مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 12:21 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-05-2010, 03:14 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر



    الكان وليد امو
    و ماليلها كان العين
    تب ما وقف بين بين
    و لموتو اتـــقدم

    العودو خاتي الشق
    ما قال وحاتك طق

    قال انا ما باجيب الشين
    انا ما باجيب الشين
    انا لو سقوني الدم


    طبــت في مرقدك يا اجمل الراحلين
                  

08-05-2010, 03:22 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: Amjed)

    في شأن مرتبة و مروحة و لمبة نايلون ، مسكن معقول و ليس حتى بالمريح لطلاب الجامعة . نعى الناعي فجر الاربعاء 5 أغسطس 1998 طالب القانون بالمستوى النهائي في جامعة الخرطوم محمد عبد السلام بابكر...

    و كذلك كان الأمر فانهم كانو و ما زالو يقتلون بلا سبب

    (عدل بواسطة Amjed on 08-05-2010, 03:23 PM)

                  

08-05-2010, 03:30 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: Amjed)

    " وفاة جراء الضرب وتهشُّم في الجُمجُمَّة... وآثار جروح مُتفرِّقة... كسر في الترقوة ،..."

    هكذا اتى تقرير الطبيب الشرعي على ذكر اسباب انتقال محمد عبد السلام من الحياة الدنيا

                  

08-05-2010, 03:42 PM

نورالدين صلاح الدين
<aنورالدين صلاح الدين
تاريخ التسجيل: 01-07-2008
مجموع المشاركات: 4327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: Amjed)




    Quote: لحياة مَرْتَبَة: في ذكري اغتيال الشهيد محمد عبد السلام

    
مجدي الجزولي

    في الساعات الأولى من صباح الأربعاء 5 أغسطس 1998 وصلت مدينة ود مدني سيارة اسعاف تابعة لمستشفى الخرطوم تحمل جثمان ابن المدينة الباسل الشهيد محمد عبد السلام بابكر. في صحبة الجثمان كان السيد مدير جامعة الخرطوم والسيد عميد الطلاب آنذاك يحملان لذويه تفسيراً لموت ابنهم مفاده أنه توفى ضحية أحداث عنف بين طلاب الجامعة أو هكذا قالوا. كان محافظ الجزيرة قد نقل خبر الموت إلى أسرة محمد آخر ساعات ليل الثلاثاء 4 أغسطس 1998 أما الأكاديميون كما هو دأبهم فتولوا الشرح والتبرير.

    

ولد شهيدنا في 24 سبتمبر 1971 وتتلمذ في مدارس مدينة ود مدني: الدباغة الابتدائية، الهوارة المتوسطة، ومدني الثانوية حتى التحق بكلية القانون، جامعة الخرطوم في العام 1995. ما أكمل محمد دراسته فقد قعد به نضال مر ثمنه كان حياته عن نيل وثيقة البكالوريوس، لكنه نال مكاناً أبدياً في ذاكرة رفاقه وشعبه حيث انتهت حياته القصيرة نهار الثلاثاء 4 أغسطس 1998 في أحد بيوت الأشباح التابعة للسلطة جراء ضربات متتالية على رأسه بآلة حادة وتعذيب بدت آثاره على جسده حروقاً وجروحاً. ما حمل محمد سلاحاً ضد السلطة ولا انتظم في حركة عسكرية ولا دبر انقلاباً ولا خطط بليل للتآمر على وطنه وشعبه. ما ارتكب شهيدنا حاشاه جناية ولا استغل منصباً كان له، ما فسد فأفسد، ما رشى وارتشى، ولا نهب ولا سرق، ما اختلس، ولا ضر فأضر. الحق أن محمد عبد السلام اغتيل وهو يدافع عن "مَرَاتِب" للنوم عز على الدولة السودانية أن تكون له ولزملائه وزميلاته من ساكني داخليات الوسط. هكذا في بلادي لا تتعدى قيمة المرء الفراش الذي عليه ينام، وهذا قياس لو تعملون جد لئيم.

    

معلوم أن الحركة الطلابية في جامعة الخرطوم ظلت تخوض نضالاً عسيراً ضد السلطة حول قضايا الطلاب المعيشية وذلك منذ قرار السلطة تصفية السكن والإعاشة بحسب توصية مؤتمر الخدمات عام 1989م الذي أتى بمباركة من طلاب الإتجاه الإسلامي (إتحاد التجاني المشرف). في تلك الفترة حصدت السلطة روح الشهيد بشير على يد أحد كوادرها بالجامعة، ثم روح الشهيد سليم، والشهيدة التاية إبان المظاهرات العارمة المضادة لقرار تصفية السكن والإعاشة في العام 1990م، ثم روح الشهيد طارق خلال أحداث داخلية كرار. الذي حدث في العام 1998م أن السلطة من خلال إدارة الجامعة وتنظيمها الطلابي وبمباشرة صندوق دعم الطلاب قررت زيادة رسم السكن في الداخليات ليبلغ 25 ألف جنيه للطالب أو الطالبة. كعادتهم التف الطلبة حول تنظيماتهم الديموقراطية دافعين بالمذكرات الاحتجاجية لمسؤولي صندوق دعم الطلاب علهم يعقلون أن وظيفة الصندوق خدمة الطلاب وليس العكس. والمطلع على أوضاع الداخليات لا بد يخبر أنها عراء أسمنتي لا توفر من ضرورات السكن سوى سقف يكتظ تحته الطلاب أنعاماً في زريبة الصندوق. ما حوته المذكرات كان توسلاً لحل توفيقي: تقسيط الرسوم، إرجائها، صيانة الغرف والمرافق الصحية.. لكن ما أفاد ذلك شيئاً فالسلطة وأجهزتها جعلت محل ترجيج العقل وحكمه حسم البندقية وعماها، ينطبق ذلك على سياسة السياسة وسياسة "المَرَاتِب". تقدم الطلاب ممثلين في تنظيماتهم الديموقراطية بمذكرة أخيرة إلى الصندوق بتاريخ 1 أغسطس أمهلوا فيها إدارته 48 ساعة للرد على مطالبهم ومقترحاتهم لجهة تسوية النزاع بين الطرفين. انتهت المهلة واستمر التجاهل. عليه حزم الطلبة أمرهم أن "الحق تلاوي وتقلعو"، وأي حق، ليس سوى السكن في داخليات الجامعة وهي ملك عام أوكل أمرها للصندوق لإدارتها وليس منعها عن المستحقين. ما كان للطلبة إلا استغلال وسائلهم المعلومة في التنظيم والاحتجاج فساروا هادرين في مظاهرة سلمية "منزوعة السلاح" نحو مكاتب الصندوق لاستلام الرد على مذكرتهم السابق ذكرها. كما هو متوقع، غابت إدارة الصندوق عن مجابهة هذا الاحتجاج الجماهيري. والوضع على ما هو عليه، طلبة حرموا من السكن ومستلزماته الأولية، وإدارة مسؤولة عن اسكان الطلبة ترفض مجرد الرد على مذكرة مكتوبة، عزم الطلبة على تكرار سنة نضالية مجربة دشنوها أول مرة في العام 1997 فاقتحموا مكاتب ومخازن إدارة الصندوق عنوة ليتوزعوا بينهم "المَرَاتِب" و"المراوح" و"لمبات النور"، ثم تفرقوا إلى غرف الداخليات لا يلوون على شئ. رد فعل السلطة مجروحة الكرامة "المخزنجية" كان تجريدة جنجويدية ثلاثية الأضلاع: قوات الأمن العام، قوات البوليس والطلبة الإسلاميين. أغارت هذه الجماعات على داخليات الطلبة حوالي الثالثة صباح الثلاثاء 4 أغسطس 1998 مدججة بالسلاح هدفها استرداد "مَرَاتِب" و"لمبات" و"مراوح" الدولة، هذا من جهة الغنيمة، ومن جهة الانتقام التنكيل بمن سولت لهم أنفسهم الأمارة "بالمَرَاتِب" عصيان قرار السلطة استبعادهم من جنات داخلياتها، وإتباع ذلك بانتهاك قدس مخازن الصندوق والسكن عنوة في غرفه "الملك الحر". انهالت هراوات الحسم الحكومي على رؤوس الطلبة ضرباً مبرحاً بينما تلصص الطلبة الإسلاميون النظر بحثاً عن زملاؤهم من عضوية التنظيمات الديموقراطية فهم والحال "ثورة" خميرة الفتنة وعصابة الشر لا محالة.



    وجد الإسلاميون الزميل محمد عبد السلام نائماً على فرشه المسروق فوق سطح داخلية المناهل، وهو من هو في تراتب "العُصْبجية" المتمردين عضو اللجنة المركزية للجبهة الديموقراطية بجامعة الخرطوم (1998). بجوار محمد على سطح المناهل كان إثنين من رفاق دراسته، فاقتلعه القساة الضعاف من مخدعه ذاك ليقتاد رجال الأمن ثلاثتهم إلى غيهب عاد منه الإثنان. أما شهيدنا فآخر عهده بالدنيا التي نعرف كان شفق خرطومي أطل عليه فوق سطح أسمنتي يشرف منه على جامعة الخرطوم. لنا أن نتخيل ما الذي طاف بذهن شهيدنا والموت مطبق فكه عليه بفعل بني جلدته وزملاء دراسته، ذنبه "مَرْتَبة". عادت به خارطة حياته القصيرة ربما إلى حضن أم رحب في حي الدباغة وهو بعد يرتع في لهو الطفولة البديع، أو ربما إلى صوت ماكينة الخياطة خاصة أبيه الترزي المعروف في سوق ود مدني الكبير. لربما استعاد شيئاً من "الدُعَاش" الأسري بين شقيقات له وأشقاء، أو انغمس في ذكرى حب جاشت به نفسه حيناً من زمانه اللئيم. غاب عنه كل هذا ربما ومرت بذهنه غبطة الانتماء لنفر من الصديقات والأصدقاء يشاطرونه الخبرة والحياة، أو نشوة الجماعة في "شلل" الزملاء والزميلات. من يدري، أجالت بذهنه جمل القانون الرتيبة أو مقاطع شعر خصها لصراخ "الكولنغ" في ممرات الجامعة ودروبها، أو ربما استحضر بنوداً من اللائحة والبرنامج أو بعضاً من "جارغون" النشاط السياسي. عله كان النيل هادراً ذلك الحين في عقله الشاب أو صوراً تماثله لجمع الطلبة في "الأركان". لن نعلم أبداً، هل صرخ من ألم الحياة وضنك الحرية، هل غفر لحظة موته لقاتليه أم سمهم بعين النصر وراحة الأبدية. مهما كان، غادر شهيدنا على عجل تاركاً وراءه "المَرْتَبة" فقد استعجلوه وما كان في خاطره أنه آخر صباح. تصور ربما أن درب حياته طويل يصله إلى وطن خير ديموقراطي، وهو كذلك لا محالة فقد انتصر بزهو على موته الفردي ليسكن حياتنا الجماعية إلى الأبد. أكثر ما يحير شأن قاتليه، بما هم بشر لا بد تصوروا دافعاً ولو حتى فوضوياً لقتله. جردوه من إنسانيته وجعلوه في الخيال شيطاناً رجيماً يرجمونه غرض العبادة إذ دنس لهم مقدساً، أو حائطاً هاملاً يهدمونه غرض التوسعة إذ ضيق عليهم فسيحاً، أو حشرة كسول يدهسونها غرض الملهاة إذ بها ضجروا. بفعلتهم نفوا عن أنفسهم أسباب الانسانية وليس في خيالهم أو جرمهم ما ينزع عن شهيدنا ثوب بسالته ونبله فهو الإنسان على الحقيقة وهم محض قتلة وكفى.

    

ومحمد في قبره ينعم بالأبدية، على جسده شهادة تعذيبه واغتياله، إتجه ذووه إلى الدولة التي فاضت روحه الكريم ثمناً "لمَرْتَبَتها" علهم يجدون في مؤسساتها انصافاً وعدلاً ليستقيم الميزان بين القتيل وقاتله. عليه تقدم "اولياء الدم" ببلاغ إلى بوليس جنايات كوبر بموجب المادة (130) من القانون الجنائي السوداني لسنة 1991م (القتل العمد) رقمه 1943/98. إلى هذا البلاغ ضُمت عريضة دعوى جنائية بتاريخ 12 اغسطس 1998 قدمت لدى نيابة الخرطوم شمال تحوي اتهاماً رسمياً إلى 12 فرد معلومة اسماءهم وجهاتهم مدونة. إثر ذلك تم تشكيل لجنة تحقيق من وزارة العدل وديوان النائب العام مهمتها المعلنة مباشرة التحري في حيثيات البلاغ. دون تطويل، انسدت عند هذا الحد دروب العدالة وأغلقت بوابتها رغم طلبات عديدة تقدمت بها هيئة الإتهام إلى لجنة التحقيق لتحديد ميعاد سماع الشهود ووكيل اولياء الدم، وشكاوى تقدمت بها ذات الهيئة إلى وزير العدل والنائب العام كان آخرها خسب ما علمت مذكرة بتاريخ 13 اغسطس 2003 تطلب فيها هيئة الإتهام تشكيل لجنة تحقيق محايدة واستعجال السير في اجراءات البلاغ، مرفقة معها قائمة تضم توقيعات محامين وصحافيين وأصدقاء للشهيد.

    

نعود لشهيدنا في قبره لنقول دمت، ظلموك حياً وما انصفوك قتيلاً، ومن أنت، طالب فرد قضى دون حقه النوم على فراش داخليته، وهي بعض من خير شعبه الوفير. ما الدستور وما القضاء وما وثيقة الحقوق وما ثرثرة الديموقراطية وزعيق الحريات، ما الذقون والعمائم والملافح، ما الكارفتات والقبعات والمعاطف، ما حلل التشريف وديباج السلطة وتاج الرئاسة، ما الحياة وما الموت والشهيد في قبره تنضح جروحه بميسم قاتليه وسأم الكلام، وفي الحلم "مَرْتَبة"؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً! لنا جميعاً، لقاتليه، ولظالميه حكمة صلاح المرسلة: آخر العمر طويل أم قصير، كفن من طرف السوق وشبر في المقابر. 




    إلى عمر البشير ... ذاكرتنا ليست مثقوبة (صور)
                  

08-05-2010, 03:34 PM

ياسر بيناوي
<aياسر بيناوي
تاريخ التسجيل: 05-18-2009
مجموع المشاركات: 4905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: Amjed)

    قالوا لو ناسك وين **** ورينا ناسك كم
    قول لينا ناسك كم **** ورينا شان تسلم

    *
    *
    *
    انا مابجيب الشين ... انا لوسقوني الدم



    وسيظل خالدا فينا الي الابد يأ امجد



    خالص ودي
                  

08-05-2010, 03:36 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: ياسر بيناوي)

    كلمات لابد منها


    إذا سألتهم ( من يهب الروح ؟ فيقولون الله , ومن ياخذها فهنا يصمتون )

    اسمي محمد عبدالسلام بابكر ,,, والدي يعمل ترزي , والدتي ربة منزل , انا الاخ الاكبر ولدت عام 1971 م .. اقطن حي الدباغة وهو حي شعبي بمدينة مدني لا ادري هل اخترت هذا الحي ام اختارني ام قدري وشعبيتي هما اللذان اختاراه لي ... اجتزت معظم لحظات موت الفقراء بدء بامراض الطفولة الستة مروراً بملاريات الجزيرة المزمنة انتهاءً بالوقوع من سقالة بناء اناء عملي كطلبة في ازمنة الاجازات ,,,, اجتزت كل احتمالات موتي المؤكدة الي ان اتي ذاك اليوم الذي فيه من الخلف طعنوني حتي ارصف لرفاق لي معابر في دروب الانتفاضة والحرية .... وعندما قتلوني كنت في السنة الاخيرة كلية القانون جامعة الخرطوم ... استودعكم يارفاقي الذي لاتضيع ودائعة .
    يا رفاقي الابرياء ان ثأري الحرية .... ثأري عدالة الارض , فاذا كنتم تحبونني وكل الشهداء تحبون فقطعوا قيود كل سجين مظلوم .... وحتي اكون بينكم فقاتلوا من اجل كوب الحليب لفقراء الاطفال في بلادي ,,,, واخيرا اذا كنتم تحبون شهدائكم فقاتلوا الطفابيع بالمحبة فلاشئ يقتل هؤلاء الا نشر المحبة بينكم .... لا اطيل اليكم فهاكم تفاصيل موتي يسردها التعساء من من بقي علي وجه الحياة .

    الجامعة فتحت ابواباها وفي هذا العام (1998 م) لم يكفي سماسرتها تمرير سياسة القبول الخاص , ورفع رسوم التسجيل المقررة علي كل طالب لم يكفي هؤلاء السماسرة كل ذلك وانما اتبعوه برسوم سكن بواقع 25 الف جنيه لكل طالب... وباجراء عملية حسابية سريعة ان متوسط الغرفة 6 طلاب اي ما يعادل 150 الف بواقع كل غرفة ( يعني بالعربة كدا السلطة ممثلة في صندوق دعم الطلاب دايره تؤجر الداخليات )... احتجت جموع الطلاب وكان الاحتجاج موضوعي جداً حول ان الداخليات لم تتم عليها اي صيانة او اضافة حتي يتم دفع ذاك المبلغ مقابلها. وبتضامن طلابي عالي املاه الظرف المشترك رفض الطلاب دفع المبلغ المحدد من قبل الصندوق ... وتبعوا ذلك بمسيرة احتجاج ومعها رفعت مذكرة لكل من مدير جامعة الخرطوم انذاك الزبير بشير طه ومدير صندوق دعم الطلاب يرفضون فيها فكرة ايجار الداخليات وعقلية الجلابة التي تعامل بها الصندوق حيث قام بجمع كل المراتب ,المرواح واللمبات , حيث اضحت الغرف خالية تماما الا من اسرة السيخ العارية والطلاب الناغمون... احتج الطلاب علي هذا السلوك واعطوا الادارة مهلة 48 للرد علي المذكره حدث هذا يوم 31/7/ 1998 م .
    1/8/1998 م تواصلت التعبئة ضد الادارة والصندوق حيث اقيمت مخاطبات امها عدد كبير من الطلاب ,,, خاطبتها كل التنظيمات السياسة مستنكرة ما يحدث عدا حزب الجبهة الاسلامية كالعادة. كما تخلل ذاك اليوم عدد من المنتديات الشعرية والغنائية .... ومر ذاك اليوم كاي يوم يسبق العاصفة.

    2/8 /1998 م انتهت المهلة المحددة وكالعادة ليس هنالك رد من اي من المديرين (مدير الجامعة ومدير الصندوق )... وكرد فعل لذلك اقام التجمع الوطني الديمقراطي مخاطبة دعا فيها الطلاب الي اقتحام الداخلية واستلام المراتب ... وفعلاً قد كان حيث توجهت جموع الطلاب التي تلتحف السماء بمسيرة الي داخلية الوسط وتم كسر المخزن الذي يحوي الادوات ووزعت محتوياتها علي الطلاب .
    (نومة هنية مرتبة ... مروحة .... لمبة )

    جوكي ليل يا طيبة
    وديمة يجوكي ليل
    الساعة الثانية صباحاً ... المكان داخلية الوسط جامعة الخرطوم
    الحدث امتلا وفيضان الداخلية بالعساكر وكلاب الامن المزودين بالبنادق والوشاه من طلاب الجبهة الاسلامية (المؤتمرين الان وطني + شعبي ) طلاب الجبهة الاسلامية مهمتهم محدده حيث اتوا ملثمين بغرض التعرف علي الطلاب ( يا من تراني ولا اراك ... لكن عرفناك)
    اي محاولة تصدي لهذه القوه من قبل الطلاب كانت بمثابة انتحار مجاني وذلك لعدد العسكر والامنجية مقارنة بعدد الطلاب والذي كان قليلاً جدا بالداخلية وتحديداً في تلك الليلة ....
    وباسلوب مذل ومهين اجبر الطلاب علي جمع كل المراتب وبدأ سيل الشتمائم التي لم يعرفها سوي قاموس الامنجية ... وتم ايقاف الطلاب صفأ واحدا وعليه طاف المثلمون ... بعد ذلك دخل العساكر الغرف وعاسوا في الارض فسادأ وذلك بغرض التفتيش علي بعض الطلاب المستخبئين ... وفعلاً عادوا غانمين عدد من الطلاب اضافة الي ممتلكاتهم من ساعات وبعض الملابس الصالحة للاستخدام .
    خرج الامنجية والعسكر واقتادوا معهم ثلاثة طلاب (حمرة عين وايدية ) كان من بين الطلاب الثلاثة الزميل الشهيد محمد عبدالسلام ....
    يسألون في حزن
    عن صاحبي الذي مضي
    وعاد في كفن .

    في صباح الثلاثاء 4/8/1998م كان الطلاب يفيضون غضباً علي ممارسات الليلة الفائتة ... حيث سيروا مسيرة غاضبه الي مكتب المدير تطالب باطلاق سراح المعتقلين فورا والتحقيق في ما حدث . المدير غير موجود ربما حقيقة وربما حركات سكرتيرات المهم ما موجود وعليه سلمت المذكرة النارية الي سكرتيرته .
    الساعة الواحدة ظهراً عاد اثنين من الطلاب المعتقلين ولم يكن محمد معهم اااااااااااااااااخ
    في الجامعة لوحظت حركة غريبة حيث شوهد عبدالغفار الشريف(ضابط الامن) يدخل مكتب المدير ذاك الشي الذي لن يحدث في الاحوال العادية رغم التنسيق العالي بين جهاز الامن وادراة الجامعة , حيث دوماً يتم التنسيق بعناصر غير فايحة مثل عبدالغفار الشريف او يتم خارج الجامعة ... هذا الشئ احدث بعض الارتباك والشك لكن كل مات بارتباكه وشكه .
    في تمام الواحده صباحاً وصل جثمان الشهيد الي ذويه بحي الدباغة مدني برفقة كل من بروفيسور عبدالملك عبدالرحمن (نائب مدير الجامعة حينها والمدير اخير اً ) ودكتور ابو الجوخ مدير الشئون العلمية ... حيث عزوا سبب الوفاه ان الشهيد وجد مقتولاً بكافوري هكذا بكل بساطة . شك ذوي الشهيد في الروايه واصروا علي تشريح الجثمان ,,, ووجد بها اثار التعذيب التي لاتخفي كي بالنار ( لايعذب بالنار الا رب النار ) , كي بالنار في القدمين , فصل في العنق , مع كسر في الضلوع .
    تم الاتصال بالخرطوم واخبروهم باليقين .

    شارك في تعذيب الشهيد كل من :-

    1- عمار باشري : خريج كلية القانون دفعة الشهيد والان رئيس الاتحاد العام لطلاب ولاية الخرطوم
    2- فيصل عدلان : ضابط امن من منطقة السوكى النيل الازرق
    3- عبدالغفار الشريف : المسئول من الامن الطلابي حينها.

    5/8 /1998 م دموع ... دموم هم ... وائل يصيح باعلي صوته
    ماشفتي ود الزين الكان وحيد امو
    مالي لي كان العين ............ وهنا العبره تخنقة يهز رأسه في غضب ويخرج من حلبة النقاش ... هزيم الغضب يجيش في الصدور وينهزم في انتظار الكلمة الاخيرة لكادر الجبهة الديمقراطية الخطابي ( احد الاشقياء الذين يحيون الان لانهم ببساطة لايملكون حق ان يموتوا ) .... لم يعد هنالك متسع للانتظار ... ولجت حلبة النقاش برلومة كافرة في ذاك اليوم بكل التقاليد والعادات ... ولجت الركن محزومة الوسط بطرحتها ( انا في تقديري الكلام انتهي ) .... زغردت طالبات كلية القانون زميلات الشهيد .. وعلي وقع الزغاريد رقصنا الصقرية (رقصة الموت) الهتاف مقتل طالب مقتل امة

    عفواً لا استطيع المواصلة لكن اعد بان احاول مرة اخري حتي اكمل ما تبقي .
    حافظ أمين
                  

08-05-2010, 03:45 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: Amjed)

    نشــــيد الحمامه ...هديــــل الشهيد

    الي محمد عبدالسلام*

    هديـل الصباح

    الشهيد قلب حمامه

    الحمامه دمع شهيد ؛

    وفي الريش مطلق النزوح

    وللهديـل قافيه الندامه

    للارض قبحها ,

    وللشهيد كامل الوســــــــــــامه

    هديل الضحي

    معزوفه الحمائم

    ينكسر الهيام فينا والندي والعزوبه

    والضوء ميعه طوق الحمامه

    في زوايا بوحنا يغمر الليل رأسه وتحنث الاجوبه

    فنحن الحمائـــــــــــــــــــــــــــــــم

    نحن الحمائم صوت العذاب

    دمع الاغانـي المقعده

    ونحن من رحم الغـمام

    لحن الصدئ ومرد الاغاني..

    فنحن الحمائـم,,, برق الضحي والظهيره

    رسم الهزيمه زيف الغنائم ,,, نحن الحمائم

    هديـل الظهيره

    ليس بالحـب وحده يحيا الحمام,,!
    انما بالحب ,,بالهديل ,,بالتراص ,,بالماء في ندوب الارض ,,
    با سطح المنازل,, برفيف الاجنحه ,, بمهابه السابله,,بجفل الابراج
    بتجني الشعراء,,طرقعه الصفيح وبالرمل يبسم وشم حافرها وبريشها في المحبره الدائريه ,, بطفل يحمحم (حم حم) مصيدة ويمكر حبهَ حبا وشرك.

    هديل اخر الظهيره

    يهبط الحمام

    يهبط الحمام

    في في فناء دارنا

    يصفق المصفقون

    يطير الحمام ,,, يطير الحمام؛

    تموت حمامه هنا ,,,فينهد شهيد اعصابه

    تجفل حمامه هناك,, يذبل الوقت جفنيه ,,تضيْ حمامه شهيد

    الحمامه رسم داكن للموت والشهيد هديل القيامه

    هديــل المغيـب

    صاحت الحمامه : انا اندلاع الوعــد ...بوح الحنين

    وانا مدعي التراص في صفوف التمني

    ولهديل الشهديد بمنتهي الدمع اغنــــــــــــــــــــــي

    هديـــل الليل

    ينام الحمام قبره ... والشهيد برجه

    وماالهديل ,,صوت المجهدين ,,وحسرة من ماتـــــو كمدا

    والشهــــــــــــــــيد جبين لفجر حمامــــــــــــه


    ابراهيم قرمبوز -القاهره
    2003-أكتوبر
                  

08-05-2010, 03:46 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: Amjed)

    و يموت منا من يموت...
    بموعدٍ
    أو صدفةٍ هي موعدٌ
    وكأننا نلهو ونلعبُ في كَمينْ...
    درويش

    (1)

    محمد عبد السلام بابكر...
    لم يزل راية و بكائية نقف على جدرانها حين كل أغسطس. لنتذكر فتىً ملئ بأحلام الحياة و طموحاتها و اكثر، فهو طامحٌ حالمٌ أخر بوطن تحوم حمائمه في سماوات الحرية و الديمقراطية و السلم الاجتماعي.
    في المستوى الرابع لكلية القانون بجامعة الخرطوم لم يعي من الدنيا الا مثلها الطلية و قيمها المثلى. كان ببراءة الشرفاء يتخيل أن الحقوق لأصحابها و إن أبى السلطان الجائر او رفض و كان حسب خلفيته الأكاديمية يتسربل برداء القاضي العادل الذي يفهم من نواميس الدنيا العدل و القسطاس المبين.

    (2)

    محمد عبد السلام بابكر ...
    كان يغالب الرهق الذي يصيب قاطني هذه البلاد المتشحة بأحزانها، إذ يريد من الليل بضع سويعات ينتزعها من النوم لتعينه على عنت الصندوق لانتزاع مرتبة و (لمبة نايلون) في بدايات عامه الدراسي الأخير بمدرسة الـ(حقوق) مستعيناً على ذلك بنسيم ليل الخرطوم الأنيق و سطوح المناهل الماهل. لكن كأنما يأبى القدر أن يسخر منه و من الحقوق.
    فيبيت محمد ليلته تلك ليصبح جسداً هامداً منزوع الحياة في سيارة اسعاف تنهب الطريق مسرعة نحو (مدني) لتواريه الثرى اثر جرح غائر يصيبه غيلة و غدراً منتصف الرأس بعيد منصف الليل.

    (3)
    كان الانتقال الفاجع من كف الحياة إلي كف المنون اثر اختطاف محمد عبد السلام من سطح داخليته بعد الهجوم الذي نفذته قوات نظامية يصاحبها و يدلها جماعة ملثمة من طلاب الاتجاه الإسلامي. و كان تعمد فرقة الموت الموتورة اصطحاب محمد عبد السلام بابكر الذي انتمى مبكراً الي تنظيم يرفع رايته ( دفاعاً عن حقوق الطلاب) اخر ما اتانا من سيرته الزاكية في هذه الحياة التي اختار فيها على قصرها طريق الدفاع عن الحقوق و القتال لاستردادها و مشى فيه.
    محمد عبد السلام بابكر...
    عليك السلام ... عليك السلام

    (4)
    هناك فوق غيومك الأولى، هناكْ
    ستنام في قلق علينا، مثلَنا
    حتى نغادرَ كلُّنا
    هذا الحدادْ.



    (5)
    طعام الشهيد يكفي مية
    يا أمنا الريح... يا صفية يا متعبة
    اعدي قليلاً من الطعام... و أعدي لنا الأرض كي نستريح
    لابنائك العائدين علي قطارات المنافي
    اعدي كؤوس الشراب
    اعدي بقول العذاب

    اه من حزننا عليك و انكساراتنا..
    .تحلم كما الطيبون بشهادة تعلقها علي جدار أمنا بعد اعادة طلائه خصيصاً لتلكم المناسبة .... تعادل و تتعادل مع القانون...تحن الي زوجة سيئة الطباع ... جميلة المعشر، الي طفلة بلون الابنوس تضحك للاشي و له ايضاً تبكي ...فكم حرموك يا أخر الانبياء من هذه الحياؤات و حرمونا نحن اللقيا...

    المكان داخلية المناهل (مجمع الوسط) بعد أن صار سكناً لنا بدلاً عن الطالبات

    الزمان ... ليلة من ليالي الاسى المكلوم

    الحدث ... فجيعة جديدة في تواريخ المأسي

    و.... في الثلث الاخير من الليل
    الموت يحلق خائفاً فوق سطوح تلكم البناية... يحوم و يتخير و يصطفي
    موت علي أسنة رماح بني ######ون ....و من بيننا إختاروك لأنك أغلانا و أجملنا يا محمد...

    (6)

    كتــاب التاريخ المأجورين
    نسجوا – بدلاً عن الياذة هوميريوس –
    كتباً و احاجي مكذوبة عن جيش سبارتاكوس
    و لم يحكو عن اماله حتى كلمة
    و لم تدمع اعين كتاب التاريخ المأجورين
    و صناع اناشيدك يا روما الرسمية
    لمن تركو الروح بانبل امال ... عرفتها البشرية
    ***
    كانت روما المجلس و المعبد و القادة
    تبحث عن سر جبار
    سر مجهول
    يبقي الزنبقة الحمراء لا تذبل في قلب الانسان الانسان
    عن سر الايمان الخالد بالشعب و بالحرية
    عن سر رجل يهمس لرفاقه من فوق الصلبان:
    قسماً سنواصل
    و المجد لشعب السودان
    ***
    و مهما ذكر التاريخ الرسمي كراكوس
    سيظل يذكره الانسان
    كسفاح مجرم ...دموي
    حتى لو نصبه الرومان الها
    او نال جميع الاصوات
    و عين في زمن السفاحين معتمدا
    حتى لو قامت من اجله في روما الصلوات
    او غطوا عاهته بالاكليل الاعلى
    او حشدوا الشعب ليفرش بالورد طريق كراكوس
    و يهتف عاش كراكوس
    مجبوراً أن يهتف عاش
    لكن الحقد الساطع من قلبه ، من روحه ينزف
    و جروح الذل تمزق اعماقه
    و كل كيانه يهمس غضباً
    لكن اعلى من كل الصيحات:
    لا .. لا .. بل انت تعيش سبارتاكوس
                  

08-05-2010, 03:48 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: Amjed)

    على اثر تلك الاحداث الدامية تم تقديم من عريضة لفتح بلاغ جنائي بالرقم 1943/98 توجه فيها الاتهام الي عمار باشري الطالب بذاك الحين و اخرين بعد أن تعرف الكثيرون ممن شهدو تلك الاحداث الدامية الي عرجته المميزة لمشيه. و اصدر السيد وزير العدل قراره بتشكيل لجنة تحقيق فيما حدث بتاريخ 12 اغسطس. و كان ذلك اخر ما صدر من الجهات الرسمية عن قضية مقتل الطالب الجامعي السوداني محمد عبد السلام بابكر. فلم نرى للجنة التحقيق هذه من تقريرخارج الي النور و لم يبارح البلاغ الموجه ضد المتهمين مكانه في اضابير المكاتب العدلية. و يا لها من عدالة. و الشاهد ان الاستجداء المتكرر لهيئة الاتهام لم ينقطع في مكاتبات متكررة لوزارة العدل لاستعجال او تحريك البلاغ الموجه تحت المادة 130 من القانون الجنائي (القتل العمد).
    كان اخر ما ورد فيه اسم عمار باشري بخصوص الشأن العام حتى اكتوبر 2009 هو في ورود اسمه في البيان الذي صدر بعد حريق الجامعة الاهلية عن مجلس امناء الجامعة يتاريخ 16يونيو 2005. حيث جاء اسمه ضمن مسئولي العمل الطلابي عن الموتمر الوطني الذين اجتمعوا مع ادارة الجامعة الاهلية مطالبين بتأجيل انتخابات اتحادها و الا فانهم لا يستطيعون ضمان تصرفات طلابهم . و الذي يبدو ان عدم استجابة الادارة لهذه المطالب ادى الي الحريق الذي التهم مباني الجامعة في اليوم التالي.
    المهم أن هذه الواقعة و هذا البيان و لعمر الحق يضيف الي مناصب عمار التي علمناها منصباً جديداً فهو قد تقلد بعد تخرجه رئاسة اتحاد طلاب ولاية الخرطوم وادارة المركز القومي لتدريب الشباب والطلاب بالاضافة الي تقلده حتى اكتوبر ربنا هذا منصب المدير العام للمركز الوطني لتدريب الشباب ( و هو مؤسسة تدريبية خاصة لها شخصيتها الاعتبارية , وصفتها القانونية . تعنى بالتدريب القيادي و تزويد الكادر ببعض القدرات والمهارات المعينة لاداء دوره بكل فاعلية. كما ورد في تعريفها بصفحتها الالكترونية. و بالطبع يعيننا أن نتساءل عن تلك القدرات و المهارات المعينة و الدور القيادي الذي يشرف على الاعداد له كادر عنف متهم بجريمة قتل لم يتم الفصل فيها حتى اليوم) فهو ايضاً و يا للفخار مسئول للعمل الطلابي بالمؤتمر الوطني.

    كان هذا حتى 15 اكتوبر حيث اتت صحيفة الانتباهة تحمل فيه البشارة بقرار التكليف الذي لحق عمار و هو في العاصمة الانجليزية لندن مشرفاً على تدريب عدد من شباب المؤتمر الوطني حسب الصحيفة او عدد من الشباب (ساي) على حسب ادارة المركز الذين دأب المركز على ابتعاثهم سنوياً الي المملكة المتحدة للتدريب . و ذكر المركز ايضاً ان عماراً إلتقى في زيارته بعدد من مدراء المراكز التدريبية وبعض الجامعات المتخصصة في التدريب. و عليه يحق لنا أن نسأل ان كان ضمن هذا العدد من هو متهم امام القضاء في قضية لم يتم الحكم فيها بعد و ان كانت هذه القضية المرفوعة امام المحاكم فحواها جرم القتل العمد او حتى الخطأ.
    المهم أن جريدة الانتباهة في عددها المذكور تحكي كيف فاجأ قرار الوالي بتعيين السيد عمار عبد الرحمن علي باشري معتمداً لمحلية الدامر شباب وطلاب الوطني الذين دفعوا في المدة الأخيرة بعدد من وجوههم القيادية لتولي مواقع تنفيذية بالولايات . ( وزي تقول ياداب عرفت الاندهاش) ليس بوسعنا و قد اعتدنا المفاجأات من نظام الانقاذ غير أن نشاركهم هذه الدهشة. و ليس مبعث دهشتنا بالطبع ( و ان كنا نتساءل عن اسباب دهشتهم و التي ربما تكون علمهم ببواطن امور لا نعلمها) تعيين عمار في هذا الموقع فهو كان و لا يزال (القوي) على أمن النظام و( الامين) لمصالحه و تلك صفات توهله بكل جدارة ليتبوأ اعلى المناصب في ظل حكومة (الوحدة الوطنية) الحالية .انما مبعث دهشتنا هو في التساؤل عن الذي حدث في البلاغ رقم 1943/98 ...
    و عما اذا كان بين كل تلك المناصب الرفيعة التي تقلد عمار شأن ادارتها و الاشراف عليها منصباً يمنحه حصانة او حماية من نوع خاص من المساءلة الجنائية او حتى مجرد التحقيق القضائي...
    و فلنسأل عمار نفسه و هو يتولى منصب الاشراف على مواطني محلية الدامر عن مبلغ حرصه على تبرئة اسمه من جرم القتل العمد الذي اتهم به في حيثيات البلاغ رقم 1943/98 ان كان بريئاً بالفعل...
                  

08-05-2010, 03:50 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: Amjed)

    في حضرة لويس مورينو أوكامبو، محمد عبدالسلام عاشراً ياسيادة الرئيس .
    محمد حسبو

    عقب إعلان السيّد أوكامبو لطلبه بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير عمد إعلام المؤتمر الوطني و رموزه لمتجر السِّيادة الوطنيّة فنهبوا مفرداته، و لوّحوا بالسيادة دمية يغررون بها بعض السذّج و الناشئة، دافعين بأنّ صحيفة اتهام أوكامبو ما هي إلّا خدمة لإرادة الغرب و سياسته، جاعلين كل من يقف مع مطلب المحكمة مطعونا في وطنيّته و عميلا للغرب، و زادوا أن لا ولاية للمحكمة على دولة لم تُصادق على قانون إنشاء المحكمة، كما هو حال الدولة السودانيّة و كانوا في كلٍّ كاذبين.

    المحكمة الجنائية الدولية لم يستدعها أحد سوى مجرمي الإنقاذ، بل هم من عقد لها الاختصاص و الولاية عقداً أحكموه على مدى سنوات طغيانهم في البلاد، فبحسب نظام هذه المحكمة، فإنّها لا تباشر مهامها إلّا إذا كان النظام القضائي المحلّي غير قادر على، أو غير راغب في، الفصل في جرائم الإبادة الجماعيّة و الجرائم ضدّ الإنسانيّة و جرائم الحرب، و بالتالي فإنّ الدفع الأهم و الأقوى و الذي يُمكن بموجبه إبطال ولاية المحكمة هو كفاءة النظام القضائي الوطني و البرهنة على استقلاليّته، و هو دفع استحت الإنقاذ أن تلوِّح به إقراراً منها بكونه منعدم الأركان في حالتها.

    منذ الأشهر الأولى لهذا النظام، بُعيد إنقلابه في 30 يونيو 1989، توسّل النظام بالقمع الممنهج و بطش آلة الدولة بحق المواطنين للحيلولة دون ممارستهم لحقوقهم الأساسيّة في التعبير و التفكير و المشاركة السياسية إفساحاً لمشروعه المنغلق و مصالح شيعته الأقربين، و لم تستثن العصبة الحاكمة وسيلةً لما اسمته حينها بالتمكين، فقامت الأجهزة الأمنيّة لحكومة الإنقاذ بتعريض كثير من مُخالفيها للملاحقة و التعذيب الجسدي و النفسي، و تطوّرت بعض حالات التعذيب هذه إلى جرائم قتلٍ عمدٍ مارسها منتسبو هذه الأجهزة، و حين يتقدّم المتضررون أو وكلائهم بشكاوى عن هذه الحالات، فإنّه لا تتوفر لدى الأجهزة المعنيّة الإرادة للمضي بالتحقيقات إلى مراحل أبعد، أو تصطدم بحصانة المتهمين، و ارتدّت بعض هذه الحالات على الضحايا بالمزيد من الضرر، فأُخضِعوا للتهديد أو العقاب، و يبدو من مسلك النظام أنه يتعمّد تجاهلها حتى تُنسى بالتقادم أو يوافي طالبيها الموت، فيما يُعتبر حماية من النظام الحاكم لهذه الجرائم الممنهجة و لمرتكبيها، و لئن كانت المحكمة الجنائية الدولية لا تنظر في قضايا سابقة لتأريخ إنشائها، فلا مجال للشك بأنّ ما سبق من سيرة القضاء السوداني في عهد الإنقاذ، هو مما يعضّد مرجعها في شأن عدم استقلاليّة هذا القضاء و تبعيّته للجهاز التنفيذي و سياسة حزب النظام.

    الوصفة الأفضل لرئيس الجمهورية إن كان يريد أن يكف عنه ذراع العدالة الدوليّة و أن يجد شيئا من السند الشعبي و المصداقيّة التي تعوزه، هي أن يمتلك الإرادة لرفع المظالم و الكف عن حماية المجرمين، فيبطل اختصاص المحكمة الجنائية و تسقط صحيفة أوكامبو، و عليه أن يدعم هذه الإرادة بالعمل، و ها أمامه سانحة لو أنّه جاد، فاليوم تمر علينا الذكرى العاشرة لجريمة اغتيال الزميل محمّد عبد السلام، بعد اعتقاله صبيحة الرابع من أغسطس 1998 م، و هي سانحة أيضاً لأنها لا تكلّف الرئيس سوى خطوات، فهي محرزة لدى مركز شرطة جنايات كوبر، الحي الذي جاء منه الرئيس، بالبلاغ رقم 1943/98، شهودها أحياء و كذلك المتّهمين، إذ رغم تشكيل لجنة تحقيق برئاسة وكيل النيابة محمّد حسن و الرائد –وقتها- محمّد زين فإن شيئا لم يتحسّن، بل اتضح لاحقاً عدم رغبتهما في تحريك التحقيق، كما تمّت عرقلة التحرّي و عُطِّل التحقيق حتى دون الاستماع للشهود، و على النقيض، استبدِلت النزاهة و الحيدة المطلوبتين من القائمين على أمر القانون، استبدلتا بمثابرات رسميّة لثني أسرة الراحل عن المطالبة بالقصاص و سحب القضيّة بادر إليها شخص يُدعى التيجاني سُليمان كان يعمل بمكتب الترابي، ثم الشريف أحمد عمر بدر حين كان والياً على الجزيرة، تلاه مدير الأمن الداخلي بالولاية، ثم أعضاء لجنة التحقيق أنفسهم، ثمّ الأمين العام للحركة الإسلامية بود مدني عبد الرحمن عامر الأمين رفقة ضابط الأمن الطيّب محمّد أحمد، حاولوا جميعهم ابتزاز أسرة الشهيد، و ما بين الترهيب بإيقاع الأذى و الإغراء بالمال و التعجيز، اجتازت الأسرة امتحانات عسيرة، فعبد السلام بابكر والد الشهيد الذي اضطره فقد ابنه البكر على أعتاب التخرّج، لتأجيل عشمه في سندٍ يقلّل عليه ساعات عمله كترزي، كان أبلغهم رسالته بإيجاز: أموال العالم، ما دامت لن تعيد دماء إبنه من أيديهم إلى عروقه، و لن تغسلها عنها، فهي لا تلزمه. لقد اختار الأب كما إبنه جانب الكرامة و القيم الإنسانيّة الأرقى، ما استعصى فهمه على مفاوضيه.

    محمّد، الطالب بالسنة النهائية بكلية القانون جامعة الخرطوم وقتها، كان قد اقتيد من على سطح داخليّة "المناهل" رفقة اثنين من زملائه عشيّة مظاهرة طلّابيّة تطعن في أيلولة أمر داخليّات الجامعة بوضع اليد إلى ما يُعرف ب"صندوق دعم الطلّاب" و فرض الأخير على الطلّاب رسوما للسكن و هو غريب و هم أصحاب الحق، و تلك مسألة سياسيّة، اقتيد محمّد بعد أن قام بعض طلّاب تنظيم السلطة ملثّمين بالإرشاد عليه، فمحمّد عضو الجبهة الديمقراطية النشط و كادرها المتميّز، و من أرشدوا عليه هم في الغالب زملائه في كليّة القانون ممن هزمهم محمّد بحضوره الاجتماعي و نضجه و رصانته، و يؤكِّد الشهود أنّ فيمن أرشدوا عمار باشري و رمضان موسى و آخرين، لقد كان اليوم الأخير لمحمّد طويلاً متصلاً منذ صباح الأثنين 3 أغسطس، قبل أن ينام نومته الأبديّة هذه، بدأ محمّد يومه بحضور أول و آخر اجتماع له في مركزيّة الجبهة الديمقراطية بجامعة الخرطوم، في الغرفة 11 بداخليّة النيل الأزرق، لتحديد الخطوة التالية في التصعيد بعد استنفاذ الطلّاب لكل الخطوات التفاوضيّة التي كان آخرها مذكّرة سلّمها التجمّع نهار السبت 1/8/98 لإدارة صندوق دعم الطلّاب تطالب بإسكان الطلاب دون قيد أو شرط، و لم يستجب الصندوق كعادته في التعاطي مع الطلّاب و مع لغة التفاوض، فكانت خطوة الاقتحام هي التالية، إذ لا مجال لمزيد من مماطلات الصندوق أو لمزيد من تشرّد الطلّاب، و من الاجتماع خرج محمّد ضُحى الإثنين ليصطف مع زملائه في معركة الاقتحام، و أمضى اليوم محتفلا بالانتصار ليظن بعدها أنّ بإمكانه أن ينام ليلته، و لكن إدارة الصندوق كانت قد استدعت الشرطة و الأمن و طلاب التنظيم لاقتحام الداخليات ليلا لاستعادة ما أُخِذ وضح النهار، و من على سطح المناهل حيث اعتقل محمّد، مضوا به إلى مكان مجهول، غادره مسفوك الدماء.

    لا ريب أنّ محمّداً قد واجه هناك صنوفاً من التعذيب و التنكيل من سجّانيه، فالكشف عن الجثمان أظهر الجروح و نزيف الرأس و بانت آثار الضرب و الكدمات، تعذيبٌ واجهه الشهيد مستقويا بقناعاته حتى حين تقلّصت البدائل و انحصرت في شرف الموت أو مذلّة الإنكسار، تلك هي أوقات المعاني لا المحسوسات، حين يرتقي الجسد من كونه ذاتاً ليصبح –حتّى بالنسبة لصاحبه- مسرح صراع موضوعه الكرامة، تركَ جسده على أيديهم و حمل كرامته إلى السماء، كان ذلك قبل نهاية نهار ذلك اليوم فيما يبدو، فقد شُوهد عبد الغفار الشريف خارجاً من مكتب مدير الجامعة في ذلك التأريخ و يغلب الظن أنّ زيارته تلك كانت للإبلاغ عن الاغتيال، فعبد الغفّار نفسه مُتّهم في الجريمة بصفته مسؤولا وقتها عن الأمن الطلّابي، و مديراً لحفلات التعذيب، إلى جانب سيء الذكر، فيصل عدلان..

    "الملوك لا يأمرون بالقتل إنّما يسمحون به بطريقة توحي بأنّهم لا يعلمون شيئاً"، و سهم الاستهانة بحياة الناس الذي قتل مُحمّداً، ما يزال مفلتاً في الهواء ينشطر و يتكاثر، فبات يحصد بالمئات في دارفور و غيرها، و قد برهنت السلطة الحاكمة منذ أوّل يوم للحادث و حتى هذه اللحظة على رغبتها في حماية المجرمين و عدم الكشف عنهم، فالجريمة قد حدثت في مكان يتبع لجهاز أمن النظام، و عبر أفراد من كادره، ثمّ إن السلطة قد واجهت رد فعل الطلّاب الغاضب و تظاهراتهم التي تلت اكتشاف الجرم بالغاز المسيل للدموع و الهراوات، و بطشت بالتظاهرات التي انتظمت ود مدني بشراسة أكبر، و هي أحداث معلومة لرأس السلطة و ليست سريّة، من أبلغ أسرة الراحل بوفاته هو محافظ محافظة الجزيرة و من سلّم الجثمان هما نائب مدير الجامعة و عميد الطلّاب و من تردّدوا على الأسرة بالتهديدات جمعيهم أصحاب صفات رسميّة كما سبق ذكره، و جميعهم أعضاء في الحزب الحاكم و يرأسهم البشير فلا يُتَصوَّر جهله بالوقائع، و قد أُرسلت نسخة من مطالبات تعجيل التحقيق دائما إلى رئيس الجمهوريّة، لا سبب يدفع للظن بجهل البشير بالحادث أو الحوادث الشبيهة، و لا سبب يدعو للاعتقاد بأنّ كل تحرّكات الرسميين هذه، تتم خارج إطار الخط السياسي للنظام الحاكم.

    إن الاختصاص منعقد لهذه المحكمة الجنائية الدولية بفضل تضحيات مواطنين مثل محمّد عبد السلام بابكر، من قبله أبو بكر الراسخ، و علي فضل، و أمين بدوي، و عبد المنعم رحمة، و يبدو الآن بعد كل هذه السنين أنّ حياتهم كانت على الأقل، و بوجهٍ ما، فدية لأهلهم في دارفور، و ثمناً لتقصير طريق العدالة الدولية و تسويغ نجدتها، و بالمثل، فإن القصاص الدولي عن جرائم دارفور، ممثّلا في اتهام رأس النظام ثم جلبه للعدالة، هو فاتحة الطريق أيضا ليشفى غليل أمِّه الصابرة، حين ترى قتلة ابنها قد رفعت عنهم الحصانة و نُزع الصولجان.

    و أمّا محمّد، الذي مضغ بعض القتلة نهار يومهم ذاك يتلهّون بتعذيبه و قتله، فقد استأنف بموته الحياة، و بلغ بها الكمال حين انتصر على غريزة البقاء، في قبره الآن، قتلوه و لم يمُت، يخرج بذكرنا جميله من خانة العدم إلى حال البقاء، تماما كما ينزل الحي الذي قتله بوساوسه و تخفّيه إلى مراتب الفناء، قتلته الأشقياء يفتقرون إلى سلام القلب و تلدغ أخيلتهم العقارب، أهون لهم أن يُدفنوا عوض الذين قتلوهم عن أن يمضوا حياتهم في قلق مما سيلقون.

    إيمان البشير بإفلاته من العقاب إلى الأبد، بل و سلامته و من معه رغم كل شيء، يذكّر بتهريجات الملكـ ماكبث، بطل شكسبير و القاتل الشهير، حين زحفت عليه جيوش الإنجليز، كان يستعيد تطمينات تلقّاها من ثلاث ساحرات قلن له أن ما من رجل ولدته امرأة بوسعه التغلّب عليه، فأخذ يصيح في قومه و الدائرة عليه تضيق:
    "علِّقوا الأعلام على الأسوار الخارجيّة، و لتكن الصيحة دائما أنّهم قادمون، إنّ مناعة قلعتنا كفيلة بأن تهزأ بحصارهم، فليبقوا إذن خارجها حتى تفنيهم المجاعة و المرض" و حين يخلو إلى نفسه، يلخّص الرئيس ماكبث حاله إزاء ملاحقة عريضة أوكامبو و جفاء الساحرات:
    "هذا الوضع الحرِج إما أن يسفر عن سعادتي إلى آخر العمر أو الإطاحة بملكي على الفور، لقد عشت ما فيه الكفاية حتى أصفرت أوراق عمري و أوشكت على السقوط، فأما ما ينبغي أن يصاحب شيخوخة المرء من الشرف و المحبّة و الطاعة و زمرة الأصدقاء فلا أمل لي فيها، و ما البديل لها عندي غير اللعنات القوية المكتومة و التكريم اللساني الزائف و كلمات لا تخرج من القلب و يكاد القلب لولا خوفه أن ينكرها"
    و بئس المآب..

    هي خطوات من منزل الرئيس يبدأ بها، فإن لم يفعل و لن يفعل، فمسيره إلى لاهاي، و ما أُمهِلتُم إلّا قليلا..

    04 أغسطس 2008

    (عدل بواسطة Amjed on 08-05-2010, 03:50 PM)

                  

08-05-2010, 03:53 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: Amjed)

    المَرْتَبة" التي إبتُلَّت بِدمِ الشهيد مُحمَّد عَبد السَّلام ... بقلم : وائل طه محى الدين طه
    الثلاثاء, 11 أغسطس 2009 12:33




    المَرْتِبة الخامِسة الحَمْراء





    أغسطس 2008م





    بعد مُرور عشرة سنوات، نحاول أن نخط ّما يُفيد البحث والتوثيق حول ظاهرة العنف السياسي ووليدها الإغتيال السياسي التي إستشرت في ظل هذا النظام الدموي، نعود بالذاكرة إلى بعض التفاصيل المهمة في السياق الإجتماعي- السياسي التي تمَّت خلال الأربعين يوماً التي شهدت أهمَّ ملامح معركة السكن، فضلاَ عن تسليط الضوء على تسلسل الأحداث منذ نهاية يوليو 1998م والى مطلع سبتمبر 1998م، وبالضرورة يتطلب ذلك وقفه متأنية في مجريات ليلة 4/8/ 1998م،

    تلك الليلة السوداء التي اغتيل فيها زميلنا الطالب بجامعة الخرطوم – كلية القانون - السنة الثالثة، محمد عبد السلام بابكر، في سبيل سعيه بجانب آخرين لتوفير (مَرْتَبَة) لكل طالب مستحق بفعل حوجته.

    فبعد إغتيال( بشير، سليم، التاية، طارق) يكون مُحَمَّداَ قد شغر (المَرْتِبة) الخامسة في السجل المتوالي لشهداء طلاب جامعة الخرطوم في عهد - الإنقاذ- الجبهة الاسلامية.

    وعلى الرغم من وضعنا السابق كجزء من معركة السكن أسوة بآلاف الطلاب، إلا أننا هنا نُعبِّر عن رأي يخصنا، وبالتالي ما سنورده لا يمثل بالضرورة رؤية تنظيم سياسي معين، أو أيّ هيئة من هيئاته، وإن تلاقت وتقاطعت نقاط الاختلاف والتوافق.

    وليجد لنا العذر من وردنا أسمائهم، ومن المحنا اليهم دون إستئذانهم.







    منذ مطلع تسعينيات القرن المنصرم، وبعد إنقلاب الجبهة الاسلامية على السلطة في 30يونيو1989م تم استهداف مُباشر لحركة الطلبة عبر شتى الوسائل، فقد اغتيل من طلاب جامعة الخرطوم الشهيد الأول بشير الطيب في 4 ديسمبر 1989 م، وبعد مرور يومين فقط قدمت الجامعة شهيديها الثاني والثالث على التوالي، في يوم واحد "سليم أبوبكر 4/ آداب والتاية أبو عاقلة 2/ تربية في 4 ديسمبر 1989 م. وفي أحداث مناهضة تصفية السكن والاعاشة تم إغتيال شهيدنا الرابع الطالب طارق الزهري 1/ اعدادي علوم في 1991م، وكان المناخ السياسي آنذاك مشحوناً بتفشي ظواهر المطاردة والملاحقة، ولم يخلو من تعذيب وحشي، الناجون من التعذيب، أي من القتل أثناء وما بعد التعذيب أدلوا بإفاداتهم عبر عدة نوافذ، ففي حقبة التسعينات كانت حصيلة التعامل اللا إنساني عالية جداً، وبالجامعة مجموعة الشواهد والمحطات التي تنبئ عن ذلك، حادثة اعتقال ثلاثة من طلاب الجامعة أعضاء في الجبهة الديمقراطية لعدة أشهر أكثرها وضوحاً وتأريخاً، عُرفت بـ (ضربة بيت الثورة )، الطالب مرتضى عبد الرازق 4 / هندسة معمار ،الطالب مهيد صديق 3 / هندسة مساحة، الطالبة ماجدولين حاج الطاهر 4 / غابات، تعرضوا لتعذيب دامي، بين بيوت الأشباح وزنازين سجن كوبر، ولم تُستثنى الطالبة (ماجدولين) من التمييز الايجابي في التنكيل والبطش، بجانب آخرين من جامعات مختلفة (الأهلية – النيلين – السودان – جوبا - ...) ممن دفعوا ضريبة النضال ضد الطغاة .

    في كلية العلوم ومن بين طلابها نشير الى أحدهم ميزه من غيره الاستهداف الأمني الذي ظل يتعرض له والذي لا تخطئه العين، (عاصم زين العبدين ) عضو الجبهة الديمقراطية الشهير بـ (شرذم) إذ كثيراً ما تعرَّض للملاحقة والتعذيب من قِبل الأجهزة الأمنية سيئة الصيت، الزميل (شريف محمد آدم) من كلية الاقتصاد تم تعذيبه ووُشم بالنار عظة وعِبرة لزملائه، وتبدو عليه حتى الآن علامات التعذيب، قرَّر بعدها الالتحاق بطريق الكفاح المُسلح أسوة بكثيرين غيره ممن اختاروا ذات الدرب.

    بعد تصفية السكن والإعاشة في 1990م، ومنذ العام 1995م درج طلاب الجامعة لإيجاد حلول واقعية لأزمة السكن، ففي ذلك العام الدراسي تم استبدال المجمعات السكنية الطلابية بصورة عكسية بين مجمعي الطالبات والطلاب، تحت دعاوى كشفت الغرض الأمني والمنهج العشوائي الذي اتبع، إذ أصبح مجمع البركس خاصاً بالطالبات بدلاً عن مجمع الوسط الحالي، شيئاً فشيئاً تراجعت معدلات البيئة السكنية التي يفترض من الناحيتين النظرية والعملية أن تلائم متطلبات الطلاب الجامعيين كماً وكيفاً على كافة المستويات " صحية، خدمية، أثاثات ..." بل برزت السلطة الأمنية للصندوق كطرف ثالث في معادلة الصراع، إذ آلت كافة الصلاحيات والسلطات الأمنية الى موظفي الصندوق، بالتالي أصبحت مهامهم الرئيسية تتركز في العمل على تصفية النشاط السياسي ورواده من الطلاب، لتبدأ بعدها سلسلة الرصد والملاحقة للناشطين في العمل العام ومعارضي النظام.

    ففي ذات العام الذي أنصف العقد الأخير من القرن الماضي إقتلع الطلاب حقوقهم المُكدَّسة في مخازن الصندوق، أشياء تبدو رخيصة في قيمتها المادية لكنها ثمينة في جانبها المعنوي، مئات المراتب، وعشرات المراوح بجانب أعداد قليلة من "لمبات النايلون" لإضاءة الغرف، كل ذلك العمل تم على مسمع ومرأى من الصندوق وبصورة جماعية تلت العديد من أركان النقاش وبيانات التوضيح، مخاطبات التعبئة، حلقات الحوار العشوائية والمنظمة بين الطلاب الذين أستقر بهم المقام خارج الداخليات بصفة عامة، وساكني الداخليات بصورة خاصة.

    حلقات النقاش العشوائية والمنظمة التي سبقت موعد اقتحام مخازن المراتب" كانت تصب في مجرى حتمية ذلك الحدث، وتبحث عن الآليات الكفيلة لتحقيقه، وبعد أن تُحقق أغراضها تحتفي تلك الحلقات الطلابية ذات التنظيم العالي بما حققته وتسعى عبر طُرق أخرى لإيجاد حلول مستقبلية وجذرية.

    عموم المناقشات كانت لا تُبارح المحور الرئيسي المستند على شعاري "داخليات جامعة الخرطوم لطلاب جامعة الخرطوم، نحو إعادة إشراف إدارة الجامعة على داخليات الجامعة" ولا تخرج تلك المطالب عن إطار المطالبة بحقوق طبيعية، بل زهيدة.

    بدأ ذلك النمط من التفكير في 1996م ثم 1997م، وأيضاً في أغسطس المشئوم من العام 1998م، ففي خريف تلك السنة بدأ العام الدراسي الجديد بين كارثة الرسوم الدراسية التي ازدادت قيمتها فجأة، وبين محنة السكن، وكالمعتاد دبَّت النقاشات والثرثرة بين جدران الغرف، حوارات جادة في كافيتيريا القانون، وأخرى لا تقل عنها أهمية في الاقتصاد، ثم تشكَّلت وبصورة تلقائية لجان السكن على نمط أكثر تنظيماً وسرية، وهذه جدلية يدركها طلبة التسعينات أكثر من غيرهم.

    الجبهة الديمقراطية كعادتها ولكونها تنظيم طليعي، قدَّمت مبادرة لخوض معركة ذات أمد قصير الذي لم يتجاوز أسبوعين، خلال هذه الفترة جرت مياه التعبئة والتنسيق في ظل وضع يتطلب سرية مُحكمة، وقيادة جماهيرية مشهود لها بالصلابة والجرأه، بالمقدرة على تحمُّل العواقب مهما كلَّف ذلك من ثمن باهظ، حتى وإن كان الحياة.

    صعدت إلى السطح العلني قيادة جماهيرية قوية، تكفَّلت طوعاً بخوض زمام المعركة، بنكران ذات أبت إلا وأن تتحمَّل مشاقها المحتملة، من بين صفوف هذه القيادة ظهر طالب بكلية القانون يُدعى "محمد عبد السلام بابكر" متوسط القامة وصاحب نظارة ذات إطار كلاسيكي، ذو سبعة وعشرون خريفاً في ذاك الخريف الممطر، من ذلك العام البائس، ابن حي الدباغة بمدينة ود مدني، وعضو مركزية الجبهة الديمقراطية بجامعة الخرطوم.

    في صباح 22 يوليو عام 1998م، أصدرت الجبهة الديمقراطية بياناً جماهيرياً تناول أوضاع الداخليات وطالب بضرورة التصدي للقضية، تلى ذلك بيان بلسان التجمع الوطني الديمقراطي الذي لم يخرج عن ذلك الاتجاه، وتلقائياً تشكَّلت لجان السكن الفرعية والمركزية، وخلال عشرة أيام غُطت جدران الجامعة بآلآلف الملصَّقات من ورق "الفلس كاب"، وعشرات الصحف الحائطية التي تصدر عن "الجبهة الديمقراطية" من بينها الصحيفة المركزية "مساء الخير"، وصحف الكليات "الراصد، الطريق، المتاريس، المد، الهبباي، أعاصير، إسكارا،..."



    في العاشرة من صباح الأربعاء التاسع والعشرين من يوليو في ذات العام أقام التجمع الوطني مخاطبة بكافيتيريا العلوم - النشاط آنذاك- عقب مخاطبة "الجبهة الديمقراطية"، وتم إعلان قرار المواجهة الجماهيرية، وعُبئت الحناجر بالهتاف، في اليوم التالي الخميس 30 يوليو لم يجف النشاط السياسي من تداعيات ومستجدات أزمة السكن، وهكذا توالت الساعات.

    في نهار السبت 1/8/1998 وفي حوالي الساعة الثانية ظهراً سيًّر التجمع الديمقراطي موكباً هادراً لمباني الصندوق، قدَّم فيه الطلاب مذكرة طالبت بتوزيع المراتب المُكدَّسة بالمخازن على زملائهم الذين لا يملكون فرش الأرض، بجانب مطالب أخرى حول رسوم السكن والخدمات،... وطالبت المذكرة بالرد على مطالبها خلال 48 ساعة، وفي الثالث من أغسطس عرَّجت مسيرة أخرى لإستلام الرد، لكن لم يكن هناك رداً يُشفي الغليل، ويُعالج الأزمة

    تعمَّدت إدارة الصندوق تجاهل الرد، كجزء من حربها النفسية، وتخلياً عن مسئوليتها الإدارية، ضاربة بالمطالب العادلة عرض البحر. أي جامعة محترمة تلك التي يطالب فيها طلابها بمرتبة ولمبة إضاءه، وترف بورجوازي بالتطلع "لربط" مروحة في كل غرفة تسع ثمانية طلاب !!!

    وفي الحادية عشر من صباح الاثنين 3/8، أي في نفس اليوم، وبعد مرور ساعات قليلة، قررت لجنة السكن الإقتحام، وحسم الطلاب أمرهم ثورياً بإقتحام مخازن الصندوق، وأشرفت لجنة السكن على توزيع المراتب بعد نفاذ المهلة المقررة بـ "48 ساعة" في مشهد بسيط وعادي للغاية



    لجنة الإشراف على المخازن :-

    لجنة السكن التي تم تكوينها من طلاب الجامعة، أشرفت على توزيع "المراتب" للطلاب، وما الضير في ذلك فالممتلكات تخص الطلاب وهم من يستحقها وليس جدران المخازن الضخمة، والجامعة جامعة الطلاب، وبأموالهم تم إنشاء داخلياتهم التي يسترزق منها أرباب ومأجوري النظام، ولجنة السكن تمثلهم كطلاب وسبق تشكيلها والإعلان الشجاع عن قادتها بصورة جماهيرية أمام مسمع ومرأى الكافة، ولاغرابة في نضال الكل من أجل حقوق الكل، حيث تم توزيع الآتي :-

    - المراتب للغرف حسب السكان "بين 4 – 8 – 12" وكانت حوالي 1600 مرتبة.

    - لمبات الإضاءة "النايلون" لمبة لكل غرفة وكانت حوالي 82 لمبة.

    - بعض المراوح المستعملة

    لا مكان للملكية الفردية فيما سبق، فما تمَّ توزيعه بين الطلاب لغرض الإستفادة الشخصية في حدود الزهد، وجميع الممتكات مُسجلة بإسم جامعة الخرطوم، كل ذلك تمَّ تدوينه وتوثيقة بواسطة لجنة السكن، وتحولت تلك اللجنة الطلابية الى لجنة للمخازن والمهمات، فيها مسئول عن فتح المخزن، مسئول الإحصاء، المدخلات، المخرجات، التوزيع،..وهكذا كيَّف الطلاب وضعهم، وأداروا شأنهم بمسئولية وأمانة بالغتين.



    نهب ماكينة الطباعة :-

    على الرغم من صفتي الجدية والصرامة التي تُعدُّ من سمات العمل العام، وهما من مميزات تلك الأيام، الا أنها لم تخلو من قفشات، ومن الطرائف التي تحوَّلت لدرس قاسٍ، أنه وفي ذلك اليوم كان الكل منغمس في أمر الحصول على مرتبة للاستمتاع بنوم ليلة هانئة بلا قطن بالٍ، وأشياء مزعجة تسبب الإصابة بالجيوب الأنفية، غبار وأتربة، وفوجئنا بأن حصيلة المراتب كانت جديدة الصنع، وفي المشهد الذي يصور طالب ما ممسكاً بيمناه لمبة نايلون، يظهر آخر من البعد معتلياً مرتبته بيديه، مع وجود قِلة من الذين حصلوا على (رزَّة طبلة) لـتأمين الغرفة من لصوص النظام، وهكذا كان ذلك المشهد.

    إهتمت لجنة السكن بتوزيع المُستحقات، و‘نبثقت عنها لجنة فرعية قامت بأمر الإحصاء، البعض يحمل، والبعض يعاون بعضهم البعض، ومن بعيد شوهد أحد (الزملاء) يحمل في ظهره شيئاً ما أسود اللون، شيئاً لم يبدو طبيعياً، ولما كُنَّا على بعد مسافة لم تُمكِّننا من تحديد المشهد بدقة، اقتربنا نحوه، وإذ باشيء المحمول(ماكينة آله كاتبة)!!! فسأله الشهيد محمد عبد السلام بصرامة وهدوء عن المبرر الذي دعاه لأخذ الآلة الكاتبة، فقال الزميل بثورية :

    "يازول نحنا لحدي أسي بنكتب بياناتنا بي خط اليد، حتساعدنا الآلة الكاتبة في تجويد العمل الدعائي "، وبالفعل كانت البيانات حتى مطلع القرن الجديد تُكتب بخط اليد. الشهيد بإعتباره أحد قيادات السكن طلب من الرفيق إرجاع الآلة مُبرراً قوله :-

    "كان ولا يزال هدفنا توفير الاحتياجات الأساسية للطلاب، إحتياجات رئيسية تتعلق بالبيئة السكنية فقط، أما ما أقدمت عليه فلا يتوافق مع طبيعة المعركة والمطالب المُلحَّة للجنة السكن. فلا الآلة الكاتبة وغيرها يصح الحصول عليها بتلك الكيفية".

    عليه إستوعب الزميل (البرلوم) ذلك الدرس الأخلاقي وما زال يُذكِّرنا به كلما تجددت ذكريات (ليلة الاقتحام ).



    ليلة الاقتحام :-

    بعد ان أنهى الطلاب أمر استلام وتسليم إحتياجاتهم وحقوقهم الطبيعية انصرفوا الى الجامعة، ومثَّل ذلك الحدث الجلل القاسم المُشترك في تبادلهم أطراف الحديث ومحور نقاشهم، فكيف لا يكون والجامعة قد شهدت حركة واسعة ونشطة، وتمَّ تعبئتها خلال الأسبوعين السابقين!!!

    نذكر أننا وبعض قُدامى الأصدقاء قمنا بطواف في مجمع الوسط بدءاً بالعلوم ثم الإدارية، الاقتصاد، القانون .... وإتكئنا نستريح في كافتريا القانون في (المصطبة). للأمانة والتاريخ وبينما نحن جلوس نرشُف الشاي، أعدنا التفكير في قراءة التوقُّعات، ثُمَّ إنتابتنا موجة من التفكير ثم الشعور القلِق، حدس جماعي مُشترك المَّ فينا، وبيننا، ) أماني حدو، هبه، حافظ حسين، هاجر، محمد محي الدين، المرحوم حسام الحاج، عبد المنعم سالمين، حمدي، والكادر السري الوفي ) أخذنا نرنو يميناً ونُرِّكز صوب اليسار، عن تفسير علمي لمستجدات الأحداث، أملاً في الاكتشاف، وعلى الرغم من السكون الذي حلَّ فجأة في نفوس العامة، ومجموعة الزملاء الذين كانوا في (تله) القانون خاصة، إلا أننا قررنا مُغادرة الجامعة، وانصرفنا إلى الداخلية وكأننا على علم بحتمية حدوث ذلك الشيء الذي سيحِل في تلك الليلة القاتمة، هدوء أمني وسواد ليل ربما حملا نذير شؤوم.



    الغداء الأخير:-

    بادر أحدنا بنصب مكيدة على صاحب الكافيتيريا التي تتبع للسلطة بذلك ولم يعطه قيمة ذلك الطعام البائس الذي تناولناه، فقد كان شائعاً في وسط الطلاب في تلك الفترة (الإستهبال) على المحلات التي تؤول ملكيتها للسلطة، وكنا مجموعة أفراد نعتقد أن ذلك (عملاً نضالياً)، ولم نأبه بإنتقادات زملائنا الآخرين، الذين دوماً ما يوجهون نحونا أسهم النقد والتوجيه، إذ درج البعض منا على إحتيال ومنح تذاكر الطعام على المحتاجين، وكثيراً ماترى (موارك الفاصوليا) تُوزَّع مجاناً على الفقراء من الطلاب، حسبنا أننا نُطبِّق الإشتراكية، فكيف لا نُعطي مبرراً لأنفسنا وأرباح الكافيتيريا يُموِّل بها النظام أجهزته الأمنية، ويجوع الطلاب بسبب سياسات الإفقار المُتعمَّده !!!

    على كلٍ، تناولنا قليلاً من الطعام وغادرنا إلى داخلية المناهل (55، 60 ، 23،.....) وهذه كانت أرقام غُرفنا التي خُصصت للراحة نهاراً والعمل التنظيمي السري ليلا ً.......

    ما أن حلَّت التاسعة ليلاً حتى استقر بنا المقام في سطح الداخلية، بين حوالي التسعين طالباً كان محمد عبد السلام وأبو السيد وعبد الله الضاوي بالإضافة إلى "م" متكئين باطمئنان. توقعنا بأن أحداث عُنفٍ ستنشُب بعد منتصف الليل وأعددنا العدة حسب ما هو مُتاح.

    وفي الحادية عشر ليلاً اُغلقت جميع الطرق المؤدية من وإلى الداخليات وظللنا نُراقب المشهد عن بعد، رجال الشرطة انتشروا على إمتداد شارعي الجامعة والجمهورية، بالإضافة إلى تمركُز قوات أمنية في التقاطع المؤدي إلى كبري النيل الأزرق بالجوار من "النفق المُظلم"، أيضاً الكثير من العسكر تجمَّعوا في تقاطع شارعي الجمهورية مع القيادة العامة، فضلاً عن إغلاق شارع "عبيد حاج الأمين" المؤدي إلى كلية الدراسات العليا والإنمائية وهي المنطقة التي تُعرف الآن بـ "داون تاون".

    حسبنا أن العراك طرفه طلاب السلطة فقط من الجانب الآخر، ولما كانوا طلاباً تُبَّع لايستطيعون الصمود في مواجهات مباشرة مع الطلاب، بمعزل عن "الإمداد الخارجي" من أمن وشرطة، توقَّعنا حسم المعركة لصالح الطلاب، وظللنا مستيقظين طوال الليل ولم نُخطر بقية الطلاب بما توقعنا، غير الأصدقاء، وبعض الناشطين في العمل العام.

    لأسباب عِدة لم نخطر الآخرين، من بينها الحرص على حصر المعلومة في أضيق نطاق ممكن، زيادة عن منع تضخيم التوقُّع، والخوف من تسرب وتفشي حالتي الشد والجذب الذهني بين الطلاب، فضلاً عن تقليل إحتمالات الخسائر، وهذه حسابات يدركها مختصين بمثل تلك الشئون.



    محمد عبد السلام لا يكترث :-

    وجدناه على علم بالأمر بحكم موقعه التنظيمي كعضو في مركزية الجبهة الديمقراطية، وكقيادة جماهيرية في معركة السكن، فقال لنا بكل ببرود وطمأنينة : -

    "ياشباب ما تكبِّرو الموضوع... لو في عُنف نخوضه بكل ثبات .... ولو حملة اعتقالات مامُشكلة ...أنحنا ما أوَّل ناس..ولا آخر ناس، نحنا ما بنسوي في حاجة عيب ولا حاجة غلط نتدسى منها"

    لم نُراجع عبارته التي باتت شهيرة، ولم نعي مدلولها، إلا بعد مرور ستة ساعات، رجعنا إلى موقعنا في الجزء الشمالي الشرقي من سطح داخلية المناهل، وكان صديقنا محمد في سطح السِلِّم الغربي وتارة بالقرب منه، حتى حلَّت لحظة الصفر، ونادى أولئك السفلة مُنادي (الجهاد).



    الزحف الأسود:-

    بعد حوالي الساعة الثانية والنصف من فجر الثلاثاء 4/ أغسطس تمَّ إقتحام حرم الداخليات من ناحية البوابة الغربية، وجرى إعتقال عنيف طال كل الطلاب بدءاً بداخلية الرهد والى الأمام، الشئ الذي أضطر البعض لمغادرة الأسطح والغرف العُليا إحتماءاً بالأرض، وبقي الجميع جلوساً عليها، رافعين أيديهم الى أعلى، مطأطئين رؤوسهم أسفل أرجلهم، في مشهد مهين ومُذل، وما حسبوا أن من بينهم من نظرت السلطات في أمره، وقرَّرت أن يُدفن في الأرض، لا أن يجلس عليها مؤقَّتاً أسوة بزملائه

    وإستمرت القوات الكبيرة تقتحم وتعتقل، ولمَّا كنا في سطح مبنى داخلية "المناهل" بان لنا ذلك المشهد البعيد، كأنما أشياء سوداء تتحرك بقوة مُحدثةً ضجيجاً مُخيفاً، في حقيقة الأمر أن ذلك كان ناتجاً عن إهتزاز الأسلحة النارية والعصي الغلاظ التي كان يحملها أولئك العسكر وبعض المدنيين، شيئاً فشيئاً وجدنا أنفسنا نُقاوم من أجل البقاء، النيران اشتعلت على الأرض عندما قام الطلاب بقذف "الغزاه الجدد" بزجاجات "المولتوف" الحارقة، في مواجهة بنادق إيرانية الصنع، وبمبان عراقي ظل حبيس الفوهات، إشتمَّت أسرة الجامعة رائحته فيما بعد أساتذة وعمال، موظفين وطلاب.

    فجأة أحاط مُلثمين أرجاء الداخلية من الأسفل، وصعد الغزاه إلى الطابق الأول خائفين من ردود الأفعال، فمنهم من جاء أجيراً، والبعض منهم صُعق بالإنبهار بالجامعة، مرد ذلك أن غالبيتهم وَفَدَ من جامعتي أمدرمان الاسلامية والقرءان الكريم، جامعة الخرطوم كانت - ولا وزالت - عصيَّة المنال، فاسدة المزاج العام كما يحسبون، أتوا من جامعات الشريعة الإسلامية ليجاهدوا في أرض جامعة الخرطوم العلمانية.

    وبدأ أولئك الغزاة يستهدفون غرفاً بعينها بكسر بواباتها، وفي معيتهم خرائط وقصاصات ورق، ومرشدين، بحثاً عن نشطاء العمل العام، وبالأخص أعضاء تنظيم الجبهة الديمقراطية، الغرف "55،60 ،23، وصالون الطابق الثالث، ..." من داخلية المناهل، وبعد لحظات تكدَّس مدخل السُلَّمين بعشرات الأشخاص، وأخيراً "تمكَّنوا" من احتلال كل أرجاء الداخلية بعد مقاومة لا بأس بها، ومُرضِية لحدٍ ما للضمير، طالما كانت الإمكانيات معقولة، ولا يُمكن مطلقاً مُقارنتها بمقدرات الدولة البوليسية

    الأشباح المكشوفة :-

    حدث إرتباك كبير ولم يستطع البعض منَّا التمكُّن من قراءة ماسيحدث لاحقاً، فبعد الاشتباك تمَّ إقتيادنا الى الأرض بالقوة، ومن ثم تمَّ جمعنا في الشارع الرئيس الذي يفصل بين داخليتي الرهد والأصيل، بالقرب من مطعم "عبد الباقي" ذلك الشخص الذي أرشد الغزاه على الضحايا وقدَّم لهم معلومات ضافية.

    دُهشنا لوجود عشرات الأشباح المُلثمة، أشخاص مرتدين أزياء مدنية، وملثمين بطريقة مُحكمة، كانوا يُرشِدون العسكر على أبرز المُعارضين للنظام، كما أسلفنا القول، وكانوا يقولون :-

    - إسمك منو يازول هيي ؟ بتقرأ في ياتو جامعة يابليد ؟

    - أنت شيوعي صاح ولا لا يا"..." ؟

    - أطلع بره الصف ده يطلع "..." وأركب في العربيه دي يركبك فيك"...".

    - تعالوا ياصعايك التجمًّع، أمش أوضتك وقفِّل خشمك ده زي أختك.

    - إتحركوا يا"..."، إنت يا"..." عامل فيها بتاع قانون وله دكتور؟

    - جيبوا هنا ندخِّل فيه "..."، ياطلبة يا "..." وبناتكم الـ "..."

    تلك الأشباح، وبمساعدة المُرشدين تمكَّنت من التعرُّف على ثلاثة طلاب وجرى إعتقالهم فوراً، الأول محمد عبد السلام بابكر 3/قانون بجانب الثاني أبو السيد والثالث عبد الله.

    ومن المؤكد أن الأشباح كانت على علم وثيق بالمعتقلين، وبنشاطهم أيضاً، فالثالث برز كعضو في حزب الأمة قبل أن يفارقه، والثاني كان في حزب البعث في تلك الأيام، قبل أن ينتقل الى الحزب الاتحادي، ثم يتركه لاحقاً، أما محمد عبد السلام فإنتمى إلى تنظيم الجبهة الديمقراطية ونشط في رابطة مدني بحكم موقعه التنفيذي كسكرتير عام لها، وكانت الروابط الإقليمية في تلك الفترة تؤدي مهام وطنية سياسية هامة، سيما رابطة طلاب مدني التي كان يقودها الطالب عبد المنعم "بوكاندي" الذي سيأتي تناول حادثته الشهيرة لاحقاً .



    الشبح الأعرج :-

    معظم الأشباح كانت تنتمي كلية القانون الشئ الذي جعل في معيتهم معلومات أوليه عن طلاب القانون، وإلا لما كانت تتأتى عملية الإنتقاء من دون طلاب الكليات الأخرى، ومع المدخل الشمالي لداخلية الأصيل تحرَّك شبح صوب المُحتجزين، وقد لاحظ الجميع الحركة العرجاء في خطواته، بل تأكدوا من هويته أيضاً، فـ "عرجته" لا تُخفى عن عين المتابعين للنشاط السياسي، الواقع يشير الى أنه الطالب "..." 3/ قانون كادر السلطة، الذي يشغل الآن منصباً مرموقاً، وهذا أمر بسيط.



    سُلَّم داخلية المناهل :-

    في ظل الضوضاء والصخب، وإبان حالة الذعر والصراع السائدة أفاد شهود عيان أنهم شاهدوا محمداً دامي الجسد، فقد أكدوا بأن مجموعة من أفراد الأمن قامت بضربه بوحشيه في السلم، وهو معصوب اليدين من ثم جروه من أرجله من الطابق الثالث الى الأرض، بعد ذلك تم إعتقاله الى مكان ما بواسطة عربة.



    صدور صحيفة مساء الخير بعد ربع ساعة فقط:-

    ما أن إنسحبت القوات الأمنية وأشباح الليل من حرم الداخليات في مطلع الفجر، حتى تفاجأ الطلاب بصدور صحيفة مساء الخير لسان الجبهة الديمقراطية بعد مرور ربع ساعة فقط، فقد الصقت على الجدران ونُشرت في الجامعة، بالتالي أصبح الحدث مُخيِّماً على الأجواء أكثر فأكثر...عمَّ الصخب أرجاء الجامعة، بدأ الكل يسأل عن زملائه ومعارفه، ففي تلك الفترة كانت أجهزة الإتصالات المحمولة محدودة جداً، لدرجة أن حملتها كانوا فقط إما من البرجوازية أو من منسوبي الأجهزة الأمنية.

    وفي تمام العاشرة من صباح الثلاثاء 4/ أغسطس 2008م أقام التجمع الوطني الديمقراطي مخاطبة بالنشاط "ساحة علوم الشرقية جوار الكافتريا آنذاك" وسير موكباً إلى مكتب مدير الجامعة، حمل مذكرة تطالب بإطلاق سراح الطالب المعتقل محمد عبد السلام بابكر 3/ قانون، أما المعتقلين فلم يمكثا سوى ساعات معدودة، إذ تم إطلاق سراحهما صباح اليوم أي بعد ساعات من إعتقالهما



    الموكب الهادر :-

    خاطب الموكب متحدث الجبهة الديمقراطية "خالد محمد عوض الكريم – البرلوم - 4/ طب"، بجانب أيمن خالد 4 / آداب من رابطة الطلبة الإتحاديين، وشول دينق طون 2/ هندسة من ANF - الحركة الشعبية -، وأشرف محمد عوض الكريم 4 /هندسة من حزب البعث السوداني آنذاك، بالإضافة الى محمد فاروق متحدث مؤتمر الطلاب المستقلين، وأدارت المخاطبة كادر الجبهة الديمقراطية شيراز محمد عبد الحي 5 / طب إن لم تخذلنا الذاكرة" وإتجه الموكب صوب مبنى مدير الجامعة. كانت الهتافات عالية جداً لدرجة توقف الدراسة في بعض فصول الكليات :-

    "المعتقلين....... يا ######ين، الداخلية........يا حرامية، حرية ... حرية، الجامعة جامعة حُره ... والكوز يطلع برَّة، عوزلك بيت وعربية ... ياعميل الجبهة الفاشية في إشارة واضحة الى مدير الجامعة البروفيسور عبد الملك" وغيرها من الهتافات الحماسية وقصائد الشعر التعبوية، ثم ظل الطلاب معتصمون بمكتب المدير حتى وقت متأخر.

    الملاحظة الهامة أن مجموعة من أفراد الأمن شوهدوا بمكتب المدير في ذلك اليوم، تم التعرف على كادري الأمن الشهيرين "فيصل عدلان وعبد الغفار الشريف". وما لبث أن غُطت جدران الجامعة بالملصقات "أطلقوا سراح الطالب محمد عبد السلام، لا للإعتقال السياسي، نعم لحرية التعبير، نحو سكن إنساني مُعافى،..."

    وعادت رياح الأسى مجدداً تُحيط بالزملاء ( حافظ حسين، ود الحاج، رشا مأمون، حسام الحاج، ماهر الوحش وغيرهم من الأوفياء ........



    الخبر المفجع :-

    أتى الخبر الأسود من مدينة ود مدني، "وصول جثمان الطالب محمد عبد السلام بسيارة إسعاف الجامعة محمولاً بواسطة الآتية أسمائهم" :-

    - البروفسور الزبير بشير طه (مدير الجامعة).

    - البروفسور عبد الملك محمد عبد الرحمن (نائب المدير).

    - د.عبد الله جمعة فروة (عميد كلية العلوم)

    - د.إبراهيم عبد السلام (عميد الطلاب) وإدَّعوا بُهتاناً بأن محمداً عُثر عليه مقتولاً في ضاحية كافوري بمنطقة الخرطوم بحري، ونتجت الوفاة إثر خلاف نشب بينه وصديقه! عَكَس ذلك الموقف عدم إحترام بعض الأساتاذة الجامعيين لمؤهلهم العلمي، وتقاطع الأمانة العلمية مع الأخلاق، بل كان فعلهم مُحِط لكل قيم الإنسانية.

    لقد كذب مدير الجامعة على أهل الشهيد، وبذلك يكون قد كشف المسافة الشائعة التي تبعده وأمثاله عن دورهم التربوي والمهني المطلوب في أداء الرسالة الجامعية السامية، فالبروفسور الزبير بشير طه أصبح فيما بعد مسئولاً في وزارة التعليم العالي ثم وزيراً للداخلية والزراعة، و د.عبد الله فروة تولَّى مُهمة عمادة كلية الدراسات التقنية والتنموية "الدبلومات"، د. إبراهيم عبد السلام عمل في العديد من لجان الجامعة الرئيسية التي تؤدي الأدوار الحساسة، وأخيراً رُقي كعميد لكلية الإنتاج الحيواني، بجانب إحتفاظه الدائم بمنصب رئيس لجنة مسجد الجامعة، أما أستاذنا البروفيسور عبد الملك محمد عبد الرحمن فقد تولَّى مسئولية ادارة الجامعة، وإنتقل أخيراً كأستاذ بكلية الهندسة بدلاً عن العلوم.

    أساتذة الجامعة الذين أوصلوا الجثمان صمتوا جميعاً محاولين خداع العم عبد السلام بابكر والد الشهيد، ولمَّا ساوره الشك الذي ينبئ عن يقين معرفي، وبحضور عدد من الشهود، تمَّ فتح جثمانه الطاهر الذي بدت عليه علامات الضرب والتعذيب بائنة بينونة كبرى لا تُخفيها محاولات الكذب، إلى أن قال الطبيب الشرعي بود مدني قولته المشهودة :-

    " وفاة جراء الضرب وتهشُّم في الجُمجُمَّة... وآثار جروح مُتفرِّقة... كسر في الترقوة ،..." ثم غادر المدينة وفد مداراة الجريمة يجرجرون أذيال الخيبة، غير مأسوف عليهم ولا على تاريخهم الأسود. بذلك يكون محمد عبد السلام قد إحتل المرتبة الخامسة في سجل شهداء طلاب جامعة الخرطوم في عهد الإنقاذ، "1 بشير، 2 سليم، 3 التاية، 4 طارق، 5 محمد عبد السلام".



    عم الخبر :-

    في أقل من نصف ساعة علمت جامعة الخرطوم عن بكرة أبيها بأن السلطات اغتالت زميلهم (محمد) في بيوت الأشباح، وبدأت سلسلة من ردود الأفعال.

    إنسحب تنظيم السلطة من الجامعة فوراً، وسبق أن إختفت كوادره الجماهيرية منذ 3/8/1998 وقام عضو الجبهة الديمقراطية "طارق تمبول" بصياغة البيان، ثم كُلِّف أحدهم ممن يجيدون فنون الخط بشأن الكتابة "الخط اليدوي، ففي تلك الفترة كما أسلفنا، كان إستعمال الكمبيوتر به مشقه تأمينية، وتم توزيع البيان على مختلف الكليات والمجمعات، زيادة عن إعلانات الإغتيال "محمد عبد السلام شهيد للحركة الطلابية... روح محمد فداء لمجانية السكن... مقتل طالب مقتل أمة... مليون شهيد لعهد جديد ...الخ"

    زميلات الشهيد بكلية القانون ظللن ينتحبن بأسى، وشاركن في ذلك مئآت الطالبات من مختلف الكليات، وباتت واجهة الكلية الشرقية أشبه ببيت العزاء، فكان النحيب ممزوجاً بمرارة الإحساس بالغبن والظلم والأسى والحب الكبير.

    ظل الجو مشحوناً ومتوتراً لدرجة فشلت على إثرها التنظيمات المعارضة من السيطرة على غضب الطلاب وذلك بغرض كسب وقت من أجل تنظيم التكتيكات القادمة، فإنفجرت جموع الطلاب وخرجت جامعة الخرطوم في مظاهرة كبيرة إلى الشارع توغلت حتى منطقة السوق العربي حيث تم محاصرتها وقمعها هناك بعنف شديد.



    حدث تحويل النشاط من العلوم الى شارع المين MAIN ROAD :-

    اقيمت مخاطبة طلابية ضخمة العدد وعظيمة الشأن، تم توضيح الملابسات للطلاب، وفاقت درجات التعبئة مايُمكن تخيُله، الشئ الذي دفع الطلاب للإشتباك مع كلاب الأمن، وبدأت سلسلة مطاردة الجناة...

    ومن شارع المين MAIN ROAD الذي أختير مكاناً للمخاطبة نسبة لقربه من بوابة الجامعة، إنطلقت المظاهرة إلى السوق العربي، وأعلن متحدث مؤتمر الطلاب المستقلين حينها - التحالف السوداني فيما بعد - محمد فاروق قائلاً:- "الجامعة حُرِّمت على كلاب الأمن" وكانت تلك لحظة تحُّول تاريخي هام في النشاط السياسي حتى الآن.

    إشتبك طلاب الجامعة مع طلاب السلطة الذين بادروا بهاجمة المظاهرة، فقد إنطلقوا مُسلَّحين من مسجد الجامعة الشهير الى حرم الجامعة، فهُزموا شرَّ هزيمة، ثم فرُّوا الى المسجد محتمين به، بعد ذلك بلغت المظاهرة مُبتغاها، وكالمعتاد قُمعت بوابل من "البمبان العراقي" وضربٌ بالعصي في منتصف النهار، وفي مساء ذات اليوم الأربعاء 5/8 تجمَّع مئات الطلاب في أماكن شتى وبدأت سلسلة التظاهرات التي عرفت بـ "مظاهرات الأحياء"



    إعتقال الطالبة شهيرة :

    في صباح الخميس 6 أغسطس أقيمت مخاطبة أخرى، كانت في شارع المين بالقرب من كلية القانون، وصبَّ الطلاب جام غضبهم على منسوبي النظام، سيما الطلاب، وشُوهدت دماء مسكوبة إنتقاماً للطالب ( محمد)، وعندما خرجت التظاهرة إلى الشارع، إعتقلت القوات الأمنية عضو الجبهة الديمقراطية بكلية العلوم الرياضية الطالبة (شهيره)، وأُشبعت ضرباً وتعذيباً، لكنها خرجت من قبضة الإعتقال أكثر ثباتاً وإيماناً بعدالة قضيتها



    ود مدني المدينة التي لم تُخيِّب ظن إبنها محمد :-

    في مدينة ود مدني إستمرت الهبَّات لعدة أيام، ثبَّت طلاب جامعة الجزيرة حينها مواقف يُعتز بها، وضربوا أعلى المُثل في التضحية، فجامعة الجزيرة - في ذلك الوقت - خرجت عن بكرة أبيها في مواكب هادرة، فكيف لا يكون و"محمداً" ذلك الشاب الهادئ الذي عُرف بُحسن أخلاقه، الشيء الذي أكسبه إحترام الجميع، حتى الأعداء.

    توالت التظاهرات في الخامس والسادس من أغسطس، وشهد يوم الخميس 6/أغسطس موجة إحتجاجات كبيرة. إثر وصول وفد من طلاب جامعة الخرطوم إلى مسقط رأس الشهيد بحي الدباغة بودمدني يوم الجمعة 7 أغسطس ، وبعد أداء الصلاة وزعت المنشورات وهتف جميع المصلين بمسجد الدباغة منددين بذلك العمل الوحشي.

    جاء محافظ محافظة الجزيرة الي أهل الشهيد في مساء الثلاثاء 4/8/1998 الساعة 12 بعد منتصف الليل واخبرهم بان ابنهم توفى في احداث عنف بين الطلاب في الجامعة وكُتب في التقرير الشرعي أن الوفاة جاءت نتيجة لنزيف دماغي .

    لم يصدق اهل الشهيد تلك الفبركة وحاولو البحث عن طبيب لكن الامطار كانت غزيرة حيث رفض الطبيب في المستشفى فحص الجثة ولكن اهل الشهيد"أولياء الدم" بحضور شهود قاموا بفتح الجثة فوجدوا فيها آثار ضرب في الرأس وتشوهات في الجسد ودماء.

    أحد المسئولين الرسميين في الإقليم الأوسط جاء إلى منزل الشهيد وأقدم على فعل العادة الدميمة، حاملاً في عربة "جوالات السكر وباغات زيت الفول" في مشهد مستفز للغاية لم يسعف الموجودين بالفراش من تمالك أنفسهم، فما كان منهم إلا وأن سكبوا الزيت والسكر على الأرض، وأغدقوا عربته "اللاند كروزر" بعشرات القذائف من حجارة الأرض التي يرقد عليها محمد، فهبَّ ذلك المسئول الكبير بمغادرة الحى، قاطعاً زيارته، مجرجراً أذيال الخيبة، والهتاف يعلو "مدني مدينة حُرَّه والكوز يطلع برَّه ... الموت بالدم لكلاب الأمن ... القصاص بالرصاص ،..."



    اولى محطَّات الهزيمة:-

    بعد خمد مظاهرتي جامعة الخرطوم في يومي الأربعاء والخميس الخامس والسادس من أغسطس تمَّ إحتلال الجامعة منذ صباح السبت 8 أغسطس وحتى ليلة الاثنين 10 أغسطس، وكان يوم الإثنين العاشر من أغسطس قد شهد أحداثاً دامية، إذ اُعلن عن إقامة مخاطبة بشارع المين،main road في تحدٍ واضح للسلطة وأذيالها من الطلاب الذين ظلوا محتلين الجامعة

    وكالمعتاد اُبتدرت المخاطبة بأشعار الحماسة فحدث إرتباك وبذلك تكون السلطة قد كسبت جوله كانت في أشدَّ الحاجة اليها، كانت ولا زالت تُمثِّل لنا أولى محطات الهزيمة.

    بعدها صاح المُلثمين بالتكبير، فأشهر الإسلاميين أسلحتهم في وجه الطُلاب العُزَّل، وكان لا بُدَّ من فِعل شئ، أيّ شئ لإنقاذ الموقف، بعدها بمرور ست ثوانٍ فقط، وعقب إشارة أطلقها "خالد" عضو تنظيم السلطة والطالب حينها بكلية الهندسة قسم العمارة، بدأ الملثمين بمهاجمة الحشد الطلابي، فقد كانوا مسلحين بالسيخ وزجاجات حمض الكبريتيك الحارق، بالإضافة الى خط تأميني من الخلف من حَمَلة المسدسات... وبدأ الإشتباك الدامي في الجهة الجنوبية للمكتبة الرئيسية الـ MAIN، تم أطلاق لقنابل "المولتوف" الحارقة، وظهرت الخناجر والأطواق، بجانب السيخ "3 لينيا مُشرشر"، وأخيراً صحَّت قراءة الموقف، بقرار قيادة الجبهة الديمقراطية بالخروج الفوري في مظاهرة ثالثة، غضباً من عنف السلطة، درءاً للحرج، تعبيراً بالشكل الجماهيري الجماعي، وحُرقةً من إغتيال محمد عبد السلام، كامعتاد تصدَّت للمظاهرة القوات المُسلَّطة، ببسالة غاز البُمبان، وجسارة "القرنيت"، وصمود العصي وخراطيم المياه السوداء المؤلمة، نصف البوصة، ووصفت مظاهرة الإثنين 10 / أغسطس بـ (المظاهرة اليتيمة).

    ذهبنا إلى أحياء مُتفرِّقة لتنظيم الاحتجاجات ( بحري المؤسسة، الشهداء أمدرمان، الكلاكلة اللفة- القبة - صنقعت، المزاد بحري، الثورات، السوق الشعبي ....) وأمرُّها ما حدث بمنطقة أبو حمامة بالخرطوم.



    الزميلة منال الشوية تُنقذ الموقف :-

    في سياق التظاهرات الشعبية التي عُرفت بتظاهرات الأحياء، قرر الجميع تنفيذ مظاهرة في منطقة الرومي بأم درمان التي تقع في تقاطع شارعي الشنقيطي وشيكان، وتم توزيع المهام على الكافة، الشاب (ب) أُوكلت إليه بصورة رسمية مهمة توصيل زجاجات المولتوف الى مكان التظاهرة، وفي توقيت مُحدد.

    لاحظ النُبهاء تردده المفاجئ، ثم تعذُّره غير المُبرر، وأخيراً تراجع ذلك الشاب عن تنفيذ التكليف التنظيمي بصورة مخزية، فبات أمر المظاهرة شبه مستحيل وفي مهب الريح، لعدة أسباب منها ضيق الوقت، وصعوبة الإتصالات، أما إمكانية تحويل المهمة الى شخص آخر فكانت شبه غير ممكنة، لأن الجميع كانوا مرتبطين بمهام مُعيَّنة ومحددة، لا تقبل معالجات التداخل، ولا الإضافه أو الحذف.

    فجأة انبرت الشابة (منال الشوية)عضو الجبهة الديمقراطية بكلية الآداب، مُعلنة توليها ذلك التكليف، وطلبت أن تقود بنفسها زمام تلك المسئولية الخطرة، وبكل شجاعة حملت كل زجاجات المولتوف من والى منزل أقاربها لفترة مؤقته، وبالقرب من المكان المحدد، حتى حلَّت لحظة الصفر ....ووجد الرفاق كل الزجاجات جاهزة في الزمان والمكان المُحددين.

    كان ذلك الحدث بمثابة الدرس الشاق للجميع، وجزء من عملية التربية الثورية التي ما إنقطعت تستمر يوماً بعد يوم، ونِعم السلوك الثوري الحق.



    الصراع الفكري حول إتجاه المعركة :-

    مثَّل حدث الإغتيال إنتقال كمي وكيفي في آلية حسم الموقف، فباتت هناك ثلاثة إتجاهات فكرية رئيسة حول الطريقة التي يجب أن تقاد بها المعركة.

    فقد قال البعض بأن الرؤية الصحيحة تكمن في السير على خطى النهج الثوري والأخذ بثأر الشهيد "الدم بالدم"، بإعتبار أن ما جرى اذا لم يواجه برد فعل مضاد، وقوي سيلقي بظلاله السالبة على مسيرة حركة الطلبة، فمحمد أستشهد لأجل قضايا الحركة الطلابية وليس لأجل الجبهة الديمقراطية فقط على الرغم من نيله شرفي العضوية والقيادة معاً، وقد تزامن ذلك النمط من التفكير مع إتجاه الكفاح المسلح في شرق وجنوب البلاد، في ذلك السياق التاريخي.

    الاتجاه الثاني كان يسعى لتصعيد العمل الجماهيري الشعبي كالتظاهرات والحركات الإحتجاجية الجماعية دونما توقف، فالشارع كان مُهيئاً والجماهير على أهبة الاستعداد، والطلاب شرارة مُتقدة دوماً، إنطلق هذا الإتجاه من زاوية نظرية تُبعد الطلاب من مهام حمل السلاح، وخوض المواجات الدامية، فحركة الطلاب معنية بصورة رئيسية بإشاعة الأفكار، وتغذية الصراع الفكري، بجانب النضال المدني الجماعي .

    الجانب الثالث رأى ضرورة الإلتزام الصارم بالقانون من خلال رفع دعوى جنائية، أما القصاص فيتأتى عن طريق القانون فقط.

    حُسم الأمر لصالح الاتجاهين الثاني والأخير، التصعيد الجماهيري والسير خلف العدالة الغائبة، وعلى الرغم من المحاولات الجادة التي تمت لترتيب الخروج في تظاهرات، الا أنها أجهضت وتعطلت نسبة للحصار الامني الحديدي، ولا يستثنى من ذلك تخاذل بعض التنظيمات السياسية الرئيسية مع قلتها في ذلك الوقت، وبالمقابل كان لطلاب الجامعات الاخرى مواقف قوية من بينها أمدرمان الأهلية والجزيرة على سبيل الذكر لا التحديد والإستثناء.

    الإتجاه القانوني أيضاً تم تعطيله، فقد تم فتح بلاغ بقسم الخرطوم شمال، ذلك البلاغ الذي لم يرى طريقه الى النور بعد، في ظل نظام لا يحترم القانون، بل يُعدُّ أول من خرقه في ليلة 30 يونيو 1989 المشئومة



    الهروب الكبير:

    كانت فترة التسعينات من أخطر الفترات في العمل السري، على الأقل من منظورنا كجيل حديث، وإتفق غالبية النشطاء على أنها كانت فترة عصيبة لحدٍ بعيد، فقد القت بظلالها السالبة فيما بعد، وعرف جيلها بـ (جيل التسعينات المُشوَّه) فالنظام كان مُكشراً عن أنيابه المسمومة، وعلى مسمع ومرأى يُعتقل الطلاب من الأماكن العامة، ويُزجُ بهم في بيوت الأشباح، لتجري بعدها إجراءت التعذيب الوحشية، وكثير ممن زامنوا تلك الفترة وثَّقوا لها بالصورة التي تستحق أكثر مما تم.

    لكن الشرفاء لم يكترثوا بالأمر، إعتقال أحدهم وإطلاق سراحه، وبغض النظر عن الفترة الزمنية التي يكون قد قضاها هناك، يواصل ذلك المعتقل السابق، وبكل ثبات وصلابة، أداء واجباته النضالية، كأن شيئاً لم يكن.

    بإستثناء بعض من زملاء الشهيد، إختفى كل من (م) و(ع) لمدة شهر كامل، طوال زمن المعركة حتى إنمحت آثارهما... ولما كانا محط الأنظار في كلية القانون وعُرفا بحضورهما الدائم في العمل العام، إستهجن الطلاب تصرفهما المُخزي، لكنهما حاولا التبرير بحجة أن اختفاءهما لشهر كامل جاء بسبب إستهداف النظام لهما !

    يمكن تشبيه تلك الحاله بالطرفة المتداوله في الوسط اليساري سخرية من سوء التقدير والفهم والمبرر معاً فيما يخص ضوابط التأمين والعمل السري، تقول الطرفة أن أحد نشطاء العمل العام إختفى منذ بواكير إنقلاب عبود في 1958م ولم يُعرف عنه مطلقاً أي أثر إجتماعي أوسياسي، وإنقطع حبل التواصل بينه والناس ومن نشاطه العام طوال فترة حكم عبود. ثم ظهر ذلك الكادر ظهر مرة أخرى عقب إنتصار ثورة أكتوبر 1964م، محدثاً مفاجأة غير متوقعة لزملائه، وعندما سألوه عن سبب إختفائه لمدة ستة سنوات، قال لهم بأنه تلقَّى توجيهاً حول ضرورة أن يحتاط أي عضو ويؤمِّن نفسه ويوفق أوضاعه، وما أن سمع ذلك التوجيه حتى عقد العزم على الإبتعاد عن الأنظار، وقد فعل !!! وما أشبه الليلة بالبارحة.

    يُصنَّف الخوف على أنه سلوك إجتماعي نتيجة أسباب محددة، وعندما ننظر اليه اليوم، وبعد عقد من الزمان لا يمكننا فصل ذلك السلوك عن سياق تلك الأيام بأحداثها السوداء، لا نود هنا البحث عن مبرر كامل ومباشر لكلٍ من (م، ع، ق)، لتخاذلهم، لكن ما صدر عنهم من سلوك بأي حال، يُعدُّ سلوكاً مَرَضياً يمكن أن يصيب الكافة، حتى الذين لم يتخاذلوا وفُهم تلقائياً من السياق بأنهم شجعان، أي أن خوفهم كان معزولاً ولم يتسق مع الأوضاع الإجتماعية وقتها، أي مخالفة للإتجاهين الطلابي الجماهيري و التنظيمي الداخلي. فالثوار - إن صحَّ أن نطلق علينا هذا الوصف الاجتماعي – السياسي كانوا أشدَّ الناقدين للإتجاه اليميني في قيادة المعركة، وأكثرهم غلاة في تطبيق شعار الدم بالدم.

    نحاول هنا، وبمشقة عالية، وبعد مرور هذا الزمن قياس مدى تأثير ذلك الخوف على مجمل الاداء العام، خاصة وأنه صدر عن بعض الطليعيين، وفي الحسبان كذلك مقدار تأثير ذلك الجو والسياق الاجتماعي العام على سلوك الشخص المعني، بالإضافة الى حالات الضعف الإنساني التي تصيب الكل، لنتمكن بعد ذلك من إطلاق الأحكام المعيارية دون ظلم.

    أما وقد فعلنا ذلك، فإننا لم نجد من المسوغات قط ما يُبرراً لأولئك الطلاب ما خرج عنهم غير الخوف السلبي، والموضع والمكانة التي لم يستحقوها، فكانتا أسمى بكثير منهم، فضلاً عن المحاسبة غير العادلة التي تمت لهما في أطر أخرى.



    الإقدام والتحايل من أجل التظاهر :

    عُرف الزميل (تربيعة ) من جامعة أمدرمان الأهلية بثوريته (المُتدفِّقة ) كما كان يحلو للبعض وصف سلوكه، ودوماً ما يُشعل أجواء الطلاب بالحماسة والتعبئة، مختاراً أجمل ما كتب شاعر الشعب محجوب شريف من قصائد :-



    ديل أنحنا القالوا مُتنا وقالوا فُتنا...

    وقالوا للناس إنتهينا...

    نحنا جينا...

    .............................

    يا رزاز الدم حبابك...

    من دمائنا الأرض شربت موية عذبة...

    كل ذرة رمل شربت حبَّة حبة...

    موية أحمر... لونها قاني... فتَّحت ورد الأغاني...

    تهدي بإسمك للوطن كنز المحبة



    كما برز الطيب شريف من السودان، هيثم أبو جاكومة، حمدي المُعلم، نون أسنان، سميروف، محجوب الجاك، حسن ،ماهر وِحش من الخرطوم على سبيل المثال لا الحصر.

    ولما كان (تربيعة) نشطاً وحيوياً صار معروفاً لدى الأجهزة الأمنية وبالتالي سهُلت طرق رصده ومتابعته، فعالج زملائه الأمر وقرروا حظره ومنعه من الحضور والمشاركه في التظاهرة التي تقرر إنطلاقها في الثامنة والنصف ليلاً من تقاطع المؤسسة ببحري، أي كان مُبرر الزملاء من منعه حتى لا تتمكن الأجهزة الأمنية من رصده، وبالتالي كي لا ينكشف أمر التظاهرة،تأسيساً على ذلك رفضوا له مجرد السماح بالحضور في المكان تحت مبررات تأمينيه موضوعيه.

    الى هنا تبدو تلك المعالجات منطقية ومعقولة جداً، كانت المفاجأة في حضور الزميل ( تربيعة) متنكراً، ومرتدياً زياً غريباً، عبارة عن بنطال قصير جداً ولحية صناعية، مخفياً وجهه بطاقية، التنكُّر لم يكن من الأجهزة الأمنية بقدر ما كان من زملائه حتى لا يُكشف أمر إصراره على المشاركة في التظاهرة، وفاءاً لدم الشهيد.

    شتان مابين الهروب من التظاهرات والجبن في المواقف، وبين الإصرار على خوضها بشتى سُبل التحايل...



    الرعب والتفتيش الشخصي :

    تعرَّض مئآت الزملاء للاستهداف الشخصي، إذ تلقوا العشرات من إشارات التهديد والوعيد، ولما كانت تربيتهم التنظيمية صارمة النشأة، لم يكترثوا للأمر، فـ (اليوسفين كمون والرب، أمير العقيد) كانوا من بين أبرز الكوادر الجماهيرية للجبهة الديمقراطية، وظلوا مراراً يصارعون التهديد والوعيد.

    وعلى سبيل الذكر فقط لا التحديد، نشير الى أن كل طالبات الجبهة الديمقراطية من بينهن (آمال عباس، داليا أبو الحسن، أريج الحاج، سوسن علوم، سناء وراق، نفيسه إبراهيم، رشا الخطيب، منال الشوية، الشقيقتان إكرام وأحلام الكوَّة، نشوى علي، رشا مأمون، أماني حدو، شيراز محمد عبد الحي، هاجر الهلالية، هبة قانون، هيام المجمر...) قد تعرَّضن لمضايقات بأشكال مختلفة، ولضغوط نفسية رهيبة، هنَّ وغيرهُنَّ من الزميلات، بل والطالبات من فاتنا ذكر أسمائهن بسبب النسيان لا غير، وعلى الرغم من كل تلك البربرية التي إنكبَّت في مواجهتن، خيبوا آمال الجلاد، وصمدوا الصمود الذي يستحق أن يكون أمام ذلك الحدث، أسوة بمئات الزملاء وطالبات الجامعة دونما إستثناء.

    بعد عصر الخميس 6 / أغسطس وبعد أن إحتلت القوات الأمنية ساحات الجامعة بدأت سلسلة الإعتقالات، ومنذ صباح السبت 8 / أغسطس اُجريت حملات تفتيش شخصية في بوابات الجامعة، تحت إشراف مسئولي الحرس الجامعي "أبو عاقلة وشيبون"، بحثاً عن أسماء طلاب دُوِّنت في قوائم الأجهزة الأمنية، وبالإشتباه، والحسابات الخاصة.

    كانت ولا زالت باقية في الخاطر تلك اللحظات السيئة، والتي كم أفسدت أجواء الإستقرار النفسي والبدني معاً.



    فصل الطالب عبد المنعم الجاك "بوكاندي" 5/ كلية الإقتصاد :-

    كان الشهيد محمد عبد السلام السكرتير العام المنتخب لرابطة طلاب مدني بالجامعة، وهو الموقع الذي كان يشغله من قبل الطالب الخلوق عبد المنعم الجاك "بوكاندي" الطالب بالسنة الخامسة، كلية الإقتصاد- قسم الاجتماع، ومن خلال الاحتكاك في تجربة العمل، لاحظ وأعجب بوكاندي بمقدار كفاءة الشهيد، وإكتشف نشاطه الفاعل، عليه فقد أوصى ونصح بأن يتولى من بعده الشهيد قيادة عمل الرابطة، ثم أصبح بالإنتخاب فيما بعد السكرتير العام للرابطة، بذلك نشطا معاً في العمل النقابي.

    بعد حادثة الإغتيال ومحاولات التزييف التي قامت بها إدارة الجامعة، ذهب بوكاندي الى عميد الطلاب "د. ابراهيم عبد السلام" في مكتبه مباشرة في اليوم الثاني للإغتيال في 5 أغسطس 2008م" ودار بينهما حوار حاد حول قضية الإغتيال، فقد أخفى الدكتور الحقائق عن أهل الشهيد، بل ذهب أبعد من ذلك وإدعى زيفاً بأن الشهيد لم يمت جرَّاء التعذيب، وعلى حد رواية بوكاندي فقد أدلى بحديث نتعفف عن ذكره. الأمر الذي إستفز عامة الطلاب وبوكاندي على وجه الخصوص.

    ولما إحتدَّ النقاش بينهما تدخَّل وتحرَّش سكرتير العميد ببوكاندي، ثم قامت مجموعة أشخاص باقتياد بوكاندي بالقوة خارج المكتب، وإنهالوا عليه ضرباً وسباً، وبعد فترة قصيرة تم تشكيل لجنة محاسبة للطالب - عُقدت مرة واحدة فقط - في مخالفة صريحة للائحة محاسبة الطلاب للعام 1983م، وقد مثَّل في تلك اللجنة الصورية كل من البروفيسور أبوالجوخ وأثنان من أفراد الأمن تعرَّف عليهما بوكاندي في إحدى المعتقلات إبان إعتقاله وأثناء تعذيبه، ثمًّ أصدر مدير الجامعة قراراً قضى بـ : فصل الطالب عبد المنعم الجاك "بوكاندي" فصلاً نهائياً من الجامعة وهو في السنة النهائية "الخامسة درجة الشرف".

    الغريب في الأمر أن أحد أعضاء اللجنة الذي مثَّل كلية القانون وهو الدكتور القدير د.الطيب مُركز دُهش لإجراءات لجنة المحاسبة ولزم الصمت، مما دفع البروفيسور أبو الجوخ للتعليق المُستفز قائلاً له:-

    " إنت أستاذ قانون؟ ما قلت أي حاجه... حاجة غريبة ! ما تتكلم يا أخينا !"تلك الحادثه تُمثِّل محطة أخرى في مجال تصفية السلطة لحساباتها مع الطلاب البارزين في العمل العام، والذين سيأتي الكشف عن قضاياهم بالتفصيل، عبر مساحة أخرى.

    سافر بوكاندي خارج البلاد مفصولاً من الجامعة بإعتباره شخصية غير مرغوب فيها في نظر السلطة، وتم تصفية الحساب معه بالطرد من صف الدراسة الذي برز فيه تفوقاً أكاديمياً على رصفائه، بنيله أعلى الدرجات العلمية. الشيء الذي دفعه لإكمال دراستة االبكارليوس والعليا في مصر بعد أن حاز على البكارليوس والماجستير، ثم عاد لجامعة الخرطوم الى صفوف الدراسة بقوة الجماهير، في 2004م ونال حقه في الحصول على بكارليوس الشرف من "جامعة الشهيد كما أراد التربي تسميتها". وحالياً يعمل ناشطاً مدنياً في مجال حقوق الإنسان ومدافعاً عن المظلومين من أبناء شعبنا في تحدٍ واضح لصلف أستاذي البروفسيور عوض السيد الكرسني ذلك الناشط في شئون فصل الطلاب الناشطين سياسياً، وصاحب أكبر سجل حافل بالظلم في حق أبنائه الطلاب لمجرد سعيه لتحقيق طموح واهن، عميداً للطلاب فكان، ومديراً للجامعة، أو عضو في المفوضية القومية للانتخابات، وهذا مالم ولن يكن.



    غازي سليمان ومجموعة المحامين
    تم قيد إجراءت رقم 1939/98 بواسطة عدد من المحامين الذين تطوعوا في القضية بصفة شخصية، من بينهم الأساتذة "مصطفى عبد القادر، علي محمود حسنين، وكمال الجزولي، أمير محمد سليمان، المرحومة نازك محجوب، نصر الدين يوسف، محمد زين، أمير محمد سليمان، عز الدين عثمان "كونكا"، محمد الحافظ، جلال الدين السيد، حيدر سيد أحمد،...الخ" وكان الأستاذ غازي سليمان وكيلاً عن أولياء الدم.
    لكن ثمة أشياءٍ ما تشوبها ضبابية، وبعضها معلومة ومتوقعة، حالت دون سير القضية في مجراه الطبيعي، الوقائع تؤكد على أن أجهزة الدولة الرسمية قد تعمُّدت طمس معالم القضية، وحرفها عن مسارها القانوني، وتبقى النقطة الأساسية محل البحث والتوثيق أن كل ذلك لن يُعف أستاذنا القدير غازي من مسئوليته الأساسية كونه وكيلاً عن أولياء الدم. وبعد مرور عشرة سنوات وبقاء القضية حبيسة في أضابير الخزانات، فإن موقعه الحالي كعضو في برلمان النظام، وكونه ينضوي تحت لواء شريك رئيسي في السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، يجعلان من أمر إستنطاقه كفرد، وتوثيق تجربته، بجانب كشفه للمزيد مما هو مدسوس وخفي، أمر ممكن ومطلوب.لا نود الذهاب أبعد من ذلك، وفي حسبانا تناول المسألة في إطارها العام، فحتماً سيأتي حين تفصيلها بجرأة وتوضيح شديدين. الإجراءات مازالت في مواجهة عدد من أساتذة، وطلاب وإداريين في الجامعة، وأفراد من الحرس الجامعي وصندوق دعم الطلاب، من بينهم طالب اُعلن نبأ وفاته بعد مرور25 يوماً من حادثة الإغتيال، ونظل الى الآن في انتظار سيادة حكم القانون روحاً ونصاً، وتحت وطأة نظام لايحترمه.
    فوضى الإنقسام في نظام الحزب الحاكم :-

    في الرابع من رمضان/ ديسمبر من 2000م ذلك العام إنقسم الحزب الحاكم الى جناحين، مؤتمر شعبي وآخر وطني، عليه تجلى صراعهما السياسي منذ العام 2001م
    بعد إنقسام حزب السلطة، تم فرز عضوية التنظيم التي إصطفت بين مجموعتي الترابي والبشير، أو الترابي وعلي عثمان، أسفر الأمر عن مصادمات دامية بين الطرفين تحولت الى أحداث مشهودة في ساحة الآداب كواحدة من الساحات والجبهات التي شهدت المعارك، وسط سخرية و"شماته" من الطلاب.
    كانت مجموعة كبيرة من قيادات طلاب النظام آنذاك تحتل مواقع سلطوية مرموقة، البعض منهم ذهبت بهم الرياح لملازمة العقل المدبِّر لبيوت الأشباح حسن الترابي، وسمعنا أن من بينهم من شرب من ذات الكأس التي سُقينا بها، ولو أن التشفِّي في مثل هذه الحالة حق، والسخرية إحساس طبيعي، الا أن إعترافم بتثبيت أخطاء إرتكبوها، أو ساهموا فيها، أومصتوا عليها مسألة لا تقبل النكوص، على أن يُنظر فيما بعد في أمر إشراكهم والإشتراك معهم في أي شأن عام، لكن سوى ذلك لا يعتبر الأمر غير خيانة للأخلاق.
    من بين الأفراد الذين شاركوا في حدث الاغتيالات، وشهدوها، وتكتموا عليها، من أعلن مؤخراً معارضته "للنظام الدموي" وما زالوا صامتين ولم ييتفوَّهوا بقول أو يصدر عنهم فعل حول هذه القضية، ماهو مؤسف أن منهم من يحمل قلمه في الصحافة مُدعياً تمسكه بأخلاق المهنة، أي أخلاق تتوافق والموقف الأخرس.

    خاتمة ليست الأخيرة:-

    بيننا وبين مقولة " سيأخذ القانون مجراه الطبيعي والعادل" مسافة شاسعة، على الأقل في الوقت الراهن بالمعطيات الموجودة، وفي خِضمِّ معركة الإغتيال، هناك بعض الملاحظات الأساسية جاء التعرُّض اليها بشكل عام، لأن تفصيلها يحتاج الى إفراد مقالات أوسع، فقد تناولنا أشياء قد يراها البعض داخلية، ومع إحتفاظنا الكامل بالخصوصيات الا أننا حاولنا كشف الإطار العام والتجرد في ذكر بعض الأحداث، لجهة التوثيق وتقريب الصورة، وما كنا لنكتب مثل الذي كتبناه قبل سنوات خلت، وربما نكتب لاحقاً بصورة أكثر تفصيلاً في مبحث مختص، لكن من المهم جداًَ الإشارة الى نقاط لازالت عالقة في الخاطر.

    خلاصة ونتائج المعركة "نذكر منها الآتي" :-

    - على الرغم من تقدير البعض لكمية الضغوط التي وقعت على كاهل أسرة الشهيد، الا أن ما أعلن عنه لم يكن دقيقاً، بل منقوص مقارنة بالحجم الهائل من الضغوط المكثفة والمتواصلة – حتى الآن - التي تعرَّضت وتتعرَّض لها أسرة الشهيد، هناك كمٌ هائل من محاولات الإبتزاز المُهينة لم توثق بعد قد تعرَّضت لها تلك الأسرة المكلومة، وأذى نفسي متصل، وعلى الرغم من كل ذلك مازالت تلك الأسرة المفجوعة صامدة، فكيف لايتأتى ذلك وعميدها الأب عبد السلام، وخليفتها بابكر ذلك الشاب المحترم، ومحمود وأنهار ابناء الحاجة الرسالة والدة الشهيد، وعلى الرغم من كل شئ نجد أننا لانملك من خيار غير التعاطف مع الأسرة، وأياً كانت نتائج تقييمنا، فهي الخاسر الأكبر.
    - كان ولا زال بالإمكان توجيه المسار القانوني بصورة أفضل من الذي تم، وثبتت الحقيقة التي قرأها عدد من الأشخاص في 1998م حول ضرورة عدم الثقة في الأستاذ غازي سليمان المحامي، إلى أن أضحت القضية بفعل مُتعمَّد مجرد قضية ساكنة لا أكثر ولا أقل.
    - إتضح بما لا يدع مجالاً للشك بأن شبهة التلكؤ في تصعيد العمل الجماهيري من أكبر القرارات الخاطئة، فمع تقدير تام لظروف تلك الفترة، إلا أن الواقعة كانت ولازالت تتطلب رد فعل أقوى بكثير مما تم، مما يدعم رؤية "الدم بالدم".
    - سادت في الجامعة بصورة عامة، وبين الرفاق بصورة خاصة موجه قاسية من الإحباط بدأت منذ نهاية المعركة وإستمرت حتى مطلع الألفية الجديدة، ومع الإحتفاظ ببعض الأشياء والإمتناع عن ذكرها، إلا أنه يمكن القول بأن الهجرة الجماعية لدواليب العمل التنظيمي كانت بمثابة إفراز طبيعي للقراءة الخاطئة حول كيفية تسيير المعركة.
    - بعض التنظيمات - مع قلتها في ذلك الوقت- تخاذلت بصورة مخزية عن الإضطلاع بدورها، ومما لايُنسى التخريب البائن الذي تولاه كادر مؤتمر الطلاب المستقلين بكلية القانون المدعو "ياسر يوسف 2 قانون"، ولما عمل البعض على فضحه كونه عميل لأجهزة الأمن، ظهرت دعاوى أن ذلك مجرد تشكيك في ولاء الغير لمجرد الإختلاف، وضرورة عدم الخوض في ذلك للحفاظ على تماسك المعارضة، لكن فيما بعد أثبتت الأيام زيف تلك الدعاوى بعد أن تم حصار وموجهة ذلك المدعو، الى أن إضطر لكشف حقيقته وأعلان موقفه المدسوس، حالياً ينشط في تنظيم النظام كمتحدث رسمي ومقدم لأحد البرامج التليفيزيونية بصورة علنيه.
    - لاحظنا أن نفر من زملاء الشهيد في الدراسة حاولوا الإصطياد في الماء العكر، إشعالاً لنار الفتنة بين أسرته وأصدقائه، وتحقيقاً لكسب رخيص، مداراة لخيبة تمثلت في مواقف سالبة وقفوها في تلك الأيام، ونتيجة لتواضع إمكاناتهم المعرفية بالحياة، فما كان لتخريبهم أن يستمر طويلاً، لكن نجد لهم العذر فيما فعلت أيديهم، كونه حديثي عهد بالعمل العام، ولم يستفيدوا من عِبر الماضي، يمكننا وصف أولئك بالإنتهازيين، البرجوازية الصغيرة.
    على كلٍ نجد للبروفيسور عبد الملك العذر فيما ذهب اليه، ونعتبر أن الجناه الحقيقيين وأشباههم عملوا على توريطه وإلباسه (التهمه الجماهيرية)، ونوثق إقراره بأن يده بعيده عن التلطخ بالدم، لكن المطلوب من سيادته الإدلاء بإفادته، وتوثيقه للحدث.
    يطيب لنا أن نطلب من أستاذنا البروفيسور عبد الملك محمد عبد الرحمن الإدلاء بإفادته ، ندفع مقدماً بالثقة فيما سيكتب إن وافق على ذلك، بجانب طلب مماثل لزملاء وأصدقاء الشهيد، وكل شاهد على التاريخ.

    • الذاكرة الجماعية والفردية لم تُمحى حتى الآن، وحبلى بالكثير جداً بما لم تخطه الأيدي بعد، أو خطَّت بعضه، أو خط ولم يرى طريقه للنشر بعد.

    • لقد اغتيل محمد، خسرنا الجوله، لكنه ربح الحياة.

    المجد والخلود للشهيد محمد عبد السلام، ولأسرته، لآله وذويه، رفاق دربه وزملائه من الطلاب، وإنا لعلى النهج سائرون.

    وائل طه محي الدين طه

    عضواتحاد سابق في طلاب جامعة الخرطوم(2003 – 2008 م)

    طالب بجامعة الخرطوم - كلية الإقتصاد

    تاريخ الدخول للجامعة 1997م
                  

08-05-2010, 03:58 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: Amjed)

    في الذكري السادسة لإغتيال محمد عبد السلام
    انور علي سليمان

    وقائع مادار في جامعة الخرطوم ليلة الرابع من أغسطس وتطورات القضية .

    يقول صلاح أحمد ابراهيم :

    يالهول الفكر من هول البشاعة

    حينما تنخط نفس الادمي الفج للأسفل من جب الوضاعة

    حينما ترتد للوحشية الأولي وتنسى الادمية .

    يااهول الفكر ، في قرننا العشرين قرن العب
    عصرانسانية الانسان ،عصرالمدينة00

    يذبح الانسان فى افريقيا

    أعزل فى الليل

    كما تذبح خرفان الضحية0

    ((غضبة هبباي))0

    سنوات ست مرت علي جريمة اغتيال طالب جامعي ولايزال الجانى أو(الجناة)

    بمنأي عن يدالعدالة وعقابها ،ولاتزال الحسرة هي الوسادة التي تنام وتصحوعليها

    أسرته وهى تفكرفى سؤال واحد هو من قتل ابنها الذى أرسلته ليدرس وكانت ترجو منه الكثير ،ولماذا قتله؟طرقت كل الابواب تبحث عن اجابة ولكن تعودفى كل مرةوفى الحلق غصة،وديباجة ملف القضيةالتى تقول (ضد مجهول) تجللها بالحداد الطويل 0

    ان الوقائع المتوافرة تدل علي ان الغموض الذى اكتنف هذه الحادثة كان غموضاً متعمداً ، ولاسباب سياسيه تحديداً،فمحمد عبدالسلام كان له انتماءسياسى لجهة الدمقراطية والتجمع الوطنى الديمقراطى المعارض للسلطة الحاكمة،وهذه اشارة واضحه الىأن الجريمة التى تمت هي تصفية جسدية لاغراض سياسية)0

    أما الواقع والملابسات والبينات الظرفية، فتشيرالى أن الحادثة تمت على خلفية صراع دارضحى اليوم السابق للحادثة (3أغسطس) بين طلاب جامعة الخرطوم وتحت لواء التجمع الوطنى وصندوق الطلاب الذى بسيطر على داخليات الجامعة، قام فيه الطلاب الرافضين لغرض رسوم على السكن والتحاق السماء،فاستسرها لهم الصندوق وبدلامن السعى لحل الاشكال مع ادارة الجامعة أومع الطلاب أنفسهم اختار الصندوق انتهاج طريق لايليق بهيئة لها علاقة بالتعليم ومؤسساته ،اذ اختار اللجوء لاجهزة الشرطة والامن 0

    وفى أمسية الرابع من اغسطس 1998م قامت قوة مسلحة يرتدى أفرادها الزى الرسمى وبعضهم ظهر بالزي المدني، قامت تلك القوة بمحاصرة داخليات الطلاب(مجمع الوسط)واقتحامها ليلاً فى سلوك أشبه بالعصابات منه بسلوك أجهزة الدولة والقانون،وكان هذاالاقتحام بمباركة تنظيم السلطة وسط الطلاب 0

    وبعد أن قامت تلك القوة باستعادة ممتلكات صندوق دعم الطلاب (متلكات الطلاب) جمعت الطلاب نصف النائمين واقتادت ثلاثة منهم ليقضوا بقية ليلتهم تلك معها، وبعد أن أخلت تلك القوة داخليات الجامعة تفقد الطلاب بعضهم بعضاوعرفوا 0

    ان الطلاب الذين اقتادتهم القوة من كلية واحدة هى كلية القانون ، وهذا ينهض دليلاًعلى أن الامر كان بتدبير محكم ومقصود وليس للمصادفة دخل فيه 0

    وفى اليوم التالى تم الافراج عن اثنين ممن تم اقتيادهم ولم يتم اطلاق سراح الطالب محمدعبدالسلام بابكر (طالب المستوى النهائي بكلية القانون)،وفى الوقت الذى كان الطلاب المتجمعين بساحة الجامعة يطالبون الادارة أن تسعى للافراح عنه ،كان محمدعبدالسلام قد فارق الحياة بين يدي جلاديه ،وقامت الادارة نفسها هذه المرة وليلاً أيضاً بحمل جثمان الراحل (نائب المديرفى ذلك الوقت وعميد الطلاب فى فى ذلك الوقت ) الى مدينة ودمدنى حيث أسرة الفقيد00 وكذبت الادارة على الاسرة0

    عندما أخبرتهم بأن الراحل توفى اثر مشاجره وقعت بين الطلاب ، وبألقائها نظرة على جثمان ابنها اتضح للاسرة انه تعرض لاعتداء وحشى وأنه تعرض لضرب مفرط وليس فى جسدة شبر لم يسلم من مختلف الات الاعتداء والتعذيب وعرفت للتو ان وفاة ابنها لم تكن اثر مشاجرة عادية بين الطلاب ،واضطر وفد ادارة الجامعة للهروب من منزل أسرة الفقيد 0

    لم تحرك ادارة الجامعة ولاادارة كلية القانون ساكناًوقدأذهقت روح أحد طلابها فى حادثة وقعت على بعد أمتار من القاعة التى امتحنوه فيها عن حقوق الانسان 000

    أما وزارة العدل فقد كونت لجنة للتحقيق لم تعلن حتى الان نتائج تحقيقها وقفل ملف هذه القضية ايضاً فى ملابسات غامضه لم تعلن للرأى العام ولالزوى الفقيد0

    ان وفات محمد عبد السلام لم تكن فى ظروف غامضة كما تقول الاوراق ،او الانباء التى تداولتها وسائل الاعلام فى ذلك الوقت !!

    ولكن فى ظروف ارادت لها جهات معينة أن تكون غامضه (فهو غموض وتشويش مصطنع) لان لها مصلحة فى طمس الادلة والتستر على الجناة

    فبالاضافة للبينات التى اشرنا اليها والتى كان على المحقق تتبعها فان الراحل اختفى فى منطقه كانت مسرحاً لعمليات قوة مسلحة يفترض أنها منظمة وتابعة لاجهزة الدولة المعروفة وتحديداً لوزارة الداخلية، فوزارة الداخلية مسئولة بالتالى عما حدث ويفترض ان تكون ملمه بظروف الاعتقالات التى تمت ومن قام بتلك الاعتقالات والى أين أخذ المعتقلين00

    وان لم يكن لها علاقه بالاغتيال فان عليها عبئ اثبات برأتها بالبحث عن الجناة وتقديمهم للمحاكمه ،والافان مسئوليتها تظل قائمة 00

    وفى هذة الحالة فان على وزارة العدل ووزارة الداخلية أن تحققا مع كل أفراد تلك القوة (خصوصاً قائدها) 0

    لقد رفع المحامون الموكلون بمتابعة ملف هذه القضية عدة مزكرات للنائب العام ووزير العدل مطالبين بتوضيح نتائج التحقيق وبتشكيل لجنة تحقيق بموجب قانون لجان التحقيق ولم يتلقوا رد على أى من تلك المذكرات 0

    أما وقد كثر الان كلام الساسة والمسؤلين عن رد المظالم ومراجعة حالات الاحالة للصالح العام وخلافة فلابد أن نقول : الدماء أولى أن ترد ، وأن نطالب الرئاسة والمظالم والنائب العام والداخلية بأن تعيد فتح ملف هذة القضية وان تقدم القاتل للمحاكمة وأن تزيل ستار الغموض عن الحقائق فهى ستظهر ولوطال الزمن0
                  

08-05-2010, 11:53 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: Amjed)

    و ماذا في وسع الغستابو لمناضل غير الموت

                  

08-05-2010, 11:54 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: Amjed)

    و اراك ... في عين الحقيقة متجلياً . واقفاً بين موتك معنا ، تحتسي كوباً من الشاي في شارع المين و( تخمس سيجارة) كي تزيح ظلال الموت بعيداً عن مجلسنا لبعض الوقت ... و على كتف معطفك تحتمي فراشة حمراء من رذاذ بعض المطر ، و نسمعك تشرح لها في صبر كيف ترحل الخرطوم جنوباً نحو الفاصل المداري في اغسطس و لذلك تحتجب الشمس و تسقط الازهار و لكن كل هذا لا يسلب منها حقها في الحياة و الحلم بالربيع ... فيعتصرنا الجرح و نشيح بوجهنا فنصطدم بصورتك مبتسماً في الملصقات في ثقة من عرف اليقين و تدهمنا اسماء القتلة ماثلة امامنا فيسحقنا الالم و يسحقنا الخجل...فاعذرنا يا صديقي فما انصفناك ...ما انصفناك ...ما انصفناك

    ألم نتسأل لماذا يريدون أن يقتلوه ... و على الخريطة يرتمي شهداءٌ كثيرون فوق الجدار ... الم يكن من حقه أن يسير على شارع من تراب و يسرق من الزمان الغضوب لحظة فرح حين التخرج ... اما كان له أن ينام ككل القطط على ظل حائط و هو الذي كان يرى ما نراه و ما لا يراه اولو الامر الطفيلي فينا و يقول الكلام الذي ينتقي من غموض الفصول وضوح النصال ليقول الكلام الذي لا يقال... و بوكد على الارض و عند ميقات الفعل الحقيقي بان سبيل النضال يمحو المحال و يصنع الغد رغم انف الصندوق ؟؟؟!
                  

08-06-2010, 02:09 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: Amjed)

                  

08-06-2010, 05:08 PM

Shiraz Abdelhai
<aShiraz Abdelhai
تاريخ التسجيل: 09-21-2003
مجموع المشاركات: 1556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: Amjed)

    صديقي وزميلي محمد عبد السلام..

    أقرؤك السلام بعد أن أصبحت لاتحتاجه منا....ولا من غيرنا......
    ....كم كنت أتمنى أن أنجح فى صنع آلة الزمن...ولو فى مخيلتى المجروحه كى أعود إلى تلك الليلة السوداء وأمكث فى قلب شارع الداخليات بسيف من بغض ...
    علنى أحميك من تلك الخفافيش السامة التى انتهشتك دونما ضمير ولاوازع....وبلا رادع......

    Quote: [
    1- عمار باشري : خريج كلية القانون دفعة الشهيد والان رئيس الاتحاد العام لطلاب ولاية الخرطوم
    2- فيصل عدلان : ضابط امن من منطقة السوكى النيل الازرق
    3- عبدالغفار الشريف : المسئول من الامن الطلابي حينها.


    .....الجرذ الح ق ي ر باشري صاحب الذمة المبيوعه والضمير المنعدم......
    الطالب الذى كان يعمل واشيا متسترا فى جهاز الأمن...مازال "يقدل" بلا أى ملاحقه قانونية بعد ان تطهرت يديه بدمائك النقية.....
    .....أما مسؤوؤل الأمن الطلابي تلك الأيام المدعو عبد الغفار الشريف ...وهو أبعد مايكون عن الشرف.....
    فلى عنه ومعه حكايات تحكى.....بعينيه الجاحظتين وملامحه الطفبوعيه ونفسيته التى تعبر فى كل كلمة عن قهرقديم وحقد جديد متجدد.........ذاك ال###### المسعور ...له يوم للحساب...حتما....

    وبقية العصابة الملعونه من كيزان المجمع الطبي المنساقون ببلاهة....مجاهد ومحمد عبد الرحيم...
    .كلهم مشاركون سواء فعليا بالضرب حتى الموت أو بالترهيب واقتحام الداخليه وجرجرة جسده النحيل من أعلى الدرج وحتى الدور الأرضي.....
    وبسيارة " البوكس" دبل كبين التى كانت ملكا لأحدهم .......
    كلهم فى الجرم ضالعين وكلهم ملوثون الآن بذكرى تلك الليلة التى كانت بالفعل نقطة حمراء دامية على صدر الحركة الطلابية......
    وأصبحت بمثابة بداية جريئه لاقتحام حرمة الداخليات والهجوم على الطلاب العزل......واختطافهم...
    .وأصبحت بعدها وإلى يومنا هذا الداخليات كالحرم الجامعى ئنفسه غابة مظلمة غير آمنة لا تستطيع ان تأمن على طلاب العلم بداخلها.....
    خاصة وأن الحرس التابع لصندوق نهب الطلاب ما هو إلا امتداد لأذرع الأمن الطلابي.....ولا يهمه نهائيا سلامة الطلاب أو حمايتهم.........

    ....لا نستطيع حتى ان نبكيك بنفس حرقة فقدك وألم تعذيبك وأنت تفارق هذه الحياة التى لم تنصفك...
    وتأبي الدموع أن تجرى بحرية علها تغسل بعض مما فى الروح من ذنب وألم وفجيعة تتجددعند كل صباح....
    فبكائك لم يحن وقته .......

    ووعد ياصديقي أن نتقبل العزاء بحى الدباغه عندما تتحقق العدالة!!!!!!!!!
                  

08-11-2010, 09:19 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: Shiraz Abdelhai)

    فليبقى هذا البوست عالياً
    كي لا يحاول المجرم ان يتناسى جريمته
    التي سنظل نذكرها باعلى الصوت ابد الدهر حتى تأخذ العدالة مجراها
                  

08-11-2010, 10:23 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: Amjed)


    خوفي دمك من يضيع
    أيوه يا

    أطهر عريس
                  

08-11-2010, 10:36 PM

معاوية عبيد الصائم
<aمعاوية عبيد الصائم
تاريخ التسجيل: 06-09-2010
مجموع المشاركات: 22458

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: خضر حسين خليل)

    التحية


    لكل

    شهداء

    الحركة

    الطلابية

    الاجلال

    لشهداء

    الجبهة

    الديمقراطية

    uo0
                  

08-11-2010, 10:46 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: معاوية عبيد الصائم)

    اسال ان يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصادقين

    المجد والخلود للشهداء الابرار

    والخزي والعار للجلاد
                  

08-11-2010, 11:21 PM

حاتم كاهن
<aحاتم كاهن
تاريخ التسجيل: 04-24-2010
مجموع المشاركات: 548

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    كان أول ما إستقبلتنا به جامعة الخرطوم صعود روح الشهيد محمد عبدالسلام إلى ربه ..
    رحمه الله رحمة واسعة وجعل القصاص ممن إغتالوه واقعاً نحضره في مقبل الايام ..
                  

08-12-2010, 02:11 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: حاتم كاهن)

                  

08-12-2010, 03:01 PM

متوكل بحر
<aمتوكل بحر
تاريخ التسجيل: 10-01-2003
مجموع المشاركات: 1263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: Amjed)

    الشهيد محمد عبد السلام
    ياوهج من نور
    كانوا يظنون انهم اطفأوا لهبك
    فذدت اشتعالا والقآ
    حيا انت وقائما بيننا
    قضية وتار
    وبسمة ورسمة
    ونهارآ وشئ من رزاز
                  

08-12-2010, 02:59 PM

معاوية عبيد الصائم
<aمعاوية عبيد الصائم
تاريخ التسجيل: 06-09-2010
مجموع المشاركات: 22458

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: Amjed)

    up

    الاجلال لكل شهداء الحركة الطلابية
                  

08-12-2010, 02:59 PM

معاوية عبيد الصائم
<aمعاوية عبيد الصائم
تاريخ التسجيل: 06-09-2010
مجموع المشاركات: 22458

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: Amjed)

    up

    الاجلال لكل شهداء الحركة الطلابية
                  

08-12-2010, 03:50 PM

متوكل بحر
<aمتوكل بحر
تاريخ التسجيل: 10-01-2003
مجموع المشاركات: 1263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: معاوية عبيد الصائم)

    Quote: شارك في تعذيب الشهيد كل من :-
    1- عمار باشري : خريج كلية القانون دفعة الشهيد والان رئيس الاتحاد العام لطلاب ولاية الخرطوم
    2- فيصل عدلان : ضابط امن من منطقة السوكى النيل الازرق
    3- عبدالغفار الشريف : المسئول من الامن الطلابي حينها.

    (عدل بواسطة متوكل بحر on 08-12-2010, 03:52 PM)

                  

08-13-2010, 07:00 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: متوكل بحر)

    سوف يبقى مثل نجم السعد يحيا بالدواخل
                  

08-13-2010, 08:07 PM

معاوية عبيد الصائم
<aمعاوية عبيد الصائم
تاريخ التسجيل: 06-09-2010
مجموع المشاركات: 22458

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرة أخرى على شباكنا نبكي ... في ذكرى محمد عبد السلام بابكر (Re: Amjed)

    مليون سلام

    يا ود عبد السلام

    المجد للشهداء-
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de