تقرير (13) تعذيب واعتقال الصحفي أبوذر من 8-14 أغسطس 2010م

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 03:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-17-2010, 01:48 PM

Muhammad Elamin
<aMuhammad Elamin
تاريخ التسجيل: 09-21-2007
مجموع المشاركات: 901

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تقرير (13) تعذيب واعتقال الصحفي أبوذر من 8-14 أغسطس 2010م


    تقرير (13) تعذيب واعتقال الصحفي أبوذر من 8-14 أغسطس 2010م



    الأحد 8 أغسطس 2010م

    طالت الحيرة بأبنائي وهم يحسبون سنوات السجن لأبوذر، وأنا أراقبهم وأسترق لهم السمع!!!!!!!، فقد قال (أحمد)، بابا حيسجنوه خمسة سنين!!!!، يعني بعد ما يطلع من السجن، أنا بكون في الجامعة، ورؤى بتكون اتخرجت من الجامعة!!!!، وعلي حيكون في الثانوي العالي!!!!!!! وقال (علي): يعني بابا بعد ما يطلع من السجن أنا حأكون بقيت طويل وكبير!!!!!!! وأضاف (أحمد)، أن ملامحه ستكون قد تغيرت كثيراً بحيث يكون من الصعب لوالده أن يتعرف عليه بعد خمسة سنوات!!!!!!!

    انتابتني الهواجس والهموم بعد ما سمعته، فقد عرف أبنائي كيف أن سجن والدهم سيطول وكذلك غيابه عنهم!!!!! وقد تحدث الكثير من الأمور الهامة في مجريات حياتهم في هذه المدة!!!!!!

    فهمت من حديث أبنائي، أنهم وعوا غياب والدهم وأدركوا المتغيرات التي قد تحدث في حياتهم مستصحبين وجود والدهم خلالها غير متناسين له!!!!!!

    وتساءلت، هل سيظل أبنائي علي هذه الحال، دائمي الذكرى والتذكر لسيرة والدهم؟؟؟؟ أم سيطالهم النسيان بحكم طول الغياب؟؟؟؟؟؟ وهل سيكون لأبوذر تأثير كبير علي وجدانهم ودواخلهم يشغل حيزأ كبيراً بها؟؟؟؟؟ أم سيتناسون ذكراه، وما علمهم ونشأهم به؟؟؟؟؟ هل صِغّر سنهم وقلة تجربتهم وخبرتهم في الحياة، ستعمل على خلق التباعد بينهم ووالدهم؟؟؟؟؟ أم ستساعدهم علي أن يكون هنالك ارتباط وجداني بينهم ووالدهم؟؟؟؟؟ وهل عدم وجود أبوذر وغيابه الفعلي، سيكون له أثر سلبي علي مستقبلهم، وبالتالي تضعف وتضمحل ذكراه من حياتهم؟؟؟؟؟ هل ستصبح ذكرى أبوذر في طي النسيان، أو تكون صورة مبهمة المعالم والتفاصيل؟؟؟؟ وهل......؟؟؟ وهل......؟؟؟؟ تزاحمت الأسئلة على ذهني، وبلغ بي القلق مبلغه!!!!!!

    تحيرت في أمري، إذ أنني لا أعرف ما ستؤول إليه مجريات الأمور!!!!! ولم اختبر السجن وأثره سلباً أو إيجاباً، ولذا من الطبيعي ألا استطيع أن أخمن كيف سيتحمل أبنائي الأمر كله؟؟؟؟ وكيف سيكون أثره على مستقبل حياتهم؟؟؟؟؟؟ وهل سيجتازونه؟؟؟؟ ويتحملون عواقبه؟؟؟؟ ويستطيعوا أن يصمدوا أمامه؟؟؟ أم سينهاروا وتنهار الذكرى الحلوة لوالدهم مع مرور الأيام؟؟؟؟؟

    أحسست أنني أحمل هماً ثقيلاً على نفسي وقلبي وعقلي!!!!!!! وشعرت أن لو بإمكاني اللجوء لخبير متخصص في علم نفس الأطفال، ليستطيع أن يرسم لي صورة تبين التطور النفسي لأطفالي!!!!!! وتدرس كل الاحتمالات السلبية والايجابية وأثرها على صحتهم النفسية!!!!!!

    الشئ الذي يحيرني ويجعلني في غاية القلق وفي حالة متلازمة من عدم الأطمئنان، هو شعوري بالنقص والتقصير تجاه أبنائي، ويتفاقم هذا الإحساس ويتعاظم بشدة كلما مرت الأيام وواجهت صعوبات في التعامل والتقييم لمواقف أبنائي!!!!! فكثير ما أعجز عن تقديم النصح ويد العون، ولا أعرف كيف أتدبر كثير من الحالات التي تعترضني ولا أجد التفسير والمنطق السليم لوزن الأمور!!!!! وبالتالي أجد نفسي في حالة من الإحباط وإدمان الفشل!!!!!

    الأثنين 9 أغسطس 2010م

    اتصلت بي إدارة مدرسة أحمد ابني، ليخبرونني أنهم يريدون رؤيتي لأمر هام متعلق بأحمد!!!!!!!، ذهبت للمدرسة، ووجدتهم في حالة من التأهب النفسي والاستعداد وكأن امتحانات الأساس ستعقد غداً!!!!!! ويطلبون من كل الآباء معاونتهم والتعامل مع الأبناء الممتحنين بالشدة مع المتابعة اليومية اللصيقة!!!!!!!

    أحسست أن إدارة المدرسة أدخلت الهلع والرعب علي نفسي!!!!!! وخاصة مع تأكيدهم علي مسألة المنافسة الشديدة بين المدراس، وتأكيدهم علي أن الأول على مستوى الولاية كان من مدرستهم!!!!!! وأن......وأن......!!!!!!!! ولابد من بذل مزيد من الجهود....وتكاتف الأدوار وتكاملها بين المدرسة والمنزل!!!!و......و......!!!!! شعرت كأن هنالك حرباً أكاديمية قد أشعل أوارها!!!!!! قلت عليّ أن انتهز الفرصة لأتعرف أكثر علي أساتذة أحمد!!!!! مررت على كل الأساتذة والأستاذات الذين يدرس معهم أحمد!!!!!وأطلعوني على أن أحمد في السنة الثامنة ويريدونه أن يبذل أقصى جهده!!!!!! قال لي أحد الأساتذة الجدد: أريد أن أعرف أين والد أحمد؟؟؟؟؟؟؟ قلت له: أن والده بالسجن!!!!!! قال لي: الآن بدأت أفهم، لماذا يتصرف أحمد على هذا النحو؟؟؟؟؟؟ لم أفهم ما رمى إليه الأستاذ!!!!!! وتوجهت لأستاذة تعرف أحمد في كل مراحله الدراسية وسألتها: ماذا يقصد الأستاذ: قالت لي أنه يحاول أن يجد العذر لأحمد في بعض تصرفاته!!!!!!! وأضافت: ولكني أعرف أحمد جيداً، هو ذكي للغاية ولكنه كسول أحياناً في كتابة الواجبات، وهذه هي كل المشكلة!!!!!!

    رجوتها، أن تخبر بقية الأساتذة، برغبتي في التعامل مع أحمد كبقية التلاميذ ودون إعطاء أي مساحة تسمح له بمزيد من التهرب من حل الواجبات المدرسية، كأن يستغل فرصة سجن والده!!!!!! وحاولت أن أشرح لها جاهدة كيف أن قضية سجن والده ليس لها دور في ذلك!!!!!

    أذكر أنه في أخر زيارة لي لأبوذر بالسجن، سألني عن أحمد وقال لي: إنشاء الله يكون خلى الجن البسوى فيهوا في المدرسة؟؟؟؟؟ قلت ليهوا: ناس المدرسة شادين شديد على فصول ثامن، وهو حيعاني معاهم، إذا استمر بالحالة دي!!!!! قال أبوذر: أنه مطمئن جداً، علي أحمد، رغم إنه متمرد علي النظام الأكاديمي، وهو يجد تفسيراً وتبريراً لذلك، وهي أن النظام به الكثير من السوالب والنواقص التي تلقي بعبء ثقيل لا يطاقه أحد!!!!!!! وأضاف أبوذر أن في أخر المطاف، ورغم ذلك إلا أن نتائج امتحانات أحمد النهائية دائماً ممتازة!!!!!

    ولكني ما زلت، أكثر قلقاً على تصرفات أحمد، وخاصة مع محاولة استنتاج المدرسة أن وراء ذلك هي سجن أبوذر!!!!!! ولذلك تجدني دائمة الحرص علي متابعة أحمد حتى لا يستغل ذكاءه في استثمار سجن والده ويتخذه كذريعة!!!!! قلت لأبوذر: سأحضر معي أحمد في الزيارة القادمة، ولك أن تعمل علي توصيته ونصحه حتى لا تزيد الأمور سوءاً!!!!!! قال أبوذر: أنا أتفهم الموضوع تماماً، ورجاني بعدم الضغط الشديد على أحمد!!!!!! وقال لي: كفاية عليه الضغط الذي يتعرض له في المدرسة!!!!! وذكر أبوذر كيف أن الأساتذة أصيبوا بالفوبيا وحمى المنافسة الأكاديمية حتى أفرغوا العملية التعليمية من أهدافها ومحتواها!!!!! وبالتالي حمّلوا التلاميذ الصغار فوق طاقتهم واستيعابهم!!!!! وأضاف أبوذر: لا أذكر أننا عندما كنا في مثل عمرهم أو حتى أكبر منهم، أن مارست علينا المدرسة مثل هذه الضغوط النفسية!!!!!!

    لم أعرف ماذا أفعل؟؟؟؟ وأصبحت في حيرة شديدة من أمري!!!!!! أبوذر يود ألا نمارس الضغوط علي أحمد ويطلب مني عدم مجاراة المدرسة فيما ذهبت إليه!!!!! وفي نفس الوقت الأساتذة في المدرسة سيعتبرون أن ذلك هو فشل للتلميذ في مواكبة النظام المدرسي وربما يبدأون بمضايقته وكذلك التعويل علي قضية سجن والده!!!!!! وهم يلقون بالآ كثيراً لدور المنزل في تنفيذ سياسات المدرسة، ويتوقعون دوراً كبيراً في المتابعة!!!!! الإدارة بالمدرسة كررت هذه العبارة أكثر من مرة!!!! وما زالت تلقي بكثير من العبء على المنزل!!!!!! الأمر الذي يفسره أبوذر على أنه تضييق الخناق الأكاديمي على التلاميذ دون إعطائهم فسحة للعب وممارسة الحياة الطفولية، وذلك لرغبة المدارس في المنافسة والحصول على درجات عالية دون مراعاة الحالة العقلية للتلاميذ وتطورهم النفسي!!!!!!

    الثلاثاء 10 أغسطس 2010م

    ذهبت لزيارة أبوذر بالسجن، ودخلت من البوابة الشمالية، وصلت للاستقبال وأنهيت الإجراءات اللازمة من قطع التذكرة وتسليم البطاقة والموبايل!!!!! تم توجيهي بأن أذهب لسيدة تجلس في زاوية مقابلة للاستقبال، لتقوم بتفتيش النساء!!!!! ذهبت لها وبدأت بتفتيش الشنطة، ثم تفتيش شخصي، وبعد ذلك توجهت بالسؤال قائلة: انتي محامية!!!! رديت: نعم أنا محامية!!!!!!! وسألتها: كيف عرفتي أنني محامية، رغم أنني لم أقل لك ذلك، كما أنني لم أقدم لك بطاقتي وأن هذه أول مرة نتقابل فيها!!!!!!! ردت باستهزاء قائلة: وطيب لما انتي محامية، خليتيهم يحاكموه بالسجن ليه؟؟؟؟!!!!!!

    الذي أدهشني وحيرني، هو أنني لم أرى هذه السيدة من قبل في السجن، وما زاد حيرتي هو أن تبادر بهذه التساؤلات!!!!! فقد كانت تتحدث وهي على علم تام بمن أكون!!!! ومن أزروه بالسجن!!!!!

    قلت لها: السبب، ببساطة لأن المحاكمة ما كانت عادلة، ولأن القاضي نفسه، ما أدى أي اعتبار لعدالة القانون، وإلا لما رأيتني هنا بالسجن أقوم بالزيارة!!!!!! صمتت ولم تزد بكلمة!!!!!!

    قابلت أبوذر وأخبرته بما جرى بيني وبين السيدة التي تعمل بالسجن!!!!! قال أبوذر أنه لم يندهش لما حدث وهذا أمر طبيعي!!!!! تعجبت من كلامه هذا، وطلبت منه تفسيراً!!!!! قال أبوذر: نحن هنا في السجن، الجماعة مزّنقين علينا شديد وكاتمين على أنفاسنا!!!!! وأضاف: يعني كل حركاتنا وسكناتنا مرصودة، لدرجة أن الكلام والونسة محسوبة علينا!!!!! ولكننا لجأنا لطريقة الرموز والإشارات كطريقة للتفاهم حتى لا تصل رسائلنا لهم!!!!!! وسألته بدهشة كبيرة: وكيف يتم رصد تحركاتكم وحتى كلامكم وأنتم بالسجن!!!!! رد قائلاً: عبر المساجين أنفسهم، فهناك مساجين يعملون لصالح الأجهزة الأمنية، ويتواجدون داخل العنابر معنا!!!!! سألته مرة أخرى: وكيف عرفتم أن هناك مساجين يعملون لصالح الأجهزة الأمنية!!!!! قال أبوذر: أول ما جينا السجن، ما كنا بنعرفهم، وأعتقدنا أن الكل هنا مسجون ومغلوب على أمره!!!!! ثم بعد ذلك، بدأت أشياء كثيرة تتضح لنا، واستطعنا أن نقف علي خفاياها، وما وراءها!!!!! عرفنا الكثير والمثير من الأمور التي تدور داخل السجن!!!!! وأكد قائلاً: أن هذا السجن، هو عالم كبير به من الغرائب والعجائب ما يفوق حد الوصف والتصور!!!!!!!

    تعجبت أشد العجب، لما سمعته وأكاد أجزم، لو أن شخصاً أخراً، غير أبوذر قال لي هذا الكلام، لما صدقته، ولقلت في نفسي: أن هذا الشخص ذو خيال خصب!!!!!! ولكني أعرف أبوذر، فهو يغفل ويتجاهل كثير من الأشياء التي نقف عليها ونعتبرها مهمة في حياتنا ويعتبرها غير ذات بال!!!!! فأبوذر لا يطلق الكلام جزافاً ولا يلقي بالاً لتفاصيل الأمور ودقائقها!!!!!!

    أحسست أن ما قاله أبوذر، يستعصى على فهمي وإدراكي، فكيف يعقل أن يكون هنالك من يتم إدخالهم إلي السجن، بحجة أنهم مساجين!!!!! وفي واقع الأمر هو جواسيس يعملون لصالح جهات بالخارج!!!!! وتساءلت: إذا كان هذا الكلام حقيقي!!!!!! فما مصلحة هذه الجهات في رصد ومراقبة أبوذر ورفاقه داخل السجن؟؟؟؟ وماذا يستفيدون من ذلك؟؟؟؟؟ وما هي المعلومات الخطيرة التي يخفيها أبوذر حتى يتم انتزاعه منها بهذه الطريقة؟؟؟؟؟ وهل هذه الطريقة مألوفة ومستخدمة داخل السجن؟؟؟؟ وهل هي طريقة مجرّبة، وناجعة في كشف الخبايا والمعلومات؟؟؟؟؟ فقد تكون خدمت غرضاً من قبل مع مساجين أمثال أبوذر!!!!!!

    تحيرت فيما قاله أبوذر!!!!!! وعجزت عن أن أجد تفسيراً له!!!!! فكيف يكون أبوذر مسجوناً وداخل سجنه، يوجد سجن أخر وحصار وتطويق بجواسيس لا قبل له بهم!!!!! ولم أتخيل يوماً أن يكون هنالك جواسيس داخل السجن!!!!! ولا يمكن أن أعرف لماذا؟؟؟؟ ففي ذهني الأمر كله عجيب وغريب وليس للفهم!!!!!

    الأربعاء 11 أغسطس 2010م

    اليوم هو أول أيام شهر رمضان المبارك، استيقظنا مبكرين كعادتنا، ومن لحظة ثبوت رمضان ليلة أمس، إلا وأفتقد أبنائي والدهم!!!! وقال أحمد أنه كان يتخيل أن يكون أباهم بينهم في رمضان، وأن حبسه لن يطول إلي رمضان!!!! قلت له: أعرف أنكم جميعاً ستفتقدون والدكم، ولكن عليكم بالدعاء في هذا الشهر المعظم، بأن يفك الله أسره!!!!!!

    كنت أعلم أن رمضان سيهل علينا ومن بعده عيد الفطر وستتوالى الأعياد والمناسبات ولحظتها، سوف يفتقد الكل أبوذر بيننا!!!!! وفعلاً، حضر جمع من الأهل والأصدقاء ليباركوا لنا شهر رمضان المعظم، والكل كان يرفع بأكفه داعياً لله تعالى بأن يفرج الله كربتنا وهمومنا ويفك أسر أبوذر!!!!!

    عاش أبنائي ذكرياتهم مه والدهم خلال شهر رمضان!!!!! وأصبحوا يسترجعون الذكريات، مستصحبين عادات أبوذر!!!! وما يفعله في شهر رمضان!!!!!!!

    قال لي أبوذر عندما زرته بالسجن وسألته عن ما هي استعدادتهم لشهر رمضان!!!!! طلب منّا أن نحضر له كميات من المواد الغذائية وخاصة أنه يرغب بمساعدة من يوجد بالسجن ممن لا يستطيعون توفير مواد غذائية وغيرها!!!!!!! وأضاف أن إدارة السجن تقدم في رمضان وجبة واحدة هي عبارة عن عصيدة وبليلة، وقال أن هنالك الكثير من السجناء الذين لا يستطعمونها!!!!!! كما ان إدارة السجن لا تقدم لهم عشاء أو سحور للسجناء!!!!!!

    أعرف أن أبوذر خلال رمضان، لا يهتم بالأكل في وقت الإفطار ويكتفي بشرب العصير وتناول البلح والبليلة!!!!! ولكنه يعتمد على العشاء كوجبة أساسية في يومه!!!!!! وتحيرت في بقية السجناء الذين لا يستطعمون الأكل بالسجن وهي وجبة واحدة وهم صائمون دون عشاء أو سحور!!!!!! ربما يكون تفكير إدارة السجن أنهم مساجين وتكفيهم وجبة واحدة في اليوم فهم في السجن وليس في فندق خمسة نجوم!!!!!!! ولكن ما العمل إذا لم يستطعموا الأكل؟؟؟؟ معنى هذا أن يواصلوا صيامهم وهم جائعون، وبهذا يكونون عرضة للامراض خلال شهر رمضان!!!!! فعن نفسي أنا لا أحب العصيدة، وإذا دخلت السجن فربما أموت من الجوع!!!!!!

    ولكن هل وضعت إدارة السجن نفسها مكان المساجين؟؟؟؟؟ وهل فكر أحداً من الإدارة أن يكون مسجوناً بالسجن؟؟؟؟؟ فهل سيقبل بهذا الوضع ؟؟؟؟؟ شعرت بأنه لا يمكن أن تكون إدارة السجن عادلة كفاية إذا لم تضع نفسها مكان المساجين الصائمين وتفكر فيهم!!!!!!! فربما هناك الكثير الذي يمكن عمله من قبِل الإدارة!!!!!!

    لم أعتقد أنني فكرت يوماً من قبل، كيف يفطر السجين الصائم؟؟؟؟؟ وماذا ستقدم إدارة السجن للسجناء في شهر رمضان؟؟؟؟؟ وما هو تقييم الإدارة لما يقدمونه لهم من طعام؟؟؟؟؟؟ وما هو إحساس السجناء بما يقدم لهم؟؟؟؟؟؟ هل حدث أن اهتمت إدارة السجن برأي السجناء في ذلك؟؟؟؟؟؟

    أحسست أن إدارة السجن يجب أن تضع اعتبار كبير لشهر رمضان وللمساجين الصائمين!!!!!!! لا أتوقع منها الإسراف ولكن تقديم خيارت تقيم أود الصائمين، خاصة الذين لا يستطيعون تدبر أمرهم داخل السجن!!!!!! لأن الصائم يحتاج إلي تغذية جيدة لتعينه وتمكنه من مواصلة الصيام دون مشقة!!!!

    الخميس 12 أغسطس 2010م

    ذهبت إلي السجن محملة بما طلبه مني أبوذر من مواد غذائية تكون لهم عوناً في شهر رمضان!!!!!! وقال أبوذر أن علي أن أجلب كميات معقولة وفي المرات القادمة أن أحضر المزيد!!!!!! أنهيت كل إجراءات الدخول إلي السجن دون أى تعقيدات هذه المرة!!!!!! ولاحظت أن جميع الزوار يحمل الكثير من المؤن والمواد الغذائية!!!!! كما لا حظت أن إدارة السجن في كل مرة نأتي فيها بمواد غذائية لأبوذر، كانوا يحتجون بأن الكميات كبيرة، وأنهم يتوقعون أن يباع بعض من هذه المواد ويشترى داخل السجن!!!!! ودائماً ما نرجع ببعضها!!!! ثم نأتي في المرة القادمة ونحن محملين أيضاً!!!!!!

    ظللت فترة أراقب الزوار الذين يدخلون وهم يحملون علي رؤوسهم وبأيديهم وأحسست أن في هذا مشقة على الأسر وفيه تكلفة مادية لبعض الأسر ضعيفة الدخل!!!!! فربما أن من تم سجنه هو العائل الوحيد للأسرة ومصدر دخلها!!!! ورغم ذلك تتحمل الأسر فوق طاقتها لتوفير ما يحتاجه السجين!!!!! وقد يشكل الفقر عائقاً يمنع الأسر ولكنها تتحمل ما تحمله!!!!! شعرت أن الجميع يحمل فوق كتفه ويتحمل فوق طاقته، وكل همه ألا يعاني من يهمه أمره داخل السجن!!!!!!

    ودارت بذهني تساؤلات: إذا تحملت إدارة السجن كامل مسئولياتها تجاه المسجونين ووفرت لهم من المؤن والغذاءات ما يكفيهم ويسد رمقهم في رمضان وغير رمضان، هل كانت الأسر ستضطر لتحمل هذا؟؟؟؟؟ ولماذا تتحمل الأسر مسئولية إدارة السجن في توفير الأكل والشرب!!!!! وأعرف أنه حتى في غير شهر رمضان كذلك تجلب الأسر الكثير من المؤن الغذائية للسجن!!!!! ولماذا تتخلى الدولة عن مسئولياتها والتزاماتها تجاه المسجونين في توفير الأكل والشرب المناسب؟؟؟؟ وما ذنب الأسر في تحمل صرف إضافي لا طاقة لهم به؟؟؟؟؟؟ ألا يكفيهم فقدهم للمعيل ورب الأسرة وبالتالي فقدهم مصدر أساسي للرزق؟؟؟؟؟؟

    تحيرت في أمري، وأنا أعرف أن عدداً كبيراً من الأسر حضر مسافراً ومحملاً بالكثير، ويرغب في أن يغادر وهو مطمئن إلى أن النزيل بالسجن لا يعاني أمر الأكل والشرب، فتكفيه معاناة الحبس!!!!!! وقرأت ملامح الوجوه وعرفت منها الكد والكدح واللهث وراء لقمة العيش!!!!! وشعرت بأن الجميع يعاني ما يعانيه ويتحمل في أناة وصبر!!!!! ورغم ذلك يتواجهون بلوائح السجن بأن الكميات كبيرة وهنالك تجارة للمواد الغذائية داخل السجن وعليه لابد أن تكون الكميات صغيرة!!!! ورأيت بعضاً ممن تم إرجاع المواد الغذائية لهم تحت هذه الحجة!!!!! وشعرت أن الكثير تحير في أمره، فقد أتى محملاً وسيغادر محملاً كذلك لمسافات بعيدة!!!!! وتساءلت: ما الذي يضير إدارة السجن إذا سمحت لهؤلاء بإدخال كل الكميات بدلاً أن يتحملوا المزيد من التعب والصعاب؟؟؟؟؟!!!! وما مشكلة هؤلاء إذا كان هنالك من يتاجرون داخل السجن في المواد الغذائية؟؟؟؟؟!!!! وما ذنبهم أيضاً في فشل إدارة السجن لمكافحة مشكلة تجارة المواد الغذائية؟؟؟؟؟؟؟ أليس من العيب أن يسعى السجناء إلي شراء المواد الغذائية واستهلاكها في الأكل؟؟؟؟؟ ومن أين نبعت مشكلة التجارة في المواد الغذائية بالسجن أصلاً؟؟؟؟؟ فإذا تحملت الدولة مسئوليتها على الوجه الأكمل ووفرت الأكل المناسب الذي يسد رمق المسجونين، أكان هناك من سيضطر إلى بيع المواد الغذائية داخل السجن؟؟؟؟؟؟إذا شعر السجناء أن إدارة السجن تقدم لهم ما يكفيهم من طعام، أكانوا سيضطرون إلي شراء المواد الغذائية داخل السجن أو يسعون إلى المتاجرة فيها؟؟؟؟؟؟

    وفكرت في أمر السجناء الأخرين الذين لا يملكون النقود لشراء المواد الغذائية!!!!! وكذلك لا تملك أسرهم المقدرة لتجلب لهم مواد غذائية!!!!! فما هو مصيرهم؟؟؟؟ ومن المسؤول عنهم وهم يموتون جوعاً داخل السجن؟؟؟؟؟؟؟

    الجمعة 13 أغسطس 2010م

    تذكرت بعضاً من الحوار الذي دار بيني وأبوذر عندما سألته عن معقولية العنبر الذي ينزل به والحمامات!!!!! قال أبوذر من حسن حظه أن ينزل بعنبر اسمته إدارة السجن (الرضا) ويلقبونه السجناء ب(كولومبيا)، وذلك نسبة لأن من بالعنبر هم محكومين في قضايا المخدرات!!!!! وأضاف أن هذا العنبر سابقاً كان ينزل به المحكومين في الشيكات!!!!! وهم الذين تولوا الصيانة بالعنبر، فقد كانت الحمامات تطفح لدرجة أن من المستحيل على شخص استعمالها، ولكن تمت صيانتها بأموال السجناء وبمجهوداتهم!!!!! كما انهم اشتروا مراوح وسراير للعنبر!!!! قال أبوذر أنه يعتبر أن هذا العنبر من أكثر العنابر تهيئة!!!! وتوجد عنابر غيره كثيرة بحاجة إلى صيانة وترميم!!!!! ولكنه لاحظ أن كل أعمال الصيانة والترميم وحتى البناء والتشييد كلها تتم بواسطة السجناء بمجهوداتهم ومن حر مالهم!!!!! فالسجناء هم الذين يصرفون ويتحملون هذه الأعمال بالسجن!!!!! وهم الذين يبنون ويصينون وينفذون ويقومون بكل شئ!!!!!!

    أشاد أبوذر كثيراً بهمة المساجين ودفعهم للإنجاز ونجاحهم في تحقيق الكثير من المشاريع بالسجن دون أي عون أو مشاركة تذكر من إدارة السجن!!!!!!! وتحدث أبوذر عن مشاريع تم تنفيذها السجناء بأموالهم وبمجهوداتهم وأشار إلى مسجد داخل السجن تم تشييده على نفقة نزيل ومسجد أخر شرع فيه ولم ينته نسبه لأن النزيل انتهت فترة عقوبته، ولم يوجد من يكمل ما بدأه!!!!! وقال أن يخلص إلى أن إدارة السجن لا تفعل أي شئ، عدا الإهمال الذي تمارسه!!!!! فأي شئ يتم التعامل معه بمنتهى الإهمال وعدم المسئولية!!!!! كان المسجد الأخر الذي لم يكتمل بناءه يقع بالقرب من مكان الزيارة ويبدو أنه ملحق به ما يشبه المكتب!!!!!!!

    قال أبوذر أن الأصل في التعامل مع الأشياء داخل سجن كوبر هو الإهمال ولا شئ غيره!!!!!! وأضاف: مثلاً، الطاهر مرض بالملاريا (على حد تشخيصه) قبل ثلاثة أيام وأخطرنا إدارة السجن بذلك!!!!! وهو ينتظر الذهاب إلي الطبيب، الي الأن، وفي كل مرة يردون عليهم بأن عربة السجن ستحضر لأخذه للطبيب!!!!! وهناك من ينتظر أسبوعاً وأكثر!!!!!

    أثناء ذلك حضر أحد المساجين وألقى على أبوذر التحية!!!!! وسأله أبوذر حول صحته؟؟؟؟ رد السجين وقال أنه مازال ينتظر عربة السجن!!!!!! لاحظت أن الرجل الذي تحدث معه أبوذر عيونه شديدة الاصفرار ووجهه شاحب جداً!!!!!! وسألت أبوذر: مما يعانيه هذا الرجل؟؟؟؟ قال أبوذر أنه يعاني من اليرقان الشديد!!!!! وهو على حاله هذا من أسبوع، وإلى الأن هو ينتظر عربة السجن ولكن لا حياة لمن تنادى!!!!!!

    أحسست بالبؤس والهم والخوف من أن يفقد الرجل حياته جراء إهمال إدارة السجن وعجزهم عن توفير عربة!!!!!! وقلت في نفسي: ربما يكون هنالك من هم في حاله مرضية أسوأ منه، على الأقل هو يستطيع أن يمشي متحملاً على قدميه!!!!!! وربما يكون هنالك من مات من مرضه نسبة للإهمال واللامبالاة!!!!!! وشعرت بطعم المرارة في حلقي وتحسرت على هؤلاء المساجين الذين انتهى بهم الأمر إلى أن يكونوا في طي من النسيان والإهمال من إدارة السجن!!!!!!! وتحسرت علي كرامة المواطن السوداني التي تذهب وتضيع وراء القضبان دون أي اعتبار لآدمية البشر الذين كرمهم الله تعالى على من سواهم!!!!!! وقلت في نفسي: إذا مات واحد من هؤلاء، من المسؤول عن ذلك؟؟؟؟ وهل ستواجه إدارة السجن الحقيقة بأن الموت كان نتيجة لإهمالهم؟؟؟؟ أم أنهم سيجدون مخرجاً وقد يستطيعوا أن يكتبوا تقريراً بالوفاة يذكروا فيه ما يشاؤون؟؟؟؟ فإذا حدث هذا، هل ستطلب أسرة النزيل المنكوبة أن يتم التحقيق في أمر الوفاة؟؟؟؟؟ وهل تعي الأسر حقوقهم وتعرف كيف تطالب بها؟؟؟؟ وهل سيتم تمليكهم الحقائق؟؟؟؟؟؟ أحسست أن رأسي أوشك أن ينفجر من كثرة التفكير، وامتلأ قلبي بالرعب والخوف الشديد، من عدم الرحمة والشفقة وكأن المساجين لا ينتمون الي فصيلة البشر ولا يحتاجون إلي مزيد من الرعاية والعناية خاصة في حال مرضهم وشكواهم!!!!!! ولكن من يهتم لأمرهم؟؟؟؟!!!!!!

    شعرت بأنني أرغب بالانفجار في البكاء والصراخ بصوت عالٍ، وما عساي أن أفعل غير هذا!!!!! وشعرت كذلك بالعجز والفشل والإخفاق وبوصمة العار التي تلحق بنا وتجعلنا لا نهتم لمن يحتاجون إلي الاهتمام والعون!!!!!! قلت في نفسي: قد يكون هناك من أخطأ من السجناء وهو الآن يدفع في ثمن جريمته!!!!! وهنالك بالخارج كثير من المجرمين الأحرار الذين لا يطالهم القانون ولا يدفعون ثمن جريمتهم!!!!!! وكما بالسجن يوجد الأبرياء أمثال أبوذر الذين يدفعون ثمن جرم لم يرتكبوه وتم الإيقاع بهم ولكن في أخر المطاف، هو شرف يدّعونه وتهمة ينكرونها!!!!!! وهنالك الكثير والكثير ممن يعج بهم السجن تختلف وتتعدد أسبابهم!!!!!! ولكنهم يتلقون نفس المعاملة اللااخلاقية والغير كريمة والمهينة في حق بني البشر!!!!! فبصفتهم التي خلقها بهم الله تعالى، هم يحتاجون إلي رعاية وخاصة الأن هم تحت رحمة الدولة ويقبعون بسجونها!!!!!! وليس من العدل أن تمتهن كرامتهم وتذل انسانيتهم، فإن أخطأ بعضهم فهم يدفعون جرم ما ارتكبوه بشرف وعزة ويكفيهم فخراً أنهم دفعوا ثمن أخطاءهم!!!!! وأما الأبرياء منهم فيكفيهم فخراً أنهم المناضلون الشرفاء الذين أوقع بهم المجرمين الطلقاء وزجوا بهم بالسجون دون جرم أو جناية، فهم برهاننا ودليلنا على وجود الظلم وعدم إحقاق الحق وإقامة العدل!!!!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de