احتجاز الرهائن .. الابتزاز في زمن الحرب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 03:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-10-2007, 04:14 PM

عبدالغني بريش فيوف
<aعبدالغني بريش فيوف
تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 1998

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
احتجاز الرهائن .. الابتزاز في زمن الحرب

    احتجاز الرهائن .. الابتزاز في زمن الحرب
    [2007-08-10 06:26]
    Image and video hosting by TinyPic

    سعياً وراء صفقات
    سياسية ودعم لوجستي
    احتجاز الرهائن.. البطاقة الرابحة في أيدي الجماعات الإرهابية
    في حالة شبه استثنائية صدر تعميم أمني للبعثات الدبلوماسية الغربية والأوروبية بضرورة أخذ الحيطة والحذر عند التنقل الداخلي في الدول التي يمثلون فيها بلادهم وتحديدا في الشرق الأوسط وآسيا، هذا التحذير كان مبنيا على تقارير أمنية أميركية حذرت من أن الحركات الإرهابية اتخذت قرارا يقضي بضرورة تغيير في آليات وأساليب العمل لديها وتطويرها خاصة بعد نجاح سياسة الاختطاف والرهائن التي قام بها حزب الله مع إسرائيل وحماس أيضا ومجموعات المقاومة والقاعدة في العراق والتي أسفرت عن حصول اتصالات لوجستيه كانت أثمانها غالية ومكلفة.السؤال الذي يطرح نفسه هو ما الذي أخفاه التقرير الأميركي من معلومات تفيد بأن طالبان كانت قد تعاونت مع القاعدة وبعض أفراد القوات الأمنية الأفغانية لمعرفة تحركات كرزاي وبعض قادة وحدات الناتو؟ وماذا حصل في المنطقة الخضراء عندما سقطت الصواريخ على مقر استضافة وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس؟ وكيف تم استباق زيارة كوندليزا رايس بوابل من القنابل والصواريخ؟ وكيف تم تسليم ملايين الدولارات لوسيط مشترك بين القاعدة ودولة أجنبية لتحرير الرهائن؟ الرهائن عملة مربحة وتطور جديد في أساليب التأثير والحصول على الدعم من الأعداء وليس من الأصدقاء .
    المجلة :أحمد الشاطر
    * لا تستهدف الجماعات المسلحة من وراء تنفيذ عمليات اختطاف الرهائن لاستعراض القوة أو للحصول على الأموال، ولكن هذه الظاهرة أضحت أعقد بكثير مما كانت عليه في فترات سابقة، والعمليات من هذا النوع في مجملها تستهدف تحقيق هدف واحد في المقام الأول وهو فض عرى التحالف بين القوى المساندة للحرب على الإرهاب.
    هكذا يلخص تشانج سانج ريول الخبير الكوري في شؤون الشرق الأوسط نتائج دراسته التي أعدها في جامعة هانكوك للدراسات الخارجية بسيول، حيث يقول في لقاء مع مراسل موقع “آسيا أون لاين” الإخباري: “إن هذا الاتجاه بدا واضحا في مطالب الخاطفين من طالبان بالتفاوض المباشر مع كوريا الجنوبية، وعلى الرغم من أنه قد يبدو لأول وهلة أن طالبان لن تجني من وراء هذا المطلب شيئا إلا أن الهدف الحقيقي من ورائه هو دق إسفين بين الولايات المتحدة وحلفائها المشاركين في الحرب على الإرهاب، فالخاطفون يطالبون كوريا الجنوبية بإقناع الحكومة الأفغانية المدعومة أمريكيا بالإفراج عن سجناء الحركة، وحيث أن هذا المطلب يعد مستحيلا من وجهة النظر الأمريكية، فإن النتيجة الحتمية لهذه الأزمة أيا كانت نتائجها أن تعيد سيول التفكير في تحالفها مع الولايات المتحدة، أو على الأقل في درجة حماستها في هذا المضمار، ففي الوقت الذي ترفض فيه واشنطن تنفيذ هذا المطلب لتحرير رهائن كوريين، تبدو على استعداد لفعل أي شيء إذا ما تعلق الأمر بجنودها هي”.
    أسئلة تطرحها الأزمة
    “قد تضطر لقتل شخص واحد ليؤثر ذلك على الآلاف” عبارة تنسب إلى الزعيم الصيني (ماو تسي يونج) تعليقاً على عمليات احتجاز الرهائن. ولم يكن (ماو) يتخيل أن عبارته ستصبح شعاراً تتبناه الجماعات المسلحة حول العالم بعد أن وجدت في القيام بتلك العمليات وسيلة أسهل لتحقيق أهدافها بأقل قدر من الخسائر في صفوفها.ومن هنا تبنت الجماعات الإسلامية هذه السياسة مجددا لتكسب دعماً لوجستياً لم تكن لتناله بالعمليات العسكرية وحدها. وقد كشفت أزمة الرهائن الكوريين لدى طالبان عن العديد من ملامح هذا التوجه خاصة بما سببته الأزمة من إرباك لأوراق كوريا الجنوبية فيما يتعلق بدورها في أفغانستان، و لحكومة (كرزاي) المعرضة لفقدان مصداقيتها ومدى الانفلات الأمني الذي قد لا تستطيع السيطرة عليه.والسؤال الذي فرضته الأزمة الحالية: إذا كان حرجاً بهذا القدر تقع فيه الحكومات عند احتجاز مواطنين عاديين فكيف سيكون الحال إذا تمكنت تلك الجماعات من احتجاز مسؤولين على مستوى أكبر؟ وهل ستسمح قوات التحالف بأن تستفيد الجماعات المسلحة بغنائم النصر الإعلامي الذي تحققه؟ وما هي الأدوات التي سيتم اتباعها في الحرب المقبلة على الإرهاب؟
    قدرة أكبر على إملاء الشروط
    وقد أصبح احتجاز الرهائن ورقة رابحة في أيدي الجماعات المسلحة في شتى أنحاء العالم لتحقيق الأهداف التي يرمون إليها عن طريق لي ذراع الحكومات المستهدفة بحسب تقرير أمريكي للباحثين (جراي نوسنر) و(دوين فوسيلير).ويشير التقرير إلى أن ثمة اختلافا كبيرا بين مثل هذه العمليات خلال الأعوام الثلاثين الماضية؛ ففي الثمانينيات لم يكن لدى منفذي هذه العمليات إلا مجموعة تعليمات محددة لتنفيذ العملية إضافة لقائمة بالمطالب إلا أنهم لم يكونوا مؤهلين مثلاً للتفاوض مع السلطات لنيل هذه المطالب والحصول على أكبر قدر من المكاسب.ولكن الأمر يختلف الآن -بحسب التقرير- فمنفذي عمليات خطف الرهائن أصبحوا يمتلكون حنكة سياسية تمكنهم من التحكم في مسار المفاوضات في أغلب الأحيان.مما لا شك فيه أن ثمة تغييرا قد حدث في أسلوب عمل هذه الجماعات، ويشير (توماس ستينز) - في مقال له عن الجوانب النفسية للجماعات الإسلامية- إلى أنها شهدت تغيراً ملحوظاً من المنظور النفسي موضحاً أن أفراد هذه الجماعات أصبحوا يميلون إلى أسلوب احتجاز الرهائن بشكل أكبر كبديل عن المواجهات المسلحة المباشرة التي تقهقرت –بحسب (ستينز)- إلى مرتبة تالية، داعياً في الوقت نفسه إلى عدم التهوين من هذا التحول المثير نظراً لأنه يحمل في طياته إرهاصات لتغيير كامل في شكل المواجهة مع الإرهاب.وترى الحكومة الأمريكية أن تنظيم القاعدة و الحركات التي يدعمها قد أعادت تشكيل أجهزتها التنظيمية بمستوى أعلى مما كانت عليه في 11 سبتمبر، معتبرة أن عمليات اختطاف الرهائن تأتي في إطار هذا التنامي في قدرات الحركات الإسلامية بشكل عام.وثمة هدف آخر يسعى له الخاطفون بحسب صحيفة (الشعب)الصينية وهو محاولة البحث عن وسيلة لتحسين صورتهم من خلال الرهينة نفسها بحسن معاملتها ومحاولة إقناعها بعدالة قضيتهم. وهو ما حدث مع الصحفية البريطانية (إيفون ريدلى) التي أشهرت إسلامها عقب احتجازها من قبل طالبان وصارت مدافعة عن الحركة لما رأت من حسن المعاملة فقطعت على نفسها عهداً بدراسة الإسلام وكان أن أشهرت إسلامها بل إنها راحت تقارن بين معاملة طالبان لها وبين المعاملة التي يلاقيها المحتجزون في جوانتانامو أو أبوغريب.
    اللعب مع الكبار
    ولا يستبعد المحللون أن تتحول هذه الجماعات إلى اختطاف واحتجاز مسؤولين كبار كرهائن لتحقيق مكاسب أكبر خاصة مع الدعم اللوجستي الذي تناله باضطرار الحكومات للتفاوض معها وإقامة صفقات سرية أو علانية.وقد بدأ هذا التوجه في العراق حيث اعتادت الجماعات المسلحة اختطاف مسؤولين محليين رفيعي المستوى والتفاوض مع الحكومة بشأنهم، وغالباً ما كانت تسفر هذه المفاوضات عن إطلاق سراح الرهينة دون الإعلان عن المقابل الذي يشير المراقبون إلى أنه يختلف باختلاف توجه الجماعة التي نفذت العملية.
    وتزداد المخاوف من أن تتجه الجماعات المسلحة إلى اختطاف مسؤولين بارزين لدول أجنبية لا مجرد مسؤولين محليين، كما حدث مع السفير المصري في العراق ثم قتله، واختطاف الرجل الثاني في السفارة الإيرانية في بغداد وغيرهما.وتكمن المخاوف من ازدياد مثل هذه العمليات في أنها تمثل مأزقاً للحكومات التي تجد نفسها مضطرة للتفاوض مع الجماعات المسلحة من أجل إطلاق سراح شخصيات مهمة مما يمنح هذه الجماعات دعماً لوجستياً لم تكن لتناله أبداً بالعمليات المسلحة المباشرة التي ربما تحدث مردودا عكسيا وتسحب من رصيد الجماعات ولا تضيف لها، ومن ثم تزداد خطورة الأمر؛ إذ تنجح تلك الحركات في تحقيق أهدافها أو على الأقل جمع أكبر عدد من النقاط لصالحها وعلاوة على ذلك فإنها تصبح في وضع أقوى بالتفاوض مع الحكومات كند لها في محاولات التوصل لحلول بشأن الرهائن.ويبدو أن انصياع الحكومات لتلبية مطالب الخاطفين يدفع تلك الجماعات إلى تكرار الأمر مع رعايا هذه الدول حيث تشير صحيفة (وورلد بيس هيرالد) إلى أن حكومة (ميركل) في ألمانيا مثلاً اعتادت هذه الحوادث في العراق وأفغانستان. وتلمح الصحيفة إلى أن برلين دفعت بالفعل مبالغ ضخمة كفدية لإعادة رعاياها المختطفين في العراق خلال العامين الماضيين، وتجد حكومة (ميركل) حرجاً بالغاً هذه المرة؛ فمع وجود رهائن ألمانيين لدى طالبان إضافة لمقتل ثلاثة جنود ألمان في انفجار هز مدينة كندُزالأفغانية – لا تستطيع الحكومة تجاهل الرأي العام الداعي لسحب القوات الألمانية العاملة في أفغانستان وفي الوقت ذاته تسعى (ميركل) للوفاء بالتزامها تجاه حلف الناتو بالمشاركة في القوات المشاركة في أفغانستان.وفي ذات الإطار يعتبر المراقبون عمليات الاحتجاز التي نفذتها طالبان مؤخراً بمثابة رسالة للحكومات الأوروبية تحديداً لحثها على سحب قواتها من أفغانستان.ويشير المحلل السياسي (مايكل لويدرز) إلى إن طالبان تسعى لتبني استراتيجية الجماعات المسلحة في العراق لأن الحركة الأفغانية كانت تعتمد في الأساس على العمليات العسكرية المباشرة أما احتجاز الرهائن فلم تكن تعول عليه كثيراً حتى أنها أطلقت سراح العديدين لأسباب “إنسانية” كما أسمتها، لكنها الآن يبدو أنها تنتهج نهجاً مخالفاً بالاعتماد بشكل أكبر على الرهائن بصورة أكثر جدية.والأمر نفسه بالنسبة للجماعات المسلحة في العراق التي كانت –في أغلب الأحيان- تطلق سراح الرهائن الذين لا ينتمون لإحدى الدول المشاركة بقوات في الأراضي العراقية أو التي تشارك في عملية إعادة إعمار العراق .
    طالبان.. الاختطاف نموذج الضغط والابتزاز
    إسلام أباد: فؤاد نصار
    *مناورات طالبانية بشأن الرهائن الكوريين الجنوبيين ال 22، تطلعا لمكاسب حركية أو ربما طمعا في تحسين شروط التفاوض، تارة مع الحكومة الأفغانية وتارة أخرى محاولتها الحصول على اعتراف سياسي من خلال مطالبتها إجراء مفاوضات مباشرة مع مسؤولين من كوريا الجنوبية! هذا العدد من الرهائن الأجانب الذي يعتبر الأكبر منذ سقوط طالبان عام 2001م، فإن التمديد المتكرر للمهلة الزمنية الممنوحة لإبقاء الرهائن على قيد الحياة، تحمل بين ساعاتها ودقائقها إشارات كثيرة وربما دلالات أكثر!
    نستطيع أن نستشرف المستقبل على ضوء ما يجري في أفغانستان، فنرى أن حركة طالبان تزداد بأسا وضراوة في أساليبها القتالية وتوسيعها لدائرة الصراع، وربما أضحت من حالة الدفاع إلى وضعية الهجوم وأصبحت تمتلك زمام المبادرة وتطرح على الساحة الأفغانية مطالبها وبرامجها وتملي شروطها. وربما يعود الفضل في هذه القفزة النوعية من حيث الكم والنوع إلى تأثر حركة طالبان الواضح بأساليب وطرق المقاومة العراقية من استخدام المتفجرات والألغام شديدة الانفجار إلى اختطاف رعايا الدول، التي لها قوات على الأرض والمطالبة بسحب قواتها مما يحرج حكوماتها أمام الرأي العام المحلي.فمنذ اليوم الأول للاختطاف قرأ الكثيرون حالة التخبط الكبير للحكومة الأفغانية من خلال تعاملها مع ملف الرهائن الكوريين الجنوبين ونشرها لأخبار ومزاعم غير صحيحة حين أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأفغانية أن قوات أمنية حاصرت الموقع الذي يحتجز فيه مسلحون من اختطفوا في أفغانستان ثم اتضح أن الخبر غير صحيح. مما يظهر عجز الحكومة الأفغانية في التعامل مع مثل هذه الملفات وضعف قبضتها الأمنية على ما يجري على الأرض الأفغانية التي ربما تسبب لها حرجا كبيرا مع الدول الداعمة والمؤيدة لحربها ضد حركة طالبان.إن حركة طالبان التي عكفت على تمديد المهلة الممنوحة للحكومة الأفغانية لتنفيذ شروطها بإطلاق سراح أعضاء الحركة المعتقلين لدى الحكومة الأفغانية، وأن الإفراج عن هؤلاء هو الطريق الوحيد للخروج من هذه الأزمة. فيما كشف عبد الله جان القائد المحلي لحركة طالبان أن المحادثات مع الحكومة الأفغانية لاتزال جارية ولكنها لم تحرز أي تقدم، كما أكد رئيس الشرطة المحلية في محافظة جزني التي يحتجز فيها هؤلاء الرهائن أن المفاوضات مستمرة . غير أن الخيار العسكري ضد الخاطفين قد يكون مستبعدا، خصوصا وأن الخاطفين يقومون بنقل الرهائن بانتظام من مكان إلى آخر عدى عن تقسيم الرهائن إلى مجموعات صغيرة وربما في ولايات مختلفة بهدف تعقيد أي عملية محتملة للإفراج عنهم. ويعكس هذا التضارب في المعلومات حول استمرار المفاوضات من عدمها مدى تعقيد القضية، ولا أحد يدري ما إذا كان شرط حركة طالبان هو الإفراج عن بعض رموزها المعتقلين فقط؟ أم أنها تحاول الوصول إلى مكاسب مادية أخرى كفدية مالية مثلا؟ بجانب الإفراج عن عناصرها المعتقلين، وكان المتحدث باسم الحركة قد أكد في وقت سابق في حوار نشر على موقع الحركة على شبكة الإنترنت (في إشارة منه إلى أن شرط طالبان الوحيد هو الإفراج عن معتقليها) قائلا “إن المشكلة تكمن في الحكومة الأفغانية التي تقول مرة بأن أسرى طالبان ليسوا تحت سلطتها بل ضمن قرار القوات الأمريكية لذلك لا نستطيع المبادلة، ومرة أخرى يقولون أعطونا مهلة، وأحيانًا يتحججون بأن هؤلاء الأسرى من كبار مسؤولي طالبان وأنهم أشخاص قياديون في الحركة، ومرة أخرى يقولون أطلقوا سراح هؤلاء الكوريين المحتجزين بلا عوض أو أطلقوا صراح النساء فقط ولنتفاوض على من بقي من الرجال، ويقولون أحيانا أننا مشغولون بأمور أكثر أهمية”، لكن الحكومة الكورية يبدو أنها متفهمة للأسباب التي تدفع حكومة كابول بعدم الرضوخ لمطالب طالبان، وأن الحديث الخاص الذي دار بين الرئيس الأفغاني حامد كرزاي والمبعوث الخاص للرئيس الكوري روه موو هيون لمناقشة أزمة الرهائن تركزت على المناشدة بالتزام جانب المرونة في المفاوضات لزيادة فرص إنقاذ الرهائن. مشيدا بالجهود التي تبذلها حكومة كابل لوضع حد لمعاناة الرهائن، والطريقة التي تتبعها لإنهاء الأزمة.
    في الوقت الذي تصر فيه الحكومة الأفغانية على موقفها بألا تفاوض مع هؤلاء الإرهابيين، هذا ما جاء على لسان محمد جيلاني أحد المفاوضين عن الحكومة بولاية غزني “إن سياسة الحكومة لا تقوم على تبادل مماثل”, مؤكدا أنه لن يتم الإفراج عن أي معتقل ومطالبا بالإفراج الفوري عن النساء “وبعد ذلك يمكننا البدء في مفاوضات حول مطالب طالبان”، وأشار إلى أنه “بحسب الشريعة الإسلامية والثقافة الأفغانية فإنه لا يمكن إيذاء النساء أو احتجازهن رهائن” ويذكر أنه من بين الرهائن الكوريين الجنوبيين ال 22 هناك 16 امرأة, في حين قتل أحد الرهائن قبل أيام.
    كما اعتبر كرزاي في بيان صدر عن القصر الرئاسي أن حادثة الاختطاف “ستبقى وصمة عار على كرامة الشعب الأفغاني” قائلا: “إن هذا العمل لا يمت إلى الإسلام بصلة”.
    تأتي سياسة الخطف هذه بعد أن أعلن أحد قادة طالبان منصور داد الله أن عناصر الحركة تلقوا أوامر بخطف أكبر عدد من الأجانب من كل الجنسيات أينما وجدوهم في أفغانستان، منصور داد الله الذي خلف شقيقه الملا داد الله الذي قتل في 11 أيار/مايو على يد قوات إيساف في أفغانستان. معتبرا أن سياسة خطف الأجانب وسيلة “فاعلة” لضمان الإفراج عن عناصر طالبان الذين تعتقلهم حكومة كابول.
    الحرية التي يتمتع بها منصور دادالله هي نتاج سياسة خطف ألأجانب حين تم الإفراج عنه شخصيا مقابل إطلاق سراح الصحافي الإيطالي دانييلي ماستروجاكومو الذي احتجز لأسبوعين في أفغانستان خلال آذار/مارس الفائت، وقد أكد منصور داد الله أن لديه اتصالات واسعة مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، قائلا: “لا نقيم حسابات منفصلة بالنسبة إلى الأسلحة أو المال أو أي أمر آخر. هدفنا واحد، نحن نساعدهم وهم يساعدوننا”.
    وربما هذا هو السبب الذي جعل الحكومة الأفغانية متمسكة برفضها القاطع لسياسة التبادل مع الرهائن الكوريين. ومن المتوقع أن تبدأ حركة طالبان بتنفيذ حكم الإعدام بحق الرهائن إذا ما بقيت الحكومة الأفغانية متمسكة برفضها إطلاق صرح عناصر الحركة المعتقلين لديها.
    كرزاي لا يملك زمام الأمور والصفقات تجري وضح النهار
    أما الحكومة الأفغانية فلا يقل الحرج الذي تجد نفسها فيه عن موقف كوريا، فالرئيس حامد كرزاي شدد على أنه لن يكرر إجراء عقد صفقات مبادلة رهائن مع طالبان بعد صفقة الصحفي الإيطالي. ولكن المحللون يرون أن تصريح كرزاي تعوزه المصداقية فهو يهدد في حين أنه لا يملك زمام الأمور بشكل كامل في البلاد مما يجعل من تهديده مجرد كلمات لا ترقى لمستوى التنفيذ، ففي ظل الانفلات الأمني لا توجد لدى كابول ضمانات بعدم تكرار مثل هذه الحوادث خاصة أن طالبان تستعيد تواجدها بقوة على الساحة الأفغانية رغم الهجمات التي تتعرض لها.
    ومن ناحية أخرى تجد الحكومة الأفغانية نفسها مضطرة للعب دور الوسيط بين طالبان ومسؤولي الدول التي تم اختطاف رعاياها، وهو ما يفقدها المصداقية كونها تدعو لعدم عقد صفقات مع طالبان وبين الواقع الذي يفرض عليها التفاوض من أجل رعايا الدول التي تكون غالباً من الدول ذات التواجد العسكري بالبلاد.
    إضافة لما أكده الجيش من أن قواته تحاصر المنطقة الواقعة في الإقليم الذي تحتجز به الرهائن، علماً بأن الجيش لا يمكنه التدخل العسكري خشية تعريض حياة الرهائن للخطر إلى جانب أن المسؤولين الكوريين أنفسهم رفضوا أي تدخل عسكري.
    عمليات جديدة
    وعن مستقبل التوجه الجديد يذهب المراقبون إلى أن طالبان ستتبنى عمليات خطف جديدة في الفترة القادمة خاصة مع تصريحات قادة الحركة أنهم يشجعون هذا التوجه جنباً إلى جنب مع العمليات العسكرية فقد أوضح منصور داد الله أحد القادة العسكريين بالحركة أن الاختطاف سياسة ناجحة جداً بل إنه دعا كل “المجاهدين” إلى اختطاف الأجانب من أي جنسية أينما وجدوا للوصول إلى صفقات جديدة تصب في رصيد الحركات الإسلامية مثل الصفقة التي أطلق بها سراحه شخصياً مقابل الإفراج عن الصحفي الإيطالي.
    المثير في تصريحات (داد الله) أنه أشار بوضوح إلى أن هذا النهج تتبناه القاعدة واعترف بعلاقته الوثيقة بها ومن ثم فإن تعميم ذلك الأسلوب سيكون هو الورقة الرابحة في أيدي الجماعات المسلحة ذات الأصول الإسلامية في المرحلة القادمة.
    ومن المتوقع –طبقاً لتوجهات الحركات الإسلامية بشكل عام أن تستهدف هذه العمليات مسؤولين أجانب لضمان تحقيق مطالب تلك الجماعات التي لن تدخر جهداً في سبيل الوصول إلى مساعيها عن طريق الضغط على حكومات الدول بخطف مسؤوليها بدلاً من الرعايا العاديين لضمان ثمن أكبر للصفقة على مائدة المفاوضات >
    الباحث في الشؤون الأفغانية أيمن فايد لـ «المجلة»
    الحل بيد واشنطن وهدف عمليات «الأسْـر» إرباك دول التحالف
    المجلة: مصطفى إبراهيم
    *رهائن كوريون وآخرون من ألمانيا مختطفون لدى حركة طالبان الأفغانية، ومن قبلهم إيطالي وإنجليزي وجنسيات مختلفة فى العراق وفلسطين ومناطق متفرقة فى أنحاء العالم، غالبية هؤلاء المختطفين من العاملين فى الحقل الإعلامي حيث أنهم غالبا من المسارعين إلى السفر إلى تلك المناطق الملتهبة لتغطية أخبارها، ومن ثم يعتبر البعض هؤلاء الإعلاميين بفمثابة ورقة رابحة للتفاوض مع ذويهم وحكومات دولهم بشأن التحدث حول المطالب التي تنشد الجهات الخاطفة تحقيقها والتي عادة ما تكون من الحركات المسلحة المناوئة للأنظمة الحاكمة..
    وقد فجرت قضية اختطاف 23 كوري في أفغانستان على يد عناصر من طالبان الكثير من الجدل مما دعا الجميع إلى التحدث في هذا الأمر والتدخل للتفاوض من أجل إطلاق سراح هؤلاء الرهائن، ففيدرالية المسلمين فى كوريا الجنوبية دعت لإطلاق سراحهم والبابا بينديكت السادس عشر أيضا نادى بالمطلب نفسه وجميع الحكومات الإسلامية والعربية والأجنبية دعت إلى ذات الأمر وهو ما جعلنا نبحث عن الأسباب الحقيقية لانتشار نوع جديد من أساليب التفاوض لدى الحركات المسلحة، وهى سياسة اختطاف الرهائن، وللحديث عن هذه الإشكالية التقت المجلة بالكاتب أيمن محمد فايد الباحث السياسي والمتخصص في الملف الأفغاني، له العديد من المؤلفات عن أفغانستان وتنظيم القاعدة من واقع تجارب شخصية عاشها بنفسه قبيل تكوين حركة طالبان عام 1987 مثل “عندما يبكي الجبل في دولة الأحزان” ، “امبراطورية الصين وثورة القاعدة”، “مثلث أيمن الحاجر”، “الثورة ونظرية القاعدة”.
    * كيف ترى ظاهرة اختطاف الرهائن الأجانب في الدول الملتهبة التي تدور فيها الحروب الساخنة؟ وكيف ترى المفاوضات التي تجري من قبل الدول للإفراج عن الرهائن؟
    - لكي نتحدث عن المفاوضات التي تدور حول عمليات إطلاق سراح الرهائن فلابد أن نتحدث عن فرع أصيل من فروع العلوم السياسية وهو العلاقات الدولية، وكلمة السر في العلاقات الدولية اليوم بحق هي الولايات المتحدة الأمريكية التى ستجدها ضالعة فى جميع تلك المفاوضات، لأن معظم حالات الاختطاف تكون بسبب سياسات الولايات المتحدة الخارجية هي وحلفاؤها الذين يدفعون ثمن ولائهم وتبعيتهم لأمريكا، ولذلك لكي يستقيم الأمر دعنا نبحث عن مفتاح حل تلك الأزمات ونتحدث بصراحة فالقصة من بدايتها إلى نهايتها بدون المرور على مناطق وسطى مظلمة بيد أمريكا، ولكل رهينة عند أمريكا مقدار ولكل دولة وزنها وكما يقول الموسيقيون: يكمن الإبداع في التوقيت.. والتوقيت هو كلمة السر الأمريكية فهي التي تتدخل في الوقت المناسب لتدخل ملعب المفاوضات وتحسمه فهي لديها الإمكانيات التي تجعلها قادرة على حسم تلك الأمور سواء كانت تلك الإمكانيات مادية أو عسكرية أو تخطيطية أو تفاوضية.
    * هل معنى ذلك أن أمريكا تستطيع حسم قضية الرهائن الكوريين؟ ولو كانت الإجابة نعم فلما الانتظار حتى يتم إعدام أحدهم ؟
    - الإجابة بالطبع هي نعم، والانتظار بسبب أن أمريكا ترغب في إبراز أفعال القاعدة أمام الرأي العام العالمي لا يتقبلها الناس ومن ثم تكون مبررا لشن حرب شاملة حيث علمت الإدارة الأمريكية أن الحروب بمثابة إنزيم الحياة والاستمرارية لتلك الإمبراطورية التي اخترعت لها نظرية أمن قومي ينفذها بوش ببراعة.
    * وهل لهذه السياسة الأمريكية علاقة بقضية خطف الرهائن؟
    - بالتأكيد فأمريكا تنهج سياسات خارجية مستفزة وفي الوقت ذاته تؤمن رعاياها وجنودها قدر الإمكان فلا يجد هؤلاء الخاطفون سوى خطف رهائن من دول متحالفة مع الولايات المتحدة وهو نوع من أنواع الضغط وتأليب الشعوب ضد حكوماتها لتخالف أمريكا في سياستها الخارجية، وتسحب رعايها من تلك الدول حتى تترك أمريكا وحدها فى مواجهة هؤلاء المقاومين وهو ما تحرص أمريكا على عدم حدوثه حيث نجدها دوما ما تدخل حروبها تحت مظلة التحالف أو ما شابه ذلك وغالبا ما تكون حالات خطف الرهائن من جنسيات الدول الموالية لأمريكا.
    * وكيف ترى ما حدث مع كوريا؟ وما علاقة المختطفين بأمريكا؟
    - هل يعقل أن يتواجد 23 صحفياً من دولة واحدة مستقلين حافلة أو ماشابه ومتجهين من مكان واحد إلى مكان آخر مع بعضهم البعض، فأي عمل صحفي هذا؟ فالمنطق يرفض أن يتجمع 23 صحفياً في المكان نفسه، وهناك شبهات عديدة تدور حول هؤلاء المختطفين .. خاصة وأن هناك العديد من الشواهد والسوابق تفيد أن كثيرا من الجواسيس الذين يعملون فى تلك المناطق الملتهبة يدخلون بحجة ممارسة العمل الصحفي، أو ينتحلون تلك الصفة في حال ما سقطوا بأيدي الحركة، كما أن حركة طالبان قد أعلنت أنها تعتمد استراتيجية بحث حول هؤلاء الصحفيين لتقف على حقيقة عملهم وهل لهم نتاج صحفي خاص برصد أخبار طالبان وما يحدث في أفغانستان ونشره في دولهم، أم أنهم موجودون لأهداف أخرى وعندما يتيقنوا أن الصحفي لا يمارس المهنة فإنه يعد غير مرغوب فيه، والصحفيون الكوريون تعتبرهم الحركة غير مرغوب فيهم وتعتبرهم عناصر مناوئة للحركة تخدم كوريا الجنوبية المتحالفة مع أمريكا وتحارب طالبان في أفغانستان.
    * ولماذا لا تكرس طالبان جهدها لحرب العسكريين وتترك المدنيين حتى لا تشوه سمعتها؟
    - أية سمعة التي تسعى طالبان إلى عدم تشويهها فالولايات المتحدة نجحت في تشويه صورة أمريكا منذ زمن طويل وقبل الحرب على أفغانستان لحظة إبراز هدم تماثيل بوذا، وطالبان تعتبر أنها دفعت الثمن مقدما فلماذا تقوم الدنيا ولا تقعد على طالبان وتصرفاتها التي هي في الأساس من وجهة نظر أمريكا خارجة عن التعاليم الإسلامية والأعراف والتقاليد العالمية، فطالبان والقاعدة هما الحركتان الوحيدتان اللتان يتفق الجميع مع أمريكا على أنهما خارجتان على كل المواثيق والتشريعات الدولية لدرجة أن فتح تتهم حماس بأنها تساعد تنظيم القاعدة وحماس تتهم فتح بأنها هي التي أدخلت التنظيم إلى الأراضي الفلسطينية وإلى بدو سيناء.
    * وهل سيتم حل هذه الأزمة من وجهة نظرك؟
    - طالبان تريد الإفراج عن عناصرها المحتجزة لدى الحكومة الأفغانية والولايات المتحدة بيدها الحل؛ في أن تتوسط لدى الحكومة متمثلة في الرئيس الأفغاني كرزاي ليستجيب لمطالب طالبان وتنتهي الأزمة، ولكن أمريكا لن تتدخل كما أخبرت سابقا حتى تتضخم الأزمة ويبدو الأمر وكأنه انتصار لطالبان مما يساعد أمريكا أمام العالم ويبرر حربها ضد الإرهاب، ومن وجهة نظري أن الأزمة ستنفرج قريبا وستتجه للحل بعد أن قامت الدنيا وقد تحقق الهدف الأمريكي من ورائها فما الداعي لعدم التدخل لإنهاء الأزمة!!
    * وكيف تجري المفاوضات في عمليات إطلاق سراح المحتجزين؟
    - المفاوضات تكون سرية ولا يعلم أحد حقيقة ما دار ولكن الأمر المؤكد في حال نجاح المفاوضات والوساطات لإطلاق سراح رهينة ما أن حكومة دولة ذلك الرهينة غالبا ما تكون نفذت كل ما طلب منها، وأكثر طلبات الخاطفين تكون سياسية ونادرا ما تكون مادية أو بغير هدف، وان كانت المادية تكون بهدف شراء أسلحة أيضا للاستمرار في الحرب والقتال ضد الدول الباغية والمعتدية وإن كانت بدون هدف معلن فهي تمن ذلك النوع الذي يهدف إلى إحداث إرباك لدى دولة المختطف وهو في حد ذاته هدف .

    المصدر:
    http://news.maktoob.com/?q=node/671232
    Maktoob.com Inc 2006 © الحقوق محفوظة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de