|
Re: الف مبروك للأديب عبدالحميد البرنس صدور المجموعة القصصية «ملف داخل كمبيوتر محمول» (Re: elsharief)
|
Quote: تناقش الندوة الإبداعية لمجلة «أدب ونقد» ديوان «الروح الطيبة» للشاعر صالح الغازي، يشارك في المناقشة حاتم مرعي وخالد الصاوي وعمر شهريار ويديرها الشاعر عيد عبدالحليم. وذلك في السابعة مساء اليوم الأربعاء 4 أغسطس 2010 بمقر حزب التجمع - 1 ش كريم الدولة - ميدان طلعت حرب - القاهرة خان زادة للينة كريدية عن دار الآداب البيروتية صدرت الرواية الأولي للكاتبة والناشرة اللبنانية لينة كريدية تحت عنوان «خان زادة» وتدور الرواية في بيروت القديمة من خلال ثلاث بطلات: «جيهان الجميلة» التي تترحم علي أيام جيفارا، و«روعة» التي تعيش علي هامش أسرة لا تهتم إلا بالمظاهر وتنصاع لأمها وحماتها، و«الراوية» وهي امرأة تشارف علي الخمسين لا تعرف أنصاف الحلول وتعيش إخفاقاتها المتتالية. ملف داخل كمبيوتر محمول عن دار شرقيات صدرت المجموعة القصصية «ملف داخل كمبيوتر محمول» للقاص السوداني عبدالحميد البرنس وتضمنت مجموعة من النصوص منها «علي درب البلاد البعيدة» و«من كتاب القاهرة الطيبة» و«أعواد البخور» وغيرها. الجدير بالذكر أن البرنس قد صدرت له من قبل مجموعة قصصية تحت عنوان «تداعيات في بلاد بعيدة» عام 2002. دورة تثقيفية ذوي الاحتياجات الخاصة في إطار مهرجان القراءة للجميع وتحت رعاية د. أحمد مجاهد - رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة أقيمت الدورة التثقيفية التأهيلية الأولي للإعلاميين والإخصائيين من العاملين بالهيئة العامة لقصور الثقافة والبالغ عددهم 60 متدربا لتأهيلهم للعمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة.. وفي كلمته أكد د. عبدالعزيز الشخصي عميد كلية التربية بجامعة عين شمس سابقا والتي جاءت تحت عنوان «الأسس التربوية لذوي الاحتياجات الخاصة ودور الإعلام في نشرها وتأكيدها» علي أن التعليم هو الذي ينمي القدرات الخاصة، وعندما نتكلم عن الإعاقة نتكلم عن المجتمع فالمجتمع هو المعوق، أليس المجتمع هو المسئول عن تيسير التنشئة الاجتماعية ومسئول عن توفير كل ما يساعد أبناءه في العملية التعليمية في عملية تربوية متكاملة شاملة؟ [quote/]
http://www.al-ahaly.com/index.php?option=com_content&vi...-09-18-16&Itemid=669
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الف مبروك للأديب عبدالحميد البرنس صدور المجموعة القصصية «ملف داخل كمبيوتر محمول» (Re: خالد العبيد)
|
elham ahmed
عبد الحفيظ عباس BAKTASH rosemen osman Osman Musa Bushra Elfadil Sidgi Kaballo خالد العبيد الف شكر
Quote: كنت قد تركته في القاهرة منذ أسابيع قليلة. ورحلتي على أية حال لم تكن على مرمى حجر. مع ذلك،حين رأيته،ظهر ذلك اليوم،في مدينة وينبيك الكندية،بدا لي طاعناً في السن،ولكن بذهنية لم يزدها مرور الزمن إلا حضوراً و حكمة. اتضح لي ذلك خلال مأدبة الغذاء،التي أقيمت على شرفه،في شقة الدكتور ياسر الطيب.آنذاك كان من بين الحضور شخص،خفيف الحركة،كثير الحديث بغير تفكير،ومحب للطعام لدرجة بدا معها و كأنه يتناول آخر وجباته في هذا العالم. أذكر أنه سأل التجاني الطيب، بينما يزدرد لقمة، و يده تمتد في ذات اللحظة صوب إناء بعيد، قائلاً :" ألا تذكرني .. يا أستاذ تجاني .. أنا فلان .. كنت أسكن مع فلان .. في أريتريا " ؟. و حلّ صمت ما أثناء مضغه المسموع. التجاني الطيب، الذي جاء وقتها ليتفاكر مع الجالية السودانية حول الحرب الأهلية و احتمالات السلام،قد توقف عن الأكل، وتأمّل السائل لحظة،قبل أن يجيبه قائلاً : " انني لا أعرف الناس بخلقهم و انما بأفكارهم".
هكذا،وعلى الدوام،يكونان معاً،كما لو أن وجود أحدهم شرط لازم لوجود الثاني : التجاني الطيب و السياسة. إذ تم رفع الصحاف عن المائدة،وتواصل الحديث عن المشهد السياسي وقتها،لكن التجاني الطيب بدا مستمعا أغلب الأحيان. يرخي و يرهف أذنيه ثم ينصت. و تلك سمة، شديدة الوضوح،لرجل أعلن،منذ البداية،أنه جاء، تقوده و على نحو جماعي إعادة القراءة بكل ما تنطوي عليه من عملية نقد و نقد ذاتي،ليشهد أكثر كيف يفكر السودانيون خارج وطنهم كأبناء مصير واحد.
كان الخريف قد حل منذ وقت قصير،و الأشجار الكولونيالية المتعاقبة فوق أرصفة الشوارع قد بدأت تسقط أوراقها إنتظاراً لبعث جديد،عندما أقلنا أبراهام مدوت باك دينق رئيس الجالية السودانية،ضمن البرنامج الموضوع لزيارة التجاني الطيب، وسار عبر شوارع وينبيك،سارداً شيئاً عن تاريخ المدينةو معالمها الأساسية،إلى أن إنتهى بنا المطاف إلى المكان المخصص لوقوف السيارات أمام برلمان المحافظة.
قبل ذلك بقليل،كانت تدفعني رغبة،لا تخلو من سذاجة ريفية ما،إلى أن يرى التجاني الطيب ذلك القدر من الرفاه الاقتصادي،وأعني به الحي اليهودي،الذي سبق و أن قادني إليه أحد اللاجئين القدامى إلى المدينة،وبما أنني حديث عهد آنذاك بجغرافيا المكان،فقد ظل أبراهام و الحيرة تكتنفه يجوب الناحية التي أشرت دون جدوى. ومازلت أتساءل : هل لذلك دلالة عملية بدور الجاليات في صناعة القرار السياسي في أمريكا الشمالية،تلك القارة التي ظلت تلعب دورا محوريا متزايداً منذ نهاية النصف الأول من القرن العشرين في مختلف صراعات العالم و قضاياه قاطبة.
بدا من الصعوبة بمكان، متابعة النظر، أسفل أشعة شمس ما بعد منتصف الظهيرة، إلى أعلى قبة البرلمان،حيث اشار أبراهام دينق، قائلا: " تمثال الولد الذهبى". وهو هدية فرنسا الى شعب المحافظة. هدية تم شحنها واعادتها الى بلد المنشأ عدة مرات. اذ لم يكن التمثال فى مأمن خلال مجريات الحرب العالمية الثانية. تلك قصة اخرى، لكن الطريف، ها هنا، أن تمثال "القولدن بوي"،الذى يتمتع، فى عليائه، بحماية عالية ضد الأحوال الجوية السيئة واللصوص، كان ينتصب داخل قبة البرلمان، قبالة المنصة الرئيسية، لكن ممثل اليزابيث الثانية، قبيل زيارتها الثانية الى المدينة منذ سنوات، رأى حسب الرواية الشائعة بين "السودانيين" أنه من غير الصواب أو الحكمة أن تواجه جلالة الملكة تمثالاً عارياُ تماماُ.
كان من بين الأشياء الأخرى،التي حرصنا عليها، أن يرى التجاني الطيب " مقرن النيلين " ،و بطبيعة الحال،لم يكونا الأبيض و الأزرق، و ماكان بوسع البصر معانقة أشجار " شمبات " أو مرسى " أب روف " ،و كما يقول القاص المتميز صديق الحلو،كان مرأى " جروف توتي " ، من كل هذا البعد،أشبه ما يكون " بالحلم بكوب ماء بارد في الصحراء ". و مع ذلك، يتشابه المشهدان هنا و هناك. تشابه لتقاربه لا يبعث في النفس سوى شجوى وردي و غناء الفيتوري الثائر الحزين : " لو لحظة من وسن .. تغسل عني حزني .. تحملني .. ترجعني إلى عيون الوطن "، إلى أن يسقيانا حد الثمالة : " أجمل من فراشة مجنحة .. على ضفاف المقرن الجميل ..... أجمل من رائحة النضال لم أشم رائحة ".
و أنت وسط كل هذا الأسى،تقف قبالة رأس الجزيرة،" أسيني بويني " يزحف مثل شيخ منهك،و " الريد ريفر " كالنيل الأزرق يندفع بمياهه المعتكرة إلى يسارك، و ليس أمامك من شيء آخر سوى إطلالة التجاني الطيب، تقفز إلى ذهنك فجأة،صورة هندي أحمر عجوز،أطل على ذات المشهد قبل ألف عام،ومن المؤكد أن خياله لم تطرأ عليه وقتها فكرة أن الحياة قد آلت إلى ماهي عليه الآن على جوانب النيلين. وهو الغريق في تأملاته تلك،يحكي التجاني الطيب قصة،لا أذكرها،وقد مضى على زيارته نحو أكثر من نصف عام،إلا على نحو ضبابي،قال إنه كان وقتها مجرد طفل صغير،يتخذ طريقه بمحاذاة قناة مائية إلى خارج القرية،بينما " سعف " النخيل يهفهف أعلى رأسه. هو الخروج إذن. رحلة إنسان بدأت. و لا يعلم إلا الله متى و كيف تنتهي. لكن المؤكد أن ما تبقى من ذلك الطفل هو قدرته على الحلم وإن اتخذ مسارات مختلفة، و الصراع ضد غول آخر يغذيه عزم لايلين أو ينفد ما تعاقب أجيال الحلم بغد أفضل، و كلمات الشاعر الجميل صلاح محمد إبراهيم تلوح مثل علامات بالغة الدلالةو منيرة مثل صوى الساري وسط ظلام الليل الحالك : " رباه .. إن ما هو أقسى من الألم .. ومن التعبير عن الألم ... ألا وهو التصميم على الوصول ".
ظهر ذلك اليوم ، الذي أعقب إنعقاد الندوة في أحد مدرجات جامعة وينبيك،اصطحبنا التجاني الطيب إلى المطار ،كنا مجموعة قليلة من أفراد الجالية ، و كان التجاني الطيب على موعد مع ندوة أخرى في تورونتو أو لندن أنتاريو ، و قبل أن يحمل سنوات عمره المقتربة حثيثاً من الثمانين،و يتوارى عبر بوابة المغادرة مثل شخص ألقى حجراً في بركة راكدة ومضى،قام أحد أفراد الجالية بشراء السيرة الذاتية للزعيم الفذ نيلسون مانديلا ، كتب عليها إهداء لرجل أنفق عمره ولايزال من أجل أن تشاد في السودان دولة لا يكون فيها مكان لجائع،مررها علينا في لفتة كريمة، وضعنا أسماءنا المتواضعة عليها ،حملها التجاني بتواضع، و سرى بين الزحام،لكن من المؤكد على إعتراف بوضعه المتميز بين السياسيين السودانيين ،أنه لم يتوقع ، قبل عقد أويزيد، أن تطأ قدمه إحدى عواصم سهول البراري الكندية،والتي كما قال لنا أثناء تجوالنا بعربة أبراهام إنها لم تكن في وعيه،كما في وعي عشرات الآلاف من السودانيين، سوى عبارات عامة وردت داخل عدد من كتب الجغرافيا المقررة للتلاميذ. بعد ذلك بقليل، تناهى إلى علمنا أن التجاني الطيب يتواجد داخل حدود الأراضي المحررة في جنوب البلاد و ليس الجنوب.
|
وجوه من رحلة التعب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الف مبروك للأديب عبدالحميد البرنس صدور المجموعة القصصية «ملف داخل كمبيوتر محمول» (Re: elsharief)
|
Quote: ألف مبروك للأخ الفاضل و الزول المبدع / عبد الحميد البرنس مع الأمنيات الصادقة له بدوام التوفيق و النجاحات . |
حيّاك الله أبو البنات، والزميل العزيز الصديق عصام دهب. وحنين لا يزال إلى أيامنا الطلابية في جامعة الزقازيق، ولعلني لا أمتلك لوصف هذا السعي صوب ما بدا حلما سوى مقولة ديستوفيسكي التي تتصدر مسودة روايتي (أسير العبارة):
"إن قطعة الخبز تبدو لنا دائما أكبر مما هي في الواقع حين نراها في يد غيرنا".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الف مبروك للأديب عبدالحميد البرنس صدور المجموعة القصصية «ملف داخل كمبيوتر محمول» (Re: عبد الحميد البرنس)
|
Quote: تولد الكتابة من الحنين وفي غالب الاحيان من الخوف وتولد الكتابة من اشياء بعيدة ومن بعض الاشياء القريبة ومن تلك الاشياء المولودة تكون هناك اشياء متحركة واخرى ثابته
|
أمين العزيز:
هي إذن الكتابة حين تُولد من رحم الحنين. الحنين إلى ماذا؟. إلى أن أقف على قبر أبي بعد عشرين عاما من الغياب. قد تحقق لي هذا أخيرا. والحنين لم يفرغ من دخيلتي بعد. حتى أنه بدا الآن مثل رأس العالم. ما إن يُفرغها حتى تمتليء بمعارف أكثر حول الحياة والعدم. وتلك فجيعة إدراكنا لوضعيتنا الفانية. ربما أسعفت المهارة هنا بورخيس، حين قال: "أكتب فقط كيما يخف مرور الزمن". لكن الكتابة هنا ليست سوى وجه آخر من وجوه السير داخل المتاهة. أجل، السير واهب المعنى نفسه إلى اللا أين. هو الخوف إذن الذي يدفعنا بتعبير ماركيز على رواية ما عايشناه من قبل وحال مرور الزمن دون الاحتفاظ به. هل الكتابة هنا منحة في هيئة مصباح نضعه في يد طفل يقبع بعيدا في قاع بئر شديدة الحلكة؟. وقد تولد الكتابة كذلك لحظة أن ندرك وسط البريّة على حين غرة أنها السلاح الوحيد الذي نتقنه على تواضعه كوسيلة للبقاء في وجه هذا الفراغ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الف مبروك للأديب عبدالحميد البرنس صدور المجموعة القصصية «ملف داخل كمبيوتر محمول» (Re: عبد الحميد البرنس)
|
الف شكر لمرور وتعليق كل من : امين زوربا ابو جهينة حبيب نورة Magdi Is'hag
Quote: وقفة
تسللا . كان يتوسطهما طفل .انتحياجانب الباب " المغلق " . لم تكن المقاعد خالية . أطرقا. أخرج من جيبه عملات ورقية صغيرة . نظرت إليه . شرع يعدها. توقف "المترو" . استبقى ورقة واحدة . فجأة اعتصرت يده وبكت.
-----------------------------------------------------------------
فى قصة "وقفة" لعبد الحميد البرنس التى لا تزيد عن "بضعة" أسطر نلحظ أكبر قدر ممكن من الكثافة التى لا نستطيع خلالهاأن نميز سوى ان هناك رجلا يقف فى مقابل امرأة وبينهما طفل فى عربة المترو,بما يوحي( ربما) بأنهم يمثلون أسرة مكونة من زوج وزوجة وطفل. وعندما كان على أحد الأبوين أن يغادر العربة, وهو ماتوحي به عبارة "توقف المترو" أعطى الرجل كل ما معه ماعدا ورقة صغيرة للمرأة التى بلغ بها التأثر من فراقه مداه,وهناجاءت هذه العبارة كالقنبلة:" فجأة اعتصرت يده وبكت", حيث جاءت كلمة "فجأة" بعد توقف المترو,وهو ماأوحى بأن التوقف جاء مرتبطا بما ذهبت إليه من ضرورة الفراق..ومن ثم تصبح المفاجأة هى مفاجأة التوقف الذي فجر عواطف المرأة على هذا النحو(خاصة أنهما كانا يقفان بجوار الباب المغلق الذي يبدوأنه فتح فجأة) وليس فقط مفاجأة هذه العواطف. ومن هنا يصبح التوقف ليس خاصا بالمترو على وجه التحديد, ولكنه أيضا توقف لتيار حياة كامل كانا أو كانوا يعيشونه معا. وبدهي اننا لا نلمح أثرا للراوي,كمالا نلمح أثر الشخصية محددة الملامح من حيث الشكل الخارجي والصفات الأخلاقية وعالمها النفسي, حتى الاسم غير موجود,وإنما نتعامل مع مشهد يمثله بشر مجهولون لا يحملون أية سمات,فقط يحملون سمات الإنسان الضعيف الأسيان,فى شفافية.ورغم جهلنا بخلفيات الحياة الخاصة لهذه الشخصيات, إلا أن هذا الإبهام هو الذي يتيح كل التأويلات الممكنة,مماينتج لنا نصا مفتوحا في مقابل النص المغلق د.صلاح السروي الثقافة الجديدة/ مايو 1996
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الف مبروك للأديب عبدالحميد البرنس صدور المجموعة القصصية «ملف داخل كمبيوتر محمول» (Re: elsharief)
|
أبا جهينة المبدع الجميل:
القاهرة مدينة كبيرة على غرار عبارة الجنوب أفريقي ألن باتون. وفي ساحتها الآن، آلاف الكتاب والشعراء والساردين. وأنت هناك، في ركنك القصي، تكتب وتقرأ كثيرا وتتابع أشياء أخرى، تبرز إلى ذهنك وبحدة فكرة المنافسة. وللأسف المناخ السائد يشعرك حين يتعلق الأمر بالكتابة: أن ما يتم بذله خارج النصّ من مجهود أكثر مما يتم داخله من عرق وجهد، حتى أنك تستعين بصوى توماس إديسون الخالدة كيما تتابع السير قدما: "إنني لم أفشل، ولكنني اكتشفت 10000 طريقة لا يعمل المصباح الكهربائي بها. فتأمّل!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الف مبروك للأديب عبدالحميد البرنس صدور المجموعة القصصية «ملف داخل كمبيوتر محمول» (Re: عبد الحميد البرنس)
|
Quote: العزيز البرنس لن نستطيع التعليق علي الكتاب ولكن نحلم بوجبة دسمة( معذرة على اللغة الغذائية المتأثرة بي رمضان) يعجبني إلتزامك و تعاملك الجاد مع مشروع الكتابة.فالذي يضحي بي 6شهور من زمنه بعيدامن أسرته التي يدمنها حتما سينتج مشروعه إضافة لعالم الإبداع مزيجا من الوعي والفرح والجمال. لك الود |
ولك الود ولمن معك أجزله. ورجاء أن تبعث لي عبر جسر ما العنوان كيما أبعث لكم بعدد من نسخ المجموعتين. هذا مستوى. وعلى مستوى آخر، يا دكتور مجدي، أجدني أتفق معك تماما فيما يتعلق بمسألة غيابي راهنا بعيدا من أسرتي كتضحية كبرى، كيف لا؟، وما أزال أتوسل إلى الله، حين يتعلق الأمر بأسرتي، قائلا: "اللهم إني أعوذ بك من الحرمان بعد عطاء"، لقد أعطاني بالضبط ما أردته: "امرأة غنية الدواخل.. ثرية الملامح.. وكنزيّة الأمومة في آن". وبعد كل هذا، لا أملك سوى أن أضيف: "وملهمة"، فكان اسما على مسمّى: إلهام. فما أجمل تقاسيم الله على عباده.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الف مبروك للأديب عبدالحميد البرنس صدور المجموعة القصصية «ملف داخل كمبيوتر محمول» (Re: عبد الحميد البرنس)
|
Quote: أمين العزيز:
هي إذن الكتابة حين تُولد من رحم الحنين. الحنين إلى ماذا؟. إلى أن أقف على قبر أبي بعد عشرين عاما من الغياب. قد تحقق لي هذا أخيرا. والحنين لم يفرغ من دخيلتي بعد. حتى أنه بدا الآن مثل رأس العالم. ما إن يُفرغها حتى تمتليء بمعارف أكثر حول الحياة والعدم. وتلك فجيعة إدراكنا لوضعيتنا الفانية. ربما أسعفت المهارة هنا بورخيس، حين قال: "أكتب فقط كيما يخف مرور الزمن". لكن الكتابة هنا ليست سوى وجه آخر من وجوه السير داخل المتاهة. أجل، السير واهب المعنى نفسه إلى اللا أين. هو الخوف إذن الذي يدفعنا بتعبير ماركيز على رواية ما عايشناه من قبل وحال مرور الزمن دون الاحتفاظ به. هل الكتابة هنا منحة في هيئة مصباح نضعه في يد طفل يقبع بعيدا في قاع بئر شديدة الحلكة؟. وقد تولد الكتابة كذلك لحظة أن ندرك وسط البريّة على حين غرة أنها السلاح الوحيد الذي نتقنه على تواضعه كوسيلة للبقاء في وجه هذا الفراغ. |
البرنس سلام يغشاك ويتعشى معاك
لازال مرورك كما البرق هنا في سيدني يقتلني بعدم لقياك ولكني اعزي نفسي بنيران الشوق اليك لا غبار على ماحدث ولكنك في ميزاني الخاص وزن له صفة المعنى كنت امني نفسي أن نلتقي ونرشف بعض اكواب القهوة على مقهى مفصل على المعنى القائم الحس العميق فشلت تلك الخطة واحتلتني الحسرة على مقياس رختر ولم املك غير التسليم بالخسائر البركانية التي اصابت مشاعري لا عليّ وحدي انتمي للفداحات ولكن ما هو متوقع قد يغير مايجري فوق المسار التقليدي للرؤية اللتي تصب في علاقات البشر ولكن تأكد ما فيني اتجهاك ضوء أو وهج النور على حس ما جمعني بك في غيباك حين ضمتني القاهرة بعدك فتلحفني حجاج ادول ودثرني ابو خنجر الذي احس اني لم ادخل مملكة احلامه بعد ولم يكن اصلان اصلاً غير احتواء احتاجة فإحتواني على سيرتك المعاني في حياة من يدرك القلم رؤيا مختلفة عن الآخر النضوب معنى احس معنى ولكن حتماً سوف نلتقي للننفجر كن قريباً رغم المسافة زوربا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الف مبروك للأديب عبدالحميد البرنس صدور المجموعة القصصية «ملف داخل كمبيوتر محمول» (Re: عبد الحميد البرنس)
|
Quote: أمين العزيز:
هي إذن الكتابة حين تُولد من رحم الحنين. الحنين إلى ماذا؟. إلى أن أقف على قبر أبي بعد عشرين عاما من الغياب. قد تحقق لي هذا أخيرا. والحنين لم يفرغ من دخيلتي بعد. حتى أنه بدا الآن مثل رأس العالم. ما إن يُفرغها حتى تمتليء بمعارف أكثر حول الحياة والعدم. وتلك فجيعة إدراكنا لوضعيتنا الفانية. ربما أسعفت المهارة هنا بورخيس، حين قال: "أكتب فقط كيما يخف مرور الزمن". لكن الكتابة هنا ليست سوى وجه آخر من وجوه السير داخل المتاهة. أجل، السير واهب المعنى نفسه إلى اللا أين. هو الخوف إذن الذي يدفعنا بتعبير ماركيز على رواية ما عايشناه من قبل وحال مرور الزمن دون الاحتفاظ به. هل الكتابة هنا منحة في هيئة مصباح نضعه في يد طفل يقبع بعيدا في قاع بئر شديدة الحلكة؟. وقد تولد الكتابة كذلك لحظة أن ندرك وسط البريّة على حين غرة أنها السلاح الوحيد الذي نتقنه على تواضعه كوسيلة للبقاء في وجه هذا الفراغ. |
البرنس سلام يغشاك ويتعشى معاك
لازال مرورك كما البرق هنا في سيدني يقتلني بعدم لقياك ولكني اعزي نفسي بنيران الشوق اليك لا غبار على ماحدث ولكنك في ميزاني الخاص وزن له صفة المعنى كنت امني نفسي أن نلتقي ونرشف بعض اكواب القهوة على مقهى مفصل على المعنى القائم الحس العميق فشلت تلك الخطة واحتلتني الحسرة على مقياس رختر ولم املك غير التسليم بالخسائر البركانية التي اصابت مشاعري لا عليّ وحدي انتمي للفداحات ولكن ما هو متوقع قد يغير مايجري فوق المسار التقليدي للرؤية اللتي تصب في علاقات البشر ولكن تأكد ما فيني اتجهاك ضوء أو وهج النور على حس ما جمعني بك في غيباك حين ضمتني القاهرة بعدك فتلحفني حجاج ادول ودثرني ابو خنجر الذي احس اني لم ادخل مملكة احلامه بعد ولم يكن اصلان اصلاً غير احتواء احتاجة فإحتواني على سيرتك المعاني في حياة من يدرك القلم رؤيا مختلفة عن الآخر النضوب معنى احس معنى ولكن حتماً سوف نلتقي للننفجر كن قريباً رغم المسافة زوربا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الف مبروك للأديب عبدالحميد البرنس صدور المجموعة القصصية «ملف داخل كمبيوتر محمول» (Re: عبد الحميد البرنس)
|
Quote: على حس ما جمعني بك في غيباك حين ضمتني القاهرة بعدك |
زوربا العزيز: كنت في صحبة صديقنا أبوخنجير، لأكثر من أسبوع، كان قد جاء وقتها من أسوان لحضور مهرجان مسرحي شارك فيه بالتأليف، وقد أدهشني عمله الصادر قبل نحو العامين، وأعني روايته البديعة حقا "خور الجمّال"، والتي أخذته قبل فترة لقضايا تتعلق بالسرد إلى فرنسا، حيث قابل هناك فتاتين دخنتا معه بُعيد بوابة الفندق، وفي نهاية المطاف أودع لديهما ما تبقى من علبة الكيلوباترا وصعد لغرفته ليعد نفسه لترجمة رجل مغربي يُطلق على القوانص اسم "أمعاء الدجاج". ثم سألني عنك بمحبة. وكذا عزمي عبدالوهاب في الأهرام العربي. وكذا أخونا صبري في الحياة. وأصلان الذي يخلد إلى بيته منذ مدة بسبب ذبحة صدرية أخبرني أنه لا يزال يتلكك أمام أوامر المغادرة. هكذا، كعادته، يصنع من المأساة شربات. أيمن بكر حضر قريبا من جامعة الكويت. نخطط معا للذهاب لأبوخنيجر في أسوان قريبا. الوغد أخذ يذكرنني أننا كنا نتعب كثيرا للحصول على مبلغ العشرين جنيها بينما يقترح لي أماكن للسهر من بينها فندق سميراميس. أتابع كتابة الرواية مترقبا إجراءات السفر إلى أستراليا. صديقنا محمد هاشم، صاحب دار ميرت، ظل يحرجني كلما وجد مناسبة، قال إن البرنس نشر عند حسني في شرقيات. طايبته مناورا بفكرة إمكانية نشر الرواية عبره. لكل قول وقته. العراقيون أقرب إلينا من ناحية الاهتمام ببعض الأشياء. بعض قنواتهم طلبت مني الحديث نهاية الأسبوع عما أسمته "المثقف والغربة". المسألة بدت لي للوهلة الأولى كمن يُطلب من بحّار فجأة أن يصف البحر. والبحر في هذه الحال هو البحر. ولكن ما البحّار أصلا، ما البحر نفسه، ما السفينة، بل وماذا يوجد في قعرها المظلم كما وصفته الليندي في "ابنة الحظ" أثناء هروب "إلزا" بحثا عن حبيبها، وهل نقترب هنا من مفهوم الرحلة بوصفه بحث متفسخ في عالم متفسخ؟. ثم عزمني سعيد نوح الذي أصدر في غيابي عددا من الروايات الهامة. كان قد احترق بالكتابة. ولم تفارقه فكرة أنه يعاني هذه الأيام من "الزهايمر". كانت زوجته الكاتبة هويدا صالح ودود وابنتهما سعاد حفظها الله صارت عروسة. وكل شيء يضج بالحياة حين نريد. وهي الخطوة في غير أوانها حين نقول تعذر اللقاء. أوهي أقسام الكلام وتفاصيل الرؤية المقدرة. أوهي صحبة النجم وضياء النهار حين يقصدا لزيارة بعضهما البعض على سطح الأرض. أوهو ذلك التعاقب بيني وبين أبي. لقد طلبني كثيرا من مجلسه الأليف في الصالون. وحين مكثت أخيرا لأيام داخل الصالون نفسه لم يكن هناك. لعله تخيل رؤيتي وقتها في ذاتي المكان. ولعلي تخيلت رؤيته وقتها في نفس المكان. وكما يقول عنوان كتاب لسيمون "كل شيء قيل وتم". محبتي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الف مبروك للأديب عبدالحميد البرنس صدور المجموعة القصصية «ملف داخل كمبيوتر محمول» (Re: محمدين محمد اسحق)
|
شكرا، أخي محمدين، ورمضان كريم.
[Bهي
و نظرتُ إلى موقعها الأليف في المكان. لكأنها لم تكن من قبل هناك. كان شاغرا هذه المرة. تملؤه الوحشة، و السكون، و شيء آخر كالفجيعةِ: حزين و قاتم.
عصر هذا اليوم، تراءت لي، هي نفسها، من وراء نافذة الصَّالة للحظة ببشرتها الحليبية البيضاء الصافية، مثل طيف، لبث قليلا وتلاشى. آنئذ، آنئذ فقط، أدركت مدى لوعة ذلك الفراغ الكبير الذي أحدثه فراقها المُبكّر في نفسي.
كان الولدان الصغيران قد اعتادا على وجودها في حياتنا كشيء دائم و خالد.
هذا الصباح، حين خرجت إلى صحبتها لآخر مرة، ناديتهما باسميهما تباعا، و طلبت منهما أن يلقيا عليها عبر نافذة صالة المعيشة الزجاجية الواسعة نفسها "تحية الوداع".
لكأن أمرا عاديا يحدث.
واصلا ركضهما المرح السعيد، بلا مبالاة. توقفتُ، إذ ذاك، عند عتبة باب الخروج الداخلية، قليلا. أستعيد في نفسي صدى انجليزيتهما الوليدة المستمدة من مسقط رأسيهما في كندا:
"مع السلامة، نراك لاحقا".
ناديتهما مرة أخرى، قائلا:
"للأسف، لن ترياها ثانية".
هذه المرة، كفّا عن اللعب تماما، اقتربا من زجاج النافذة السميك، نظرا إليها في صمت، و لوّحا تباعا بيديهما الصغيرتين في اتجاهها، قبل أن يقولا بتسليمِ كمَن فهم:
"وداعا".
و كاد هذا أن يقتلني.
حين عدت ظهر اليوم نفسه، من غيرها لأول مرة، أخذ ابني الكبير، ذو الثلاث سنوات و نيف، يتأمّل مكانها الخالي من وراء النافذة، تلفه دهشة و حيرة و ذهول و تساؤل.
اقتربتُ بهدوء و خطىً وئيدة يلفها صمت أبديّ من وقفته تلك أعلى منضدة القهوة الخشبية الموضوعة لسلامتهما عند أحد الأركان، و همست في أذنه، قائلا:
"للأسف، يا أشرف، لن نراها مرة أخرى".
كنت أغالب موج الحزن الموَّار في دواخلي بجلد و صبر شديدين. كان لا يزال ينظر إلى مكانها الخالي مثل قلبٍ فرغ من البكاء لتوِّه. قال بصوت هامس:
"لماذا، يا أبي، لا نستطيع رؤيتها، مرة أخرى"؟.
لم أُجِب.
وهو يتابع بالنبرة الخافتة نفسها:
"لماذا، يا أبي"؟.
كِدت أن أقول له:
"إنها مشيّة الله، يا ولدي".
خِلته لن يفهم.
و رأسي لا تزال قريبة من رأسه، توجه نحوي بعينين حزينتين، و هو يدير ظهره في اللحظة نفسها للنافذة الزجاجية. لعل عيناي كما نبرة صوتي الأسيانة قالتا له في تلك الثانية كل شيء. إذ ما لبث و أن عانقني في صمت مطهم بعزاء طفولي غامض.
أتذكر الآن أول لقاء لنا بها في غمرة ذلك اللون الرمادي الحالم لأول المساء. حدث ذلك قبيل ولادة ابننا الثاني بيومين. قالت زوجتي وقتها و هي تشير إلى بطنها:
"عمر يأتي إلى الدنيا متأبِّطا رزقه".
ما إن صعدنا إليها، و رائحة الأشياء الجديدة تفوح منها، حتى بدا العالم المؤتلق بأضوائه في الخارج مختلفا، بل و غنيا بالوعود و الإمكانيات المحتملة، فإذا شقاء الماضي القريب و البعيد معا مجرد ذكريات باهتة في عِداد الموتى و لا حنين.
في ذلك المساء، بدت حقا مثيرة، و هي تتابع سيرها على طريقة "واثق الخطو يمشي ملكا"، بينما رقاب الناس تلتفت نحوها من آن لآن، يبتسمون من داخل سياراتهم أحيانا، لعلهم يباركون أولى خطاها على الطريق، و عند تلك الإشارات الحمراء، أخذ يستقر على أعينهم مثل تلك النظرة الساهمة التي تعقب في العادة رؤية الأنثى الجميلة على ضفة لا جسور إليها.
بدت زوجتي إلى جواري ساكنة إلى حين، غارقة في صمتها وطافية في آن، لا يُحرِّكها شيء من تأمّلاتها، سوى توجسها من حداثة عهدي بالقيادة، سوى تلك الصيحات و الكلمات الصادرة من قِبل أولئك الغرباء، الذين أخذوا ينبهونني على الطريق بطيبة، قائلين كلما سنحت الفرصة "إنها لا تحمل لوحة أرقام تشير إلى هويتها".
كان الوقت يسعفني، أثناء تلك الطريق الطويلة الممتدة إلى البيت غرب المدينة، لشكرهم أحيانا قبالة بعض الإشارات الحمراء المتكررة في تتابع متقارب كما لو أنها نمش على وجه المدينة.
"سيدي، لعل لوحة الأرقام قد سقطت أثناء سيركم". "لا، يا سيدتي، لم تسقط، لقد قمنا فقط بشرائها من التوكيل قبل دقائق، معي هنا تصريح بالمرور المؤقت، غدا أذهب إلى وكالة التسجيل، هذا كل ما في الأمر، شكرا على أية حال". "في الواقع، سيدي، لديك سيارة فاتنة". "أوه، شكرا مرة ثانية". "رحلة آمنة، سيدي". "رحلة آمنة".
كانت سيدة بيضاء، نحيفة، في منتصف العقد الرابع من عمرها تقريبا، توقفتْ وقتها بمحاذاتي تماما، و بدا على المقاعد الخلفية لعربتها (الفورد) ذات الدفع الأمامي الحديثة نسبيا طفلتين مبحلقتين في اتجاهنا و قد بدا لدهشتهما المتصلة كما لو أنهما تطالعان أعجوبة.
فجأة، علا صوت زوجتي ساخطا حانقا و معاتبا "عليك (حبيبي) أن تركز فقط على الطريق أمامك، لا بد و أنك تريد قتلنا، لا تتجاوب معهم (حبيبي) هكذا، هؤلاء الناس (حبيبي) لا شغل لهم، هل نسيت (حبيبي) أنني حامل"؟.
الحزن لا يمكث لدى الأطفال طويلا.
أخذ أشرف ينشغل بعد عناقه لي بإحدى اللُعب الكثيرة المتناثرة على أرضية الصالة كيفما اتفق. "لا بد أن عمر قد أخلد إلى النوم في الطابق الأعلى"، فكرتُ في شقيقه ذي الثمانية عشر شهرا، مرخيا أذنيّ في آن لتلك الأصوات الأليفة المنبعثة من داخل المطبخ القريب، حيث تناهى من هناك أخيرا صوت زوجتي متسائلا عن "عملية البيع".
بالكاد، خرج صوتي:
"لقد أوصلني بها المالك الجديد إلى هنا. لم أدخل (يا حبيبتي) لفوري. توقفت عند عتبة باب بيتنا الأمامية قليلا. أخذت (يا حبيبتي) أرقبها و المالك الجديد يبتسم داخلها إلى أن غابت عن ناظري تماما. حتى إنني لم أنتبه لحظة أن هممت بالدخول إلى وقفة أشرف المعتادة وراء النافذة. لقد رأى (يا حبيبتي) كل شيء". قالت كما لو أنها تقرر أمرا عاديا:
"على أية حال، كانت سيارة رائعة".
أثناء ذلك، ظللتُ أتحسس، بأصابعَ مرتجفة و لوعةِ يتيم باغته الليل، تلك الصورة من "عقد البيع" الصادر "قبل ساعات قليلة" من توكيل "تويوتا" في تلك الضاحية الراقية الواقعة شرق المدينة، و قد أخذ يرسخ في ذهني شيئا بعد شيء أن هذا كل ما قد تبقي لنا الآن منها. ]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الف مبروك للأديب عبدالحميد البرنس صدور المجموعة القصصية «ملف داخل كمبيوتر محمول» (Re: Adil Osman)
|
الغريب في الأمر، يا عادل، وأثناء قراءتي لمداخلتك هنا، أنني أخذت أتذكر على حين غرة مرثية محمود درويش لأمل دنقل في مناسبة عشرين عاما على رحيله. الآن، وقد رحل محمود درويش نفسه، أدرك أن الأمر كان شأن رؤيتي اليتيمة تلك للطيب صالح. حدث ذلك خلال عام سفري إلى كندا، في مبنى الأوبرا، على مرمى حجر من النيل المؤتلق بأضوائه القاهرية الفاتنة، حين رأيت درويش لأول وآخر مرة. كان قد سبقه في تلك الليلة شعراء أنفق أغلبهم مجهودهم في الكلام عن الشعر بأكثر من كتابة الشعر نفسه فلم يحركوا ساكنا داخل تلك القاعة الفسيحة الواسعة. وبدأ بعدها درويش معتليا المنصة. كيف أصف لك شعوري وقتها هنا؟. لقد بدأ كل نفس، إيماءة، تنهيدة، فكرة، شعور، متعة، لقد بدأ كل ذلك يدور فجأة داخل فضاء سديمي ذي محور هائل يدعى محمود درويش. وتلك هي ذرى الثمالة بعينها، حين أطل بوجهه الأليف على المرآة فطالعه من داخلها وجه أمل دنقل. ثم أجلسه قبالته داخل مقهى وبينهما مائدة عليها من نعماء الإنسانية ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. والأشياء الجميلة لا تدوم طويلا. هكذا، ما أن ألقى درويش تحيته الأخيرة، حتى وجدتني أعدور إلى شقتي في مدينة نصر، غير منبس بكلمة واحدة، وهناك حملت أصداء درويش وتوغلت في ثنايا النوم المخملية بلا أرق. بعد أيام، أخبرت صديقة فلسطينية بما حدث. قالت إنها أنصتت إليه بعدها في مكتبة الإسكندرية. وكانت مترعة بالمتعة الدرويشية، وخافت على نفسها داخل هالة السحر تلك، عندما توجهت لفورها صوب البحر القريب، وغسلت نفسها هناك بكامل ثيابها. فتأمّل!.
كن بألف خير، وشكرا لكل هذا البهاء، ودمت.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الف مبروك للأديب عبدالحميد البرنس صدور المجموعة القصصية «ملف داخل كمبيوتر محمول» (Re: عبد الحميد البرنس)
|
شكرآ يا حميد على أمل دنقل ومحمود درويش . ستخلد اسماؤكم في الكتب. في الانترنيت. في الاسطوانات المدمجة. في ذاكرات الحواسيب. لا تمت بالله عليك.
Quote: محمود درويش بيت من الشعر / بيت الجنوبيّ ( في ذكرى أمل دنقل )
واقفاً معه تحت نافذة أتأمل وشم الظلال على ضفة الأبجدية قلت له : قد تغيرت ياصاحبي وانفطرت فهاهي درّاجة الموت تدنو ولكنها لا تحرّك صرختك الخاطفة
قال لي : عشتُ قرب حياتي كما هي , لا شيء يثبت أني حيٌّ ولاشيء يثبت أنيّ ميتٌ ولم أتدخل بما تفعل الطير بي وبما يحمل الليل من مرض العاطفة
الغياب يرف كزوجي حمام على النيل ينبئنا باختلاف الخُطى حول فعل المضارع كنّا معاً وعلى حدة , نستحثُّ غداً غامضاً لا نريد من الشيء إلا شفافية الشيء : حدّق ترَ الورد أسود في الضوء واحلم ترَ الضوء في العتمة الوارفة ..
الجنوبيّ يحفظ درب الصعاليك عن ظهر قلب ويشبههم في سليقتهم وارتجال المدى لا ( هناك ) له , لا ( هنا ) لا عناوين للفوضويّ ولا مشجب للكلام يقول :النظام احتكام الصدى للصدى وانا صوت نفسي المشاع : أنا هو انت ونحن أنا وينام على درج الفجر : هذا هو البيت بيتٌ من الشعر بيت الجنوبيّ لكنه صارم في نظام قصيدته صانع بارع ينقذ الوزن من صخب العاطفة
الغياب على حاله قمر عابر فوق خوفو يُذهب سقف النخيل وسائحة تملأ الكاميرا بالغياب وتسأل : ما الساعة الآن ؟ قال لها : الساعة الآن عشر دقائق مابعد سبعة آلاف عام من الأبجدية ثم تنهّد : مصر الشهية مصر البهية مشغولة بالخلود ! اما انا فمريض بها لا أفكر إلا بصحتها وبكسرة خبز غدي الناشفةْ
شاعر , شاعرٌ من سلالة أهل الخسارة وابن وفيّ لريف المساكين قرآنه عربي ومزموره عربيّ وقربانه عربيّ وفي قلبه زمانان غريبان يبتعدان ويقتربان : غد لا يكف عن الإعتذار ( نسيتك لا تنتظرني ) وأمسِ يجر مراكب فرعون نحو الشمال : انتظرتك لكن تأخرت قلت له : أين كنت اذاً ؟ قال لي : كنت أبحث عن حاضري في جناحيّ سنونوة خائفة ..
النوبي يحمل تاريخه بيديه كحفنة قمح ويمشي على نفسه واثقا من يسوع السنابل إن الحياة بديهية فلماذا نفسرها بالأساطير ؟ إن الحياة حقيقة والصفات هي الزائفة
قال لي في الطريق إلى ليله : كما قلت كلا تجلى لي الله حرية وبلغت الرضا الباطني عن النفس قلت : وهل يُصلح الشعر ما أفسد الدهر فينا وجنكيز خان وأحفاده العائدون إلى النهر ؟ قال : على قدر حلمك تتسع الأرض والأرض أم المخيلة النازفة
قال في آخر الليل : خذني إلى البيت بيت المجاز الأخير فإني غريب هنا ياغريب ولا شيء يفرحني قرب بيت الحبيب ولاشيء شيء يجرحني في ( طريق الحبيب ) البعيدة قلت : وماذا عن الروح ؟ قال : سنجلس قرب حياتي فلاشيء يثبت أني ميت ولاشيء يثبت أني حيّ ستحيا , كما هي حائرة آسفة .. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الف مبروك للأديب عبدالحميد البرنس صدور المجموعة القصصية «ملف داخل كمبيوتر محمول» (Re: Adil Osman)
|
عادل:
للموت دوافع.. وللحياة دوافع:
محمد.
أنيس متوسطا.
وما بين حدي الموت والحياة، تُولد الكتابة:
خفاء
أشعر كما لو أنها تريد أن تقول لي شيئا.
قبلها، قمتُ بمراجعة مكتب الأمن في المستشفى. سألتهم عما إذا كنت سأعمل الليلة كحارس موفد من الخارج في عنبر المرضى النفسانيين، أم سأذهب لمراقبة أولئك المصابين بداء الصدر؟.
كان وجودي، إلى جانب أولئك المصابين بخلل في عقولهم، يجعلني أشعر، في كل مرة، كما لو أنني أجلس إلى شيء قابل للانفجار في أية لحظة.
"كالعادة، إذا لم تكن هذه هي المرة الأولى لك هنا، فكل ما عليك القيام به هو أن تجلس و تراقب حركة المصابين بمرض (إم.آر.آي.أس) المعدي. تأكد فقط من أن أولئك المرضى يضعون قناعا طبيا واقيا في حال مغادرتهم لغرفهم للتمشية أو التدخين أو لأمر آخر. لا يهم".
ذلك ما ظلوا يخبرونني به عادة داخل المكتب حين أوفد إلى قسم الأمراض الصدرية. ما يثير حيرتي أن رئيس وردية الليل المداوم في الموقع ظلّ في كل مرة يعطيني الانطباع نفسه كما لو أنه يراني كحارس زائر للمرة الأولى في حياته.
لم يعد ذلك يحزنني كثيرا.
لقد عنّ لي أحيانا أن أسألهم في المكتب الرئيسي القيامَ بتثبيتي في موقع واحد عوضا عن التنقل المُنهِك بين الورديات ومواقع الشركة المنتشرة بطول المدينة وعرضها. لكنني لم أفعل ذلك حتى الآن خشية أن أُواجه بعبارة عسكرية صارمة: "الأمر برمته يعتمد هنا على (الأقدمية)".
الثانية بعد منتصف الليل. لم يحدث أمر ذو بال بعد. منذ قليل، تناولت وجبة خفيفة. بعدها، أخذت أمشي جيئة و ذهابا داخل العنبر، من غير هدف معين، قبل أن أعود إلى مكاني في انتظار أن يحدث شيء ما، أعلم من واقع خبرتي المحدودة أنه قلما يحدث.
هناك، في ذاكرتي، لا تزال تومض ملامح باهتة من معالم الوطن البعيد، مثل وجه مراهقة منحتني ذات مساء فمها عبر حبل الغسيل خلسة. لقد بدا الأمر لي في الآونة الأخيرة كما لو أنني أسير داخل حلم لا نهاية له. إنه تعب المنفى.
كنت أجلس إذن عند نهاية الطرقة الطويلة المضاءة، التي تطل عليها من الجانبين غرف المرضى الموصدة، التي أخذ يتناهى من داخلها بين فترة وأخرى سعال جاف مكتوم؛ عندما رأيتها لأول مرة و هي تقبل من ناحية مدخل العنبر المواجه لجلستي تلك.
لسبب ما، و هي تقترب مني أكثر فأكثر، وجدتني أفكِّر فيها كوجبة شهية على مائدة الغد. شفتان شهوانيتان. ربعة. ممتلئة العود قليلا. متوردة الخدين. لها نظرة الغرباء الحزينة الساهمة حتى و هي تنظر ضاحكة إلى محدثها. بدا من ملامحها و هيئتها العامة أنها ممرضة فلبينية على أبواب الثلاثين.
حتى اللحظة الأخيرة، لم أكن واثقا أنها تقصدني في جلستي تلك. لقد تعودت لفترة طويلة على أن لا يراني الناس. لكنها لدهشتي الشديدة حيَّتني بتردد. و بدت مترددة أكثر في الجلوس قبل أن تلقي بثقلها كله على مقعد جلدي إلى جواري. لا أذكر آخر مرة وجدتني أنعم فيها بكل ذلك القرب الحميم من أنثى.
مضت دقائق من صمت. غالبت خلاله أريج عطرها الخفيف الآسر. لم أعثر للأسف على أدنى قدر من تلك القوة اللازمة لبدء حوار من أي نوع. ظننت قبلها أن الليلة كلها لن تسع حجم الكلمات المختزنة في داخلي. و مع ذلك، وددتُ فقط لو أنني أضع يدي على يدها، ثم أخبرها بصوت خافت أنه بعد انتهاء "هذه الوردية" لن أجد أبدا مَن تنتظر قدومي في البيت، هناك.
كانت قد تجاوزت الثالثة بعد منتصف الليل بقليل. الحركة داخل العنبر لا تزال خافتة متباعدة. كنت لا أزال أنظر إليها من طرف خفي و التفكير فيها كوجبة شهية على مائدة الغد يعاودني. و قد زاد من أواره كل ذلك السكون المحيط. فجأة، سألتني إن كنت أعرف شخصا من (آفركا) يدعى (باتريك) ظلّ يعمل لنفس شركة أمن الحراسات الخاصة التي أعمل لحسابها.
لم تكن نظرتها ساهمة حزينة هذه المرة. كانت نظرة تجمع، في آن، و هي تنفذ بتوسل إلى أعماقي السحيقة النائية، ما بين اليأس والرجاء. كانت نظرة سيدة متعبة تنتظر إجابة قدرية.
"لا، يا سيدتي، للأسف، لا أعرف شخصا بهذا الإسم".
مضت دقائق أخرى من الصمت. كنت أستدير نحوها هذه المرة بنصفي الأعلى كله. كانت تبتسم و هي تشيح بوجهها نحو إحدى الغرف محاولة إخفاء ستارة الدموع الخفيفة التي أخذت تظلل عينيها السوداوين على حين غرة. قلت، في نفسي، و أنا أتتبعها بناظري إلى نهاية الوردية، و هي تدلف من غرفة لغرفة، "أنا أيضا (يا سيدتي)، أضعت فيما مضى حبا عظيما هنا و هناك".
| |
|
|
|
|
|
|
|
| |