رحيل عتباني رمز النقاء الثوري الباهر.. رحيل احد جبال الايدولوجيا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 09:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-12-2007, 01:12 PM

tayseer alnworani
<atayseer alnworani
تاريخ التسجيل: 07-30-2007
مجموع المشاركات: 1500

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
رحيل عتباني رمز النقاء الثوري الباهر.. رحيل احد جبال الايدولوجيا

    الى جميع أعضاء المنبر
    هذا الموضوع وجدته فى جريدة الايام و شدنى اليه و اخببت ان تشاركونى قرأته
    اهداء خاص الى
    محمد المرتضى
    أبو ساندرا
    وجميع المناضلين بالمنبر

    رحيل عتباني رمز النقاء الثوري الباهر.. رحيل احد جبال الايدولوجيا
    هل ياترى مازال وسط الأجيال الشابة الآن، من يتداول معاني ومفردات مثل مفردة النقاء الثوري، وهل هذه المفردة الساطعة على صفحات قاموس أصحابها، عنوانا لنشأت حركات التحرر الوطني أثيرة لزمانها، من بين براثن هذه التساؤلات مضى عنا شامخا مجسدا المعنى طولا وعرضا وعمقا حتى رحيله مساء الأحد الخامس من أغسطس 2007م، تاركا لنا حزم من الأسئلة وبرك من الحيرة. ويعرف ذلك من كان محظوظا وشقيا بمعرفة عم عبد الرحمن عتباني كما كان يناديه الصغير والكبير.. كنت محظوظا حين التقيته وعملت معه لأنه مدرسة متفردة وذات خصوصية، استمدت هذه الخصوصية والتفرد من كونها لا تملك منهجا للتلقين أو كراسات للتدوين المحنط، بل كان تجربة تمشي على الأرض، وتكتب من القلب إلي القلب، وتدخل الذاكرة دون استئذان أو وسائط، وذلك مبعث الشقاء.. كان عند ذلك الرجل سرا غريبا يدفعك بحب المتصوفة متجاسرا على ظروف الواقع ومعطياته وتحدياته بقدرك في العطاء، من يتعلم من عتباني لايجد وقتا كافيا للانتظار حتى ترسخ الفكرة لأنها ببساطة فكرة محبة، عنوانها من يحب شعبه ويسعى لتغير بؤسه، ينطلق نحو المحبة دون اكتراث أو وجل.
    هكذا كان عتباني في عيون وقلوب الكثيرين قديسا وَِلهاً، لم يكن مخلوقا عاديا .. اتحدي كل من التقاه في نهارات الخرطوم الغائظة راجلاً متجولا بين مكاتب أحبائه .. أن يقول عتباني التقاه ولم يحاوره في أمر عام أو يسأله عن حدث ما، كان يحاور الحزن والإحباط عند الآخرين مستخدما آليته الصاعقة بروح الثورة نافخا بنفسه المعطر في القلوب الأمل والانتصار الذي كان يراه قريباً.
    كان عتباني مدرسة ذات خصوصية لان النظري والعملي فيها صنوان .. فهو كان فقيرا بمفهوم فلسفي يصنع الحياة للفقراء والكادحين، فكان بينهم يصارع الخنوع بوعي التواضع، وذلك عنده بحد ذاته فصلا متقدما يلتقي فيه البسطاء الهائمون على وجوههم يوميا في الشوارع، ويدير حواراته معهم بدرجة تكاد لا تصدق، فكان له هنالك أصدقاء كُثر، ويمارس مستوى آخر من ذلك التواضع مع آخرين في المكاتب، فيعلمهم الصبر والصمود ثم التقاط مقابض الخط الصاعد من الثورة، صانعا من نفسه طودا عازلا ما بين الصعود في مجرى الصراع الأزلي، والسقوط على الطريق الوعر.
    كان يدخل عليك في المكتب خفيفا كما الظل ليطمئن على الجمر عندك، ثم يسارع بالخروج حتى يتمم ما نقص عند آخر، ويرفض بتاتا تناول وجبة الإفطار عندك، حتى يحافظ على خفة الطله وترك ظلاله محفورة على جدرانك القا وصدقا. كان حادا بهذا المستوى، وشفيفا بدرجة لا توصف، اذكر ذات يوم خرجنا معا بعد اجتماع مطول في امدرمان قرب منتصف الليل، فاصريت أن أوصله إلي منزله بالجريف وكانت معي سيارة، فاصر إصرارا قاطعا بان اكتفي بإيصاله لمقر المواصلات العامة بالخرطوم، فقلت (له يا عم عتباني هذا ابسط شئ أن أوصلك والوقت متأخر) فقال بمحبه لايتحملها قلب ،يكفي أن أخذنا منك كل هذا الوقت في الاجتماع ... تصور هذا التوحد الشفيف، عم عتباني متوحدا مع العمل العام كأنما أنت تعمل معه في شئ يخصه شخصيا، بل فعلا يخصه شخصيا بالمتابعة والهم، ولا يتطلع مطلقا لموقع أو غنيمة متجردا زاهدا عن أي طموح شخصي .. متصديا للإعلام في حدود رسالته التي آمن بها وظل يرسلها حتى آخر يوم من حياته .. تاركا البحث عن المكاسب والمظهريات السطحية لآخرين يعرفهم، ويحاربهم بجرأة يندي لها الجبين.
    كان عتباني صاحب مشروع كبير حمل عبئه لأكثر من خمسون عاما عاش أمينا عليه .. لا يرى الأشياء والناس من حوله إلا بعينه. مما أهله ليكون صديقا لكافة الأجيال ومتوقدا بينهم، كلِ يرى فيه عمق المحبة وروح الصداقة المخلصة والصادقة .. حتى لم يدرك الكثيرين اثر السنين عليه، فكانت الفاجعة كأكبر مفاجأة تأخذ الشباب والحيوية التي كانت تكسوه لآخر يوم في حياته.. هل يا ترى نستطيع تحمل أن نرى شوارع الخرطوم خالية من عتباني ؟؟!!!! التي يصول فيها راجلا مسرعا كمن يمتطي صهوة براق دون كلل أو ملل أو كالفراشة متنقلا من مكان إلي مكان يسكب رحيقه بدلا أن تأخذه الفراشة.. هل ياترى لا تراه العين الدامعة بعد الآن بقميصه الأبيض كما قلبه وحقيبته المليئة بالتعقيبات على شائعاتهم بالصحف التي كان فارسا على ميادينها، يلاحظ كل شاردة وواردة، معقبا على كلما مس قناعته الراسية بهذا الوطن، وانتمائه العربي الأفريقي وإيمانه بأمته، فكان يذهب عند ميلاد صحيفة لمقرها معرفهم بنفسه، فيقول بتواضع المناضلين أنا عبد الرحمن عتباني أمين الإعلام بالحزب الناصري، أود بحكم مهمتي أن افتح معكم صفحة بيضاء حتى يؤدي كل منا رسالته، .. يا له من تواضع لم يقل أنا احد مؤسسي الناصرية بالسودان أو يتحدث عن تاريخه الشخصي الحافل بالمواقف والتضحيات أو يقل أنا احد أعمدة الفكر القومي بالسودان .. ثم يسير تاركا شبح الدهشة وسط مناخ مجرد الاشتباه فيه بالانتماء السياسي جريمة مكان صاحبها وكر الأشباح.
    عتباني كان صاحب فكره ينئ عن حملها ذلك الجسد المعلول، ولكن الروح فيه كانت بسعة الكون .. لا تجد منتدى أو منبر مها كان بعيدا عن مكان سكنه، وإلا تجده يفج من بين الحاضرين ممتشقا المنصة مفندا ومبزا ثم عارضا فكرته بتعتيق صقلته السنين وكسته التجربة صمودا واصطلاءاَ بالأصالة، لايزدري أو يتحرج مهما كان حجم المنبر .. يكفي انه كان يحب الطلاب لدرجة انه يذهب إليهم في جامعاتهم ويحاورهم في أركان نقاشاتهم حتى صار له هنالك أصدقاء وأحباء .. ويكفي مظهرهم في مأتمه الذي يكسر القلب حزنا بحزنهم عليه .. كان مظهرهم يجسد فعلا جدلية الحياة والتواصل والصيرورة التي كان يكتبها بساقيه المتورمتين على ارض الوطن وهو يمشي .. كيف كان لهذا الرجل العتيق حب هؤلاء الشباب .. لم يكن حبا صنعه المعلم بين تلامذته بالإفحام والتعلم، بل حب فعلا صنعته جدلية التواصل والسيرورة.
    كان عتباني صاحب ايدولوجيا عاش عصرنا الأمريكي بامتياز، فلم ينحني أو يدهشه بريق البرغماتية الذي أسال لعاب الكثيرين، ولم ترهبه آلتها الخرساء، بل كان مجاهرا بمواقفه الداوية ضد التدخلات الأجنبية بحثا عن الحل الوطني، وضد سرقة آمال الكادحين في الحياة الحرة الكريمة، وضد الفساد والمفسدين مهما كان ريائهم الديني المختبئ خلف المسبحات اللامعة واللحي الكذابة.
    ها أنت يا عتباني ترحل ببراقك نحو زري الخلود .. تاركا الأيدي المقيدة على الظهور والأعين تقالب الدموع .. ومازال بيننا من حديث لم ينتهي، وبعض الأجندة تنتظر القرارات الحاسمة .. ولكن هكذا يرحل الأفذاذ دونما يشعر الإنسان، أن كل شئ قد انقضى وتبقى سرمد الموت الأزلي،
    فها أنت لم تمت ياعتباني .. يكفي مجرد تذكر لقاءا واحدا عابرا معك في إحدى الأرصفة، لتكتمل صورة حضورك الأزلي.
    وهاهو مأتمك يأتي تواضعا لزهدك في الحياة، لم نرى رئيسا أو وزيرا أو مطبلا، أو جلابيب الرياء المعتادة في مثل تلك المناسبات العادية .. مما يؤكد صدقك وصحة مواقفك .. فاذهب ببراقك نحو زرى الخلود، واترك لنا ما تركت من الأسئلة.

    كمـــــــال بولاد
    الخرطوم 8/8/2007م
                  

08-12-2007, 07:31 PM

tayseer alnworani
<atayseer alnworani
تاريخ التسجيل: 07-30-2007
مجموع المشاركات: 1500

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحيل عتباني رمز النقاء الثوري الباهر.. رحيل احد جبال الايدولوجيا (Re: tayseer alnworani)

    up
                  

08-12-2007, 07:35 PM

tayseer alnworani
<atayseer alnworani
تاريخ التسجيل: 07-30-2007
مجموع المشاركات: 1500

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحيل عتباني رمز النقاء الثوري الباهر.. رحيل احد جبال الايدولوجيا (Re: tayseer alnworani)

    up
                  

08-12-2007, 07:36 PM

tayseer alnworani
<atayseer alnworani
تاريخ التسجيل: 07-30-2007
مجموع المشاركات: 1500

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحيل عتباني رمز النقاء الثوري الباهر.. رحيل احد جبال الايدولوجيا (Re: tayseer alnworani)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de