الشناق -قصة قصيرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 09:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-17-2010, 04:18 PM

Abuelgassim Gor
<aAbuelgassim Gor
تاريخ التسجيل: 10-28-2006
مجموع المشاركات: 4630

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشناق -قصة قصيرة

    الشناق
    قصة قصيره
    بقلم ابوالقاسم قور

    تدلى ألرجلُُ ألضخمْ على حبل المشنقة برغبة موت جامحة بعد أن أزلت ترباس المشنقة بهدوء وخبرة محدثا صوتا (رِِتْ). كان موته جميلا ، لذيذا ، مات بانتعاش بارد . كان ذلك عند السادسة صباحا. بعد ذلك مباشرة تم تجهيز الرجل الثانى ، سمعته يصرخ بهلع أمى ..أبى ...يا ناس ألحقونى ..أنا بريئ. نظرت اليه من كوة صغيره اسمها كوة الشناق، كان شابا وسيما .شعره أسود مجعد أضفت عليه أهوال انتظار الإعدام نوعا من الفوضى فبدا أشبه بغجري مترع بنبيذ قديم .. حزين جميل مثل أندروماك وهى تقاوم مغتصبيها.انهارت أرجله فجرًه السجانان جرا الى منصة المشنقة ..أحسست بسعادة غامره ، هذا ألنوع تسرني ميتته التى تأكد قوتى كشناق مبدع ...ليس كل الناس بمقدورهم أن يعملوا كشناقين. تأكدت من اكتمال ترتيبات لف الحبل حول عظم ألرقبة ، وغطاء الرأس ، كان يصرخ صراخا غسل عنى استفزاز ميتة ضحيتى الاولى..كنت أنظر اليه وانا أنقط فرحا وأتلمظ تلمظ حيوان مفترس أدرك تمكنه من فريسته..ثم أزلت ترباس المشنقة بهدوء ، تدلى بسرعه وهو يقول (غيغ) ثم مات الى الأبد...عدت الى منزلى منشرح الفؤاد ... تناولت وجبة الغداء . لابد من النوم العميق استعدادا ليوم غدٍ ....لا زال هناك عدد هائل من المنتظرين ، وانا شناقهم ألوحيد...سأشنقهم جميعا حتى ألموت...قردة ########ين ..
    جاء صباح غد متفل بدعاش الموت المستطاب ، أحسست ببرودة فى أعصابى وأنا أتذكر ميتة الرجل ألضخم يوم أمس. كان ########ا فى موته مثل فارس رعديد.دخلت غرفتى ، وانا أنظر الى المشنقة من كوتى ، وهى منتصبة كطود أشم .ما أجملك وأنت تقطعين الرقاب وتفصلينها من (الطايوق) بلزوجة معفرة.كان حبلها المتهدل مثل خصلة فتاة غانج.. تدلت بانتظام وجمال فارع ألقوام. ما أجملك أيتها الحبيبة الأزلية...كيف يكون حالى ، وأنا أحبك حتى ألشهقة الاولى لضحيتى ألسرمدية.....ثم جاء صوت وجلبة من الزنزانة الاولى ..انه صوت تعودتُ عليه ، أحبه ويحبنى ، موسيقى بداية العرض... اذ فى الغالب ما تقاوم الضحية جلادها ، هذا أمر منطقى وطبيعى، لابد من المقاومة والصراخ ..نظرت من الكوة ..كانت الضحية أشبه بأنثى ، أشبه برجل ، كان يقول (سجمى وكُر على) ، لكن تحت المقاصل يستوى الاناث والذكران ...لا مفر ...قيل لى بعد فترة أن الضحية كان وقوادا شهيرا..كانت ضحيته امراة فى التسعين من عمرها ، أدركت أن موته حلال اليوم....فالموت شنقا سبب ######## لعدم ألحياة لكنه مفيد لذلك شنقته فمات الى الابد ..ثم فُُتح باب الزنزانة الثانية ..يا للهول ، ماذا أرى ؟ انه هو .. ألرجل الوسيم بالبنطال الجينز ، و(التى شيرت) ، يحمل مرآة ، وهو يسرح شعره بهدوء ، ويمشى بتؤدة وكبرياء وشموخ نحو المشنقة الحبيبة . كان ينظر الى المرآة ويعدل فى قميصه كأنه مقدم على حفل عُرس .. ثار ألدم فى عروقى ، وبدى لى قويا ولكأن المشنقة قد انهارت وتراجعت...لكن المقاصل تنصب تباعا فى هذا البلد الجميل....انه بلد المشانق التليده ..... صعد الرجل الوسيم مثل رئيس أوربى شاب تم استقباله بمطار قطر عربى مقهور، ثم لفً حبل المشنقة حول عنقه بهدوء وهو يبتسم لجلاديه ، شيئ مرعب ، بدى حبل المشنقة أشبه بقطعة حرير حتى خشيت عليه من التخنث المقصلى....ومن المقاصل خناث. أزال غطاء الرأس لكن قاومه الجلادون حتى تمكنوا من إلباسه اياه ...لكنه لم ينس أن يبصق عليهم ، بصاقا قويا ، مثل طلقة ، انطلق ألبصاق من فمه مثل تلك البصقة التى علمها البطل لمحبوبته على السطح فى فلم التايتنك انها بصقة الكاوبوى الاميركى .....عندما أزلت الترباس مات الرجل باسما .....
    عدت الى منزلى ..لم أكن سعيدا ، لا زلت أحسُ ببصقة الشاب ذى البنطال الجينز وال تى شيرت. كان فارسا حقيرا ، كاد أن يهزمنى ويفض عجرفة حبيبتى المشنقة...لكن لا زال الشنق مستمرا .. سفلة أبرياء سأشنقكم جميعا....كيف يكون حال العالم اذا لم يتم شنق كل هؤلاء ....ثم بدأت أستسلم الى النوم ، فاذا بى داخل الغرفة أنظر من الثقب ، فُتح باب الزنزانة ...يا للهول ، ماذا أرى ...نعم ما هذا ، أرى نفسى أخرج مقتاد وأنا أجر أرجلى ، وثم بدأت اصيح ، وأرفس رفسا شديدا ، وحبل المشنقة يتدلى أمام وجهى ..ثم صرخت صرخة مفزعة صحيت على اثرها ..وأنا أتصبب عرقا ..كابوس
    يوم غد كان شيئ عجيب حدث فى السجن العريق الجميل. لم تكن المشنقة تنتصب بشموخ وبهاء كالعادة ، بل تم استبدالها بمقصلة ، أشبه بساطور ضخم تحته قطعة حديد كبيره بها ذقنية تسمى (ألنطع) بالعربية.علمت انه قد تم استبدال المشنقة التقليدية بالمقصله ، والسبب هو عدم اكتراث المشنوقين بالمشنقة الكلاسيكية ذات الحبل المتهدل....حيث تعود الناس على الشنق ، لأن الإنسان كائن يمكنه أن يتعود كل شيئ حتى الموت شنقا. بل ردد البعض حكاية قصيدة عُثر عليها فى جيب أحد المشنوقين يقول فيها

    أيتها الحبال الغلاظ

    كونى حبالا للمشانق ،

    كونى شرفا فى كل زقاق

    لذلك تم استبدالها بهذه المقصلة الحديدية .بعدها وبعد بضعة أشهر تم ارسالى الى دولة المقاصل الحديدية ألكبرى، فتدربت على على قطع الرؤووس وفصلها عن الرقاب بهذه المقصلة الحديثة. كنت انتظر بأحر من الجمر كى أعود واقوم ب(تأصيلها) فى سجنى العتيق .فمن المعروف حتى المقاصل لا يكون طعمها شبقا الا عندما يكون الجلاد أصيلا وكذ المجلود...هذه هى العملية التى نطلق عليها اسم التاصيل الشنقى ...لكن عند عودتى ، وجدتهم استبدلوا أسم وظيفتى من شنًاق الى قصًاب !! لم يعجبنى الاسم الجديد ، لأن الاول مرتبط ارتباطا شرطيا ومتماهيا مع طبيعة الحكم التى تنص عليه المادة( ألشنق حتى الموت ) .مهنتى هى أن أشنق المحكوم عليه بالشنق حتى الموت . لكن اليوم أنا قصاب ...فقط قصًاب ...تناقض بين المهنة واسمها ...أبديت تزمرا ، لكنى لم أكن أعلم ان مهنتي ليس بها أدب التزمر أو الاعتراض فتم ايداعى وحبسى فى ذات الزانزانة ......هكذا كنت أول من جربوا فيهم المقصلة .

    الخرطوم يناير 2009
    انتهت
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de