مدير سد مروي يؤسس قناة فضائية بدبي.....!!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 09:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة علي عسكورى(Asskouri)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-21-2006, 06:39 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مدير سد مروي يؤسس قناة فضائية بدبي.....!!!!

    My apology goes to Al Tahir Sati for changing the title of his artilce

    اليكم
    ( الرق النفسي ) ....... فيلم تاريخي ..!!

    الطاهر ساتي Al Sahafa 16-04-06

    [email protected]


    ** لهولندا التى لا تزيد مساحتها عن توتي الا قليلا شعب مغرم و معلم في تصدير الحكم والأمثال ذات المغزى والمعنى والمضمون .. و من أمثالهم العميقة نقتبس اليوم مثلا ندخل به إلى لب موضوعنا .. و نترجمه هكذا .. ( كل مرء يشغل سبع وظائف يتسبب في وجود سبعة شحاذين ) ...!!
    ** ولكن في السودان - وكأن حواء عقمت - يوجد من يشغل سبع عشرة وظيفة و يتطلع لسبعين أخرى ، وليس ضروريا أن يتقنهن جميعا أو يتقن إحداهن .. فقط عليه ان يملأ المناصب و عبرها يملأ شهوة السلطة في ذاته ثم يملأ وسائل الإعلام .. وكفى به قياديا بارزا بلا منازع ... !!
    { وبهذا الفقه - الذى لا اعرفه اسلامى هو أو علماني - سوف يستقبل الشعب السوداني بثا فضائيا مباشرا يتحدث بلساننا ويطل بوجوهنا من قناة الشروق الفضائية بدبي والتي يديرها و يضع لمساتها النهائية - سرا - الثلاثي الوطني أسامة عبد الله و كمال حسن على و موسى طه تاى الله ...!!
    { هذا الثلاثي -مدير وحدة السدود و مدير مكتب حزبنا الحاكم بالقاهرة ومدير مؤسسة الفداء الكبرى - غيبوا كل مؤسسات الدولة وأجهزتها الإعلامية و خبراء الإعلام بالبلاد وبمنتهى السرية المريبة جلسوا وفكروا وقرروا بأننا بحاجة ماسة لقناة فضائية خاصة يجب أن تبث من دبي فورا و عاجلا ...!!

    { وكأن سرعة تنفيذها سوف تحل قضايا فقر الشرق ونزوح الغرب وجفاف الشمال وتصحر كردفان و عطش بورتسودان ، تسارعت خطواتهم إلى العواصم العربية و الغربية لتنفيذ هذا الأمر الطارئ ، ولأنهم أبناء وصل وأيادٍ لاحقة نفذوا القناة في دبي بسرعة هي ذاتها سرعة تفاقم أزمة دارفور ... من سرقة جمل لحق تقرير المصير ... !!!
    { والآن المديرون الثلاثة وبعض المقربين إليهم في بهجة
    وسرور - سرا أيضا - على اكتمال قناتهم الخاصة .. وبحمد الله اجتمعوا مرة أخرى و قرروا بتوفيق من الله تفويض ( مؤسسة الفداء الكبرى ) على تمثيل القناة بالسودان واحتكار إنتاج كل برامجها احتكارا كاملا ... وفق فقههم الاسلامى أو العلماني .. الله اعلم ...!!
    { وبذات سرعة تنفيذ القناة تسارعت ( مؤسسة الفداء الكبرى ) لإنتاج برامجها .. و ببركة شهدائها تجتهد هذه الأيام لتمويل فيلم ( أمير الشرق .. عثمان دقنة ).. سيناريو محمد الزهار و إخراج توفيق حمزة .. و هما من أبناء مصر الشقيقة .. الدولة التى كان يحاربها عثمان دقنة و رفاقه عندما كانت تستعمرنا بالتعاون مع بريطانيا ... !!
    {
    هكذا نكتفي بسرد المعلومات عن القناة السودانية المرتقبة بدبي و وكيلها الحصرى بالخرطوم .. ولكن ثمة أسئلة بحاجة لإجابات واضحة نضعها بكل احترام وتقدير على طاولة المديرين الثلاثة ... و ننتظر إجاباتها .. قبل قناتهم و برامجها .. !!
    { أولا ... لمن تتبع هذه القناة .. إن كانت لحكومة السودان ، لماذا تنشأ و تبث من دبي .. و لماذا لا تكون من ام درمان أو الخرطوم أو جوبا أو نيالا أو أية بقعة سودانية ..وان كانت هي للحكومة لماذا لم تطرح فكرتها وتناقش في مؤسساتها بواسطة خبراء الإعلام ... و ما علاقة المديرين الثلاثة بالإعلام ... وإن كانت لحكومة هذا الشعب الفقير ، من .. ومتى .. وكيف .. و بكم .. تم تمويلها ... ؟؟؟؟
    { ثانيا .... إن كانت القناة خاصة جدا و يمتلك أسهمها هذا الثلاثي و آخرون ، لن نحرمهم هذا الحق طالما يدفعون من حر مالهم ، ولكن ما هي علاقة قناة خاصة بمؤسسه إعلامية عامة ( مؤسسة الفداء الكبرى ) ميزانيتها كانت ولاتزال تدفع من خزينتنا العامة .. و أليس من حق هذا الشعب الذى ساند مؤسسة الفداء الكبرى في زمان الحرب أن يعرف مصير و مسير و خطوات مؤ سسته في زمان السلام .. و أموال النفط .. ؟؟؟
    { ثالثا ... لأن أموال الشعب السوداني هي التى تمول - بواسطة مؤسسة الفداء الكبرى - فيلم ( أمير الشرق .... عثمان دقنة ) ... كيف و لماذا تم اختيار فريقا أجنبيا لإعداد و إخراج هذا العمل التاريخي ... و هل تم طرح فكرة الفيلم على مبدعينا فعجزوا .. ام أن مبدعينا دائما مبعدون .. و هل الروح المصرية التى كانت تستعمر الروح السودانية مهيأة لتجسيد و إظهار بطولاتنا التاريخية ضدها بذات قدرتنا على التجسيد و الإظهار ... ثم نسألكم بالله عليكم أين اسحق فضل الله و عبد الناصر الطائف و عادل إبراهيم محمد خير و مصطفى احمد الخليفة و.. و ... و ... غيرهم من مبدعينا ..أين هم من سيناريو هذا العمل التاريخي ... و أين هاشم صديق محمد نعيم سعد وقاسم أبو زيد و مجدي مكي و مجدي النور و فاروق سليمان و ... و... غيرهم من رموزنا .. أين هم من إخراج هذه البطولة السودانية .. ؟؟
    ** و أخيرا ... ليس عثمان دقنة وحده ما يجب توثيقه و لو بسيناريو وإخراج ( الرق النفسي والإحساس بالدونية ) .. و لكن غياب دولة المؤسسات أيضا بحاجة لفيلم توثيقي .. و ليت في قوات نيفاشا الدولية أو أبوجا الإفريقية من يجيدون كتابة سيناريو و إخراج مثل هذه الأفلام .... !!!
                  

04-21-2006, 10:02 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدير سد مروي يؤسس قناة فضائية بدبي.....!!!! (Re: Asskouri)

    UP
                  

04-21-2006, 12:13 PM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8758

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شكر (Re: Asskouri)

    شكرا اسكورى
    مهم جدا كشف مثل هذه القنوات التى يتم العمل فيها بشكل سرى
    وزمان اهلنا قالوا الشينة منكورة
    الداير يعمل قناة فضائية ما يعملا فى الضوء
    طبعا الا اذا كان فى ما يودون اخفائه
                  

04-21-2006, 01:01 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شكر (Re: mohmmed said ahmed)

    Quote: { هكذا نكتفي بسرد المعلومات عن القناة السودانية المرتقبة بدبي و وكيلها الحصرى بالخرطوم .. ولكن ثمة أسئلة بحاجة لإجابات واضحة نضعها بكل احترام وتقدير على طاولة المديرين الثلاثة ... و ننتظر إجاباتها .. قبل قناتهم و برامجها .. !!
    { أولا ... لمن تتبع هذه القناة .. إن كانت لحكومة السودان ، لماذا تنشأ و تبث من دبي .. و لماذا لا تكون من ام درمان أو الخرطوم أو جوبا أو نيالا أو أية بقعة سودانية ..وان كانت هي للحكومة لماذا لم تطرح فكرتها وتناقش في مؤسساتها بواسطة خبراء الإعلام ... و ما علاقة المديرين الثلاثة بالإعلام ... وإن كانت لحكومة هذا الشعب الفقير ، من .. ومتى .. وكيف .. و بكم .. تم تمويلها ... ؟؟؟؟
    { ثانيا .... إن كانت القناة خاصة جدا و يمتلك أسهمها هذا الثلاثي و آخرون ، لن نحرمهم هذا الحق طالما يدفعون من حر مالهم ، ولكن ما هي علاقة قناة خاصة بمؤسسه إعلامية عامة ( مؤسسة الفداء الكبرى ) ميزانيتها كانت ولاتزال تدفع من خزينتنا العامة .. و أليس من حق هذا الشعب الذى ساند مؤسسة الفداء الكبرى في زمان الحرب أن يعرف مصير و مسير و خطوات مؤ سسته في زمان السلام .. و أموال النفط .. ؟؟؟{ ثالثا ... لأن أموال الشعب السوداني هي التى تمول - بواسطة مؤسسة الفداء الكبرى - فيلم ( أمير الشرق .... عثمان دقنة ) ... كيف و لماذا تم اختيار فريقا أجنبيا لإعداد و إخراج هذا العمل التاريخي ... و هل تم طرح فكرة الفيلم على مبدعينا فعجزوا .. ام أن مبدعينا دائما مبعدون .. و هل الروح المصرية التى كانت تستعمر الروح السودانية مهيأة لتجسيد و إظهار بطولاتنا التاريخية ضدها بذات قدرتنا على التجسيد و الإظهار ... ثم نسألكم بالله عليكم أين اسحق فضل الله و عبد الناصر الطائف و عادل إبراهيم محمد خير و مصطفى احمد الخليفة و.. و ... و ... غيرهم من مبدعينا ..أين هم من سيناريو هذا العمل التاريخي ... و أين هاشم صديق محمد نعيم سعد وقاسم أبو زيد و مجدي مكي و مجدي النور و فاروق سليمان و ... و... غيرهم من رموزنا .. أين هم من إخراج هذه البطولة السودانية .. ؟؟** و أخيرا ... ليس عثمان دقنة وحده ما يجب توثيقه و لو بسيناريو وإخراج ( الرق النفسي والإحساس بالدونية ) .. و لكن غياب دولة المؤسسات أيضا بحاجة لفيلم توثيقي .. و ليت في قوات نيفاشا الدولية أو أبوجا الإفريقية من يجيدون كتابة سيناريو و إخراج مثل هذه الأفلام .... !!!

    عسكورى
    الزول دا حاقد أسئلة صعبة زى دى اصله نكير داير يدخلهم الجنة!!
    كان جاوبوا على واحد منها لومنى مع الإسبوتنق حقهم المطرشق دا!ّ
    جنى
                  

04-21-2006, 01:24 PM

hatim
<ahatim
تاريخ التسجيل: 03-06-2003
مجموع المشاركات: 743

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شكر (Re: jini)



    Quote: مدير سد مروي يؤسس قناة فضائية بدبي....!!!





    وما هو المطلوب...؟؟!!!
                  

04-22-2006, 09:20 AM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شكر (Re: hatim)

    up

    ولى عودة
                  

04-22-2006, 10:14 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شكر (Re: Tumadir)

    Thanks Mekki .
    If you want to know why Sudan Duty Free Corp has collapsed, read the article below.
    Mekki Balaiel Alsahafa 22.04.06

    Quote: مرافعة من أجل ضحايا سد مروى
    الحكومة تمثل مع المتأثرين دور يأجوج ومأجوج فمن يمثل ذي القرنين؟!
    مكي على بلايل
    حين أخرجت قريش ببغيها خاتم النبيين (ص) من مكة فيمم وجهه الكريم شطر يثرب، خاطب البلد الأمين بقوله: (والله إنك لأحب أرض الله إلى نفسي ولولا أن أهلك أخرجوني منك لما خرجت). ونورد هذا المثال بين يدي هذا المقال دليلاً على أن حب الأوطان قيمة مركوزة في فطرة الإنسان السوي. وقد صدق من قال حب الأوطان من الإيمان. بل إن حب الأوطان حقيقة مغروسة في غريزة الحيوان عموماً، ولذا نسب المثل الشعبي للغزال مقولة (وطني ولا ملئ بطني). والأرض التي يولد فيها الإنسان ويترعرع ويتنسم طيب ثراها منذ الصغر والتي فيها قبر الأجداد والآباء، لا تدانيها معزة عنده أية أرض أخرى في هذا الكون الفسيح. فهذه الأرض بما تحوى من الأشياء أحياءً وجمادات وبما تمثل من تراث وتاريخ تكاد تكون بعضاً من ذلك الإنسان وجزءاً من ذاته. ومن اللازم أن نستحضر في أفئدتنا ومشاعرنا هذه المعاني لنقدر حق قدره مدى الألم النفسي الذي يقاسيه من تضطره تصاريف القدر أياً كانت لمفارقة أرض الأجداد والتراث والتاريخ لا لفترة مؤقتة وإنما إلى الأبد. وبالطبع ليس المقصود بهذه الكلمات إثارة أشجان أهلي النوبيين الذين هجروا من حلفا في ستينيات القرن المنصرم لقيام السد العالي، ولا إثارة حفيظة المتأثرين بقيام سد مروى ليمتنعوا عن مغادرة مواطن أجدادهم، بل المقصود هنا إشعار المسؤولين ذوى المشاعر المتكلسة بعظم التضحية التي بذلها أهالي مناطق المناصير والحامداب وأمري وغيرها من المناطق، وهم يوافقون عن طيب خاطر على مغادرة مواطنهم لقيام سد مروى، هذا المشروع القومي الكبير الذي مع ذلك لا يرقى أمره فوق الجدل. أجل فالمشروع المهم جداً في نظر الحكومة للحد الذي يدفعها لاتخاذ تدابير استثنائية لا تخلو من التجاوز أحياناً لإنجازه، تثور حوله آراء متحفظة لدواعٍ اقتصادية وبيئية وحتى ثقافية. فاقتصادياً يرى خبراء أن تعلية خزان الروصيرص كانت أنسب من بناء سد مروى، وذلك بمعيار الجدوى الكلية، خاصة بالنظر للتكلفة العالية لهذا السد. وبيئياً هناك آراء عديدة تحذر من الآثار السالبة لهذا المشروع على المدى البعيد. وأما من الناحية الثقافية فيرى بعض المهتمين بالآثار الحضارية، أن هذا المشروع الذي يقوم على أرض هي مهد إحدى أقدم الحضارات في العالم، ربما يغمر تراثاً حضارياً عظيماً، وأن تأخيره كان سيتيح الفرصة للتنقيب عن آثار تلك الحضارة.
    ومهما يكن من شئ، فلسنا بصدد التشكيك في أهمية المشروع. ولكن هذه الأهمية لا تبرر التجاوزات التي شهدناها ومازلنا نشهد بعض فصولها. وكانت أولى تجاربنا مع الإجراءات الخاصة بمشروع سد مروى، في بداية عهدنا بوزارة التجارة الخارجية في عام 2000م. فيومها اشتكى مدير مؤسسة المناطق والأسواق الحرة التابعة يومئذٍ لوزارة التجارة الخارجية، من إصرار إدارة السد علي سحب مبالغ كبيرة من المؤسسة أثناء العام المالي، بحجة أن أرباح المؤسسة قد خصصت للسد. وكانت إدارة السد قد استصدرت قراراً رئاسياً يطلب من وزارة المالية تخصيص أرباح المؤسسة السودانية للمناطق والأسواق الحرة لمشروع سد مروى، وقد تحفظ على ذلك القرار وزير المالية يومئذٍ د. عبد الوهاب عثمان، التزاماً بمبدأ عدم تخصيص موارد الموازنة لمشروع بعينه، وذلك مبدأ صحيح. وبعد مغادرة د. عبد الوهاب لحقيبة المالية ومع إصرار إدارة السد، وافقت وزارة المالية على قرار التخصيص. وبالطبع لم يكن أمامنا في وزارة التجارة من سبيل للاعتراض على القرار، طالما وافقت عليه الجهة المختصة صاحبة الولاية على المال العام وهي وزارة المالية. ولكن للأرباح معني محدد متعارف عليه في كل العالم، فالأرباح في كل بلاد الدنيا هي حصيلة العمليات التجارية للجهة المعنية في فترة زمنية معلومة، جرى العرف الغالب أن تكون سنة مالية كاملة. فهي تتحدد في نهاية الفترة المالية بإجراء حساب الأرباح والخسائر بخصم المصروفات من الإيرادات. وطالما لم تنته السنة المالية، فإن احتمال الخسارة يظل قائماً. ولكن خلافاً لهذا المفهوم رأت إدارة السد أن تفترض الأرباح أثناء العام المالي وتسحب عليها. وهذا الإجراء علاوة على مخالفته للأسس المحاسبية لتحديد الربح، فإنه يؤثر سلباً وبصورة بالغة على قدرة المؤسسة على الاستفادة من السيولة المتاحة لها بالتدوير، وبالتالي على قدرتها لتحقيق الأرباح، علماً بأن جزءاً كبيراً من تلك السيولة كانت أموالا خاصة تعود لأفراد وجهات اعتبارية أودعت المؤسسة بغرض الاستثمار، فكان من الطبيعي أن نعترض على سحب الأموال أثناء العام المالي ليس لمخالفته للمفهوم القانوني للربح فحسب، وإنما أيضاً لتأثيره السالب على الأرباح الممكنة للمؤسسة والمستثمرين فيها. وبالرغم من سلامة ذلك الموقف ووضوحه، سعى بعض الوشاة لرئاسة الجمهورية ليشكو عرقلتنا المزعومة لمشروع السد. وقد أثير معنا هذا الموضوع إلى جانب موضوعات أخرى وبحمد الله لم توجد ثغرة واحدة في مواقفنا منها جميعاً، التي كانت مبنية على حجج يصعب دحضها. وكانت التجربة الثانية التي عايشناها من التدابير غير الطبيعية من أجل سد مروى، في المجلس الوطني حين أثار بعض النواب وجود شبهة ربا في قرض قدم من دولة خليجية لحكومة السودان لتمويل السد، وكان يشتمل علي سعر فائدة. وقد جاء رد فقهاء النظام على تلك المسألة، بادئاً بتوضيح خطر موبقة الربا وكونها إيذاناً بحرب من الله ورسوله، ثم عرج للإطراء على النظام الذي طهر المعاملات من الربا حسب البيان، لينتهي بقبول القرض رغم اشتماله على سعر الفائدة عملاً بفقه الضرورة. وبالنسبة لنا فقد كان الأمر برمته مثيراً للاشمئزاز، حيث لم يكن ذلك القرض هو الوحيد الذي يشتمل على سعر الفائدة في معاملات السودان مع العالم الخارجي، كما أن بناء سد مروى لا يمكن بحال أن يدخل في حكم الضرورة بتعريفها الفقهي التقليدي. ثم كانت التجربة الثالثة مع التدابير الاستثنائية من أجل مشروع سد مروى، هي إنشاء وحدة مسؤولة عن السدود تابعة لرئاسة الجمهورية وبعيدة عن سلطة وزارة الري والموارد المائية. وهذا لعمري وضع مؤسسي شاذ، إذ ماذا تعني وزارة الري في دولة مثل السودان بغير مسؤولية إنشاء السدود؟
    وأياً كان الأمر فإن التجاوزات المحاسبية والفقهية والمؤسسية من أجل سد مروى شئ، والتجاوزات التي تطال مصائر البشر من المتأثرين بقيامه شئ آخر تماماً. لقد قلنا آنفاً أن المواطنين الذين وافقوا على هجر مواطن أجدادهم ومحاضن تراثهم وتاريخهم لقيام هذا المشروع، قد قدموا تضحية معنوية مؤلمة يصعب تقديرها بأية قيمة مادية. وكان المتوقع في السياق المنطقي للأمور، أن تقابل تلك التضحية بما يناسبها من العرفان في شكل تعويض مادي مجزٍ ومعاملة كريمة، وإعادة توطين في أنسب مناطق ممكنة. ولكن الذي حدث ووضح للناس من خلال شكاوى المتأثرين التي قلما ترهف لها الآذان، لأمر يثير الدهشة حقاً. ويتمثل وجه الدهشة في أن مطالب المتأثرين التي وقفنا عليها من خلال بياناتهم ومكاتباتهم مع جهات الاختصاص، ومن خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده ممثلوهم بدار حزب العدالة مؤخراً، أقل من المتوقع. ولكن المحير أن الحكومة بدلاً عن الاستجابة لتلك المطالب المشروعة، فإنها تتجه بالأمور بلا سبب مقنع نحو التصعيد والتأزيم، وكأن السودان تنقصه الأزمات. إن الحكومة ممثلة في إدارة السد تدفع الأمور نحو التأزيم حين تصر على رفض المطالب المنطقية بل البديهية للمتأثرين. وأول تلك المطالب التي رفضتها الحكومة بلا مبرر هو مطلب الفصل بين إدارتي السد والتوطين. وتكمن منطقية هذا المطلب في أمرين، أولهما الاختلاف الكبير في طبيعة عمل كل من الإدارتين، وثانيهما تعارض المصالح الذي لا يمكن أن تخطئه إلا عين كليلة. فالهم الأساسي لإدارة السد، هو بالضرورة توفير الموارد المالية والإمكانيات الفنية اللازمة لإنجاز المشروع في أقصر وقت ممكن وبأقل تكلفة ممكنة. أما الهم الرئيسي لإدارة التوطين، فينبغي أن يكون السهر على مصالح المتأثرين وتأمين أفضل الشروط الممكنة لهم في التعويض عن الممتلكات، وإعادة التوطين في أنسب الأماكن وأحسن الظروف الممكنة. وواضح أن وضع المسؤوليتين تحت إدارة السد، يجعل الأخيرة خصماً وحكماً في مواجهة المتأثرين، باعتبار أن متطلبات تأمين حقوق ومصالح المتأثرين تأتي خصماً من الموارد المتاحة للمشروع. أما المطلب المنطقي الثاني للمتأثرين الذي رفضته إدارة السد، فيتمثل في مطلب الاعتراف والتعامل مع اللجان المنتخبة بواسطتهم للتفاوض مع جهات الاختصاص حول شئونهم. ومما لا شك فيه أن المتأثرين أدرى الناس بالعناصر التي يمكن أن تؤتمن على مصالحهم. وفي بلاد الدنيا كلها فإن الحق الديمقراطي متاح لصاحب المصلحة لاختيار من يمثله، سواء تعلق الأمر بالتحكيم أو بعلاقات العمل النقابية أو أي شأن تفاوضي آخر. ولكن خلافاً لهذه القاعدة، تصر إدارة السد على رفض التعامل مع اللجان المنتخبة بواسطة المتأثرين، وانتقاء عناصر بمعاييرها ومواصفاتها هي لتمثلهم. وبغض النظر عن كفاءة وأهلية العناصر التي تنتقيها إدارة السد، فإن هذا الإجراء كفيل بإثارة حفيظة وشكوك المتأثرين.
    لقد ترتبت على رفض المطلبين العادلين المذكورين آنفاً، مشاكل وتعقيدات جمة في ما يتعلق بالتعويضات وأماكن إعادة التوطين، لأن القرارات والإجراءات الخاصة بذلك تتخذ من طرف واحد بدون تمثيل حقيقي للمتأثرين. ومن المشاكل الساخنة هذه الأيام في إطار هذا الملف مسألة توطين أهالي منطقة أمرى، فالمتأثرون يتحفظون على ترحيلهم لوادي المقدم أو وادي الجديان لاعتبارات عديدة، منها عدم قدرة المشروع على استيعاب كل المتأثرين حسب رأيهم، ومنها كذلك شكوك حول وجود مخاطر تلوث تهدد سلامتهم. وعوضاً عن ذلك يفضل المتأثرون الاستقرار حول بحيرة السد. ودون الدخول في تفاصيل الجدل حول هذه المسائ، يمكننا القول بكل ثقة أن المتأثرين هم أحق الناس بالأراضي حول بحيرة السد، ما لم توجد موانع قانونية أو طبيعية مقنعة. وكذلك من حقهم الاطمئنان الكامل من كل النواحي الصحية والاقتصادية والاجتماعية، على أية مواقع يُراد توطينهم فيها. والفيصل في ذلك لا ينبغي أن يكون إجراءً أحادي الجانب من جانب إدارة المشروع، وإنما يجب الوصول للقرارات المصيرية بواسطة جهة يطمئن لها المتأثرون ويكون لهم فيها تمثيل حقيقي.
    إن الحكومة بدلاً عن الالتزام بمقتضى العدالة والحكمة، تمضي في طريق التصعيد وتأزيم المشكلة حين تدفع بقوات لمناطق المتأثرين في أمري التي تخيم عليها حالياً نذر المواجهة. وعوداً إلى بدء نقول إن المتأثرين حين وافقوا على مغادرة مواطن أجدادهم من أجل قيام السد، فقد قدموا تضحية لا يمكن تقديرها بقيمة مادية. وآخر ما يتوقع جزاءاً لهذه التضحية التعسف الذي أظهرته الحكومة حتى الآن. إن الحكومة بهذه الممارسات تستدعي للأذهان قصة يأجوج ومأجوج مع القوم الذين كانوا بين السدين كما جاء في سورة الكهف. ويلزم الموقف وجود من يمثل دور ذي القرنين لرفع هذا التعسف عن المتأثرين. ومن هنا نطلق الدعوة لكل القوى السياسية، بما في ذلك الحزب الحاكم ولأعضاء المجلس الوطني والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان، للضغط في اتجاه تشكيل لجنة قومية متكاملة التخصصات، للنظر في مشكلة المتأثرين وتعويضهم وإعادة توطينهم بأفضل الشروط الممكنة، عرفاناً لتضحيتهم وتجنباً لأية أزمة جديدة
    .
                  

04-22-2006, 11:06 AM

abdalla BABIKER

تاريخ التسجيل: 09-14-2003
مجموع المشاركات: 2260

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدير سد مروي يؤسس قناة فضائية بدبي.....!!!! (Re: Asskouri)

    Quote: لماذا تنشأ و تبث من دبي



    لان دبي فيها كل موقومات النجاح من النواحي الاعلامية في منطنة دبي الحرة للتكنلوجيا



    ( دبي دانة الدنيا )

    (عدل بواسطة abdalla BABIKER on 04-23-2006, 02:58 PM)

                  

04-23-2006, 07:12 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدير سد مروي يؤسس قناة فضائية بدبي.....!!!! (Re: abdalla BABIKER)

    Dear all

    thanks for comments. hope to find time soon to comment

    Askouri
                  

04-23-2006, 07:46 AM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدير سد مروي يؤسس قناة فضائية بدبي.....!!!! (Re: Asskouri)

    فوق
                  

04-23-2006, 12:37 PM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدير سد مروي يؤسس قناة فضائية بدبي.....!!!! (Re: Nazar Yousif)

    Thanks nazar for your support
                  

04-23-2006, 01:42 PM

محمد خالد ابونورة
<aمحمد خالد ابونورة
تاريخ التسجيل: 01-17-2006
مجموع المشاركات: 372

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدير سد مروي يؤسس قناة فضائية بدبي.....!!!! (Re: Asskouri)

    up till i find an arabic keyboard
                  

04-24-2006, 12:47 PM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدير سد مروي يؤسس قناة فضائية بدبي.....!!!! (Re: محمد خالد ابونورة)

    Ok
    thanks
                  

04-27-2006, 06:56 PM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدير سد مروي يؤسس قناة فضائية بدبي.....!!!! (Re: Asskouri)

    Quote: وما هو المطلوب...؟؟!!!


    ولا حاجـه....
                  

04-28-2006, 07:27 AM

خرماج

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 491

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدير سد مروي يؤسس قناة فضائية بدبي.....!!!! (Re: Asskouri)

    هل تلتزم القوى السياسية الصمت وتراقب المشهد من بعيد
    «المؤتمر الوطني» يخطط لهيمنة دائمة على الإذاعة والتلفزيون


    حاتم السر على المحامى

    مثلت إذاعة هنا أم درمان بيتا لجميع السودانيين بمختلف انتماءاتهم، ونالت رضاء وإعجاب الكافة، ونجحت فى التعبير عن هموم وتطلعات الشعب السودانى. وكان كل مواطن يجد فيها بغيته وما يشتهيه، وظلت منذ تأسيسها حوشا مفتوحا للجميع بدون انحياز لجهة ضد الأخرى، وضربت مثلا فريدا فى الحيادية المرتبطة بالمهنية ولا شيء سواها، فاتاحت لنفسها فرصة للتواصل مع جمهور المستمعين عبر برامجها المتميزة فى كل المجالات السياسية منها والثقافية والترفيهية والاجتماعية وغيرها. وفى ما بعد سار التلفزيون السودانى منذ تأسيسه على ذات النهج القومي متأثراً بحميمية الجوار إلى هنا ام درمان. ولكن بمجيء انقلاب 30 يونيو1989م اخذ هذا الطابع الذى كان سائدا فى التغير التدريجي، إلى أن وقعت الإذاعة ومعها التلفزيون وسائر المؤسسات الإعلامية فى قبضة وهيمنة حزب المؤتمر الوطني، فتحول الإعلام الى إقطاعية يديرها ويتحكم فيها كادر الحزب الحاكم بصورة لم تشهد البلاد لها مثيلا فى كل العهود والحكومات التى تعاقبت على حكم السودان.
    لست بحاجة إلى تأكيد المؤكد بأن الإعلام الحكومي من إذاعة وتلفزيون ليس محايدا ولا احتاج إلى كبير عناء ولا إلى إبراز أدلة وإقامة حجج وبراهين على صدق ما اقول، حول هيمنة حزب المؤتمر الوطني على الإذاعة والتلفزيون، وهناك حقيقة جلية لا مجال لإخفائها او إنكارها، وهى أن الإنقاذ سعت منذ بدايتها وتوجهت بكلياتها إلى بسط سيطرتها الكاملة على الإعلام، وسنت من المراسيم والفرمانات ما يعزز لها السيطرة الكاملة على وسائل التعبير، بحجة حرصها على حماية الذوق العام للمشاهدين والمستمعين من المواد الهابطة والكلام غير المباح من ناحية، وبحجة إقامة ما يسمى بالتأصيل الذى لم نجد له أثرا إلا فى إطلاق اللحى لدى مقدمي البرامج وقنطرة العمائم ولباس الحجاب بغرض تمكين المشروع الحضاري من ناحية أخرى. وفى سبيل إحكام قبضتها على مقاليد الأمور قامت الحكومة بطرد وإنهاء خدمات كوكبة من الإعلاميين والإعلاميات الذين لا يتوافقون مع توجهها الجديد، وحل مكانهم اهل الولاء وجماعة الثقة من كوادر النظام، فمات اثر ذلك الإبداع وخفت البريق وانتهى الابتكار وتوقف التجديد فى هذه المؤسسات، لان تقدم وتطور الإعلام يرتبط ارتباطا عضويا بالحرية، ففى كنفها ينمو ويزدهر، وفى غيابها يذبل ويموت. وإمعانا منه فى إحكام قبضته على الإذاعة والتلفزيون، لم يجد حزب المؤتمر الوطني أفضل من أمين حسن عمر ليتولى قيادتها والإشراف عليها، باعتبار انه الأقدر على إجهاض أى تحرك جاد لإحداث أى تغيير أو إصلاح فى هذه المؤسسات، وبهذا يكون المؤتمر الوطني قد أكد لمن يحلمون بحدوث تغيير مهم فى قطاع الإذاعة والتلفزيون، بأن العلاقة بينه وهذين الجهازين هى علاقة زواج كاثوليكي لا طلاق فيه.
    تلك كانت لمحة عابرة وخاطفة لملفات الماضى الإعلامي بآلامه وعيوبه وكبواته، والتي كان من المفترض أن تنتهي وتزول بمجرد إبرام اتفاقيات السلام التى فرح بها جموع الإعلاميين، خاصة أولئك الذين تم طردهم من الإذاعة والتلفزيون ظلما وتجبرا، فقد استبشروا خيرا بتلك الاتفاقيات، كما كانت الفرحة غامرة لدى مستمعي هنا أم درمان ومشاهدي تلفزيون السودان الذين علقوا آمالا عراضا على الاتفاقيات، باعتبار أنها ستحدث تغييرا جذريا فى السياسات والبرامج والأشخاص، ينهى عصر العقلية الأمنية التى كانت تسيطر على جميع الأوضاع فى الإذاعة والتلفزيون، ويعيد هذه الأجهزة المختطفة إلى وضعها الطبيعي وعصرها الذهبي. ونحن ندرك ان اتفاقيات السلام التى وقعت فى نيفاشا والقاهرة، وتلك التى ستوقع بإذن الله فى أبوجا واسمرا، لا تملك عصا موسى ولا خاتم سليمان، لكي تغير الواقع الظلامى الذى كان سائدا لأكثر من عقد ونصف من الزمان بين عشية وضحاها. وبالطبع فإن عملية التغيير تحتاج إلى بعض الوقت، ولكنها فى نهاية المطاف أمر حتمي مهما حاول البعض وضع العراقيل والعقبات. ومع إدراكنا التام بذلك، إلا أن ما يثير استغرابنا أن يمر أكثر من عام على اتفاقية نيفاشا وأكثر من نصف العام على اتفاقية القاهرة، دون أن نرى على ارض الواقع آثاراً لأي قدر من التغيير أو الاختراق فى الملف الاعلامى، رغم أهميته وحساسيته وخطورته. والأكثر إثارة وغرابة أن يخطط المؤتمر الوطني لهيمنة دائمة على الإعلام الحكومي المرئي والمسموع، مواصلا سعيه المحموم لاستمرار احتكاره لهذا القطاع، متحديا بذلك اتفاقيات السلام، ومصرا على إنتاج وصاية جديدة على الشعب السودانى، وكأنه لا يريد أن يفهم تحرر الشعب من الهيمنة الأحادية وخروجه من الوصاية الإنقاذية إلى غير رجعة.
    إن اتفاقيات السلام لم تنجح إلى الآن على صعيد قطاع الإعلام الحكومي الرسمي من إذاعة وتلفزيون، فى إحداث أى نوع من التغيير، ويكاد المشاهد والمستمع لا يرصد اى تغيير بين إعلام اليوم ونظيره بالأمس، فالبرامج كما هى والأشخاص نفسهم لا تغيير ولا تبديل. ان الواقع الجديد لمرحلة ما بعد السلام كان من المفترض أن يتم فيه إعفاء الكثير من القيادات الحالية بالإذاعة والتلفزيون، خاصة من الذين عرفوا باستخدام وسائل الإعلام وتوظيفها للتطبيل والتزمير للحكومة وأولئك المتورطين فى تشويه صورة الخصوم والمعارضين السياسيين وتلويث سمعتهم، وكذلك المشبعين بالثقافة الأمنية والفكر الشمولي والتعصب الأعمى المصحوب بمسحة من التطرف ومس من الإرهاب. ونظرة عابرة إلى التركيبية الحالية لهذه الأجهزة كافية لتؤشر لاستفراد المؤتمر الوطني وهيمنة كوادره على زمام الأمور، لنستمع ونشاهد وفقا لأمزجتهم الشخصية، فإلى متى يستمر غياب الأسماء اللامعة عن برامج الإذاعة والتلفزيون؟ والى متى يستمر غياب المبدعين وغياب البرامج الهادفة؟ والى متى يستمر اختفاء مدرسة التحليل السياسى العميق والرصين؟ التى بكل أسف حلت محلها مدرسة الكادر الحزبي المؤدلج التى لا هم لها إلا إرضاء السلطة والتملق لأصحاب القرار، الأمر الذى جعل من الإذاعة والتلفزيون أجهزة لا طعم لها ولا لون ولا رائحة. ان العديد من البرامج والأخبار والتعليقات تأتى مغلفة بمصالح وتوجهات حزب المؤتمر الوطني، وبسبب ذلك أصبحت وجهات النظر والتحليلات التى تقدمها هذه الأجهزة لا تلاقى قبولا من جانب الجمهور، لشعوره بانحيازها وإحساسه بأنها موجهة وملونة ومجيرة لصالح حزب بعينه. ولعله بهذا السبب قد انفض المشاهدون والمستمعون من متابعة راديو ام درمان وتلفزيونها، وتحولوا الى وسائط إعلامية أخرى أكثر استقلالية ومهنية وحيادية ومصداقية.
    ولا أسعى للدخول فى معركة مع الإعلاميين فى هذه المؤسسات الحكومية، لذا لزم التنويه قبل الاسترسال، إلى اننى أدرك واعرف أن بإذاعة هنا أم درمان وتلفزيوننا (القومي) زملاء إعلاميين مهنيين تربطني بهم علاقات زمالة وصداقة، ولا يستطيع أى كائن التشكيك فى مهنيتهم، ونعلم أنهم غير راضين بالأوضاع السائدة داخل (الحوش)، وغير مرتاحين للسياسات التى كانت ومازالت سائدة، ويحمد لهم صبرهم على وصاية وهيمنة كوادر المؤتمر الوطني طيلة هذه السنوات. وعليه أرجو أن يفهم أن ما أقوله لا يعد تربصا بهم او هجوما عليهم، وإنما محاولة للتنبيه إلى الخلل والدعوة للإصلاح واستشعارا منا للحاجة الماسة الى عودة الإذاعة والتلفزيون لمستواها المهني وحيادها السياسى المعهود، والتنبيه الى ضرورة ان تقدم هذه المؤسسات صورة عن الطيف السياسى السودانى بصورة متوازنة ومتساوية، دون ان تكون بوقا للحكومة والحكام، فهم لا يحتاجون للملق بقدر حاجتهم لمن يكشف لهم الأخطاء، ويوضح لهم الحقائق، وينير لهم الطريق. واسعى بهذا المقال للفت الأنظار الى ضرورة العمل من اجل كسر سيطرة الحزب الواحد المهيمن على الإعلام الحكومي المسموع والمرئي، لأنه من غير المعقول بل من المستحيل، أن تسلم كل القوى السياسية السودانية بواقع اعلامى يكون فيه المجال متاحاً لترويج نهج حزب واحد، اذ لابد من إفساح المجال أمام أصوات ووجوه جديدة، وفتح الطريق لأفكار حديثة ومتنوعة يتوجب أن يسمعها ويشاهدها المواطن السودانى، لاسيما ان البلاد على مشارف مرحلة انتخابات عامة يلعب الإعلام فيها دورا حاسما وخطيرا.
    ويخطئ من يعتقد أن الإصلاح يعنى اعتماد مبدأ المحاصصة واقتسام المواقع بين الأحزاب على أساس توزيع السلطة، كما حدث فى مجلس الوزراء والبرلمان. كما يخطئ من يظن أن التغيير يعنى تعيين هذا وإقالة ذاك. وبالرغم من أن دخول عناصر جديدة إلى هذه الأجهزة (الإذاعة والتلفزيون) قد يسهم فى تحسن الوضع الراهن بدرجة ما، لكنه لن يوفر بالضرورة الإصلاح المطلوب لمثل هذه الأجهزة. وبالطبع فإن دمقرطة هذه المؤسسات وإعطائها الحرية الكاملة ودعم استقلاليتها وإنهاء تبعيتها للمؤتمر الوطني، يبقي الحل الأمثل الذى من شأنه إعادة الهيبة والتميز للإذاعة والتلفزيون. ويخطئ من يظن أن ذلك يتم بحشد كوادره فى هذه المواقع، اذ ليس بأهل الثقة سينصلح حال هذه الأجهزة، ولكن يمكن أن يتحقق ذلك بمن يستطيع مخاطبة الرأى العام وتوجيهه وقيادته، بما يحقق مصالح الوطن وأهداف السلام. ويبقى أن نؤكد ان الذين ينتظرون من الحزب المسيطر تغييراً فى الإعلام الحكومي متفائلون، كما أن الذين يظنون إن المؤتمر الوطني يريد التغيير ويسعى إليه أناس (طيبون). وإذا كانت حجتهم هى اتفاقيات السلام والدستور، فعليهم أن يعلموا ان حرمة الدستور او قدسية الاتفاقيات لا تلاقى قبولا ولا تجد اعترافا عند تيار عريض من قيادات المؤتمر الوطني.
    وخلاصة القول: لا يزال العجز عن إحداث التغيير فى الإذاعة والتلفزيون سيد الموقف، بشهادة الوزير دينق الور... ولا يزال الرأى العام يصدمه الإحباط ويشحنه إعلام التعبئة المهووس بالثأر من أعداء متوهمين، لا ندرى من هم ولا أين يقبعون، ولا يعرفهم إلا أولئك الذين يحركون الآلة الإعلامية الحكومية. فى ظل تخطيط المؤتمر الوطني لاستمرار الهيمنة على الإعلام الحكومي المسموع والمرئي، إلى متى تلتزم القوى السياسية الأخرى الصمت وتراقب المشهد من بعيد؟ومن سيقاتل حتى الرمق الأخير ومن سيكسب الجولة؟؟؟ هذا ما ستكشف عنه مقبل الأيام.
                  

04-28-2006, 07:59 AM

خرماج

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 491

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدير سد مروي يؤسس قناة فضائية بدبي.....!!!! (Re: خرماج)

    التجمع الوطنى الديمقراطى يدين ويستنكر احداث امرى ويطالب الحكومة بانصاف المتأثرين والمتضررين من السد، ومحاكمة وردع المتورطين فى الاحداث الدموية

    استنكر التجمع الوطنى الديمقراطى الاحداث الدموية التى وقعت فى منطقة امرى بالولاية الشمالية وادان بشدة الطريقة التى اتبعتها ادارة السد ومفوضية اعادة التوطين فى معالجة الازمة. وقال المتحدث الرسمى باسم التجمع حاتم السر على :ان ما جرى بمنطقة امرى يعد خرقا صارخا للدستور الانتقالى وانتهاكا صريحا لحقوق الانسان واستهتارا بارواح المواطنين وتساءل لمصلحة من يتم تهجير المواطنين وترحيلهم قسرا وباى شرع يتم اطلاق النار على العزل والابرياء!؟ واضاف ان ممثلى التجمع بالمجلس الوطنى سيتقدمون بمسألة مستعجلة امام البرلمان لمعرفة ملابسات الحادث وسيطالبون بلجنة تحقيق محايدة وغير تابعة للحكومة وشدد السر ان التجمع يدعو الى ضرورة تقديم المتورطين والجناة والجهات التى تحرضهم وتقف ورائهم الى المحاكمة وتوقيع اقصى واقسى العقوبات عليهم جراء ما ارتكبوه من جريمة ضد الانسانية.وناشد منظمات حقوق الانسان ممارسة الضغط على الحكومة السودانية لتكف عن انتهاكاتها المستمرة لحقوق الانسان السودانى.
    التجمع الوطنى الديمقراطى
    مكتب الاعلام والنشر
    الاربعاء 26 ابريل 2006م
    لمزيد من الاخبار www.ndasudan.org
                  

04-29-2006, 08:48 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مدير سد مروي يؤسس قناة فضائية بدبي.....!!!! (Re: خرماج)

    شكرا خرماج

    الاخ حاتم السر مواقفه النضاليه معروفه و لاتحتاج لتأكيد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de