|
|
 حنتوب .. وجهها الآخر .. إلى قرشو وكل محبي حنتوب
|
حنتوب ... وجهها الآخر
عزيزي وأخي الصديق (قرشو)
هزّني من الأعماق ذلك (البوست) منك عن حنتوب – الجميلة – ولست أعرف كيف أعلق على ما حملته أولى سطورك عن (صلحة) وما كانته صلحة لك وأنت تتذكر حنتوب أو تكتب عنها .. خماسين من الأحزان يا صديقي وأخي العزيز، لكن رياح الحزن العاصفة تتكشف دوماً عن حضور صلحة البهي في دواخل أصدقائها الكثيرين أما من سكن حنتوب منهم أو تذكرها عابراً أو حتى جاءها معزياً في صلحة فهؤلاء هم أهل الوجعة .. وهم أخوان الصفا وزملاء الطريق ورفاق الزمن الجميل وباسمهم واسمنا جميعاً أنا شقيق (صلحة) وباسم أسرتها وأهلها وأصدقائها وأبيات شعرها نعقد لك يا (قرشو) لواء الوفاء لها وتذكر زمانها وزمان حنتوب الندي ونقف معك مستعينين بروحها الرقيقة المقاتلة وصبرها الجميل وطبعها الوثاب لعلنا تتماسك منا الأيادي أمام حزن يولد في كل لحظة من جديد.
وبعد يا قرشو،
لم ننفرد نحن بحب حنتوب وهذا لا يحتاج إلى تأكيد، تكفي قراءة كل كلمة في التعقيبات الكثيرة على بوستك المحضور وتكفي الخمسين عاماً والخمسين دفعة مرت على حنتوب والعشرين جيلاً أو يزيد فنحن في زمن تكفي السنوات الخمس منه لتطلع على الأوجه جديد الملامح ولتتشكل في الدواخل رؤى كان يحتاج طلوعها إلى الأعوام المديدة .. نحن لم ننفرد بحنتوب .. لكننا انفردنا أنا وأنت وصلحة وأسرتينا والعديدين غيرنا بأننا لم نمر على حنتوب لسنوات أربع أو ثلاث قبل أن نغادر إلى الدنيا الواسعة لكننا مكثنا طفولتنا وصبانا وبعض شبابنا في أحضانها الوارفة وجناتها الغناء، صحيح أن الزمن لم يتركنا لهانيء العيش في تلك الربوع وها نحن مثل الجميع نضرب في أربع أركان الأرض لكننا نحن في زمان ما قبل الشتات كنا هنالك في حلم طويل جميل .. وحنتوب تغسل شعرها الطويل على ضفاف الأزرق العظيم قبل أن تجدله ضفائراً من جذور الأكاسيا واللبخ والنهر ينحدر إليها فاتحاً ذراعيه على امتدادهما في شوق عظيم قبل أن يميل إلى الغرب منها كأنه لا يريد أن يغادر ثم يخاصرها شمالاً ويلتقي في شرقها برافده الموسمي الوفي ذلك الذي في بلاد أخرى يسمونه نهراً بينما نحن لمعرفتنا بعزّنا النيلي الكبير (والعارف عزو مستريح) لا نعطيه اسماً أكبر من (رهد) ثم يمضي النهران متحدين في المسيرة الخالدة نحو لقاء الأبيض الشاسع (لصلحة قصيدة بديعة تحكي عن ذلك وتخرج منه بمعان جديدة) ... يا للرواء ويا لحظك يا حنتوب ويا لسعدك يا سودان ثم ما أشقى كل تلك الأماكن بماء مسكوب تركته وراءها قوافل الهجرة وذهبت تستمطر سحاب الأماني في صحارى العالم ودنياوات الجليد دون أن تُروى من عطشٍ ولا حنين، هل كتبت عن الماء المسكوب؟ إذن لا بد لي أن أتحدث عن الظل الممدود لأقول لك يا صديقي العزيز إن هذا الأخير قد (وقف وما زاد) كما يقول صديقنا الأستاذ عمر الدوش، وأوشك أن أضيف أنه ربما قصّر حتى لم يعد يتجاوز أساسات البيوت الطين التي غادرها الدفء وغادرها الشباب في زمن الجوع والصحراء والسل الذي عرّش أحقاداً ودولة كما يقول صديقي الآخر (راشد خالد حفظ الله) وكنت دوماً أتساءل ولا زلت أعيد السؤال (كيف يمكن لأي ذرة واحدة من رمال أن تتجرأ على تحالف الغيوم والنيل والمطر؟) لكن لدي وسط صحارى الهم هذه ما يبعث على الفرح، فحنتوب ما زالت تقاوم (مثلما روما بعينيها وقفت في وجه الحريق) ولا يزال النيل يحتضنها والرهد ويزورها الخريف ويأتي إليها في المواسم البجع .. يكفي أن تقطع النيل عبر الكبري ثم تجيل النظر لتقتحم الخضرة عينيك معلنة نصرها الأسطوري على الرمال .. ولا تزال هنالك قبائل الهدهد بل وشهد خريف هذا العام جيوش الصرفة ودبوية المطر ... قال أحد المعلقين على البوست الأصلي لقرشو معقباً على مداخلة أحد المارين على مدرسة حنتوب في الثمانينات ما معناه بأن ما رآه الأخير وأعجب به هو فقط ما تبقى من حنتوب .. أوافق طبعاً على ذلك .. لكني أضيف .. إن ما تبقى ليس بقليل مقارنة بما يحدث في مناطق أخرى من بلادي التي تخترقها الأنهار طولاً وعرضاً، أما ما كان فبالإمكان إعادته سيرته الأولى وبأيدينا نحن، فليس تنقص أجيالنا الإمكانات وفينا في كل مجال مرموق يشار إليه بكل الأصابع ولنبدأ بما تيسر، فالطبيعة لا تزال معنا والنهر الخالد لم يزل وحنتوب بل السودان كله أراض خصبة لكل غارس وزارع حُبٍّ وحَبٍّ وشجر .. ولي في هذا المجال تجربة صغيرة لكنها لا تخلو من دلالات، فلقد أنشأت داخل منزلنا الشاسع (شأن كل بيوت حنتوب) مسطحين خضّرتهما بالنجيلة وغرست حولهما ما تيسّر من شتول ووفرت لهما وسيلة للسقيا الدائمة ولم أصدق عيني عندما عدت بعد شهور ستة، فلقد انقلب المكان لشيء آخر، وجاءت الخضرة بكل الرياحين والفراشات والطيور، وأظن أن بإمكان أن أرفق صوراً من ذلك المكان البديع، لكننا نكتفي الآن بصورة نخلة تتوسط الميدان لا شبيه لسموها وسموقها ولا مثيل للقمرة الساطعة وسط جريدها المشرئب إلى أعلى السماء .. وأعود الآن إلى قرشو .. إلى حنتوب زمانئذٍ وما أدراك ما حنتوب .. سباقات الماراثون التي كنا نتابعها أطفالاً والطلاب يخترقون الضاحية من النهر إلى النهر مرتدين الفانيلات ذات الأرقام الملونة من الخلف، ثم مباريات كرة القدم يوم الأربعاء في الميادين الخضراء السبعة تماماً بعدد الجنان، ثم ميادين كرة السلة والتنس التي تضاهي ما نشاهده الآن على الفضائيات بانبهار ثم يوم الخميس وما أبهى أيام الخميس في حنتوب وما أروع ما كان يمسرحه طلابها في تلك الأيام .. كنا أطفالاً وشاهدنا لوممبا على المسرح وناصر وغاندي وغنى هنا وردي، محمد الأمين، وعرفنا سولارا والسمندل وسمعنا عن صمويل بيكيت ومسرح العبث .. ورأينا المنولوجات البديعة وسمعنا بالكيمياء العضوية وفيزياء الجزيئيات ونيوتن وأنشتين وطرق آذاننا المحظوظة وقتئذ خوالد المتنبي وروائع شكسبير وأبي تمام .. ويمر زمن يا صديقي ونصبح تلاميذاً في الابتدائي ونشارك ببعض الفقرات على المسرح وفي يوم الآباء وأعياد العلم نشد الحبل لتنافس مع طلاب المدرسة الثانوية ونغلبهم أحياناً ثم نشد معهم الأيادي جيلاً يتلقى عن جيل .. وتزداد معرفتنا عمقاً وسعادة اتساعاً بذلك المعهد العملاق ثم تأتي مرحلة الثانوي العام (المتوسط) ونتعرف عن قرب على عمك عبدو محمد نور (ريس الرفاص) ذلك الناصع السمرة .. الأنيق .. الوسيم.. المهيب .. الحازم والرقيق – رحمه الله رحمةً واسعة وألهم آله ومعارفه كل الصبر والسلوان – أسعدتني الظروف بمجالسته في زمن لاحق وعيادته أثناء مرضه الأخير .. وعمك عبدو مثل كل الخالدين الذين ارتبطت أسماءهم بحنتوب وعرفت قيمتهم وأصالة معدنهم أجيال الطلاب والخريجين شخص فريد بكل ما تحمل الكلمة من معنى ومعلم عظيم خصوصاً لمن عرفه طوال سنوات مديدة كحالنا أنا وقرشو وغيرنا .. ممن أقاموا في حنتوب قبل أن يدرسوا فيها ويعرف عم عبدو عشرات من طلاب وطالبات المدارس الوسطى من أهل حنتوب الذين كانوا يستغلون الرفاص جيئة وذهاباً مرتين في كل يوم في طريقهم إلى المدارس الوسطى (الثانوي العام على أيامنا) في مدني وبالتالي سنحت لهؤلاء فرصة التواجد تحت رعاية الريس عبدو محمد نور لساعتين كاملتين تقريباً في كل يوم نقضيها في أحضان النيل نتلقى منه في أثناء ذلك دروساً عظيمة وإذا كان هنالك شخص تلقينا منه خارج منازلننا كيف يكون الانضباط والنظام واحترام المرأة فذلك الشخص هو بلا منازع عمنا الريس عبدو محمد نور.. فأنت لا بد أن تكون في المشرع في الميعاد بالدقيقة والثانية، فعمك عبدو يتحرك بالرفاص صباحاً في ثاني رحلاته في الساعة السابعة إلا ربعاً تماماً (وتماماً هنا تعني كل أحرفها) وتعنيها تماماً .. وأنت إذ تتقدم لتأخذ مكانك في المركب المربوطة باحتراف وإتقان إلى الرفاص سوف لن تفعل ذلك إلا بعد أن تكون آخر الطالبات قد استقرت في مكانها المريح المحترم داخل كابينة الرفاص وإذا كنت (شليقاً) وتقدمت إلى المركب قبل ذلك فسوف تعيدك إلى مكانك خبطة قوية على الظهر بالحبل الممسك به عمك عبدو مع درس في الأخلاق ويا لروعة عمك عبدو وأناقته واحترافه ممسكاً بالحبل والرفاص يقترب وموتوره في أهدأ سرعته من ضفة حنتوب وعمك عبدو واقفاً Diagonally والحبل في يده بينما عينيه تنظران جانبياً مراقبتين في دقة حافة المركب والمشرع والرفاص معاً في الوقت ذاته وفي اللحظة ذاتها في كل مرة – في عين اللحظة وليس أبداً قبلها ولا بعدها – ترتفع يده اليسرى معطية بلغة الجسد إشارة للجالس على الماكينة لتهدر الأخيرة بالترس التقيل بينما تقذف يده الأخرى في رشاقة بالحبل ليستقر حول الصارية المنصوبة أسفل القيفة وتكون المركب في تلك الأثناء قد لامست برفق لا يكاد يحسه أحد حافة القيفة بينما اصطخبت مياه النيل في مؤخرة الرفاص حيث الدفة وامتزج صوت المياه الصاخبة بأصوات التلاميذ الفائرة بالصبا وصوت الماكينة الهادر وفوق الجميع صوت عمك عبدو وضحكته المجلجلة قافزاً إلى القيفة ومعطياً إياها في ذات القفزة ظهره بينما وجهه الوسيم تملؤه ابتسامة ترسم مع حزمه احتفالاً لا مثيل له بزحام الحياة وأصواتها الطالعة أمامه مياهاً ومعدناً وحناجر .. يا للمشهد ويا لجمال العنفوان .. بعدها نغادر المركب والرفاص، الأولاد أولاً هذه المرة بحكم وجودهم في المركب الأقرب إلى القيفة وبحكم اندفاعهم الذي لا يعترضه عمك عبدو هذه المرة وهم خارجين.. ثم يمر الجميع في كرنفال من ألوان أزياء المدارس الجميلة وقتها تحت ذلك الـ Arch البديع الذي يحمل أعلاه وبخط بديع اسم مدرسة حنتوب الثانوية وتاريخ تأسيسها في العام 1946 .. وأحبس الآن يا قرشو الدمعة وأنا أتحدث عن هذا الآرش فلقد ذهبت إلى هناك قبل عام وأنا اعتدت أن أذهب إلى المدرسة وأتجول فيها دون أدنى اهتمام بالأسوار العالية الكريهة التي وضعها سادة هذا الزمان الأصفر المشاتر حول المعهد العريق بعد أن اغتالوه .. كنت إذن أذهب وأتجول كلما عدت إلى هنالك في إجازة ولكني في ذاك العام لم أتمالك نفسي ولا دموعي ولا عجب إذ إنه كان عام الحزن .. فلم تكن قد مر على رحيل (صلحة) سوى سنة لكن دموعي عليها زادت وقتها دمعتين وأنا أقف تحت الآرش الشهير لأجده أثراً بعد عين والكتابة المحفورة عليه باسم المدرسة وتاريخ إنشائها تلوح بالكاد كباقي الوشم في ظاهر اليد.
يا للمجرمين السفلة فقد عرفت أيامها أنهم حاولوا إزالة الـ Arch ذاته من مكانه ليقيموا بدله مسخاً يحمل اسماً آخر ليس له في الواقع مسمى .. يا هؤلاء إن الأمم تحتفل بأقل من ذلك وأنتم تهدمون كل ذلك ولا تطرف لكم عين !!
سأحاول لاحقاً إرسال صور لذلك الـ Arch لا تتوفر لدي حالياً وأناشد كل خريجي حنتوب أن يفعلوا شيئاً وأضيف لعلمهم إن الشخص الذي كلفه هؤلاء الناس بإزالة الآرش رفض أن يفعل ذلك ودفع من رزقه القليل ثمن ذلك الموقف الشريف.
منظر آخر لم يكن متصوراً حدوثه ولو في الخيال ولا حتى في الكوابيس وسوف أقوم لاحقاً بإرساله إليكم وهو منظر الغنم (المعادية تاريخياً للخضرة) وهي ترعى .. أين؟ في داخل منزل المدير وتجوس في فرنداته كما تشاء .. لا أظن أن في مقدوري التعليق على شيء كهذا !!.
عدت بعدها راجلاً إلى منزلي لكن قدماي ذهبتا بي في الطريق القديم الحميم وإذا بي داخل مدرسة حنتوب الابتدائية الملاصقة لحنتوب الثانوية وإذا بي أجد نفسي واقفاً على كومة عالية من التراب وإذا بمرافقي يقول لي إنني أقف الآن على ما كان فرن ومطعم عمنا (شهودة) .. أسرعت نازلاً من هناك كالملسوع كأني أقف على قبر الرجل وليس مطعمه واتجهت بعدها شرقاً إلى الجامع المهيب (القدامي) أمام المدرسة وعند الباب وجدت الأخير موارباً قليلاً فدفعته ممنياً نفسي بمشاهدة معماره الداخلي الفريد والأثير إلى القلب والروح والحافل بالذكريات لكن ما كان بانتظاري لم يكن شيئاً من ذلك وكان في الواقع ختام مسك دهشة وحسرة وألم ذلك اليوم الطويل .. لقد وجدت – يا سادتي – داخل الجامع (عناقريباً) عليها نساء مضطجعات ومخضوبة أقدام وأيادي البعض منهن بالحناء بينما في زوايا المكان رجال وشباب بعضهم مستغرق في قيلولته وأطفال يلعبون في الزوايا والأرجاء ..!! أوصدت الباب كالملدوغ هذه المرة وتراجعت لا شعورياً خطوات عديدة إلى الوراء لأجد الباب ينفتح ويظهر بعض الشباب مرحبين بي وداعين لي بالتفضل بالدخول وأضاف بعضهم لعظيم دهشتي إنهم هنا منذ زمان يسكنون وإن هذا الجامع في الواقع هو منزلهم العامر مع الزوجات بالبنين والبنات.
ولسوف أعود يا قرشو.
لك ولكل محبي حنتوب الأشواق الكثيرة والحب والسلام.
د. محمد خليل الكارب
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: حنتوب .. وجهها الآخر .. إلى قرشو وكل محبي حنتوب (Re: mohamed karib)
|
الأخ الحبيب الدكتور محمد الكارب
لك التحية والتقدير وكل عام وانت بالف خير
اعتذر لتأخرى فى الرد على هذه القطعة الأدبية الرائعة والتحفة التى لا تماثل عن حنتوب وذكريات حنتوب وقد بهرتنى بعمق ذاكرتك التى صورت حنتوب كما كانت وكما كنا حتى خلت نفسى طالب فى المرحلة الابتدائية اركب فى المركب التى يجرها الرفاص واشرب بيدى من ماء النيل الجميل ذلك الماء البارد حتى فى ايام الصيف الفائظة فنشرب ولا نشبع منه وعمك عبدو رحمه الله وحكاوى الرفاص التى لا تنتهى ..
وكم حزنت لوصفك لحال حنتوب ابتداء من منزل المدير والذى كان فيلا تحفها الخضرة والجنائن والميادين ولن انسى احد المدراء ولعله الاستاذ عبدالباقى حينما ذهب له وفد من اهالى قرية الدناقلة المتاخمة للنيل يترجونه السماء لابناءهم وبناتهم الطلاب باستخدام الرفاص للحاق بمدارسهم والعودة ولما كان المطلب انسانى بحت وليس فى مقدور الاستاذ والمربى رفضه وافق ولكنه اضاف عقدة اخرى بأن اغنامهم ترعى فى الميادين وهو لن يتسامح فى ذلك ابدا.....
وكما تعلم اخى الحبيب كم كانت الخضرة تحف حنتوب بالميادين الجميلة والازهار اليانعة التى خصص لها عدد من الجناينية وخصص لها وابور ضخم لضخ المياه من النيل وسقيها فى ارجاء حنتوب المختلفة ومن عجب ان ذلك الوابور ظل صامدا عشرات السنين لم يتوقف يوما ولم يتلف ... سبحان الله ... كيف تثنى له ذلك وكل الالات تتلف وتتعطل وتتوقف ... لعلها دعوات عصافير الجنة حينما ترتوى فى الحدائق الغناء وهى تدعو له بطول البقاء .. ولعلها انفاس الزهر وهى تهدى حنتوب صباح مساء عبق واريج فشلت كل مصانع العطور الاوربية فى تقليده وصنع مثيل له ولعله بعض من انين محبين قطفوا زهرة ما فازدادوا حنينا لمن خلد فى دواخلهم فكان كل ذلك زاد ذلك الوابور ....
حزنت للارش الذى يعرفه كل من مر بحنتوب ولو لبرهة قليلة كما حزنت للعقليات الظلامية تلك التى أمرت بتهديم النصب التذكارى لاحد عمال المدرسة فى الخمسينات والذى كان يقبع امام مكتب المدير فى الحديقة الزاهية بالقرب من التلسكوب الشهير بزعم ان ذلك صنماً ... ما كنت اظن ان بعض العقول اغلقها اصحابها لهذه الدرجة المقيتة حتى استوت لديهم الظلمات والنور ...
الحنين لحنتوب اخى وكما تفضلت يعجن دماءنا وكياننا نحن من نشأنا فى حنتوب وعايشنا اجيالا وانبهرنا بقامات سامقة وتعرفنا على شخوص قل ان يجود بهم الزمان ولذا فان ذكرها تولد فينا الحنين المقيم وتصحى الزكريات الجميلة فنعود اليها ونكتب عنها باشتهاء وبلا كلل ....
أخى دكتور محمد
كنت اعرفك طبيبا انسانا وكيف انسى حينما كان والدى رحمه الله فى المستشفى بمدنى وساعتها كنت انت كذلك طبيبا فى ذات المستشفى فحففته بعنايتك وتابعت حالته حتى خروجه ولم تتوقف عن السؤال عنه وتفقد حاله فى المنزل وانا بعيد فى الغربة ولكن اخوتى كانوا ينقلون لى لطفك وعطفك وسماحتك وانسانيتك التى قل ان توجد لدى اطباءنا الكرام .. عرفت فيك ذلك وحفظته ولكنى لم اعرف انك أديبا لا يشق له غبار وانك تصوغ الكلم فتطوعه لتجعله يسلب الفؤاد ويقود الخاطر الى حيث تريد ... فما اسعدنى بك اخى الكريم وما اسعد هذا البورد بك لتخط هذا الجمال وذلك الوهج من الذكريات وليتنا نلتقى ثانية فى ربوع حنتوب وليتك تزودنا بما تمتلك من صور عن حديقتك العامرة وطبعا لن انسى اننى حينما اتى من المدرسة او القطاطى فقبل ان ارى منزلنا ارى منزلكم تحيط به الاشجار السامقات وهو يرحب بالداخل لقرية حنتوب ولكن يقال الان ان كل ذلك اصبح من الماضى اذ امتدت حنتوب الى ما لا حدود معترف بها سابقا بل واندمجت كل المناطق حتى وصلت الى ابوحراز مجتازة الرهد الجميل ...
ما احلى الزكريات اخى الحبيب دكتور محمد وما اروع الاتكاءة عليها والدعوة لكل محبى حنتوب ثانية للتوقف هنا فى هذه المساحة من الجمال الموشى بمهارة الدكتور فى نظم الحروف لتصبح باقة حب وحنين لحنتوب ....
مع مودتى ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حنتوب .. وجهها الآخر .. إلى قرشو وكل محبي حنتوب (Re: قرشـــو)
|
عزيزي قرشو
لك التحيات الزاكيات معطرة بانفاس الورود فى حنتوب ذلك الزمن...
مرورك اعطى لما كتبت روحا ثانية وبه الذكريات تزداد خضرة والمعانى سطوعا والالوان نضارة و يا ليتني يا قرشو بقيت هنالك فكل الناس فى حنتوب والدى ووالدك وجميعهم اشد ما يكونوا احتياجا لابناء وبنات عسى يسعد هؤلاء باداء شئ من دين ويا له من واجب يملا قلب من يؤديه بالحب وروحه بالنور وايامه بالرضا فقد سعدنا يا قرشو باهل (يرفعوا الراس) وجيرة كانوا كالاهل بل اكثر
الصور التى تحدثت عنها فى البوست سوف تنزل تباعا بعد ان اتمكن من تحديد مكانها فى ذاكرة الموبايل القديم فانا يا صديقى لا زلت احاول تعلم الغوص في بحار التكنولوجيا القادمة كل لحظة بالجديد وفى الحقيقة (وانا اتحدث الان عن الموبايل)فان طريقة تعاملي معه تسلب منه صفة ال mobility اذ انني كثيرا جدا ما اتركه حيث هو فى امن وامان بينما انا متحرك في كل مكان وابدو والحالة هذه اكثر جدارة بالاسم من الجهاز اليس كذلك؟
ارجو يا قرشو ان يتواصل مرورك وكتاباتك عن حنتوب فتلك الاماكن لا يزيدنا الحديث عنها الا شوقا للمزيد وساظل فى انتظارك.
لك مجددا ودوما عاطر التحايا وجميل الامنيات
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حنتوب .. وجهها الآخر .. إلى قرشو وكل محبي حنتوب (Re: mohamed karib)
|
الصديق دكتور محمد الكارب
تحية وسلام
شكراً علي الكتابة الجميلة عن الاماكن الاجمل و الزمن البهي
غالبت نفسي كثيرأً في ان الوذ بالصمت عن الكتابة في معظم ما يكتب عن حنتوب إلا ان كتابتك كسرت عود هذه المغالبة...هزتني حتى النخاع كتابات الاديب كامل عبد الماجد عن حنتوب، و لكن كتابتك خلخلت الدواخل و هزت النفس عميقاً و "لطيفاً" لتتساقط الاشجان و الذكريات عن مكان له في القلب مرقد دائم...حنتوب.
لا اذيعك سراانني احتفظ بصورة فوتوغرافية عتيقة في مكتبي لواجهة مدرسة حنتوب و برج ساعتها يطعن جوف السماء في اباء و شمم، و لهذه الصورة التي يرجع تاريخها الي مايقارب الخمسة و الثلاثين عاماً قصة، ساحكيها لاحقاًان قدر لنا ذلك...و كلما زارني واحد ممن مروا بحنتوب الثانوية فانني اهديه نسخة من هذه الصورة و في اطار يليق بمكانة حنتوب كما احفظها و يحفظها ابناؤهافي القلب. و آخر من اهديته اياهاكان الصديق دكتور جمال عيسى زايد و الذي ابدى سعادة فائقة للحد، لاننا كنا ابناء زمن واحد في حنتوب الثانوية ...تعاصرنا في ذلك الزمن البهي ، هو في داخلية جماع و انا في داخلية ابو عنجة.
بالطبع لم اصدق عيني حين التقيتك في الخرطوم في يناير الماضي وانت تطلعني علي صور حنتوب و الاغنام تجد مرتعاً "بائساً" لها في "سرايا" المدير!!!
فتاريخ الاماكن مثل حنتوب تقام له المهرجانات و ترفع الاكاليل علي نصبه... ولكن!!!
علي اية حال لك الشكر و المودة،
و لنا عودة
صديق عبد الهادي.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حنتوب .. وجهها الآخر .. إلى قرشو وكل محبي حنتوب (Re: mohamed karib)
|
صديقى واستاذى العزيز /صديق:
لن يكفى ان اقول ان مرورك اسعدنى فهو فى الواقع قد تجاوز ذلك فاطربنى ,ولست ادرى اى نوع من الصدف ذلك الذى جعلنى احادث الاخ والصديق حسن عبدالسلام عنك قبل ساعات من مطالعتى مداخلتك وامنيتنا المشتركة بان تعلق انت على البوست ثم حدوث ذلك بالفعل ربما فى ذات الوقت اذا اخذنا فارق التوقيت بين ساحل اميركا الشمالى حيث تقيم اتت وحسن و جزبرة العرب حيث انا اخيم...تلك اذن واحدة من اسرع الامنيات تحققا وليت البقية تكون كذلك او قريبا من ذلك..
وبعد يا صديقى العزيز:
سعدت حقا بذلك اللقاء في الخرطوم على قصره واحتشاده بالتفاصيل ولا عجب فقد كنا نحاول ملء ساعات قليلة كانت هي كل ما توفر لدينا بحكايات عشرين عاما من الشتات .... كنا نحاول اذن ما يقارب المستحيل لكن ما اصبح ممكنا منه كان يستاهل بلا شك ذلك المجهود ولا نزال وراء ما تبقى اذ لا بد من صنعائنا وان طال كل القصار....كان ممتعا لقاء اولئك الاصدقاء والاحلام الكبيرة المشروعة ثم الحوامة في شوارع الخرطوم حتي محطة بحري الوسطي او ما كانت سابقا بذاك الاسم لانى وجدت (ودائما ما اجد عند كل عودة للوطن)ان لافتات ضخمة قد جري تعليقها(في الحقيقة تلفبقها) حاملة اسماء مضحكة جديدة لاماكن ظلت اسماؤها المعروفةتعكس تاريخنا الحي وتحمل حكايات ودلالات وتجارب تصنع للاجيال ذاكرة وترسم للمدن والاوطان ملامح.
وعودة الى تلك المعاهد با صديقي ... حنتوب اقصد وجامعة الخرطوم وذلك العهد الزاهر ...سبفتم انت و جيلك الي تلك المنارات وبالتاكيد شهدتم فيها اياما افضل لكن جيلنا علي ذات الدرب سار ولم نحرم رغم اختلاف الظروف(للاسوا طبعا) من نسائم تجربتكم الحافلة.... تلك حكايات بين الاجيال ما اجدرها بالتوثيق الحامل للتجارب لا خاص فبه يغني عن عام ولا عام يحمل طعمه بلا خاص .... لقد كنت انت يا صديف موفقا ورائدا عندما مارست شيئا من ذلك وانت توثق بروعة عن مرور الراحل الخانم عدلان(عليه رحمة الله)بساحلكم الشرقي فهل تواصل المهمة ؟ اظنك توافقني فما اكثر المارين وما ابعد السواحل...
ودمت يا صدبقي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حنتوب .. وجهها الآخر .. إلى قرشو وكل محبي حنتوب (Re: mohamed karib)
|
الأخ الحبيب الدكتور محمد الكارب
لك التحية
ومعك نجتر زكريات الزمن الجميل فى الاماكن الأجمل وهى ذكرى لا تخبو ابدا ولا تنطفىء فى الوجدان ولعل هنالك ملاحظة اخرى جديرة بتسليط الضوء عليها وهى العلاقات بين من مروا بحنتوب سواء كانوا طلابا او معلمين او عمالا فهم يصبحوا قبيلة واحدة ولك ان تتصور كيف كان يأتى لحنتوب اولئك من اصقاع السودان المختلفة وقد يعودون وقد لا يستقرون وتصبح حنتوب موطنا لهم وبذا اصبحت حنتوب منطقة سودانية بحتة لا تعرف العنصريات والقبليات واينما تذهب فى اصقاع السودان وتجد احد افراد حنتوب فأنت وجدت اهلك ووجدت رفقتك التى لا تخيب ظنك وتلك صفة غاية فى الابداع والروعة والجمال فقد اصبحت حنتوب السودان كله فهل نجد اجمل من ذلك ؟؟؟؟
يحدثنى بالأمس الصديق والرفيق الدكتور مصطفى جعفر شمعون قائلا ان احد ضيوفه يأتى له فى القصيم ودوما يجده فى رفقة احد زملاء حنتوب والحديث كله عن ذكريات تلك الفترة فاحتج الضيف وقال لهم اننى لن آتيكم ثانية لاننى ساظل مستمعا لحنتوب دون ان استطيع المشاركة فى الانس ....
هذه حنتوب التى تستحوذ على كل المجالس حينما تكون يوما فى تاريخ شخص ما وتصبح هى سيدة الوقت كله..
سعيد اخى الدكتور بنكران ذاتك وامانيك بخدمة اهلنا فى حنتوب الذين تفانيت فى خدمتهم وفى نجدتهم وفى تقديم العون بلا حدود وتلك شيم الاوفياء اولاد الاصول الذين لا يعرفون التنكر للاخرين بل يقدموا بلا حساب كل شىء حتى ولو كان فوق مقدرتهم ...
الله يديك الصحة والعافية وتجد من يرد لك ذلك الجميل اضعافا ....
مع مودتى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حنتوب .. وجهها الآخر .. إلى قرشو وكل محبي حنتوب (Re: قرشـــو)
|
د. محمد خليل الكارب
قرشو
تحياتى نديّات
أسجل حضور عبر (ردهات) هذا البوست ...
حنتوب .. عرفتها أولا وفيها بعض (أرحامى) .. هناك
(ناس ودقوى (أعمامى) وحوش (آل زرقان) وكثير من أصحابهم
من لدن (آل محمد زين) وآل أبشر ... ثم أتيت مدرستها
العتيقة المعتقة طالبا .. ولكن من جيل لاحق فاحتلت مكانها
فى الدواخل ...
أمّا آل الكارب فأعرفهم من (جذورهم) .. ودالبر والحديبة
والشرفة فقد شنّفت أذنى منذ الصغر سيرة الخليل وبلاد الخليل
فى جلسات أنس أهلى بنيمة جدى (أحمد ود قوى) بأبى حراز ...
لكم الود
عبد الرحمن قوى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: حنتوب .. وجهها الآخر .. إلى قرشو وكل محبي حنتوب (Re: mohamed karib)
|
| Quote: الصور التى تحدثت عنها فى البوست سوف تنزل تباعا بعد ان اتمكن من تحديد مكانها فى ذاكرة الموبايل القديم فانا يا صديقى لا زلت احاول تعلم الغوص في بحار التكنولوجيا القادمة كل لحظة بالجديد وفى الحقيقة (وانا اتحدث الان عن الموبايل)فان طريقة تعاملي معه تسلب منه صفة ال mobility اذ انني كثيرا جدا ما اتركه حيث هو فى امن وامان بينما انا متحرك في كل مكان وابدو والحالة هذه اكثر جدارة بالاسم من الجهاز اليس كذلك؟ |
محمد اخوى
ربنا يخليك وتكتب وتدخل السرور فى القلب والخاطر..
مودتى/ رباب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حنتوب .. وجهها الآخر .. إلى قرشو وكل محبي حنتوب (Re: mohamed karib)
|
Quote: كو.. كو.. كو
نحن هنا.. |
الحبيبة بنت الحبيب
رجاء هنا ؟؟؟؟؟
وانا اقول النور الجهر عيونى ده من وين ؟؟؟
منورة يا ست البنات والله
وليك وحشة شديدة جدا
ارجو ان تكونى اولا بخير وكل امورك على ما يرام
كما ارجو ان لا تبخلى بزيارة بوست حنتوب ياغالية
فانت واسرتك جزء من نكهة حنتوب الجميلة
كما كنتم جزء من تشكيلتها الرائعة
بكم ازدانت وازدهت ردحا
وبقيت زكراكم العطرة تفوح بكل جنباتها
خليك معانا بالله
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: حنتوب .. وجهها الآخر .. إلى قرشو وكل محبي حنتوب (Re: Elsuhaili Magzoub)
|
إن للأمكنة ظروف تظل مع الأزمنة سيان فى أفاعيلهما وفى منتوج كيمياء الأرواح التواقة الذواقة إليها لإرتباطات وثيقة لا تنفصم ولا تنفصل عنها لا بل تتداعى دقائق الذكريات حولها بالوقوف على أدنى طلل من منظومتها المسبوكة والمتثائبه فى بعضها بجرس منتظم فى خيط يبدئ روعة التداخل بأنسجام جذاب ومدهش قلكل حقبة مسرح يعج ويضج بالدراما والكوميدى والتراجيديا ولكل جيل من تلك الحقب جذبته المسكره ونشوته البهية المفرحه فحنتوب لكم أهلها وطلابها وزوارها لا تعنى المحل فقـط ولكن تعنى الحال وتعنى صانعيه وكالذى قال
مررت بالديار ديار سلمى
أقبل ذا الجدار وذا الجدار
فما حب الديار ملكنا قلبى
ولكن حب من سكن الديار
فحنتوب إحدى دلالات الوطن الجامعه لأشواق أبنائه بمختلف مشاربهم كطقت ووادى سيدنا ورومبيك والأحفاد الثانوية وقتذاك وجميعها سبقت بالفضل علينا وعلينا أن نظل لها أوفياء وشعارنا
للأوطان فى دم كل حر
يد سلفت ودين مستحق
وللحرية الحمراء باب
بكل يد مضرجة يدق
وتلك هى الأمكنه المتعدده فى وحدة الأوطان فعزتها وعزة أهلها لا ينفصلان لا بل يظلا كذلك وإن ضنى أى منهما وكما أبدع القائل
ديارى وإن جارت على عزيزة
أهلى وإن ضنوا على كرام
والمؤسف حقا أن تطال تلك المنارات مناكب الأقزام وكسيح أعضائهم لحرقها وخرق أجسادها وهى تحمل فى أرجائها ورحابها عبارات أماجد ووشم عباقره ونحت فرسان فقد ساقنى الزمن إلى طقت الثانويه عام 1998 ورأيت فى إحدى داخلياتها إمضاء هاشم العطا وربما هنالك الكثير المثير الخطر فهذه مدائن وأماكن لصناعة التاريخ وتوثيقه وأماكن لها مدلولها وقداستها فإن إستوقفت من أداء ما قامت لأجله فالتضم إلى مصلحة الآثار واليشرع فى العناية بها فهذه ثروة مهوله...
أخى دكتور محمد الكارب إن من أهلك الأكرمين رجل دلنى على هذا البوست وأسف إن كان تو دلوى واهيا وهنا ولك ولقرشو وحسن وصديق وكل من به علاقه بحنتوب السلام..............................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حنتوب .. وجهها الآخر .. إلى قرشو وكل محبي حنتوب (Re: mohamed karib)
|
الأخ الدكتور مصطفى محمود
لك التحية
اشكرك مرورك الجميل وفى معيتك الهدهد الباقى فى الوجدان ذلك الطائر الذى اشتهرت به منطقة حنتوب مما حدا بالقائمين على امر المدرسة جعل صورته شعارا لها حينما كان لكل مدرسة شعار ينسج على قطعة قماش مربعة ويلزم كل طالب بالصاقها على جيب قميصه فكم كان ذلك الشعار مصدر فخر ...
شكرا على هذه الذكرى الجميلة سيدى وابق معنا داعما كعهدك دوما ...
مع مودتى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حنتوب .. وجهها الآخر .. إلى قرشو وكل محبي حنتوب (Re: mohamed karib)
|
عزيزي د. محمد الكارب و كل محبي حنتوب
هذه الصورة اخذت في عام 1972م ، و قد برّني بها الاخ و الصديق الاستاذ عبد الخالق الامين محمد صديقي وابن منطقتي ، كان عبد الخالق طالباً نابهاً جاء اول السودان في امتحان الشهادة السودانية، بالطبع من مدرسة حنتوب الثانوية، و لقد كان ذلك حدثأً لاينسى في منطقة غرب الجزيرة و لا نزال نتداوله الي يومنا هذا كلما تطرقنا الي امر التعليم ، و ما آل اليه في ظل آل "التوجه الحضاري"!!! اني اعلم جيداً ان لحنتوب مكان اثير في قلب عبد الخالق.
لو يلاحظ الذين يعرفون حنتوب ان هذه الصورة مأخوذة من جهة داخلية ابو عنجة، و هي من الداخليات القريبة من جهة حنتوب الحلة، و طبعاً كل طلاب و طالبات حنتوب الحلة وجل اهل حنتوب في رواحهم من "المشرع" سابقا،ً كانوا يمرون بين داخليتي "ابو عنجة" و "ود النجومي" و هي من الداخليات الغربية التي كانت تضم كذلك داخلية "ود ضيف الله" ، داخلية " ود عدلان" و داخلية "دينار"، و "دينار" هي الداخلية الغربية الوحيدة التي تتوسط الداخليات الشرقية، و كان ذلك سبباً في كثير من الاحتكاك و الملاسنة خاصة في ايام المنافسات الرياضية ، و تلك ايام لها طعم خاص.
و ارجع الي داخلية "ابو عنجة"، فهي واحدة من الداخليات ذات المكانة الخاصة في تاريخ "حنتوب". تخرج في هذه الداخلية الاستاذ محمد ابراهيم نقد، الدكتور حسن الترابي و جعفر النميري، (اما علاقتها بتاريخ السودان و ممارسة الديمقراطية فذلك امر متروك لكم)!!!.
من الاشياء المثيرة في حنتوب ان الناس يتوارثون التاريخ و يتحدثون عن وقائعه و كانه حدث بالامس، اذكر اننا حين قدمنا الي المدرسة في عام 1973م كنا نتناول الشخصيات التي مرت بالمدرسة و كانهم مازالوا فيها، وكثيراً ما كنا نتناول ذلك بشئ من التباهي الحميم الذي تولده روح المنافسة التي تزرعها فيك حنتوب، كان مناخ المدرسة غني بالتنافس الشريف و التحدي في كل المناحي و الضروب ، يعني بكلام الفرنجة كانت حنتوب challenging environment اكاديمياً، رياضياً، ثقافياً، اجتماعياًو سياسياً، ولقد استفاد طلابها كثيراً من ذلك في حياتهم العملية. حنتوب لم تكن مجرد مدرسة ، بل كانت اكثر من ذلك و اكبر، معظم طلابها، هذا إن لم يكن جلهم، يؤكدون لك ان اخصب سني حياتهم كانت بمدرسة حنتوب الثانوية، و احسب نفسي احد اولئك، رغم ان جامعة الخرطوم فتحت لنا آفاقاً اوسع و ارحب، و لكن لا يخالجني شك ان جذر تلك الآفاق إمتد عميقاً في تربة حنتوب و تشرب من تاريخها الباذخ.
الاخ الكارب/
يبدو انني سرحت و مرحت في تشعيبات موضوع حنتوب ، و لكني سأعود الي ان كيف تلك الصورة اصبحت بالنسبة لي اكثر من ذلك !!!
الشكر مرة اخرى علي هذا البوست الذي انطقنا بعد ان كنا نعتقد ان الصمت في حضرة حنتوب هو التعبير الاسمى عن حبنا.
لك مودتي،
صديق عبد الهادي.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حنتوب .. وجهها الآخر .. إلى قرشو وكل محبي حنتوب (Re: صديق عبد الهادي)
|
رباب ومحمد الكارب وخالد محمد نور وصديق عبدالهادي وكل ناس حنتوب الجميلة الجميلين..
سلامات ومحبات..
مسكني منكم الشديد القوي ويدي اليمين الكانت معطًلة..
ساكون معاكم طوال الويك إند باذن المولى..
طبعا الصور (خرااااافة).. حاجة تانية خالص!!!
أصلك ما تقول دي البيوت البنعرفها.. والعجب الجامع الجنب المدرسة.. سبحان الله
بتذكر جيدا انو أستاذ الوسيلة الله يرحمه علًمنا الصلاة الجماعية في الجامع ده وإختار مننا كم إمام كده..
قمت طلبت منه إني أأم التلاميذ. لأني استغربتا إنه عزل الأولاد بس (إشمعنا )..
تصدقوا وافق .. يعني أنا أميت 42 تلميذ قبل كده ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حنتوب .. وجهها الآخر .. إلى قرشو وكل محبي حنتوب (Re: mohamed karib)
|
العزيز قرشو
قضيت وقتا ليس بالقليل الامس للبحث هن بوستك الاول 'جدا' عن حنتوب..
وقد كان فى نيتى ان اتحصل على مشاركات صلحة 'ذات الدرجة الادبية العالية' واضافتها لهذا البوست..
ولكنى لم اعثر عليه !!! 'محل طار ماعرفتو'
اتمنى ان تكون انت محتفظ بنسخة من ذلك البوست وعندها يمكن اذا سمح وقتك ان تقوم بمهمة انزال مشاركات صلحة هنا مرة اخرى
لك الشكر اخى قرشو
وتحايا لحنتوب واهلها
دمتم/ رباب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حنتوب .. وجهها الآخر .. إلى قرشو وكل محبي حنتوب (Re: mohamed karib)
|
الاخوة و الاخوات
تحية وسلام
ساحاول ان انقل اليكم مقالاً ممتعاًكان ان نشرته جريدة الفجر اللندنية في يوم 9 اغسطس 1998م و ذلك قبل توقفها. والمقال بقلم مصطفى محمد علي و الذي كان ان نشره قبل ذلك في جريدة الرأي العام.
كعادة الـ"حنتوبيين" احتفظت بذلك المقال طيلة هذه السنوات ضمن ارشيفي الاثير، و طبعاً حاجات حنتوب لا يمكن "تسليفها"او "استلافها" ولكن يمكن عمل نسخة، و ان كان لاي منكم شك في ذلك فليجرب مع كل من مرّ بحنتوب مطلقاً!!!
جاء المقال بعنوان :
ذكريات حنتوب الجميلة
كانت كلية غردون التذكارية المدرسة الثانوية الوحيدة في السودان و مقرها جامعة الخرطوم حالياً، و عندما ظهرت المدارس العليا نقلت المدرسة الثانوية ذات الستة انهر الي ام درمان.
حنتوب و وادي سيدنا: لاسباب سياسية لابعاد الطلاب عن العمل الوطني بالعاصمة . تم نقل ثلاثة انهر الي وادي سيدنافي بداية العام الدراسي مطلع 1946م، اما النهرين الباقيين فقد تقرر بقاؤهما في ام درمان ريثما تكتمل مباني حنتوب، و لكن اشتراك الطلاب في وداع وفد السودان الي مصر، ادى لنقلها الي مقرها في منتصف العام الدراسي 1946.
نقل الازهري لحنتوب: تقرر ذلك لاسباب لا تخفي علي احد، لكنه رفض تنفيذه و اطلق قولته: نقلوني حنتوب برضه مش ح "نتوب".
الهدهد شعار حنتوب: وصل الطلاب الي حنتوب ، استقبلهم المستر بروان مدير المدرسة، كما استقبلتهم اسراب من الطيور، قال المستر براون: ما اسم هذا الطائر بالعربية؟ اجابوا "الهدهد" قال سيكون هذا شعار المدرسة.
الفنان الراحل الخير عثمان : كان صديق المدرسة، يقوم باحياء لياليها الغنائية مساء كل خميس، لتسعين في المائة من طلابها الذين لا يملكون خمسة قروش تكفي لمشاهدة السينما في مدني،
....نواصل....
يا ترى من هم فنانو حنتوب من الطلاب في ذاك الزمان؟!!!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حنتوب .. وجهها الآخر .. إلى قرشو وكل محبي حنتوب (Re: mohamed karib)
|
Quote: للأوطان فى دم كل حر
يد سلفت ودين مستحق
وللحرية الحمراء باب
بكل يد مضرجة يدق
|
الأخ منصور المفتاح
لك التحية
لقد سعد البوست ورواده بمرورك الشفيف وحديثك العذب الجميل وسلاسة كلماتك التى لا تمل ابدا..
ما اجمل طلته البهية سيدى وانت تضيف الى الجمال وذكراه جمالاً أخاذا وسحنة من العمق الجميل..
نعم انهاالاوطان سيدى والتى لها علينا كل الحق
واقل الحق ان نذكرها ونذكر جمالها وما فيها من اشياء ...
لك مودتى بعد شكرى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حنتوب .. وجهها الآخر .. إلى قرشو وكل محبي حنتوب (Re: 3bdo)
|
Quote: سلام لكل محبي حنتوب الجميلة
لم اكتب في البورد منذ فترة ... ولكني لم أستطع تجاوز هذا البوست لسببين ... اولهما سيرة مكان وزمان محبب الي قلبي
وثانيهما وجود شخص اقدره وافتقده بشدة ... حبيبنا قرشو
ايام يا حنتوب ...
ساعود ان شاء الله
نسال الرحمة للغالية صلحة وكانت قد شاركتنا بوست قرشو السابق
حنتوب الجميلة |
ما بصدق والله
معقول عبده هنا
ياخى انت الجبت البوست البنفتش فيه لينا زمن
الكلام يحلو الان ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حنتوب .. وجهها الآخر .. إلى قرشو وكل محبي حنتوب (Re: mohamed karib)
|
الأخ الدكتور محمد
لك التحية
لقد هيجت الذكريات حقا بصورة الجامع العتيق فى حنتوب وهو كان واسطة طريقنا من القطاطى للمدرسة وكان الجامع هو مكان صلاة التراويح ونحن صغارا لم نعرف معنى التراويح بعد ولكننا كنا نؤديها هنالك..
كم كان هذا الجامع جميلا ونظيفا وطلاؤه ناصعا تراه وانت قادم من البرسى او الملكية وكم كان بلاطه نظيفا لدرجة انك تفضل الصلاة على البلاط من الصلاة على البرش لان البرش كان خشنا وكم كان باردا لانه على منطقة عاليه وشبابيكه تسرب الهواء العليل اليه من كل الاتجاهات ...
معقول ينتهى الجامع الى هذه المهزلة .. وان يسكنه قوم عابرون او ظاعنون لست ادرى ؟؟؟
انه حقا زمن العجائب ...
وانه حقا اوان المهازل ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حنتوب .. وجهها الآخر .. إلى قرشو وكل محبي حنتوب (Re: mohamed karib)
|
اتصل بى من اليابان الدكتور بهاء الدين الهادى خير السيد والذى سبق وان عمل معلما فى مدرسة حنتوب منذ مطلع العام 1986 وهو يختزن من الزكريات الكثير والكثير جدا عن حنتوب ويعلم الكثير والكثير جدا وايضا يحتفظ الكثير من الصور عن حنتوب الجميلة وقد وعد بتزويدنا بالكثير ...
تمنيت لو ان الاخ بكرى سمح له بالاشتراك فى المنتدى لانه انسان يستحق ذلك فهو رئيس الجالية السودانية فى طوكيو ومحاضر فى المعهد العربى الاسلامي فى طوكيو ويقينا هو كوم كبير يفيد الاخرين هنا كثيرا بحكم عمله ووجوده فى بلاد بعيدة ....
ننتظر اسهامات الدكتور بهاء قريبا ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حنتوب .. وجهها الآخر .. إلى قرشو وكل محبي حنتوب (Re: mohamed karib)
|
الأخ الدكتور محمد
لك التحية
الصورة أعلاه تدمى القلب لانها تعود بالانسان للايام الخوالى حيث كانت هذه البوابة مدخل المدرسة
وكانت تؤدى الى طريق طويل يقع بين ميدان منجل وهذا الطريق تحديدا اشتهر بغرس ورود النرجس حوله فكان منظره ليلا لا ينسى وورود النرجس تغطيه بلونها الابيض الزاهى ويضوع عبق النرجس فيملأ النفس حبورا وبهجة ...
النرجس تلك الورود التى لا تتفتح الا ليلا وفى الليالى المقمرة فتعطى زهرة بيضاء تشبه عيون الحسان وهى التى جعلتنا نهوى العيون عودة لبيت الشعر القديم الذى تغنى به كابلى :
فأمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقت
ورداً وعضّت على العناب بالبرد
رغم انه قدجاء في الاسطورة شعر نرجس بالظمأ فمال نحو النهر ليشرب. وحين رأى صورته على صفحة الماء وقع في العشق وأبى ان يترك مكانه عند النهر. حينها خاف عليه آلهة الاوليمب ان يموت جوعا فحوله الى زهرة يمكنها ان تعيش بجوار النهر.. واصبحت النرجسية شىء ذميم يرمى به البعض ... ومع كل ذلك فقد عرفت معلومة غريبة عن النرجس وهى ان الامير تشارلز ولي عهد بريطانيا يتقاضى كل عام زهرة نرجس واحدة كايجار للاراضي التي يمتلكها في جزيرة سيللي كبرى منتجي زهور النرجس. والاهم من ذلك هو ان الابحاث العلمية اثبتت اخيرا ان زهرة النرجس تحتوي على مادة يمكن استخدامها في صنع دواء يقي كبار السن من الاصابة بمرض الزهايمر ـ خرف الشيخوخة ـ الى هنا ويمكننا تصور ان زهرة النرجس حبيبة الكل. ولكن هيهات فقد تم التغول عليها فى حنتوب وتمت ازالتها بلا رحمة من ذلك المدخل ومن الحدائق التى تغطى كل مساحات حنتوب الخضراء وقتها ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حنتوب .. وجهها الآخر .. إلى قرشو وكل محبي حنتوب (Re: mohamed karib)
|
الاخوة و الاخوات
نواصل نشر مقال الاستاذ مصطفى محمد علي عن "ذكريات حنتوب الجميلة"
"كان الفنان الخير يبدأ و يختتم الامسية باغنية "حنتوب الجميلة..للنيل باقية شامة و الهدهد علامة"..و كان الطلاب الي جانب المستر براون يتصايحون و يتمايلون طرباً، و ما زالت هذه الاغنية و لاكثر من نصف قرن تدغدغ احاسيس خريجي حنتوب، و لا شك ان المشاهدين قد لحظوا تعابير الفرح في وجوه خريجي حنتوب ممن يستضيفهم التلفزيون، و كانهم يستمعون اليها للمرة الاولى، و كان آخرهم الاستاذ محمد احمد سالم، المستشار القانوني للمجلس الوطني.
عبد الحميد يوسف: الفنان الكبير كان يعمل في اعمال بناء المدرسة، وكان احياناً يشارك في احياء ليالي حنتوب باغنيته الخالدة "علي كل حال غضبك جميل زي بسمتك".
فنانو الغناء من الطلاب: اذكر اشهر اربعة منهم: عمر عبدالله البنا، الخير ساتي، الهادي سليم المحامي حالياً، محمد ابراهيم نقد. امل ان لا اكون قد اذعت سراً..يدعوا ابناء هؤلاء الكبار ، ممن تكون قد اصابتهم حمى الفن بالوراثة، من مواجهتهم مرددين: من شابه اباه فما ظلم."
...نواصــــــــــــــل...
لكم مودتيصديق عبد الهادي.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
mohamed karib
Rabab Elkarib
قرشـــو
Giwey
Raja
Mustafa Mahmoud
Elsuhaili Magzoub
munswor almophtah
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست