|
سلفاكير هدد بالخطة «ب» (Re: Nazar Yousif)
|
سلفاكير هدد بالخطة «ب»
أزمــة الشريـكين.. الإنتقــال من الأقــوال إلى الأفعال
تقرير: خالد البلولة إزيرق
«الناس يسألون ماذا لو لم ينفذ البشير مطالب الحركة، ونحن نقول بأن لدينا الخطة «ب». نص حمل آخر تطورات تصعيد الأزمة بين الشريكين بحديث سلفاكير لكوادر الحركة الشعبية بواشنطون الذي أدلي فيه بذلك.
ما قاله سلفاكير كان يمكن ان يمر مثل غيره من التصريحات المتبادلة بين الطرفين، ولكن تهديده بإستخدام الخطة «ب» حال عدم تنفيذ الوطني لمطالب الحركة، نقل الأزمة الي مربع آخر من التصعيد ليس بإستخدام الألفاظ وإنما بآليات عملية.
قبل الخوض في معرفة عناصر ومآلات الخطة «ب» للحركة الشعبية وطبيعتها وطريقة تنفيذها التي لم يشأ سلفاكير الإفصاح عنها، يلحظ أن تصيعد الأزمة التي كانت علي ألسن القيادت الوسيطة قد انتقل الي القيادات العليا الرئيس ونائبة الأول الذين بدأ تبادل الإتهامات. فقال سلفاكير إنه إفتقد الثقة في الرئيس البشير بعد ان وصفه بأنه يريد ان يشتري الجنوبيين بالمال والمناصب، في وقت وصف فيه باقان اموم عمل اللجنة السداسية لحل الأزمة بالفشل في التوصل لطريق لحلحلة أزمة الطرفين، وتقرر تجميد عمل اللجنة لعملها إنتظاراً لإجتماع الرئاسة بين البشير وسلفاكير، ما يعني إنسداد أفق حل الأزمة الذي كان يعول عليه في إنهاءها.
العالمون ببواطن الأمور من مراقبين كانوا ينظرون الي حالة الهدوء بين الطرفين الإسبوعين الماضيين على أنها الهدوء الذي يسبق العاصفه، رغم تصريحات القياديين بإنجلاء غبار الأزمة عبر الحلول التفاوضية واللجان المشتركة، وعزو حالة الهدوء الي ان الحركة كانت ترتب في أوضاعها وخططها لمواجهة شريكها ''الوطني'' في معركة لإثبات الذات في ميدان الشراكة التي لن تتراجع عنها قبل ان تصل لمبتغاها، يدعم ذلك ان المطالب التي تقدمت بها لم تبرح مكانها بعد، في ظل التطورات التي تشهدها الأزمة علي الصعيد الميداني والسياسي.
هذه التطورات قادت النائب الأول سلفاكير ميارديت للتهديد بإستخدام الخطة «ب»، وبرغم أن سلفاكير لم يفصح عن عناصرها وآلياتها، لكن مجريات الأزمة وتطوراتها يمكن أن تدل على عناصر الخطة. واذا كان التصعيد القادم للأزمة قد حمل اسم الخطة «ب» فإن الأول الذي قاد الي تجميد عمل وزراء الحركة في الحكومة الإتحادية يعد تلقائياً الخطة «أ»، فهل ستمتد خطط الحركة الي «ج» حال كان مصير «ب» كالخطة «أ». وتكهن عدد من المراقبين بأن تكون الخطة «ب» تجميد لعمل نوابها في البرلمان ووزراءها في الحكومات الشمالية، ولم يشأ أتيم قرنق نائب رئس البرلمان في حديثه لـ «الرأي العام» أن يتحدث عن هذه الخطة وقال يمكن ان يسأل عنها سلفاكير عند عودته، ولكنه أشار الي أن «أي تنظيم سياسي لديه خطط «أ ب ج د» لتنفيذ أهدافه، لذا فإن كل الخطوات ربما تكون واردة». ولكن الأستاذ عبدالله دينق نيال القيادي في الشعبي قال لي أن الشريكين أصبحا أكبر مهدد لإستقرار ووحدة البلد، مشيراً الي ان أي إجراء خارج الإتفاقية يكون باطل، ورفض دينق الخوض في حديث سلفاكير عن الخطة «ب» وقال إن «المعني في بطن الشاعر» الي ان يفصح عنها سلفاكير بحسب رأيه.
وإن كان سلفاكير قد قطع قبل يومين في محاضرة بالولايات المتحدة الأمريكية رفضه التكهن بإعلان إنفصال الجنوب من جانب واحد بعد ان أشار الي انه إذا حدث في تقرير المصير فإنه ليس مسئولية الحركة الشعبية وإنما مسئولية المؤتمر الوطني الذي لم يسع لجعل الوحدة جاذبة، الأمر الذي يستبعد علي ضوءه ان يكون الإنفصال ضمن الخطة «ب» التي أشار إليها سلفاكير. وبما ان الخطط في علم الإستراتيجيات تتدرج من الأسهل الي الأصعب فربما خطوة إعلان الخطة «ج» إن وجدت التي ستعقب «ب»إذا لم يتم التوصل لإتفاق سيكون إعلان الإنفصال من جانب واحد أو ربما العودة الي الحرب لإسقاط المؤتمر الوطني، وإن كان سلفا قد إستبعد ذلك فإن تسريبات تؤكد ان الحركة ستعود للحرب رغم تأكيدات الطرفين باستبعادها، ولكن التحركات العسكرية لقوات الحركة الشعبية إتجاه الشمال تكذب التصريحات السياسية، وبما ان الحركة قد أحكمت قبضتها وفقاً للإتفاقية علي الجنوب فإن حربها القادمة لإسقاط شريكها«الوطني» لن تكون في الجنوب بحسب مراقبين، ويبدو انها أعدت لذلك جيداً فقد نشطت في توثيق علاقاتها مع حركات دارفور كما انها نجحت في كسب قطاعات من المسيرية وقوات الدفاع الشعبي بالقطاع الغربي لكردفان.
من جهته ذهب بروفيسر حسن الساعوري في حديثه لـ «الرأي العام» أن الهدف الكلي من الأزمة القائمة ليس تطبيق الإتفاقية وإنما إقناع العالم الخارجي بأن المؤتمر الوطني لم يطبق الإتفاقية ليتخذ العالم موقفاً ضده للضغط ولزعزعة النظام حتي يضعف ليستجيب بعدها لكل مطالب الحركة الشعبية أو إسقاطه عن طريق الإنتفاضة المحمية وبرأيه أه سيناريو قديم يريدون بعثه من جديد لإسقاط النظام قبل الإنتخابات، فالقضية بحسب الساعوري أضحت إستمرارية النظام، وقال إن الهدف القريب للأزمة هو تعبئة القوي الساسية وتنسيق جهودها لقيام تحالف سياسي عريض يصعب علي الوطنى مواجهتة. وكان ياسر عرمان قال لدي تنويره لجمعية الصحفيين والكتاب الديمقراطين بتطورات الأزمة أن المؤتمر الوطني سيدفع الثمن إذا لم ينفذ مطالب الحركة وان الخوف الوحيد في ذلك ان يدفع الثمن الوطن كله.
ويرى محللون ان الحركة الشعبية ستعتمد في حال إقدامها علي حرب جديدة إن كان ذلك ضمن الخطة «ب» علي حركات دارفور والمناطق الثلاث «جبال النوبة النيل الأزرق أبيي» التي تتعامل معها الحركة وفق استراتيجيتين الاولى هي استراتيجية السودان الجديد فى اطار وحدوي لتكون الغلبة فيه (لقوى الهامش). http://www.sudaneseonline.com/
والاستراتيجية الثانية سيتم اللجوء إليها حال الفشل فى تحقيق الاولى، وتتمثل فى فصل الجنوب لإقامة دولة جديدة يضم المناطق الثلاث إليها لتنفرد بحكمها الحركة الشعبية.
| |
|
|
|
|