كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
بعض من يوميات .. بعضٌ من شعر
|
يوميّات الأسبوع الأوّل من أبريل 2006
مايكل أنجلو:
تماثيلك الواقفةْ هل سهيتَ ، أمْ نسيت أن تنفخ الروح فيها ، أمْ خشيت – إذ مشتْ – أن تضيع وسط الزحامْ أن تهاجر نحو البلاد البعيدةْ ؟
تماثيلك الهناك مرابطة ٌ تحرس ساحات روما ، معلّقة على صلبان كنائسها ، مهندّمة بصخرها المرمريّ – هل أطبقتَ شفاهها رهبةً / إذ نطقتْ ، أن تقول الحقيقة للعابرينْ ؟
تماثيلك الظلّت تلاحقني ، وتحادثني برويّة ْ .
( السبت )
تكْساسْ :
إنتزعها اليانكيّون من أهلها - عنوةً - في القرن التاسع عشر ، لمْ يقاوم المكسيكيّون / الهسبانك طويلاً ، لعقوا جراحهم وإجترّوا الهزيمة بمضض . عملوا أُجراءَ - عمّال بناء ، راصفي طرق وزرّاع ، مدّوا سكك الحديد ؛ فعلوا كلّ ذلك بمهارة .. فظنّهم البعض بلهاء ، يخدمون الغزاة بإخلاص ! ولكنّهم إذ فعلوا إنّما كانوا يعمّرون أرضهم تلك التي ستعود إليهم عمّا قريب ليس بالحرب ، ولا بالمكيدةِ والقتل ِ بل بالنعومةِ وحكمةِ الطبيعةِ بنعمّةِ الحبِّ : التكاثرْ .
( الأحد )
خيارُ "سقراط " :
يقالُ أن زوجة سقراط سامتهُ العذابْ إن كان وحيداً وقفت له بالمرصاد بينه وتأمّلاته ولئن كان مع ضيوفه مارست هوايتها العظمى : مقاطعته في الحديث كلّما فتح فاههُ . سألهُ أحد حُواريه يوماً : " لماذا تصبر عليها ؟! " فردّ عليه الشيخ : " إمّا أن تتزوّج إمرأةً جميلةً وطيّبة ، فتصبح شاعراً ؛ أو تتزوّج إمرأةً قبيحةً ومتسلّطة ، فتصبح فيلسوفاً " .
ومِن يومها وأنا أنقّب في ذهن كلّ إمرأة تصبر عليّْ علّ في رأسها مشروع فيلسوفة !
( الإثنين )
ذاكرةٌ خوّانة :
{ ليت "أسماء" تعرف أنّ أباها صعد ْ لمْ يمتْ وهل يموت الذي كان يحيا كأنّ الحياة أبدْ وكأنّ الشراب نفدْ وكأنّ البنات الجميلات يمشين فوق الزبدْ }
كنت في غرفتي منهمكاً في متابعة نشرة الأخبار: الصور المأساويّة من العراق وفلسطين ، جوعى الصومال ، نكران السلطات السودانيّة لمخازيها في دارفور ، إيران وما أدراك عن نواياها النوويّة .. ولكنّ صوتاً آخر كان يأتيني من تلفاز الصالة ، رنين حوارٍ بين إمرأتين . بالأحرى واحدة تسأل والأخرى تجيب بإستفاضة . كنت أتابع هنا وأتنصّت هناك . لعنتُ رؤساء "قناة العربيّة" الذين أنهكوا جمالَ وأناقة هذه المذيعة بتوكيلها على إشاعة كلّ هذا القبح على لسانها وذهبت ُ الى الصالة حيث أمّي ، سألتها : - البتتفاصح دي منو ؟ - والله أوّل مرّة أشوفا ، قالوا إسمها "أسماء" .. جلستُ ، ولكنّ اللقاء كان قد إنتهى . شكرتْ مقدمة البرنامج ضيفتها وذكرت إسمها كاملاً : أسماء يحى الطاهر عبد الله . هتفتُ : ( يا دين النبي ) ! - يُمّهْ ليه ما ناديتيني ، دي ما بت يحى الطاهر ! - ودهْ يطلع منو كمان ؟ - تذكّري فلم "الطوق والأسورة" ، بتاع شريهان و عزّت العلايلي الجبناهو من دكّان العرب قبلي كم شهر - ده المألف القصة بتاعتو .. - آيْ والله ، لاكين قصّتو تقطّع القلُب ! وكان أن هبطت عليّ قصيدة "أمل دنقل" ، غير كاملة ، التي كتبها بعد سنوات من رحيل "يحيى" - الذي إصتعصى عليه . قلتُ لأمّي : - ليس من الضروريّ أن يكتب الإنسان قصيدةً كلّ يوم ، فاليومُ على أمل دنقل ْ - هُوْ في زول "بيشعر" كلّو يوم ؟! - كنتُ أظنّني سأفعل ، لهذا الأسبوع على أعلى تقدير .. غمغمت أمّي بكلام ٍ ما . وذهبت أنا أبحث عن بقيّة أبيات قصيدة "أمل" المختبئة في مكان ٍ ما ، في ذاكرتي . ذاكرتي الداومتْ تخونني مع النسيان .
( الثلثاء )
عادل القصّاصْ :
"ذاهبون الى حتفنا" كنّا نردّدها كلّ صحو ٍ بعد أن نساوم النوم ببعض "عرق" كي يغشانا قليلا ..
ذاهبون الى حتفنا : الى حيث ال(ندى) الذي لامَني على البوح ِ بسرّ العشب النمى على صدريَ البوّاحْ ! ذاهبون الى ذاك ال(صباح) الفاتن ِ الى إستثنائك لثوبه السودانيّ من تهمة البداوة !
ذاهبون – بلا رجعةٍ – " الى ما فاتنا " .
( الأربعاء )
المقاتلاتُ الأرتريّات :
لمْ يخلعنَ أثداءهنّ كي يحاربنَ ، كما فعلت ْ المحاربات الأمازونيّات . لمْ يدَّعين أنّ الله أوكلَ إليهنّ مَهمّةً ، كما إدّعت جانْ داركْ .
ذهبنَ الى الحرب في كامل الأنوثة ، تزوّجن وقت الإستراحات القصيرة في الميدان ، ووضعن مواليدهنّ على أطراف ساحات المعارك .
كنت أزورهنّ عند إتكاءاتهنّ القليلةْ نتجاذب أطراف النصر والخسارةْ ونمعنُ في الأحلام بالأوطانْ
فسلامٌ لكنّ تحت الأرض أو فوقها ، أو بينَ بينْ !
( الخميس )
اليوم السابع :
" اليومُ خمرٌ " وغداً شعرُ ..
( الجمعة )
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بعض من يوميات .. بعضٌ من شعر (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
الثلاثاء كان يوما حميما حين وجدتك تكتب يومياتك كنت ادخر بعض اليوميات واحاول ان اكتبها لكنها عصية على فى هذه الايام حيث الحزن يسربلنى عن اخرى رغم بروق العيد رغم انى توكات على عصى الصوم والصلاة لكنى احس وحشة غريبة بالامس كنت احادث حبيبى وقلت له ـ انى راحلة هذا العالم لا يشبهنى لكنه تمادى فى حبى حتى انى كدت ابكى لانه قال لى انه يحبنى لاننى الحياة هكذا يا صديقى احاول مداراة حزنى لكنه يتابى على وجئت انت لتنكش المواجع فى مرة كنت احاول الانتحار لكن عدلت عن تلك الفكرة لانها خائبة ولعمرى مثلك ما زلت ابحث عن اخر يقينى وهج الوحشة وضيق المساحات داخل هذا الكون على اتساعه يبدو ان قدرى يقف لى بالمرصاد لاكون دائما وحيدة لا تبق وحيدا قط ليس لانك تبحث عن امراة معدومة مثل الرغيف فى بعض الاماكن لكنها مختبئة ربما فى بستان عبد الحى(محمد عبد الحى ) او فى حكايات مستجاب او فى الطوق والاسورة او فى قلبك ابحث جيدا يا صديقى ولك كل زهور الدنيا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعض من يوميات .. بعضٌ من شعر (Re: عادل عبدالرحمن)
|
سلمى الشيخ سلامة
Osman Musa
mustafa egaimi
Nasr
أخوتي / الأعزاء : شكرا ً ، لتواجدكم في غيابي .. في غياب الشعر ، وعجزه - بيديه ِ المغلولتيْن - من فعل ِ شيء ليُخرِصَ لعلعة المدافع مِن مواقع الظالم .. أو ليُعلي صوتها من الجانب الآخر !
كلّما غلّني ذلك العجزُ - كلما تراقصت أمام عينيّ كلمات بابلو نيرودا :
{ إنّني أعشق شعر مالارميه ولكن ، ماذا ستفعل كلماته الرقيقة لأسقف أميركا اللاتينية / المثقوبة ، التي لا تمنع المطر } ؟!
وهو سؤالٌ مُمضّ ٌ وحارق .. ولكن ، لا أعتقد أن الغرض منه لوْمَ رقّة الشعر ، أو عذوبة الكلمات ! فالمشهد ُ أكثرُ غرائبيّة ، ومأساويّة : فالناظرُ الى ساحة المعارك من على البُعد - من كلا الطرفين - يرفع عقيرته بالهتاف ، يطلب من الجُند ِ ، جُنده ، أن يخلعوا لبّ العدوّ ، وأن يجرّوه الى الموت .. أو الفرار ! أمّا المتقاتلون الحقيقيّون الذين يأتمرون بأمر ربّ الجنود ، الذين وجدوا أنفسهم في اللامناص : أقتل ، أو تُقتل ، هؤلاء الممعنون في إطلاق الرصاص - فإنّهم ، ما أنْ وَجَدوا فسحة ً من الوقت لأخذ قسط من الراحة ، لكسرة خبز ، أو ليُفرغوا مثانتهم أو أمعاءهم المحشوّة بالسخام - ما أن وجدوا فسحة لذلك فسرعان ما اتكئوا / اتكئن على مواسير الأسلحة الخفيفة والثقيلة ، ليظلوا ساهرين / ساهرات يحلمون بالحبيب / الحبيبة الغائب ، بالأهل والصحاب .. ويرسلون لهم مع ضوء القمر وومضة الأنجم التي تثقب الظلام - الرقيق مِن الكلمات والعذب من الشعر والأغنيات !
أنا أعشق شعر مالارميه ، أعشق كلماته الرقيقة العذبة - التي أطلقها ، متجاوزة ً ، وعابرة لكلّ الحروب وساحات المعارك ، لتلج لي ، وأنا تحت سقف هذا الكون المثقوب ، لتلطّف رَوَعَ قلبيَ الواجفْ !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعض من يوميات .. بعضٌ من شعر (Re: عادل عبدالرحمن)
|
Quote: كلّما غلّني ذلك العجزُ - كلما تراقصت أمام عينيّ كلمات بابلو نيرودا :
{ إنّني أعشق شعر مالارميه ولكن ، ماذا ستفعل كلماته الرقيقة لأسقف أميركا اللاتينية / المثقوبة ، التي لا تمنع المطر } ؟! |
ولكن المطر يغسلنا من حزننا!! كل فعل لها وجهين... اقلب الوجه الآخر ياعادل ستراه مغسولاء بمطر من ضوء
كل سنة وانت ماطرا وانسانا جميلا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعض من يوميات .. بعضٌ من شعر (Re: عادل عبدالرحمن)
|
Quote: ذهبنَ الى الحرب في كامل الأنوثة ، تزوّجن وقت الإستراحات القصيرة في الميدان ، ووضعن مواليدهنّ على أطراف ساحات المعارك .
كنت أزورهنّ عند إتكاءاتهنّ القليلةْ نتجاذب أطراف النصر والخسارةْ ونمعنُ في الأحلام بالأوطانْ
فسلامٌ لكنّ تحت الأرض أو فوقها ، أو بينَ بينْ |
In ihrer vollkommenden Weiblichkeit gingen sie in die Krieg die haben in zwischen geheiratet und neue Gebornen am Rande der Krieg gebracht Ich besuchte sie wenn die etwas Ruhe hatten plaudern wir über Errungenschaft und Niederschlag und träumen wir von den Heimaten Grüsse euch unten, zwischen und oben der Erde
محاولة ترجمة الى الالمانى.. الحياة جميلة يااصدقائى، عادل وسلمى اجمل كثيرا من ان نضيعها فى التعاسة والنحيب ومن القسوة ان نكتشف ذلك بعد ان فعلنا من الاحزان مايكفى العالم لقرون قادمة
ان فى الروح بقايا ريش باهى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعض من يوميات .. بعضٌ من شعر (Re: عادل عبدالرحمن)
|
Quote: ولكن المطر يغسلنا من حزننا!! كل فعل لها وجهين... اقلب الوجه الآخر ياعادل ستراه مغسولاء بمطر من ضوء |
نعم ، أيّتها العزيزة / إشراقة المطر يغسلنا من أحزاننا - حين نتعرّى له ونركض تحته بكامل إرادتنا - من أحزاننا النبيلة ، لا من تلك الأحزان التي يسبغها علينا الآخرون ، الخسيسون والدنيئون .. أما المطر الذي يهطل علينا ويرشنا من خلال تلك الثقوب التي افتعلوها في رداء الوطن ، في أسقف بيوتنا الواطئة ، في خيامنا المنصوبة في العراء أو يرش أجسادنا العارية ، أصلاً ، في العراء بلا أسقف أو رداء - فهو مطرهم الذي يجب أن نتقيه .. لأنّه لن يقوى على غسل البرد والجوع والمرض ! نتقيه ، ولو بأشعار مالارميه ، ولذا قلت :
( أنا أعشق شعر مالارميه ، أعشق كلماته الرقيقة العذبة - التي أطلقها ، متجاوزة ً ، وعابرة لكلّ الحروب وساحات المعارك ، لتلج لي ، وأنا تحت سقف هذا الكون المثقوب ، لتلطّف رَوَعَ قلبيَ الواجفْ ) !
فيا عزيزتي إشراقة ، قلت كلامي هذا لتوكيد الإتفاق بيننا ، لا الإختلاف / يا مطر عزّ الحريق !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعض من يوميات .. بعضٌ من شعر (Re: عادل عبدالرحمن)
|
Quote: قلت الثلثاء تعلمت ذلك من الكردي الكتاب سليم بركات |
نعم ، يا مشاء تعلمنا ذلك من ذاك الكرديّ ، الأعجميّ الذي ما أن يذهب الأعراب الى قراءته حتى يستعينون بالمعاجم ، والتراجم ، والقواميس .. ولسان العرب !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعض من يوميات .. بعضٌ من شعر (Re: عادل عبدالرحمن)
|
Quote: الثلاثاء كان يوما حميما حين وجدتك تكتب يومياتك كنت ادخر بعض اليوميات واحاول ان اكتبها لكنها عصية على فى هذه الايام حيث الحزن يسربلنى عن اخرى رغم بروق العيد رغم انى توكات على عصى الصوم والصلاة لكنى احس وحشة غريبة بالامس كنت احادث حبيبى وقلت له ـ انى راحلة هذا العالم لا يشبهنى لكنه تمادى فى حبى حتى انى كدت ابكى لانه قال لى انه يحبنى لاننى الحياة هكذا يا صديقى احاول مداراة حزنى لكنه يتابى على وجئت انت لتنكش المواجع فى مرة كنت احاول الانتحار لكن عدلت عن تلك الفكرة لانها خائبة ولعمرى مثلك ما زلت ابحث عن اخر يقينى وهج الوحشة وضيق المساحات داخل هذا الكون على اتساعه يبدو ان قدرى يقف لى بالمرصاد لاكون دائما وحيدة لا تبق وحيدا قط ليس لانك تبحث عن امراة معدومة مثل الرغيف فى بعض الاماكن لكنها مختبئة ربما فى بستان عبد الحى(محمد عبد الحى ) او فى حكايات مستجاب او فى الطوق والاسورة او فى قلبك ابحث جيدا يا صديقى ولك كل زهور الدنيا |
عزيزتي / سلمى ، هأنذا أعودُ إليك ، كما تعوّدت دائماً ، مرّة أخرى - لا لكي أنكش المواجع - لا لكي أرفعَ عنها أغطية النسيان ، أو دَبقَ هذه الأيام المكرورة .. بل لكي لا أبقى وحيدا ً !
قلت ُ لك ِ أنّ " مملكتنا ليست من هذا العالم " صرنا نبكي حين يكون أوان ُ الضحك ولكَمْ ضحكنا وقت أن حان زمان البكاء .
بالأمس تذكّرت صديقنا - الرفيق / محمود كداني ، ذلك المخلوق الذي لا يكفّ عن الضجيج ، المزاح َ والضحك .. وكيف أنّك ِ اندهشت حين حكينا لك عن أنّه قادم ٌ لتوّه من أسْر ٍ دام َ ثلاثة عشر عاما ً في سجون العسكر الأثيوبيّين ، أنّهم اعتقلوه يافعا ً في السادسة أو السابعة عشر من العمر ، وها هو يأتنا في الثلاثين . كان يحمل على كاحليْه زينة حجل السلاسل التي لم تفارقه طيلة فترة أسْرِهِ ؛ وحكى لنا عن كمْ مرّة كانوا يخرجوهم الى باحة سجن أديس ( أَلَمْ بكّا ) - التي تعني نهاية العالم بلغة الأمهر - ليقوم مأموره ليختار عشوائيّا بعضا ً منهم ليعُدموا أمام الجميع بزخّات الرصاص ، كمْ مرّة نجا من ذلك ، وكم مرّة عاندَ اليأس حين كان يدعوه الى الإنتحار ! ولكنّه خرج الى الدنيا وكأنّه لمْ يفارقها قط ْ ! .. خرج من الأسْر الى مدرسة "الكادر السياسي" ليس طالبا ً بل معلما ً . تعلّم في السجن القراءة بعدّة لغات وتفقّه في الماركسيّة اللينينية . ولكنّ المدهش ليس هذا ؛ بل تلك الروح المرحة التي كان يتمتع بها ، حبّه العميق للحياة ، وعنفوان صبره ِ عليها ، وعلى مَن عليها .. ! ومِن "إنجازاته" التي لن يغفرها له عمّنا : محمود الشيخ أحمد ، والد محمد مدني ، أنّه هو مَن نزعَ اسمه عن ابنه ِ والصق به اسم تلك المدينة التي ( تفتح فخذيها لعابر السبيل ) كما قال بذلك محمد محي الدين ذات شعر .
أين محمود الآن يا سلمى ، ، يا ترى .. ؟!
أين محمد محي الدين ، حاتم محمد محمد صالح ، القدال ، منعم رحمة ، أحمد شريف ، مهديّة ، أمينة ، وأنغريد بريغمان ؟! ( أين ذهبت تجوالاتنا ) ، أين باتت أماسينا الشعريّة والمسرحيّة ، ندوة الجندول ؟!!
في أيّ ركن ٍ مِن الروح ِ نبحث عن ( ما فاتنا ) !
هل ، حقّا ً ، أنّ مَن يتملكه مثل هذا الحنين الى ماض ٍ - يصبح ُ غيرَ معاصر ؟
عدت ُ إليك ِ ، لا لكي أنكح الجراح َ ، ( ليس هناك مِن أخطاء مطبعيّة - بالطبع ) لكي لا أظلّ وحيدا ً ، فالليلة َ : [ أنا بطل ُ الندامة والصهيل ِ فلمْ أجدْ أحدا وجدتُ دخانهم بين البيوت ِ فمِلت ُ نحوَ الخمر ِ هذي كأسيَ الأولى أحبّك ِ أوّلا .. ]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعض من يوميات .. بعضٌ من شعر (Re: حافظ البشاري)
|
وقوفا -الفاتح عباس- المرحوم الاستاذ سامي سالم - حافظ البشاري جلوسا- المرحوم الاستاذ وديع خوجلي - الاستاذ محمد الاسباط
أخي / حافظ البشاري ، شكرأ ً لهذا الوجع الصباحيّ : وأنا أحدّق في الصورة ، أو السورة ، أرى مكاني الشاغر فيها - فالموت ُ لمْ يفرّق بين مَن جلسوا ومن ظلّوا واقفين / فاختار من كلّ صفّ ٍ واحدا ً بهيّا ً .. مِن الوقوف انتزع سامي ومن الجلوس أخذ وديع أخذ منّا الوداعة َ والسموْ وتركنا متكئين على الخيبة .. والحزن ، بدل الأكتاف ْ .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعض من يوميات .. بعضٌ من شعر (Re: عادل عبدالرحمن)
|
أين محمود الآن يا سلمى ، ، يا ترى .. ؟! محمود كدان كان حين يجئ الى المعهد ن يقبلنى على خدى الايمن ثم الايسر ثم لايتوقف حتى يكمل القبلات على الخدين مثلما يسالم حبيبة او كما اجترحوا على السلام اولئك البشر السامى وجدته يا صديقى فى القاهرة كان ياتينى ويسلم على كما عهدته يرسم تلك القبلات على وجهى ذات يوم جاءنى فرحا ـ حتسافرى ارتيريا امتى ؟ قلت ـ ماعندى حتى جواز سفر ـ وجدت جوازك فى القنصلية ، مش اسمك سلمى الشيخ سلامة ؟ ـ قلت يانى زاتى ـ طيب كيف ما عندك جواز ؟ واكتشف امر تلك السفرية التى كانت للفنانة سلمى العسل التى تكتب اسمى على جوازها طلب منى مقاضاتها لكنى ضحكت من الامر وتركته للنسيان كان يا صديقى حزينا حين اخبرته بسفرى الى (هنا ) قال ـ انتم علمتمونا معنى ان نكون فى الوطن فلماذا تسافرين ؟ وقبلك سافر عادل عبد الرحمن ، وحاتم محمد صالح ؟ قلت ـ انها مواقيت معلومة وسنعود يا صديقى قال ـ البسافر ما برجع تانى لكنى عدت يا عادل وحين ابانى الوطن فعلت ما اوصانى به صديقى زهاء الطاهر وبحت للوطن بحبى واعلنته وقلت له ـ حتام ساعود ذات صفاء كما قال صديقنا عادل القصاص ادرك فداحة ان اكون بعيدة عن مهبط وحى الحب لدنى لكنى مكرهة يا عادل وانت تدرى بذلك
حزينة مساء السبت وحديثى مليئ بالشجن عن محمود كدان ذلك الحبيب الذى كان يعرفنا جميعا ويعرف كم كنت وحاتم حميمين لذلك كان ينادينا حاتمة وحاتم لكم اجمعين محبتى وامل فى اللقاء هل قلت لك انى موعودة بلقاء عبد القادرمكيال ذلكم الارتيرى السمح اليوم كلمنى وقال انه سيرسل لى ما يمكننى من ملاقاته من تذاكر؟ وهل قلت لك انى لاقيت عادل سليمان وهو يعانى السرطان اللعين ؟ لكنه اقوى منه وحتام سينتصر عليه هل قلت لك ان عبد المنعم رحمة له ولد اسمه عمار وابنة اسمها سمية ؟ ويعيش فى جزيرة توتى وكنا عنده صحبة قدال وزينب بت شيخ السوق ؟ ذاك نهار حميم جاء فيه الولد الشاعر الجميل الفاضلابى الذى بات زوجا لزينب؟ وتحدثنا نهارا كاملا مع محمد مدنى ؟ وتسالمنا طويلا وبكينا طويلا ايضا ؟ تمنيناك معنا وذكرناك كانما كنت بيننا فى تلك اللحظة السرمدية وجاءنى قصى مجدى سليم يسعى وبحوزته صور لابنه وضحكت من الفكرة لانه غدا اب مسؤول ووالد لابن جميل ؟ وما زال يذكر يوم جئنا عائدين من زواج القدال فى حليوة الى بيتكم وتغدينا (وسرنا) الى اهلنا مبتهجين ؟ ذلك زمان بطعم ال......... ليس له طعم سوى تلك الايام يا صديقى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعض من يوميات .. بعضٌ من شعر (Re: عادل عبدالرحمن)
|
قرأت هذه النصوص في سودان للجميع، واتمنى الا تحذف لان كاتبها نشرها في موقع آخر ،فحقوق النشر محفوظة للناشر بحسب لوائح ذلك الموقع.
المهم لفت نظري ضمن ملاحظات كثيرة،ما دعم كلامي قبل ذلك عن ان شعرك اصبح يتجه للهمس،بدلا من الضجيج،وهنا استخدم الضجيج بمعناه الابداعي. ومن ضمن ذلك ان بعض المقاطع موزونة تماما مثل: و ، و
Quote: أن تهاجر نحو البلاد البعيدةْ |
؟
و
Quote: أن تقول الحقيقة للعابرينْ ؟ |
و ْ . والاخيرة موزونة لكنها من بحر المتدارك في شكله الصاخب. ملاحظة اخيرة : انت في هذه التجربة تكتب قصيدة النثر بنفس تقطيع قصيدة التفعيلة. وقد نبهني الى ذلك ملاحظة قراتهامؤخرا في حوار مع الشاعر أمجد ناصر . مع محبتي المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعض من يوميات .. بعضٌ من شعر (Re: عادل عبدالرحمن)
|
Quote: قرأت هذه النصوص في سودان للجميع، واتمنى الا تحذف لان كاتبها نشرها في موقع آخر ،فحقوق النشر محفوظة للناشر بحسب لوائح ذلك الموقع. |
يا مشاء ، في داعي للمشاكل ؟!
ولكن ، لقد نبّهتني ، حقا ً ، الى ما فات عليّ - لقد كان مِن الواجب أن أشير الى أنّ هذه النصوص ، وما نشرته في الأسابيع السابقة ، قد سبق نشره في موقع ( سودان للجميع ) . وهي ليست مسألة شكليّة وحسب ؛ لأنّنا قمنا ببعض " الإصلاحات " ، سواءً لما لاحظناه من أخطاء مطبعيّة ، أو لوهن ٍ اعترى الصياغة من الأساس . وعلى سبيل المثال : " أن تقول الحقيقة للعابرين " كانت عند نشرها في " سودان للجميع " ( للزائرين ) . فالزائرون لا تتماشى وروح النص ، فهي مقصورة على فئة بعينها - قصَدَتْ أن "تذهب للمكان" ، أما العابرون فهي الأعمّ ، وتشمل الجميع - دون سمات ! عموما ً- لئن كان ذلك صحيحاً أمْ لا ، ما همّني توضيحه هنا هو أنّني لا أؤمن "بصنميّة" النص بعد نشره - فمن الممكن الرجوع إليه ومساءلته مِن قِبل الكاتب وقتما يشاء ، وكيفما يشاء .. ولا أعني بذلك تلك المراجعة الشاملة التي تقلب مواعين النص و "أغراضه" ( تلك التي تتطلّب نصّا ً جديدا ً ومغايرا ً) ، بل تلك التي تتوخى "إصلاح ياقته" مثلما تفعل الحبيبة حين ترشق أصابعها في هندامِك لتعدله ُ ، ولتبدوَ أنيقا ً كما يجبْ . سيقفَ النصُ صنما ً حين يغادره كاتبه ، أو يغادرنا ، الى الأبد .
أما ملاحظاتك ، فهيَ ملاحظات شاعر يتقي الشعرَ , ويعرف كيف ومتى يُطرق بابُه ! " النثرُ الموزون " - هذا ما أشتغلُ عليه : أنْ تنامَ القوافي ، قليلا ً ، لتنبثق الأحلام .. أحلامُ الشعر ِ بلا ضفافْ .
_____________________________
تنويه : سأواصل مسألة إعادة النشر هنا - دون تلك التي قمت أنت بنشرها - من أجل أن يلتئم شملهافي بيت واحد ، مما يسهل الإطلاع عليها ، وعلى قطاع أوسع .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعض من يوميات .. بعضٌ من شعر (Re: عادل عبدالرحمن)
|
عزيزي عادل، اثرت كثيرا من القضايا و دعنا نبدأ بشكل مرح كما اوحيت بذلك . انا ما بتاع مشاكل،وفي خصوص استرحامي بألا تحذف نصوصك، فالمسالة تتعلق بانه تم حذف نصيين شعريين، في حالتين مختلفتين. ومن ضمنها انني نشرت لاهوت الوردة في سودانفورل اول مرة ، وبعد ساعات او قل دقائق نشرته في سودانيز اونلاين، فتم حذف البوست من اين لك ان تحتكر حقوق الكتاب بدون علاقة قانونية بينهما؟ ونشرت قبس من نصوص التذكر بعد ان نشرتها في سودانيز اونلاين وتم حذفها ، وبعد ذلك تمت تلك التراشقات بيني وبينهم، المهم انتصر رأيي فالان منبر سودان فوراول يقبل كل شيئ نعم كل شيئ سواء ان كان منشورا او نشر بعد ذلك لقد هزمت اليد القابضة برؤى لا تشبه من يسأل الناس عن التبرعات وساعود المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
|