.. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 03:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-17-2009, 01:04 PM

عبد الله الشيخ
<aعبد الله الشيخ
تاريخ التسجيل: 04-17-2008
مجموع المشاركات: 1759

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
.. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة

    .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة
    يوميات من بلاد العم سام
    ( صحيفة اجراس الحرية )
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    السبت
    عمر خيرى
    فنان عاش غريبا ورحل غريبا ،كانت له عوالمه الخاصة فى مساره الفنى مما صبغه بخصوصية عالية فى امر التشكيل
    يرسم فى اكبر المساحات واصغرها ، تجده احيانا يرسم فى علبة الكبريت بنفس البراعة ، وبنفس البراعة يكتب الشعر
    شعر له ايقاع خاص به كما لوحاته ، ممتلئ بالسريالية ان صحت التسمية ، فلم اشهد فنانا سودانيا له كل الايقاعات داخل سياق اللوحة الواحدة ، فله مدرسته الخاصة به وكذا فى الشعر
    اهدانى احد محبيه قصيدة حين طالعتها للمرة الاولى احسست انها تشبه لوحاته
    وهو خريج المعهد الفنى ، او هكذا كان يعرف قبل ان تتم تسميته كلية الفنون الجميلة
    حدثتنى امى وهو ابن خالتها انه كان من الرسامين البارعين فى المعهد وتصادف ان شاهد احد الاساتذة الانجليز رسوماته واعجبته فوعده ان يرسل له منحة دراسية الى انجلترا ، وهو ما حدث ، لكنهم "سرقوها " ومنحوها لشخص اخر ، مما اثار حنقه ومن تلك اللحظة اعلن انه جورج ادوراد لاغير ، وبات فى عالم خاص به
    لكنه عالم استعاض عنه بعالم خاص حيث كان يرى ماحوله مليئا بالاكاذيب فاعتزله
    ومع تلك العزلة كان يكتب فى "نوتة" خاصة به اشعاره التى كانت احيانا باللغة الانجليزية واخرى بالالمانية وتارة بالعربية
    يقول فى القصيدة التى اهدانى اياها صديقه
    اذا كانت كل بحار العالم بحر واحد
    يالضخامة هذا البحر
    واذا كانت كل اشجار العالم شجرة واحدة
    فيا لكبر هذى الشجرة
    واذا كان كل رجال العالم رجل واحد
    فيالعظمة هذا الرجل
    واذا كانت كل فؤوس العالم فاس واحدة
    فيالقسوة هذا الفاس
    واذا اخذ هذا الرجل تلك الفاس وضرب بها تلك الشجرة
    ورمى بها فى هذا البحر
    فيا لروعة الرزاز
    رحم الله الفنان عمر خيرى الفنان الفريد
    الاحد
    عميرى مرة اخرى



    معلوم ان الفنان الراحل عميرى لم يصدر الى حين رحيله ايا من دواوينه ، ولا ايا من كتاباته ، وظل ابن اخته العزيز عبد الرحمن العميرى يجمع فى مواد كتاب عن الراحل عميرى منذ ما يقارب العشرين عاما ، وللاسف لم يجد ناشرا مقداما يؤهله لنشر تلك الكتابات
    حاولت جهدى "لكنى فى موقع العاجز للاسف " فلا املك ما يفى ان اقدمه للاخ عبد الرحمن الشيخ "ود رقية العميرى "
    من هنا اتمنى ان اتقدم بدعوة للذين يملكون المقدرة فى امر النشر ان يرفدوا كتاب العميرى ببعض دراهم تفى الفنان عميرى حقه وما قدمه لنا فى حياته القصيرة من شعر وكتابات فنية تمثلت فى عدد من البرامج الاذاعية والتلفزيونية
    ادعو كل من عاصر العميرى بمد يده الى تلك المسودة التى رابضت فى الظل لامد طال
    فاصدقاؤه من الفنانين وهم عدد كبير كما نعلم ، زملاؤه فى الوسط الفنى تحديدا
    لماذا لانقوم بعمل حفلات يعود ريعها لنشر كتاب العميرى
    ادعو بالاسم الاخوة محمد عبد الرحيم قرنى ، وعبد القادر نصر ، جعفر نصر ، فادية الجيندابى ، عفاف الصادق حمد النيل ، جعفر محمد نصر وهم زملاء الفصل وغيرهم ممن فاتنى ذكر اسماءهم ، لهم العتبى
    فى ناحية اخرى اتمنى ان يتشارك الاخوة الاساتذة ابو عركى البخيت وسيف محمد "سيف الجامعة " فى اقامة حفل خيرى لدعم كتاب العميرى وتوزيع اشرطة غنائه التى تملا الساحة دون واعز من وجود رقابة او ما تم تسميته "بحقوق الملكية الفكرية " على ان يعود ريعها لمؤسسة تحمل اسمه ولو فى ادنى حد "قاعة فى معهد الموسيقى والمسرح تحمل اسمه "
    وهو احد خريجى تلك المؤسسة
    ولد العميرى عليه الرحمة فى العام 1954 وتخرج فى التدريب المهنى فى الخرطوم تخرج فى معهد الموسيقى والمسرح عام 1979 ومن ثم التحق بالعمل بالتلفزيون حتى رحيله الفاجع العام 1989 فى الرابع من يوليو
    قدم العديد من البرامج فى التلفزيون ، لعل اشهرها "محطة التلفزيون الاهلية " التى كانت حافزا لميلاد " برنامج متاعب " الذى جاء معظم ابناء الاصدقاء من ميلاد حقيقى عبر محطة التلفزيون الاهلية
    ومن هنا اتمنى ان تقوم فرقة الاصدقاء التى كان لها الدور الاصيل فى محطة التلفزيون الاهلية رفقة العميرى ، ان يقدموا عرضا لصالح مكتبة العميرى التى نرجو ان ترى النور
    فليس لدينا من بد فى اعلاء اسماء زملاء لنا سوى بالعمل الذى يفى فى ظل غياب مؤسسات ترعى الفنانين بعد رحيلهم
    اتمنى ان تجد هذه الدعوة بعضا من تجاوب
    للعميرى الرحمة ولنا ان نعمل معا من اجل تجميع اعمال من رحلوا من الفنانين لتبقى للاجيال القادمة جسر للتواصل
    الاثنين
    الصينيات والنحول
    كانت زميلتى فى العمل طالبة فى الجامعة فى المدينة ، كنت اراها كل يوم حين تبدا العمل تجئ بكوب كبير وتفتح صنبور الماء الساخن فى الغلاية الخاصة بالشاى وتشرب من تلك الماء كما نشرب الماء ، سوى ان الماء الذى تشربه حار "بوخو يلوى " سالتها لماذا تشرب هذا الماء الحار
    قالت
    ـ هل رايتى صينيا او صينية مترهل او مترهلة ؟
    ـ اجبت ان لا
    ـ هذا هو السر ، اضافة للشاى الاخضر فهو الشاى الذى نحبه جميعنا ليس لانه امر من امور الكيف لكن لانه يساعد فى اذابة الدهون من الاجسام
    ومنذ تلك اللحظة بدات اتعاطى الشاى الاخضر ، لكنى لم اتصالح بعد مع الماء الحار ، رغم انى لا اشرب ماءا باردا فى نفس الوقت ، لكنى ما ازال اعانى من تلك الدهون اذابها الله
    الثلاثاء
    كريت وامهات فى سن الطفولة
    حين دخلنا ذلك البيت الصغير مساء ذلك اليوم ، لم اكن اتوقع ان ارى اما فى تلك السن فى بلد اوروبى ، حين ابديت دهشتى حدثونى انها كريت
    فهنا الزواج يتم فى سن باكرة كما عندنا فى القرى او المدن البعيدة عن المركز ، ففى الابيض كنت قد شهدت تلميذاتى يتم تزويجهن وهن فى الصف الخامس او السادس
    لكنى فوجئت ببنات كريت الصبيات الامهات
    بل ان الامر المدهش ان لديهم بعض عادات من الانقسنا ففى الانقسنا حدثونى ان الشاب يتقدم للزواج من فتاة محددة يقوم بوضع جوال من التبغ على حافة الجدار فى بيت العروس ، فان عاد ووجده فمعنى ذلك انه لم يتم قبوله ، ويكون عليه ان يخطف خطيبته الى الدمازين وهناك يتزوجها وحين يعود بها تقام له الافراح من جديد
    وجدت نفس العادات فى كريت حدثنى والد صديقتى ماريا انه "ايام الحرب العالمية الثانية تقدم للزواج من زوجته اليزابيث لكن اهلها رفضوه ، فما كان منه الا ان خطفها وتزوجها فى كريت وحين عاد بها الى اهلها اتموا زواجهم "
    لكم هى صغيرة هذى الكرة الارضية ولكم ان الشعوب تتشابه فى كثير من عاداتها
    الاربعاء
    طارق ابوعبيدة صوت فريد
    حين تستمع له وهو يغنى تحس ان الكون ملك لك ، فهو يبيح لك ان تمتلك كل الفضاء وتهوم فيه من خلال صوته الشجى ، لم التقيه فى حياتى لكنى اعرف كل نغم شدا به
    وكل اغنية جادت بها قريحة التلحين لدنه ، فهو خريج المعهد العالى للموسيقى والمسرح العام 1989 بتخصص فى البيانو والصوت ، وياله من صوت ، ان صوت طارق ابوعبيدة من الاصوات التى تجعلك مجذوب كما الصوفى ناحيته
    طارق ابوعبيدة وهو بعد خريج الاعلام العام 1994 لكنه مع ذلك موسيقى له نفحاته الخاصة فى امر التلحين ، حين تستمع لصوته وهو يغنى للشاعر العميرى

    وكنت بلملم الضحكات
    وحاجز فى البياض نيه –
    ولما سالنى ريح الليل
    وكنت براى
    اعود واهى
    غلبنى اساوم الرهبه
    ونزفت جروحي زى ماهى –
    وماتلومت لو شفتى
    ده ليل الغربه متناهي --
    حدودو الغربه بعدو الغربه
    فيهو الغربه والأفق الرقد ساهى
    -- امد ايدي بس لي وين
    واقاوم كيف زمن لأهي
    لانفع التودد فيهو لا جاياهو حنيه –
    شتت املي في الموجات
    وكثر في العشم جيه –
    ده كلو من السواحل دي
    ومن ظلم المعديه
    وانا البعت الفرح لليل
    وغشوني المراكبيه
    لكنه ملئ بتلك النغمات الشجن ، تحس حزنا ما فى صوته ، وجزلا يحيطك ووعدا ان الباكر هو الاحلى
    فاغنياته تحتشد بالغد والباكر الاحلى
    او تجده مغنيا لخطاب حسن احمد
    –القاك فوق ضحوة فاتحة على النيل
    تحت هديل موجات مسافرة
    على شواطى بتعرفا ونبدا المقيل
    ما اجمل ان "تقيل " على ربى صوت طارق ابوعبيدة
    ما احلى ان تسافر رفقة امونة
    امونة بتحب السفر والليل واطراف المدن
    ومهووسة باللون والظلال
    يحملك امين صديق وطارق الى بلاد تحبها
    واماكن تتخلل الروح فتبقى
    فى كل كراريس الرسم انا وانت نبقى احتمال وارد
    فى ذاكرة العشق
    يا لطارق ابو عبيدة
    فهو يحمل هذا البلد فى حناياه ويسافر مشاركا فى المهرجانات مغنيا باسمه
    غنى فى العديد من المهرجانات العالمية فى بروكسل وهولندا التى يعيش فيها الان وكذا فى فرنسا
    اتمنى ان نستمع اليه قريبا بين اهله ومحبيه فى بلاد يحبها ويصطفيها
    لك المحبة اخى طارق لطالما اشعلت بغنائك مجامرا نحاول الى اطفائها لكنك تبوح بالغناء فتندلع
    الخميس
    سيرة ذاتية

    ابدات حياتى فى امدرمان ، حيث الحوش الكبير المتوج ببابين وعدة اسر تعيش بين جدرانه وبواباته العريقة
    بيت يمتاز بالدفء والالفة ، بجداتى الخمسة "نفيسة ، عازة ، عرفة ، امنة ، فاطمة " وازواجهن وبناتهن واحفادهن
    تربيت وسط تلك الاسرة الكبيرة رجالا ونساء ، تعلمت العيش فى جماعة ، الحياة فى جماعة ، تقمصتنى روح الجماعة الى اقصى الدرجات
    فالبيت كبير ، ممتد ، والناس كثر ، عدا عن اخوة جدتى غير الساكنين فى البيت معنا
    يجيئون من حيث كانوا ، يجئ جدى بشير من القضارف ، وكذا جدى شيخ الدين والطيب الذى سكن معنا فى الحوش لبضعة سنوات ثم كبر العيال واشتروا له بيتا خاصا به ، ثم جدى العاقب كان يجئ من مدنى لكنه لم يعش معنا فى الحوش قط ، كان يجئ فى الاجازات المدرسية رفقة بناته واولاده
    يلتم الشمل فى الاجازات الصيفية ، من بورتسودان كان يجئ خالى احمد الدرديرى وبناته الاربعة ، وزوجته ، من كسلا كانت تجئ خالتى سعاد وبناتها واولادها
    تدخل كل تلك الجماعات وغيرها الى الحوش الكبير ، من ناحية الزقاق كان مدخل البيت الخاص بجدتى ، ومن شارع القبة "قبة الشيخ البدوى المدخل الثانى
    فى هذا الجزء كانت بدايات الاحلام تراودنا ، كنا صبية وصبيات ، رحل من رحل منهم "سامى مرتضى احمد ابراهيم ، وسمية مكى ، الهام احمد ، حمدى العبادى ، عبده العبادى "كلهم رحلوا رحمهم الله
    كنا نجتمع فى تلك البقعة من الناحية الاخرى للحوش ، منذ الصغر كنا نلعب هناك حيث بنات خالتى اسيا ، سمية ورشيدة ، ورفقتنا فاطمة عبد الرحيم هكذا كنا نناديها ، نلعب معا فى تلك البقعة امام الديوان الخاص بجدى وما زلنا نناديه "ديوان يابا " رغم اننا لم نره فى حياتنا لكنها عادة تلك الايام فى التسميات والتوقيرات ، كان الديوان غرفة عادية ، مفروشة بعدد من الاسرة ، ارضيته ترابية ، نرشها فى الصيف بالماء لترطب ، ونغلقها حتى نتاكد من طراوة الماء جارية ندى كنا نتخيله ، ونبدا مرحنا ، الراديو كان سميرنا الازلى ، يظل مفتوحا طوال الوقت لايهم ماذا كان يقدم ، لكنه موجود معنا
    فى العصر وبعد الغدا كنا نلجا الى حيل عديدة للخروج ، خاصة اوان الاجازات ، نخرج باتجاه النيل ، كان عزاءا لكل واحد وواحدة منا ، كانت احيانا تصحبنا الكاميرا
    ولنا فى تلك الوسيلة ومعها طرافة وحكايات ، اذ ما ان نلتقى باحد النجوم خارجا من المسرح الا ورصدناه واستحلفناه ان يتصور معنا ، لكنهم كانوا يتابون احيانا كثيرة ، الا اسماعيل خورشيد الذى كانت له معنا عدد من اللقطات ماتزال حتى الان بين مجموعتى من الصور
    لم اكن مغرمة بالتصوير ، لكننى احتفظ بالصور
    بيت عجيب "سيمترى المبنى " من كل ناحية فيه ديوان للضيوف ، ومن الناحيتين عدد الغرف كان متساويا ، ولها نفس الرائحة ولمطبخها نفس النكهة ، ونفس نوع الطبيخ فى كل بيت من تلك البيوت الساكنة فى النهار الضاجة بالليل ، كانما الحياة تكون فى الامسيات ، حيث يجتمع الخلق امام التلفزيون ، جميعا كما قبيلة لها نفس المواصفات ، يجلسون فى نفس الاماكن التى كانوا فيها بالامس ، ويحكون بنفس الطريقة ، الخلاف الوحيد كنا نحن جماعة "اسكيز" هكذا بدانا الاختلاف بتلك التسمية ، نخرج فى جماعات ونعود فى جماعات ، نتمشى بين البيوت من هنا الى هناك من بحرى الى امدرمان ، نودع هذه او تلك ، ننزل الى النيل ، نمشى الى كشك عم قرشى بائع الليمون ، او عم الصافى "سيد الفول " او فى ايام العزوة نمشى الى الموردة بغرض شراء السمك من عم السكى
    بغتة انهار كل ذلك يوم رحلت جدتى
    الجمعة
    تدنى مستوى القراءة والاطلاع
    حين استمع للاذاعة السودانية اخال ان كل ارجاء السودان يغطيها النت والقهاوى المرتبطة بالنت
    وحين استمع اليها واهلها يتحدثون عن ان القراءة تدنت بين الناس احس ان الحديث عن مكان اخر
    لا لسبب الا لان الحديث معمم بطريقة مخلة حول استخدام النت فى السودان وانه ابعد القراء عن تلك العادة المحببة
    فهنا فى الولايات المتحدة حيث النت فى كل بيت الا ان ذلك لم يحل بين الناس والقراءة فما ان تطلع الى عتبة الباص حتى لتحس انك داخل المكتبة فالكل صغارا وكبارا يفتحون كتابا يطالعون فيه بنهم وحتى فى البيوت رغم ان النت متوفر لم يجعل من عادة القراءة امرا مستبعدا
    بل ان المكتبات لا تخلو قط من ال"مستلفين" للكتب
    فللعادة حكمها والكتاب نفسه متاح سوى ان الفرق هنا ان الكتب رخيصة الاسعار يمكن ان تشترى الكتاب بطبعة رخيصة بما لايزيد عن الدولار الواحد
    اذن المشكلة ليست فى النت واجتياحه لكنها فى القارئ نفسه
    اتمنى لكم قراءة سعيدة ولاصحاب المكتبات الكبيرة ان يراعوا ذوى الدخول المتدنية حتى تعود للمكتبات روحها وللقارئ متعته فى القراءة
                  

07-17-2009, 08:13 PM

عبد الله الشيخ
<aعبد الله الشيخ
تاريخ التسجيل: 04-17-2008
مجموع المشاركات: 1759

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: عبد الله الشيخ)

    .
                  

07-17-2009, 08:47 PM

باسط المكي
<aباسط المكي
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 5470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: عبد الله الشيخ)

    Quote: القاك فوق ضحوة فاتحة على النيل
    تحت هديل موجات مسافرة
    على شواطى بتعرفا ونبدا المقيل
    ما اجمل ان "تقيل " على ربى صوت طارق ابوعبيدة
    ما احلى ان تسافر رفقة امونة
    امونة بتحب السفر والليل واطراف المدن
    ومهووسة باللون والظلال

    الكلام سمح سمح

    (عدل بواسطة باسط المكي on 07-17-2009, 08:48 PM)

                  

07-17-2009, 10:47 PM

Teeta
<aTeeta
تاريخ التسجيل: 02-23-2003
مجموع المشاركات: 669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: باسط المكي)

    شكرا سلمى

    أشهد أن الزمن الذى أمضيته فى الآطلاع على هذا السفر لم يضع سدىً

    لاننى استمتعت غاية المتعه بهذا القلم النبيل السحرى ...

    أنها واحه ياسلمى أضاءت ليلتى هذه وحلقت بى عبر زمان خلته مضى بمضى اصحابه

    ولكن تيقنت أن ذكراهم مازالت فى البال والخاطر ...العميرى مدرسه بحالها جامع لكل
    فن وأدب من شعر ... وغناء ... وتمثيل ...ووووو ألخ ...

    شكرا اختى.. وهيجتنى الذكرى.


    تيتا أم ألاء
                  

07-17-2009, 10:59 PM

Teeta
<aTeeta
تاريخ التسجيل: 02-23-2003
مجموع المشاركات: 669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: Teeta)

    الاخ عبدالله الشيخ

    شكرا على المقال
    أختيار رايع وموفق
    تسلم
    تيتا أم الاء
                  

07-17-2009, 11:21 PM

خدر
<aخدر
تاريخ التسجيل: 02-07-2005
مجموع المشاركات: 13188

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: Teeta)

    Quote: شكرا سلمى

    أشهد أن الزمن الذى أمضيته فى الآطلاع على هذا السفر لم يضع سدىً

    لاننى استمتعت غاية المتعه بهذا القلم النبيل السحرى ...

    أنها واحه ياسلمى أضاءت ليلتى هذه وحلقت بى عبر زمان خلته مضى بمضى اصحابه

    ولكن تيقنت أن ذكراهم مازالت فى البال والخاطر ...العميرى مدرسه بحالها جامع لكل
    فن وأدب من شعر ... وغناء ... وتمثيل ...ووووو ألخ ...

    شكرا اختى.. وهيجتنى الذكرى.

    لا فُض فوكـ يا تيتا

    شكرا يا سلمي إن جعلت لي موطئا وسط هؤلاء الافذاذ , ذلكـ اكبر من قامتي
    شكرا يا ستنا
                  

07-18-2009, 00:02 AM

Habib_bldo
<aHabib_bldo
تاريخ التسجيل: 04-04-2002
مجموع المشاركات: 2350

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: خدر)



    سلمى متعك الله بالصحة والعافية
    مررت على هذا الخيط أكثر من مرة وأعتقدت من الوهلة الأولى أن فحوى البوست على نهج (غشاني يا العمدة).
    ولكنني سرحت بين السطور وبين معالم أمدرمان والحياة الإجتماعية والثقافية وعلى ارث الراحل العميري.
    أستمتعت كثيرا وأنا أتجول بين حروفك الأنيقة وكأنني في حديقة غناءة مليئة بالزهور من كل نوع وصنف أتنقل معك من موضوع لموضوع ومن ومن زهرة لأخرى في مشهد يحاكي فراشة رشيقة تتنقل بين الزهور.
    سلمت يداك وسلم يراعك
    شكرا على اللحظات الممتعة التي وهبتني أياها.
                  

07-20-2009, 10:51 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: Habib_bldo)

    حبيب بلدو
    تسلم يا الغالى على لطيف عباراتك

    الاحد
    لكن ازهار الشتاء بخيلة
    الصباح ،كان باهيا هذا اليوم لم يعكره سوى خروجى تحت زخات الثلج
    نظرت من نافذة الغرفة وجدت ارتالا من الثلج تغطى كل شئ،فبدا كل شئ بلاملامح
    تأكدت انى لابد لى من لبس كل ما لدى فى الدولاب
    تلفعت ما اوتيت وخرجت باتجاه(الدكان)لشراء بعض احتياجاتى
    حاولت المشى على رصيف المشاة ، فلم احتمل التزحلقات بفعل المطر التى أذابت بعض الثلج وبات كما لو أنه (لوح تلج املس)
    توكلت ونزلت الى عرض الشارع محاذية للرصيف
    وكانت تدور فى خاطرى اغنية عقد الجلاد (لكن ازهار الشتاء بخيلة ، بخلت على )
    وفيما كنت اردد تلك المقاطع فاذا بشرطى يمتطى صهوة عربته ي(هدن) فى الناحية الاخرى للشارع ويسالنى
    ـ ممكن تمشى فى رصيف المشاه؟
    ـ لكنه املس فى هذه اللحظة ؟
    ـ املس، تاكدى اذن من مراقبة العربات بحذر ، خلى بالك من نفسك ، اتمنى لك يوما طيبا
    ومضى
    خلتنى استمع لشخص آخر غير الشرطى لما ابداه ناحيتى من تعاظف ، فالمشى فى عرض الشارع ممنوع يا ولدى ممنوع ممنوع
    دخلت الى الدكان ، لمحتنى فى مراياه ، ضحكت منى فمشهدى كان قد ذكرنى ايام كنا نمشى لطاحونة عم محمد ونخرج (مكندكين بالدقيق)حيث كانت (شلاقة الشفع ) هى حافزنا للدخول فى تلك الاماكن فى بربر
    كنا ندخل الى عمى محمد سلامة بغرض المساعدة ، وكان يرفض مساعدتنا ويغرينا بلدن القول ، لكننا لا نستجيب ونظل فى تلك المعركة بين الدقيق والمدققين ، نخرج من اتونها منتصرين لطفولتنا ، مهزومين من جانب امى التى تدخلنا توا الى الحمام وهو امر كان غير مرغوب لدنا ، فاللعب لم ينته بعد ، وتبقت العديد من الجولات ، ليس اخرها (كمبلت ) كما ليس اولها (الحجلة) التى كانت جدتى تنهانا عنها بدواعى اننا (زى الجداد ) ننكت (الواطة )

    الاثنين
    علبة فارغة للبيع
    هنا كل شئ قابل لاعادة انتاجه ، كل شئ ، فالملابس لاتستطيع ان ترميها ان استنفدت مقومات وجودها لديك ، عليك فقط بحملها ووضعها فى منفذ محل (النوايا الحسنة ) وهذا محل العاملين فيه من المعوقين ذهنيا،ممن نسميهم (المنغوليين) لكنهم مواطنون من الدرجة الاولى ،ولهم حقوق وعليهم واجبات ، يستلمون اذن تلك الملابس ويعيدون غسلها وعرضها فى محلات كبيرة ، تجد فيها كل مايمكن ان تراه ، من الكتب الى الكراسى الى موائد الطعام ، معدات المطبخ بكاملها، وهكذا انت ترى مكان تتكدس فيها البضائع ويكثر فيه المتسوقين، يشترون ما عجزوا الى شرائه من المحلات الكبيرة ،كل الاشياء مستخدمة لكنها تفى بالغرض
    كنا فى تكساس (هيوستون) فى المبنى الذى كان فيه بيتنا ، تجد ان مربعا مخضرا يتوسط المبنى ،فى تلك البقعة كان دائم الوجود هناك فيتنامى ، لا يجئ إلا بليل ، وتجده يقف هناك وحوله انتثرت العلب الفارغة من كل نوع من المشروبات ، وتجده (يعفص) تلك العلب ويضعها فى اكياس اعدها لهذا الغرض خصيصا ، يحمل بعد تلك المعركة كل اكياسه التى سهرعلى اعادة صياغتها على نحوه الخاص
    باتجاه المصنع ، ويقبض ثمنا (لمعفوصاته) كبيرا
    علمت ذات مرة انه اشترى بيتا وسيارة من تلك ال(معفوصات)
    سرحت ، كنت صباح ذلك اليوم فى محل تجارى يبيع كل شئ بدولار واحد ، لايهم ماهو المنتج لكنه شئ مفيد فى كل الاحوال ، من صابون الغسيل الى ادوات المطبخ ، المهم اننى اشتريت زجاجة ماء ، وحين انهيت شرابها كان الباص قد وصل وتوقف فى المحطة ، بعد ان نقدت (الماكينة ثمن رحلتى وطلبت تذكرة للباص التانى ) كانت الزجاجة فى يدى فرميتها بتلقائية فى سلة المهملات الموجودة الى يمين السائق
    وجلست الى مقعدى
    كان ثمة شابة تجلس فى آخر مقعد فى الباص، رايتها تنهض وتقف الى جوار مقعدى سائلة فى تهذيب
    ـ ممكن اخد الزجاجة التى رميتيها فى سلة المهملات ؟
    اجبتها بالتاكيد
    وحين عادت باتجاه مقعدها قالت لى
    ـ هذه الزجاجة تعادل خمسة سنتات و.........
    وطفقت تحسب كم من الممكن ان يعود عليها جراء كل زجاجة تعيدها للدكان
    كل تلك الحسابات لم تدخل رأسى قط ، حتى كان يوم ان (قطع البنزين )
    ذات مرة وكنت رفقة زميلة لى عائدتين منتصف الليل من مكان العمل
    بغتة توقفت السيارة ، كنا على مرمى من محطة بنزين ، دحرجنا السيارة باتجاه المحطة ، وكنا (ع الحديدة ) لاننا لم نتحسب لتلك اللحظة ، لكنها ابتسمت واردفت تلك الابتسامة بصرخة انتصار عالية
    ـ وجدتها
    ـ ماذا وجدتى ؟
    ـ فى المقعد الخلفى لدى اطنان من زجاجات البيبسى الفارغة ستحل المشكلة
    نزلنا الى محطة البنزين ، التى بدورها عبارة عن بقالة صغيرة ،
    سلمت صديقتى للبائع كل ما بحوزتها من علب وزجاجات فارغة ، لكنها قالت له
    ـ دى للبنزين
    وخرجنا نصب بنزينا كيما نصل الى حيث يجب
    فى كل المحلات انت واجد دواليب كبيرة لها فتحات لترمى اليها العلب الفارغة واخرى للزجاجات البلاستيكية واخرى لذات الزجاج
    واخرى لعبوات اللبن البلاستيكية ،ويجئ من يحملها الى حيث اعادة انتاجها
    الثلاثاء
    صبية فى التسعين
    فى بداية العام 2002كنت مدعوة الى زيارة اصدقائى اسماعيل محمد الحسن المخرج التلفزيونى السابق واسرته الكريمة فى ولاية كاليفورنيا التى تبعد (بالباص ما يعادل 84ساعة ، وبالطائرة 14ساعة ) مع ملاحظة اختلاف التوقيت بين هنا وهناك (ساعة كاملة تزيد فى الصيف الى ساعتين )
    وصلت بعد رحلة شاقة وممتعة معا ، حيث قيض لى مشاهدة اكبر امكنة للمقامرة فى الولايات المتحدة وربما العالم حيث توقف الباص فى صحراء نيفادا المحفوفة بوجود لاس فيجاس
    اضواء تلوح من بعيد ، حين تقترب فكل شئ مضئ ، وما حول تلك الاضاءة صحراء جرداء تماما ،دخلنا الى احد الملاهى ووجدنا عالما اشهده لاول مرة ، تفرست فى كل شئ بدواعى الفرجة والمعرفة حيث اعرف انى لن افعل ذلك قط ، ولسان حالى يردد (هى حصلت ؟)
    وثمة مشهد آخر لابد من تسجيله حين عبرنا ولاية كلورادو فهنا ثمة ما يلفت نظرك للوهلة الاولى حيث الشارع الذى وقفنا الى رصيفه وهو شارع من شوارع المرور السريع ، الى يمين الشارع انت حتام تلبس كل ملابس الشتاء تماما ، فالمشهد يبدى لك اخضرار الصنوبر وبياض التلال المكسوة ثلجا ناصع البياض ،وحين تعود الى حيث يقف الباص فانت تخلع كل ماارتديته من ملابس شتوية ، لان المشهد صحراوى كامل الدسم ، صحراء جرداء لاتملك الا ان تحتار وتمجد الخالق
    صباح الاثنين كان موعد وصولى ، انتهى اليوم بعد (ونسة طويلة فلم نك قد التقينا لامد طويل
    صباح الثلاثاء اطلت جارة هدى زوجة اسماعيل وصديقتها ، تحمل عددا من الهدايا للاطفال فى البيت وكذا امهم
    تسالمنا وتطايبنا فهى امراة ودودة ولطيفة
    همست لى هدى ان اسالها عن عمرها
    ففعلت
    فاذا بما يصدمنى
    ـ عمرى تسعين سنة
    الجمت الدهشة لسانى ، فالمراة بالكاد تستطيع ان تقدر عمرها بستين سنه او اقل ، فهى رشيقة وجهها لم تغزوه التجاعيد التى تحيلك الى سنها الحقيقى ، تمشى كما الصبايا ، شعرها ابيض لكنه يتناسق وملامحها ، خطوها رشيق ، وملبسها انيق ، تحدثك فلا ترى سوى صف من اللؤلؤ على صحن الفم الرقيق ، لا تشبه ما ذكرت من عمرها
    مع كل ذلك فهى تدرس لغاية تلك الايام فى الجامعة مرافقة لاحفادها دونما ادعاء فارغ او اجوف ، تحسدها على حيويتها ونصاعة ذاكرتها لكنها صبية فى التسعين

    الاربعاء
    ضابط المعاش الشاب
    لعل الحديث عن الشباب امر يشدنى لكنها الحبكة وحدها ، كنت اذن اعمل فى كافتيريافى مدينة من مدن ولاية مينسوتا الولاية التى تقع شمال الولاية التى اعيش فيها ، وهى فى الحدود مع كندا
    كنت اعمل فى تلك الكافتريا فى المساء بعد انتهاء يوم الدراسة ، كثيرا ما كان العمل الذى اؤديه احس انه لا ينسجم مع طبيعتى ، الجسدية ناهيك عن المؤهل الاكاديمى ، لكنها امريكا على اية حال
    كنت اذا ما خرجت من الفصل ، ابدل ملابسى بملابس العمل ، والملابس عبارة عن بنطال خاص بالكافتيريا ، وكذا القميص (تى شيرت ) واركض باتجاه الباص ، حيث تستغرق الرحلة ما يقارب
    ا لساعة الكاملة ، كنت احيانا (فى لحظات حظ وافر ) اجد من يوصلنى من الزميلات الطالبات ، لكنى للحقيقة كنت افضل الباص ، لان سياقتهن رغم انها توفر على زمنا ، لكنها توترنى ، حيث ان السير مرهون بالسرعة فى طريق المرور السريع ، وهذه سمة من سمات هذه المدينة ـ مينايبلس ـ اصل اذن الى المحل ، وابدا فى تناول غدائى ، اجلس ريثما تبدا الوردية ، اما بمصاحبة كتب المدرسة
    (واجراء الواجبات المدرسية وما اكثرها ) او ان لم يكن لدى واجب يجئ ثوماس الفيتنامى وغارسيا الكولومبى ويبدا كل منهما الحديث عن وطنه وكنت افعل يضا
    تنتهى جلسة السمر تلك حيث يعود كل واحد الى (محطته)
    محطتى كانت فى الجانب البارد(المشروبات ـ لبن بكل انواعه ، كامل الدسم ،الاقل دسامة ، والخالى تماما من الدسم ، اللبن بالشكولاته)الى جانب الكولا بانواعها ، الشاى البارد ومتطلباته من ليمون مقطع على شكل شرائح ،القهوة بنوعيها ـ كاملة الكافيين والاقل كا فيينا ـ على ان اجلب الثلج من الثلاجة الكبيرة وان ارمى به الى بطن تلك الثلاجة الكبيرة ،وان احمله فى (جالون ضخم بلاستيكى بطبيعة الحال)
    كان اكثر ما يؤلمنى هو وضع الالبان فى المكان المعد لها ،حيث تزيد عن العشرين لترا ،ووضعها يتطلب جهدا عضليا كبيرا ،والامر الاخر انه فى ايام السبت والاحد يتضاعف الجهد حيث الجمهور سيل لا ينقطع خاصة الاطفال الذين يستهويهم اللبن المخلوط بالشيكولاته ،ما ان اضع كيسا الا وينفد فى دقائق قليلة
    ايام السبت والاحد الاكثر ازدحاما ،حيث تهل جماعات من العواجيز ان صحت التسمية ،يحيلون المكان الى فوضى عارمة ، يجرون الطاولات من اماكنها ليمتد السماط بينهم ، يبدا حضورهم منذ الغداء وينتهى فى الثامنة مساء كل يوم سبت واحد ، والسعر واحد لهم وباقل من الأسعار المتاحة للناس الاقل سنا ، وخاصة الجنود المتقاعدين وهؤلاء لهم تسعيرة مخصوصة توازى تسعيرة العواجيز ، ولا تتعدى الستة دولارات للوجبة الواحدة ، فما بالك انهم يتناولون وجبتين كاملتين
    فى مرة قالت لى واحدة من
    اولئك القوم وكنت اراها تتالم حين سالتها فردت
    ـ لقد اكلت كثيرا
    اجبتها بينى وبين نفسى (الاكل كان ما حقك البطن ما حقتك ؟)هكذا كانت تقول امى لمن يفرط فى الاكل
    كان ثمة رجل يجئ فى ميقات محدد من يومى الاربعا والاحد ، يجلس الى نفس الطاولة ، يطلب نفس الماكولات ، ويمضى الى حال سبيله
    لكنى لم ادع الفرصة تفوتنى ، طالما كنت اراقبه ، بخطواته الواثقة ، ومشيته التى نعرفها ونعرّفها بمشى الضباط ، وقفت ذات يوم الى طاولته وكان قد طلب شايا باردا على غير العادة وسالنى بلطف ان احمله الى طاولته
    وضعت الشاى وسالته بلا مقدمات
    ـ انت تجئ فى يومين محددين الى هنا وفى توقيت محدد ، ذلك امر حيرنى ودعانى لسؤالك ، ما السر ؟
    ـ زوجتى توفيت منذ أعوام مضت ، وابنائى كل واحد فى عمله واسرته وتجديننى احب ان اكون برفقة الناس لذلك اجئ الى هنا ، احمل صحيفتى اقرا فيها ، واتناول عشائى وامضى
    قلت له
    ـ اين تعمل ؟
    قال ضاحكا
    ـ نزلت الى المعاش قبل اكثر من ثلاثين عاما
    ادهشنى الرقم قلت له
    ـ اسفة لكن هذا رقم كبير
    رد على بقوله
    ـ انا الان فى الثمانين من عمرى
    ـ الجمتنى الدهشة قلت
    ـ كم ؟ ثمانين عاما ؟ يبدو انك اصغر بكثير
    ـ صحيح ، لاننى اتمشى كل يوم ثمانية اميال ، لا ادخن ، لا اشرب كحولا ، اضافة الى كل ذلك كنت طيارا فى الحرب العالمية الثانية وحاربت الى جانب القوات الامريكية فى كثير من الاماكن فى العالم
    الان اعتمد على نفسى فى كل شئ ، فلا احد يعيننى على عمل واجباتى اليومية من كل ناحية
    وجدتنى اتحول الى هناك فى بلادى حيث مثل هذا الرجل حين ينزل الى المعاش يجعل التبرم شعيرة له وواجبا مقدسا
    تذكرت على نحو خاص والدى الذى كان بعد ان نزل المعاش بدأ فى عمل آخر ، وحين سالناه لماذا ؟اجاب انه لا يريد ان يموت الا واقفا
    مضيفا
    ـ اتعودت اشتغل من كنت طفل ، والحمد لله بغسل هدومى براى ، وممكن اطبخ ، وترانى بنضف البيت الكبير دا كله طول اليوم بلقط فى ورق الشجر والحمد لله ، يارب من القوة للهوة
    وهذا ما كان من امره مات كما الاشجار واقفا ، رحمة الله عليك يا والدنا
    الخميس
    طفلة كل يوم
    من يعيد الىّ طفولتى الشاردة ؟
    ارنو الان لوجه الطفل المسجى بين يدى ،وجهه مستدير ، وعيناه كعيون القطط مستديرة هى الاخرى ، تتجولان فى المكان تحاولان سبر غور امر ما ، شعره الناعم كزغب طائر تهدهده نسائم المكان ، انفه الصغير يصدر شخيرا متقطعا يشى باصابته ببرد خفيف ، كلما نظرت ناحيته اطل بريق حلو يلمع ، يبتسم كلما التقت اعيننا ،فارد ابتسامته ولاينى يدخل فى موجة من الضحك الطفولى المحبب ، كنت افرح حين يضحك ،لان ثمة شخص يبادلنى ضحكة وابتسامة ما
    فى النهارات اكون بين الاطفال جائلة كما تجول الفراشات بين اغصان تصطفيها ، اهدهد هذا وتلك باغنيات الطفولة الراكدة فتهتاج مباركة ازاحة الصمت عنها ، ارددها بلغتى الاصل ، وتروق لهم فيستجيبون لنوم هانئ ، احيانا تجئ الى لسانى متعجلة الخروج
    هودنا يا هودنا
    او تجدها
    يا ام احمد دقى المحلب
    احمد غايب فى الراكايب
    احور الاسم بالضرورة ، فهنا لا احمد ، هنا كاييل ، او رايان ، احيانا ينكسر الايقاع فاحول الاغنية ان كانت طفلة الان بين يدى
    وتكون صاحبة الاسم هى من اردد معها
    هوها يا هوها لوسى خطبوها
    وبالحرير كسوها
    انتقل بضربة خفيفة من الزمن الى ما كنته هناك ، وتكون الطفلة الان نائمة تحلم بتلك الكعبة التى بنوها وهى لاتجروء على سؤالى
    حيث الاغنية تقول
    هوها يا هوها الكعبة بنوها
    بالحرير كسوها
    ابويا سافر مكة
    جاب لى حته كعكعة
    والكعكة فى المخزن
    والمخزن عاوز مفتاح
    والمفتاح عند النجار
    والنجار عايز فلوس
    والفلوس عند السلطان
    والسلطان عاوز عروس
    والعروس عاوزة المنديل
    والمنديل عند الجهال
    والجهال عاوزين لبن
    واللبن عند البقر
    والبقر عاوز حشيش
    والحشيش عاوز المطر
    والمطر عند ربنا
    ربنا يا ربنا نزل الغيث لنا
    ادخل الان الى ذاكرة الاطفال (هنا ) غناءا لن يسمعوه الا منى
    ذات يوم وجدتنى والدة الطفلة كايدينس كنت أغنى لها وهى نائمة ، سالتنى
    ـ اى لغة تلك ؟
    ـ العربية
    ـ كيف تكتبونها ؟
    ـ من اليمين الى الشمال كما تكتب العبرية ، والاوردية
    ـ ما هى الاوردية ؟
    ـ لغة اسيوية يكتبها الباكستان والافغان وبعض اجزاء من الهند
    ـ اتمنى ان تكون ابنتى ذات يوم تتحدث باللغات المتعددة كالتى اوردتينها فنحن لانعرف الا لغتنا الانجليزية هذه
    اضحك ، فتخرج الضحكة مكتومة فالاطفال نائمون
    يا لطفولتى كيف القاك ذات نهار ما ؟
                  

07-20-2009, 09:43 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: خدر)

    خدر
    يخدر ايامك
    وارجوك لا تتواضع
    فانت فنان
    حين كلمتك عن ابن خالى ذلكم المفتون بصوتك
    كنت لااعرفك........... للتاريخ
    لكنى اشكر له ان فتح بصيرتى على مغناك وصوتك البياح
    اشمخ يا صديقى
    فانت كعب عال بين القامات

    اهديك هذه اليوميات



    يوميات من بلادالعم سام

    السبت
    يا مسخر الحديد
    اليوم يمرسريعا لانه ليس يوم عمل ، لكنك لاتجد فرصة لتامل سرعته حتى ، ينصرم وتكون بين مصدق ومكذب ، يبدا اليوم بالصحيان كالعادة، نفس المواعيد التى تصحو فيها ، بل انك تصحو وانت تتمنى ان لايكون يوم عمل ، تصحو وفى نفسك شئ من نعاس ، لكنك تصحو على اى حال ، تمضى الى حيث يجب ان تمضى ، البنك ، لانه اليوم الوحيد الذى يمكن ان تذهب فيه الى ذلك المكان (يوم العمل ينتهى بعد ان يكون البنك قد اغلق ابوابه ـ غالبا ما يتم ذلك الساعة الخامسة والنصف مساء وتكون انت بالكاد وصلت الى البيت ) ثم عليك ان تمضى باتجاه ( صرف ما امتلكت ،فى امور البيت من ماكل ومشرب فى اقرب سيوبر ماركت ) وتعود للطبخ ، نفس ما تفعله فى السودان ، سوى ان هنا لا تجرى خلف حافلة او ركشة ، ان كان لديك سيارتك الخاصة ، ويا حسرتى ، فالخوف منعنى من اقتناء تلك المتعوسة ، ولسان حالى يقول (يا مسخر الحديد للنبى داؤود) لكنه لم يتسخر لى قط ، ينتهى اليوم سريعا لتبدا فى التفكير فى التالى

    الاحد
    لكنها الغربة

    يوم رتيب ، لاتجرى فيه مواصلات قط ، كل الباصات فى عطلتها الاسبوعية ، ويا ويلى ان احتجت الى مشوار ، على اذن ان (اتعذر) لابنتى ان كان لديها وقت اوان اتسول احد الاصدقاء ، غالبا ما كان يوفر لى هذه الحاجة صديقى نجم الدين نصر الدين المحامى ، شفاه الله وابدل مرضه عافية
    يمضى اليوم كئيبا وحزينا لا يملا هذا الفراغ سوى منبر السودانيين (سودانيزاون لاين ) فانت مرابض امامه طوال اليوم مالم يفصلك عن تلك المرابضة تلفون من الصديق العزيز خطاب حسن احمد من فرجينيا ، غالبا ما يتصل ونتحادث لوقت طويل حول كل شئ ، احيانا تجدنا باكيان ، لكنها الغربة


    الاثنين
    المكتبة
    روتين قاتل ، حيث لا عمل لى فى هذا اليوم ايضا ، وتلك قصة اخرى ، ففى هذا اليوم احاول العثور على اشياء اخرى ، منها الكتب التى فاتنى قراءتها ، او بحث عن مكتوبات جديدة فى المكتبة ، وهى مكان تتمنى ان لا تخرج من جوفه قط، ، فالمكتبة مكان رائع هنا ، تدخله بابتسامة تظل ملازمة لك طوال وجودك من اهلها ، يبتسمون ولا يفترون حتى تكاد تجزم ان تلك الابتسامة لك وحدك ، لكنها للجميع وبالتساوى ، تخرج محملا بالافلام سواء فيديو او سى دى والكتب ترجع تلك المحمولات وتعاود الكرة بنفس الابتسامة ، لكنها لاتختفى بل تاخذ مجرى اخر ، وذلك حين تنسى تاريخ الاعادة ، لان ثمة غرامة ستدفعها مما يخفى الابتسامة عن وجهك وانت تدفع

    الثلاثاء
    جليسة اطفال
    يبدا الان اسبوع العمل ، اصحو مفزوعة على غير العادة ، تدخل فى سباق مع الزمن (فيلم كارتون ان صحوت متاخرة )
    سباق مع الزمن ، صلاة الصبح ، والحمام ، كباية الشاى ، وان البس بسرعة خارقة ، ادخل وانا اكثر حماسا للعمل لا لسبب سوى انى احببت هذا العمل ، (جليسة اطفال ) من الساعة السابعة السابعة والنصف وحتى الخامسة والنصف مساء ، لكنها تمضى حسب (التساهيل ) احيانا تاخذ دهرا تحسه كما يوم القيامة لفرط طوله واخرى تحسه نسمة لفرط قصره ، اليوم بحاله وانت وسط هؤلاء الصغار ، تمنح لقمة لهذا وتغير (الحفاضات لمن سولت له نفسه ان يفعلها ) عادة التغيير يتم كل ثلاثة ساعات ، وكذا الرضعات ، لكن احيانا ثمة امراض طفولة وتسنين تصاحب هذا الطفل او ذاك ، احيانا ابكى معهم حين لا اعرف ما يؤلمهم ، لكنى اعتدت العمل بل احببته ، واهل الاطفال ايضا دخلوافى دائرة محبتى ، احيانا اول ما يتعلمون هونطق اسمى ، وهذا امر يجعلنى ابكى احيانا ، (اكثرت من حكايتى مع البكاء ) لكنها عادة باتت





    الاربعاء
    ماذا افعل؟
    يوم اخر يمضى بنفس رتابة سابقه ، لكنه العمل الجديد الذى على التالف معه ، فبلادى رفضتنى ، فماذا سافعل ؟
    الخميس
    احب هذا اليوم لانه يدفعنى اكثر لليوم التالى ، لان يوم الخميس يليه يوم الجمعة ، وهو يوم احبه وساحكى عن حبى له
    الجمعة
    مكمن سعادتى
    لاتاتى المدرسة التى معى فى الفصل ، وهذا مكمن سعادتى ، حين بدات العمل بدت لى اجمل نساء العالم ، لكنها بعد ان استمرت رحلتى فى العمل لاكثر من سنتين ، باتت (مكجننانى ) وما ذلك الا لان اهل الاطفال باتوا يفضلون ان يبقى اطفالهم معى دونها ، ولانهم فى كل مناسبة يدفعون الى بالهدايا والحديث
    بل واحيانا يتجاهلون وجودها مما اكسبها عداء ناحيتى
    وكثيرا ماحاولت الى اصلاح تلك العلاقة ، لكنها (ولاهنا )
    لذلك احب يوم الجمعة ولا احس تعبا رغم ان العمل غالبا ما ترتفع وتيرته عن العادة
    عموما سنتحدث عن اشياء العمل الاخرى مرة قادمة
    اقعدواعافية ايوا ـ الولايات المتحدة


                  

07-18-2009, 02:50 PM

عبد الله الشيخ
<aعبد الله الشيخ
تاريخ التسجيل: 04-17-2008
مجموع المشاركات: 1759

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: Teeta)

    شكرا يا تيتا .. ام آلاء
    سلمى تكتب فى اجراس الحرية كل جمعة
    على الصفحة التاسعة
                  

07-18-2009, 10:54 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: Teeta)

    ام الاء
    الحبيبة ازيك
    ياخ خجلتينا زاتو
    هسى الزول يقول ليك شنو ؟


    الثلاثاء
    اشراقة فن ولياقة
    كنا اطفالا بعد فى مدينة القضارف لم تكن كرة القدم الا واحدة من همومنا نخرج فى الزفة، تلك الزفة المصحوبة باغانى ماتزال عالقة فى الذهن "اشراقة فن ولياقة اشراقة قلوبنا معاك اشراقة نموت فداك " عرفت فيما يعد انه فريق ما زال قائما فى مدينة القضارف ، لكنى لا اعرف اين يلعب بعد كل هذه المدة ، هل ما زالت له نفس تلك الملامح؟ الملامح التى ظللت الذاكرة بتلك الاغنية ؟كانت تلك عادة ان يخرج الجمهور عقب الانتصار لذلك الفريق محفزين له، متابعين فى نشوة لانتصاره
    كان فى المدينة بائعا جوالا يتزامن وجوده وتلك ال"زفة " يجئ حاملا "قفته" صائحا بعقيرته عاليا ، مناديا على بضاعته التى كانت تعلو على صوت اهازيج المشجعين "نيفة لطيفة بتعريفة" ولا اعرف وجه المقارنة بين لطافة النيفة وفريق اشراقة ؟لكنها ذاكرة الطفولة يظل يردد "كان ماعندك ، امشى لامك ، كان ما اداك امك خالك بديك، كان ماخالك كلم حبوبة حبوبة بديك ، اشترى نيفة بتعريفة "
    الى كل ذلك ينعقد طابور اخر له رنة خاصة محتشدا هو الاخر بالانغام ، انغام ال"الكيتا" حيث العازفين يتقدمون تلك الزفة معلنين عن اناشيدهم الغنائية فى تراتب جميل ، ما تزال صورته عالقة بالذهن ، حيث ينفخون فى الاتهم وهم يعبرون البيوت فى حى السكة الحديد فى القضارف
    اهل القضارف جميعا لكم احبكم
    الاربعاء
    اللون البمبى، انوثة ما
    كان كايل الطفل فى الفصل الذى ادرس فيه قد "فعلها" فى ملابسه ، واحتاج الى غيار لملابسه ، بحثت بين الملابس التى فى حوزتنا ، وهى ملابس يتبرع بها اهل الاطفال من ملابس اطفالهم الذين كبروا فى السن ، جئت حاملة "شورت وتى شيرت "احست انهما متناسقان وقمت بتلبيس كايل لتلك الملابس ، لكنى جوبهت بنظرات قراتها بخوف ، وتساءلت لماذا؟ قالوا لى "ان هذه الالوان للفتيات فقط"
    وتصادف ان استمعت الى الاذاعة السودانية فى برنامج ما ، كان عن الالوان ، وجاءت سيرة الالوان ايضا ، وكان الحديث عن اللون البمبى ، ايضا اللون البمبى ،لماذا هذا اللون ؟ولماذا تنطبق بعض الالوان على الاناث ؟ ومن اين لنا ان نحدد اللون وصاحبه ؟سواء كان انثى او ذكر ؟
    وفى البال اغنية ربما كرست لهذا اللون باتجاه الانثى ، او لم يغنى الفنان شرحبيل احمد"يا اللابس البمبى "
    وفى ذات الوقت تجد ان الكبار يلبسون هذا اللون ، فلماذا يتم تجريم الاطفال على ذلك النحو "اللونى"
    سواء هنا فى الولايات المتحدة او هناك فى السودان؟
    وفى مستوى اخر نجد ان الامهات فى هذه المدرسة يعيبون على اطفالهم ان يلعبوا بدمى البنات ، نفس الامر نجده لدينا فى السودان ، وهذا ما جعلنى اتساءل عن بعض العلاقات فى التربية هى "يونفيرسال" اى بمعنى ان الذهنية البشرية واحدة فى امر اللبس واللعب ؟ اتمنى ان اجد اجابة من اخصائى علم التربية والنفس والاجتماع
    حيث وجدت ان كاتبا هو المكسيكى "اكتافيو باث يشير فى كتابه "متاهة الوحدة الى ان "المكسيكى يمكن ان يقتل من يسب امه "نفس الامر نجده لدينا فى السودان وفى كل الانحاء من بلادنا
    فهل التركيبة الشخصية لادمى واحدة فقط تختلف المواقع الجغرافية ؟
    مجرد تساؤل اخر
    الخميس
    الخال العاطل
    جاءت آمبر المدرسة فى الفصل الخاص بالاطفال المجاور لفصلى ، جاءت ذلك الصباح متاخرة بعض الشئ، كانت ملامحها تدل على الارهاق وواضح انها لم تنم جيدا ، هى عادة هادئة ، تتحدث بصوت خفيض ، مهذبة وراقية فى التعامل ، لم يسمع احد صوتها يعلو قط ، كنت اعرف انها بصدد ان تتزوج وهى ابنة التسعة عشر ربيعا بعد ، لكنها قالت ان الزواج تاجل بسبب الفيضان الذى اخذ بيتها الذى اشترياه هى وخطيبها وما زال البحث عن بيت اخر جار لاجل اتمام زواجهما ، سالتها مابها ؟ اجابتنى وحون يغطى وجهها
    ـ انه خالى ، خالى ينغص على جدتى عيشها ، وليس هو وحده ، خالى الاخر ايضا انهما يجلبان التعاسة على جدتى التى اعيش الان معها لان بيتنا كما حدثتك ضاع فى الفيضان وعلينا ان نشترى واحدا جديدا كيما نتزوج ونرحل ، تعرفى خالى الكبير "يكبر امى " حيث هو فى الرابعة والاربعين من عمره ، يظل اليوم بحاله امام التلفزيون يلعب الاتارى كطفل عمره اربعة اعوام ، والاخر يشتغل على عكس ذلك تماما ، لكنه يفرط فى السكر ، كل ما يدخره يسكر به كل اجره للسكر فقط ، وجدتى تعبت من الكلام معهما ، لكنهما لا يجيبانها قط ، وكما ترين لا استطيع ان اكلم احدهما ، لانهما من الممكن ان لا يسمعا الى ما اتحدث عنه ، حتى امى تعبت من الحديث اليهما
    انهما واحد يلعب طوال اليوم والاخر يسكر طوال اليوم ايضا
    لم استطع ان اقول سوى "حكاية عجيبة " فى هذا البلد الذى يرميك اهلك الى الشارع حين لا تلتزم بايفاء ما عليك من اعباء حتى الحكومة تشترط عليك ان تجد عملا والا فانها ستوقف كل اعانة تمدك بها ، ولطالما كانت تلك الامور دائما يلبسونها للسود ، يصفونهم بالكسل ومتابعة شهواتهم ، لكنها من اسرة بيضاء كاملة البياض
    هى النفس البشرية لاتعرف لونا او اثن، تفعل مايحلو لها سواء كان صاحبها اسودا او ابيضا ، ولله فى خلقه شؤون
    الجمعة
    المدرسة المسكونة
    الجمعة ،عادة يبدو اليوم قصيرا ،رغم ان الاطفال فى الفصل يزداد عددهم فى هذا اليوم على غير العادة ، حيث ثمة امهات يشتغلن ليوم واحد فقط، او يومان على احسن الفروض، حيث يفضلن البقاء فى البيوت لمراعاة اطفالهم ، بل ان بعضهن يستقيل للبقاء الى جوار اطفالهن ، او تجد بعضهن يوكلن امر مراعاة اطفالهن لامهاتهن او امهات ازواجهن
    كنت يوم الجمعة 24ـ 2009 ابريل اشتغل مع زميلة لى "كيللى " وهى شابة اقل ما توصف به انها لطيفة ومهذبة ما تزال طالبة فى الجامعة ،كان الحديث فى ذلك اليوم جرنا للعادات والتقاليد بين البلدين "الولايات المتحدة والسودان"
    كنت قد ـ ربما تهيأ لى اننى سمعتها تكلمنى ، سالتها ـ هل تحدثتى الىّ؟فاجابت بالنفى ، قلت لها "ربما كان الحديث عن ان هذه المدرسة مسكونة حقيقى " سالتنى
    ـ هل تعرفين ذلك ؟
    ـ كل شخص هنا يؤكد هذا
    ـ ساحكى لك عن واقعة حدثت لى ، كنت ذات يوم جئت باكرا لان سيارتى لم تكن تعمل وطلبت الى احد الاصدقاء ان يقوم بتوصيلى ، كانت الساعة الخامسة والنصف صباحا ، دخلت الفصل ، اضئت الانوار ، لم يكن هناك ما يعكر صفو تلك الصباحية قط ، لكننى فجأة ، سمعت وقع اقدام تمشى ، مددت برأسى خارج الفصل ، لم ار احدا، عدت الى الجلوس ، لم يكن احد قد جاء حتى تلك اللحظة الى المدرسة ، فجأة ، وجدت الابواب تفتح كلها ، وبصوت متناغم واحد ، خرجت من الفصل اجرى ـ ربما وجدت احدا ، لم يكن من احد ، بعد عدة دقائق من تلك الابواب المفتوحة وحدها ، اطلت المديرة براسها ، وجدتنى ابكى خوفا ، حدثتها بما ابكانى ، لكنها لم تكن تؤمن بالاشباح ، فطيبت خاطرى ، وعاد كل شئ الى ما كان عليه للحقيقة خفت جدا من تلك الحكاية ، حدثتها بما كان من امرى وعامل النظافة ، كان تيرنتى ، وهذا اسمه ، شاب نحيل ، مقوس لفرط نحافته ، لكنه ودود ولطيف ، كان ذات يوم دخل الفصل ولم اكن فى مواجهته ، احسست بوقع خطاه على بلاط الفصل ، ولاننى كنت مشبعة بالاحاديث عن الاشباح فى المدرسة شهقت خوفا ،قال لى
    ـ اسف ،
    قلت له ـ عادى
    لكنه لم يشأ لتلك السانحة ان تمر دون ان يحكى لى كيف انه كل مساء بعد ان يكون قد تأكد من ان الانواراطفئت ، وان كل لعبة من العاب الاطفال قد تم اغلاق مفتاحها ، لكنه بمجرد وصوله الى الفصل التالى ، كانت كل الاضاءة تعود الى الى ما كانت عليه ، وكل الالعاب تبدأ لعبها كما لم يغلق مفاتيحها ، ربما لهذا السبب ترك العمل ،
    ثم ان المدرسة التى اعمل معها طوال ايام الاسبوع ـ حكت لى ان مدرسة اخرى تركت العمل بسبب الخوف من اشباح "ايدى العناية"وهذه ترجمتى لاسم المدرسة التى ظللت اعمل بها لمدة عامين لغاية الان لم ار شبحا ، لكن الخوف يلبسنى خاصة يوم ان يكون علىّ ان اشتغل الى ساعة متاخرة "السادسة والنصف مساء"
    لكنى ،وبحكم سكنى المواجه للمدرسة ،وبخاصة فى الصيف ، حين افتح شباك الشارع المطل على المدرسة ، كنت احيانا ارى بشرا يتجولون فى الفصول ، بشر اعرفهم ، لكنهم يجيئون الى المدرسة يوم الاحد ، وذلك يوم لا تشتغل فيه المدرسة ، اجدهم يهتمون بنقل الاثاث من موقع لاخر فى حرية ، ويتحدثون الى بعضهم البعض
    كل هذا لا ينفى انهم "الامريكان " يؤمنون بالاشباح ، يفردون لها مساحات واسعة من افلامهم ، ومسلسلاتهم ، بل ان استاذة كانت تدرسنا فى الكلية "علاقات عامة" صرحت انها تؤمن ايمانا قاطعا بالاشباح !!!
    السبت
    المطر الثلجى
    25 ابريل ،الغمام هو لغة ذلك الصباح ، لسعة خفيفة من البرد ، لكنها ليست قارسة ، خرجت ابتغى ال"دكان" فاليوم عطلتى ، وعلىّ ان اتسوق ، خرجت اغنى منشرحة بذلك الربيع الطازج ، حيث لا ثلوج تعكر صفوى ولا ملابس ثقيلة "تهد الحيل " كانت اغنية الفنان الراحل عبد الله الحاج رفيقتى من البيت الى الدكان ، "زهرة السوسن " رحم الله الفنان عبد الله الحاج ، كنت اردد مقاطعها وامشى اخب فى خطى باتجاه المحل ، وجدتنى استعيد عطرها الفواح تلك الزهرة السوسنية خاصة عبد الله الحاج، زميل الرداسة فى المعهد العالى للموسيقى والمسرح ، وكيف انه كان رجلا ودودا ، هاشا دائما فى وجه من يلاقيه ، له ابتسامة تجذبك للحديث معه ، فهو متحدث رزين وفنان مثابر ، كل هذا "حدثتنى" به اثناء تلك الرحلة العادية ، وصلت الى المحل وماتزال الاغنية دائرة ، حملت ما اشتريت ، وخرجت مطمئنة ان كل شئ "هادئ فى الحى الغربى" ، دفعت بالعجلة الممتلئة ببضاعتى التى اشتريت فى منتصف الطريق الى البيت الذى لم يكن يبعد سوى ميل واحد من المحل ، فوجئت بوابل من ال"برد" كرات ثلجية انهالت على من كل ناحية ، حمدت الله انى كنت لم انس "طاقيتى " المفضلة وجاكيت ليس شتويا لكنه يقينى فى تلك اللحظة وخزات الكرات الثلجية
    طارت اغنية الربيع حيث لا ملاذ ولا غطاء لى سوى السماء ، حتى الاشجار التى حاولت ان احتمى بها ، كانت ما تزال عارية لم يكس عريها الربيع بعد ،حين وصلت الى باب المبنى كانت الامطار قد توقفت عن النزول ،ادركت حينها كم انى تعيسة فلقد احسست ان المطر ذاك نزع عنى لحظة رائعة كنت فيها احادث صديقى الراحل عبد الله الحاج له كل الرحمة

    الاحد
    عايدة تحترق ،فلماذا حرقناها؟
    الاذاعة السودانية ، باتت احد وسائلنا للتعرف على حياتنا "هناك" خاصة من خلال برنامج "الصفحة الاولى "
    جاء صوتها من خلال برنامج الصفحة الاولى والمذيع يحاورها فى مستشفى امدرمان يوم الاحد 26ابريل 2009- استوقفتنى جملة نطقتها عايدة "هسى ما عندى احساس الا بالالم الجواى "ابكتنى تلك العبارة ، اجهشت بالبكاء ليس لان عايدة فقدت اجمل ما لديها "وجهها " لكنها فقدت روحا كانت مرفرفة ، روح كانت تحلم وثابة نحو القادم ، لقد اجهض حلمها ، اجهض امنياتها ، فلماذا فعل رمضان "ابن خالتها "كل ذلك؟لماذا افسد حتى العلاقة الاسرية ؟
    الم يفكر الا فى نفسه ؟
    تركتك يا اخى فلتحل عنها بادب واخلاق ، لماذا تحول حياتها وهى الطالبة التى تود ان تخلق مستقبلا جميلا لها؟لماذا لم تفكر الا فى نفسك؟
    ثم كان ان استمعنا الى والدتها كانت حزينة بمقدار ما يجعل الحزن امرا عاما لكل من استمع اليها ،تمنيت ان لو كان لدى ما استطيع الى عمله
    قالت امها فى نفس الحلقة انها لاتملك ما تعالج به ابنتها لان العلاج يكلفهم يوميا ثمانين الف جنيه ، اذا علمنا انها عاملة بسيطة
    فهل ستتكفل بعض جهات الخير بعلاج عايدة؟او الدولة فى اقصى امنياتنا ونرفع النداء للسيدة وزيرة الصحة دكتورة تابيتا بطرس ان تجعل ذلك الامر ممكنا فهى انسانة وامراة نعول عليها كثيرا
    نتمنى عاجل الشفاء لعايدة ونقول لها :قلوبنا معك ،ونحن ندرك كما قال شاعر الشعب محجوب شريف "كل الجروح بتروح الا التى فى الروح"لكن الامل موجود مع كل تلك العذابات
    الاثنين
    الاسرة الضاحكة
    لم يكن من عادتى ان اتسوق يوم الاثنين ، لكن ربما لسبب ما حملتنى اقدامى يومها الى المحل ، كان ثمة صخب كبير فى الانحاء ، مصدره اسرة جاءت الى التبضع مثلى ، بالقطع لم يول احد تلك الاسرة "الفرحانة " بالا، لكنى اتحين الفرص ، وارخى اذنى للحوار الدائر "حاسة صحفية بحتة" كنت اتجول معهم دون ان اقصد ذلك ، وفى نفس الوقت كنت اتعمد تلك الرفقة ، من جانبى ، فتيات فى عزوة الصبا، مختلفات الاعمار لكنهن صخابات ويتحدثن بصوت عال، يذكرك بالرعاة لحظة ينادون شياههم، وجدتنى اتفرس الملامح، لم تكن جميلة ولا قبيحة ، ملامح عادية ، متوسط اعمارهن بين العشرين الى الخامسة عشر،الجدة كانت هى قائد الحملة تلك، تحمل ورقة كتبت عليها قائمة مشترواتها ، وظلت تبحلق فى الارفف، ساحبة امامها العربة الحديدية ، يجلس الى اعلاها من ازعم انه حفيدها، تداعبه وتسحب من الارفف ما تبتغى ،والبنات من حولها يتضاحكن مبتهجات، اوشكت ان اسالهن عن سر هذه السعادة الكبيرة ، لكن الاجابة جاءت دون موعد فلقد جاءوا لزيارة الحبوبة فى عيد ميلادها


                  

07-18-2009, 00:54 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: باسط المكي)

    باسط المكى
    تحياتى
    هذه يوميات قديمة
    لكنى ارسلها محبة فيك


    يوميات من بلاد العم سام
    الخميس
    مطر اسود
    لعدد من الايام لم نحظ برؤية الشمس ، ظل الغمام والبرد يسربلان المدينة ، البرد وصلت درجاته الى ما تحت الصفر بعدد مهول
    "فى السنة قبل الماضية " كنت فى السودان ، وكان الشتاء ضنينا ، لكنك مع ذلك تجد الناس يلبسون ملبس الشتاء فى ديسمبر ، لم يكن ثمة برد "يقولو عليهو " لكن الناس ولمجرد انه ديسمبر رايتهم يلبسون ملابس الشتاء ، من الصباح حتى المساء ، كنت ذات صباح اركب الحافلة باتجاه عملى فى جريدة الخرطوم ، الحافلة كانت مكتظة بالناس ، وكل النوافذ مغلقة ، ولانى اعانى من حساسية شديدة سالت الشابة الجالسة الى جوار النافذة ان تفتحها عسى ان يتجدد الهواء ، كانت تلبس عدد من القطع خذ عندك ، طرحة ، وشال صوف ، اسكيرت طويل وبلوزة باكمام طويلة ، وحذاء ـ بوت ـ وكل هذا لم يشفع لى عندها كيما تفتح الشباك ، وحين الححت فى طلبى ، فتحته لثانية وسرعان ما اغلقته قائلة فى خوف تبدى فى عينيها
    ـ السقط

    كنت اقول ان الشتاء هذا العام عالى النبرة ، برد تصطك له كل قطعة من جسدك، وثلوج غطت المدينة عن اخرها ، لكنه مع ذلك اخف درجة من شتاء اهل كندا
    فحين كلمتنى صديقتى نهى وزوجها محمد كان لابد من سؤالهما
    ـ البرد كيف ؟
    فجاءت الاجابة ان درجات الحرارة تحت الصفر بخمسة واربعين درجة ، مما يعنى ان ال"ديب فريزر " اكثر دفئا
    لكن هنا فى ايوا الناس ماتزال رغم انها نشات فى هذا الجو البارد ،تجدهم يتخوفون من البرد ، ويتركون كل شئ من زيارات الى غيره لا يخرجون الا للعمل وذلك حين يخرج البرد "عياله " كما نقول فى السودان
    اليوم خرج اهل الارصاد بمقولة ان ثمة مطر اسود سيكون فى الطريق الى المدينة ، وهوما اصاب اهل الاطفال فى المدرسة بهلع جعلهم يصحبون ابناءهم باكرا على غير العادة ، ولكن المطر الاسود ماجاء
    والمطر الاسود عبارة عن ثلج وليس غير مطر ثلجى "عينى عينك " ثلج ينزل ليجعل السير امرا مستحيلا ، سواء ان كنت ماشيا او سائقا ، لانه بامكانه ان يرنح "اكبر بطاح " ويجعل العربات الصغيرة تلف حول نفسها ، وما ادراك ما الناس "تقع تتكسر " و"قعة الزول الكبير شينة طبعا " ، لذلك يحاول الناس ان يتفادوا هذا المطر الثلجى ، ومصائب قوم عند قوم فوائد ، حيث تكثر الطلبات لاهل التاكسى وينتفضون فرحا بعد طول نسيان ، حيث لاتزيد اهمية التاكسى الا فى ايام ان تكون هناك مباراة سواء للباسكت او كرة القدم ، حيث الموقف الخاص بالعربات يكون هو الاخر فى قمة غلائه ،وعليه يفضل الناس التاكسى حيث كما قال عادل امام "يدخلوا دا فى دا وكانهم ما دفعوش حاجة "
    من مفارقات هذا اليوم ايضا أن مديرة المدرسة وكان يوم صرف الشيكات اعلنت انها فى تمام السادسة ستقوم بصرف الشيكات التى عادة يتم صرفها فى يوم 20 من الشهر وهذا هو الشيك الثانى اما الاول فهو يوافق يوم 6من كل شهر ، ولان هذه الايام يوافق ديسمبر والكريسماس والعالم عاوزة "تبعزق فلوسها" قررت ان الصرف سيكون فى السادسة ، اها "قومى يالمطرة ما تجى " رغم انه " الخواجة " ما قاعد يخيب فى امر الطقس ، لكن المطر ما جاء وعليه خرجت كثير من المدرسات ممتلئات بالغيظ لان الصرف سيكون فى اليوم التالى
    والمطر الاسود الله لاوراكم ليهو

    الجمعة

    المطر الحمانى
    وها قد تاكد زعم اهل الارصاد وجاء المطر الاسود "الامريكى"
    صحوت من "فجرا باكر " وكالعادة فتحت النت ، ووجدت صديقى السنى اون لاين وتونسنا ما شاء الله ، كان من المفترض ان يحل عليه ضيفا صديقنا الروائى ابراهيم بشير "ابو صنع الله" وهو لفرط اعجابه بصنع الله ابراهيم اطلق اسمه على ابنه البكر وهو ابن غدا الان فى عداد الرجال ، لكنى ما كلمت ابراهيم لانه لم يات رغم الحاح السنى عليه فى التلفون لكنه لم يرد لسبب من الاسباب
    المدرسة تفتح "على الشارع " اعنى اننى اذا نظرت من الشباك فى غرفتى فلا شك انى سارى كل الفصول ، واكون على علم ان المدرسة فاتحة "على قلبى " او لا
    نظرت مرة وثانية لا اضاءة توحى ان المدرسة ستكون شغالة
    لم يكف ذلك اتصلت تلفونيا فجاءتنى رسالة مفادها " لسلامة الاطفال فاليوم ـ يد العناية ـ وهذا اسمها مترجما ، لن تفتح ابوابها ، تهللت اساريرى ايما تهليل ، وقمت الى شانى لصلاة الفجر التى كانت قد تم الاعلان عنها من اذان فى الكومبيتر ، قمت توضات وصليت وحمدا لله انه ليس من مدرسة ، فهذا يعنى اجازة طويلة لاربعة ايام ، وهى ليست اجازة المدرسة ، بل هى ما يوافق ايام عطلة العام مخلوطة بعطلتى حيث يوم الاثنين هو يوم عطلتى الاسبوعية ، منذ ان اشتغلت فى هذه المدرسة قبل عامين وحتى اليوم ، ثم ان الاجازات هنا فى العام بطوله لاتتجاوز اصابع يديك الاثنين بما فيها اجازة الكريسماس ، وعيد الشكر هذه تعادل مشتركة اربعة ايام ، ويوم كولمبس ، ويوم مارتن لوثر كينج ويوم الاستقلال واليوم الاول من العام و"بس" طوال العام الاجازة هى ما ذكرناه ، لكن الاسبوع العمل فيه "المسموح به" اربعين ساعة لاتنقص ، ربما تزيد لكنها فى عداد الاوفر تايم المدفوع
    وحمدت الله انى ساكون خارج العمل لاربعة ايام ساكون خلالها على موعد مع القراءة والكتابة والعمل البيتى من طبيخ لغسيل ونظافة
    كنت فى يوم اثناء دراستى فى المعهد العالى للموسيقى والمسرح شكوت امر انى مرهقة لاحد زملائى ، سالنى عن سر "تعبى " فوضحت له انى اقوم باكرا لعمل الواجب المنزلى تجاه جدى من شاى لافطار اعده قبل خروجى ، ثم اغسل العدة ، وانظف البيت حتى يحين موعد خروجى الى المدرسة
    ضحك لحظتها وقال
    ـ شكلك بقول انك مدلعة وما بتعملى الحاجات دى كلها
    قلت له
    ـ تعلمت كل ذلك ياصديقى واكثر ، حتى رعاية الاطفال والسهر عليهم حين تسافر امى عليها الرحمة الى الخرطوم حينها كنا فى الابيض ، وكان على كاخت كبيرة ان اقوم بكل ما يمكن واحيانا ما لايمكن ، تعودنا ذلك نحن بنات ذلك الجيل
    اعود للمطر الحمانى ، هانحن الان حبيسى الجدران نحاول الوصول الى محطة الباص فى هذا الجو "العكر " لكنه مقدور عليه حيث تسلحنا بال"بوت"وال"بردلوبات الماكنة " ما "ماكنة تصوير " الحمد لله مزاجى عال العال اليوم لانى موجزة "الانباء "

    السبت
    كرمشة الروح وكرمشة الجلد
    قال ابن صديقتى لجدته
    ـ انتى يا حبوبة يدك دى نفست ؟
    كناية عن ان جلدها صار مترهلا ، نهرته الجدة وطلبت اليه ان يسكت
    لكنى حين انظر فى المرايا ارى انى وصلت الى منتصف العمر الجميل ، كنت العام الماضى اعلنت وصولى المشرع باتجاه منتصف العمر الجميل "خمسون عاما " وهو مر استنكفته كل صديقاتى ، لا اعرف السر فى ذلك ؟ولماذا نظل نخبئ اعمارنا خلف ستائر من الحديد فلا يجدى ان واريناها ، فبضربة فى حاسوب الذاكرة ستعرف اى الاعوام انت وليدها
    فى عام سابق احتفلت مقدمة البرنامج الاشهر "اوبرا وينفرى شو " عن عمرها الذى احتفلت بخمسينيته بمشاركة باهرة من اصدقائها " ـ تينا تيرنر ، جون ترافولتا ، ستيف وندر ـ احتفالا كان بكل المقاييس ضخما ، ومن ناحيتى شاركنى احتفالى ما لايقل عن المئتى متداخل وثمانية الف قارئى تلك الاحتفالية التى اعلنت فيها خمسينيتى فى المنبر العام لسودانيز اون لاين ، رغم انى ازعم مع كاتبى المفضل جابريل غارثيا ماركيز ان "العمر ليس ما نحن فيه بل ما نشعر به"
    وجدت هذه العبارة فى روايته "عاهراتى الحزينات "ترجمة الاستاذ طلعت شاهين
    وبالحق احس الان انى "بنت العشرين " لان الروح لم تعتريها "كرمشة بعد" ولعل اسوأ الامور ان تحس ان روحك تكرمشت
    فهنا لا تجدى كل مساحيق العالم لاعادتها "مطروحة "
    وتعلمت ان العمر بالقطع هو ما نحسه ، حيث كلما احسست انك صرت عجوزا ، فهذا الهرم الذى تحسه سينعكس على ادائك مهما كان نوع الوظيفة التى تؤديها
    ولعلى حكيت مرة عن ذاك الضابط العجوز الذى كان فرحا انه فى ثمانينات عمره ، لكنه يتعاطى مع الحياة وكانه ابن العشرين
    اذن عزيزى القارئ عليك ان تحس دوما ان روحك ما تزال بنت عشرين وانك / انكى ما تزالان فى اول العمر بعد ، فاجمل الايام تلك التى لم نعشها بعد

    الاحد
    دمار شامل
    الرياح كانت تحملنا على اكتافها فنحاول الى التشبث بالارض لان الريح كانت فى اعلى معدلاتها ، صباح من صباحات تكساس الباردة ، خليج المكسيك يتبدى لنا هادرا على غير عادته فى مثل هذه الاوقات من العام
    سواح واجانب يحملون الكاميرات حتى لا تفوتهم اسراب الطيور المتجولة على سطح الماء خاصة طيور من التى نطلق عليها "ابو مركوب "
    كان المكان "خليج جليفستون"على الخليج المكسيكى وكان النهار غائما وباردا ، خرجنا نبتغى مشاهد جديدة
    فى العام الماضى كان اعصارا ضخما قد ضرب هذه المدينة الهادئة ، فكنا نقف على اطلال من اطلالها التى صارعت الموج
    فنادق على البحر تشهدها فتقول ما اجملها ، لكنها خالية وخاوية اثر الاعصار ، فيما كانت بعض المبانى تقف متكاملة دون ان يصيبها ما اصاب غيرها
    اماكن بيع السمك كلها كانت تحت التجديد موضوع عليها عبارة
    "نعم ، فعلناها ، الم نقل ان ذلك ممكنا " نفس عبارات كانت تستخدم فى الانتخابات الاخيرة على لسان المرشح الديمقراطى الفائز باراك اوباما ، رغم انه لم يصوت له اهل تكساس لمبادئهم الجمهورية ، لكن العبارات سرت مسرى اليومى
    باتجاه البحر وعميقا انت ترى المراكب كمن عبث بها عابث ، تبدو شظايا وبالعشرات ، وكذا البيوت ، مع ذلك تمضى الحياة
    مطاعم تستقبل الناس وفنادق تعيد تاهيل نفسها وشوارع تضج بالحياة
    فى مطعم مكسيكى يقوم فى قلب سوق اشبه بسوق "ليبيا" كل الباعة فيه من المكسيك ، رواكيب مظللة بالاجولة ومعروضات يقل ثمنها كلما اوغلت داخلا ، فى ذلك المطعم تناولنا وجبة العشا او الغداء لايهم ، المهم اننا اكلنا ، وكان الاكل مبهرا بالبهارات التى نستخدمها عادة ، له نكهة محلات "سوق الناقة "
    بعد ذلك توجهنا لمحلات اشبه ما تكون سودانية لما فيها من تشابه فى المعروضات "فنادك كبيرة كالتى نستخدمها ، بهارات طازجة ، وـ ليف الحمام ـ والعرديب ، الذى يطلقون عليه اسم ـ تمر هندى ـ
    خرجنا من ذلك السوق باتجاه اخر ، لكنه سوق حين تقف الى داخله تظن انك فى سوق من اسواق نيالا ، او سوق ليبيا حتى ان احد المرافقين لنا حين التقط لنا صورا ضحك قائلا
    ـ ما اظن فى زول حيصدق انه دا سوق فى امريكا
    وبالفعل كنا نقف الى جوار راكوبة مظللة بالاجولة وخلفيتنا كانت لسيارة تشبه ما يمتلكه العم ابراهيم الحلبى فى ورشته تلك
    وعلى ذكر العربات القديمة ، صاحب الدعوة كان من الاطباء السودانيين النابهين لكنه هنا غيّر تخصصه تماما الى "مكيانيكى" يقوم بتصليح العربات خاصة الاثرية منها ويعيش من عائدها ، فكان كلما مررنا بعربات حملها التيار الى عمق البحر صاح
    ـ هسى دى بتجيب ليها مبلغ محترم
    ترك الطب كما قلت وبات احد باعة القطع الاثرية لعربات انتهت مدة صلاحيتها او انتهى عصرها حتى ، لكنه يجيب طلب الزبائن من مختلف انحاء العالم عبر النت ، وياله من طبيب تحول من علاج البشر الى علاج "الحديد" لانه كما قال
    ـ اكثر ربحا من الطب !
    الاثنين
    الصوت العالى ـ جريمة
    فى الباص حيث هو وسيلة عامة ، ايا كان نوع الباص فانت ملزم ان كان لديك ـ جهاز تسجيل ـ حتى ان كانت السماعة فى اذنك ـ عليك ان تخفض الصوت لان علو الصوت يعد خرقا للقانون
    كنت اول مرة اسافر بالباص من مدينة هيوستون فى ولاية تكساس متجهة الى الشمال فى لاية ايوا ، والمدينة التى تحمل نفس الاسم
    طلع علينا سائق الباص حاملا "فرمانا " يتلوه على المسافرين
    "على كل من يحمل معه جهاز تسجيل ان يخفض الصوت والا سيضطر الى مصادرته ، حتى الحديث مع جارك فى الباص عليك ان تراعى انخفاض نبرته حتى لاتزعج الركاب من حولك
    الى ذلك قال "ممنوع استخدام الكحوليات ، بكل انواعها ـ السكر ممنوع والزعل مرفوع ـ وعلى الركاب ان لا يقفوا فى الخط الاصفر المقارب لمكان السائق الا ــ للشديد القوى ـ "وبدات الرحلة الطويلة ، استغرقت ما يزيد على الاربع وعشرين ساعة باص يرمينا لباص اخر ، حتى وصلنا الى مدينة ايوا
    فالباص مكان عام يمنع فيه استخدام الموبايل الا للضرورة وعليك ان تتحدث هامسا و السائق لا يقود الباص الا وقد "تحزم" حزاما امنا
    فالصوت العالى جريمة يعاقب عليها القانون ، حتى ان كنت فى بيتك باستثناء يوم الجمعة مساءا ، والسبت بكامله ، لكنك يوم الاحد انت مكره ان "توطى اى صوت مرتفع من اصوات يمكن ان تزعج الجيران " فالموسيقى العالية مسموح بها فى الايام التى ذكرناها ، وبالتالى اى ارتفاع من حق الجار المتضرر ان يتصل بالثلاثة ارقام 911ليجئ "عباس " حاملا امر "توطية " الاصوات المزعجة
    وعباس هذا هو الشرطى الامريكى الذى اسماه السودانيون بهذا الاسم ، وسر التسمية لمن لا يعرفها ان احد السودانيون كان قد حدث له حادث او بالحقيقة هو المتهم فى ذلك الحادث وحين وصلت الشرطة انكر انه يعرف اللغة الانجليزية انكارا تاما ، فما كان من الشرطى اللبنانى لحظتها الا ان قال له
    ـ اخوك عباس من لبنان ، شو صاير ؟
    الى كل ذلك فالسائق الذى يستخدم "البورى " لا يحبه احد فالبورى يستخدم فى احوال نادرة ، ربما للتنبيه العاجل ولامر حيوى ، حين تمر عربة الاسعاف خاصة فان السائق ايا كان اتجاهه فانه يتوقف تماما الى يمين الشارع والا فانه تحت طائلة القانون ، وكذا بصات المدارس حيث لها الاولوية فى السير فى الشارع ، ويمكن للسائق ان يحرر للسائق الذى يتجاوزه مخالفة مثلها تماما مثل مخالفة يحررها الشرطى ، والويل لك ان تجاوزت كل تلك الباصات من بصات المدارس او عربية الاسعاف وعربية الشرطة وباص الركاب ، فكل هذه توقعك تحت طائلة القانون
    ولم اشهد قط سائق باص قام بمخالفة ما ، لان ذلك يعنى سحب الرخصة عنه ، وهذا امر يحرمه مستقبلا من العمل فى هذه الوسائل ، وكذا سائقى التاكسى ، فهم الاكثر تادبا فى الشارع
    اقول هذا وكنت فى السودان ذات عام سابق ، لاحظت ان السفريات الكبيرة والصغيرة ـ حافلة او باص ـ تتساوى فيها وتيرة الاصوات العالية ، احيانا يرغمك سائق الحافلة على الاستماع لما لا تحبه من غناء ، اوحتى احيانا يكون الشريط "بايظ" لكنه يصر عليك ان تستمع ولسان حاله يردد "كان عجبك " وليت الامر وقف عند هذا الحد بل انه يغالى فى رفع وتيرة الصوت الى اقصى درجة حتى تكاد تصيبك حالة من حالات الاغماء
    وحدث ولا حرج عن التلفونات المحمولة ، لكانك ملزم ان تستمع الى كل تلك الحكايات وتلك الاسرار العائلية واحيانا الاكاذيب
    فى مرة و الحافلة التى كنت على متنها متجهة الى السوق الشعبى الخرطوم من السوق الشعبى امدرمان فاذا الراكب الى جانبى يتحدث مع احد ما من الطرف الاخر ويقول له وسط كل تلك الزحمة فى السوق الشعبى انه فى البيت وسيحاول ان يصله فى اقرب وقت ؟؟؟
    او تلك الفتاة التى كانت تجلس الى جوارى محدثة احدا ما قائلة ـ والحافلة كانت تقف فى موقف ميدان ابو جنزير ـ الحافلة هسى فى الكوبرى ـ
    لعنت فى سرى الكذب واهله ، فلماذا نكذب ونصدق كذباتنا

    الثلاثاء
    برتقال من فلوريدا
    صباح اليوم ارسلت لى صديقتى سيسيل ايميلا ، مع تهانى الكريسماس ، وما الى ذلك وحدثتنى فى رغبتها ان تزورنى لان لديها برتقال من فلوريدا وتودنا ان نشاركها اياه ، وقد ارسله لها والدها المقيم هناك
    يا لهذه الانسانة سيسيل منذ ان عرفتها والى الان لم تزورنى "وايدها فاضية قط "
    حين انتويت السفر للسودان العام 2005 كانت فى وداعى ، جاءت تحمل كل ما امكنها من "الزوادة "وهى عبارة عن مكسرات وحلوى ومعجون اسنان وفرشاة اسنان ، وغسول للفم هذا عدا عن ـ الموجب ـ الذى كان من والديها ايضا ، وهو مبلغ مقدر من المال
    كانت فكرتى عن الامريكان غريبة مبنية على الخوف منهم ،وربما لاننا لم نتعايش معهم سوى من خلال افلامهم التى تصورهم فى احيان كثيرة غير ماهم عليه
    وكنت قد كتبت مقالا طويلا عن تلك العلاقة المبنية على ما تبثه هووليوود ـ هووليوود وجه اخر لامريكا ـ حين عشت بينهم وبدات اروى حكايتهم معى وجدت ان الامر مختلف كل الاختلاف خلال صديقتي سيسيل الامريكية التي اناديها باليانكي وهي بدورها تنادي زوجها ( اليانكي )لانه من مدينة بوسطن ، وأهل الشمال معروفون بذلك اللقب بين بقية الامريكان
    كنا نتسابق معا لحضور الندوات الشعرية قارئات لشعرنا ، أو مستمعات لمن يقرأ في ندوات أخري ، وكنت اذا ما تاخرت عن موعد ندوة سألوها عني ، وتجيئنى ضاحكة :
    ـ أحسست اليوم انني وحيدة ، حتي لاحظ الجميع ذلك ، في المرة القادمة لابد ان نكون معا .
    كنت قد تعرفت إليها اول أيام وصولي الي مدينة ايوا ، كانت تشرف علي إصدارة محلية ( من الواقع ) (Real condition) وحدثها البعض عن اني اكتب القصة ، ثم كان ان هاتفتني ، وطلبت اليّ ان التقيها وقد كان ، منذ ذلك التاريخ لم نفترق ، نشرت لي بعض القصص التي ترجمها الاستاذ يوسف لطفي ، ولكم ساعدتني علي (توضيب ) بعض القصص والقصائد بحسها القصصي فهي كاتبة روائية قاصة ، شاعرة ، الى ذلك استاذة في كليات ايوا الجامعية تدرس الادب الانجليزي سواء امريكيا او مترجما ... لها شخصية تتميز بالانسيابية
    مولودة في نفس شهر مولدي و من نفس برجي فكانت كلما حان موعد ميلادي بعثت الىّ بكروت التهانى ولايقتصر الامر على ذلك ، كثيرا مادعتني الى بيتها احتفالا بميلادي كنت ادخل اليه كما ادخل بيتا اليفا لديّ ساعدتني بكل ما اوتيت لاتجاوز عقباتي اللغوية ليس فقط بما امدتني به من كتب بل بتعريفي الى كتاب وكاتبات من امريكا.
    حين تضيق بي ذات اليد فلا اجد سواها متكأ و لا يعينني احد غيرها سوى القليل من ابناء جلدتي من السودانيين و يوم اصابة زوجها بمرضه اللعين هاتفتني قبل ان تهاتف احد اخر حدثتني معلنة ان زوجها بالمستشفى
    هي كاتبة و كنت كذلك اول قصيدة كتبتها بالانجليزية كانت هى من وقف على تقديمها و اعانتني على الدخول بها الى فضاء الجامعات قارئة لعديد قصائد غيرها ...
    فتحت لي هذا الباب للدخول الي الجامعات خلال صديقتها استاذة الادب الانجليزي في جامعة ايوا ايضا و التي استضافتني لا تحدث عن تجربتي خلال رحلاتي التي لم تنته بعد بين اوروبا و القاهرة وامريكا و كل ماكتبته قرأه معي الطلاب و ناقشوني فيه في محاضرة استغرقت مايزيد على الساعتين ، يوم الثامن من فبراير العام 2005 يوم سيظل محفورا داخلي . شهدت كم تعاطف الطلاب مع قصصي ورأيت واحدة تبكي اثناء قراءتي لقصة ( مطر على جسد الرحيل ) سالوني ان كانت حقيقية
    هل اقول انهم بشر مثلنا ؟ انهم بشر يبكيهم ما يبكينا يضحكهم ما يضحكنا لهم عادات و تقاليد لهم اسرة اسوة باي انسان في هذا العالم .

    الاربعاء
    آخر يوم فى السنة
    اربعاء وعقاب سنة، كان هذا اليوم الاخير من العام ، كنت قد آليت على نفسى ان يكون يوما جديدا كامل الجدة ، وحثثت فى تلك الخاصية ايما حث، لكنى بالنهاية قنعت من كل احتفال ، وقعدت الى الذات انكش فى دواخلى ، وجدتنى بعد كل تلك الاعوام من الحياة التى زادت عن الخمسين عاما ، انى لم اعش حياتى كما يعيش كل الناس ، فليس لى بيت كبيوت الناس من حولى ، وجدتنى وحدى ، العن وحدتى ، واحبها فى آن واحد ، تمنيت ان لوكان لى حياة غير التى اروى عنها الان ، عشتها لكنى لم احياها ، فالحياة امر مغاير للعيش ، فالعيش ان تاكل وتشرب وتمشى فى الاسواق ، لكن الحياة تلك التى تملؤك فتشبع من ما ملاتك به ، وجدتنى بعد كل هذه الاعوام امخر عباب الايام بلا هدف محدد ، صحيح اننى ام ، لكن حتى الامومة الان التبست على ، لم اجد ما اعزى به نفسى سوى الصمت ، فلقد كبرت الابنة وباتت فى عداد الامهات لها حياتها ، واحلامها التى لم اكن جزءا منها ، كحالة من حالات الانقطاع بين الاطفال وامهاتهم فى هذا المهجر القاسى ، ففى العام الجديد ستغدو زوجة ، انتخبت زوجها ، تمضى اليه وامضى لعزلة من نوع جديد
    لكنى عزمت ان لا تكون عزلتى كاملة الدسم فلقد بدات منذ الان اعداد نفسى لسفر طويل ، عزمت ان اجوب العالم بحثا عن الامل والعمل ، ربما عدت الى اماكن احببتها وربما اخذتنى اماكن جديدة اخرى ، ربما ساسافر لبلاد جديدة ليس فيها ما يزيدنى الا معرفة ، وعزمت ان اعود الى فصل الدراسة من جديد لانها الوحيدة القادرة على ارواء ظما بى ، لا يعرف الارواء
    اتمنى ان يحل العام الجديد بالخير على كل مواطن ومواطنة ، ان يعود للمدرسة الابتدائية وجهها المشرق ، وان تعود المدارس المتوسطة والثانوية الى حيز التحقق ، وان تغدو مدارسنا علامة مثلما ظلت طوال اعوام ، ولبخت الرضا بعض من القها تشيد المناهج مرة اخرى ولجامعات السودان بريقها الاكاديمى الساطع
    كل عام والوطن بخير والانسان السودانى بخير
                  

07-18-2009, 00:30 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: عبد الله الشيخ)

    عبد الله الشيخ
    ازيك ياخ
    اول حاجة انت ما استاذنت منى دا بلاغ لناس الملكية الشنو كدا ماعارفة
    لكن احلى حاجة انك جبت لينا ناس سمحين هنا
    ما تعمل كدا تانى
    جيب اربعة من ناس الصف الورا و"قابلنى"
    عارف ليه؟
    ماعارف مش؟

    شكرا ليك يا حبيب
    وشكرا لاجراس الحرية التى فتحت عندى هذا الباب
    ولكل الذين يكتبون الى عبر البريد ما بتاع البريد والبرق
    ياحليلو
    وساوصل معك هذا الخيط
    لك محبتى ابدا

                  

07-18-2009, 03:54 AM

Yassir Tayfour
<aYassir Tayfour
تاريخ التسجيل: 08-18-2005
مجموع المشاركات: 10899

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    سلمى الواحة..
    قرأت البوست حرفاً بعد حرف وأردد مع طارق كلمات العميري..

    وكنت بلملم الضحكات
    وحاجز فى البياض نيه
    ولما سالنى ريح الليل
    وكنت براى
    اعود واهى
    غلبنى اساوم الرهبه
    ونزفت جروحي زى ماهى
    وماتلومت لو شفتى
    ده ليل الغربه متناهي
    حدودو الغربه بعدو الغربه
    فيهو الغربه والأفق الرقد ساهى
    امد ايدي بس لي وين
    واقاوم كيف زمن لأهي
    لانفع التودد فيهو لا جاياهو حنيه
    شتت املي في الموجات
    وكثر في العشم جيه
    ده كلو من السواحل دي
    ومن ظلم المعديه
    وانا البعت الفرح لليل
    وغشوني المراكبيه

    __
    يديك العافيَّة يا أم عازّة..
                  

07-19-2009, 03:37 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: Yassir Tayfour)

    يا سر طيفور الشقيق الحبيب


    السبت

    جدى مصطفى سلامة
    جدى مصطفى سلامة ، رجل له محيا كما البدر صبوح ومشرق
    ابتسامة لا تسمح لها تلك الصرامة بالعبور او ان تلوح قط
    عينان واسعتان لم تلامسهما نظارة طبية طوال حياته
    قامة يزيد طولها عن المترين بكتفين عريضين وكفان كبيران وساعدان ما اقواهما ان احاطك بهما فلا فكاك لك مهما اوتيت من قوة
    حكى لى ذات مرة انه كان (يخوض النيل باتجاه جزيرته التى يزرعها حاملا حماره على كتفيه )
    ولد فى بدايات القرن العشرين فى مدينة بربر كان الاوسط بين اخوته (احمد والد ابى ، وبابكر والد امى ، وعبد الرحمن ، ذلكم الجندى الذى امد عبد الفضيل الماظ وعلى عبد اللطيف بالذخيرة حين كان امين ذلك المخزن فى العام 1924 وهو تاريخ حكاه لنا وما دونه احد بعد ، ثم الخضر اخاه من امه )
    عاش طويلا ربما لما يزيد عن الثمانين عاما لكنه مع ذلك لم يفقد حاسة السمع او البصر ولم يحتويه سرير للمرض ، كما الاشجار مات واقفا
    اكثر ما يميزه باتجاهى احاديثه المترعة بالتاريخ والشواهد ، كلامه المرتب وصوته القوى الصادر عن جبل بشرى ما ازال اعتز بصحبته رغم الفارق بينا فى السن لكنا كنا صديقين
    كلما زرت بربر كان نديمى ، كنت اجلس اليه واحادثه واحاول ان اتعرف اليه اكثر
    كان يحكى لى عن انواع الاطعمة التى سادت فى ذلك الحين عندما كان صغيرا
    (نشرب اللبن من النعاج او الغنم ، لبن البقر دا وحده ما بندورو ، و ما بناكلو تب ، بناكل اللحم الماعز او الضان ، ، من الصباح تمشى على المراح تحلب الغنم والنعاج تجيب اللبن حبوبتك اسيا بت الطاهر تفور اللبن تدينى كورتى الكبيرة ، وبعدين الشاى باللبن بالكباية الكبيرة
    الفطور يا فطير بى لبن ، يا لحم محمر او مسلوق ، العتان ديل يوم القيامة بشكننا للخلقن ، بنريد لحمن ، الفول دا ما دخل حياتنا الا قريب دا )
    وهذا القريب كان العام الثانى والسبعين من القرن العشرين وتلك اخر مرة اشهده فيها
    كنت احيانا اقعد لوقت طويل فى انتظار عودته من الجزيرة التى يملكها ولم ارها قط ، لكنه كان يحدثنى عن منتوجاتها (البطيخ والعلف ، والذرة ) ويحدثنى عن تعب الحياة الذى لا طائل من ورائه
    كان جدى حاضر البديهة ولسانه لا يتردد فى افلات (الجمل ) او الكلمات التى لاتندرج سوى فى قائمة (المساخة )
    حتى لو كان السؤال بريئا وعاديا
    ذات مرة سالته احد حفيداته
    ـ جدى اطفى ليك النور ؟
    ـ اطفيهو اول قالوا ليك باكر عندى امتحان ؟
    وهذا ما جعل قصص عديدة تدور حول شخصيته المهابة مع ذلك لم يجرؤ احد للحديث عن تلك الحكايات امامه قط
    ولشد ما كانت تحاك حوله القصص حتى بات معروفا بانه (سحار )
    وانبلجت تلك الخاصية لتدور وتلف لتصل الى عقول الاطفال الذين فهموا انه بالفعل ( سحار ) او ( عينو حارة ) فكان الاطفال يركضون امامه جريا صائحين
    ـ جدى مصطفى عليك الله اسحرنى
    رحمه الله واحسن اليه


    الاحد
    ما يطلبه المستمعون
    جبلنا على سماع الراحلة علوية ادم من خلال برنامج ما يطلبه المستمعون ،منذ ان وعينا بحضور الاذاعة فى حياتنا ، ازعم ان هناك ايضا كانت الرضية ادم ، التى لا اعرف اين هى الان ؟لكنى كنت معجبة بصوتها وكذا كان يلهمنى صوت الراحلة علوية ادم ، كنت لوقت قريب اظنهما شقيقتان هى والرضية ، كما كانت نايلة ميرغنى العمرابى وسهام العمرابى ، وهما ايضا كانتا تريحاننا بتقديم ما يطلبه المستمعون وكان البرنامج قائما على تعدد الاصوات الغنائية من خلاله ، ولهذا البرنامج معجبون يرسلون بالبريد اسماء من شاءوا ان يهدوهم الاغنيات ، نصحو فى صباح الجمعة وبعد كل اجراء ما علينا من امور البيت ، نهرع الى الراديو ، وندل المؤشر على اذاعة امدرمان ، وتاتينا اصوات اما الرضية او علوية ادم او فى مرحلة اخرى سهام العمرابى ،كنا نتحمس للاغنيات ، لانها متباينة تشى عن تعدد الاصوات التى طلبت الاغنيات ،
    انصرمت الاعوام ، ودارت دوائر الدنيا على البريد، وتعالت محله الموبايلات ، تلك الخامة التى قربت كل بعيد ، واصبحت مقام البريد بلا منازع ، لكن الخطاب ما يزال حلوا فى الذاكرة ،برائحته حتى ان كانت مختلقة فى الذاكرة فقط ، لكنه توارى وهذا واقع ،تصادف قبل عدة ايام ،ان كنت استمع الى اذاعة امدرمان "فى النت " وما يطلبه المستمعون ، لم استمع الى المقطوعة الموسيقية التى كانت عنوانا للبرنامج ، ولو لاحظنا ان العنوان لبرنامج ما يطلبه المستمعون كان احد العلامات التى تجذبك للبرنامج ، ربما لاننا شعب جبل على التغيير ، والمح هنا الى برنامج الاذاعة والمستمع فى البى البى سى ، لم يتغير شعاره على مرور الاعوام ، رغم انه بدا منذ عشرات الاعوام ، ما علينا هنا ان البرنامج اتخذ وجهة جديدة ازاحتنا من خارطته ، اولها ان الاغنيات لفنان واحد ، وان مقدم البرنامج شاب لطيف ، استمعت اليه ونسيت ان ادون اسمه ، كما هى عادتى ، ليس تجاهلا لكنها المشغوليات ، فله العتبى ولبرنامجه التطور والتقدم ، فقط ايها الابن العزيز ، كن ما انت عليه ولا "تستلف صوتا " لان الاداء لديك يعانى من هذه الهنة ، عدا ذلك لك التوفيق
    الاثنين
    الاذاعة والناس
    الاثنين الثامن عشر من مايو جولة الاسبوع من برنامج النادى الثقافى
    برنامج من اجمل ما سمعت مؤخرا لكنه رغم جماله وجدتنى حانقة حين تحدث احد المتحدثين عن الكهرباء وترشيدها وذلك حين تحدث عن ان البعض يستغل الكهرباء فى المكيفات والمراوح ناسيا او متناسيا انه يتحدث الى عشر سكان السودان الذين يشكو بعضهم ليس ندرة هذا الثيم بل انعدامه فى بعض الانحاء ، بل ان البعض لا يراها الا حين يزور المدن وما اكثر هؤلاء
    فنحن حين نتحدث فى الاذاعة ،علينا مراعاة مشاعر المستمع اولا
    هذا يقودنى للحديث عن برنامج الصفحة الاولى حين يتحدث طبيب عن الاغذية ، حيث تحس الحديث موجه لعدد قليل من السكان فى السودان فلنقل المدن ، وعن ان انواع الفيتامينات وما ادراك ما الفايتمينات ، وماهى الفيتمينات بالاصل وماذا تعنى لرجل او امراة امية ، لايعرفون سوى ما تتيحه لهما بيئتهما الغنية بشتى انواع الاغذية التى تجعلهم على قيد الحياة ، وربما لايعرفون ان فى هذه الدنيا كائن اسمه "الطبيب"
    وهنا تجئ الطبيبة المختصة فى برنامج الصفحة الاولى لتدلى هى الاخرى بدلوها لتقول عن الاطفال المشاغبين انهم ربما تناولوا "حلويات او سكريات " مما يجعلهم يتحركون حركة متسارعة ، حتى اذا ما انتهت تلك الحلويات من الجسد وانهك قام الى سريره يرحمه الله
    تجد الكلام ايضا موجه الى فئة تتمتع بتلك المعطيات حيث بعض مناطق السودان يصرفون لهم رطل سكر واحد لعدد من الايام
    اذن لا مفر من تحديد الجهات التى يودون الحديث اليها ، حيث انك حين تجرى احصاء بين المستمعين نجد الفئات متعددة ، واللهجات ايضا ، طريقة التغذية مختلفة بل انها الاكثر اختلافا من بيئة لاخرى ، واتصور ان ليس هناك احصاء لخريطة المستمع فى السودان ، والاحصاء ضرورته تنبع من ان الاذاعة تعرف متى ؟ واين ؟ ولماذا ؟ وكيف ؟ ومن هو المستفيد الاصيل من الرسالة الاذاعية
    حتى اذا وقفنا على هذه الفئات يمكننا حينها ان نرسل رسالتنا وفقا للاحصاء وليس لعموم المستمعين
    بمعنى انه علينا ايجاد بديل لمثل هذه البرامج ، حيث الاذاعة نجدها دائما تخاطب فئات بعينها متجاهلة الاخرى ، مما يثير حفيظة المستمع
    فى السابق كانت هناك برامج موجهة للفئات العمرية ، وان لم تكن مقننة بالمعنى العلمى لكنها موجودة
    الان ، ثمة تعجل وارتجال فى البرامج ، عدم الانتباه للمستمع وخصوصيته ما يحيل البعض الى حانق رافعا يده وحاجبه بما يشى بالدهشة ، فالمرجو مراعاة حقوق المستمع الذى لا يعرف الفايتمينات ، والاخر الذى لايملك كهرباء والاخر الذى ليس لديه ما يكفى من الحلوى حتى يجرى وينام بعد الرهق
    فهناك من المستمعين من الفئات التى تسمى الرغيف الوارد من الخرطوم"حلاوة رغيف" وتتداوى بالبيبسى لكثير امراض تعتريها ، ولم يسمع فى حياته الا بالحكيم فى قريته والحكيم ربما يكون شيخا او ممرضا او القابلة
    اضيف ما استمعت اليه من اخى وزميلى عبد العظيم عوض مساء السبت 23 مايو من خلال برنامج الراى العام يسال ،واورد حديثه حول الصفحة الاولى وانها تقوم بنقل الخبر من مركزه طازجا ،لكننا نستمع الى الاذاعة وتحديدا هذا البرنامج كل يوم تقريبا ، ولم نجد ان الزميل هاشم ميرغنى عبد الحفيظ قد خرج من اطار العاصمة الا لعدد قليل من المرات كانما الاذاعة محددة برامجها وتوجهاتها لخدمة المواطن فى العاصمة فقط
    سيقول قائل ان هناك "اذاعات محلية خاصة بكل اقليم او محافظة"
    لكننا نتحدث عن اذاعة قومية وهنا الفرق
    الثلاثاء
    كرة القدم لعبة نسائية فى الولايات المتحدة
    جينا ، طفلة فى الفصل الذى اشتغل فيه ، امها تجئ فى مساء كل يوم ثلاثاء متبوعة بشقيقة جينا ، وتبدا رحلة من التذمر بشان التاخير من طرف لينا الاخت الكبرى ، لانها حسبما ترى ان امها لا تهتم بتمرينها الذى يوشك ان يبدا فى الخامسة والنصف
    تلبس لينا "كدارتها، وقميصها نمرة تسعة "وكذا تجد الرقم مكتوب على صفحة الشورت ، لم تتجاوز لينا السابعة من عمرها ، لكنها تحلم باللعب للفريق القومى
    فاللعبة هنا محكومة بالنساء ، حتى الحكام نساء الا نادرا وهذا ماحدثتنى عنه زميلتى فى الفصل ،
    كانت حانقة ان ابن اخيها وهو فى الصف الخامس يلعب كرة القدم"سوكر " هكذا يفرقون بينها وبين تلك اللعبة الخاصة بهم حيث يطلقون عليها "كرة القدم " وهى لها نفس الاعداد من اللاعبين سوى بفارق ان ليس هنا حارس مرمى
    ترى شيللى ان "السوكر لعبة فظيعة ، فبالامس اصيب احد ابناء اقرباء لى اصابة بالغة فى الراس لهذا اكره هذه اللعبة ودائما اطلب لابن اخى ان لا يلعبها ،وحتى والده المدرب انصحه ان يبتعد عن هذه اللعبة الخطيرة "
    حكت لى صديقة ان ابنها وكان والده مدربا لفريق كرة القدم "حقتنا" ان ابنه حين سالته المدرسة عن وظيفة والده ، اجاب انه"حلاق" كيما يتفادى الحرج امام زملائه من الطلاب فى الصف
    لذلك من يلعب فى هذه الفرق "سوكر "فهو اما من امريكا اللاتينية او من اوروبا او افريقيا، نادرا ما تجد لها زخما بين الامريكان حيث يرونها لعبة "بنات"
    وفى ذات السياق كنت فى الكلية "براون " فى ولاية مينسوتا شمال ايوا ، كنت ادرس الاذاعة والصحافة لعام كامل ، وتصادف ذلك العام 2002 ان جرت احداث المونديال الكروى ، كنت اتابعه بشغف كبير وتصادف ان كان المسؤول الاجتماعى عنى فى المدرسة مدرب سابق لكرة القدم "حقتنا" حين راى منى كل ذلك الاهتمام اشار على ان التحق بفصل للتدريب فى الكلية وان اكتب للجريدة المختصة بالرياضة حيث تتمتع بالفقر من جانب المحللين الرياضيين لهذه اللعبة ، لكنى ما فعلت ،حيث على ان اكتب "مجانا" وهاانى اكتب هنا مجانا ، لكن لاننى احب الكتابة هنا ، لذا اجد لى العذر
    طالبة وحيدة كانت تشاركنى هذا الاهتمام ، لكنها لم تكن امريكية بالقطع ، فلقد كانت من ترينداد
    ولله فى خلقه شؤون
    الاربعاء
    ربيع فى خريف العمر
    خماسينى ضربت خيام القلب فانفلق تشظى ، قطعة هنا ، قطعة هناك لكم سعيت ان الملم الشظايا ، لكنها لم تلتئم ، فتركتها متشظية ، وتركته حزينا وحيدا، لم ينقر بابه احد ، لعشرة اعوام كان على تلك الحالة
    كنت أسافر ، اتلهى بالسفر بالمطارات ، الدروب ، سافرت شمالا وجنوبا ، عبرت البحار والمحيطات بحثا عن بر آمن عن شظايا القلب ، كنت كل مرة احدثنى
    ـ ها هو
    لكننى سرعان ما أهوى الى قاعى ،
    آخر مرة دخلت قاعى كان منذ امد بعيد ، وجدته ساكنا مظلما ، ضربت جدران القلب فردد القلب صدى صوتى ، وقفت انصت ، لا شئ ، لا شئ سوى الصمت حادثتنى
    ـ اخرجى عن صمتك
    فردد الصدى الحرف الاخير ، جاءت الكاف ، قلت كفى ، جاءنى الصوت صوت الفاء ، قلت فلاة ، جاءتنى التاء المربوطة فربطت نفسى وطرت بها ، حين حططت رحالى كنت هنا ، هنا ، هنا ، موثوقة روحى الى ظلك ، ظلك كان غائصا فى رطوبة دبقة ، غيظ حار لهب مشتعل ، ، غيوم تبدت لى ، بدأت تتراكم ، فوقى وتحتى، لكنها عبرتنى ، من نافذة القلب شهدتك بحرا ، كان البحر مائجا ، مرسلا زبدا ابيضا ، ارتطم الزبد بساحل القلب ، كاد يهوى لمرة ثانية ، عاد الموج من جديد يضرب ساحل القلب ضربة وضربة وضربة ، آخر ضربة كانت محل رضى القلب فأعاد نسيج خيوط الزبد الابيض ، بدا القلب يتلاعب بالخيوط يرسم بها الوانا ، واشكالا ملونة تارة ، واخرى بيضاء ، لكنه سرعان ما ملّ اللعبة ، وقذف بها الى عمق البحر ، صوت ارتطامها تحول الى قصيدة ، القصيدة استطالت الى خيول جوافل ، تخب ، تخب ، تخب ، وتصهل ، وتصهل ، وتصهل ، كأن بها مس ، مستنى الكلمات ، فزعت روحى تحولت ضربات القلب الى طبول ، دعتنى للرقص ،
    ـ تعالى
    ـ تخب اليك خيولى وتفزع روحى
    ـ تعالى
    ـ اخشى ان ينأى القلب عن موقعه
    ـ تعالى
    ـ هل ستفتح باب المنى لادخل ؟
    ـ سابيح الهوى وافتح روحى على ضفتيك
    ـ أخاف
    ـ هنا امنك
    ـ اخشى المجامر التى تخفى الرماد الى حضنها
    ـ بين جوانحى لا جمر
    ـ حدثتنى امى عن اهل قرية فى الزمان السحيق

    (لليل فى تلك القرية طعم خاص ، وللقرية فى حلوق اهلها طعم خاص ، ولحلوق اهلها طعم خاص ، حيث لا يزدردون الا ما يوافق بطونهم ، لا يشربون الا ما يؤمرون به ، فالحياة كان لها ايضا طعم خاص ، غير الذى اعتاده الناس ، سهلة ، يبتلعونها دون ماء ، بعد كل قضمة وكل قضمة محسوب حسابها من اين ؟ متى ؟ كيف ؟ لماذا ؟ وهل ؟ لا ياكلون الا بعد الاجابة عن كل تلك الاسئلة ، والاسئلة لا يسألها احد ، الا من هم فى موقع المساءلة !! من الذين يديرون حركة الحياة ، والحياة لها طعم خاص ، وخاص هذى تخص اهل القرية دون سواهم ، وسواهم لا يدخل القرية حيث انها منطقة مغلقة لا تفتح الا لبنيها ، وبنيها نادرا ما يخرجون ولا يخرجون الا لقضاء حاجتهم ، وحاجتهم لا تتعدى الاشياء اليومية المعتادة ، والمعتادة هذه لها اماكن خاصة تباع فيها ولا يتجاوز سعرها دخولهم المحدودة ،لانهم يفلحون الارض فى موسم المطر ، ويحصدون فى الشتاء ، يكمنون فى بيوتهم حيث تبلغ درجات الحرارة درجات تكفى لاذابة اطنان من الدهون عن ارداف النساء فى القرية التى يكفى ما ذاب عنهن لتشحيم عربات القرية بكاملها ، وهكذا كانت تسير الحياة هناك)
    ـ ارايت كم انى بعيدة ؟
    الخميس
    القشة
    كان النهار من نهارات الربيع الباردة بشمس غائمة ، وبرد لافح الى حد كبير ، لو ادركت ان هذا هو شهر مايو وقد دنونا من اخره
    كنت اجلس فى كنبة المحطة انتظارا للباص ، لان لدى بعض المهام فى مكتب يغلق ابوابه فى الخامسة مساء ، استاذنت من ادارة المدرسة وتوجهت الى محطة الباص ، كان يجلس الى يسارى شاب امريكى اسود ، يبدو انه يحتفل بمناسبة ما ، حيث الاكياس التى ترقد الى جانبه معبأة بالحلوى والانواع المختلفة من العصير تمد برقبتها الى الجالس الى يمينه
    الرجل كان يضع فى فمه "قشة " من كبريت يمتد راس القشة الاحمر متدليا ، ترى الراس يتحرك من جهة لاخرى ، اعاد الى ذهنى مشهد الصائمين فى المحطة الوسطى ايام رمضان ، تتحرك اذن القشة "بحرفنة "بالغة ، حيث هو يتحدث فى التلفون ،وهى جالسة دون ان تحدثها نفسها ان تقع ، سيجارة مطفأة وتتحرك ، شمالا ويمينا ، يضع الى تحت المقعد ورقة ملفوفة يبدو ان داخلها مشروب ممنوع اثناء اليوم ، فاليوم هو الخميس ، وغير مسموح بالمواطنين تعاطى المشروبات الروحية مهما كان حاملها ، لكنهم يتغلبون على تلك الدعاوى بلفها بورق حتى لا ينفضح امرهم ، الى ذلك يحظر تعاطيها فى الباص مهما كان الراكب ، فى مرة كنت مسافرة فى رحلة داخل الولايات ، وكان ان ركب الباص شاب يترنح ، فاوقفه السائق وحين لم يرضخ ، سارع الى طلب الشرطة التى قامت بانزال الراكب
    وهى فوق كل ذلك لا تباع الا فى ايام محدودة ، وعلى الجميع مراعاة عدم السياقة وهم تحت تاثيرها حيث تسحب الرخصة الى الابد
    كان يتحدث هامسا فى التلفون وتلك القشة تتارجح بين الكلمات دون ان تقع ، اعجبتنى الفكرة ، فكيف يتحدث شخص وفمه شبه مغلق بقشة ؟
    حين وصل الباص ، كان قد حمل كل امتعته ، وصعد امامى تتقدمه القشة
    وابتلعنا الباص ، لكنى كنت كل مرة اجوس بناظرى بحثا عن حالة القشة التى اظنها باتت فى عداد المكتئبة الان ، لما اصابها من حال وقوف على مقدم فمه دون ان تقع ؟؟
    الجمعة
    يوم مرضت امى

    لم يكن ليوم الجمعة ذاك من الاسبوع الاول من اغسطس سوى طعم الحنظل فى حلوقنا ، تحلقنا حول سريرها دعواتنا تسبقنا ان تشفى امى ، لكنها لم تستجب لا للعلاج ولا للدعاء ، كانت وقارا فى سريرها المرضى ، لا تشكو الا فى صمت ، حادثتها ، قلت لها :
    ـ يا حجوج كما كان يحلو لنا مناداتها ، ما تبطلى حركات وتعاينى لينا لكنها لم تعر ما قلت اجابة ظلت على ذلك الحال طوال اليوم واليوم اللاحق ، كان امر غريب ان نجتمع حولها نحن الذين تفرقنا ايدى سبأ لاعوام طويلة ، كأن روحها كانت تنادينا ، هكذا ارادت لنا ان نكون الى جوارها فى ايامها الاخيرة ، جاء كل منا من مكان اقامته فى الشتات ، وتحادثنا معها منذ زمن طويل لم يحدث ان التقينا ، كانما كنا على موعد اللقاء حول سرير موتها ، لكنها الصدفة وحدها التى جعلت ذلك اللقاء ممكنا ، كانت كأنها توصينا احدنا بالاخر ، دائما كانت تقول
    (ابقو عشرة على الخوة البيناتكم ، يا ها البتبقى ، الاولاد بجوا وبمشوا لكين الخوة ما زيها شى اغفروا لبعض ، واكتر حاجة خلوا بالكم من خوتكم )
    وغالبا ما كنت تردد اغنية شعبية تحبها كثيرا
    (بوصيكم على البيت الكبي ابنوه )
    ومثلها الاثير حاضر دائما
    ( الدنيا بتهينك والزمان بوريك وقل المال يفرقك من بنات واديك والجنس الفسل لا تجعلو دخريك)
    او كانت تقول
    ( الهدم القديم ما بنفعو الرافى وكضاب من يجيبا محنة الجافى )
    لذلك كانت تومئ لنا بان نحتفظ باواصرنا قوية بيننا
    رحمة الله عليك يا امى
                  

07-18-2009, 08:01 AM

Yassir Tayfour
<aYassir Tayfour
تاريخ التسجيل: 08-18-2005
مجموع المشاركات: 10899

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    الأستاذ عبدالله الشيخ..
    سرحت في القرايَّة حتى ظننت أنّ صاحبت البوست الأستاذة سلمى الشيخ، وللشيخ في إسميكما نصيباً في "جهجهتي"؛ لك العتبى يا أنيق الحرف..

    __
    التحايا والود..
                  

07-18-2009, 08:19 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: Yassir Tayfour)

    ودالشيخ ..تشكراتي ...صحبي الجميل "سلمي" معجون صدق والق .
                  

07-18-2009, 09:31 AM

عبدالله داش

تاريخ التسجيل: 02-17-2007
مجموع المشاركات: 1454

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: abubakr)

    لكما العافيه
    اسعدتما صباحي بأشكال متعددة الجمال





    غشوني المراكبيه
    سلمى لك و الود



    ود الشيخ شكراً على المساهمه الثره
                  

07-18-2009, 02:00 PM

عبد الله الشيخ
<aعبد الله الشيخ
تاريخ التسجيل: 04-17-2008
مجموع المشاركات: 1759

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: عبدالله داش)

    شكرا يا داش .. والتحية لسلمى اولاً واخيراً
                  

08-01-2009, 04:55 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: عبدالله داش)

    عبد الله داش
    ازيك مشتاقين
    انت والوغد الانت عارفه مقطوعين منى


    السبت الحزين
    رحيل القمر
    محجوب عوض الكريم، كنت طالبة فى المرحلة الثانوية العامة ،لم اكن افطر فى المدرسة حتى ادخر "شلن الفطور " لشراء الكتب كل خميس
    شاب كان فى مقتبل العمر يرعى مكتبة النهضة فى مدينة الابيض ، كشك صغير ، لكنه يوفر لى ما اوده من كتب
    اذهب الى حيث يجلس فى المغرب دائما اطلب اليه بعد معاينة الارفف ، اتوجه اليه بالسبابة ارفعها لاشير الى الكتاب المحدد ، ينزل الكتاب من الرف يمده لى ، ياخذ الثمن للكتاب او الكتب
    حين اكثرت من الحضور الى تلك المكتبة كل اسبوع تقريبا ، بت مالوفة لديه ، وبات امر الثمن للكتاب محسوما ، لم يكن ياخذ عنى خردلة ، لكنه بات يسلفنى الكتاب او الكتب ويطلب منى ان احافظ على الكتب كما اخذتها ، وتعودت ان "اجلد" الكتب حتى تاريخ هذه اللحظة
    امتدت تلك العلاقة الكتبية ان صحت التسمية ، حتى تخرجى فى المدرسة الثانوية "كلية المعلمات " ويوم تخرجت فى معهد الموسيقى والمسرح كان اول من جاءنى مهنئا
    وسافرت خارج الوطن العام 1991 وحين عدت استضافنى الزميل والصديق نجيب نور الدين فى برنامج "نجوم بعيدة " وتحدثت عنه ، استمع للبرنامج وفاجانى بحضوره مسالما
    تحلقنا مساء ذلك حول صحن فول شاركنا اياه الصديق جعفر سعيد الذى بات صديقا له حتى لحظة سفرى ، لم ينقطع عنى قط
    اليوم فقط ادركت كم انى حزينة لفقده
    واحمد الله انى التقيته وحدثته عن جميله الذى اسداه لى
    رحمة الله عليك يااخا لم تلده امى وصديقا حببنى فيه وخلا وفيا لايقدر بثمن
    رحم الله اخى محجوب عوض الكريم سكرتير نادى التاج الرياضى رحمة تتسع
    انا لله وانا اليه راجعون ولاحول ولاقوة الا بالله
                  

07-18-2009, 06:37 PM

عبد الله الشيخ
<aعبد الله الشيخ
تاريخ التسجيل: 04-17-2008
مجموع المشاركات: 1759

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: abubakr)

    شكرا يا اخى ابو بكر .. وسلام على سلمى
                  

08-01-2009, 04:49 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: abubakr)

    صحبى الجميل
    مشغوليات وحاتك
    لكن معاك


    يوميات من بلاد العم سام
    الجمعة
    الربيع العجوز
    خرجت صباح هذا اليوم الخامس عشر من مايو ، كنت كعادتى اتسوق يوم السبت ، لكن لاننى اشتغلت يوم الاثنين لاول مرة منذ ان بدات العمل فى هذه المدرسة حيث يوم الاثنين هو يوم اقضيه بعيدا عن العمل ،
    وعلى ان اشتغل اربعين ساعة فى الاسبوع ، عليه كنت فى حل عن العمل هذا اليوم ، خرجت اقصد الدكان ، هكذا ظللت اناديه لم تتغير التسمية قط ، والدكان فى حياتى له ظل فهو ليس ضوءا مهما فعل ، لست من هواة التسوق ، اخالف كل نساء الدنيا حيث يعشقن هذه الاماكن ، لم تتح لى فرصة ان احبها ، لكنى بالمقابل ، اهوى المكتبات وازورها كلما اتيحت لى الفرصة
    كنت هذا اليوم ، اذن على موعد مع التسوق على غير العادة ، حيث اليوم الوحيد للتبضع هو يوم السبت ، دخلت المحل ، لفت انتباهى ان معظم المتسوقين من ارباب المعاشات ، تراهم يتحلقون رفقة زوجاتهم واحفادهم ، مشهد ياسرنى اليه كثيرا ، مشهد النساء المتقاعدات يدفعن باحفادهن بين المداخل ،لاتسمع "نهرة " بل ترى ابتسامة وكلمة "حاضر ، لكن ليس الان "
    كنت فى ولاية مينسوتا ذات زمان مضى فى المدرسة ، وتحتم على ان اشتغل فى مطعم ، كان زواره يومى السبت والاحد من المعاشيين ، يجرون المناضد الى احداها الاخرى ، ويمدون سماطا كبيرا ، ولا يبرحوه الا فى المساء ، حيث تحل اعدادهم منذ الصباح للفطور
    يجلسون فى ود تحسه فى ضحكاتهم الجماعية التى يطلقونها ، وتعليقاتهم المحببة التى تسرى بينهم ،
    قلت ان المعاشيين كانوا اليوم هم عصب المتسوقين ، رايتهم يدفعون عرباتهم ، مملوءة بما يرونه مناسبا ، لكن اكثر ما شدنى الى تلك الجموع انهم كانوا يقفون كثيرا امام ارفف الكتب ويتبادلون الحديث حول الكتاب المحدد ، بل رايتهم يقفون امام الارفف الخاصة بالجديد فى امر الكومبيتر، وتساءلت "كيف يجدون المتعة فى كل هذه الاشياء ؟ "
    وكيف انهم يعيشون فى بيوتهم بدون مساعدة من احد؟بل انهم يقودون سياراتهم على احسن وجه ، حكت لى زميلة فى العمل انها تعرضت لحادث ومن حدث معه الحادث كان عمره 81 عاما ، مما ادهشنى
    حيث عقدت مقارنة بين اهلنا هناك وهم فى هذه السن؟
    كيف انهم لا يفعلون سوى الجلوس انتظارا لاجل محتوم
    قالت احد امهات الاطفال فى حديث لها عن بيت جديد اشتروه
    "انهم تعبوا كثيرا ليجدوا بيتا ملائما يمكن ان يفردوا فيه غرفة لام زوجها وتكون مريحة لها ، حيث تساعدها فى تربية اطفالها ، ليس كمربية اطفال مدفوعة الاجر بل راعية لهم وهى فوق كل ذلك لاتود ان تكون بعيدة عن احفادها "
    لاحظت ان النساء يلبسن لبسا جميلا معتنيات بمكياجهن ، وحركتهن كانت تتسق وسنهن ، لكنهن بدين لى كزهرات ربيعية لاتخطئها العين
                  

07-18-2009, 04:00 PM

عبد الله الشيخ
<aعبد الله الشيخ
تاريخ التسجيل: 04-17-2008
مجموع المشاركات: 1759

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: Yassir Tayfour)

    الاخ ياسر طيفور
    لك التحية
    انا زاتى سرحت فى القراية
    والحقيقة ان سلمى اختى التى لم تلدها امى
    وليتنى اكتب مرة واحدة بهذا الالق ..
    شكرا على كلماتاك الطيبة ..
                  

07-18-2009, 03:20 PM

عبد الله الشيخ
<aعبد الله الشيخ
تاريخ التسجيل: 04-17-2008
مجموع المشاركات: 1759

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    اسمها الملكية الفكرية
    ومافى عوجهطالما انك ما عاوزه تحفظى اسمها
    اعتقد انو الملكية دى قاعده فى لاهاى برضو
    وانا ماعندى مانع امشى لاهاى
    اهو
    استجواب
    وفسحة
    ..
    محتاجين نحن فى الداخل الى تغييرات مناخ فى الخارج
    انا احيي قراء سلمى جميعا
    كتابة سلمى ترد الروح وتسمح لك بالتجوال فى ربوع السودان
    حتى لو كنت فى
    (عندونيسيا)!
                  

07-19-2009, 03:53 PM

شمس الدين ساتى
<aشمس الدين ساتى
تاريخ التسجيل: 12-14-2008
مجموع المشاركات: 2642

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: عبد الله الشيخ)

    يا أخوانا ما تقاطعوا

    واصلى يا بت الشيخ
                  

07-20-2009, 08:24 PM

عبد الله الشيخ
<aعبد الله الشيخ
تاريخ التسجيل: 04-17-2008
مجموع المشاركات: 1759

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: شمس الدين ساتى)

    .
                  

07-20-2009, 08:48 PM

عزيز عيسى
<aعزيز عيسى
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 1459

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: عبد الله الشيخ)

    كتابات في منتهى الروعة
    واصلي أختي سلمى
    شكرا الأخ عبدالله الشيخ.
                  

08-01-2009, 07:56 AM

خالد علي محجوب المنسي
<aخالد علي محجوب المنسي
تاريخ التسجيل: 04-10-2006
مجموع المشاركات: 15968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: عزيز عيسى)

    Quote: وكنت بلملم الضحكات
    وحاجز فى البياض نيه –
    ولما سالنى ريح الليل
    وكنت براى
    اعود واهى
    غلبنى اساوم الرهبه
    ونزفت جروحي زى ماهى –
    وماتلومت لو شفتى
    ده ليل الغربه متناهي --
    حدودو الغربه بعدو الغربه
    فيهو الغربه والأفق الرقد ساهى
    -- امد ايدي بس لي وين
    واقاوم كيف زمن لأهي
    لانفع التودد فيهو لا جاياهو حنيه –
    شتت املي في الموجات
    وكثر في العشم جيه –
    ده كلو من السواحل دي
    ومن ظلم المعديه
    وانا البعت الفرح لليل
    وغشوني المراكبيه

    بكون مبسوط عندما يأتي أمثال عبدالله الشيخ
    ( جزاه الله عنّا كل خير وبركة )
    ليحرك مشاعرك الراكدة تجاهنا نحن الفقراء
    الجارية الهائجة بينك وبين نفسك أختي سلمى
    في حرفك طعم خاص يستهوينا نعشقه
    لكن الحكمة في كونك بخيل وأهلك أرابيب الندى
    وبرضو نحن غشونا المراكبية
    وغشهم خير من عزيموتهم وهم في وسط البحر تمخر مركبهم عباب النيل
    ولهب ودخان موقدهم يلهلب بي شكشوكة سمك قرموط

    متابعين عبدالله الشيخ هذه المساحة الطيبة مع بت الشيخ سلامة
    تسلم هي وتسلم إت
    لكم منا من التحايا أجملها وأطيبها

    (عدل بواسطة خالد علي محجوب المنسي on 08-01-2009, 07:58 AM)

                  

08-07-2009, 04:53 PM

الوليد محمد الامين
<aالوليد محمد الامين
تاريخ التسجيل: 04-10-2003
مجموع المشاركات: 1447

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .. غشوني المراكبية .. بقلم / سلمى الشيخ سلامة (Re: خالد علي محجوب المنسي)

    شكرا عبدالله

    وشكرا سلمي ...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de