|
|
 التجنيس .. أزمة الكرة السودانية
|
التجنيس .. أزمة الكرة السودانية
ظاهرة تجنيس اللاعبين غير السودانيين ظاهرة خطيرة وساهمت بشكل كبير في تخلف الكرة السودانية كثيراً رغم إختلافنا مع شداد في سوء إدارته للعبة إلا نتفق معه حول رفضه ملف تجنيس اللاعبين الأجانب الذي تتبناه الأندية الكبيرة.
الاتحاد الجديد الذي سيتولى قيادة الكرة السودانية وحتى الآن لم تعرف ملامحه لأن الجو ما زال ملبد بالغيوم وتصريحات الوزير يشوبها كثير من الغموض وتنتظره كثير من التحديات وجملة من القرارات الحاسمة والحازمة، والتي من شأنها أن تحفظ للكرة السودانية قوتها ومكانتها. وأبرزها معالجة الثغرة المخيفة في لائحة الاحتراف والتجنيس والتي تجيز لأي نادٍ تجنيس لاعبين غير سودانيين وشداد كان أكثر المعارضين لتجنيس اللاعبين الأجانب بحجة أنهم يحجبون الفرص عن اللاعبين الوطنيين الذين يحتاج المنتخب الوطني لخدماتهم في المنافسات الخارجية.
ولكن للأسف إجراءات التجنيس وحصول اللاعب الأجنبي على الجنسية السودانية يتم خلال 24 ساعة لأنه يصدر بقرار سيادي للدولة لا يعلو عليه أي قرار وقد جاء هذا القرار متوافقاً ومنسجماً مع الآراء المطروحة في إعلام الأندية الذي ظل لأكثر من موسم وهو ينادي بضرورة تجنيس أكبر عدد للاعبين الأجانب من أجل الأندية الكبيرة لتجميع وتكديس اللاعبين سواء كان ذلك لحاجة أم لغير حاجة، وإنما بهدف حرمان الأندية الأخرى من أولئك اللاعبين، أو من أجل زعزعة فرق معينة.
وكان ذلك واضحاً وجليّاً للجميع، وقد وصل الأمر إلى مفاوضة لاعبين أجانب في الخفاء وعرض عليهم منحهم الجنسية السودانية التي لم تعني شيء للاعب عند إنتهاء عقده مع النادي ولم يصل إلى أتفاق حول تجديد العقد سيستغل أقرب رحلة للعودة إلى بلاده وسيرمي بالجنسية السودانية في قارعة الطريق كما فعل داريو كان والنونو وغيرهم لا شك إن القرار السيادي للدولة يحترمه الجميع ونتمنى أن تمنح الجنسية السودانية إلى شخص عالم تستفيد منه الدولة أو لاعب يمتلك موهبة خارقة تستفيد منه الكرة السودانية بدلاً من اللاعبين الأجانب المغمورين العاطلين فنياً الذين قلصوا الفرص أمام ظهور اللاعبين الوطنيين.
للأسف الشديد لم يعر الإعلام هذه السلوك المشين والممارسات غير الشريفة في التنافس الرياضي ومدى استغلال البعض للأنظمة واللوائح بشكل مدمر للكرة السودانية بعدما شاهد الجميع النجوم الوطنية وهي تتساقط وتذبل وينتهي بها المشوار إما على دكة البدلاء أو في غياهب الكشوفات لقد كانت الممارسة الاستغلالية للقرارات السيادية تمثل استنزافاً لمقدرات الكرة السودانية من النجوم والعناصر المميزة.
هذه القرارات لم تحافظ على نجوم الوطن وعلى عناصر المنتخب وأعمدته، وكذلك شرف المنافسة بين الأندية التي لا يعنيها بعض أثرياء المال من الذين اقتحموا الوسط الرياضي ويعتقدون أنّ التنافس بين الأندية هو تنافس مالي وليس تنافساً رياضياً، وهذا ما جعلهم غير مدركين لحدود وأطر وأبعاد ومعاني التنافس الشريف وقد كنت من أول من أشار إلى ذلك الاستنزاف وإلى ذلك التدمير للكرة السودانية في كثير من المقالات التي كتبتها في الصحف والمواقع الإلكترونية عن ممارسه أصحاب الأموال وبشراهة مخيفة مدعومين من المتعصبين والأبواق الذين لم يكن يعنيهم من أمر كرة الوطن سوى فريقهم المفضل ورئيسهم الذي يقدر الظروف بالمظروف.
يجب أن يعي الجميع مفهوم التنافس الشريف ويعملون في إطاره وحدوده وعدم مفاوضة أي ناد لاعباً من نادٍ منافس ويضمه دون الحاجة له وأن يبدأ التعاون بين كل الأندية وتضع مصلحة الوطن في مقدمة أولوياتها من أجل الارتقاء بالكرة السودانية في المرحلة المقبلة.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: التجنيس .. أزمة الكرة السودانية (Re: محمد نجيب عبدا لرحيم)
|
الجنسية السودانية .... بين الهوى والهوية
المعروف أن كل القوانين السودانية مستمدة من القانون الإنجليزي والقانون الهندي هنالك إختلاف بين القانون الإنجليزي والقانون البريطاني، حيث لايوجد قانون بريطاني. فالقوانين هي قانون إنجليزي وقانون إسكتلندي وقانون إيرلندي، وتعمل ويلز بالقانون الإنجليزي. السودانيون يقولون الإستعمار الإنجليزي لكن الصحيح هو الإستعمار البريطاني. فإنجلترا جزء من بريطانا التى هي جزء من المملكة المتحدة United Kingdom والتى تتكون من بريطانيا (إنجلترا وإسكتلندا وويلز) مع إيرلندا.
والرياضيين يلاحظون إنه البريطانيين يشاركون بأربع فرق في كاس العالم في دور التصفيات وهي فرق إنجلترا واسكتلندا وويلز وايرلندا الشمالية بالإضافة لفريق جمهورية إيرلندا التى عاصمتها دبلن. وتجد دائماً أن الأطباء يحصلون على شهادات التخصص المختلفة والتي تسمى عضو الكلية الملكية MRC أو زميل الكلية الملكية FRC وتتبعها كلمتان إحداهما تشير إلى نوع التخصص سواء كان جراحة MRCS، حيث يرمكز حرف S إلى Surgeon جراح، أو MRCP حرفيOG إلى كلمتي obs-gyni وهى أمراض النساء والولادة. تغير في السنوات السابقة إلى أمراض النساء والتوليد ليه مش عارف.
وتلحق الأحرف الإنجليزية الأربع أو الخمس أعلاه اسم احدى المدن الأربعة التى تمنح منها الشهادة وهى لندن – غلاسقو – أدنبره – دبلن. لاحظ أن اسكوتلاندا بها مدينتين وبإنجلترا مدينة واحدة هي لندن.
سقت كل هذه المقدمة التى ربما لاعلاقة لها بالعنوان ولكن لاشرح القارئى الكريم بعض المعلومات التي ربما يستفيد منها يوماً ما. كذلك أردت أن أؤكد أن كل ماهو سوداني – غير التراث – بضاعة إنجليزية جيدة مُنحت لنا ذات يوم جميل من أيام الأستعمار. وهنا نأتي للقوانين كقانون الشركات 1925م معدّل لكذا مرة في السنوات الأخيرة. قانون الجنسية الذي من كثرة التعديلات التى تمت فيه والتى أدخلت عليه صار مثل الخلق البالي.
من معايشتى للقوانين البريطانية الخاصة بالجنسية هنالك خطوط حمراء لايمكن تجاوزها. وهي ببساطة شديدة تحدد من هو مستحق الجنسية البريطانية ومن هو من لايستحقها. فأن كنت ممن يستحقونا فأنها تمنح لك على طبق من ذهب، وان كنت غير ذلك فالسماء أقرب لك. وماقصة الأخوين على ومحمد الفائد – صاحب متر هارودز الملكى الشهير بلندن – بغائبة عن الأذهان.
القانون واضح وصريح. أنه يقول عند دخولك لبريطانيا بطريقة قانونية (في بعض الأحايين لايشترطون الدخول بطريقة قانونية مش أن تكون بلادك دار حرب واضطهاد وخلافه) وقدّمت أوراقك للعمل والإقامة بالمملكة المتحدة وعند إكتمال كل الإجراءات الرسمية والقانونية فإنك تمنح إقامة مؤقتة لمدة 4 أعوام في الحالات العادية، وهي الحالات التى بنيت عليها المقال. تقوم بتسجيل نفسك وأسرتك لدى مركز الشرطة، وإذا تغيّر عنوانك تخطر الشرطة بالعنوان الجديد.
قبل إكمالك مدة الأربع سنوات بشهرين تصلك رسالة من شرطة الجوازات بأنك ستكمل 4 سنوات بعد شهرين من الآن، فإذا لديك الرغبة في الحصول على الإقامة الدائمة المرجو تعبئة الارانيك المرفقة وأرسل معها جوازك وجوازات عائلتك. بعد استلامها في مكتب الشرطة يرسلون لك إفادة بذلك. عند فحص أوراقك وكل المستندات التى طُلب منك أرسلها وبعد مضي مدة ليست طويلة، تصلك رسالة من الشرطة معها جوازاتكم وبها ختم الإقامة الدائمة، ويرجعون لك أصل كل المستندات التى أرسلتها لهم من قبل.
بعد عام إلاّ شهرين من إستلامك للإقامة الدائمة تصلك نفس الرسالة من شرطة الجوازات. مع إختلاف بسيط هو: أنك ستكمل خمس سنوات في المملكة المتحدة بعد شهرين من الآن، فأن كنت تريد الحصول على الجنسية البريطانية فعليك تعبئة الفورمات المرسلة لك وإرسال المستندات التالية (تحدد لك في قائمة) ومع هذه المستندات يمكنك تعبئة اورنيك الحصول على جواز السفر البريطاني ان كنت ترغب فيه. ماعليك إلا القيام بكل ما طُلب منك وإساله بالبريد المسجّل.
ستصلك إفادة بقبول صاحبة الجلاله كوين اليزابيث في أن تكون أحد رعاياها. (ألم تسمعوا هتاف الشيوعيين: (مواطنون لا رعايا). لكن في المملكة المحدة أنت من رعايا حكومة صاحبه الجلاله QE2لكنك مواطن مواطن كامل المواطنة Full Citizen لك كل الحقوق وعليك كل الواجبات التى من ضمنها الدفاع عن ممتلكات صلحبة الجلالة QE2.
عليك باخذ الرسالة التى وصلتك والذهاب لمحامي في مكان سكنك لتؤدى قسم الولاء للملكة اليزابيث الثانية (بعض الأعراب يطلقون عليها اسم اليصابات). وهو قسم سهل حيث ترفع يدك اليمنى ويتلو المحامي من ورقة أمامه وما عليك إلا أن تقول بعد انتهائه I DO. أى نعم أفعل. خلال شهر تصلك الجنسية البريطانية والتى تشبه الجنسية السودانية القديمة جنسية الخمسينات والستينات ومعها جوازات السفر البريطانية محميه بالأسود الثلاثة.
نصل الآن إلى لب الموضوع بعد أن شرحنا للقارئى الكريم كيفية وحيثيات الحصول على الجنسية البريطانية فهل مانراه ونسمعه من تجنيس لاعبي كرة القدم الافارقة والعرب يمت للقوانين بصلة؟ أم أن الحكاية هي ان هنالك من يدعى أنه أبا القوانين وهو لم يمر بشارع كلية القانون ومعه فيلسوف زمانه يعدِّلان كما يروق لهما في قوانين الجنسية ويصدران الفتاوى القانونية ليحصل كلّ من هبّ ودبّ على الجنسية السودانية؟
هل يعقل ان لاعباً له مستوى محترم يمكنه اللعب في أندية اليونان وتركيا يأتى لللعب في أم درمان؟ إن كان لذلك المحظوظ درهم من موهبة فريدة لما تركته لكم في السودان أندية قطر والإمارات والمملكة السعودية. لكنهم جميعاً بلا إستثناء عاطلين عن الموهبة، فاقدين لأبجديات كره القدم ولكن الطشاش في بلد العميان شوف.
هل للاعب في مستوى إيتو أو دروغبا أن يلعب في خرطوم أحمد ولو وزنوه ذهبا؟. لو صرف جمال الوالي دولاراته في مدرسة للناشئين كما فعل فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لحصد الألقاب كما فعل يونايتد في العشرين سنة الأخيرة. لكن العندو الحنة يحنن ذنب حصانه وهذا ما يفعله الوالي بفلوس لم يطقّه فيها حجر دغش. والله أعلم.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: التجنيس .. أزمة الكرة السودانية (Re: cantona_1)
|
Quote: نصل الآن إلى لب الموضوع بعد أن شرحنا للقارئى الكريم كيفية وحيثيات الحصول على الجنسية البريطانية فهل مانراه ونسمعه من تجنيس لاعبي كرة القدم الافارقة والعرب يمت للقوانين بصلة؟ أم أن الحكاية هي ان هنالك من يدعى أنه أبا القوانين وهو لم يمر بشارع كلية القانون ومعه فيلسوف زمانه يعدِّلان كما يروق لهما في قوانين الجنسية ويصدران الفتاوى القانونية ليحصل كلّ من هبّ ودبّ على الجنسية السودانية؟
هل يعقل ان لاعباً له مستوى محترم يمكنه اللعب في أندية اليونان وتركيا يأتى لللعب في أم درمان؟ إن كان لذلك المحظوظ درهم من موهبة فريدة لما تركته لكم في السودان أندية قطر والإمارات والمملكة السعودية. لكنهم جميعاً بلا إستثناء عاطلين عن الموهبة، فاقدين لأبجديات كره القدم ولكن الطشاش في بلد العميان شوف.
هل للاعب في مستوى إيتو أو دروغبا أن يلعب في خرطوم أحمد ولو وزنوه ذهبا؟. لو صرف جمال الوالي دولاراته في مدرسة للناشئين كما فعل فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لحصد الألقاب كما فعل يونايتد في العشرين سنة الأخيرة. لكن العندو الحنة يحنن ذنب حصانه وهذا ما يفعله الوالي بفلوس لم يطقّه فيها حجر دغش. والله أعلم.
|
كفيت ووفيت
اعطيك العافية
| |
|
|
|
|
|
|
| |
محمد نجيب عبدا لرحيم
cantona_1
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست