... وانطفيت يانور زماني ... السودان القديم : أسئلة ما بعد الطوفان ؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 11:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-05-2007, 10:28 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
... وانطفيت يانور زماني ... السودان القديم : أسئلة ما بعد الطوفان ؟

    هذه تساؤلات حول مأزق السودان المركب وواقعه المأزوم ، كتبتها تفاعلا واستجابة لمشروع دعوة للكتابة عن أحوال الوطن قدمتها الصديقة الشاعرة عالية عوض الكريم ـ لي و للعديد من الأصدقاء ـ أنشرها هنا بأمل تدوير زوايا الرأي حول أزمة الوطن ومأزقه الكياني ، من طرف المهتمين ...

    1- ربما كان علينا - كنخب - أن نفترض هذا التساؤل - و نحن نرى ما يحدث في السودان الآن - وهو التالي : هل نحن نعيش تحولات طارئة وعرضية ، أم تحولات بنيوية تهدد وجود السودان ككيان أصلا ، وإذا كان الظن الراجح هو التساؤل الثاني ؛ هل ستكون استجابتنا لمقاربة هذه المعضلة ببيانات سياسية أم بتأملات تحفر أفكارها في عصب الأسئلة وتجترح إجابات وآراء وأفكارا معرفية - لا آيدلوجية - وفي أغلب الظن أن هذه الأفكار ستضع الطبقة السياسية بجميع أطيافها في موقع إدانة أخلاقية بامتياز.

    2ـ أن ما يحدث في السودان الآن هو في الأصل نتيجة لتفاعلات داخلية كانت تعتمل على نحو مسكوت عنه من ناحية ، ونتيجة أيضا لتحولات تجتاح المنطقة العربية بفعل إنهيار نظام القطبين بنهاية الحرب الباردة ، من ناحية أخرى

    3- وبرغم الخراب والحرائق التي نراها الآن – رغم وجعها الأكيد – إلا أن الحل العميق لها – للأسف – يقتضي أسئلة أنطلوجية (كيانية) أي بالقفز على الواقع والوصول إلى تشكيلاته الأولى وما كانت تنطوي عليه من بذور التناقضات . وبالتالي ستكون أفكار المثقف التي تحفر عميقا في سبر المشكلات آخر ما ينتبه له السياسي . فالمثقف هو في الأصل كائن هامشي - لابالمعنى السلبي - وإنما بمعني أن الإصغاء لأفكاره يحتاج زمنا طويلا ومن هنا أوصاه رولان بارت حين قال : (إن على المثقف أن يتحمل هامشيته) لكن هذا طبعا لايمنع المثقف من الانخراط في الحياة السياسية ، ولا حتى في التنظيم السياسي ، بشرط أن يفرق المثقف تفريقا واعيا بين دوره كمثقف معني بإنتاج الأفكار لوطنه وشعبه ، وبين انتماءه السياسي . والحقيقة أن هذه المهمة في حياتنا السياسوية العربية أشبه بمهمة البهلوان ، أي تلك القدرة على القفز من فوق المطبات والعوائق دون الوقوع فيها ؛ فإذا كان المثقف الأوربي قد أنتج صيرورة لحياة سياسية سوية ، بحيث سمحت له تلك التحولات العميقة في ممارسة السياسة كعلم وبنية تحتية ، من القدرة على الانتماء للتنظيم ، وإنتاج الأفكار في نفس الوقت ؛ فإن المثقف السوداني للأسف لم يحقق هذا الفرز أي أن الواقع السياسوي يحتاج إلى بنية تحتية غير ناجزة ، وبالتالي على المثقف إنجاز هذه البنية- وهذه مهمة ذات طابع استراتيجي - قد لا تسمح له بالانخراط في التشكيلات السياسوية التي تمارس الإقطاع السياسي ـ اللهم إلا بتلك القدرة البهلوانية (الحميدة وليست الخبيثة)؟؟

    4- وهذا بالتالي سيحيلنا إلى ماكانت تمارسه النخب السودانية طوال عقود مابعد الاستقلال ، أي أن الأستقطاب الذي مارسته النخب السياسية والفكرية بكل أطيافها اليسارية والأسلاموية والقومية والأفريقية ، كان ينطوي على بنية آيدلوجية إقصائية .
    فلم تكن أحلام الأسلامويين ممكنة التحقق دون الإنخراط في مرجعية الحداثة ومعرفة شروط العالم الحديث ، وإدراك ماتختزنه فكرة السودانوية كنمط للعيش المشترك . ولذلك عندما حاولوا تطبيق أفكارهم بمعزل عن تلك المعطيات كانت النتيجة كارثية كما نراها اليوم .
    كذلك مارس اليسار السوداني (الماركسي) إقصاء ً آيدلوجيا فلم يكن يهجس بالإسلام الذي هو عميق الجذور في أغلب انحاء السودان (اللهم إلا مراعاة الآباء المؤسسين للحزب الشيوعي في احترام عقائد السودانيين وعباداتهم) لكن لم يكن ذلك هو ما تفترضه القراءة الموضوعية للواقع السوداني كان لابد من قراءة الدين والتراث السوداني قراءة معرفية تحترم النتائج المعرفية للأبحاث النزيهة للإسلام وخطابه ونصوصه . ذلك أن الإصلاح الديني في أوربا كان هو مقدمة النهضة والتنوير ، وحلقة أساسية من حلقات الحداثة .
    بمعنى آخر أن خطاب الإسلامويين كان خطابا طهوريا متعاليا ، فيما كان خطاب الماركسيين خطابا منفعلا بأطروحات نظرية إنشدت إلى تنظيرات الإستقطاب في الحرب الباردة أكثر من الإلتفات إلى البنية الداخلية والعميقة للمجتمع السوداني والتي كانت تنطوي على مفاهيم تقليدية أوتقراطية للدين والقبيلة والطائفة ، والذي أظهر هذه النزعات المتخلفة للطائفية والقبلية والأصولية الآن هو بالإضافة إلى ممارسات الإنقاذ وتخريبها لبنية الدولة أو بالأحرى صورتها الهشة : انهيار عهد الإستقطاب ونهاية الحرب الباردة ، وماكان يوفره من حد أدنى يمد ظل الدولة- بسبب دعم القطبين - على المجتمع ، من ناحية وماخلفه الإستعمار من بنيات مؤسسات الدوله التي بناها على صورته . بحيث بدا لنا أن تلك البحبوحة من العيش والأمن في عقود مابعد الإستقلال هي واقع طبيعي ، فيما كانت في الحقيقة واقعا هشا تداعي بزوال الحرب الباردة وبرزت البنيات التقليدية الأوتقراطية للدين والقبيلة والطائفة لتحل محل تلك الحياة الجميلة التي خلدها لنا الغناء السوداني (آخر قلاع هويتنا المتفق عليها) والكارثة الحقيقية كانت في ذلك التزامن البائس بين انقلاب الإنقاذ ونهاية الحرب الباردة . تلك الحرب التي كشفت عن حاجتنا الحقيقية إلى المعرفة بدلا من الآيدلوجيا ، وإلى إعادة تعريف معنى الطبقة الوسطى ، وتعريف مفهوم الدولة ، وبالجملة إلى إعادة التساؤل حول ما إذا كان السودان الذي عرفناه قبل (الإنقاذ) ونهاية الحرب الباردة ، هل كان ينطوي على معان حقيقية للحداثة والدولة والمواطنة والديمقراطية ، أم كان تركيبا هشا ً منعت منع من تداعياته وبروز آفاته القبلية والطائفية والإسلاموية ، عقود عصر الإستقطاب . أي لقد اكتشفنا فجأة أننا مجتمع أوتقراطي وغير حديث ، في حين لم تكن هناك مفاجأة بقدر ما كان هناك قصورا في إدراكنا المعرفي والحقيقي لمعنى الحداثة والديمقراطية وحاجتنا إلى ثقافة معرفية نقدية تنزع وتفكك كل تلك الآفات الأوتقراطية من مجتمعنا عبر الإبداع والإعلام والتعليم وغير ذلك . وهذا ما أكتشفناه مؤخرا للأسف .
    * ما أسلفته آنفا لابد أن يكون منطلق المقاربة النقدية والمعرفية للمثقف السوداني في أي موقع كان وأي انتماء سياسي . لأن هذه الحقائق ، حقائق يفيض بها الواقع الموضوعي وبالتالي هي ليست آيدلوجيا . وهذا ما يدعونا جميعا لإنتاج ثقافة نقدية ومعرفية أولا وأخيرا....
    يبقى هناك حقلا واحدا جميلا يشدنا جميعا إلى شجن واحد وجرح واحد ووجدان واحد وهو الغناء السوداني العظيم عبر مختلف مراحله حتى ماقبل طوفان (الإنقاذ)
    ولأن الفن برئ وصادق وجميل بقي الغناء هو مأثرة تلك الحياة الجميلة ، وهو الآن زادنا الوحيد في منافينا ، فحين نحتفظ بمعنى الوطن الجميل في أعماقنا قطعا سنحتفظ بالغناء الذي يسعدنا بلحظات حميمة مع وطن لا يمكن أن يستعاد - الآن على الأقل - إلا في الفن . أما في الواقع فسيحتاج إلى نضال طويل .... ولكن لابد منه .
                  

08-06-2007, 06:35 AM

إسماعيل وراق
<aإسماعيل وراق
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 9391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ... وانطفيت يانور زماني ... السودان القديم : أسئلة ما بعد الطوفان ؟ (Re: محمد جميل أحمد)

    حرام أن ينزل هذا البوست للصفحة الثانية دون تعليق.. أنه بوست جدير بالقراءة.. سأعود بعون عزيز مقتدر.،
                  

08-06-2007, 08:50 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ... وانطفيت يانور زماني ... السودان القديم : أسئلة ما بعد الطوفان ؟ (Re: إسماعيل وراق)

    الأستاذ اسماعيل وراق شكرا على شعورك ، ومرورك بهذا البوست وعلى ثقتك بطبيعة الموضوع الذي يحتاج إلى الكثير من الأفكار والآراء الجادة بصدده .
    مودتي
    جميل
                  

08-06-2007, 08:16 AM

hameem
<ahameem
تاريخ التسجيل: 01-10-2005
مجموع المشاركات: 325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ... وانطفيت يانور زماني ... السودان القديم : أسئلة ما بعد الطوفان ؟ (Re: محمد جميل أحمد)

    Quote: حرام أن ينزل هذا البوست للصفحة الثانية دون تعليق


    إنها يا صديقي

    Quote: البنيات التقليدية الأوتقراطية للدين والقبيلة والطائفة


    ونحتاج إلى


    Quote: إعادة التساؤل حول ما إذا كان السودان الذي عرفناه قبل (الإنقاذ


    هل ما زال قائماً ؟؟؟
                  

08-06-2007, 09:01 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ... وانطفيت يانور زماني ... السودان القديم : أسئلة ما بعد الطوفان ؟ (Re: hameem)

    الأخ الهميم ... شكرا على اقتباساتك الذكية ، وسؤالك الذي هو محور الموضوع ...
    قال أمل دنقل :
    (آه ما أقسى الجدار
    عندما ينهض في وجه الشروق
    ربما ننفق العمر كي نثقب ثغره
    ليمر النور للأجيال مرة
    ربما لو لم يكن هذا الجدار
    ماعرفنا قيمة الطليق)

    مودتي
                  

08-06-2007, 09:42 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ... وانطفيت يانور زماني ... السودان القديم : أسئلة ما بعد الطوفان ؟ (Re: محمد جميل أحمد)

    *
                  

08-08-2007, 10:04 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ... وانطفيت يانور زماني ... السودان القديم : أسئلة ما بعد الطوفان ؟ (Re: محمد جميل أحمد)

    فوق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de