آية الله العلماني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 02:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-13-2007, 08:51 AM

عبده عبدا لحميد جاد الله

تاريخ التسجيل: 08-19-2006
مجموع المشاركات: 2194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
آية الله العلماني

    آية الله العلماني
    الشرق الأوسط -الاثنيـن 30 رجـب 1428 هـ 13 اغسطس 2007 العدد 10485
    مأمون فندي


    لماذا يخفق قلب المثقف العربي فرحا عندما يشار إليه على أنه مثقف معارض أو مقاوم.. تجذبه أضواء المعارضة كما تنجذب الفراشة إلى النور؟ لماذا يلتف المثقفون العرب حول الحاكم في السر ويتحرجون من الحديث عن هذا القرب في العلن، يبيتون في أحضان النظام ويصبحون في مظاهرات المعارضة فعلا وكتابة، وكأن الارتباط الفكري بالنظام السياسي للدولة أمر مخجل يخفيه المثقف ويخجل منه، وعندما يقال عن أحدهم بأنه مثقف الدولة تظهر على وجهه علامات الارتباك وكأنه ضبط في فعل فاضح!
    لماذا تدور حياتنا كلها حول المقاومة والحروب، وكأنه لا يوجد في خيال العرب إلا الحرب.. هل هو تعويض كلامي لعدم الانخراط في حرب حقيقية؟ تحفل جلسات المثقفين والساسة بالضحك والنكات، ومتى ما ظهروا على الشاشات أو كتبوا في صفحات الجرائد تجهمت وجوههم ولبسوا أقنعة المقاومة.
    ما العيب في أن يجاهر مثقف بأنه مقتنع بنظام سياسي معين لدولة ما، ويستطيع الدفاع عن مبادئ هذا النظام وبرنامجه السياسي والاقتصادي؟ وكيف فشلت الأنظمة العربية، وكذلك الدول، في خلق حالة مثقف الدولة، هذه الفكرة التي تمثل عصب النظام في الغرب؟ مثقف الدولة هو الذي يقدم التأصيل الفكري لمشروع سياسي لنظام أو دولة، يحاول تسويقه للمواطنين وإقناعهم بأن هذا المشروع يحمي مصالحهم وينقلهم إلى حالة اجتماعية أو سياسية أفضل. إنه في أبسط صوره، إضفاء شرعية على النظام القائم.
    حالة مثقف الدولة، أو مفكري الحزب الحاكم، أساسية في المجتمعات الغربية رغم اختلاف أنماط الحكم فيها. فحالة أنتوني غدينز، أستاذ علم الاجتماع ومنظر «الطريق الثالث»، الذي تعدت رؤيته الحدود الجغرافية لحزب العمال البريطاني، فتبناها بيل كلينتون في الولايات المتحدة الأميركية قبل أن يعتمدها توني بلير في بريطانيا، هي الحالة الأكثر وضوحا في التاريخ المعاصر لمثقف الدولة. ذات الحالة يعرفها كل من درس تاريخ الجمهوريات الفرنسية المتعاقبة، التي كان لكل منها مثقفوها ومنظروها الفكريون. لا يجد المثقف الغربي غضاضة في أن يدافع عن دولة أو حزب يعبر عن أفكاره ورؤيته وعن مصالح مجموع ينتمي إليه. هذا مصدر اعتزاز للمثقف، فكيف يتحول هذا الاعتزاز إلى حرج عند المثقف في العالم العربي؟
    الفارق هو شرعية النظام ووظيفة المعارضة، وكذلك الفارق بين المثقف والموظف. ففي المجتمعات الغربية لا يوجد خلاف حول شرعية المؤسسات الحاكمة، ولكن الاختلاف والمعارضة يكونان حول البرنامج السياسي والاقتصادي لمن هم في السلطة الآن، وليس برفض تركيبة النظام برمتها.. فالتركيبة السياسية من برلمانات ومؤسسات وأحزاب، التي يسيطر عليها الحاكم اليوم وتمنحه الشرعية، هي التي ستسيطر عليها المعارضة غدا وتمنحه الشرعية ذاتها. إنها الثقافة المدنية التي تؤمن بتداول السلطة وبدرجة من المساواة وسيادة القانون، هي التي تمنح حق النقد لا حق الهدم والفوضى.
    فإذا كانت المعارضة في الغرب ترى عطبا في برنامج من يحكم اليوم وتحاول إصلاحه عندما يأتي دورها في الحكم، تكون المعارضة في الشرق رافضة أن يكون لها دور أو مسؤولية في هذه الدولة. المعارضة في الغرب، ببساطة، هم مجموعة من مقاولي البناء، بينما المعارضة في الشرق هم مقاولو هدم. فالمراقب لمقولات المعارضة اليوم في بلد عربي كمصر، يرى أن جماعة الإخوان المسلمين المعارضة لا تعترف مثلا بمعاهدات دولية، كمعاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية، وقعتها الدولة المصرية نتيجة حروب واتفاقات وتاريخ نزاع طويل.. «الإخوان المسلمون» يريدون دولة غير الدولة ونظاما غير النظام.. معارضو هدم لا معارضو بناء.
    «الإخوان المسلمون» ليسوا المشكلة الوحيدة في مصر. فالمتابع لخطاب الكثيرين من أعضاء الحزب الوطني الحاكم وكتّابه ومثقفيه في قضايا مثل الموقف من الولايات المتحدة التي تصنف في الأوراق الرسمية على أنها شريك استراتيجي، ومن السلام مع إسرائيل، لا يرى فارقا يذكر بين خطاب الإخوان المسلمين وخطاب هؤلاء. إذن، يبدو للمراقب من الخارج أن رؤية الإخوان المسلمين هي التي تشكل جل الحديث المصري حول السياسة الخارجية في جميع المنابر الإعلامية.. فهل يعقل أنه لا يوجد مثقف واحد في الحزب الحاكم مقتنع بالشراكة الاستراتيجية المصرية ـ الأميركية وبمعاهدات السلام المصرية ـ الإسرائيلية، وقادر على أن يسوق للمصريين، كمثقف دولة، بأن الحزب الحاكم قد اتخذ السياسة التي رأى فيها خيرا لمصر وللمصريين؟! حتى إن خرج علينا من يتصدرون للدفاع عن السياسات القائمة، فهم دائما متلعثمون، لا لون واضحا لهم. المعارضة عندنا أو الموقف المعارض أصبح من لزوم الوجاهة الاجتماعية.
    فارق آخر بين الشرق والغرب هو أن الدولة نتاج ثقافة، أما في الشرق فالحكومات، وهي شيء أقل من الدولة، هي التي تنتج المثقف، موظفا ليس لديه شيء تحول بقدرة قادر إلى مثقف مفروض على الناس. نتاج هذا هو من نراه من كتابات وزراء سابقين ودونهم ممن غادروا مناصبهم الرسمية، يغطون ضحالة الفكر ونقص المعرفة بصهيل مقاوم لم نكن نسمعه منهم عندما كانوا موظفين.. ربما لهذا السبب يتحولون إلى مقاومين على صفحات الجرائد رغم ممارستهم الحكم لسنوات. أنا لست ضد هذا التحول، فكتاباتهم تنم في الأصل عن سوء اختيار، لذا أدعو من الآن فصاعدا أن يستكتبوا قبل أن يوظفوا حتى نعرف إن كنا أمام شخصيات «فهلوية» مسطحة لا تصلح لا للحكم ولا للمقاومة.
    أقرب الحالات إلى مثقف الدولة في مصر، كانت حالة محمد حسنين هيكل مع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، من خلال مقالاته المعنونة «بصراحة» في جريدة «الأهرام»، ولكن الفارق بين هيكل ومثقف الدولة الغربي، هو أن هيكل بدأ موظفا ثم فرض علينا مثقفا من موقع السلطة. هيكل الذي جعل من شرعية يوليو 1952 أساسا لخطابه، نجده يختلف مع نظام يعلن بوضوح أنه يشاركه ذات الشرعية. ربما لأن هيكل مقتنع بأن هناك وريثا وحيدا لشرعية يوليو: إما النظام وإما هيكل وحده. عندما بدا هيكل مختلفا مع الحكم في الشهور الفائتة، لم ينقسم مثقفو مصر إلى فريقين، كما قد تتصور عزيزي القارئ، المثقفون المصريون التفوا حول الحاكم على مائدة الغداء وتعشوا عند هيكل.. وتلك حالة من الضبابية تحتاج إلى دراسة معمقة.
    القضية ليست هيكل، وإنما هي قضية مثقف النظام أو مثقف الدولة، الذي مهما أغدق عليه هذا النظام، إلا أنه غير مقتنع في داخله بشرعيته. مثقف الدولة المتلعثم اليوم أشبه بممثل يؤدي على خشبة المسرح، ما إن ينزل من على الخشبة حتى يترك النص خلفه ويستهزئ بنفسه وبالنص متى ما اجتمع مع أصدقائه على مائدة العشاء. هل لأنه لم يكن مثقفا، بل في الأصل كان موظفا؟
    الثقافة الآن قوالب جاهزة والإسلامويون اليوم هم القدوة. فبنفس الطريقة التى يكون فيها للإخوان مرشد عام أو للشيعة مرجع تقليد (آية الله)، للأسف، يتبنى العلمانيون القالب ذاته، لذا يتخذ أقطاب المعارضة العلمانية النماذج وشبه الأدوات والمواقع نفسها التي منحت الإسلامويين شهرة ووهجا، لدرجة يخيل إليك فيها أنك أمام «آية الله» العلماني.. فتاوى هيكل في الشأن العام تشبه فتاوى المرشد وآية الله في الشأن الديني. من يقرأ سلسلة مقالات هيكل المعنونة «نحن وأمريكا» في الفترة من 24ـ2ـ1967 إلى 7ـ 4 ـ 1967 ويقارنها بما يكتبه مريدوه اليوم، لا يجد إلا تكرارا للمقولات ذاتها، ملأ للفراغات مع تغيير التواريخ. البنية نفس البنية، والتراكيب اللغوية ذات التراكيب. هيكل هو مرجع سياسي له قدسية المرجع الديني عند مريديه من المحكومين، وأحيانا من صغار الحكام. أمر محبط حقا.
    الدولة العربية اليوم رغم ما تبدو عليه من قوة ظاهرية، إلا أنها مغلوب على أمرها، ينهش فيها الخارج، وينخر فيها أتباع «آيات الله»، ومؤجرة كدكاكين بوضع اليد لقلة من أبنائها ممن حلبوها حتى النهاية، متى ما نضب الحليب، انضموا إلى «المعارضة الشريفة» و«المال الطاهر». هناك أسباب كثيرة لهذه الظاهرة، ولكن غياب مثقف الدولة ذي اللون الواضح المقتنع بشرعية كيان سياسي يدافع عنه، هو من أهمها. خطاب الحكومات الباهت يجعل المعارضة باهتة. ولكي يكون خطاب المعارضة منطقيا ومتماسكا، لا بد لخطاب الدولة من أن يكون متماسكا.. وكما يقال، النظام ينتج المعارضة التي يستحقها.

    المصدر:آية الله العلماني
                  

08-13-2007, 10:35 AM

عبده عبدا لحميد جاد الله

تاريخ التسجيل: 08-19-2006
مجموع المشاركات: 2194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آية الله العلماني (Re: عبده عبدا لحميد جاد الله)

    Quote: خطاب الحكومات الباهت يجعل المعارضة باهتة. ولكي يكون خطاب المعارضة منطقيا ومتماسكا، لا بد لخطاب الدولة من أن يكون متماسكا.. وكما يقال، النظام ينتج المعارضة التي يستحقها.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de