ماكان للحركة أن تعلن شروطها إعلامياً قبل تنوير الرئاسة وماكان لحزب المؤتمر أن يعقد مؤتمره قبل إستلام المذكرة وشكراً لحكومة مصر وهي تبادر لإزالة التوتر السوداني ××××××××× وشعب السودان والمسلمون منه علي وجه التحديد حين كانوا يودعون الشهر الفضيل .. شهر رمضان المعظم وقد أعدوا العدة لإستقبال العيد برغم كل الرهق الذي أصاب جيوب أهل السودان من جراء توفير مستلزمات العيد المنزلية وأيضاً تلبية مطلوبات الأطفال الذين لا يعرفون للكسوة مجالاً إلا في مثل هذه المناسبة .. علماً بأن تلك الجيوب أصلاً معطوبة .. بل خاوية علي عروشها عند غالب أهل السودان .. عدا الذين ظل الحظ يحالفهم بغض النظر عن شرعية مداخيلهم المالية الضخمة سواءً أتت من موارد مشروعة أو أتت خبط عشواء أو من ثقافة الفساد الذي ضرب شماله وجنوبه علي السواء بطريقة اصبحت لاتخطئها العين مطلقاً مهما تدثرت بثياب الطهر والورع والعفاف والنزاهة .. بعد ان إنعدمت الشفافية وأصبح أهل الحل والعقد يتخوفون من أن القيامة سوف تقوم بعد حين . وفي خضم تلك اللحظات التي كان أهل السودان يتأهبون لعيد سعيد .. فإذا بالأخبار تأتيك بمالم تزود ِ .. فجاءت مذكرة الحركة الشعبية تشق عنان الفضاء تصحبها فرقعة إعلامية ضخمة قبل أن تتبع الحركة الإتيكيت المعروف في مثل هذه الحالات وهو أن تقوم بتسليمها إلي مؤسسة الرئاسة في الشراكة التي وقعت عليها .. ما أدي إلي أن يكون الخبر فطيراً عند السلطة بسبب إنتشاره محليا وعالمياً .. كما أن المؤتمر الوطني ماكان له أن يعقد مؤتمراً اصلاً لبث خروقات الحركة الشعبية إلا بعد أن تتسلم مؤسسة الرئاسة مذكرة الحركة .. حتي تتمكن الدولة من وضع أطر مؤسسية لطريقة العمل بعد ان أصبح قادة الحركة الشعبية رجال دولة وبالتالي يجب أن يتصرف كل منهم تصرف رجل الدولة بحق وحقيق .. وفي المقابل كان يجب ان يتصرف أهل المؤتمر الوطني تصرف رجال الدولة بعدم الإستجابة للفرقعة الإعلامية التي أصلا لامعني لها ولا تضيف شيئاً للموقف بقدر ما تقلق منام الجماهير ووكالات الأنباء . فهيبة الحكم ليست مثل مباراة لكرة القدم في بطولة السنتر ليق . حقاً ... كانت فضيحة عشوائية كبري من قادة الحركة ومن قادة المؤتمر لعدم إتباعهم لأسس تقديم العرضحال من كل طرف .. ذلك أن الطرفين شركاء في حكم هذا البلد بقدرة قادر .. إذن لماذا يعلنون للشعب وللفضائيات مباشرة عن معاناة كل منهما في أمر لايملك الشعب فيها مجالاً لحل .. بعد أن صارت كل تقاطعات المرحلة هي محض إنتقال لاخيار للجماهير فيها طوال الست سنوات من عمر الإتفاقية المبرمة في نايفاشا .. ذلك أن حصر الإتفاقية في حزبين فقط قد مجرد مصيدة كبيرة وضعتها الدول العظمي في نايفاشا حتي تصل غلي مثل هذه الطرق الصعبة عند التطبيق .. وقد بلع الطرفان طـُعم الأجندة الدولية التي تتفرج الآن من بعيد علي مسار الأحداث . ×××××××××××××××× وعند إلقاء نظرة متأنية لمسار الإتفاقية منذ توقيعها وبعد إنتهاء مواكب الفرح بإنتهاء الحرب اللعينة إلي غير رجعة .. وعند البدء في مباحثات تشكيل الوزارة .. أطلت الخلافات في طريقة تقسيمة الحقائب .. وبعد جهد جهيد قبلت الحركة بالأمر الواقع ورضيت بنصيبها ..بل لم يملي احد عليها شخوص مسؤوليها لشغل الوظائف الدستورية إلي ن أطل موقف الحركة في مسألة قبولها لدخول القوات الأجنبية في دارفور الكبير برغم موقف السلطة الرسمي من تلك القوات في ذلك الزمان . ما حدا بالدكتور لام أكول أن يتبع المؤسسية كوزير قومي للخارجية في أن يعبـّرمن خلال قنوات وزارته وفي كل المؤتمرات الإقليمية والدولية عن موقف الحكومة الرسمي .. اي أنه قد إتبع الأصول في عدم إرتدائه لباس الحزبية الضيق وهو يعتلي منصبا قومياً .. الشيء الذي أغضب غلاة قادة الحركة الشعبية .. ورويداً رويداً إكتسب دكتور لام سمعة عربية وأفريقية ودولية مميزة .. ربما اثارت غضب بعض القادة في حزبه .. ومن هنا خرجت الإرهاصات من داخل مطبخ الحركة للتعديل الوزاري ليشمل دكتور لام أكول بدءاً حسب ما كانت تفضي إليه الاخبار منذ فترة طويلة . إذن نحن هنا امام أغرب حالة تمثل قمة التناقض في طريقة الحكم وهو أن يعتلي وزير في حكومة الوحدة الوطنية منصباً بالتراضي ثم يحدث تراجعا لأنه لم يمتثل لآراء الخاصة بحزبه في شأن قومي كمشكلة دافور ... لذلك نحن نكتب في صدر هذا المقال ونمسك الأمر من آخره . وفي الواقع ... نحن في دنيا الصحافة لا نستطيع أن نفرض علي الحركة الشعبية أو علي المؤتمر الوطني أمراً هم يرفضونه .. لكن اخلاقيات المهنة تستوجب علينا الدخول في لب الموضوعات دون مداراة حتي نضع أسساً راسخة لمفاهيم الحريات وللعمل علي إنجاح مرحلة التحول الديمقراطي إلي أن نصل الميس بعد أقل من عامين . ومما لاشك فيه أن للحركة الشعبية مطلوبات عديدة من واقع بروتوكولات نايفاشا .. إلا أن الأمر يحتاج إلي صبر طويل للوصول لتوافقات حولها.. خاصة وأن غالب جماهير الشعب السوداني ومنظوماته السياسية والنقابية ومراكز بحثه الأكاديمية وهيئاته المدنية وقطاعاته الطلابية في الجنوب والشمال علي السواء لا تملك شيئاً في امر تلك الإتفاقية التي أتت بتعقيدات بائنة للجميع .. وبرغم كل ذلك فإن تلك المنظمات والهيئات تؤيد مشروع السلام بقوة وليت قادة الجنوب من قديم الزمان قد إتبعوا ثقافة التفاوض المدني والسلمي لتحقيق أمنياتهم داخل وطن فقير أصلاً كان يعتمد حتي وقت قريب ولمدة سبعين عاماً علي عائدات مبيعات قطن مشروع الجزيرة ليطعم كل السودان وليحدث هذه البنية التحتية في التعليم العام والعالي والصحة والطرق البرية والحديدة والنهرية التي كانت تقدم لكل أهل السودان. ×× ماذا قدمت أقاليم السودان للإقتصاد القومي ؟؟؟ علماً بان كل أقاليم السودان عدا الوسط والشمالي لم تقدم أي إضافات ملموسة لللإقتصاد الوطني طوال هاذ التاريخ الطويل من عمر السودان .. ورغم ذلك نجد أن تلك الأقاليم تطالب بنصيبها من الثروة غير المتوفرة اصلاً إلا بعد إطلالة البترول قبل سبع سنوات فقط . وفي نهاية الأمر قبض أهل الإقليم الأوسط الريح .. حين تدفق البترول ولم يتدارك اهل السلطة الامر في إعادة تأهيل مشروع الجزيرة الذي إحتضر الآن تماماً بسبب عقلية محددة داخل إتحاد المزارعين الديكوري حين أعطت للسلطة معلومات غير صحيحة في ان المزارعين لوحدهم يمكنهم تمويل الزراعة إن تم تمليكهم اراضي المشروع بموجب قانون . فتم التمليك.. ولكن ضاع المشروع الآن .. وضاعت آمال ثلاثة ملايين نسمة من العمتال الزراعيين الذي كانوا يعملون بألأجر في تلك الحقول علي إمتاداد الجزيرة والمناقل .. نعم .. غنهم عمنال الكنابي المجيطين بكل قريرب الجزيرة والمناقل منذ قديم الزمان .. فلك يزرع المشروع هذا الموسم قطناً إلا مساحة لاتتعدي الثمانين الف فدان فقط من اصل إثنين مليون فدان صالحة لزراعة القطن ... وقد اصبح كل هم إتحاد المزارعين هو إنهاء خدمات كل العاملين بمشروع الجزيرة الذي كانوا يبلغ عددهم في عام 1989م إحدي عشر الفاً . وقد اصبح الآن اربعة آلاف فقط بسبب الهيكلة السابقة .... فتأمل !!!! ×× شـكراً لمصر الشقيقة ومن جانب آخر .. فإن الشقيقة مصر نجدها دوماً سباقة في الشان السوداني حين تدلهم الأمور بالسودان وتصل إلي مرحلة تهدد امن اوطن كله . فهاهو وزير خاريجة مصر السيد احمد أبوالغيط قد وصل الخرطوم وجوبا وبرفقته اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة لإحتواء اي توترات وسط قادة السودان حتي لا ينجح المخطط الأجنبي الذي اصبح لا ينتبه له البعض لكنه سيعمل علي إزالة دولة .. كان إسمها السودان . الم نراه قد ازال العراق والصومال ويحاول مسلسل الإزالة الآن لدولة إيران ولبنان .. ثم سوريا التي تقف في صف الإزالة والتحطيم ؟؟؟ إن هذا السودان .. خـُلق ليكون دولة واحدة .. برغم أن بعض قادة الحركة يميلون لفكرة الإندماج الجنوبي داخل إطار الثقافة اليوغندية وغيرها .. متناسين أن اهل الجنوب لايعرفون غير ثقافة السودان وعاداته الاصيلة .. وبالتالي لم يجد المواطن السوداني من جنوب السودان اي معاناة للعيش والتوالد والتلاحم في شمال السودان وفي كل مناطقه الحضرية والزراعية دون ان يسبب لهم اي مواطن اي أذي او إقصاء .. ما يؤكد علي اهمية عدم فرض واقع ثقافي وتعليمي وخدمي جديد لأهل الجنوب خارج الإطار السوداني القديم لأننا نري ثمة مجازفات من بعض تكنوقراط الجنوب لفرض واقع ثقافي وإجتماعي وخدمي وإقتصادي معين لأهل الجنوب بدون إرادتهم.وفي وقت محدد من الزمان القادم ستتضح خطورة مثل هذه التوجهات .. فهل ينتبه قادة الجنوب ومثقـفيه لهذا الأمر ؟؟؟ **** نقلا عن الخرطوم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Abulbasha
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست