سيناريو بنما أم نموذج لوكربي؟ كيف ستساعد واشنطن في القبض على هارون وكوشيب؟

Quote: سيناريو بنما أم نموذج لوكربي؟ كيف ستساعد واشنطن في القبض على هارون وكوشيب؟ مالك طه -------------------------------------------------------------------------------- منذ وُصولها إلى لاهاي في خريف العام 1999، لم تكُف السويسرية ديل بونتي رئيسة الادعاء بمحكمة الجزاء الدولية عن محاولة إقناع المسؤولين كافة الذين تقابلهم ببذل أقصى الجهود من أجل مُساعدتها في اعتقال الأشخاص الذين تُحمّلهم المسؤولية عن التطهير العرقي الذي تعرضت له يوغسلافيا السابقة وعلى رأسهم الرئيس اليوغسلافي السابق سلوفودان ميلوسوفيتش. -------------------------------------------------------------------------------- من جانبها خصصت الحكومة السويسرية طائرة خاصة لمواطنتها بونتي للاضطلاع بمهمتها، طافت بها رئيسة الادعاء مختلف انحاء العالم لإبلاغ رسالتها، والمساعدة في مثول ميلوسوفيتش امام المحكمة، وكانت تقول: «امنحوني الوسائل لأداء مهمتي».وفي سبيل ذلك سافرت السيدة بونتي إلى بلغراد في يناير 2001م، حيث التقت رئيس يوغسلافيا فوجيسلاف كوستونيتشا وطالبته بتحويل ميلوسوفيتش إلى لاهاي. وقد قالت الصحف ووسائل الاعلام يومها ''إن الرئيس كوستونيتشا وبّخ ديل بونتي تماما كما يُوبخ المُعلم تلميذه''. غير أن تصميم وإصرار بونتي على تقديم ميلوسوفيتش أمام محكمة جرائم الحرب الدولية بالإضافة إلى الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة على بلغراد انتهى بإلقاء القبض على ميلوسوفيتش في بلغراد ثم تسليمه إلى لاهاي. مستعدة ليست لدى الحكومة الارجنتينية طائرة خاصة تجعلها رهن اشارة مواطنها السيد اوكامبو حتى تساعده في مثول احمد هارون وعلي كوشيب امام المحكمة في لاهاي، ولكن الولايات المتحدة عرضت المساعدة في القبض على هارون وكوشيب. و قال مستشار الشؤون القانونية لوزيرة الخارجية الأمريكية جون بيلينغر إن بلاده مستعدة للنظر في أي طلب تقدمه المحكمة الجنائية الدولية للمساعدة في القبض على وزير الدولة للشؤون الإنسانية السوداني أحمد هارون وعلي كوشيب المطلوبين لدى المحكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور. وأشار إلى أن واشنطن تقبل أدلة المحكمة. الانتربول ولكن اوكامبو لم يتقدم بأي طلب للولايات المتحدة للمساعدة في مثول هارون وكوشيب ولكنه عمّم طلبا بواسطة الانتربول الى عدد من الدول منها مصر واثيوبيا ودول اخرى لمساعدته في مثول الرجلين امام محكمته. وربما لا تكون الولايات المتحدة بحاجة الى الطلب حتى تسهم فيما اعلنت انها يمكن ان تسهم فيه، اذ يمكن لامريكا ان تقوم بخطوة آحادية تلقي بها القبض على الرجلين تحت مظلة الادعاء بأنها تطبق القانون الدولي. وبالطبع لا يتأتى لامريكا القيام بخطوة جريئة من هذا النوع دون اللجوء الى التدخل العسكري المباشر، ولا يستبعد ضابط سابق بالقوات المسلحة رمز لاسمه بالحرف (ع) ان تكون هذه الخطوة على غرار اعتقال رئيس بنما السابق انطونيو مانويل نوريغا الذي تعرض لعملية اعتقال مباشرة قامت بها قوات امريكية خاصة تم انزالها في محيط القصر الرئاسي في بنما، وافلحت في اعتقال نوريغا وتقديمه للقضاء الامريكي الذي حكم عليه بالسجن مائة وعشرين عاما.. لكن الضابط (ع) قال ان عملية بنما لا يمكن تطبيقها حرفيا على هارون وكوشيب، نظرا لافتقار العملية لعنصر مهم هو عنصر المكان.. اذ ان الولايات المتحدة لديها قاعدة عسكرية في بنما مما سهل من مهمتها، اضافة الى ان نوريغا تم اعتقاله بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة حددت ساعة الصفر التي يوجد فيها بالقصر الرئاسي، وهذا ما يتعذر ويصعب في حالة هارون وكوشيب، ولكن ربما تأتى القبض على الاخير بواسطة القوات الدولية وقوات الشرطة المصاحبة لها التي ستدخل دارفور اواخر العام الحالي وفق قرار مجلس الامن الاخير الذي حمل الرقم «1769»، لأن كوشيب يتخذ من دارفور مقرا له، وبالتالي يمكن لهذه القوات الحصول على معلومات عن مكانه وتحركاته. سيناريو آخر د.حيدر ابراهيم لا يستبعد ان يحدث سيناريو يلحق هارون بكوشيب ولكن عبر تغيير وزاري يتم من خلاله استبعاد هارون من الجهاز التنفيذي، وبناء عليه يصبح مواطنا عاديا مطلوباً بواسطة الانتربول ويضيف: (بالتالي اتصور ان الحكومة ستجد صعوبة في رفض تسليمه للانتربول خاصة وان الحكومة جلبت عددا من المتهمين بواسطته).. ولكن حتى اذا رفضت الحكومة تسليم هارون بصفته مواطنا فإن د. حيدر يشير الى ان موضوع ملاحقة الرجلين ستكون اكثر إلحاحا بعد دخول القوات الهجين الى دارفور التى يرى د. حيدر انها ستكون خارج السيادة الوطنية. ويرى د. عبده مختار ان الولايات المتحدة قد تلجأ الى الحصول على تفويض من المحكمة الدولية ، ويضيف ان سيناريو نوريغا في هذه الحالة غير مستبعد، ولكن د. مختار يستبعد ان يتم القبض على المطلوبين الاثنين بواسطة القوات والشرطة الهجين لان القرار( 1769 ) لا يخول للقوات الداخلة بموجبه التحرك لاعتقال الرجلين. خيار ثالث وربما تكون الضغوط الدبلوماسية والعقوبات هي افضل خيارات واشنطن لاجبار الحكومة على تسليم الرجلين، ولكن بدلا من نموذج بنما فإن الولايات المتحدة ربما تلجأ الى نموذج لوكربي الذي ملخصه (شيء من القانون+ شيء من السياسة) بما يعني الضغط على الحكومة لمثول المطلوبين الاثنين أمام المحكمة مع ضمانات دبلوماسية بأن المحاكمة ستكون قاصرة على الرجلين ولن تتعداهما الى غيرهما اسوة بما حدث للمقراحي وفحيمة المتهمين بتفجير طائرة لوكربي.. وعندها تكون الولايات المتحدة ساعدت في القبض على كوشيب وهارون. القانون غير ان محللين سياسيين اشاروا الى ان حديث مسؤول الخارجية الامريكي لا يعدو ان يكون ضربا من التلويح بالعصا، ويستدلون على ذلك بأن التصريحات صدرت قبل قرار مجلس الامن الاخير بما يعني ان التصريح كان نوعا من الضغط للقبول بالقوات الدولية، كما ان هناك قيوداً في قانون حماية أعضاء الجيش الامريكي تحظر بصفة عامة أية مساعدات عسكرية للمحكمة الجنائية الدولية. لكن مما يضعف الاستدلال الاخير هو ان المسؤول الامريكي اشار في حديثه الى ان هناك استثناءً في القانون المذكور تبدو حدوده غير واضحة، الأمر الذي يسمح لواشنطن بمساعدة المحكمة في محاكمة بعض الأفراد المحددة أسماؤهم، إضافة إلى بعض الشخصيات الأجنبية التي ارتكبت جرائم حرب أو إبادة جماعية أو جرائم ضد الإنسانية. (وبالتالي نعتقد أن لدينا صلاحيات لتقديم المساعدة للمحكمة الجنائية الدولية).

Quote: قال مستشار الشؤون القانونية لوزيرة الخارجية الأمريكية جون بيلينغر إن بلاده مستعدة للنظر في أي طلب تقدمه المحكمة الجنائية الدولية للمساعدة في القبض على وزير الدولة للشؤون الإنسانية السوداني أحمد هارون وعلي كوشيب المطلوبين لدى المحكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور. وأشار إلى أن واشنطن تقبل أدلة المحكمة.