|
|
 وحدويون ام انفصاليون؟
|
الوحدة مصطلح يستخدم للدلالة علي كيانين او جهتين منفصلتين بالاساس وبالرغم من هذا ليس متوفرا في حالة السودان جنوبه وشماله ظاهريا الا ان الشمال والجنوب منفلصين فعليا ... روحيا وعقليا وجسديا .. وحينما نتحدث عن الوحدة يجب ان ناخذ في الحسبان ان الوحدة ليست مجرد جيش موحد وبنك مركزي موحد وعلم واحد .. برغم من ان هذه لم تعد موجودة بعد اتفاقية السلام الاخيرة اذ ان السودان اصبح دولتين داخل داخل دولة لا تربطهم الا الضغوط الخارجية فبالاضافة الي الانفصال الثقافي المفهوم وبغض النظر عن طبيعته واسبابه الا ان اتفاقية السلام اطرت لهذا الانفصال واعدت له دولتين علي المستويات الاقتصادية والسياسية اضافة الي الانفصال الاجتماعي والثقافي القائم ...
لا اعلم نسبة الجنوبيين الذين يفضلون الانفصال علي الاستمرار بالتحديد لكن المشاهدات الا تؤكد ان نسبتهم اكبر من نسبة المؤمنين بالوحدة .... والاسباب مفهومة ...
والسؤال المطروح حول الوحدة غالبا ما يطرح علي الشماليين وليس علي الجنوبيين والشمال بطبيعته المتعالية والمسيطرة يفضل الوحدة لاسباب منها الاقتصادي والامني لكنه لا يستطيع تقديم أسباب مقنعة لاستمرار الوحدة ...
هنالك مشكلة تتعلق بالشرعية فلا الحكومة المركزية حكومة الجبهة الاسلامية ولا الحركة الشعبية هي شرعية في وجودها بصورة تؤهلها اخلاقيا لاتخاذ مثل هذا القرار لان كلا منهم لم يفوض شعبيا لحكم منطقته او لحكومة مركزية ...
والمشاهدات الحالية حول الخلاف بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني خلافات تسير في اتجاه تحديد مصير السودات بمعزل عن القوي القوي الاخري ... والخلافات ليست سطحية ولا تتعلق بوزير محدد او وزارات بعينها لكنها امتداد للازمة الثقافية التي عاني منها السودان طوال تاريخه ... فما حدث من خلال اتفاقية السلام هو ان الجبهة تحاول الباس السودان القديم اثوابا جديدة بينما تناضل الحركة الشعبية من اجل مكتسبات عملت من اجلها بدءا بالاقتصادية نهاية بالثقافية وحقوق المواطنة ...
والمحصلة ان الحكومتين لا تتجهان فعليا نحو الوحدة المفترضة باكثر من اتجاههم نحو الانفصال الذي يلوح في الافق بالرغم من العمل الاعلاي الكبير الذي تقوده الحكومتان من خلال اجهزة الاعلام ...
وفقا لما يحدث فمن الواضح ان مسالة الانفصال هي مسالة وقت ليس الا ...
ومن المفيد ان نبدا التفكير حول مابعد الانفصال .. وعلاقة وضع دارفور بكل ذلك ..
اذ لا يوجد اية امل وفقا لمجريات الامور بان يستعيد السودان وضعه المفترض ... قريبا
واعلان الحركة الشعبية الاخير ليس سوي مجرد بداية متوقعة ...
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست