|
|
 ما زلت فتاة من وجهة نظر القانون
|
السلام للجميع،
ورمضان كريم
أقوم هنا بترجمة هذا اللقاء الصحافي بين الصحافية الإيطالية هيلين تيبانو، عن صحيفة سيتي بتاريخ 25/9/2007 ، وشاب/ة إيطالي يدعي دانييلي براتولي. ولد دانييلي في ميلانو بالشمال الإيطالي في يوم عيد المرأة عام 1984 . وهو الآن طالب بكلية الحقوق ، ويمارس عملين بالإضافة لعمله الطوعي بأحد المنظمات غير الربحية . يعتبر نموذجاً كلاسيكياً للإبن الذي تحبه الأمهات ، غير أنه ولد أنثي . نشرت الصحيفة صورة كبيرة لوجه الشاب تحتل النصف الأعلي من الصفحة . وهي صورة تشي بملامح ذكورية واضحة. يقص دانييلي شعره بطريقة ذكورية متقنة ، ويعلو عينيه حاجبان كثيفان ، بينما يبرز من تحت شفته السفلي رأس دبوس مستدير ولامع ، في ما يسمي بال Piercing ، ودبوس آخر يخترق الجزء الأعلي من حاجبه الأيسر , أبعاد فمه وزواياه المنفرجة في حبور تحمل بعض ملامح الشبه للممثل الأمريكي – الإيطالي روبرت دي نيرو في عهد الشباب .
توجهت إليه الصحافية بالأسئلة التالية :-
ما ذا يحدث عندما يطلع أحد علي بطاقة شخصيتك ؟
- عادة ، يعتقد الناس أن أمي مختلة العقل لدرجة أن تمنحني إسم إمرأة . ولا أحد يصدق أن هناك من يسعي للتحول من إمرأة إلي رجل ، أو T- BOYS كما نسميهم نحن .
هل واجهت بعض المشاكل ؟
- حتي الآن لم تواجهني مشكلة في الجامعة . ولكن في العام الماضي واجهتني مشكلة عندما ذهبت إلي صناديق الإقتراع لأدلي بصوتي .
ماذا حدث ؟
- رفضوا السماح لي بالتصويت بسبب إسمي المؤنث رغم وجود صورتي الحالية علي بطاقة الشخصية ، ورغم إبراز كل مستنداتي الأخري .
هل شرحت لهم أنك في مرحلة تحول ؟
- أفعل ذلك عن طيب خاطر في السياق الصحيح . ولكن عندما لا يرغب أحد في السماع ، لا أبالي ، بل أضحك . قد لا يفعل شخص آخر نفس الشئ في موقفي ، وقد يمتنع عن التصويت في المرة القادمة ، أو لا يسافر للإستمتاع بعطلته الصيفية . قد لايفعل شيئاً علي الإطلاق .
لماذا ؟
- لأن تغيير البيانات الإحصائية في سجل المواليد ، يقتضي إجراء عملية جراحية لإستئصال الرحم والمبيض ، بعد الخضوع لمراجعة الطب النفسي ، والحصول علي موافقة المحكمة بذلك .
وما الذي فعلته أنت؟
- بدأت تعاطي الهورمونات قبل عامين بتوجيه من الطبيب .
وهكذا بدأت اللحية في النمو …
- إستغرق ذلك بعض الوقت . تغيرت أيضاً أشياء أخري ، كملمس الجلد والعضلات وعظمة الخد والحنك ، وتضخم العنق . قبل البدء في التحول ، لم أكن أتخيل حدوث شئ كهذا .
ما شعورك الآن علي ضوء هذا التغيير؟
- شئ مثير . إنك تقضي الخمسة شهور الأولي أمام المرآة تبحث عن الشعيرات الأوائل ، وتتحسس العضلات ، وتستمع إلي نبرات الصوت .
كيف تسير الأمور مع الفتيات ؟
- لست ماهراً في إصطيادهن ، ومع ذلك تسير الأمور علي نحو طيب . عادة أشرح لهن حقيقة الوضع منذ البداية .
هل واجهتك بعض ردود الأفعال السيئة ؟
- لا ، حتي الآن .
إذن تتمتع النساء بقدر أكبر من الإنفتاح …
- يتوقف الأمر علي عوامل أخري ، كالدهاء . فأنا لا أبحث عنهن مطلقاً في المراقص مثلاً. هناك تجد أن 90% منهن يتساءلن : ماذا أفعل معك إن لم يكن لديك ال..( الإيطاليون لايتورعون عن قولها بالعامية البذيئة ) .يمكنك أن تحصل عليه بطريقة ما ، ولكن ذلك لا يروقني .
هل لديك خطيبة؟
- لا . ولكني تعرفت منذ فترة قصيرة علي فتاة فلبينية وهي الوحيدة التي لم تمطرني بالأسئلة منذ أن أخبرتها بحقيقة الأمر . إنه لشئ رائع أن تساعدك علي الفهم بأن التحول يشكل جزءً من كيانك ، وهو جزء هام يمكن إكتشافه رويداً رويداً كبقية الأشياء .
هل تحس الآن بأنك رجل ؟
- من المؤكد أني لست إمرأة . في البداية كنت مقتنعاً برغيتي في التحول إلي رجل من رأسي إلي أخمص قدمي . أحس الآن باني فتي في طور التحول (T –Boy ) . فتي ، ولكن بخط سير يختلف عن خط صديقي فرانشسكو .أن يصافحني رجل باليد بدلاً عن قبلة علي الخد ، أعتبر ذلك نصراً بالنسبة لي ، وأن أذهب إلي دورة مياه الرجال ، أعتبر ذلك نصراَ بالنسبة لي.
ومن ثم ؟
- أتذوق ذلك بشكل أفضل . وعندما لا تسير الأمور علي النحو المطلوب ، أبدأ في إعادة النظر ، ويتبين لي أن الهوية الذكورية قد لا تنطبق علي بصورة تامة .
ما الذي يضايقك ؟
- فكرة أن تصبح بالقوة ضخماً وجذاباً ، مفتول العضلات ، وأن تكون لديك أسرة من 17 فرد ، وتتعهد بإعاشة الزوجة والعشيقة . هذه الصورة النمطية ذات أثر مدمر لشاب يافع . لا يعجبني أيضاً الشعور بالخوف من الرجل ( Omofobia ) ، وهو خوف يعاني منه بعض الرجال . كما لا يعجبني قصور بعض الرجال عن فهم ماذا يعني أن تكون إمرأة ، وهؤلاء هم أول الفاشلين في سلوك نهج جنسي فعال تجاه المرأة .
وهكذا تغيرت أفكارك كرجل ؟
- نعم . تسللت إلي عالم الرجال وإكتشفت من خلاله أشياء كثيرة . علي سبيل المثال ، يأتي رجل بإنتظام لتناول البيزا في المطعم الذي أعمل فيه . وهو يأتي عادة بعد ممارسته الجنس مع إحدي العاهرات . قبل أن أبدأ عملية التحول ، لم أكن أتحدث إلي أحد في موقع العمل سوي صاحب المطعم . بدأ ذلك الرجل في الحديث معي وسرد تجاربه مع العاهرات . ربما كان يهدف من وراء ذلك إلي تعليمي، نظراً لمظهري الصبياني . حكي لي ذلك الرجل أشياء مذهلة .
ما هي نظرتك للمستقبل الآن ؟
- في ما أعتقد ، لو توفرت لديك القدرة علي مواجهة عملية التحول ، فستكون لديك القدرة علي مواجهة كل شئ .أشعر بالطمأنينة في لجوئي للخيار الثاني والسعي للتحول . وأري أن استغل فرصة الخيار الثاني لأقصي ما يمكن دون أن أعطل شيئاً من برامجي في التعليم والعمل والعلاقات الإجتماعية .
هل ستجري العملية الجراحية ؟
- إستلمت قبل قليل موافقة القاضي ، وسأمضي قدماً في عملية إزالة الرحم ، لأتمكن بعد ذلك من الحصول علي الوثائق الثبوتية اللآزمة .
هل كنت ستفعل نفس الشئ لو كان من الممكن تغيير الإسم دون اللجوء إلي الجراحة؟
- ربما نعم . ولكن ليس بهذا القدر من العجلة . كنت سأجري الجراحة علي الصدر أولاً ، إذ ليس من ذلك مفر . كنت أشعر بضغوط نفسية أول الأمر للإسراع بعملية تركيب العضو التناسلي ، لأن الهاجس الرئيسي هو أن تملك ذلك العضو حتي تصبح رجلاً . أما الآن فلا أري داعياً للعجلة . لا بأس من الوضع الحالي .
ألا تري أن هذا الأمر غير طبيعي إلي حد بعيد ؟
- الأمر غير الطبيعي أن نحدد إتجاهاً واحداً لسير الأشياء .
إنتهي .
| Quote: " الأمر غير الطبيعي أن نحدد إتجاهاً واحداً لسير الأشياء " |
هل تحظي هذه المقولة بقدر من العقلانية والقبول ، أم الرفض والإدانة من النظرة المحافظة ، أم الأمرين معاُ ، رغم ما تحمله في طياتها من مضامين عدة في مغزي الحياة وفلسفة الوجود ؟
مودتي .
سيف
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ما زلت فتاة من وجهة نظر القانون (Re: Saif Mahmoud)
|
عزيزي سيف
مثلك تماما اثار انتباهي ما ختم به حديثه قائلا
| Quote: - الأمر غير الطبيعي أن نحدد إتجاهاً واحداً لسير الأشياء . |
فهو متوازن وكثير الواقعية في تفكيره وهذا امر صعب للغاية في حالته .. قدرته علي التعايش مع حالته وخياراته التي تحتاج الي وقت ومعالجات كثيرة امر مثير للغاية ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ما زلت فتاة من وجهة نظر القانون (Re: Saif Mahmoud)
|
هلا بصديقنا سيف محمود ...
ازدانت سودانيز بمقدمك الانيق ...
كيف روما وضواحيها على حسك ؟؟
الزحام .. والاصوات العالية .. والاسباجيتي ؟؟
مرور على سبيل التحية ... ولي عودة ...
تخريمة :
عملت التعديل المطلوب ؟؟
تحياتي ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ما زلت فتاة من وجهة نظر القانون (Re: معاذ حسن)
|
مرحب بالأخ سيف
سرد جميل نقل الصورة كاملة
أتسائل دائمآ كيف يفكر هؤلاء القوم حقيقة وأكون متطرفآ كثيرآ كيف سبقونا الى شق المدنية المتقدم من التكنلوجيا والنظام وهم يعيشون أزمة أجدها غريبة ولا أريد أن أقول متخلفة فى الشق الثانى من المدنية وهى قمة التفكك الإجتماعى والإنتماء .
قالت جارتا بفخر بأنها طردت إبنها ذو العشرون ربيعآ قائلة له بأنها لاتدير فندق يدفع أو يخرج من المنزل وهو عاطل عن العمل .
جار آخر أرسل إبنته للطبيب النفسى لأنها لم تمارس الجنس حتى سن الثامنة عشر وقال معللآ ذلك ربما تكون سحاقية ولا تدرى فيجب أن تمارس حياة طبيعية .
رغم ذلك لا يزال الإيطاليين أفضل من باقى أوربا من ناحية التماسك الأسرى خاصة فى الأرياف .
لك مودتى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ما زلت فتاة من وجهة نظر القانون (Re: Saif Mahmoud)
|
يا أستاذ سيف
تحايا وأشواق بلا حدود ورجاء أن تكون الدكتورة زينب على خير حال. زمن طويل!! ولكن نأمل فى لقاء قريب
ما أوردت عاليه جزء أصيل من دراستى هنا – الا نرى الأشياء بعين واحدة والاّ نحدد إتجاها واحدا للسير!!!! أليس ذلكم ذات ما تدعو له الفكرة الجمهورية؟؟
هذا بوست لطيف وآمل أن تتحفنا دائما بما يزيل كدورات هذا البورد والتى أراها تتعاظم كل صباح، ولكن مثل "انواركم" هذه الفينة بعد الفينة هى ما تجعلنا نثق بأن "الصبح قريب"
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
مازلت فتاة من وجهة نظر القانون (Re: Saif Mahmoud)
|
الأخ الصديق أبوبكر
تحية رمضانية طيبة
فعلاًًً يا أبوبكر ، هذا الT-Boy - كما يحلو له أن يسمي نفسه - متماسك ومتسق رغم الوضع الصعب الذي يعيشه.
الناس ديل صادقين في التمسك بقضاياهم بصورة ملفتة للنظر .
التحايا للدكتور سيدأحمد، ومن معك .
ولك شكري وتقديري .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: مازلت فتاة من وجهة نظر القانون (Re: Saif Mahmoud)
|
العزيزة سناء
أطيب التحايا
روما دائماً كماهي :تلوث سمعي وبيئي وإختناقات مرورية ،إلا في شهر أغسطس . ولكن عبق التاريخ يشفع لهاويضفي عليهاسحراً خاصاً.
بمجئ زينب ، قبل رمضان بقليل ، تحولت الإسباجيتي إلي قراصة بملاح تقلية، وعصير التفاح إلي آبري وعرديب ، وما أطيب ذلك !
يسعدني مرورك من هنا.
مودتي .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ما زلت فتاة من وجهة نظر القانون (Re: Saif Mahmoud)
|
الأخ معاذ
شكراً للترحيب ، ورمضان كريم
الأخ رأفت
أطيب التحايا
التقدم التكنولوجي للعالم الغربي ، والرفاهية الماديةالمنبثقة عنه والحريات السياسية والإجتماعية، قيم جيدة وهامة بلا شك ، ولكنها تفتقر إلي التوازن الروحي الذي يوجهها نحو غايات أفضل ، وعلي راسها السلام . السلام مع النفس ومع الآخرين .وهذا الشاب /ة في ما يبدو ، يسعي لأن يكون في سلام مع نفسه أولاً ثم في سلام مع الآخرين ولكن مشكلته معقدة حتي بمقاييس الثقافة الغربية . كان الله في عونه .
المجتمع الإيطالي يتمتع فعلاً بأواصر عائلية أقوي ، مقارنة بشمال وغرب أوربا. ويبدو ذلك بشكل أوضح في وسط وجنوب إيطاليا حيث كانت تسود إلي وقت ليس بالبعيد تقاليد وأعراف شرقية .
مودتي .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ما زلت فتاة من وجهة نظر القانون (Re: Saif Mahmoud)
|
| Quote: هذا بوست لطيف وآمل أن تتحفنا دائما بما يزيل كدورات هذا البورد والتى أراها تتعاظم كل صباح، ولكن مثل "انواركم" هذه الفينة بعد الفينة هى ما تجعلنا نثق بأن "الصبح قريب" |
عزيزي عبدالله .. رمضان كريم .اتابع كتاباتك باهتمام ويعجبني مافيها من سند تقريري تتجاوز به موروثات في الكتابة في الشان السوداني العام ترفض النقد وتشخصن امور عامة وبالتالي تتراكم الاخطاء والدليل حال البلاد والعباد ...
التصدي لمسالبنا نقدا هادفا وايجاد بدائل غير نمطية قابلة للتفعيل هو الذي سيخرجنا من سواد ليل اخفاقاتنا .. ازديداد اعداد امم السودان والتي في مجملها صارت شعوب مستهلكة لا منتجة بحكم ادارات سيئة وفاسدة يجعل امر الصبح القريب بعيدا حتي ولو ذهبت ادارات حالية مالم يتحول هذا المستهلك الي عامل ينتج ينظر الي حاله بواقعية وليس بتهيؤات مردها شعارات ووعود كاذبة لادارات فاسدة ...
سيف كما ذكرت سابقا واضح الرؤي فيما يكتب ويتناول واسهاماته ستكون بالتاكيد ثرة ...
حاشية:
سيف د.سيداحمد بخير لكنه يدير لايكاردا ادارة المعرفة ولذا فهو في حلب ويسافر كثيرا كعادته واكتفي كما هو الحال منذ اربع عقود بالهاتف لاسمع صوته ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ما زلت فتاة من وجهة نظر القانون (Re: Saif Mahmoud)
|
الأخ عبدالله
تحيات زاكيات ، لك وللأخت نزيهة
د. زينب وصلت بخير مع رمضان ، وبوصولها أصبح للصيام طعم خاص.
يسرني أن الثيمة التي إخترتها لرسالتك وردت في هذا الخيط . وهي ثيمة تمتد ظلالها لمختلف نواحي الحياة العامة والخاصة .
أتفق مع الأخ أبوبكر في أن ما نحتاج إليه هو الإستثمار في المورد البشري وإعادة صياغة المواطن السوداني . ولن يتم ذلك إلا علي أسس من الحريةوالعدالة الإقتصادية والإجتماعية .ولكن كيف يستقيم الظل والعود أعوج ؟
أثق في قدرتك علي مواجهة الكدر بالصفاء ، واليأس بالتفاؤل والثقة في قدرات شعبنا المحزون . فالشمس أيضاً تشرق ( آرنست همنجواي ؟)
مودتي .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ما زلت فتاة من وجهة نظر القانون (Re: Saif Mahmoud)
|
الوجه الآخر من المسألة ،
نُشرت بسودان فور أوول تحت عنوان " وجه في الغربة"
Quote:
معتدل القامة ، أشقر اللون ، مستدير الوجه ، تتدلي من شعره الذهبي خصلة طويلة علي إحدي خديه ، وتشع عيناه الزرقاوتان بإيحاءات جنسية غامضة .
طلب مني ، بصوت ناعم يثير عاطفة الأبوة ، أن اساعده في السفر للسودان .
حسبته من هواة الغطس في مياه البحر الأحمر الصافية ، أو أحد مصوري الأعماق يبحث عن الشعب المرجانية والأسماك الأكزوتية البديعة . إقترحت عليه الإتصال بإحدي وكالات السفر والسياحة التي تزخر بها المدينة . أجاب بأنه يود القيام بزيارة خاصة لصديق له في أمدرمان .
- إذن لماذا لاتكتب له ، أو تهاتفه ، برغبتك في زيارته ؟
- هو لايرغب في ذلك .
- ماذا بوسعي أن أفعل إن كان لايرغب في زيارتك ؟
إنحدرت دمعة من مقلته الزرقاء ، مسحها سريعاً بطرف أصبعه ثم أطرق هامساً :-
- إني أحبه .
إنتابني شعور بالقلق ، ونظرت ، دون قصد ، إلي صدره الذي لم أعره إهتماماً بادئ الأمر ، فوجدته يبرز قليلاً إلي الأمام ، وكان قد نجح في إخفائه بعناية . تظاهرت بالإنشغال بشئ آخر ، ولكنه لاحظ توتري ورغبتي في أن اقول شيئاَ ما ، لاأقوي علي قوله ، فبادرني :-
- أعرف ما يجول بخاطرك . دعني أشرح لك بهدوء .
تعرفت علي صاحبي في سياحة باليونان ، الصيف الماضي ، وقضينا معاً وقتاً ممتعاً ، ثم أقنعته بالسفر معي إيطاليا . عشنا سعيدين هنا بعض الوقت ثم أخبرته برغبتي في التحول إلي إمرأة .
صعقت من هول المفاجأة ، وعقدت الدهشة لساني .
- عفواً .. ماذا ..؟
رفع رأسه عالياُ كأنما يتحدي جحافل الجهل والظلام ، ثم قال بثقة وثبات :-
- نعم . صارحته برغبتي في تغيير هويتي من رجل إلي إمرأة .
أطرقت برأسي ودواخلي تفور برؤي ومشاعر غير قابلة للتصنيف ، كما لو كنت أشهد فصلاً خيالياً من أدب اللآمعقول الذي يضج به مسرح الحياة من حولنا . إستجمعت أطراف شجاعتي ونظرت مباشرة إلي عينيه دون أن أقوي علي الكلام ، فواصل حديثه قائلاً :-
" أخبرته برغبتي في إجراء جراحة أستعيد بها هويتي المفقودة لأتصالح مع نفسي وأعيش في هدوء . ولكنه رفض بشدة . رغبتي في الأنوثة أقوي من كل شئ .أجريت الجراحة في لندن ، وأوراقي الثبوتية لازالت تحمل صفتي الذكورية في إنتظار إكمال الإجراءات البيروقراطية . لم يعد صاحبي يطيقني بعد العملية الجراحية . ذات يوم أخبرني برغبته في السفر لزيارة الأهل ، ولم يعد بعد ذلك . "
شعرت تجاهه/ها بحالة من الرثاء ، وقررت إثناء هذا القلب المكلوم عن محاولة السفر ، رفقاً بكليهما ، ودرءاً لحرج أكبر وإحباط أكيد .
- دعي هذا الشخص وشأنه . لم يعد يحبك ، والطريق أمامك مفتوح لحب جديد .
- أعلم ذلك . ولكني لازلت أحبه .
- آسف إذن ، ولتصحبك عناية السماء .
نجحت في الوصول لأمدرمان ..
ولم تنجح في الوصول لقلب عشيقها .
سيف
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ما زلت فتاة من وجهة نظر القانون (Re: Saif Mahmoud)
|
Quote: الوجه الآخر من المسألة ،
نُشرت بسودان فور أوول تحت عنوان " وجه في الغربة" |
العزيز سيف ...
خيطك وجوه في الغربة كان من اجمل ما قرات لك ... فيه تداعي حنين ... واستحضار لاحداث علقت بالذاكرة واصبحت كمطر الرشاش ينزل
بنعومة فيلطف الجو ويملاه برائحة الدعاش اللطيف ...
اتمنى ان ارى هذا الخيط هنا فكثيرون ما زالوا يحتفظون بوجوه مرت بحياتهم واثرت فيها حتى لو ببقايا ذكرى...
تحياتي لزينب ... وكونوا بالف خير ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ما زلت فتاة من وجهة نظر القانون (Re: Saif Mahmoud)
|
الأديبة سناء
أحاول لملمة أطرافي ومعاودة الكتابة تحت هذا الخيط ، ولكن .. مأأكثر المشاغل ياسناء .
ولتعاستي ، أطالع وجوهاً كثيرة تستحق عناء المطالعة والتعرف علي ما تحمله خلف القناع من أسرار وعبر ودروس في هذه الحياة .
أرجو أن نري كتاباتك البديعة في وقت قريب .
مع وافر مودتي .
| |
|
|
|
|
|
|
| |
abubakr
معاذ حسن
رأفت ميلاد
عبدالله عثمان
Tragie Mustafa
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست