تقرير (11) اعتقال وتعذيب الصحفي أبوذر علي الأمين من 25-31 يوليو2010م

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 06:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-17-2010, 01:09 PM

Muhammad Elamin
<aMuhammad Elamin
تاريخ التسجيل: 09-21-2007
مجموع المشاركات: 901

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تقرير (11) اعتقال وتعذيب الصحفي أبوذر علي الأمين من 25-31 يوليو2010م

    تقرير (11) اعتقال وتعذيب الصحفي أبوذر علي الأمين من 25-31 يوليو2010م



    الأحد 25 يوليو 2010م

    استيقظت مبكراً، وانصرف كل همي وتفكيري إلي سجن كوبر وتداعيات منعنا من زيارة أبوذر!!!!! وعلق بذهني ما قاله لي الملازم اول شرطة، بأنهم لا يعتقدون أن الصحفيين زيهم وزي باقي المساجين المحكومين بالسجن ولذلك فلا يسمح لهم بالزيارات العادية!!!!!! وأنهم قسموا المحكومين لمجموعات وخصص لهم أيام معينة فقط وتكون الزيارة مرة كل أسبوعين!!!!!! وكذلك، ما قاله العقيد عندما كنا بمكتبه، أن الزيارات لمجموعة أحداث أمدرمان يوم السبت، ولجماعة يوسف لبس يوم الأربعاء وللصحفيين يوم الخميس، وبقية المجموعات الخ....!!!!!!! وتعجبت من تشدد إدارة السجن مع المجموعات كما يسمونهم داخل السجن، رغم اللوائح التي تشمل كل المحكومين!!!!! ولم يخطر ببالي أن تساوي إدارة السجن بين من حملوا السلاح ومن حملوا القلم!!!!! بل أكد أن الزيارة للأسرة إضافة للزيارات العادية!!!!!

    أحسست أن هناك تغيّر في المواقف والسياسات حدث فجأة ودون سابق إنذار!!!!!! وتساءلت في نفسي: لماذا تحدث هذه التغيرات الفجائية داخل السجن؟؟؟؟؟ ولماذا يدفع المسجونين وأسرهم ضريبة التحولات والتغييرات التي تحدث في سياسات السجن؟؟؟؟؟ وما ذنبنا نحن في ذلك؟؟؟؟؟ أليس السجن برادع كفاية لهؤلاء المساجين؟؟؟؟؟؟ ولماذا تتفنن إدارة السجن في فرض سياسات علي المساجين مخالفة للوائحها وقوانينها؟؟؟؟؟؟ ولماذا تلجأ إدارة السجن لتعذيب المتهمين وأسرهم بالحرمان من الزيارة؟؟؟؟؟

    وتحيرت أكثر فيما قاله الملازم أول بخصوص أن أبوذر ومن معه ليسوا بسجناء عاديين وأضافوهم لباقي السجناء الغير عاديين مثل: ناس أحداث أمدرمان، ناس أحداث درافور، ناس يوسف لبس الخ......!!!! حاولت جاهدة أن أفهم ما المقصود بتقسيم المحكومين لمجموعات؟؟؟؟. سمعت بأنه يوجد بالسجن سجناء سياسيين، كما يوجد منتظرين وهولاء قد لا تنطبق عليهم لوائح السجن وضوابطه وإنما يتبعون للجهة أو للجهات التي أمرت بحبسهم!!!!! وأعرف أن للسجن لوائح وسياسات فمن المفترض أن تطبق علي قدم المساواة بين كل المحكومين!!!!!! ولكن ما لم أفهمه هو: أن تفرق إدارة السجن في التعامل بين المحكومين الذين صدر عليهم حكم جميعاً حكم من محكمة ويوجدون بنفس السجن ولا يتلقون نفس المعاملة ويكون هنالك تمييز بينهم!!!!!! وتساءلت: لماذا تميز إدارة سجن كوبر بين المحكومين؟؟؟؟؟ ولماذا لا يتلقون معاملة واحدة أسوة بغيرهم من المحكومين؟؟؟؟ هل لأن لهذه المجموعات خلافات سياسية مع الحكومة؟؟؟؟ وما دخل إدارة السجن في خلافات السجناء مع الحكومة؟؟؟؟ فإذا أخطأ هولاء السجناء أو المحكومين، فإنهم يدفعون الآن ثمن خطأهم؟؟؟؟؟؟ وهل الخلافات السياسية أو غيرها، هي الدافع الوحيد الذي يجعل إدارة السجن تفعل ما تفعله؟؟؟؟؟؟؟؟ طافت هذه التساؤلات كلها بذهني، أثناء حديثي مع الملازم اول!!!!!!!

    حقيقة، لقد وجدت صعوبة كبيرة في فهم ما ذكره الملازم أول وما رمي إليه!!!!! فقلت له: سعادتك، ماذا تقصد بأنهم غير المحكومين الأخرين؟؟؟؟ أجابني، هذه هي طريقة عملهم داخل السجن بتقسيمهم للسجناء لمجموعات!!!! لم أفهم ماذا يقصد بقوله هذا!!!!!! وما يعنيني هو أن لنا الحق في الزيارة، دون أن ندخل في التعقيدات والتقسيمات الداخلية لإدارة السجن!!!!! فهذا شأن داخلي يخصهم ولا صلة لنا به!!!!!!! كما قال لي أيضاً: أنني لم أفهم كلام العقيد، إذ قصد بقوله أنه لا توجد زيارات عادية!!!!! وأضاف: إذا جيتي للزيارة العادية، أمشي جيبي طلب من القاضي، وزيارة الأسرة يوم الخميس!!!!!! صعقت ووجمت للحظة، وأخرست الدهشة لساني عند سماعي ما قاله!!!!! بعد برهة قلت له: لكن سعادتك، أنا أمشي أقول شنو للقاضي؟؟؟؟؟ فالقاضي أصدر حكم في حق الصحفيين، وبناء علي ذلك، هم معكم الآن؟؟؟؟ أجاب: نعم!!!!!! وأضفت قائلة: وانتو قلتوا لينا قبل كده، إنو الزيارة للمحكومين تقع مسئوليتها علي إدارة السجن، وأما ما يخص المنتظرين والمعتقلين السياسيين فزيارتهم تتبع للجهات التي أوفدتهم للسجن!!!!! قال لي: والله دي التعليمات العندي، لو عايزة زيارة عادية أمشي للقاضي يكتب ليك إذن!!!!! وأضاف: وعليه لا توجد زيارة عادية لكم إلا بإذن القاضي!!!!!! وسكت برهة ثم أردف قائلاً: أقوليك حاجة، الكلام ده تمت إجازته من السيد اللواء، وما ممكن يتغير تاني، ولو عايزة تستفسري عن أي حاجة، حقو تمشي للسيد اللواء!!!!!!

    عرفت أنني لا يمكن أن أصل إلي أي نتيجة من هذا الحوار!!!!! وتحيرت في أمري، وتعجبت من فكرة التغيير الذي حدث فجأة وبلا مقدمات ليتم منعنا من الزيارة كلياً!!!!!

    اتصلت بي إخلاص عمر (صحفية) وقالت لي أنها قد سبق وأن زارت أبوذر والصحفيين يوم الاربعاء الفات بالسجن، وعندما عاودت زيارتهم يوم السبت، قالوا لها أن زيارة الصحفيين من البوابة الجنوبية!!!!! وعندما ذهبت للبوابة الجنوبية قالوا لها لا توجد زيارة للصحفيين إلا يوم الخميس!!!!! ونصحوها بأن تحضر يوم الخميس للزيارة!!!!!! تعجبت جداً من هذا الكلام، إذ أن كلام العقيد والملازم أول، كان واضحاً بأن الزيارة يوم الخميس هي مخصصة لأسر الصحفيين فقط!!!!!!

    اتصل بي ثلاثة صحفيين وقالوا لي أنهم ذهبوا للزيارة أيضاً وقالوا لهم تعالوا يوم الخميس!!!!!! لم أعرف ماذا أقول أو أفعل في الذي يحدث!!!!! ولماذا هنالك روايتان مختلفتان في الحديث!!!!

    تذكرت أنني أخبرت السيد العقيد أن الزيارة يوم الخميس غير ممكنة وذلك نسبة لارتباط أبنائي بالمدارس، فهم يريدون رؤية والدهم!!!!!! وأن الزيارة تبدأ الساعة 11 صباحاً وتنتهي الساعة 3 ظهراً، يعني عملياً لا يمكن لأبنائي أن يزوروا والدهم!!!!!! لكن إصرار إدارة سجن كوبر علي أن تكون الزيارة يوم الخميس فقط، فيه تعنت وحرمان لأبنائي من رؤية والدهم!!!!!!!!! المشكلة الأخري التي شغلت تفكيري زمناً!!!!! أن أبنائي قد لا يستطيعون أن يفهموا هذا الكلام إذا شرحت لهم ذلك!!!!! فكيف يفهمون أن إدارة السجن قد صدقت لهم بالزيارة يوم الخميس ولكنهم لا يستطيعون زيارة والدهم لأنهم سيكونوا بالمدارس!!!!!! لم أعرف ماذا أفعل؟؟؟؟ أو ماذا أقول لأولادي؟؟؟؟؟ وأنا نفسي غير مقتنعة بكل هذه الكلام!!!!!!! فكرت في أنه لابد من أن نستأنف هذا القرار للسيد اللواء!!!! ولكني لا أعرف كيف نستأنف القرار؟؟؟؟ ومن أين نبدأ؟؟؟؟؟ ومن يكون الشخص المعني بالاستئناف؟؟؟؟؟؟ هل هي إدارة السجون؟؟؟؟ أم هو مدير الشرطة؟؟؟؟ أو هو....؟؟؟؟؟ حقيقة لا أعرف من أين أبدأ الاجراءات ولم يسبق لي أن أستأنفت قرار من سجن كوبر قبل هذا اليوم!!!!!! تحيرت في أمري، وقلت: حسبي الله ونعم الوكيل!!!!!!

    الأثنين 26 يوليو 2010م

    اتصل بي الأستاذ محمد صديق المحامي (خال أبوذر) مستفسراً عن الذي حدث بخصوص الزيارة!!!!! ولماذا تم منعنا منها!!!!!! أخبرته بالذي دار بخصوص الزيارة، وأن الأمر الآن بيد السيد اللواء!!!!!! سألني أي لواء يقصد؟؟؟؟؟ وأضاف الأستاذ محمد صديق: الذي يعرفه أن اللواء بسجن كوبر تمت إقالته علي إثر هروب الأربعة المدانين بمقتل الدبلوماسي الامريكي (غرانفيلد) وأن العقيد هو القائم بأعمال مدير السجن!!!!!! قلت له: أنني أصبحت لا أدري أو أعي شيئاً مما ذكره السيد العقيد أو السيد ملازم أول!!!!!!! رديت: حسب معلوماتي، الذي أعرفه أنه لم يعين مدير لسجن كوبر!!!!! ربما يكون مدير إدارة السجون أو مدير الشرطة!!!!!!

    سألني الأستاذ محمد صديق: هل تسلمتم أي مكتوب من إدارة السجن يفيد بمنع الزيارة لأسر الصحفيين؟؟؟؟؟ رديت عليه: لم نستلم أي مكتوب، فقط تم إخطارنا بذلك شفاهة وبدون ذكر للأسباب!!!!!! أكد لي الأستاذ محمد صديق أنهم كمحاموا الصحفيين لهم الحق في استئناف قرار الزيارة للجهة الأعلي!!!!! وطمأنني بأنهم سيعملون علي هذه الخطوة حتي يتبين لهم الأمر!!!!!! اتصل بي أيضاً، الأستاذ كمال عمر المحامي، وسألني عن الذي حدث!!!!!! شرحت له ما أخبرونا به إدارة السجن!!!!! قال : أنه يعتبر أن هذا استهداف المقصود منه هو صحفييي جريدة رأي الشعب!!!!! وأضاف أن إدارة السجن لا يحق لهم استثناءهم عن الزيارة!!!!! قال الأستاذ كمال عمر، أنهم سوف يعملون علي هذا الأمر!!!!!!!!

    قابلت الأخت رجاء، زوجة أشرف وأخبرتني انها ذهبت للزيارة في يوم السبت، وكذلك صباح الأحد، وأخبروها أن تحضر إذن الزيارة من القاضي مدثر الرشيد!!!!!! وقالت أنها تفأجات لما يحدث!!!! وأكدت أن في نيتها الذهاب للمحكمة، لإحضار إذن الزيارة من القاضي!!!!! زارتني أخت أبوذر وأخبرتني أنها ذهبت للزيارة وقالوا لها أن تحضر إذن من القاضي!!!!! وقالت: أنها ذهبت لمحكمة الخرطوم شمال لمقابلة القاضي مدثر الرشيد لإحضار أمر السماح بالزيارة، ووجدت أن القاضي في جلسة، تحرت عن الأمر من مراقب المحكمة ومن قاضي أخر بالمحكمة، وأكدوا لها جميعاً، أنهم لا علاقة لهم بالسجناء بعد أن يصدر الحكم من المحكمة عليهم!!!!! فزيارتهم تكون علي سجن كوبر!!!!! ونصحوها بأن ترجع لإدارة السجن، لأنها هي الجهة المخولة بذلك!!!!! قالت أخت أبوذر: أنها رجعت ثانية، لإدارة سجن كوبر وذكرت لهم ما أخبرها به القاضي ومراقب المحكمة!!!!!! وتوقعت أن يسمحوا لها بالزيارة، بعد الذي حدث!!!!!! ولكن لم يجدي ذلك نفعاً، مع الإدارة وأصروا علي موقفهم من منعهم لها للزيارة!!!!!!! قلت لأخت أبوذر: أنها قصرت عليّ الطريق، إذ أنني كنت أهم بالخروج لمقابلة القاضي والاستفسار عن ذلك!!!!!!

    تحيرت في هذا الأمر الذي اختلقته إدارة السجن، رغم معرفتهم الشديدة أن ما ذكروه لنا هو شئ لا منطق فيه!!!! ولا يمكن تعقله!!!!! فكيف يأذن القاضي بزيارة سجين هو فعلياً في عهدة سجن موبر وتحت مسئوليته!!!!! عرفت أن المحامين عقدوا اجتماعاً وأعدوا مذكرة استئناف لموضوع الزيارة وقرروا الذهاب لإدارة سجن كوبر والتناقش معها حول أمر الزيارة للصحفيين المحكومين!!!!!

    أثناء فترة المنع، أرسل لنا أبوذر رسالة بواسطة شخص رفض ذكر اسمه وهويته، بأن (أبوذر، الطاهر وأشرف) اجتمعوا مع إدارة السجن ليستفسروا عن أسباب منع زيارتهم!!!!! فأخبرتهم الإدارة بأنه قد خصص لهم يوم الخميس لأسرهم!!!!! عرفنا من ذلك الشخص: أن أبوذر والطاهر وأشرف رفضوا تخصيص الزيارة لهم!!!!! وطالبوا إدارة السجن بمساواتهم مع بقية المساجين والسماح لهم بالزيارة اليومية!!!!! أو ألا تكون هنالك زيارة!!!!!! كما عرفنا أنه سيكون هنالك اجتماع أخر بينهم وإدارة السجن!!!!!!

    عن نفسي كنت أعلم أنني لا أستطيع الذهاب للزيارة يوم الخميس دون أن يري أبنائي والدهم ويطمئنوا عليه!!!!! وعملياً، يعني ذلك أنه لا توجد زيارة!!!!!! لا أعلم لماذا هذا التوجس والتخوف من مجموعة الصحفيين!!!!! قد أستطيع أن أفهم خوف وحذر إدارة السجن من بعض المجموعات التي حملت السلاح!!!!! ولكن لماذا تتخوف من الصحفيين، الذين هم يقبعون الآن بداخل السجون!!!!! وليس باستطاعتهم الكتابة أو حتي القراءة من داخل السجن!!!!!! إضافة إلي أنهم يخضعون كلياً لسلطة إدارة السجون وتحت سمعهم وبصرهم علي مدار ال24 ساعة!!!!!

    وازددت هماً علي هم!!!!! فقد كنت اعتقد أن السجن هو نهاية المطاف بالنسبة لأبوذر ومن معه!!!!! ولكني اكتشفت أن الأمر لم ينته بعد!!!!!! وأن من وراء القضبان يمكن فعل الكثير والكثير!!!!!!! فهناك مؤامرات ما زالت تحاك وتحيط بهم من كل جانب، حتي داخل سجنهم!!!!! كما كنت أعتقد مخطئة أنه بعد أن صدر الحكم بالسجن علي أبوذر، فسيكون لنا الحق في زيارته بالسجن، حسب لوائحه وقوانينه، علي أقل تقدير!!!!! ولكن يبدو أن الوضع مختلف تماماً عما توقعته!!!!!! فحتي السجن به استثناءات وتمييز، يضر بمصلحتنا ومصلحة السجناء!!!!!

    ولم اعرف كيف يمكن أن أكيف هذا الوضع؟؟؟؟ هل هو إمعاناً في المزيد من العقوبات الأخري التي يمكن ان تفرضها إدارة السجن علي السجناء؟؟؟؟؟؟؟ وهل الحرمان من الزيارة هو أول العقوبات الاجتماعية والنفسية التي ستصدر في حق المسجونين وأسرهم؟؟؟؟؟!!!!! وكأنه قد كُتب علينا أن نعاني الآمرين بعد السجن!!!!!! ويبدو أن علينا توقع المزيد من المعارك والحروب التي لا ينتهي أزارها!!!!! شعرت أن عقلي وقدراتي الذهنية المحدودة، تعجز عن فهم وإداراك ما حدث، وما سيحدث مستقبلاً!!!!! ويبدو أن الأيام حبلي وستلد الكثير من المفاجآت الرهيبة!!!!!!

    ذهبت بتفكيري، إلي أنه ليس في مقدورنا واستطاعتنا الكثير لنفعله!!!!! وقد نكون عاجزين تماماً عن عمل أشياء كثيرة، ولا نملك في الأخر إلا أن نرضخ لرغبة إدارة السجن!!!!!! فإدارة السجن يمكن ان تمنعنا الحق في الزيارة، وتستهين بعقولنا وأفكارنا، وتقول لنا ما تشاء من أشياء غير منطقية!!!!!! ولكننا بأفكارنا البسيطة، يمكن أن نستقرأ مجريات الأحداث، وما ستؤول إليه الأمور!!!!!

    الثلاثاء 27 يوليو 2010م

    استيقظت في الصباح الباكر، ولا يشغلني شئ سوى أمر الزيارة التي منُعنا عنها!!!!! وقلت في نفسي يجب أن اذهب لاستعلم عن الأمر مجدداً!!!!! وصلت السجن، حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحاً، وتوجهت للبوابة الشمالية، ووجدت عدداً غفيراً من البشر ينتظرون تحت الشجرة المواجهة للبوابة!!!!! نظرت حولي، ووجدت نساء ورجال وأطفال وشباب وشيوخ، كلهم ينوون الزيارة!!!!! سألتهم، عن الزيارة؟ رد أحدهم بأنه الزيارة من المفترض أن تبدأ الساعة العاشرة، ولكنهم ينتظرون، لأن البوابة مغلقة وكذلك شباك التذاكر!!!!!

    انتظرت تحت الشجرة، حوالي نصف ساعة، وبعد برهة أتي شرطي وفتح البوابة الشمالية!!!!! وبعد حوالي 10 دقائق، اتت سيدة تحمل دفاتر التذاكر بيدها!!!!! قطعت التذكرة ودخلت!!!!! سألت عن زيارة الصحفيين لم يقل لي أي أحد شيئاً!!!!! قلت في نفسي: ربما لم يتم إعلامهم بأن الصحفيين ممنوعين من الزيارة!!!!!! تلفت يمنة ويسرة، ولم أجد السيد الملازم!!!!! وجدت شخصين يلبسون ملابس مدنية وسلمتهم موبايلي وبطاقتي!!!!! وجهوني بأن أذهب للتفتيش، وذهبت وأكملت كل الاجراءات ولم يستوقفني أحد!!!!! تحيرت حيرة شديدة، إذ كان الغرض من مجيئي هو أن أتأكد بأن منع الزيارة ما زال سارياً!!!!!! كنت متوجسة توجساً شديداً، وأتوقع في أي لحظة بأن ينادينى أحدهم ليذكرني بأمر المنع!!!!! ذهبت للسياج حيث يوجد أحد المسجونين خلف السياج، يتولي أمر تنظيم الزيارة، سألني عن اسم الشخص الذي سأزوره أخبرته!!!! قلت له: أبوذر علي الامين، رد ضاحكاً: ما تقولي عاوزة تزوري الصحفي!!!!!! توقعت أن يقول لي ما في زيارة!!!!! لكنه وجه أحد المساجين الذين يساعدوه في أمر الزيارة بأن ينادي أبوذر!!!!! تعجبت تعجباً شديداً!!!!! وتساءلت: هل حدث هذا بمحض الصدفة!!!!! وربما لأن السيد الملازم غير موجود؟؟؟؟؟ أو لأنهم لم نسوا التعليمات!!!! أو لأن.....؟؟؟؟؟

    أثناء ذلك حضر أبوذر وكان السياج يفصل بيننا!!!!!! قبل أن أحييه، سألته هل تم رفع الحظر عن الزيارة؟؟؟؟؟ قال نعم!!!!! بعد ذلك سلمت عليه، وسألته متعجبة: كيف حدث هذا!!!!! قال: لا يعلم. وأضاف أنه تمت اجتماعات عديدة بينهم وإدارة السجن وأعلمتهم إدارة السجن، بأنه لا توجد زيارة إلا يوم الخميس وللأسرة فقط!!!!! أضاف أبوذر: ردينا عليهم، وقلنا ليهم، إما زيارة عادية أو لا زيارة!!!!!! قال أبوذر، تفاوضوا معنا، في أنهم يريدون راحتنا، ولا يرغبون في أن تأتي الأسرة من خلف السياج، وأن تكون الزيارة من البوابة الجنوبية، بحيث يتمكنوا من رؤية أسرهم والحديث معهم وجهاً لوجه!!!!! قال أبوذر رفضنا كل العروض والتبريرات التي ذكروها لنا!!!!! وأكدوا للإدارة بقولهم أنهم لا يرغبون في أي زيارة عادية أو رسمية من أي شخص!!!!! ذكر أبوذر أن الإدارة استدعتهم لاجتماع أخر قالوا فيه، بأنهم سمحوا لهم بالزيارة، وسوف يبحثون أيضاً موضوع زيارة الأسرة ويخصصون يوماً في الأسبوع!!!!!!!

    قلت لأبوذر: صراحة أنني مندهشة ومتعجبة جداً مما يحدث!!!!! وخاصة أن لا أستطيع أن أطمئن إلي أن أمر الزيارة سيكون عادياً!!!!! إذ أنني يمكن ان أتوقع في أي لحظة أن يتم توقيفنا ورفض الزيارة، ولا أدري ماذا سيقولون لنا في المرة القادمة!!!!! ذكرت لأبوذر بأن إدارة السجن قالوا لنا بأن نذهب لإحضار إذن الزيارة من القاضي!!!!! اندهش أبوذر وأطلق ضحكة، بصوت عالي جداً، حتي انتبه الكل له!!!!! قال أن هذا فعلاً، شئ يحير!!!!! أبدي أبوذر تعجبه، لما حدث وقال أنه لا يجد تفسيراً لذلك!!!! أوضحت له: أنني غير مرتاحة لما حدث ولما سيحدث!!!!! أثناء ذلك، حضرت زوجة أشرف، وزوجة الطاهر فقد حضرتا للزيارة!!!!!!، وقابلت أشرف والطاهر أيضاً، وتحدثنا وضحكنا كثيراً في أمر منع الزيارة!!!! أعجبتني الروح المعنوية لأشرف وهو يلقي بنكاته المرحة دوماً!!!!! ولفت انتباهي الطاهر، بهدوئه، وبابتسامته الدائمة علي وجهه!!!!! كان الثلاثة يجلسون أمامنا، يبتدرون الأسئلة والمواضيع الواحد تلو الأخر!!!!! شعرت، بحريتهم!!!!! وبحبسي وسجني !!!! قلت لهم: كنت اعتقد أن الهم والبؤس ملأني ولا يمكن أن أضحك قريباً!!!!!

    لاحظت أن أبوذر ما زال يعرج من رجله، وهنالك انحناءة بظهره!!!!! سألته، ما هي أخبار صحته؟؟ وأطلعته علي قلقي الشديد حيال هذا الأمر!!!!!! وأضفت لابد من أن هناك شيئاً بإمكاننا أن نفعله، ولا يمكن أن نستكين لأمر كهذا!!!!!! لاذ أبوذر بالصمت طويلاًً!!!!! وأخيراً، رد: أنه يمكنه مناقشة الأمر مع المحامين في أول زيارة قادمة!!!!! رجوته بأن يفعل ذلك!!!!! طلب مني أبوذر أن أحضر الأولاد لرؤيته في يوم الجمعة أو السبت!!!! قلت له: حأجيبهم، إذا لم يحدث تغيير في مجري الأمور!!!!!!! ودعته وانصرفت!!!!!

    الأربعاء 28 يوليو 2010م

    استيقطت متأخرة قليلاً، عن كل يوم وذلك نسبة لانشغالي وقتاً طويلاً من الليل بالتفكير في إدارة السجن، وقلقي إزاء ما سيحدث!!!!! فبعد أن تم المنع عن الزيارة، سمحوا لنا بها!!!!!! فكرت طويلاً، وأيقنت أنني لم أعرف لماذا تم المنع من الزيارة؟؟؟؟ ولماذا سمحوا لنا بها؟؟؟؟؟؟ وتساءلت: هل سيدوم، أمر السماح بالزيارة طويلاً؟؟؟؟ هل يمكن أن أثق في هذا أم لا ؟؟؟؟ وما هي الظروف والمتغيرات التي تتحكم في أمر زيارتنا وتمنعنا عنها؟؟؟؟؟ وهل يمكن لإدارة السجن وفقاً لما يطرأ لها من تغيرات أن تمنع الزيارة مرة ثانية؟؟؟؟؟؟ وماذا سيكون علينا أن نفعل نحن إزاء ذلك؟؟؟؟؟ وهل بيدنا شيئاً لنفعله؟؟؟؟؟ في المرة السابقة، ذهبنا للقاضي وتأكدنا أن القاضي لا علاقة له بموضوع الزيارة؟؟؟؟ فما هي الحجة التي ستلجأ لها إدارة السجن في المرة القادمة؟؟؟؟؟ وهل هنالك مزيد من المواضيع التي يمكن أن نتفأجأ بها؟؟؟؟؟ وهل ستواصل إدراة السجن، الإمعان في اختبار صبرنا وجلدنا؟؟؟؟؟؟

    أحسست أن الرؤية غير واضحة وأن هنالك الكثير من الغموض الذي يكتنف الأفق!!!! فموضوع الزيارة، أسفر عن كثير من أشياء وأشياء، لم استطيع أن أتبينها أو أستقرأ ملامحها من خلال مناقشتي للأمر مع إدارة السجن!!!!!! وتبين لي أنه من الصعب معرفة كيف تدار الأمور؟؟؟؟ وتساءلت: هل تخضع الأمور للآراء التقديرية، الشخصية الخاصة؟؟؟؟؟ وهل يتم تجاهل اللوائح والقوانين؟؟؟؟ وهل المعيار هو شخصي أو موضوعي؟؟؟؟؟ ومتي يكون شخصي أو موضوعي؟؟؟؟؟ أحسست أنني أمام معضلة معقدة جداً، وقد أحتاج لسنين لفك طلاسمها!!!!!

    ذهبت بتفكيري، إلي أنه يوجد بسجن كوبر، من يفوقونا مأساةً ومعاناةً، ربما تصل لأضعاف ما نحسه ونشعر به!!!!! وتذكرت، أنه عندما ذهبت للزيارة، وأثناء انتظاري حضور أبوذر، تجاذبت أطراف الحديث مع بعض النسوة، وعرفت أنهم أتوا من كردفان لزيارة قريب لهم!!!!!! وهنالك أخرون أتوا من الجزيرة، وحكوا لي كيف أنهم يأتون مسافرين في كل زيارة!!!!! ونظرت إلي رجل أخر يجلس بجانبي ولاحظت أنه يبكي بكاءاً شديداً وقد أخفي وجهه بطاقية كان يحملها في يده!!!!! وعندما نظرت بالناحية الأخري من السياج وجدت أخراً يشبهه كثيراً، عرفت أنه قد يكون أخوه!!!!! كان وجهه مبللاً بالدموع!!!!!! تأثرت جداً لهول المنظر ولم استطيع أن أحول عيني عنهم!!!!!! سمعت صوتاً من الزاوية القريبة لسيدة شابة وهي تنتحب بشدة حتي صدر منها صوتاً وبرفقتها أطفال صغار، وسمعتها وهي تحكي أنها مريضة وتحملت علي نفسها، لتأتي!!!!!!! ونظرت هنا وهناك، وجدت دموعاً كثيرة ونظرات متحسرة، وآثار غبار السفر، والمرض والوهن تلوح علي الوجوه!!!!! ووجدت شباباً كثيرين وراء السياج كست ملامحهم الدموع والحزن الشديد!!!!!! أدركت لتوي أن موضوع الزيارة بالنسبة للأسر وللمساجين ليس بالأمر اليسير، فبه الكثير من المشقة والصعوبة!!!!!! وهنالك أيضاً استنزاف مادي، فأغلب الأسر تحمل مواد غذائية للسجناء ويتم جلبها علي نحو راتب منتظم!!!!!

    ذهبت بتفكيري، إلي أننا علي الأقل، يمكن أن نناقش ونحاور في أمر منع الزيارة، ويمكننا أن نستعين بالمحامين للمزيد من المعاونة، كما قد نذهب في اتجاهات أخري!!!!!!! ولكني شعرت بأن غيري ممن رأيتهم يأتون إلي السجن، والتقيتهم هناك!!!!! قد لا يستطيعوا أن يتعاملوا مع مثل هذه المواقف!!!!! وغالباً ما تكون ردة فعلهم الإذعان والرضوخ لما يقال لهم، ويذهبون وقد لا يأتون مرة ثانية!!!!!! فمن أتوا مسافرين من مسافات بعيدة، هل يملكون الوقت والجهد لمتابعة أمر المنع للزيارة!!!!! والبعض الأخر الذين تحملوا معاناة المرض، هل يمكنهم الصبر لتحمل مشقة أخري؟؟؟؟؟!!!!! وهل يستطيع السجناء أيضاً، تحمل العواقب؟؟؟؟؟ فكل سلواهم هي انتظار زيارة الأهل!!!!!!

    يمكنني أن أتخيل المزيد من المعاناة والمشقة التي تحدث لكثيرون غيري يأتون للزيارة!!!!! بعد أن عرفتهم وخبرت المصاعب التي يواجهونها!!!!!! تحيرت في مثابرتهم وصمودهم وقوة عزمهم!!!!!! وهم يواجهون مزيداً من التقلبات والتغيرات في السياسات التي تحدث!!!!!!

    لا يمكن أن يخطر ببالي، قبل أن أعيش هذه التجربة، أن هنالك من يعاني ويقاسي ظروف الحياة وويلاتها ويتحمل في صمت مهيب كل ما يمكن أن يحدث معه، دون كلل أو ملل!!!!! ورغم ذلك، تزداد همومه هماً، عند عتبة باب السجن!!!! ويتحمل ما يلقاه، دون أن ينبس ببنت شفة، أو يبث شكواه، لأي كان!!!!!! يأتي في صمت، ويغادر في صمت!!!!!

    لم يسبق لي أن شاهدت ذلك عياناً أو عايشته عن قرب!!!!! فمن المحتمل قبلاً، أن أمر بالسجن مرور الكرام، وقد لا يخطر ببالي أن هنالك من يعانون في صمت، ويتحملون المرارات، لمجرد أنهم يرغبون بزيارة معارفهم بالسجن!!!!! ولا يمكن أن أتخيل مدي جسامة الأمر وقساوته علي الزائرين وعلي المساجين!!!!!! فقد تكفيهم مصاعب الحياة وآلامها، ولا ينقصهم مزيد من التكدر والتعقيد!!!!

    تعجبت لصبرهم وقوة احتمالهم، لما يواجهونه، ولسان حالهم يقول: هل من مزيد!!!!!!

    تناسيت همي ومصيبتي، وتشاركت معهم همومهم وأحزانهم!!!!! فقد أتوا، متناسين كل الصعاب، تاركينها وراءهم، وتكسي وجوههم قوة خبرت متاهات الحياة ودروبها الشائكة!!!!!! عرفت عبَرهم، الكثير من ألوان المعاناة التي يحتملها البشر، ويلوذون في صمت!!!! ولا يلجأون سوي لرب العباد!!!!!!

    الخميس 29 يوليو 2010م

    استلمت مذكرة الاستئناف والتي تم تقديمها للمحكمة الأعلي وبعض ما جاء فيها: إن اجراءات فتح البلاغ وسير المحاكمة والحكم قد تجاوزت وخالفت الدستور والقانون وقواعد العدالة ومبادئ وقواعد المحاكمة العادلة وإهدار ومخالفة وثيقة الحقوق المضمنة في الدستور، الأمر الذي يتطلب ويستوجب تدخلكم لنظر هذه المذكرة كاستئناف للحكم ولفحص الاجراءات للتأكد من سلامتها وتحقيق العدالة إعمالاً للمادة (188) من قانون الاجراءات الجنائية لسنة 1991م، وإعمال المادة (48) من الدستور لصيانة وحماية وتطبيق الحقوق المضمنة في وثيقة الحقوق!!!!!! وذلك للاسباب التالية!!!!! ساقت المذكرة العديد من الأسباب لتفنيدها وتطرقت لاجراءات فتح البلاغ والتحري، واجراءات سير المحاكمة، وتوجيه التهمة.

    تطرقت المذكرة إلي اجراءات المحاكمة العادلة، وإلي الحكم، وكذلك إلي العقوبة علي صحيفة رأي الشعب!!!! أعلم أنني لا أنتظر الكثير من المذكرة وليست لدي قناعة كبيرة في أن تلغي محكمة الاستئناف حكم محكمة الموضوع!!!!!!

    أتاني أحد الأصدقاء ليواسيني، وكان مسافراً بالخارج، وقال لي: أنهم كانوا يتابعون باستمرار قضية أبوذر!!!! وأضاف، أنهم يعتقدون، أن ما حدث هو استهداف مخطط تم بتوجيه من شخصيات رفيعة المستوي في الدولة ضد أبوذر وصحيفة رأي الشعب!!!! وقال أنهم بالخارج كانوا يتوقعون ذلك، وخاصة مقالات أبوذر في الفترة التي تم فيها رفع الرقابة من الصحف، قبل شهرين من الانتخابات!!!!! كما قال أن جريدة رأي الشعب في هذه الفترة كانت قبلة إشعاع فقد سمح لمختلف ألوان الطيف بالكتابة فيها!!!!!! قال: أنه يعتقد أن هناك من يسعوا للنيل من أبوذر والصحيفة، وقد جاءت توقعاتهم في محلها!!!! فقد أُريد لأبوذر ولصحفيي رأي الشعب، أن يكونوا عظة وعبرة حتي لا يتمادي غيرهم!!!!!

    الجمعة 30 يوليو 2010م

    ذهبنا للزيارة حوالي الساعة الحادية عشرة صباحاً، وفرح أولادي كثيراً بهذه الزيارة، وصلنا إلي البوابة الشمالية، واكملنا كل الاجراءات اللازمة للزيارة من قطع التذاكر والتفتيش وتسليم الموبايلات. كان هنالك ازدحام ملحوظ، وقد يشئ ذلك بأن اليوم يناسب الكثيرون الذين يرتبطون بأعمال ومدارس وغيرها. استأذنا من النزيل الذي يشرف علي تنظيم الزيارة، بأن ينادي لنا أبوذر!!!!! انتظرنا حوالي النصف ساعة ولم يظهر أبوذر!!!!! كررنا الأمر للمرة الثانية، وبعد حوالي عشر دقائق ظهر أبوذر!!!! كان ما يزال يعاني من عرج في رجله اليمين، مصاحباً بانحناءة في الظهر!!!!! حيانا أبوذر بفرح شديد!!!! وسأل أولاده عن أحوالهم مع المدارس!!!!! وأثناء ذلك التفت لوالدته، ووجدها تبكي بكاءاً شديداً!!!! سألها أبوذر ما الذي يبكيك؟؟؟؟ لم ترد، استمرت علي حالها هذا فترة من الزمن!!!!! وكان أبوذر يشد من أزرها، ويسألها أين ذهب إيمانها وصبرها؟؟؟؟؟ ردت عليه والدموع تملأ وجهها: أنا ببكي من شدة الظلم!!!!! وأضافت: ماذا فعلت لهم ليبيحوا لأنفسهم ما فعلوه بك!!!!! أنت لم تحمل السلاح في وجههم!!!! ولم تكتب سوي الحقائق في مقالك!!!!! وواصلت تساؤلاتها: ولماذا لا تعتبر هذه جريمة!!!!! أوصاها أبوذر، بألا ترهق نفسها بالتفكير، وتسلم أمرها لله!!!!!!

    راقبت أحمد وعلي ووجدتهم منهمكين في اللعب الشديد مع بعض الأطفال في مثل أعمارهم!!!!! وكان الجو جميلاً جداً، إذ هطلت أمطار خفيفة مصحوبة بهواء بارد وكانت هنالك غيوم تحجب حرارة الشمس!!!! أحمد وعلي كانوا يجرون هنا وهناك داخل ساحة السجن، وهم فرحين بأصدقائهم الجدد!!!!! تعجبت من براءة الاطفال، فهم لا يكادون يحملون هماً، وتتكسر كل همومهم وآلامهم أمام عتبة اللعب والمرح مع أندائهم!!!!!! ما هي إلا لحظات، وأن أنطلقت صفارة السجن مؤذنة بمواعيد صلاة الجمعة، وطلبوا من الجميع أن يغادر!!!!! سألنا أبوذر: ما إذا كانت الزيارة انتهت؟؟؟؟!!! قال: لم تنته وستعاود بعد أداء الصلاة!!!!! قلنا له سننتظر بالخارج إلي انتهاء مواعيد الصلاة!!!!! ولكن، أبوذر أصر علي أن نذهب، وذلك نسبة لأن والدته لا تساعدها صحتها علي الانتظار الطويل!!!!!!! ودعناه وانصرفنا!!!!! أثناء مغادرتنا، عرفت من أحمد وعلي، أنه تم التنسيق بينهم وأصدقائهم الجدد بسجن كوبر، باللقاء في الأسبوع المقبل لمواصلة ما انقطع من لعب!!!!! كانت ملامح السعادة تهل علي وجوههم وهم يودعون باقي الأطفال ويتواعدون علي اللقاء القريب!!!!!! حمدت الله علي أن السجن لم يمنع الأطفال من التواصل واللعب بسعادة ومتعة كبيرة!!!!! بحيث تجاوزوا كل الحواجز والقيود والعقبات وتعايشوا مع الأمر الواقع بكل ذكاء وحيوية!!!!!



                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de