أميـمه عيسى : فراشـــه ونـار

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 02:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-11-2007, 05:30 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
أميـمه عيسى : فراشـــه ونـار


    فراشه ونار / قصه قصيره
    *************************
    ( يقلم: القاصه / أميمه عيسى )

    بالرغم من انه أخي، إلا اني أحس بالخوف والرعب كلما دخل المنزل، ربما لأنه يأتي دائماً مخموراً كعادته كل ليلة، يسب، يضرب، يهدم، ويكسر، ثم يتمدد على الأرض بجسده الضخم وشعره الأشعث وهو يهذي بكلمات و غمغمات غير مفهومة، يخلد بعدها الى نوم عميق تاركاً لشخيره
    العنان ليملأ كل الحجرات.
    الكل رهن إشارته وطوع أمره، فقد صار هو ولي امرنا الوحيد انا واخواتي الثلاث بعد وفاة أبي ومرض امي . يأمر وينهى ... يلعن ويسب كما يشاء.. لهذا السبب ولأسباب أخري عشت مقهورة ومغلوبة على أمري، مترددة في كل شئ حتى في طريقة حديثي تأتي الكلمات متقطعة والجمل غير مترابطة وغير مفيدة في أحيان كثيرة.
    كثيراً ما ينتابني اليأس والحزن الشديدين، فقد قتل فيّ كل شئ جميل ابتداءً من حرماني من مواصلة تعليمي، إلى ان وصل الأمر الى ضربي وتعذيبي بالرغم من انني قد أكملت الثامنة عشرة، ناهيك عن حالة الفقر التي نعيشها بعد ان استحوذ على كل ما ترك أبي من ثروة يفعل بها ما يشاء، بينما نموت انا واخواتي من شدة الجوع.
    لا تجد احتجاجاتنا على تصرفاته أي صدى عندما نشكو لامي فهي تدافع عنه دائماً وتقول بانه رجل يفعل ما يشاء وقت ما يشاء وكيفما يشاء. كانت تدللـه كثيراً عندما كنا صغاراً، بينما يقسو عليه ابي كثيراً فقد كان يعتقد بان الصرامة والشدة هي الأسلوب الصحيح لتربية صبي مثله كي يصير رجلاً صلباً يتحمل المسئولية بعده ويرعانا نحن أخواته الأربعة.
    بعد وفاة ابي انفتح باب الظلم الذي كان موارباً على مصراعيه... صب اخي كل غضبه علينا من خلاله. كانت امي تقابل كل هذا بالرضا والتأييد، مما جعله يتمادى في طغيانه ويكون السبب في عجزها، عندما استكبر يوماً ان تناقشه في الأمور المالية، وتطلب القليل منها. ماذا كانت النتيجة؟! دفعها بكل قوته تجاه الحائط ، فسبب لها ذلك كسراً في السلسلة الفقرية أدى بدوره الى شل حركتها وملازمتها الفراش مدى الحياة!!
    لكل هذا كنت أفكر في الهرب من هذا الجحيم الذي لا يطاق، وتخليص نفسي من هذا العناء ولكن إلى أين ... عند هذه النقطة أتوقف كثيراً وأتوه في دنيا من الخيال، احلم بان اُختطف إلى مكان بعيد ...عالم غير العالم الذي أراه من خلال عيني أخي الحمراوين، مكان يتسع لكل أحلامي وأمنياتي الجميلة. لم لا والكل يثني على جمالي الساحر ... ولكن ما فائدة هذا الجمال ، وهذا الشعر الأسود المسترسل، أو هذا الوجه المستدير؟؟ أخذت أتأمل وجهي في المرآة بالنظر الى عيني الواسعتين تارة والى بشرتي الناعمة تارة أخرى، الى ان نال مني التعب فانكفيت ابكي وانتحب بحرقة، واجتر كثير من الذكريات ، وأتحسس الندبات والجروح المتفرقة في جسدي بسبب ضربه لي.
    انتشلني رنين الهاتف من حالة الأسى التي كانت تتملكني ... رفعت السماعة وانا أجفف دموعي، وأقول في خاطري لا بد انها صديقتي سميرة التي تعرفت عليّ سراً في الفترة الأخيرة، عندما منعني أخي من الاختلاط بأي صديقة، او حتى الخروج من المنزل. كانت سميرة تتصل بى دائماً وتحثني على التمرد عليه وعلى تصرفاته الغربية معي، لذا كنت أجد عندها بعض العزاء، والتخفيف لما أنا فيه. وجدت نفسي أتعلق بها، وأتلهف لمكالماتها، ثم تطور الأمر بعد ذلك فصرت أقابلها واخرج معها كلما سنحت لي الفرصة، بعدها صارت هي صديقتي الأولى والأخيرة. ما أعجبنى فيها انها كانت حريصة على ألا يصادفها أخي وهي معي، وحتى ان حدث هذا، قد لا تلفت انتباهه، فقد كانت قصيرة القامة، نحيفة الجسم، تميل للدمامة، وهذا ما جعلني أتمسك بصدقاتها أكثر حتى لا تثير اهتمامه ان صادفها يوماً معي.
    جاء صوتها وهي تقول:
    - الو نهي ..
    أجبتها محاولة ان أبدو طبيعية:
    - أهلاً سميرة ...
    - هل فكرتي في الأمر الذي حدثتك عنه؟
    أجبتها في تردد:
    - اجل ... لقد ..أ ... أقصد باني لم ...
    قاطعتني في حزم:
    - ليس هنالك بديل سوى ذلك.
    - ...................
    - سيكون حفلاً بهيجاً بحضورك
    - أنا لا ...
    قاطعتني بإصرار بقولها:
    - يجب ان نتقابل الآن وفي نفس المكان الذي وصفته لك مسبقاً.
    وضعت السماعة بحركة آلية. تناسيت حالة التردد التي أعيشها في هذه اللحظة، لا شئ جديد فقد خرجت معها عدة مرات في الفترات النهارية، ماذا يضيرني لو خرجت معها ليلاً. مرة واحدة لن أكررها هكذا قلت في نفسي وانا ارتدي ملابسي واتهيأ للخروج.
    تسللت الى الخارج في حذر .. كان الهدوء يسود شوارع المدينة، الظلام الحالك يزيد من خوفي وقلقي، كنت حائرة هل أوافق سميرة فيما تدعوني إليه؟؟ لا بد اني على خطأ ، وإذا لم أكن كذلك!! ما هو الصواب يا ترى؟؟ قطعت عليّ سميرة حبل تفكيري بقولها:


    - لقد تأخرت عليك كم أنا آسفة
    صافحتها في صمت. شدت على يدي بقوة وهي تقول:
    - تبدين في الثياب التي اهديتك إياها كأميرة أو ملكة من ملكات الجمال
    - ......
    - هيا نركب السيارة ... اركبي ... اركبي …
    - انا... اركب السيارة؟
    - هل كنتى تتوقعين ان نسير على أقدامنا ... لا تدعي الغباء ... هيا اركبي…
    واصلت حديثها وابتسامة عريضة تعلو شفتيها:
    - سأعرفك بكثير من الشخصيات والنجوم ... أشهر تلك الشخصيات شخص يدعى سيف انه المبرمج الوحيد لمثل هذا النوع من الحفلات خفيفة الظل، بل سأعرفك بمن هو أدهى من سيف ... صدقيني.. ثقي بي.
    وقبل ان اعلق بكلمة سارعت تسأل:
    - هل تحبين الحفلات ؟ هل تجيدين الرقص، وهل...
    كنت أجيبها بإيماءات دون الخوض معها في الحديث كنت اتبعها كأني منومة مغنطيسياً … أحدق في وجهها دون ن أراها وأجيبها دون ان اسمع مـا تقول... انفذ ما تطلبه مني دون مناقشة... ماذا دهاني ... كثير من المشاعر تثور في دواخلي أحاسيس يسيطر عليها الحزن الممزوج بالضياع والخوف من مجهول ما لا ادري ما هو؟ حتى سميرة بدت لي غريبة الأطوار... في عينيها بريق ينذر بالشر ، حتى خيل لي بانها تضمر لي شيئاً خطيراً لا قبل لي به.
    لم انتبه الا وسميرة تقول: ها قد وصلنا… أوقفت السيارة أمام مبني عال وهي تقول: هاهو سيف في انتظارنا.... سلمى عليه .. سلمى
    مددت له يدي للتحية وأنا اتلفت حولي... ارعبني المبنى الغارق في السكون، موقعه يدعو للريبة والشك فقد كان يتذيل المدينة تماماً.
    ترددت وأنا اتبعهما إلى ان دلفنا إحدى الغرف بالدور الأرضي. اخذ سيف يبالغ بالترحيب بي والثناء على جمالي.... أفسح لي مكاناً للجلوس وهو يقول: ستقضي معنا وقتاً جميلاً يا ...
    - اسمها نهى ... نهى ..
    هكذا أجابته سميرة وهي تجلس الى جواري لتزيل خوفي وترددي.
    أحسست بالخوف فعلاً يملؤني فقد كان ضوء الغرفة خافتاً والهدوء يسود المكان إلا من دقات قلبي التي أخذت في الازدياد شيئاً فشيئاً. وبعد دقائق مرت كأنها دهر أتاني سيف بكوب من العصير وهو يقول لسميرة:
    يبدو ان سوء الحظ يلازمني دائماً ان الزعيم بنفسه يريد رؤيتها والتحدث إليها
    قالت سميرة لسيف في احتجاج قبل ان يخرجا ويغلقا الباب خلفهما:-
    كنت اعرف بان الزعيم سيفعل ذلك... واعرف بانه يتجاهلني دائماً مع علمه بحبي له، ويعرف باني ابذل كل ما في وسعي لخدمته. لا ادري لماذا يفعل بي ذلك؟
    قال سيف مهدئاً:
    - اصبري عليه قليلاً حتماً سيعرف قيمتك في يوم من الأيام
    راحت سميرة تبكي بحرقة وهي تقول:-
    - سيعرف من انا ولكن بعد ان القنه درساً لن ينساه طوال حياته.
    كان صوتهما عالياً، أثار حديثهما قلقي .. ترى ما الذي فعله ما يسمى بالزعيم بسميرة حتى جعلها تبكي بكل هذه الحرقة؟ وما طبيعة علاقتها به؟ و من هو الزعيم هذا؟؟! وأي نوع من الرجال هو ؟ لماذا لم يقام الحفل الذي وصفته لي سميرة ؟؟! ...
    مرت بخاطري كثير من التساؤلات التي لم أجد لها إجابة … في تلك اللحظة فقط أدركت فداحة الخطأ الذي ارتكبته … انتابتني حالة من الغثيان ورغبة في ان أتقيأ كل ما بداخلي، بعدها أحسست بمرارة في حلقي تنبع من دواخلي تعم كل أوصالي .. بدت لي الحجرة ضيقة جداً وخانقة … اخذ عقلي يعمل بسرعة. خطرت لي فكرة لماذا لا اهرب وأريح نفسي من هذا الموقف السخيف ؟... لا بد ان اهرب ... لابد....
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de