عباس تكشيرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 04:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-25-2007, 10:54 PM

أشرف البنا
<aأشرف البنا
تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 928

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عباس تكشيرة

    حكاية راجل التومة تكشيرة
    ــــــــــــــــــــــــ
    أشرقت الشمس ذلك الصباح ... لون أشعتها لم يكن عادي ... كان لونها شاحب و ضوءها خافت ... شيء آخر لم يكن عادي ... الحزن الذي صبغ أيام المدينة لم يكن حاضراً ... لم يكن أحد يفهم ما يحدث ... رغم ذلك كانت تلك المدينة التي تعودت على الأشياء الغريبة بمختلف صورها ... كانت المدينة مستعدة أيضاً لتقبل لون الشمس الجديد لولا شيء واحد لم يكن ليمر دون وقفة ...
    ما هو ذلك الشيء ؟؟؟
    الإجابة عرفها كل من سكن تلك المدينة : ضحكة عباس ...
    ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    ضحكة عباس...
    لا تستغرب ... عباس عاش في المدينة خمسين عاماً و سبعة أشهر و ثلاثة و عشرين يوماً و ثلاث عشرة ساعة و خمس دقائق لم يبتسم فيها أو يضحك و لا مرة واحدة ...
    في الساعة السادسة أذاع راديو المدينة الخبر و الذي تناقلته الألسن قبل ذلك ببرهة ... في السادسة و خمس دقائق تعالت الأصوات من ميكروفونات المساجد تحذر الناس من الإفتتان بضحكة عباس ... في السادسة و النصف بث الراديو لأول مرة تسجيلاً لضحكة عباس ...
    أمونة بايركس التي تعودت أن تمارس طقوسها الصباحية اليومية لمدة نصف ساعة في تلطيخ وجهها "بالفير أند لوفلي" تتبعه بكمية وافرة من البودرة و الألوان قبل الخروج إلى العمل ذهلت عن ذلك و خرجت للشارع بسبب ضحكة عباس متسابقة مع بقية سكان المدينة المسرعين ركوباً على شتى صنوف المركبات من رقشات و أمجاد و حافلات ... حتى التاكسي وجد في ذلك اليوم من يتزاحمون عليه ... الجميع يسعى إلى حيث يسكن عباس بديم الصرارين ( إشتهر ساكنوه بصرِّ وجههم بسبب أو بدونه ) ...
    دقت الساعة الثامنة ... ضحكة عباس مستمرة ... زوجة عباس "التومة تكشيرة" و أبنائها الخمسة و بناتها الثلاث سدوا جميع منافذ البيت حتى لا يتسلل أحد من الجموع المحيطة بالمنزل فيقطع ضحكة عباس التي طال إنتظارهم لها ...
    "الجاك كاش" صاحب الدكان الناصية جوار بيت عباس أشهد الواقفين على أنه أسقط ديونه المستحقة على عباس بعد أن إقتنع بعظمة هذا الرجل و هو يبيع آخر زجاجات المياه المعدنية و قد نفد قبلها البسكويت و جميع أصناف المأكولات الخفيفة بعد أن تهافتت على شرائها حشود من أتوا لسماع ضحكة عباس ...
    "نهلة حنكشة" أقسمت و هي تخاطب صديقاتها وسط الجموع بأن الفنانة "عوضية مجروس" لم تكن تقصد رجلاً سوى عباس حينما غنت "راجل المرا" لأول مرة قبل حظرها .
    السلطات الصحية سارعت على غير عادتها في تحذير جموع المحتشدين من "أنفلونزا ضحكة عباس" ...
    بعثة الفضائية أفلحت بعد مفاوضات مضنية في الحصول على موافقة "التومة تكشيرة" لبث ضحكة عباس على الهواء ...
    ما أن بدأ البث التلفزيوني حتى إكتشفت الجماهير أن الضحكة لم تكن تصدر عن عباس بل هي نغمة موبايل جديدة دستها جهة ما داخل موبايل عباس لتصرف أنظارالناس عن سرقة ضوء الشمس...
                  

09-25-2007, 10:58 PM

أشرف البنا
<aأشرف البنا
تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 928

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عباس تكشيرة (Re: أشرف البنا)

    عباس تكشيرة
    ــــــــــــــــ
    الخامسة و الربع من صباح اليوم التالي ... إستيقظ ( ديم الصرارين ) كعادته على أصوات الديوك الغاضبة و التي تبدأ صباحاتها كعادة كل أهل الديم بعراك يدمي الرؤوس ... عباس تكشيرة نهض من فراشه بسرعة مدفوعاً بصورة رئيسه في العمل خليل الحقّار و الذي دائماً ما تفتح تكشيرة عباس شهينه لإثقاله بالمهام الرسمية و غير الرسمية ...
    لم ينسى عباس و هو يغادر فراشه أن يصطحب معه تكشيرته التي تخلى عنها مكرهاً في اليوم السابق و هو يشهد مجده الذي إندثر قبل أن يتأجج بعد أن أدرك الناس سر تلك الضحكة الآسرة ...
    في السادسة كان عباس يغادر منزله على عجل مسابقاً الزمن بعد أن وزن التكشيرة على وجهه لزوم المظهر المعتاد ...
    عائشة جضوم كانت أول من إلتقت عيناه بعينيها و هو يغلق باب المنزل خلفه ... إبتسامة الشماتة المرتسمة على شفتيها كانت أشبه بقنبلة ذرية على وشك الإنفجار ... سارع في الخطى حتى يتجنب الإلتقاء بزوجها حسين شدق الفيل الذي لن يتوانى عن همزه و لمزه و هو عادة ما يجعل عباس يشعر بالألم في تكشيرته ...
    عند ناصية الشارع الثالث توقف عباس عند أولى محطاته الصباحية و هو يلتقط كيس ود عماري ليدق بسفة ( دقار ) المسامير الأخيرة لتثبيت النكشيرة على وجهه ...
    في السادسة و عشر داخل الحافلة التي يستقلها عباس لاحظت ناهد لقافة أن وجه الجالس على المقعد المقابل ليس غريباً عليها ... توفيق القلقان لاحظ نظرات زوجته الجالسة بجانبه إلى حيث يجلس عباس العابس ... ناهد شعرت برغبتها الطاغية لسؤال هذا المخلوق : ( أنا شفتك وين ؟؟؟ ) ... عباس إنتبه للنظرات الملقوفة الشقية ... إلتفت إليها لتجد ضالتها المنشودة فجأة و هي تلفظ إسم عباس تكشيرة المنبعث من ذاكرة اليوم السابق بصوت سمعه كل من كان بالحافلة من بشر نصف مستيقظة ... فايز أبانس الذي كان يقود الحافلة ما أن سمع الإسم حتى ضغط على الفرامل بكل ما أوتي من قوة ... إمتلأت الحافلة فجأة بحركة صاخبة وسط فرح الركاب بأن وسطهم يجلس عباس تكشيرة ... جمال طراوة الذي كان يرابط في موقعه المعتاد و هو يراقب بنات المدرسة المارات بنظراته الوقحة لاحظ الحافلة التي توقفت فجأة أمامه و دفعه الفضول ليقترب في سبيل معرفة ما يحدث بالحافلة ... خلال دقائق معدودة وجد عباس نفسه وسط إهتمام غير عادي بينما كان الخبر ينتشر حول الحافلة كما تنتشر النار في الهشيم ... عباس كان في حيرة من أمره هل يتخلى في تلك اللحظة عن التكشيرة التي لازمته طوال سنين عمره العجاف أم يرسم على وجهه إبتسامة زائفة تختلط بتكشيرته فتصنع مزيجاً فريداً ندر وجود مثله ليرضي بها معجبوه... الحافلة سعة خمسة عشر راكباً كانت في تلك اللحظة تحوي خمسين راكباً ... الحاجة سنية الدبل التي إستقلت الحافلة من أول محطة في طريقها لعيادة القلب المحولة شعرت بأنها تفقد وعيها نتيجة نقص الهواء و لفظت أنفاسها وسط زحام المتدافعين إلى داخل الحافلة و لم يشعر بها أحد ... الرقراق النشال أجهز على المحفظة الخامسة في ظرف أقل من ست دقائق ... جمال طراوة إستغل الزحام و وجد تسلية أخرى وسط الفضوليات اللاتي تواجدن بالحافلة ... أخيراً أفلح عباس في رسم إبتسامة على شفتيه زينتها سفة الدقار التي جعلته يشبه إلى حد كبير نجم السينما الشهير ( كينج كونج ) ... نصف ساعة مضت و عباس يرد تحايا معجبيه ... قبل أن تصل قوات الأمن التي وجدت صعوبة كبيرة في فض الزحام ...
    شعر المقدم عيسى جنابو قائد حملة إخلاء عباس بالفخر وهو يجلس بجوارعباس تكشيرة داخل عربة النجدة التي كشرت عن أنيابها قبل أن تنطلق بعباس حاملة إياه إلى عالم بلا تكشيرة أو كما ظن ..
                  

09-26-2007, 08:02 PM

سمية الحسن طلحة

تاريخ التسجيل: 11-19-2006
مجموع المشاركات: 4735

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عباس تكشيرة (Re: أشرف البنا)

    د. أشرف البنا
    مرحبا بعودة قلمك الآثر
    رمضان كريم
    كل عام وانتم بخير
                  

09-27-2007, 12:26 PM

أشرف البنا
<aأشرف البنا
تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 928

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عباس تكشيرة (Re: أشرف البنا)

    الأستاذة الأديبة بت الشيوخ سمية الحسن طلحة..
    تحية عطرة و رمضان كريم ..
    أشرق البوست بمرورك و سطع و أضاء ..
    ألف شكر على كلماتك الرقيقة ...
    مع أطيب التحايا و الود و الإحترام ...
                  

10-20-2007, 03:08 PM

أشرف البنا
<aأشرف البنا
تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 928

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عباس تكشيرة (Re: أشرف البنا)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de