|
( زاغروس الكردية ...وكانت إن مشت تتبعها ملائكة صغار ملونة ) حفريات فى ذاكرة بغدادية للعميرى
|
وكانت اذا مشت تتبعها ملائكة صغار ملونة ، عيناها نجمتان وأجمل ما فيها ضحكتها، تلك هي "زاغروس" الكردية التي كانت تدرس تقنيات مسرح الصورة في أكاديمية بغداد للفنون الجميلة ،إفتتن بها أساتذة الأكاديمية الكهول قبل الشباب وكانت علاماتها في كل مادة تقارب حد الكمال ، يتزلل لها قائد الحرس الجامعي وأبو"الفلافل" وعميد الأكاديمية ، كانت اذا خرجت من باب الأكاديمية تتبعها حاشية من السيارات وتختنق حركة المرور ويتلوث الجو بأبواق السيارات ، وكنت أنا العبد الفقير المتسكع المهرج صديقها الوحيد ، أضحكهها وأسليها وأناجيها بصوت درامي فخيم "زاغروس إمراءة من سكر ولوز" و ما أكثر حسادي وما أحلى أن تكون جزءا من حربٍ تشعلها "زاغروس" وعطرها الله من عطرها مزيج من نباتات جبلية وأعشاب تركية وبهارات وفل ، لها قوام جنيات جبال الأناضول وكانت في عينيها معارك العثمانيين وأبخرة خليج البسفور وأشجار من بلوط وبحيرات مسحورة وفاكهة الجنة وعذابات الأكراد وحفلاتهم! ما أجملك وأنت توزعين ثمارك المجنونة فتورثين الناس العذاب اللذيذ. وفجأة بلا مقدمات أصيبت "زاغروس" بداء قديم وأحبت كما لم تحب أنثى من قبل وكنت أنا مستشارها وكاتم أسرارها وذادها الحب ألقا وبهاءا ولكن بقدر ما كانت جميلة ومستحيلة كان حبها مستحيلا وتمر الأيام وزاغروس تكابد من العشق ما تكابد ولم تنفع استشاراتي ولا أفكاري عن الحب ومناوراته وذوت زهرة الأناضول ونضبت بحيراتها وأنفضت من حولها الملائكة الصغار الملونة وأصبحت بلا حساد ولا حروب خاسرة ولعنت في نفسي قبائل الأكراد وعاداتهم وتقاليدهم التي حرمت زاغروس من حبها المجنون لـ "أحمد" المصري وحرمتني من وظيفتي كمهرج لهذه الأميرة الكردية المبجلة! والى لقاء .... مصطفى العميرى
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ( زاغروس الكردية ...وكانت إن مشت تتبعها ملائكة صغار ملونة ) حفريات فى ذاكرة بغدادية للعمير (Re: salah awad allah)
|
Quote: سنوات وأنا أحاول أن أفهم لماذا قامت الحرب أصلا؟ ولكن بعد كل هذا الذي رأيته لا يزال السؤال يزداد تعقيدا! على الذين يحكمون الناس أن يقرؤا تاريخ الامبراطوريات والدول والقبائل وأن يرحموا أنفسهم من عناء تكرار هذه الماسأة التي يسمونها الحرب. وفي الحرب تعلمت أنه ليس هنالك من منتصر.. فالكل خاسرون. صدقني يا صديقي هذه هي الحقيقة التي لا يدركها الا الذين دوت فوق رؤوسهم القذائف وعاشوا في الخنادق والحفر الرطبة ، أما الحكام فليست لديهم مثل هذه القناعات ولكنهم لو عاشوا ساعة حرب ميدانية واحدة فستتغير أفكارهم وسيبنون المدارس والمستشفيات ورياض الأطفال.
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( زاغروس الكردية ...وكانت إن مشت تتبعها ملائكة صغار ملونة ) حفريات فى ذاكرة بغدادية للعمير (Re: انور التكينة)
|
هى صديقتنا الكردية وذات يوم تناولنا قهوة الصباح يا انور وكنا قد خرجنا من المكتب تحت ظل شجرة ظليلة هناك فى قوز ابوشريف حيث تحفظ تلك الشجرة الرؤوم مناجاتنا وأسرارنا ... بعيدا عن الوطاويط ورائحتها التى تسكن المكاتب بإتفاق مسبق مع الادارة... حينها كانت زاغروس بشعرها المبعثر على الاكتاف بإهمال مهوول تتقاذف بيننا وترج الذاكرة... أبتكرنا فكرة التوثيق وصغنا الخاطرة بإحساس الغربة المكانية الذى ظل يتوجس المكان ووالعيون التى ترقب إيقاعنا المشاتر ... صغناها سويا واحترقنا فى تلكم الذاكرة ؟؟!!! Quote: انا قايلك انت يا صلاح عوض الله اجى القاهو فى الاخر مصطفى العميرى ؟؟
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( زاغروس الكردية ...وكانت إن مشت تتبعها ملائكة صغار ملونة ) حفريات فى ذاكرة بغدادية للعمير (Re: عبداللطيف خليل محمد على)
|
تحياتى صلاح وعميرى كتابة دافئة وهذه الزاغروس الكردية ذكرتنى بغداد كنت فيها ذات عام قبل واحد وعشرين عاما ما تزال منصوبة فى الذاكرة كما الامس تحل عواطف وزهرة ماجد السامرائى تجئ ليلى ممو وجليلة ممو وعادل كاظم ومحمد قتسم وعونى كرومى وريكاردوس يوسف الاشورى الجميل نلتقى على اسنة المسرح والمسرح والكتابة والكتاب حضور باهر لاحمد قبانى يتجول كفراشة من اجمل الفراشات بين ردهات المسارح تشهد عرضا يكون الجمهور فيه يغتصب حقه فى الدخول بكسر بوابة الدخول ويكون العرض كما توقعه الجمهور يا لبغداد تفر اليها خيولى الان واقف الى مكتبة تفوح منها رائحة الحبر وقهوة على رصيف سوق الرشيد وفندق الرشيد وابونواس يقف بيننا حاملا دنه ويسقى العالمين من روحه خمرا لاتنسى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( زاغروس الكردية ...وكانت إن مشت تتبعها ملائكة صغار ملونة ) حفريات فى ذاكرة بغدادية للعمير (Re: salah awad allah)
|
لك سلمى بعض ما سطره صديقى عميرى ونحن نفتح البوست على اكبر بوابات الجنون حيث نقرأ مداحلتك ونضحك او نبكى والذ1كرة تنهش فينا وترجنا الى ما قبل خمسة وعشرين عاما هاهو عميرى ككائن لا مرئى يناجيك هنا ويزرف الدموع على علياء ...
رفيقةالكتابة يتداعى العالم ولا يبقى سوى الكتابة هي عكازتنا في الانفجار .. تمر الأحداث عبر غربال الذاكرة الذي تتسع مساماته يوما بعد يوم ولا تبقى الا بغداد عصية على النسيان والزوال ففيهاتعلمناالحرب والحب معا وفيهاخضنامعاركناالحزبية الخاسرة وتفرجنا على الثوريين وهم يتحولون بقدرة قادر الى موظفين أنيقين وفيهاعشقنا الديانات القديمة التي أدهشت فلاسفة العالم وأنبيائه الجدد وفيهازرنا ضرائح أولياء منسيين وشعراء أفاكيين وشهدناشجرة آدم في البصرة التي يدعي محمد الربيع أن أمنا حواء وأبينا آدم قدهبطا من الجنة عليهاوفيها جعنا وشبعنا وانتشيناووووووووووووووو وفيها حذرني صديقي صلاح عوض الله عن معاكسة بنات الأتراك في شارع الرشيد لك الحب كله ولبغداد المجد
Quote: كنت فيها ذات عام قبل واحد وعشرين عاما ما تزال منصوبة فى الذاكرة كما الامس تحل عواطف وزهرة ماجد السامرائى تجئ ليلى ممو وجليلة ممو وعادل كاظم ومحمد قتسم وعونى كرومى وريكاردوس يوسف الاشورى الجميل نلتقى على اسنة المسرح والمسرح والكتابة والكتاب حضور باهر لاحمد قبانى يتجول كفراشة من اجمل الفراشات بين ردهات المسارح تشهد عرضا يكون الجمهور فيه يغتصب حقه فى الدخول بكسر بوابة الدخول ويكون العرض كما توقعه الجمهور يا لبغداد تفر اليها خيولى الان واقف الى مكتبة تفوح منها رائحة الحبر وقهوة على رصيف سوق الرشيد وفندق الرشيد وابونواس يقف بيننا حاملا دنه ويسقى العالمين من روحه خمرا لاتنسى |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( زاغروس الكردية ...وكانت إن مشت تتبعها ملائكة صغار ملونة ) حفريات فى ذاكرة بغدادية للعمير (Re: salah awad allah)
|
Quote: محمد الربيع محمد صالح (البقاري} ================================ كملك من ملوك القرون الوسطى كان يحرص على أن تتبعه حاشية من الصبايا الجميلات وأنصاف المثقفين وهو لا يملك في هذه البسيطة غير مشروعه المعرفي وضحكته الرجراجة يلقيها في وجه أصدقائه و أعدائه على السواء ، انه الفتى الأنيق محمد الربيع محمد صالح ، صاحبى الذي حبب الى قلبي روائع الأدب الانجليزي و النساء البغداديات الجميلات! وكانت الحرب قد استعرت و أنا وهو نتعانق بعد طول غياب في معسكر النهروان وعند المساء تعبر فوقنا طائرات الـبي 52 وبغداد قبة من نار ودخان وآذان ومحمد الربيع يقف في أعلى الخندق الذي حفرناه داخل المعسكر وهو يردد : يااااااااااا.....ألطاف الله. يا أولاد الكلب ..وأنا أسخر من كل ذلك وأسال محمد الربيع عن نوع الويسكي الذي شربه الطيار قبل أن يصعد على متن قاذفته؟ ويلعنني محمد الربيع ومعي القبائل الساكسونية والجرمانية ويقول لي :انت ما عندك دم ما شايف القيامة القايمة دي ، فأرد عليه بأن : طظ (كبيرة) . وتمر بنا السنوات ويمضي محمد الربيع في ترقيع وتصليح مشروعه المعرفي ويكتب في الصحف ويشتهر بحفرياته ومدارس النقد الحداثوي الجديد وأمضي أنا الى عزلتي في بحر أبيض. ويهاجر محمد الربيع الى دولة نفطية حيث لا فرق بين المسرح والبطاطس ولا بين الشعر والسيارة الوثيرة..يمضي الى حيث يمكن أن يكمل مشروعه دون المرور بمرحلة لهاث اليومي والمتكرر في بلد الموت المجاني هذا..وقبل أيام مرت الذكرى الـ23 لوصولنا بغداد ونحن طلاب جدد فاستدعيت من رماد الذاكرة شخصية محمد الربيع. وما تزكرت محمد الا وقفزت الى ذهني صورة شوارع(الوزيرية) بأشجارها السريالية وأضوائها الخافتة التي تصلح للحب واللعنات وتذكرت مبنى أكاديمية الفنون الجميلة وعصافير الجنة من بنات بغداد وضواحيها وطافت بي الذاكرة الى مسرح الصورة والمخرج صلاح القصب وخزعل الماجدي الشاعر الذي يموت في اليوم ألاف المرات من قلقه الوجودي العظيم. تمر السنوات وشوارع الوزيرية كل يوم تزداد تألقا في ذاكرتي الخربة . قال مجنون من مستشفى المجانين في طنجة : أنا لست مجنونا .. الدولة هي المجنونة حين اختزلتني الى رقم ورفع بطاقته العسكرية في وجه كاميرا تلفزيون الحياة |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( زاغروس الكردية ...وكانت إن مشت تتبعها ملائكة صغار ملونة ) حفريات فى ذاكرة بغدادية للعمير (Re: salah awad allah)
|
Quote: ومن محبيها الرفيق ياسر عوض الذي كانت تجملة سحنته الأفريقية ووجه الذي يشبه وجه عطيل غير انه كان محنكا ويجيد عذب الحديث وكلام أهل العشق فكانت تحب شخصيته وروحه وتمقت وجهه العطيلي الدميم . وهذه حقيقة شعورها نحو ياسر عوض كما اعترفت لي في لحظة صدق. وياسر الأن بالمناسبة مخرج تلفزيوني بقناة الشروق السودانية أظنه ما زال يجرب خدعه التي أتقنها في بغداد تلك الخدع التي يجذب بها البنات كما تجذب الفراشات النار فكم من فراشة احترقت في نار ياسر وصارت دخانا ورماد... لله درك ياود الدروشاب كم من البنات انجبت من زوجتك الأن؟! .... تزوجت علياء من عباس العراقي زميلها في الجامعة ولم أسمع عنهما حتى الأن ( مصطفى العميرى ) |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( زاغروس الكردية ...وكانت إن مشت تتبعها ملائكة صغار ملونة ) حفريات فى ذاكرة بغدادية للعمير (Re: salah awad allah)
|
عــمــاد عــركــى.. .... ( من ينصفك من أصدق حباً لك غيرهذا الهذيان ) ؟؟!!! =============================== من يحرس البراءه فى الزمن الغاشــــم ؟ فى الزمن الغاشم والليل ينهش فى العظام . ., صوتك يتصــاعد هـــادراً ... , نعم يتصاعــد أما زلت تدير خدك بوداعتــه وبغيـــر أظافــر و أنياب من حديــد ؟؟؟؟؟!!!! هومـــــــت ..... !!! تثاقلت خطواتى مخلفةً ورائها آثار الطعنات القديمه والجراح القادمه قــلت لى :-- وشمس الخرطوم تسقط حمماً على الوجوه الشاحبه فالنقترح مســـارات أخرى لا تعطل أحساسنا باللقاء ..... وتصبغ شفاه الحبيبه بطعم البرتقال .... كنت تقول لى :- الحال هو الحال .., لم تتبدل أعرف أنك أنفلت الى حد ما .. كانت أخبارك تتسرب الينا...،، ويصبون عليها من أهوائهم ما يريحهم؟ قلت لك :-- الشىء الذى لم يخذلنى بقايا الماضى المقيم فيـــك!!!! , وكنت أحس أن ثمة شيئاً ما شىء يغلى فى صدرك ويبعث مزيداً من الحيره والتساؤل .. !!!؟ قلت لى :-- كعادتها هذه المدينه تبدو هادئه مستسلمه فى ركامها ,..؟؟؟ تختبىء خلف أسئلتها الكبرى وتركض لاهثه متناسيه.... هل أخترت لنفسك مواقف صعبه ..؟ قلت لك :-- أتخذت مواقف أقل تأزماً ... وظللنا نثرثر .............................. , صعدنا أنا و أنت البص المؤدى الى منزلكم , ... وفى غمرة الحديث وتداعيات اللقاء .... , تسلقت آذان بعض الفضوليين الينا .. أخترنا الصمت .. هومنا فى ملامح بعضنا وقد تبعثرت بين السنين .... تنامت شعاب الأستغراب والدهشه حوائط .. , قفزت من نافذة البص مهرولاً ..... تركتك وحدك وسرت وحدى .. لـــون حبيبتى بدأ يظلل سماء المــــدينه لون حبيبتى ظلل سماء المدينه ... ...........................................
|
(عدل بواسطة salah awad allah on 11-14-2009, 03:49 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( زاغروس الكردية ...وكانت إن مشت تتبعها ملائكة صغار ملونة ) حفريات فى ذاكرة بغدادية للعمير (Re: مطر قادم)
|
بغداد ذاكرة المحبين والعاشقين اما آن لنا ان ينصفها المبدعون السودانيون الذين احتضنتهم بشئ من الذكرى والعرفان ؟ نعم . اكتب اليك الآن يا صلاح وانا استمع الى الخال الموسيقار بشير عباس وهو يحكى كيف ان الراحل الرئيس الشهيد صدام حسين اهداه عودا عراقيا فاخرا بعد ان ارسل له خطابا صاغه الاديب الراحل على المك وكانت مجرد محاولة ولم يدر بخلدهم ان صدام كان سيرد عليها بهذه السرعة . يمر بالذاكرة الحاضرة العديد من الأصدقاء الذين تم ذكرهم فى هذا المقام ياسر عوض ، محمد الربيع ، عماد عركى وغيرهم وهو يشكلون حضورا وجدانيا عميقا عندي والكتابة فى هذا المقام كما قال الصديق اسامة عبد الجليل طاعمة ولكنها تلسع القلب . شفيفون كما عرفتكم يا اصدقائى تتغلغلون داخل الافئدة والقلوب وتستقرون بلا رحيل ليكن هذا النذر اليسير مدخلى للمشاركة فى هذا البوست.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( زاغروس الكردية ...وكانت إن مشت تتبعها ملائكة صغار ملونة ) حفريات فى ذاكرة بغدادية للعمير (Re: salah awad allah)
|
العزيز الفنان ضــياء إتحتاءة بقامة وفائكم الصادق ليتك تلفت إنتباه الصديق المعتق هاشم عتيق الى هذا النزيف وهو بقربك
Quote: بغداد ذاكرة المحبين والعاشقين اما آن لنا ان ينصفها المبدعون السودانيون الذين احتضنتهم بشئ من الذكرى والعرفان ؟ نعم . اكتب اليك الآن يا صلاح وانا استمع الى الخال الموسيقار بشير عباس وهو يحكى كيف ان الراحل الرئيس الشهيد صدام حسين اهداه عودا عراقيا فاخرا بعد ان ارسل له خطابا صاغه الاديب الراحل على المك وكانت مجرد محاولة ولم يدر بخلدهم ان صدام كان سيرد عليها بهذه السرعة . يمر بالذاكرة الحاضرة العديد من الأصدقاء الذين تم ذكرهم فى هذا المقام ياسر عوض ، محمد الربيع ، عماد عركى وغيرهم وهو يشكلون حضورا وجدانيا عميقا عندي والكتابة فى هذا المقام كما قال الصديق اسامة عبد الجليل طاعمة ولكنها تلسع القلب . شفيفون كما عرفتكم يا اصدقائى تتغلغلون داخل الافئدة والقلوب وتستقرون بلا رحيل ليكن هذا النذر اليسير مدخلى للمشاركة فى هذا البوست. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( زاغروس الكردية ...وكانت إن مشت تتبعها ملائكة صغار ملونة ) حفريات فى ذاكرة بغدادية للعمير (Re: salah awad allah)
|
"رشا أو "عين الظبي يجلوها المطر ==============================
الوجه وجه طفلة والجسد جسد امراءة ، يتفتق كل لحظة كوردة مهلكة للروح ، صفحة وجهها خليج البسفور ، وصوتها تدفق الموسيقى في سيمفونية " بحيرة البجع " ، كانت تفسد القلب والروح معا ، وتحت أشجار الجميز العتيقة ، اكتشفت معها طعم القبلات المسروقات تحت نظر حارس السفارة التركية المجاورة لسكرتارية الطلبة العرب في بغداد ، ومعها عرفت إن هنالك طرقا ملتوية أخرى ، غير النبؤات للوصول للايمان بالجمال والتناسق ودقائق الأشياء ، كانت جامحة ومتمردة تعاكس سائقي البصات وبائعي الحلوى الجوالين تماما مثل شخصية جين مورس في " موسم الهجرة الى الشمال" ولم تكن شمالا يحن الى جنوب ، وانما كنا شمالا يحن الى نصفه الشمالي الموبوء بلعنة الحب منذ ملايين السنين ، كانت تتعمد اغاظتي و تجيد طهو قلبي على نار جمرات الأبنوس وكلما أمعنت في ذلك ، أحببتها أكثر، يمكن للموز والكاكاو أن يتقافز من نهديها بكل أريحية ونحن نتسكع في شوارع " الوزيرية " منتصف الليل ، وفي غمرة تهويماتنا العشقية كنت أسالها ، بعد أن تكون قد استهلكت فيّ كل خلايا الروح والجسد :
- عديني أن نكون معا للأبد
تقمز عينيها الواسعتين وتضحك " فتضحك الأزهار والأشجار وتتشظى نصفين قطرات المطر" ولا أنال منها بعد ذلك سوى سراب
كانت مسكونة بقلق عظيم وحزن عميق يزيدانها فتنة وكنت أنا الأسكندر الأكبر النسواني ذليلا ، أتبع قلبي الى موارد الهلاك وكلما ظننت أنه أرتوى ، وجدته يلهث ومازال في عطشه القديم ، قلت لها ذات مرة " سأقتلك ان تماديت في معاكسة الطلاب المغاربة " ولم تعرني اهتماما وراحت ترفع سبابتها وتدعك بها أنفي وهي تقول " أنت تستطيع قتل خمسين محاربا ولكن لا تستطيع قتلي ..أرجوك لا تغار ودعنا نستمتع بمباهج الحياة " ، و في مرة من المرات ونحن في حدائق بابل وكان الاذدحام شديدا أفلتت يدها مني وتلاشت في بحر الناس وجعلتني أقضي يومي كله أفتش عنها حتى وجدتها عند بركة ذات ماء آسن وطحلب أخضر وحيوات وهوام تغوص في البركة وهي تقف تنظر لكل ذلك بعينيه الواسعتين المقروقتين بدموع حقيقية ، كانت تنظر لهذا المشهد الخلقي نظرة فنان تشكيلي تخطفت روحه حمى الزيت والماء والألوان وقالت وهي بعيدة عني روحا ونفسا " كل هذا هوام ..كل هذا هوام " ، أمسكت بيدها الباردة كالثلج وانقادت اليّ كحيوان أليف و أشفقت عليها و أنا أردد في سري " عديني أن نكون معا للأبد".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( زاغروس الكردية ...وكانت إن مشت تتبعها ملائكة صغار ملونة ) حفريات فى ذاكرة بغدادية للعمير (Re: salah awad allah)
|
من العميرى .. وصلتنى هذه المشاركة عبر الايميل :- ------------------------------------------------- صلاح عوض الله أو شجرة النعناع =============================== كان رهيفا في كل شيء وموهلا باستمرار للدموع وللجنون ، وكنت أنا الفوضوي القديم أرقع ما تبقى من فتات أيدولوجيات الشرق الحزين و نحاول معا أن نتوازن ونحس بالوجود والثبات والاستمرار ..سنوات مرت منذ أن عبرنا معا جسر " باب المعظم" في ظهيرة الحرب و صوت ناظم الغزالي يأتينا عذبا ورطبا مضمخا برائحة الآس و الأسفلت في شهر آب كانت بغداد قد خرجت من حرب الثمان قرون ودخلت سريعا في عاصفة القيامة وكنت أحاول أن أمشي في هذا الصراط الجحيمي دون خسارات عميقة في الروح محاولا في كل مرة أن لا تنقطع صلتي بالشاعر الفرنسي الذي أحببته جدا )هنري ميشو) و ليس هنالك ما هو أعجز من قصيدة لا تصد رصاصة أو تقيك من موت مفاجئ ، و صلاح عوض الله كان لا يهمه من كل هذا سوى الترهات التنظيمية وعلاقة المركزية بالديمقراطية و أشياء من هذا النوع ،، كان يبحث عن أحلام كبيرة في وجوه غير مرئية و يزاوج ما بين حلمه و غيمات بغداد السوداء وكنت أنا لا يهمني من كل هذا سوى أن أراه سعيدا و ممتلئا بالأوامر والتكليفات التي لا تنتهي.. سنوات مرت ورائحة البارود والاجتماعات الحزبية وحدائق بغداد ما زالت تعلق بكبدي و ماء دجلة يجري عذبا ورقراقا وشوارع بغداد تضج بصافرات الاسعاف و العشاق و الجنود المسرعين الى محطة ما ثم الى الجبهة ، ثم تمتلئ نفس الشوارع بسرادق العزاء والرصاص ، و أكثر ما كان يملأ القلب بالخوف أزيز الطائرات هذا الوحش المعدني البارد الذي ما زال يطبق عليّ في نومي وصحوي كانت بغداد تتقن الحرب والحب معا وكان الخليفة الأموي بخيله صاحيا لا ينام والمزامير والجواري والخمر أنهارا وكانت الدنيا جديدة تلمع في شمس الحقائق الأولى و النساجون والوراقون يتزاحمون في شارع النهر ، والعسكر و كتبة الخليفة يحرفون الكلم عن مواضعه ويطلقون في الناس آفة النمل والقمل والجراد ، كأن هولاكو قد مر من هنا و كأن الحجاج أرخى للتو ، ناقته وجلس يحصي روؤسه التى أينعت صلاح عوض الله أو شجرة النعناع تعمدت أن لا أسرد ما تبقى لنا لأنني بت أكره الكتابة ، على أي حال تحلى الكتابة حينما يمتلك الواحد حالة عشق عاصف لأمراة مستحيلة يقوده حبها للجنو....... ن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( زاغروس الكردية ...وكانت إن مشت تتبعها ملائكة صغار ملونة ) حفريات فى ذاكرة بغدادية للعمير (Re: salah awad allah)
|
Quote: أن يقرؤا تاريخ الامبراطوريات والدول والقبائل وأن يرحموا أنفسهم من عناء تكرار هذه الماسأة التي يسمونها الحرب. وفي الحرب تعلمت أنه ليس هنالك من منتصر.. فالكل خاسرون. صدقني يا صديقي هذه هي الحقيقة التي لا يدركها الا الذين دوت فوق رؤوسهم القذائف وعاشوا في الخنادق والحفر الرطبة ، أما الحكام فليست لديهم مثل هذه القناعات ولكنهم لو عاشوا ساعة حرب ميدانية واحدة فستتغير أفكارهم وسيبنون المدارس والمستشفيات ورياض الأطفال. |
salah awad allah
تسلم ويسلم العميرى وزاغروس الكردية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( زاغروس الكردية ...وكانت إن مشت تتبعها ملائكة صغار ملونة ) حفريات فى ذاكرة بغدادية للعمير (Re: salah awad allah)
|
Quote: أحمد يونس مكنات ================ في عينيه حزن مقيم و شموس أفريقية تأتلق ، و أسئلة لا تنتهي ، و طبول وغابات و مطر كان مستقيم القلب واثق الخطى وأبيض كفكرة أكلنا كلنا فاكهة بغداد المحرمة ، الا هو ، ظل أرضا بكرا ، كراهب أعياه الاخلاص والخلاص لم يكن يعلم الغيب ولكنه قرأ تواريخنا وخساراتنا حتى النهاية أذكر أنه كان يمارس لعنة الكتابة وكانت كتاباته كأحلامه ، ناصعة ووردية بلا رتوش ولا بهارات وحينما انهمر النحاس الحارق والخارق وفتح ثقبا كبيرا في سماء العراق ، كنا نبكي بدموع التماسيح وكان أحمد مختلفا عنا يقف أعلى تلة الحزن ويغني أغنية الحنين كان ينظر لهذا المشهد كمن عاشه من قبل آلآف المرات ، كان جبلا من الوداعة والضحكات الصافيات ولم يكثر من الأسئلة المستحيلة فقد كان يمتلك كل الاجابات و أنا كنت قد هيأت روحي لممارسة طقوس فوضاي و الغرق في لجة الطوفان أسرجت خيلي ولم تكن الروم تقترب ولم أرث من بعد فوضاي غير منعطف قصي للعذاب و أحمد مولع بالقصائد التي تشطر القلب نصفين وتحيل اللحم والعظم الى رماد و مهووس بترتيب العالم ومسكون بتراجيديا الانسان صوته أنيقا كروحه ، يزكرني صوته و طريقته في الحديث بعالم أحمد طه أمفريب ، وكنت قد بعثت لأمفريب بقصيدة في في العام 1987م ونشرها في أحدى الصحف السودانية و علق صديقي الشاعر الاشكالوي عبد الله مجاعة قائلا : هذه القصيدة لها طعم نافذة... لا ينفك أحمد يونس ، مشتبك ، في ذاكرتي بقرشي الطيب ، هذا الانسان النحيل المعذب والمحكوم عليه بلعنة سيزيف ، فقرشي الطيب كائن شفاف من عجينة الملائكة والأطفال ، فهو يخاف أن تنقصف وردة الصباح من جراء رعشة نسيم عارضة
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( زاغروس الكردية ...وكانت إن مشت تتبعها ملائكة صغار ملونة ) حفريات فى ذاكرة بغدادية للعمير (Re: salah awad allah)
|
هذه المشاركة وصلتنى من الاستاذ أحمد يونس مدير تحرير صحيفة حكايات .... --------------------------------------- بكل عمق الهزائم المنتثرة في خلايانا أقولها، علّي أنفث فيها بعض نوستالجيا لذاك الزمن الحنين: ـ علّ الصدى يجيبني بأزمنة العراق.. ياه ذاك زمان، وذاك حلم، وتلك إنكسارات ملتصقة بالروح..! منذ أسبوع يحاصرني الحنين.. لماذا لا أدري.. فجأة يرن الهاتف برقم غير أليف، فيكون على الطرف الآخر صديق يحتفظ به القلب، وإن غيبته الجغرافيا.. تساءلت كثيراً من أين إنبثق كل هذا الحنين دفعة واحدة.. وتردد الصدى.. ـ ما في القلب في القلب.. تذكرت أمس ذاك الفقير العراقي (أبو حيدر)، كان يسقينا الشاي والقهوة، ويسلفنا سجارات البغدادي التي أعجزت جيب محمد الربيع، فأنا لم يكن لي جيب في ذاك الزمان.. كنا نهرب من ديونه التي غالباً ما ينساها وسط نوبات السعال التي كانت تنتابه.. تذكرت عمي (أبو حيدر)، فعرفت أنه مات، هكذا مات والعراق في جنونه لا يتذكر أمثال أبو حيدر، فهم ملح الأرض وروائها، مات أبو حيدر وترك بنتيه التي شهدنا يفاعتهن، وشهدنا إنبثاق صدورهن عن عراقيات يجدن الموت والحب كما قال شاعرهم الراهب، أمات هو الآخر..؟! أين هن من هذا الجنون..! تذكرت أبو حيدر فسالت مني دمعات، كان يمنحنا دفء بغداد بشايه و(قلاصاته) وونساته عن أيام (النضال السري)، دون أن ينسى (الحكي) الحيِّي عن بطولاته.. برحيل أبو حيدر شاخت الذاكرة، وسقطت من ثقوبها ملامح الحبيبات، وأسماء الرفاق، وبقي فيها حزن عميم..! رحمك الله يا أبو حيدر وأنار قبرك بنور من قبسه، وسقاك من حوضه، وأظلك بظلة، يا رب..! حتماً سنعصف ما تبقى من ذاكرة علها تستعيد ذاك الشجن الشفيف نواصل..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( زاغروس الكردية ...وكانت إن مشت تتبعها ملائكة صغار ملونة ) حفريات فى ذاكرة بغدادية للعمير (Re: salah awad allah)
|
المكرفون لم تكن إلا سحابة غبار كثيفة ، تتلوى كأفعى ، هي التي جعلت (حامد) يرفع رأسه فجأة وينظر ناحية الطريق الترابي الضيق الذي يفصل القرية عن مزارع الذرة الرفيعة ، كانت القرية تدرك بحس غريزي داخلي أن سحابة الغبار الكثيفة لا تظهر إلا في حالتين : الحالة الأولى حين تضيق الطبيعة بأهل القرية بديدانهم الشريطية و أمراضهم المتوارثة التي تأكل أجسادهم منذ الأزل ، أمراض طالما تألفوا معها وسامرتهم في ليالي جوعهم الطويل . والحالة الثانية حينما يتكرم أحد المسئولين بزيارة القرية في مواسم الانتخابات ويكون قطار السيارات التي تتبعه هو السبب المباشر لإثارة جنون سحابة الغبار العظيمة. كان حامد منذ أن حدثه جده عن مقتل كل أسلافه على يد قوات (الجهادية) يكره كل ما يمت للحكومة والمسئولين بصلة وقد تأكد بأن الطبيعة لم تقرر ، بعد ، أن تدلق عليهم أحشائها من غبار وهواء ثقيل، فرفع رأسه ونظر نحو السحابة الكئيبة بعينين واهنتين وغمغم ( سحقا لأصحاب المؤخرات الكبيرة المليئة بالبراز) ثم ضرب الأرض بقوة بالفأس التي أمسكها بكلتا يديه حتى إن الفأس أصدرت صريرا يائسا يشبه شخشخة رئتيه المزمن . كان موقنا بأن الحكومة قد نسيتهم للأبد وحتى مواليدهم وأمواتهم قد طواهم بحر النسيان. وكيف لا والحكومة مشغولة بما هو أهم . وكان أشد ما يكرهه تبجحات ابن عمه (آدم) والذي منذ أن تم تعيينه مدرسا في قريته النائية تغيرت لهجته في الحديث وأصبح لا يأكل العصيدة ولا يشرب ماء (الحفير) إلا بعد أن يتفحص اليرقات الصغيرات التي تسبح باستفزاز ومن ثم يقرر بكل حزم ( هذا الماء لا يصلح للشرب) فترمقه أمه بتلك النظرة القاسية التي صارت سمة بارزة في تقاطيع ذلك الوجه التمثالي الجامد وترد عليه ( هذا الماء هو من شربه جدك وجد جدك و حتى خليفة مهدي الله شرب وشرب وشرب) . وإمام هذه الحجج المقنعة والزائفة يكرع ماء الحفير فتمتلئ معدته بالطين وبقايا القش وحيوات ترى بالعين المجردة و أخرى لا ترى إلى يوم يبعثون. وفي أقل من سنتين استطاع (آدم) أن يترأس لجنة خدمات القرية ومنها قفز بالزانة إلى عضو مجلس بلدية المدينة وعندما قررت حكومة البلدية الاستعانة بأشخاص لديهم النفوذ العشائري والقبلي الذي يستفاد منه كوقود في حرب الانتخابات عينت (آدم) وزيرا للتربية والتعليم . وفي الوزارة لم يتخلص من تبجحاته فكان يغلى له ماء الشرب حتى 100 درجة . وظل لا يأكل العصيدة وصارت لهجنه في الحديث أكثر رنينا وتكلفا . ونادرا ما كان يزور قريته وحتى تظل شعرة (معاوية) الانتخابات قائمة بينه وبين القرية ، كان يرسل لأهلها ، من حين لأخر ، جوالات الذرة والسوس من مخازن البنك الزراعي المشيدة من زمن الاستعمار الإنجليزي . كان (حامد) يلتقط أخبار (آدم) من أهالي القرية الذين زاروه في مكتبه آلاف المرات مطالبين بالشفخانة التي وعدهم بها أيام ترشحه للانتخابات ، هذا الوعد الذي لم ينجز حتى الآن ، روى الذين التقوا ب(آدم) كيف أنهم تفاجئوا بكميات الشحم واللحم الهائلة التي صارت تغطي جسمه . وأقسموا أنهم اشتموا رائحة كرشه الزنخة من صالة استقبال المكتب الكبير الوثير.وكان حامد كلما عرف خبرا جديدا عن تحولات (آدم) الجديدة أطرق برأسه مفكرا وقال في سره ( إنها اليرقات الدقيقة تلك اللعنة القديمة من الحك والحرقان ). في ساحة القرية اصطف الناس بأجسادهم الممصوصة حيث توقفت سحابة الغبار الكثيفة ، كانت سيارة الوزير في مقدمة الموكب تليها سيارات الحشد الحكومي المتأنق ، جلس الوزير في صيوان الاحتفال الكئيب بعد أن رحب به شيخ القرية ووضعت أمامه زجاجة المياه الغازية الساخنة والتي تكبد بسببها شيخ القرية عناء يوم كامل من المشي حتى تستقر في عزلتها النهائية أمام السيد الوزير، بدأ الاحتفال بكلمات السادة الضيوف وتحدث شيخ القرية عن عطف الحكومة على قريتهم المنكوبة وذكرهم بجوالات الدقيق الأمريكي وباليد المشبوكة الأصابع المرسومة على كل جوال وهذا دليل التضامن العالمي مع أهالي القرية ، ثم امتلأ فمه بكلمات الشكر والعرفان وكمية هائلة من البصاق و أخيرا أعلن بصوت مهرج سيرك عن كلمة السيد الوزير ، كان (آدم) يكابد الغازات التي امتلأت بها (كرشه) و أصوات القطط التي تموء داخلها ، نهض بتثاقل ومشى نحو المنصة كبطريق عجوز ، وضع يده على المنصة وباليد الأخرى مسح بحنان على (الكرش) ، كأنه يتملق ويتمهل الانفجار الكبير ، قال انه يشكر أهل القرية على حضورهم هذا الاحتفال و ان الانتخابات على الأبواب و أن جوالات الذرة ستتضاعف هذا العام و أن الحكومة تعلق آمالا كبيرة على جماهير القرية و بما انه صوت الحكومة في القرية فانه يعلن عن مفاجأة قد جلبها معه إسهاما منه في التنمية والتطوير ، وبينما هو يتحدث كانت الأيدي المعروقة تتخطف ثلاثة صناديق كبيرة و تنزلها من (الدفار) المثير لسحابة الغبار الكثيفة. تقدم شيخ القرية نحو الصناديق الثلاثة مشيرا الى السماء بإصبعه نصف المقطوع ثم بدأ في فتح الصندوق الأول و الثاني والثالث ، كانت الصناديق عبارة عن جهاز مايكروفون كبير مكون من ثلاثة قطع وقد طلي باللون الأسود وكانت على جوانبه عبارة ( Made In China) مكتوبة باللغة الإنجليزية بخط واضح و أحرف كبيرة ضاحكة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( زاغروس الكردية ...وكانت إن مشت تتبعها ملائكة صغار ملونة ) حفريات فى ذاكرة بغدادية للعمير (Re: salah awad allah)
|
Quote: أين أنت الأن يا نصيف الناصري؟ وكنت تقول ان الناصرية بلدة لا تنجب الا الشعراء والجنود الجيدين .. أتزكر ليلة تناقشنا عن رواية ماركيز " الحب في زمن الكوليرا" وكنت تصر أن ماركيز قد سرق شخوص روايته من حيكم الشعبي الغارق في الحزن والدموع والجوع؟ وكنت أوصيك بعدم المبيت في الفنادق الرخيصة بباب المعظم ومعاشرة النساء التركمانيات .. قصار القامة حتى لا تصاب بالسيلان ولا تسمع الوصية وتلقي في وجهي ضحكتك الرجراجة ويهتز شاربك الكث وأنت تقول ساخرا : رائحتهن تشبه رائحة الكاري الفارسي وألومك لماذا تضاجع نساء يشبهن أمك وتفوح منهن روائح البهار والحمى؟ عليك أغصان الليل وأغصان الليل تتشابك وتعصر قلبك المتوحش وأنت لا تنفك ترتجف من البرد بلباسك العسكري وبندقيتك الروسية العاطلة |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( زاغروس الكردية ...وكانت إن مشت تتبعها ملائكة صغار ملونة ) حفريات فى ذاكرة بغدادية للعمير (Re: salah awad allah)
|
Quote: كانت بغداد قد خرجت من حرب الثمان قرون ودخلت سريعا في عاصفة القيامة وكنت أحاول أن أمشي في هذا الصراط الجحيمي دون خسارات عميقة في الروح محاولا في كل مرة أن لا تنقطع صلتي بالشاعر الفرنسي الذي أحببته جدا )هنري ميشو) و ليس هنالك ما هو أعجز من قصيدة لا تصد رصاصة أو تقيك من موت مفاجئ ، و صلاح عوض الله كان لا يهمه من كل هذا سوى الترهات التنظيمية وعلاقة المركزية بالديمقراطية و أشياء من هذا النوع ،، كان يبحث عن أحلام كبيرة في وجوه غير مرئية و يزاوج ما بين حلمه و غيمات بغداد السوداء وكنت أنا لا يهمني من كل هذا سوى أن أراه سعيدا و ممتلئا بالأوامر والتكليفات التي لا تنتهي.. سنوات مرت ورائحة البارود والاجتماعات الحزبية وحدائق بغداد ما زالت تعلق بكبدي و ماء دجلة يجري عذبا ورقراقا وشوارع بغداد تضج بصافرات الاسعاف و العشاق و الجنود المسرعين الى محطة ما ثم الى الجبهة ، ثم تمتلئ نفس الشوارع بسرادق العزاء والرصاص ، و أكثر ما كان يملأ القلب بالخوف أزيز الطائرات هذا الوحش المعدني البارد الذي ما زال يطبق عليّ في نومي وصحوي كانت بغداد تتقن الحرب والحب معا
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( زاغروس الكردية ...وكانت إن مشت تتبعها ملائكة صغار ملونة ) حفريات فى ذاكرة بغدادية للعمير (Re: salah awad allah)
|
Quote: سنتين استطاع (آدم) أن يترأس لجنة خدمات القرية ومنها قفز بالزانة إلى عضو مجلس بلدية المدينة وعندما قررت حكومة البلدية الاستعانة بأشخاص لديهم النفوذ العشائري والقبلي الذي يستفاد منه كوقود في حرب الانتخابات عينت (آدم) وزيرا للتربية والتعليم . وفي الوزارة لم يتخلص من تبجحاته فكان يغلى له ماء الشرب حتى 100 درجة . وظل لا يأكل العصيدة وصارت لهجنه في الحديث أكثر رنينا وتكلفا . ونادرا ما كان يزور قريته وحتى تظل شعرة (معاوية) الانتخابات قائمة بينه وبين القرية ، كان يرسل لأهلها ، من حين لأخر ، جوالات الذرة والسوس من مخازن البنك الزراعي المشيدة من زمن الاستعمار الإنجليزي . |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ( زاغروس الكردية ...وكانت إن مشت تتبعها ملائكة صغار ملونة ) حفريات فى ذاكرة بغدادية للعمير (Re: salah awad allah)
|
Quote: لم تكن إلا سحابة غبار كثيفة ، تتلوى كأفعى ، هي التي جعلت (حامد) يرفع رأسه فجأة وينظر ناحية الطريق الترابي الضيق الذي يفصل القرية عن مزارع الذرة الرفيعة ، كانت القرية تدرك بحس غريزي داخلي أن سحابة الغبار الكثيفة لا تظهر إلا في حالتين : الحالة الأولى حين تضيق الطبيعة بأهل القرية بديدانهم الشريطية و أمراضهم المتوارثة التي تأكل أجسادهم منذ الأزل ، أمراض طالما تألفوا معها وسامرتهم في ليالي جوعهم الطويل . والحالة الثانية حينما يتكرم أحد المسئولين بزيارة القرية في مواسم الانتخابات ويكون قطار السيارات التي تتبعه هو السبب المباشر لإثارة جنون سحابة الغبار العظيمة.
|
| |
|
|
|
|
|
|