|
|
 باقان: لن نؤدي القسم إلا بعد تجاوز الخلافات والتعديلات أمر ثانوي واسم عرمان ليس خطاء مطبعى
|
الخرطوم: ضياء الدين بلال
ساد الغموض امس موقف الحركة الشعبية تجاه الالتزام بالمراسيم التي اصدرها رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بتغيير مواقع عدد من وزرائها في حكومة الوحدة الوطنية.
وتضاربت تصريحات مسؤوليها حول ما اذا كان وزراء الحركة سيؤدون القسم امام الرئيس اليوم كما كان مقررا ام لا تمهيدا لفك التجميد. وتواصلت الجهود الدولية والاقليمية لتطويق ازمة شريكي اتفاقية نيفاشا.
وابدى باقان اموم الامين العام للحركة تبرمه من سقوط بعض الاسماء من القائمة التي اعتمدها المكتب السياسي في اجتماع جوبا ومن بينها اسم ياسر عرمان الذي كان مرشحا مستشارا للرئيس وعبر اموم في تصريح لـ «الرأي العام» عن امله ان لا يكون سقوط هذه الاسماء عمدا.. واكد ان وزراء الحركة لن يؤدوا القسم ما لم تلب كل مطالب الحركة التي دعت الى تجميد عمل الوزراء.الا ان سامسون كواجي وزير الاعلام بحكومة الجنوب ابلغ رويترز ان وزراء الحركة التي تبلغت قرار مراسيم الرئيس سينضمون الى الحكومة مجددا للخروج من الطريق المسدود بشأن تنفيذ اتفاق السلام.وشهدت الخرطوم وجوبا تحركات دولية واقليمية بهدف تطويق الازمة بدأت بزيارة موفدي الرئيس المصري محمد حسن مبارك الذين التقوا الرئيس البشير ونائبه الاول الفريق اول سلفاكير.كما حملت السفيرة الفرنسية بالخرطوم مقترحات خلال لقاء لها بالدكتور رياك مشار تدعو لعقد مؤتمر دولي لمناقشة سير تنفيذ اتفاق السلام وتلقت الحركة مقترحات اخرى من الولايات المتحدة لتجاوز الازمة وظل قادة الحركة المتواجدين بالخرطوم في لقاءات مستمرة حتى ساعة متأخرة من مساء امس مع الدبلوماسيين المعتمدين بالسودان مما اضطرهم لالغاء اجتماع كان مقررا مع قيادة التجمع الوطني في الداخل.ونفت الحكومة اي علم لها عن المقترحات الفرنسية والامريكية وعبرت عن استغرابها لاقتصار عرضها على طرف واحد وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية علي الصادق لـ «الرأي العام» ان الاتفاقية تشتمل على آليات لازالة الاختلافات.واستند مصدر حكومي في تفسيره لسقوط اسم عرمان الى نصوص اتفاقية نيفاشا التي قال انها لا تلزم رئيس الجمهورية بقبول ترشيحات الحركة المتعلقة بالمستشارين.
شهدت الخرطوم وجوبا امس تحركات على الاصعدة كافة في اعقاب غموض موقف الحركة الشعبية من المراسيم التي اصدرها رئيس الجمهورية بتبديل مواقع بعض وزراء الحركة وتعيين آخرين جدد.واعلنت الحركة ان وزراءها لن يؤدوا القسم امام رئيس الجمهورية الا بعد تجاوز القضايا العالقة كافة التي وردت في بيان المكتب السياسي للحركة ، مشيرة الى ان قضية التعديلات ثانوية . وعلمت'' الرأي العام'' من مصادر مطلعة ان رئاسة الجمهورية كانت اجرت اتصالات نهار أمس دعت خلالها وزراء الحركة لتأدية اليمين امام رئيس الجمهورية في الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم . وقال باقان أموم الامين العام للحركة في تصريحات لـ '' الرأي العام'' ان قائمة الترشيحات التي تقدمت بها الحركة لرئيس الجمهورية سقطت منها بعض الاسماء التي تضمنتها ترشيحاتها واضاف ان من بينها ياسر عرمان الذي رشحته الحركة لمنصب مستشار بالقصر الجمهوري ، ورفض باقان ذكر بقية الاسماء واعرب عن امله ان تكون هذه الاسماء سقطت نتيجة خطأ مطبعي وليس نتاج موقف سياسي.
عرمان خارج القائمة
وكانت مصادر حكومية مطلعة فضلت حجب اسمها كشفت لـ ''الرأي العام'' انه تم استبعاد اسم ياسر عرمان من قائمة التعديل الوزاري التي قدمتها الحركة الشعبية واعتمدها رئيس الجمهورية مساء أمس الاول لان نصوص اتفاقية السلام لم تعط حق اختيار المستشارين للنائب الاول بل جعلت أمر تحديدهم وعددهم مفتوحا و يخضع للتشاور والاتفاق ، وقالت المصادر ليس في الاتفاقية ما يلزم الرئيس بقبولً ترشيحات الحركة المتعلقة بالمستشارين، وبررت المصادر منع دخول عرمان بيت الضيافة في معية الوفد الذي قام بتقديم خطاب سلفا للرئيس البشير امس الاول بأن اسم عرمان لم يكن ضمن قائمة الاسماء التي حددها دكتور مشار خلال الاتصال بالفريق بكري حسن صالح و الذي سبق لقاء الوفد بالرئيس البشير.
مقترحات امريكية
وكشف باقان لـ ''الرأي العام'' عن اتصالات تمت بينهم والحكومة الفرنسية اخطرتهم خلالها عن عزم باريس الدعوة لعقد مؤتمر دولي موسع يضم دول وشركاء الايقاد للتباحث حول سير تنفيذ اتفاق نيفاشا ومدى التزام الاطراف بنصوصه.. وقال انهم تلقوا عبر اتصال تم بينهم والمبعوث الامريكي اندرو ناتسيوس مقترحات امريكية لتجاوز الازمة ،واشار الى ان المقترحات تخضع الآن للبحث والتشاور داخل أروقة الحركة الشعبية.لكن الحكومة وعلى لسان الناطق الرسمي باسم الخارجية نفت علمها بمقترح فرنسا لعقد مؤتمر دولي وقال علي الصادق لـ «الرأي العام» سيكون لنا موقف اذا وجهت لنا الدعوة واضاف كان من المفترض ان توجه الدعوة لحكومة الوحدة الوطنية وليس لطرف وقال ان الاتفاقية وفرت آليات للتقييم لازالة الاختلافات ودعا المجتمع الدولي للقيام بدوره والايفاء بما يليه من التزامات وقال الصادق (لو التزم المجتمع الدولي لما حصلت ازمة بين الشريكين)وفي السياق علمت ''الرأي العام'' من مصدر عليم انه تم تأجيل اجتماع مهم كان مقررا عقده غضون هذه الايام لمفوضية تقويم الاتفاقية والتي يرأسها النرويجي توم فراسلين والتي تضم ممثلين للمؤتمر الوطني والحركة الشعبية وعدداً من ممثلي الدول الغربية الى أجل غير مسمى وافادت المصادر ان سبب تأجيل الاجتماع جاء نسبةً لغياب ممثلي الحركة الشعبية عن الخرطوم.
واعلن الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان اموم امس ان حركته اخذت علما بالتعديل الوزاري الذي اجراه الرئيس عمر البشير الا انه اكد ان ذلك لا يعني الغاء قرار تجميد المشاركة في الحكومة الا بعد تلبية مطالب اخرى. وقال اموم ان ''الوزراء الجنوبيين المعينين مستعدون لتولي مهامهم بمجرد ان تتم تسوية الخلافات'' بين الحركة والمؤتمر الوطني. واضاف ان الوزراء المعينين ''سيظلون خارج الحكومة الى ان يبدأ تطبيق بنود اتفاق السلام. وقال ان النائب الاول لرئيس الجهمورية رئيس حكومة الحنوب سلفا كيرميارديت سيصل الى الخرطوم اليوم ليبحث مع البشير وسائل تطبيق اتفاق السلام الشامل .
الخروج من الطريق المسدود
من ناحيته اعلن سامسون كواجي المتحدث باسم الحركة ان الوزراء سينضمون مجددا الى الحكومة للخروج من الطريق المسدود بشأن تنفيذ اتفاق السلام .
لكن مسؤولين آخرين في الحركة الشعبية قالوا ان القرار الرسمي بشأن العودة الى الحكومة سيتخذ بعد اجتماع بين سلفا كير رئيس الحركة والبشير.وقال مسؤول بالحركة - طلب عدم نشر اسمه- ان من يتخذ قرار استئناف العمل من عدمه هو سلفا.''وقال المسؤولون ان الوزراء الذين أقرهم البشير ليسوا الوزراء الذين يريدهم سلفا كير وان الرئيس كان يجب ان ينتظر الى ان يجتمع مع كير ليصدر اعلانه.الا ان مسؤولين آخرين في الحركة الشعبية لتحرير السودان قالوا ان كير له الكلمة الاخيرة بشأن ان كان وزراء الحركة سيعودون الى العمل .
اهتمام مصري
وعلى ذات الصعيد، تلقى المشير عمر البشير رئيس الجمهورية رسالة شفهية من الرئيس المصري محمد حسني مبارك تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين ومواقف مصر واهتمامها بتحقيق السلام والاستقرار في السودان. وقال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط عقب لقائه واللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة رئيس الجمهورية ببيت الضيافة امس ان رسالة مبارك تعكس اهتمام مصر وشعبها بالشأن السوداني ورغبتها واملها في سودان قوي موحد .واضاف ابو الغيط في تصريحات صحفية ببيت الضيافة عقب زيارته لجوبا ولقائه بالنائب الاول وقال اننا نستشعر قدرا طيبا من التشجيع لاحساسنا ان الجانبين سواء الحركة الشعبية اوالمؤتمرالوطني يسعيان لبناء التواصل والتنفيذ الكامل لاتفاقية السلام الشامل. واشار ابو الغيط للقاءاتهم بالحركات المسلحة بجوبا مؤكدا اهمية توحيد الرؤى التفاوضية قبل بدء مفاوضات سرت. من ناحيته اكد السفير عبد الغفار الديب القنصل المصري بجوبا لـ (الرأي العام) ان لقاء ابو الغيط وعمر سليمان بسلفاكير تطرق للأزمة التي وقعت أخيراً بين الوطني والحركة. ووصف زيارة الوفد بالايجابية ودعا لحل كافة القضايا العالقة بين الشريكين بحكمة.
اعتذار
اعتذرت الحركة الشعبية عن لقاء كان من المقرر التئامه امس بقيادة التجمع الوطني الديمقراطي بسبب تضارب موعد اللقاء بآخر للحركة مع عدد من الدبلوماسيين فيما اجمعت قيادة التجمع لتقرر صياغة مذكرة يتم تسليمها اليوم لقيادة الحركة.
وقال عضو هيئة التجمع الشفيع خضر لـ «الرأي العام»: أخطرتنا الحركة بالاعتذار قبل ساعات من الموعد المحدد للقاء مشيرا الى انها طلبت تحديد موعد آخر لاجتماعها والتجمع واضاف الشفيع: قد يكون الموعد الثاني مع الحركة اليوم او غداً لافتا الى ان هيئة التجمع التأمت في اجتماع ناقش الوضع السياسي الراهن وتداعيات الازمة بين الشريكين واثرها على البلاد فضلا عن علاقة الحركة بالتجمع
|
|
 
|
|
|
|
محمد عادل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست