حــــوار مع الناقد /د. أحمد الصادق أحمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 10:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-17-2007, 11:07 AM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حــــوار مع الناقد /د. أحمد الصادق أحمد

    حاوره / الاستاذ موسى فرح / مشرف الملف الثقافى لصحيفة رأى الشعب ولأهميته وبعد أذن الاستاذ موسى وهو أذن مفتوح لى خاص بالحوارات رأيت نشره خاصه لبورداب الخارج ومن لم يطلع عليه بالداخل .... وسوف تكون لى مداخله فى كثير من نقاط الخلاف مع الاخ الناقد الخلوق د. أحمد , كما سأتطلعه على البوست بكل محتوياته ....( صلاح )
    .تقديم
    .يظل الناقد د.أحمد الصادق أحمد من المحطات التي يستوجب النزول عندها والأخذ بالتزود معها معرفيا لما ظل يسهم به في حقل المعرفة واللغة والادب، وبين هذه الزوايا تظل اسهامات مقدرة، يحاول من خلالها الناقد د.احمد الصادق ان (يرمي عوده) ـ كما يقول ـ
    دار الحوار في أمكنة اللغة وسياساتها خاصة والرجل قد نال درجة الدكتوراة برسالته الموسومة (السِّياسة اللغويَّة في السودان.. أسئلة السلطة والأيدلوجيا والإختلاف الثقافي)، والتي نالها من جامعة الخرطوم، وكان قد أشرف عليها الدكتور الامين ابو منقة.. ولم يقتصر الحوار على اللُّغة وسياساتها في السُّودان، وإنما تمددت أطرافه الى الإشتغالات النقديَّة وراهن النقد الأدبي..
    ----------
    *** دعنا نبدأ بالسؤال حول الاتجاهات التي تحركت فيها الرسالة التي نلت بها درجة الدكتوراة، ولننظر أي الزوايا نظرت عبرها الرسالة كي يصل بها النظر الى إشكاليَّة السِّياسة اللغويَّة في السُّودان؟
    = أولاً موضوع سياسة لغوية هو وجه واحد للمعرفة عموماً، وانا اخترته لانه يتقاطع مع مستويات أخرى كثيرة اجتماعية، سياسية، ايدلوجية واخلاقية.. الخ، واخترته اصلاً بموقف من التاريخ والايدلوجيا والسياسة، وهي ايضاً مستوى من مستويات دراسة اللغة عموماً كحق معرفي مثل علم اللسانيات، ولكي اتحرك اقوم بكشف المستويات الاخرى للغة ايضاً.
    ثم كان اختياري لهذا العنوان بإعتبار انه نقد للسياسات اللغوية القائمة ـ اذا صح القول ـ وقمت بمتابعتها منذ فترة طويلة جداً وحتى نيفاشا 2005م او ما يسمى ببروتوكول او دستور السودان القومي 2005م، وكنت اريد ان اكتشف الى أي حد استطاعت السياسات اللغوية ان تستوعب هذا الواقع بالغ التعقيد الموجود في السودان، وايضا كنت اريد ان اصل الى حقيقة ان السودان بلد متعدد اللغات وبه تعدديَّة لغويَّة ولسانيَّة، واثناء بحثي توصلت الى ان السياسة اللغوية في السودان من المفترض فيها ان تكشف او تعكس التعدد اللغوي، او تعترف بواقع وحقيقة التعدد اللساني واللغوي في السودان.
    الشاهد في هذا الامر ان الشخص وصل الى عدة نتائج اولها: واضح ان هنالك هيمنة لغويَّة كانت دائماً على حساب ألسن أخرى ملفوظة (من ألفاظ) او (Spoken) والاصوات لهذه اللغات خفتت، مع انها لغات اذا حسبتها بالصرامة العلمية فهي لغة. لها نظامها الصوتي، ونظامها الدلالي، وحتى ان لها ادبها وحكاياتها وغناءها.. اذاً لم لا يسمع صوتها!! ولماذا على الاقل في الوثائق التي تفيد بالسياسة اللغوية القومية لا تعترف بهذه المسألة!! يظل في النهاية ان الشاهد في هذه المسألة كان هنالك شبه (امبريالية) لسانية او ما يمكن تسميته بالهيمنة اللسانية كانت على حساب اللغات الاخرى انها لا تتطور ولا يتم احياؤها، وليس هنالك برامج تخطيط لغوي قومي كي تخرج هذه اللغات، والناس تسمع هذه اللغات بأقوامها..
    **** أنت تقول بأن الواقع الرسمي عمل على اختزال لغة على حساب لغة او لغات، ترى ما الذي اختلف الآن عن تلك الصورة في نظرك كباحث في قضايا اللغة في السودان؟
    = هذا كلام مهم جداً، في الوقت السابق لم يكن يسمع إلاَّ صوتي اللغة العربيَّة والإنجليزيَّة، واللغة الانجليزية مبررة على اعتبار ان السودان كان مستعمراً انجليزيا وهذا تبعاً لما يسمى بالسياسات اللغوية الكلونيالية «الاستعمارية» اما اللغة العربية وبحكم انتشارها الواسع جدًا واستخدامها الواسع جدًا بإعتبار انها لغة مشتركة، وهذا واقع واجب الاعتراف به، الا انه ولاسباب كثيرة جدًا ومنها ان الحركة او جنوب السودان او الاقليم الجنوبي وجبال النوبة والتي تتقاطع مع الحركة كخطاب، في اعتقادي ان لديهم دورًا مباشرًا في بروتوكولات نيفاشا 2005م ان يتم الاعتراف بكل اللغات السودانية غير اللغة العربية، ولأول مرة في وثيقة قانونية ودستورية!! وكان ان اشير اليها بانها لغات قومية، وعلى الدولة الاعتراف بها والاهتمام بها، مع انه مازال تثبيت فهم ان اللغة العربية لازالت هي اهم لغة موجودة في السودان وهي لغة التواصل، وايضاً عليهم الاهتمام بها.
    كما انهم شجعوا ايضاً على تطوير اللغات المحلية واحيائها، وحتى أي ولاية اذا رأت ان تستخدم اللغة المحلية الشائعة او السائدة «المستخدمة» من الممكن تماماً ان تتعامل بها.
    **** الدراسة اخذت في اعتبارها الوضع اللغوي والثقافي في السودان، ثم اشارت الى ما اسمته (الهيمنة العربية والخطاب التعريبي) ترى الى أي مدى توقف مد هذه الهيمنة وتيارها التعريبي؟!
    = انا اشرت لك من قبل انني اخترت هذه المسألة بموقف، وهو ان كل البحث كبنية قائم على اشكالات السياسة اللغوية في السودان والوضع اللغوي في السودان، وان كل السياسات وبرامج التخطيط وما يسمى بمشروع المسح اللغوي في السودان والذي توقف منذ العام 1986م، كنا ننظر الى مسألة السياسة اللغوية على ثلاثة اعتبارات:
    ü البعد الاول وانا في اعتقادي انه توجد اشكالية سلطة معقدة جدًا في السودان، ونحن لا نأخذها في الاعتبار عندما نريد سن او تشريع سياسات لغوية في السودان او تقديم سياسات لغوية..
    ü الأمر الثاني وهو امر سياسي وله علاقة بالنقطة الاولى وهو موضوعات (الايدلوجيا) وتحديداً ايدلوجيا اللغة، بمعنى انه اي لغة مهيمنة في فترة محددة لدرجة ان هيمنتها هذه اصبحت ايدلوجيا.
    ü الامر الثالث وهذا مهم جداً واساسي وهو امر شائع في البحث العلمي في السودان وفي العلوم الاجتماعية والانسانية، وهو موضوع الاختلاف الثقافي. ومثلما اننا عجزنا عن الاعتراف بالتعدد اللغوي او ما يسمى بالاختلاف اللغوي واللساني في السودان، ايضا عجزنا ان نعترف بالتعدد والاختلاف الثقافي، وفي اعتقادي ان هنالك علاقة جوهريَّة وجدليَّة بين (اللغة والثقافة).
    اذاًً هذا افق يمكن ان تتحرك فيه وان تضيئه بالبحث العلمي الاكاديمي.
    هذه القضايا الثلاث كانت بالنسبة لي هي الاعمدة التي قام عليها البحث، وواحدة من النتائج التي وصلت اليها من خلال البحث ان هنالك هيمنة لغوية او لسانية، وكان أثرها في غاية السوء على اللغات الاخرى والتي كان ضرورياً الإعتراف بها.
    ايضاً هنالك شيء آخر وهو مسألة التعريب واستخدام اللغة العربية في التعليم العام او العالي هذه سياسة لغوية (Arabsizaition) وهي طرحت ان اللغة العربية من الممكن ان تحل محل اللغة الانجليزية في الثانوي مثلما حدث في العام 1965م، ثم 1983م، ثم بعد ذلك ما سمي بسياسة التعريب، وانا كان لدي موقف نقدي من هذه المسألة وقلته، ما سميته (بالعروبوية) (Arabisim) وهي ان انتشار اللغة العربية كان دائما خلفه ظلال ايدلوجية تدعمه، بمعنى آخر فان التعريب هو سياسة لغوية او ثقافية والعروبوية ايدلوجيا.
    في بحثي اشتغلت على هذين المرتكزين وقمت باضاءتهما اضاءة نقدية وقاربتهما مقاربة نقدية كي اكتشف في جذرهما ان التعريب كسياسة لغوية والعروبوية كآيدلوجيا، هما مجرد ادوات للهيمنة.
    ويظل واحد من الاسئلة التي تناولها البحث هي اضاءة الهيمنة العروبوية والتي تظهر في مستويين هما: سياسة التعريب اللغوية والثقافية، والعروبوية وهذه من شأنها ان تكشف عن الكثير من ملامح الهيمنة.
    **** ترى الى أي قدر تُمثِّل الاهتمامات باللغة خروجاً من النفق المحجوز فيه الآن؟
    = ما في شك ابداً، واحدة من الموضوعات التي تحدث في كل العالم ليس الحرب في السودان فحسب وبغض النظر عن اسبابها ولماذا اندلعت، ولكن يظل وراءها لسان، مثلا في رواندا الصراع الذي كان هناك اكثر من الثلث كان الصراع لغوي وثقافي، ايضا في جنوب افريقيا هنالك نزاعات مختلفة بسبب الالسن، وجنوب افريقيا بلد متعدد الالسن لكن الدستور بعد الحكومة العنصرية، أقرَّ واعترف في فقرة باعترافه بكل اللغات الموجودة حتى بما فيها اللغات الاوروبية (الكلونيالية).
    في السودان بنفس القدر هنالك نزاعات قبلية او نزاعات بسبب عدم توازن قوى او عدم توازن برامج تنمية.. الخ. السبب فيها «اللسان» في جبال النوبة لو تذكر الاستاذ كمال الجزولي كتب في الرأي العام سلسلة مقالات سماها «جبال النوبة الانجليزية» واستند في هذه المقالات على ما كتب في «الواشنطن بوست» وجهة اخرى.. ومن ضمن ما قال به اهل تلك المنطقة اننا لا نريد اللغة العربية لان العربية تأتي لنا بالاسلام ونحن لا نريد الاسلام(We do not like islam) وهذا بالضبط ما قيل في ابريل 2003م مؤتمر البجا عقد لقاء في اسمرا، هذا اللقاء قالوا فيه ان دولتنا هذه سوف نقيمها ولغتها الرسمية ستكون لغة (البداويت) وهــــي اللغة البيـــجاوية القديمة.. هذا يعلمك لأي مدى هنالك اشكال في السياسة اللغوية، وان هنالك هيمنة لغوية لان هنالك فوضى، والشاهد في كلامنا ان موضوع السياسة اللغوية من الممكن جداً ان يؤدي الى اضطراب سياسي، وهنالك امثلة كثيرة في العالم هذا موجود فيها، وعودة مرة أخرى الى موضوع سياسة لغويَّة ولسانيَّة وثقافيَّة واضحة الملامح من الممكن جداً ان تسهم في رأب الصدع.
    ==============
    **** الأسئلة التي افترضتها ابتداءًا في اطروحتك إنبنت على علائق السلطة والايدولوجيا وسياساتها في السودان، وتحديداً أنا أريد أن يدور سؤالي حول الأيدلوجيا، ترى إلى أي مدى تؤثر الايدولوجيا سلباً أو ايجاباً على الأدب؟
    = في مناهج النقد الحديثة وفي العلوم الانسانية والاجتماعية ولفترة طويلة جداً أصبح سؤال الايدولوجيا سؤال مهم وأساسي، ولفترة طويلة جداً ايضاً ظل النقد الادبي يربط المنجز الادبي بشكل او بآخر بأسئلة ايدولوجية.. وهذا ما يسمى في وجهاته بنقد الايدولوجيا، وهذا تيار من المدارس التي تهتم بالنقد الادبي الحديث، فكرياً ومن وجهة نظر علم الاجتماع الحديث أو (النقد السيوسولجي) هنالك شيئان.
    - الشيء الاول هو ان نقد الايدولوجي أصبح لا غنى عنه وبالضرورة ان تكشف العلاقات القائمة خاصة على مستوى البنية السياسية والبنية الاجتماعية.
    - الشيء الآخر هو ان أي مبدع أو باحث فإن الايدولوجي وصوت الايدولوجي لا يمكن تجنبه مهما كنت مغرقاً في الروماسية ومغرقاً في تهويمك من الممكن ان تكشف كممارسة نقدية عن صوت ايدولوجي، وواحدة من الاسئلة النقدية المهمة لنقد ما بعد «الكلونيالي» يقال ان الايدولوجيا صوت مزدوج أو متعدد.. ومهما يكن فهي (UN
    AVOIDABLE) ولا يمكن تجاوزه. اذًا يظل دور الباحث أو الناقد ان يضيء هذه النقاط. إذاً ما الذي يحدث؟!
    هنالك نص منتج، الذي أريده من هذا النص أن أرى علاقات السلطة وتمفصلاته وكيف تعمل في البنية كلها ونسيج النص، وفي النهاية اذا كان الطيب صالح في «بندر شاه» قال انه في واحدة من الاشياء التي كنت واضعها في ذهني وانا اكتب رواية بندر شاه هي ازمة الحكم في السودان.. نعم ليس هنالك اشارة لحكومة وليس هنالك اشارة لاي شيء آخر في هذا الاتجاه، وهذه رواية متينة جدا على الرغم من صغرها وفيها شخوص ويتطوروا تطورًا مذهلاً ولغتها عالية جدا، لكن في قعر متن الطيب صالح هذا صوت ايدولوجي.
    وهذه قصة بالغة التعقيد لكن عموماً هو صوت معترف به وموجود لكن من المهم ان نركز على انه لا يمكن تجنب الايدولوجي، رغم انها معرفة مضللة، وتبدأ بانها معرفة لكنها في مآلها وصيرورتها ايدولوجي وتبدأ ابستمولوجياً وتنتهي ايدولوجياً.
    **** كيف ترى مواكبة ان ما انتج ابداعياً سايرته النظرات النقدية، والسؤال بصيغة أخرى كيف واكب النقد المنتوج الابداعي؟
    = هذه واحدة من أوجه ازمتنا في النقد، وبوضوح وبمباشرة، وللاسف النقد لا يلاحق النصوص بالكشف وبالاضاءة وبتناولها نقدياً وبمقاربتها نقدياً، وهنالك الكثير من الغبن والظلم لكثير من المبدعين الذين خرجت اعمالهم الابداعيَّة وسكت عنها النقد، انا لا اعتقد انه هنالك شيء اسوأ من ان تمر مثل (ديمةٍ محنيَّة) في حقل الابداع، ورجل مبدع عظيم مثل محمود محمد مدني بضعة مقالات نقدية وبضعة انطباعات مستعجلة، وكتابات أخرى متهافتة هي كل ما كتب عنه، ورحل هو في صمت!!
    ولا أظن ان هنالك من كتب عنه وحتى موته بصورة جادة على الرغم من انه يكتب منذ الستينات.. وقس على ذلك كثيرين، اليوم الشباب القاصِّين هنالك عدد هائل منهم وهنالك العديد من الروايات التي خرجت لدرجة انك لا تستطيع متابعتها، تتحسر في انك لا تستطيع ملاحقتها بالنقد والكتابة النقدية.بالمناسبة ولكي يكون لدينا هوية ويكون لدينا تاريخ حقيقي ونؤسس له ونصفه بالضرورة الابداع يوازيه عمل نقدي، وان لم تفعل فانك توئد هذا الابداع في مهده.
    **** «مقاطعاً» اذاً لم لا نرى هذه المسائل متكاملة ولم النقد لا يكامل ما أُنتج؟
    = المسألة هنا مسألة سياق، سياقنا بالغ التعقيد ومن الصعب جدًا الابداع في مثل هذا السياق، وعموماً فالمسألة متقاطعة فالتخلف والوعي التقليدي ومسألة الدولة هذه لها تجلياتها في الابداع، وهذه تنعكس سلباً على الابداع في أغلب الاحيان، والعلاقة تصبح معقَّدة جدًا بين سياسي وايدولوجي، ثم بين جمالي وابداعي ومعرفي، فالاشكال هنا واضح وهو عدم قدرة على فعل مواز للابداع، قديماً كانت هنالك مشكلة النشر، الآن لم تعد هي المشكلة.
    وأنا الى الآن لي ما يقرب السنة واريد الكتابة عن رواية اسمها «مسار الاسراب» لمحمد الطيب سليم وهي روايته الاولى، لكنه استطاع ان يخرج رواية وعملاً روائياً متماسكاً، وهذا الرجل سكّن والتقط كلما استطاع ان يلتقطه، وقس على ذلك كثيرين مثلي..
    ***** أنت من الملامسين اهتماماً بكتابة الجنوب وكُتَّاب الجنوب، الى أي حد ترى انه من الممكن ان تجسِّر مثل هذه الكتابات العلاقات وتساهم في ردم الفجوات الوجدانية التي احدثتها السياسة؟
    = بالثقافة وبالممارسة الثقافية نحن من الممكن ان نردم هذه الفجوة، وبهذه الفلسفة الحوارية وبالذات في مجال الابداع انا اعتقد انه درب حقيقي من الممكن ان يوصل ويقرب الى الآخر، هذا الاخر الذي اصبح «آخر» بفعل فاعل وبآليات سلطة وخلافه، واصلاً في جذر المسألة هو ليس آخر، بمعنى غريب، اذًا هذه من الممارسات الثقافية والفلسفات الحوارية من الممكن كما قلت انت ان (تجسِّر) العلاقة وتقرب الشقة بيننا وبين الاخر وهذا الاخر ليس في الجنوب ففي الشرق والغرب والشمال هنالك آخر..
    هذا شيء، أما الشيء الآخر فأنا مهتم بشخص اسمه (تعبان لوليونق) منذ فترة طويلة جدًا وقمت بترجمة العديد من قصائده وكتبت عنه ورقتين نشرتا في الصحف.. وهو الآن يدرس الأدب الافريقي بجامعة جوبا.. وكنت اعتقد ان بإمكان الشخص ان يسهم بتقريب الشقة بيننا والآخر، وفي نفس الوقت اذا كان اللت والعجن السياسي، وأبواق الايدولوجي عجزت كلها في ان تقربنا بعض البعض، او ان تنسف فكرة ذات وآخر، وهذا البون الشاسع وهما في وطن واحد وجغرافية فأنا اساهم بجهدي.
    **** أثيرت وتثار مرات كثيرات قضايا مثل التعسفية في الابداع، انت كيف تعلِّق على مثل هذه القضيَّة تحديدًا، وهل هنالك سقف ابداعي، مثلاً في الرواية او القصة او الشعر؟
    = هذا وهم كبير جداً، وبالمناسبة هذه ايدولوجيا الشاهد في الامر اننا لسنا لوحدنا في هذا العالم، ولسنا في جزيرة معزولة، وأي شيء من الممكن ان يكون لديه سقف ـ هذا احتمال ـ لكن الإبداع ليس لديه سقف ابدًا، ولو كان كذلك لوقف الناس عند شكسبير او هوميروس او هومر مثلاً لكن في كل مرة يخرج مبدع ومبدع جديد، وطالما ان هنالك حياة وطالما ان هنالك تواصل في هذا العالم فهنالك مبدع، وسقفية الإبداع مجرد وهم وايدولوجيا ومجرد أفق ظلامي، مثلا يقال عندنا هنا الطيب صالح سقف في الرواية، من الذي قال بهذا؟! الطيب صالح نفسه منذ اكثر من ثلاثين سنة كتب مريود ولم يكتب كتابة ابداعية قصصية منذها، لكن في نفس الوقت فهنالك مبدعين كثيرين كتبوا روايات كبيرة جدا، مثلا هنالك ابراهيم اسحق كتب رواية عظيمة هل سنقول بان ابراهيم اسحق هو السقف الثاني للرواية بعد الطيب صالح؟! اطلاقاً هذا وهم!! وانا ذكرت ذلك قبل قليل ان هنالك روائي شاب اسمه محمد الطيب سليم كتب رواية عظيمة اسمها «مسار الاسراب»، وكثيرين جدا في الرواية والقصة..
    أي كتابة ارتفعت درجة ابداعها او قلت او هبطت هي كتابة وداخلة من بوابة التاريخ!! لماذا لان اي كتابة ابداعية تأسيس للذات الانسانية، ودفع للانسان كي يكون فاعلاً في الحياة..
    ***** هل أنت من القائلين بأننا لازلنا نعاني بما يسمى عدم معرفة الآخر تلك المعرفة التي تؤسس الى التفاهم والذي بدوره يؤدي للتعايش؟
    = اعتقد ذلك، ليس هذا وحسب وانما حتى الخطاب الرسمي والسائد الى الآن يمعن في (الأْوْخَرة) أي بمعنى انك تصنع من الآخر آخر، ومن المفترض تاريخياً واخلاقياً أنك تقترب من الآخر وتفتح كل سبل الحوار معه، وتحل كل الاشكال.. لكن الشاهد في الامر ان الخطاب الرسمي يتبع الكثير من الآليات التي تمعن في الأوخرة وجعلهم آخرين، وهذا الأمر في مآلاته وصيرورته ونتاجه هو اقصاء للآخر، وللاسف هذا الأمر قديماً كان بين مركزية دولة مهيمنة وبين محيط، الآن اصبح هذا الكلام له تمفصلاته على مستوى المحيط فيه أوخرة فاجعة جدا وهذا متبدى في الذي يحدث في دارفور وفي حدود اخرى من السودان..
    انا في اعتقادي ان الابداع عموما «موسيقى ـ تشكيل ـ قصة ـ رواية.. الخ» الهدف الجوهري والاصيل هو خدمة الحقيقة والحرية وجزء من خدمة الحقيقة والحرية ان نتفتح على الآخر،
    وان تكون الدعوة دائمة بطازجيتها تقترب من الآخر.
    -----------===========================


    *أُجري هذا الحوار لصالح صحيفه رأي الشعب السودانيه في مارس 2007
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de