ظاهرة طغيان التسول في مجتمع العاصمة - نماذج من الفنون المبتدعة للتسول

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 05:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-18-2007, 02:22 PM

حسن طه محمد
<aحسن طه محمد
تاريخ التسجيل: 03-01-2007
مجموع المشاركات: 3653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ظاهرة طغيان التسول في مجتمع العاصمة - نماذج من الفنون المبتدعة للتسول







    اعتقد أن الموضوع يحتاج للنقاش لأن ظاهرة التسول طغت وبغت .لذلك رأيت اعادة نشره.

    ودمتم ،،،




    ظاهرة طغيان التسول في مجتمع العاصمة

    نماذج من الفنون المبتدعة للتسول

    التسول .. أسبابه ودلالاته

    حسن طه محمد
    [email protected]

    استهلالا أبدأ بالسؤال الذي قد يأتي لكل قارئ :

    هل يستحق الموضوع الكتابة فيه واشغال الناس بما لا يرجي منه فائدة كانت او متعة ؟ وهل يعتبر التسول ظاهرة تستحق التوقف عندها؟

    تأتي الاجابة من غير ذي اختصاص وهو كاتب هذه السطور بما يرجو ان تكون مقنعة للقارئ وبما يأمل أن يكون بداية للمختصين في تناول الموضوع بالبحث والدراسة العلمية الدقيقة .

    نبدأ في الاجابة مباشرة ونقول أن كل الشواهد تؤكد أن ظاهرة التسول في مجتمعنا أصبحت مستفحلة بحيث كثر الحديث عنها . لم تعد حالة عارضة بل آفة من آفات المجتمع التي كثرت في هذه الأيام ومصيبة من مصائبه التي توالت عليه .

    الأمر الآخر هو أن خصوصية الشعب السوداني بصفاته المعروفة من عزة النفس وعفة اللسان وبعاداته وتقاليده التي تميزه عن كثير من شعوب الارض قد نالها ما نالها من الذل والهوان ما يدعو الي التفكر في الأمر مليا.

    جانب آخر من الأهمية بمكان وهو خطورة التسول علي المجتمع بما يفرزه من جرائم مرتبطة بأمن المجتمع.

    وما يدعو أيضا للكتابة في الموضوع والتأكيد علي استحقاقه لذلك هو دخوله ضمن دائرة هموم المجتمع من المعاناة المعيشية اليومية وأن هذه المعاناة كانت سببا اساسيا في افراز هذا الواقع المؤلم ... واقع المتسولين بممارساتهم وسلوكياتهم التي لا تمت بصلة للصفات السودانية التي تحدثنا عنها.

    لكل ذلك فقد ارتأيت أن أدلو بدلوي المتواضع عن التسول والمتسولين الذين ازدادت اعدادهم بصورة ملفتة.

    يقودنا موضوع التسول الي تساؤل آخر ينبغي طرحه بالحاح : لماذا تفشت ظاهرة التسول بصورة غير مسبوقة ولماذا يقدم المتسول علي التسول وما هي أسباب نشوء هذه الظاهرة التي أزكمت النفوس والتي ازدادت دائرتها لتشمل المحتاج وغير المحتاج ؟

    في ظل الظروف المعيشية الصعبة التيى يعيشها المجتمع وبسبب العوز والفقر وفي ظل البطالة التي ارتفعت نسبتها وتفاقمت بسبب قرار الفصل العام ، أصبح التسول هو الخيار الاسهل والوسيلة الأضمن للكسب دون العمل. لذلك فان ظاهرة طغيان التسول هي انعكاس طبيعي لمجتمع اختلت فيه الموازين وانتشر فيه الفقر والفساد وتفاقمت فيه البطالة بصورة لم يسبق لها مثيل.

    في ظل هذه الظروف تجاوز الأمر المعقول الي اللامعقول وأصبح التسول خيارا سهلا للكسب دونما اعتبار في تعريض النفس للذل والهوان.

    لقد أصبح التسول احترافا له طرقه وأساليبه وفنونه ومتطلباته ومن هنا أصبح بعض المتسولين ملوك ابداع في فنون التسول وفي المراهنة علي أقصر الطرق لنيل المبتغي .

    واذا تكلمنا بصراحة وبجرأة نجد أن طغيان التسول وطرائقه المنبوذة في مجتمع العاصمة علي وجه الخصوص وفي باقي المدن علي العموم اصبحت من الصفحات السوداء التي تترك أثرها السلبي علي المجتمع وعلي خصوصية الشعب السوداني .

    في سياق الرؤية الشاملة لهذه الظاهرة ، نجد أن هناك خلل في واقع المجتمع كان نتاجا للوضع الاقتصادي المتردي الذي ساهم بشكل كبير في هذه الظاهرة وأفرز فقرا مجتمعيا لم يسبق له مثيل. و في سياق هذه الرؤية ، نجد أن التسول قد اصبح مهنة يمارسها الكثيرون في غياب المسئولية الرسمية والمسئولية الاجتماعية، ووصل الامر الي حدود ممارسات خارجة عن القانون بل ويعاقب مرتكبيها بأشد العقوبات.

    وفي ذات السياق فان غياب الضمانات الاجتماعية والصحية والتعليمية وغيرها و التي كان من المتعين أن توفرها الدولة لمواطنيها كان له دورا كبيرا في ازدياد عدد المتسولين .أي أن الدولة لها أيضا دور ونعتقد أنه دور رئيسي في تفاقم مشكلة التسول والمتسولين .

    لذلك أخذ كثير من الناس التسول كمهنة يعمدون من خلالها الي الحصول علي المال بوسائل أقرب الي الابتزاز والنهب وبذلك أصبح التسول وسيلة ممقوتة من وسائل الكسب السهل ..

    النتيجة الواقعية بالتأكيد لهذا الخلل الاقتصادي هي اختلال موازين المجتمع الذي اصبح محكوما بالماديات .

    الدخل لا يكفي والأجور تدنت والبطالة تفاقمت والغلاء استشري والفساد انتشر ........ أمام كل هذا كان لا بد من الدفاع عن لقمة العيش واحدي طرق هذا الدفاع هو اللجوء للتسول .

    ان هذه المشكلة يجب التصدي لها من قبل الجميع وفي المقدمة تأتي مسئولية الدولة في تقديم الضمانات الكافية لمواطنيها .

    ويبدو أنه لم يتبقي للمتسولين الا تكوين رابطتهم ونقابتهم من أجل الدفاع عن حقوقهم المسلوبة من قبل المجتمع والدولة !!!!!

    نماذج من فنون التســـول:

    بعض هذه النماذج قد عايشها كاتب هذه السطور بنفسه وهي نماذج مبكية مضحكة في آن.

    أصبح المتسول يبدع في فنون الاستعطاف بكل الوسائل التي تحقق الغاية ولذلك ازدادت طرق التسول ووسائله مثل الكلام المسجوع بما يقارب لغة الشعر وعمل العاهات الكاذبة وايراد كثير من القصص الخيالية التي تستدرج العطف .

    - جاءت احداهن - ولا يدل مظهرها علي التسول - وطرقت بـــاب المنزل وعندما فتحت لها الزوجة الباب ، بدأت المتسولة في الانــشـاد :

    "" كتر خيرك في المقابلة ولكن انت بت عرب وأنا حلبية والزول ما بدخل وراء الجاهل وأنا قاصداك في كرمك وفي ايدك وشاحداك بالله وبالنبي وبالرسول لا ترديني لا تصديني ... أخوي في المدرسة طلبوا منه عشرة آلاف وما عندهم وأمي عريانة عايزة توب ولا ملاية تتغطي بيها والله يديك وما يعريك وبالمحبة والوقار يكسيك ومن سيد بيتك لا يضرك ولا يمقسك ولا يعرس فيك ويسعدك ويهنيك ومن البنات والوليدات يديك ينجحهم ويوفقهم ويبروك وما يعقوك ، يشفي مريضك ويقوي معاليك ويحفظ والدينك لا ترجعي زعلانة ولا طلقانة ."""

    نموذج آخر هو عمل العاهات الكاذبة لزوم المهنة :

    "" توقف محمد بسيارته عند اشارة المرور بجانب النفق المؤدي الي بري بالقرب من جامعة الخرطوم وهو يتوجس خيفة من أن يدهس الطفل اليافع الذي لا يتعدي عمره الثانية عشر الجالس بالقرب من الاشارة بقميصه المخطط وبنطاله الواسع. أخذ الطفل يزحف زحفا وهويستجدي العطف وهو يمدا يده .

    ألقي محمد نظرة عابرة علي هذا الطفل المتسول مشفقا عليه مادا له يده بما يستطيع .وفجأة وبسرعة جنونية يخطف الطفل الورقة المالية الممدودة له وهويخب في الجري وأن ذاك الزحف لم يكن الا من قبيل التمثيل المدقن.

    نموذج ثالث من المتسولات صاحبات النظرة الفاحصة التي لا تقع أرضا :

    كنت في سوق سعد قشرة ببحري حين أوقفتني احداهن :

    عليك الله يا مغترب اديني حاجة . سالتها عرفتي كيف أنا مغترب ؟ أنا ما مغترب . والله عرفتك من جلابيتك السمحة النضيفة دي .

    نموذج رابع :

    وهو يدخل في باب الاحتيال الذي يعاقب عليه القانون .

    مثال : الاحتيال عن طريق جمع معلومات كافية ومن ثم خلق قصة خيالية كاذبة ولكنها أقرب للواقع لزوم التصديق وهو ما تنجح فيه المتسولات علي وجه الخصوص.

    وتبدأ في سرد القصة المؤلمة والمحزنة :

    """ عواطف أخت محاسن جارتكم حصلت ليها حريقة في بيتها وبيتها كله بعيد عنك اتحرق ونحن هسه بنجمع ليها قروش عشان نجاملها ونعوضها وان شاء الله يجاملوك في السمح . ""

    أخذت المتسولة المجرمة النصيب وتختفي في لمح البصر وبعد ذلك تذهب الجارة لجارتها محاسن لمواساتها في حريق بيت الأخت عواطف ولكنها تفاجأ منها بعدم وجود أي حريق وهنا تكتشفان التمثيلية المتقنة فصولها .

    ولكبار السن من المتسولين دور:

    "" والله يا بتي محرج وعايز أمشي لأمدرمان وما عندي حق المواصلات ويأتي غدا في نفس المكان ويدلي بنفس الأقوال .

    هذا المتسول بالتأكيد سيكون من ذوي الدخل المحدود في عالم التسول .( يا خي غير المكان !!!!)

    كل هذه الأمثلة وغيرها بالعشرات التي أجزم أن كل قاري لهذه السطور يعرف اضعافها هي انعكاس طبيعي لأزمة يعيشها المجتمع.

    ونختم بنكتة عن المتسول الذي ادعي أنه شيخ الركابية .

    المتسول يدعي أنه شيخ كبير ( يعني فكي كارب ) من منطقة الركابية خالعا علي نفسه صفة الشهرة وبالتالي يجب أن يكون معروفا لدي الكافة وبهذه الصفة التي خلعها علي نفسه أتي الي العاصمة حين أوقف أحد المارة وهو ينوي التسول وداربينهما الحديث التالي :

    الشيخ المتسول : أنا الشيخ صديق راجل الركابية . رد عليه الآخر ( بعد أن تأكد له أن هذ الشيخ المدعي هو أحد المتسولين المحتالين ) : أهلا معاك محمد حمزة راجل غادة .



    حسن طه محمد

    10/10/2007م


    --------------------------------------------------------------------------------




                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de