السودان في ظل واقع متغير ... الخليج ... إيران ... الغرب في إفريقيا حالة (إشتباه) أم مرحلة (إشتباك)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 03:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اخبار و بيانات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-05-2014, 05:26 PM

الهادي محمد الأمين
<aالهادي محمد الأمين
تاريخ التسجيل: 03-13-2014
مجموع المشاركات: 25

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان في ظل واقع متغير ... الخليج ... إيران ... الغرب في إفريقيا حالة (إشتباه) أم مرحلة (إشتباك)

    الخرطوم : الهادي محمد الأمين
    = حفلت الاعوام الأخيرة الماضية علي المستوي الاقليمي بالكثير من الاحداث والتطورات التي غطت وطغت علي المشهد السياسي في بعض البلدان العربية والافريقية في أعقاب الإفرازات أو المضاعفات التي خلقتها ما اطلق عليه بـ(ثورة الربيع العربي) التي اجتاحت بعض دول المغرب العربي مثل ما جري في تونس وليبيا ثم تمدد الإحتجاجات أو الثورات الشعبية حتي مصر ومنها لجنوب شبه الجزيرة العربية وتحديدا اليمن بينما لا زال الأمر متعثرا أو معقدا بدرجة كبيرة في منطقة الشام كالحالة السورية التي أوجدت وخلقت واقعا متشابكا وشائكا ظهرت فيه حدة التجاذب والإستقطاب الدولي بصورة تتماثل مع الوضع في بلاد الأفغان قبل عدة سنوات بتزايد نفوذ وسطوة الفصائل الإسلامية وتمدد تأثيرها ثم بروز خلافاتها وصراعاتها الداخلية ثم انقلابها علي بعضها بالدخول في دوامة القتال الذي يدور بين مختلف جماعاتها ...
    = هذه الخطوات المتسارعة والمتلاحقة تلتها بعض التطورات المهمة التي شدّت ولفت انتباه العالم في مقدمتها الحرب التي كانت تجري في مالي وتسابق التنظيمات الجهادية لرسم الخارطة وتسجيل مواقف متقدمة في المغرب العربي بظهور القاعدة بلاد المغرب الإسلامي والواجهات الجهادية الأخري مثل الموقعون بالدماء – الملثمون – حركة أنصار الدين – جماعة التوحيد والجهاد وغيرها من الفصائل المقاتلة في شمال مالي في وقت متزامن مع دخول القوات الفرنسية والموريتانية والنيجيرية للأراضي المالية لطرد المتشددين الاسلاميين ومحاصرتهم وتضييق الخناق عليهم في بعض مراكز نفوذهم ومعاقل وجودهم هذا بالإضافة إلي الوجود الكثيف لأنصار الشريعة في تونس وليبيا وهم يمثلون السلفيين الجهاديين في ذينك الدولتين بعد رحيل وسقوط نظامي بن علي والقذافي ..
    = ولم تقف الاحداث العاصفة عند هذا الحد حيث ظهرت قضية الحرب الاهلية في إفريقيا الوسطي عقب سقوط نظام الرئيس بوزيزيه ووصول القوات الفرنسية إلي المنطقة أعقبه ما تردد عن اعتزام تنظيم القاعدة تنفيذ سلسلة من العمليات العسكرية ضد الوجود الاجنبي في إفريقيا الوسطي واتخذت الحرب طابعا دينيا بأبعاد وامتدادت دولية بعد حضور القاعدة لمسرح الاحداث معتبرة – في بيان أصدرته قبل اسبوعين - أن ما يجري في إفريقيا الوسطي (مأساة) ناتجة من (مكر الصليبيين) و (حلقة من مسلسل الحرب الصليبية الحاقدة مع الإسلام وأهله) و (ومؤامرة تدار فصولها في قلب القارة الإفريقية تمارسها الصليبية العالمية بأيد محلية) وهددت القاعدة في بيانها فرنسا بالرد الحاسم والانتقام السريع وأن (الدماء لن تذهب هدرا والجرائم لن تمر دون حساب والحرب بين القاعدة وفرنسا باقية) تهديد ووعيد القاعدة لفرنسا جاء متزامنا مع الحملة التي يقودها الداعية السلفي السوداني الشيخ محمد عبد الكريم – إمام وخطيب المجمع الإسلامي بالجريف غرب والقيادي بالرابطة الشرعية ورئيس قسم الثقافة الاسلامية بجامعة الخرطوم – حيث كوّن هو الآخر هيئة شعبية لمناصرة مسلمي إفريقيا الوسطي وأصدر بيانا مماثلا لبيان تنظيم القاعدة جاء في بعض فقراته : (إن الحرب الصليبية الصيهيونية إذا لم نواجهها بالحزم ستستمر في مكرها ضد المسلمين) وسعت الهيئة الشعبية لمناصرة مسلمي إفريقيا الوسطي لتوسيع ماعونها باستقطاب الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان – واجهة التيا رالسلفي الجهادي – بلاد النيلين مع هئية علماء السودان وجبهة الدستور الاسلامي بالتنيسق مع اتحاد علماء إفريقيا ورابطة علماء المسلمين للوقوف ضد المجازر والمذابح التي تحدث في إفريقيا الوسطي والاصطفاف ضد الوجود الفرنسي في وسط وغرب القارة الافريقية بل وطالب دعاة سودانيون باعلان وفتح باب الجهاد للشباب للسفر لإفريقيا الوسطي ومقاتلة القوات الفرنسية هناك والسودان سيكون أكثر البلدان تأثرا بالحرب الدائرة في إفريقيا الوسطي بحكم الجوار الجغرافي بجانب أن أعدادا غفيرة من اللاجئين تدفقوا نحو بعض المدن والأحياء السكنية السودانية واستقر جزء منهم بمناطق الخرطوم الجنوبية مثل (السلمة – الازهري – مايو جنوب الحزام والانقاذ) بجانب وجود معسكرات للنازحين بالقرب من منطقة أم دافوق بولاية جنوب دارفور المتاخمة لإفريقيا الوسطي من جهة الغرب ...
    = وقبل أيام إصدر العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز مرسوما ملكيا وقرارا صنّف بموجبه جماعة الاخوان المسلمين كحركة إرهابية تم إدراجها ووضعها في القائمة السوداء سبقه قرار آخر قضي بسحب الجنسية السعودية لكل مواطن سعودي يهاجر خارج المملكة لكي يلتحق بالجماعات الجهادية المقاتلة بالخارج وتنفيذ حكم السجن كعقوبة لمن يتم القبض عليه معاونا أو مشاركا في مسارح العمليات بالدول التي تدور فيها رحي الحرب يأتي هذا المرسوم كخطوة استباقية واحترازية تمنع تأثر المملكة العربية بإفرازات وتداعيات ونتائج ما تتمخض عنه نهاية الحرب في سوريا باعتبار ان عودة المقاتلين السعوديين من سوريا ستشكل مهددا أمنيا داخل وخارج المملكة مثلما حدث من قبل خلال فترة الجهاد في بلاد الافغان والعراق لتحصين جبهتها الداخلية من المهددات والتحديات التي يخلفها رجوع وعودة الجهاديين السعوديين لبلدهم ومن اللافت للأنظار ان القرار القرار السعودي وجد مباركة وترحيبا من مصر والامارات العربية المتحدة وهذا يحمل العديد من المؤشرات والدلالات أهمها وجود تنيسق وتعاون بين الدول المهتمة بمكافحة الارهاب في المحيط الاقليمي والدولي ومن جهة ثانية يجعل دولا أخري تسير علي خطي تلك البلدان الثلاثة لاحقا وهو أمر وقع بالفعل حيث أعلنت موريتانيا أيضا وضع الأخوان المسلمين في قوائم الإرهاب بجانب وجود ثمّة احتمالات ترجح أن حركة الاخوان المسلمين ستشهد في المرحلة المقبلة هجمة شرسة الأمر الذي يرجع بالامور للوراء إلي عهود سابقة كمرحلة جمال عبد الناصر – السادات – مبارك في مصر بالتضييق مرة أخري علي الأخوان المسلمين ومحاصرتهم ويتجلي ذلك في صدور حكم من القضاء المصري باعدام عدد من رموز الاخوان المسلمين مؤخرا سبق هذه الإجراءات قرارات أخري من بينها حل جماعة الأخوان المسلمين بمصر وحظر نشاطها وإيداع قياداتها السجون ليكونوا ضيوفا ونزلاء المعتقلات والزنازين ومن المصادفات أن مسمي الأخوان المسلمين لا يوجد في أي بلد غير السودان حيث أن كل جماعات الأخوان المسلمين حول العالم غيرت المسمي القديم ولجأت لاستحداث أسماء وواجهات أخري كما أن اسم (المراقب العام) قد تم إلغاؤه ما عدا السودان حيث يحتفظ الشيخ علي جاويش مسئول التنظيم السوداني بذات المنصب والموقع علي غير عادة بقية قيادات الصف الاول في بلدان ودول أخري ...
    = الحراك والتفاعلات التي تجري في شمال الوادي حيث تشهد مصر مواجهة عنيفة منذ استلام الاخوان المسلمين للسلطة ووصول الرئيس السابق محمد مرسي لكرسي الحكم ثم عملية إقصائهم عنها بالقوة العسكرية عبر الانقلاب الذي قاده المشير عبد الفتاح السيسي في عملية تتشابه فصولها إلي حد كبير مع الحالة الجزائرية قبل أكثر من 20 عاما بعد وصول جبهة الانقاذ الجزائرية بقيادة عباس مدني وعلي بلحاج لمراكز متقدمة في الساحة السياسية واكتساحهم للإنتخابات المحلية والبلدية واتساع رقعة وجودهم بشكل فاعل ومؤثر غير ان الجيش الجزائري قطع الطريق أمام وصول الاسلاميين لأجهزة الحكم والسطلة خروج الاسلاميين من مولد السلطة بالجزائر بلا حمص والضغط عليهم بالملاحقات والمطاردات الأمنية التي ألجأتهم للفرار والاستقرار بجنوب الجزائر شكّل لبنة ونواة لتنظيم القاعدة في مناطق شمال مالي وجنوب الجزائر وفتح المجال لتكثيف انتشار قواتها في شريط يغطي رقعة جغرافية كبيرة بالجزائر مرورا بمالي والنيجر بتداخل مع جماعة بوكو حرام بشمال نيجيريا وصولا لكينيا ويوغندا في وسط القارة الإفريقية وانتهاء بالصومال بوجود حركة الشباب المجاهدين هذا علي صعيد جبهة الفصائل الجهادية والقاعدة وواجهاتها المسلحة المتحالفة معها أمّا علي مستوي الحركات الاسلامية المعاصرة التي اختارت طريق صناديق الاقتراع والمنافسة في معركة الانتخابات في ظل النظم الليبرالية المفتوحة فهي الاخري تحاول بناء شبكات تحتية في اتجاه مواز لحراك تنظيم القاعدة بالقارة الافريقية يبدأ من السودان الذي تجلس عليه الحركة الاسلامية الحديثة ويمر عبر مصر حينما كان يحكمها الاخوان المسلمين في فترة الرئيس السابق محمد مرسي مرورا بحركة النهضة التونسية وحركة التوحيد والاصلاح المغربية عبر توليفة ومنظومة تقودها الخرطوم ولعل هذا كان واضحا من خلال اصطفاف قوي اليمين قبل عام ونيّف حيث استضافت الخرطوم وفي توقيت موحد مداولات اجتماع مكتب الارشاد العالمي للتنظيم الدولي للأخوان المسلمين بقيادة المرشد العام الدكتور محمد بديع وإخوانه أعضاء التنظيم الدولي ممثلين لـ80 دولة مع انعقاد فعاليات المؤتمر العام الثامن للحركة الاسلامية السودانية بالخرطوم وأيضا بحضور ومشاركة كبيرة لزعماء ورموز حركية إسلامية من مختلف بلدان العالم العربي والاسلامي بما فيها قيادات حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ..
    = ومن المهم الإشارة في هذا الصدد إلي الأدوار الكبيرة والجهود التنسيقية بين السودان ومصر أثناء حكم الأخوان لدعم حركة حماس بقطاع غزة حيث سمحت الحكومة المصرية بفتح معبر رفح البري لحركة مرور القوافل والدعومات السودانية – المصرية ووصولها لقطاع غزة بمشاركة فاعلة للحركة الاسلامية السودانية وجماعة الاخوان المسلمين وجمعية أنصار الخيرية والرابطة الشرعية للعلماء والدعاة السودانية ورابطة علماء المسلمين ثم الزيارات المتبادلة بين قيادات حماس للخرطوم وقيادات الإسلاميين السودانيين لقطاع غزة بالضفة الغربية بالأراضي الفلسطينية المحتلة وهذا بالطبع أدي لظهور محور جديد (سوداني – مصري – فلسطيني) وربما أدي هذا الحلف والإئتلاف الجديد لظهور إنزعاج غربي أمريكي إسرائيلي الامر الذي دفع إسرائيل لارسال إشارات عنيفة وقوية للحكومة السودانية بتوجيه ضرباتها الجوية العسكرية نحو مصنع اليرموك للتصنيع الحربي جنوب الخرطوم بعد حادثة إغتيال القيادي بحركة حماس (المبحوح) بدولة الامارات العربية المتحدة ثم سبق ذلك ضرب سلاح الجو الاسرائيلي لقوافل سودانية كانت تسير بمحاذاة سلسلة جبال البحر الأحمر بالبوابة الشرقية ثم حادثة تفجير مواطن سوداني ببورتسودان يشتبه بتهريبه السلاح من السودان لداخل الأراضي المصرية ومنها لقطاع غزة وتردد أن الرجل كان معتقلا بمصر لكنه أفلح في الهروب من سجون مصر وربما إعلان الحكومة وضع يدها علي شبكة تجسس إسرائيلية لها علاقة بهذا الأمر ربما تزيل وتميط اللثام عن الغموض الذي كان يحيط ويلف هذا الملف الشائك ...
    = وبالتأكيد لن تكتمل الصورة ما لم تتم الإشارة إلي عامل آخر أدي لتسخين المشهد في بعض دول العالم العربي والإسلامي وهو التمدد الشيعي وتزايد دور ونفوذ إيران مؤخرا في عدة جبهات منها علي سبيل المثال دعمها لنظام الرئيس بشار الأسد عبر قوات الحرس الثوري وقوات حزب الله اللبناني الموالية لنظام الحكم في سوريا ثم دعم إيران للحوثيين باليمن وازدياد تأثيرهم بعد سقوط نظام علي عبد الله صالح بجانب ما تردد عن وقوف إيران خلف الاضطربات التي حدثت من قبل في دولة البحرين هذا قطعا في شبه الجزيرة العربية وفي القارة الإفريقية فان ايران استطاعت الوصول لمصر بعد إستلام الرئيس محمد مرسي لمقاليد الحكم خاصة وأن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين يعد أول هيئة إسلامية أيّدت قيام الثورة الإسلامية بإيران بقيادة الامام الخميني في العام 1979م تبع ذلك إعلان الحركة الإسلامية السودانية بقيادة الدكتور الترابي تأييدها للثورة بإيران وظهور تنيسق واضح فيما بعد – خاصة بعد حركة التغييرالعسكري في الخرطوم في العام 1989م بين إسلامي السودان وإيران ولم يقع السودان وجده تحت الحزام الشيعي بل تغلغلت إيران ومن خلال وجودها بالسودان حتي استطاعت الوصول لأكثر من 30 دولة إفريقية فيها تمثيل ووجود للشيعة في بعض مناطق تلك الدول تحت سواتر دبلوماسية وأحيانا عبر غطاء ثقافي ومرات من خلال وجود تجاري إستثماري أو شراكات إجتماعية واقتصادية ...
    = وعود علي بدء ولمزيد من الإضاءات والإيضاحات فان الأوضاع في بلاد الشام ونمو وتصاعد التيار السلفي الجهادي والحضور القوي للقاعدة وواجهاتها الجهادية هناك يضاف لها التمدد الشيعي والدور الإيراني في سوريا والعراق وبعض البلدان الإفريقية الواقعة علي سواحل البحر الأحمر بجانب وجود الحوثيين باليمن والمطامع الإيرانية في بعض دول الخليج العربي جعل السعودية تشعر بالقلق خاصة بعد دخول الحرب في سوريا عامها الرابع دون أن ترجح كفة جهة ضد جهة أو علي حساب جهة أخري فتعددت الجبهات في العراق والشام سيولد من جديد واقعا معقدا يتشابه مع الوضع الذي كان سائدا في أفغانستان قبل أكثر من عقدين من الزمان ويذكرّ بانقسامات الفصائل المجاهدة وتشظيها واقتتالها ثم توزع بعض المقاتلين علي عدد من الدول العربية من بينها السودان عقب انتهاء مرحلة الجهاد الأفغاني فالوضع الحرج في السعودية ووقوعها تحت الحزام الشيعي كمهدد أمني سياسي فكري ثم تمدد ذلك ووصوله حتي داخل بلدان القارة الإفريقية – خاصة السودان ومصر – أدي ذلك لانزعاج بعض دول الخليج العربي مع بروز نغمة جديدة هذه الايام بوجود بوادر أزمة مكتومة بين بعض البلدان الخليجية مع السودان وهو أمر أشار إليه مسئولون سودانيون في دوائر الحكم بعدم حدوثه في أكثر من مناسبة جاءت علي لسان نائب رئيس الجمهورية السابق الدكتور الحاج آدم يوسف وبعده تصريحات نسبت لمساعد رئيس الجمهورية السابق الدكتور نافع علي نافع غير أن ما تردد عن أن بعض البنوك والمصارف السعودية ترفض التعامل مع السودان وهو خبر حملته صحف الخرطوم قبل أيام قليلة ربما يكون مقدمة لمقاطعة إقتصادية جديدة وبداية حصار دولي علي السودان يشبه حالة البلاد بعد قيام الانقاذ بسنوات خاصة بعد الظهور الطاغي للشيخ حسن الترابي علي مسرح الاحداث واحتمالات عودته مرة أخري للواجهة طبقا لما يتم تداوله حاليا في بعض مجالس همس الإسلاميين بالخرطوم ذلك يعني أن إنقاذا جديدة بدأت تتخلق في رحم الغيب في طريقها لأن تولد من جديد مما يعيد السودان للمربع أو الخندق الأول قبل أكثر من 20 عاما وعودة الأصولية مرة أخري بأثواب جديدة مما يعني أن البلاد ستكون في مواجهة مع الأسرة الدولية في حال يتشابه مع الأوضاع بعد التغيير العسكري الذي نفذته الجبهة الإسلامية القومية بقيادة الدكتور الترابي في العام 1989م واصطفاف القوي الإسلامية حاليا في صورة تلتحم فيها مع النظام الحاكم يعيد للأذهان تجمع الأصولية والأممية الدينية التي أسسها الشيخ الترابي بتكوينه للمؤتمر الشعبي العربي والإسلامي الذي اتخذ من الخرطوم مقرا له وانخرطت تحت لوائه (القاعدة – السلفية الجهادية – الاصولية الإسلامية – مطاريد ومرافيت الأخوان المسلمين – الأفغان العرب) الذين توافدوا وتدفقوا نحو السودان بعد نهاية حقبة الجهاد الأفغاني ضد الاتحاد السوفيتي واستنت الخرطوم في ذلك الوقت سياسة (الباب المفتوح) لاستقبال المغضوب عليهم من قبل دولهم من الإسلاميين واستقرارهم بالخرطوم علي نحو أغضب الدول الغربية – خاصة أمريكا – التي وضعت اسم السودان في قائمة الدول التي ترعي وتدعم الارهاب منذ العام 1993م ولم يتم رفعه حتي اليوم هذا إذا استصحبنا أن علاقات السودان الخارجية لا زالت حتي الآن تراوح مكانها ..
    = وبالطبع ما سردناه أمرا بات معروفا وملموسا ومشاهدا وواقع نعايش فصوله وتفاصيله ربما بشكل يومي لكن السؤال المفصلي هو : درجة ومدي تأثير هذه الاحداث والتطورات علي السودان ؟ وما هي المضاعفات السالبة علي الخارطة السودانية ؟ ..
    لكن قبل الاجابة علي هذا السؤال الملح لا بد من تبيان أوجه التشابه بين التحديات أو المهددات والمخاطر التي تواجه السودان وتلك التي تواجه السعودية بدرجات متقاربة غير أن المفارقة في أن السعودية تحاول صد ورد هذه التحديات عبر حزم وقائية مانعة للحفاظ علي سلامة أراضيها يضمن لها إستقرارا وهو إستقرار يمتد لبقية منظومة الدول الأخري باعتبار وضع السعودية كصرة ونقطة تتوسط البلدان الأخري بيد ان الوضع في السودان يشكل بعثا للمخاوف والهواجس لجهة عدم وجد استراتيجة أو خطة محكمة من قبل الحاكمين في التعامل مع هذه المخاطر والمهددات ..
    فمثلما ان السعودية أصبحت مخنوقة ومحاصرة عبر طوق شيعي من جهة وجهادي من جهة ثانية أساسه تنظيم القاعدة والسلفيين الجهاديين وتيار السرورية فان الحالة السودانية تتشابه بعض فصولها لحد كبير مع السعودية بل أكثر حصارا حيث أصبح السودان واقعا تحت تأثير الشيعة بشكل مباشر بتزايد الدور الايراني من جهة وتنامي وصعود التيار السلفي الجهادي داخليا وخارجيا من جهة أخري بل وهجرة شباب جهاديين سودانيين للقتال في صفوف تنظيم القاعدة في الصومال – مالي وسوريا حاليا يضاف لذلك المد النصراني عبر التبشير الكنسي الذي يقوده مجلس الكنائس السوداني والإفريقي والعالمي فالسودان علي وجه الخصوص والقارة الإفريقية بصفة عامة يجري حولها تنافس وسباق دولي محموم يحمل أبعادا دينية ممثلة في نية القاعدة لنقل نشاطها وتكثيف وجودها وانتشارها بإفريقيا في اتجاه مواز يقابل الوجود الأجنبي والاروبي والغربي في القارة السمراء أما التنافس الثاني فهو اتجاه إيران لتوسيع دائرة نفوذها في بعض البلدان الإفريقية يقابله جهد سلفي محلي مسنود بامكانيات مالية ضخمة من بعض دول الخليج العربي لايقاف المد الشيعي ومحاصرة الدور الإيراني بالمنطقة وبين هذا وذاك تحركات الحركة الإسلامية الحديثة لتكوين تنظيم بامتدادات إقليمية ودولية لتأسيس واقع جديد ببعض البلدان العربية والافريقية وأخيرا وجود شبكة التنصير وحركة التبشير الكنسي بمكونها السوداني – الافريقي – العالمي وهذه الحلقات الثلاثة ستلقي بظلال وذيول سالبة علي جملة الاوضاع بالسودان علي نحو يرشح البلاد لأن تكون بقعة توتر خلال الفترة المقبلة بما تولده من حالة اشتباك أو صدام مباشر وغير مباشر ...
    = وطبقا لهذه الحيثيات يمكننا النظر إلي طبيعة وشكل الصراع الديني في السودان الذي ظهر مؤخرا عبر عدة حوادث ووقائع دامية جرت خلال الأعوام الثلاثة الماضية بوقوع صدام (صوفي – سلفي) بين بعض المنتمين لطبقات الطرق الصوفية وجماعة أنصار السنة المحمدية في مواجهات دامية بدأت بساحة ميدان المولد بحوش الخليفة بأم درمان وأدت لاتلاف مكبرات الصوت – جهاز المايكرفون – حرق السجادات والمفارش وتعدي علي عضوية أنصار السنة بالسلاح الابيض علي مخيم أنصار السنة من قبل افراد منسوبين ومحسوبين علي الطرق الصوفية سبق ذلك وجود حريق وإضطرام النيران علي أضرحة ومقامات تابعة للطرق الصوفية في مقابر منطقة العيلفون بشرق النيل بالخرطوم وأشارت أصابع الاتهام للسلفيين بتورطهم وضلعوهم في هذا الحريق بجانب هدم القباب ثم جاءت حادثة الهجوم علي مجمع الامام مالك الاسلامي بقرية أم عشوش بشمال كردفان بالقرب من منطقة الزريبة مركز ثقل الشيخ عبد الرحيم البرعي ومعقل الطريقة السمانية في العام 2012م هذه قد تكون بعض ملامح الصراع المذهبي والطائفي بالسودان ومحوره الصوفية والسلفيين وكذلك بروز الصراع الديني بين السلفيين ومن ينتمون للمذهب الشيعي بالبلاد حيث بدأت بالسودان حملات إعلامية وتنويرية وتوعوية واسعة النطاق نظمتها جماعات سلفية تحذر من تغلغل الشيعة في أوساط المجتمع السوداني واختراقهم لتنظيمات دينية وانتشار للحسينيات في بعض أحياء الخرطوم وبعض المناطق المجاورة والولايات الغربية لدرجة كبيرة جعلت السلفيين يدعون لعقد مؤتمرات علمية عالمية بالسودان عن مخاطر ومهددات الشيعة وكيفية صد الخطر الشيعي عن السودان - استضافتها الخرطوم - وشارك بالحضور فيها دعاة سلفيون من دول خليجية وكشفت هذه الملتقيات عن وجود شيعي منظم برعاية السفارة الايرانية بالخرطوم والمراكز الثقافية التابعة للسفارة الايرانية ولم يتوقف الامر عند هذه الحد فان الصراع الديني قابل للانفجار ومرشح ليزداد سخونة علي ضوء ما نشر مؤخرا عن وجود صراع ديني يحمل وجها آخر وهو الإدعاء بوجود حركة إضطهاد ديني في السودان ضد أقلية الاقباط المسلمين بالخرطوم في مواجهة أكثرية الاقباط المسيحيين وهو أمر إن قدر له التطور في اتجاه سالب والظهور بشكل سافر سيتطابق مع الصراع الطائفي في صعيد مصر بين طائفة الاقباط والمتشددين الاسلاميين والسلفيين وبالطبع فان كل ذلك لو قرأناه مع بعض الفتاوي التي أطلقتها الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان بتكفير زعيم الانصار ورئيس حزب الامة القومي الصادق المهدي وكذلك ظهور موجة التطرف الديني وحضوره في المشهد السياسي متخذا عدة أشكال من بينها ظاهرة التكفير التي طالت عددا من الرموز السياسية والدينية مثل تكفير الزعيم الاسلامي الشيخ حسن الترابي وتكفير مولانا النيّل أبو قرون باعتباره قائدا للشيعة وعميلا لإيران بالسودان بل وصل التطرف الديني درجة أدت لكسر البروتوكول وخرق العرف الدبلوماسي بإقدام متظاهرين ومحتجين غاضبين للهجوم والتعدي علي مباني سفارتي أمريكا والمانيا بالخرطوم وتسوّر مقار السفارتين وحرق أعلام الدولتين وإضطرام النيران فيهما ثم صعود وتنامي التيار السلفي الجهادي الذي عبّر عن نفسه في وقائع لها أبعاد اقليمية ودولية مثل حادثة تفجيرات السلمة 2007م التي كان عمادها تشكيلات وأنوية عسكرية مكونة من طلائع شبابية يقدر عددهم بنحو 40 فردا وكان الهدف من اجتماع الخلية – محل التفكيك - تفجير مقار البعثات الدبلوماسية وبعض سفارات الدول الغربية واستهداف مواقع القوات الأجنبية والأممية فحادثة مقتل أو إغتيال الدبلوماسي الأمريكي جون غرانفيل مطلع العام 2008م وقبل عام ونصف تم توقيف اجهزة الأمن السودانية لخلية جهادية تضم 50 شابا من عناصر السلفية الجهادية في معسكر تدريبي بحظيرة الدندر تعد العدة للهجرة إلي الصومال ومالي وسوريا بجانب التدبير لتنفيذ أعمال عنف بالخرطوم تستهدف مسئولين سياسيين ودستوريين في أجهزة الحكم والسلطة وتفجير منشآت تتبع للدول الأوربية 2012م وعليه فان حالة الاستقطاب والتجاذب والتناحر في الساحة السودانية ستصل وتبلغ ذروتها في ظل وضع وواقع سياسي هش وضعيف مع وجود عدم استقرار واضطراب أمني في بعض المناطق الطرفية بالبلاد (دارفور – النيل الأزرق – شمال وجنوب كردفان) بما يشبه تفكك الدولة يضاف لذلك عوامل أخري في مقدمتها عدم تماسك الجبهة الداخلية وتفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي وبروز حدة الفقر هذا بجانب توتر العلاقات بين السودان الشمالي والجنوبي بجانب أن الجبهة والبوابة الشرقية قابلة للإنفجار مرة أخري أمّا في أوساط المؤتمر الوطني نفسه فهناك الأزمة المكتومة داخل أروقة الحزب الحاكم وأدت لحدوث شرخ أدي لخروج مجموعة منصة الاصلاح (السائحون) ثم ظهور الخط الاصلاحي الذي عبر عن نفسه بحركة الاصلاح الآن التي يقف عليها الدكتور غازي صلاح الدين وسبقه علي ذات الخط الطيب مصطفي مكونا منبر السلام العادل بعد إعلان إنشقاقه وانسلاخه من الحركة الإسلامية مما يعني أن الواقع والوضع في السودان في المرحلة القادمة مقبل علي سيناريوهات أساسها ومحورها صراعات (قبلية جهوية) في بعض أطراف البلاد وهو أمر مشاهد في الوقت الراهن وصراعات (عرقية إثنية) ربما تزايد به بعض الأقليات وصراعات (سياسية) – أصلا موجودة – وصراعات (دينية مذهبية وطائفية) يدور رحي الحرب فيها بين فصائل وجماعات دينية مختلفة ومدارس فكرية وهو الأمر الأكثر خطورة ولعل هذا الملف الحساس هو الذي أدي لانتباه الادارة الامريكية التي اوفدت وانتدبت سفيرها السابق بالخرطوم – القائم بالاعمال جوزيف استافورد للقيام بجولات ماكوكية لتلمس واستكشاف معالم الخارطة الدينية والمسار الدعوي بالسودان ومبادرته بزيارات بيوتات دينية ومراكز بعض الطرق الصوفية واهتمامه وحرصه للتعرف علي طبيعة المشهد الديني بلقائه بجانب رجالات الطرق الصوفية مقابلته لزعماء أنصار السنة المحمدية كل ذلك ربما يضع السودان في المرحلة المقبلة في واجهة الأحداث ومركزا للإهتمام الدولي وساحة ومسرحا لصراع ونزاع قد يكون مفتوحا وطويل الامد والاجل خاصة وأن معالمه وملامحه بدأت تلوح في الافق تشير إلي أن من تكهنوا بـسيناريوهات (الصوملة) و(الأفغنة) كانوا متفائلين بدرجة كبيرة .. !!
    --------
    • كاتب وصحفي سوداني مهتم بالصراع الديني في السودان
    بريد إلكتروني : [email protected]
    هاتف جوال : 0121526302























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de