفوسهم وآبائهم من جملة العلماء.

    ضوين بن إحيمر

    أمه بنت الخطيب عمار، ولد بسنار، وكان في أول أمره تاجرا متمولا ثم سلك الطريق على الحاج خوجلي فانقطع وأصابه الجذب والوله في حب الله تعالى وسوله ومحبة الصالحين، ولما بلغه موت شيخه خرج هايما وانقطع خبره ولم يعلم هل هو حي أو ميتا إلى الآن. انتهى.


    ضو البيت بن أحمد الشافعي

    وولد ببربر وقرأ أحكام القرآن على الشيخ عيسى بن كنو والمنهاج والمنهج على الفقيه محمد ولد الشافعي خليفة الشكاك ببندر بربر وسكن جرف عجيبة عند الزيداب وحظي عندهم حظا وافرا، بنى مسجده لتدريس القرآن وكان ممن جمع بين العلم والعمل والتدريس واولاده صالحين طيبين الثناء.

    حــــــــــرف الطــــــــــــــــاء

    طه بن عمار القرني


    ولد بالقجر واتخذ مذهب الصوفية، سلك الطريق على الشيخ دفع الله بن الشافعي، وأذن له في السوك والإرشاد فتفرعت منه الطريقة، وأخذ عليه الفقيه محمد الأزرق الوكيل بمسجد الحلفاية، والفقيه مختار ولد أبو عنايةن والأخرش أخيه، والفقيه طليحة الدقلاشي، وخلايق كثيرة، وتوفي بضهرة سنار وقبره ظاهر يزار.

    طه بن الحاج لقاني

    أخذ الفقه عن أبيه، وسلك الطريق على الشيخ حسن، وارشده، وله فيه قصايد منها كان الشيخ طه بن الحاج لقاني إذا جاء زايرا الشيخ حسن يرثيه بهذه الأبيات، وكان جلساؤه يقولون له حين يأتيه:”لم لا تعانقه؟” فقال لهم أننا بنتعانق لكنكم لاترونه”، ويقف قريبا منه ويتكلم بهذه الأبيات:

    سلام على ربي ذي الجلال
    على شيخ الطريقة والوصال
    والحقه التحية ألف مرة
    والف من سلام خير تال
    جميع الخلق قد حزمت عليه
    بحسن الحسن في حسن الفعال
    محبته تغلب كل خير
    وتبعد كل ذي شر وبال
    ونرجو أن نفوز به جميعا
    بدنيانا ودينا بالمعال
    ويسعدنا الإله بجاه من
    حماه الله من درك الخيال
    وإني في حماه وجميع أهلي
    وما أرجوه من كل الآمال
    بفضل الله ثم رضاه عني
    اروم بحبه نيل النوار
    فما أنساكموا في كل وقت
    بليل أو بصبح والزوال
    فلا تنساني من اللحظات إني
    غريق الذنب في بحر الخيال
    فمالي من جفاء في بعادي
    ولكن أخاف من الكلال
    فإن زرنا أتينا باجتهاد
    وإن عدنا لقصدك واشتغال

    فمبجرد سردها فتح الله عليه العلم.



    التعديل لتصحيح الكلمات غير الواضحة

    (عدل بواسطة محمد عثمان الحاج on 09-19-2010, 05:33 PM)

                  

09-18-2010, 03:58 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    أرجو منك أخي عوض الله توضيح الكلمات التي بين قوسين في ترجمة الفقيه ضيف الله بن علي أعلاه والتي هي غير واضحة في نسختي وكذلك الكلمة المفقودة التي في موضعها نقاط بين قوسين، وأواصل غدا انشاء الله.
                  

09-18-2010, 07:12 PM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: محمد عثمان الحاج)

    تحياتي محمد عثمان
    ....
    يبدو أن النسخة التي بحوزتي هي الأجدد ، وبها تنقيح أكثر
    عموماً اليك ما طلبت

    ....
    نسختك
    ولد بالحلفاية وحفظ الكتاب في جامعها (وقرا) مختصر الشيخ خليل والرسالة على الشيخ الزين،

    نسختي
    ولد بالحلفاية وحفظ الكتاب في جامعها ، قرأ مختصر الشيخ خليل والرسالة على الشيخ الزين،

    ...
    نسختك:
    أخبرني الشيخ خوجلي (قال) خرجت مسافرا لطلب العلم في القوز

    نسختي:
    أخبرني الشيخ خوجلي قال : خرجت مسافرا لطلب العلم في القوز

    ....
    نسختك
    وشرح على مختصر خليل حاشية يحل( فيها) المشكل،

    نسختي:
    وعمل على مختصر خليل حاشية جميلة يحل فيها المشكل،

    ....
    نسختك:
    وأن السوق كان قدام المسجد والناس تفرش البروش والحصير (ونحوها) وإذا مر بين فجاجها لا يتخطاها تورعا منه،

    نسختي:
    وأن السوق كان قدام المسجد والناس تفرش البروش والحصير ونحوها وإذا مر بها يمشي بين فجاجها لا يتخطاها تورعا منه،

    ...
                  

09-19-2010, 11:28 AM

عوض عبدالله طه
<aعوض عبدالله طه
تاريخ التسجيل: 08-14-2010
مجموع المشاركات: 603

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: طبقات ود ضيف الله: النص الإلكتروني (مقسطا على دفعات!) (Re: abdulhalim altilib)

    Quote: كل عام وأنتم بخير ، وعيدكم سعيد ،

    جزاكم الله عنا كل خير أيها الأخوين الفاضلين
    العزيزين :محمد عثمان الحاج و عوض عبدالله طه ،
    وجعل هذا الجهد المقدر في موازين حسناتكم .

    عمل جبار بحق وجهد خلاق تشكرون فعلاً عليه ،
    ونسأل الله أن يمدكم بعونه وتوفيقه حتى
    يكتمل هذا العمل الكبير ويخرج بالصورة
    المثلى التي تنشدونها ونبتغيها .

    أعانكم الله وأثابكم على هذا العمل الضخم .

    ووفقكم الله وسدد خطاكم.


    مودتي ،



    ( ليمو


    ...
    الأخ عبد الحليم التلب (ليمو)

    كل سنة انت وأسرتك الكريمة بألف خير

    شكراً للدعم المعنوي والإطراء

    وربنا يقدرنا على إنجاز كل ما هو مفيد
    ....

    تحياتي

    ...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de