|
|
 نقل "زعيم حرب" ثان من الكونغو إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي
|
سلمت جمهورية الكونغو الديموقراطية الخميس جيرمان كاتنغا زعيم احدى المليشيات فيها الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لمواجهة تهم ارتكاب جرائم حرب بما فيها "الاستعباد الجنسي" واستخدام اطفال للقيام باعمال عسكرية.
وعلم لدى المحكمة انه تم احتجاز كاتنغا في مركز الاعتقال التابع للمحكمة. وقال متحدث باسم المحكمة "لقد وصل ظهر اليوم الى مركز الاعتقال" بعد ان نقل صباح اليوم الباكر من كينشاسا الى لاهاي.
وجيرمان كاتنغا هو الزعيم التاريخي لقوات المقاومة الوطنية في ايتوري, وهي ميليشيا انشئت اواخر العام 2002 وينتمي العديد من عناصرها الى قبيلتي لندو ونغيتيس ويشتبه في انهم شاركوا في مجازر ذات طابع اتني استهدفت قبيلة هيما.
وكان كاتنغا اعتقل في جمهورية الكونغو عام 2005 ويواجه ثلاث اتهامات بارتكاب جرائم ضد الانسانية وست تهم ترتبط بجرائم حرب.
وجاء في لائحة اتهام المحكمة ان كاتنغا خطط وقاد "هجوما على قرية بوغورا وقتل نحو 200 مدني, متسببا باضرار جسدية خطيرة" لقرويين. وقام باستعباد نساء وفتيات واجبر اطفال تم اسرهم من القرى التي نهبها على القيام باعمال عسكرية.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية انشئت قبل خمس سنوات , وهي اول هيئة قضائية دولية مكلفة النظر في جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وعمليات ابادة. وبدأت المحكمة في حزيران/يونيو 2004 في ايتوري اول تحقيق لها حول جرائم الحرب بطلب من رئيس جمهورية الكونغو الديموقراطية جوزف كابيلا.
وجيرمان كاتنغا هو ثاني زعيم حرب في ايتوري ينقل الى المحكمة الجنائية الدولية بعد توماس لوبنغا زعيم ميليشيا اتحاد الوطنيين الكونغوليين الذي ينتمي الى قبيلة هيما ويلاحق بتجنيد اطفال بالقوة.
ومحاكمة لوبنغا (46 عاما) ستكون الاولى امام المحكمة الجنائية الدولية ومن المتوقع ان تبدأ منتصف شباط/فبراير 2008. واشاد المدعي في المحكمة لوي مورينو-اوكامبو لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من كولومبا التي يزورها, بتسليم كاتنغا.
وقال "ان هذا التسليم مهم لانها ثاني حالة في ايتوري وهو من مجموعة مختلفة عن مجموعة لوبنغا. وهذا يظهر اننا نعتقد ان مجموعات مختلفة ارتكبت جرائم في ايتوري".
وكان كاتنغا اوقف في اذار/مارس 2005 في كينشاسا. واخرج ليلا من السجن المركزي في العاصمة واقتيد الى مطار ندجيلي الدولي حيث وضع في طائرة استأجرتها المحكمة الجنائية الدولية واقلعت به الى لاهاي.
وصرح نائب المدعي في المحكمة الدولية باتو بيسودا في لاهاي "ان اسم كاتنغا سيرتبط دائما باسم بوغورو القرية العادية التي امر مقاتليه بتدميرها".
وكانت مليشيا "قوات المقاومة الوطنية في ايتوري" تشكلت بنهاية عام 2002 بدعم من اوغندا المجاورة. ويشتبه في ان اعضاءها وهم من قبيلتي لندو ونغيتيس بالمشاركة في ارتكاب جرائم ضد مجموعة "هيما" الاثنية.
وفي كانون الاول/ديسمبر 2004, تمت ترقية جرمان كاتنغا مع قادة ميليشيات اخرين في ايتوري, الى رتبة جنرال داخل الجيش النظامي الكونغولي, مقابل تعهده بتجريد قواته من السلاح.
وجرى ذلك في اطار سياسة مثيرة للجدل تهدف الى انهاء الحرب الاهلية المستمرة منذ خمس سنوات وشملت البلاد باكملها وادت الى مقتل نحو اربعة ملايين شخص بشكل مباشر او غير مباشر.
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان اصدرته في كانون الثاني/يناير 2005
كاتنغا بانه ساعد على قيادة مسلحين لارتكاب افظع المجازر في ايتوري في مستشفى نياكوندي في ايلول/سبتمبر 2002.
وروى شهود عيان كيف انه وعلى مدى عشرة ايام, قام مسلحو كاتنغا اضافة الى مليشيا "حركة التجمع الكونغولي للديموقراطية والتحرر" بعمليات "ذبح منهجية لنحو 12 على الاقل من اعضاء قبيلة الهيما وغيرهم من المدنيين الذين تم اختيارهم على اساس اتني".
وكان كاتنغا يقيم لاشهر عدة في احد الفنادق الكبرى في كينشاسا عندما اوقفته السلطات الكونغولية رسميا في 11 اذار/مارس 2005 تحت ضغوط مكثفة من الامم المتحدة. ويتهم لوبنغا زعيم الجناح المسلح ل"تجتمع الوطنيين الكونغوليين" تهم استخدام اطفال كجنود, الا انه ينفي كافة تلك التهم.
وتعتبر حركة كل من لوبنغا وكاتنغا من بين ستة مليشيات رئيسية ظهرت في النزاعات الاتنية التي شهدتها منطقة ايتوري منذ عام 1999 وادت الى مقتل اكثر من 60 الف شخص
وتشريد اكثر من 600 الف اخرين من ديارهم.
واصدرت المحكمة كذلك مذكرات اعتقال بحق زعماء متمردين في اوغندا وقد اصبح ذلك من النقاط الشائكة في المفاوضات في ذلك البلد الشرق افريقي لانهاء النزاع المستمر منذ عقدين.
ورفض مورينو اوكامبو الخميس الانتقادات بان مذكرات الاعتقال اصبحت عقبة امام تحقيق السلام في اوغندا.
وقال "ان عملنا هو مكافحة الحصانة وعملي هو القيام بذلك وعلى الاخرين ان يتكيفوا معه".
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست