|
|
 Re: انا إنفصالي ! (Re: Abubaker Ahmed)
|
حاطب ليـــــــل
عبد اللطيف البوني
تاني جاب سيرة البحر
إذا وصفنا أي سوداني بأنه انفصالي أي يسعى لفصل الجنوب عن الشمال ليس في ذلك أي تجنٍ عليه، فالدستور الانتقالي الحالي أعطى الجنوب حق الاختيار في الانفصال وإقامة دولة مستقلة، أصبح بالتالي من حق أي جنوبي ان يدعو للإنفصال أو يدعو للوحدة وبكل حرية دون ان يصفه احد بأية صفة سالبة، بعبارة اخرى إذا قلنا إن فلاناً إنفصالي فليس في هذا ما يعيب لأنه يمارس حقاً كفله له الدستور، وإن دعا شمالي لفصل الشمال عن الجنوب ليس في هذا أية خيانة وطنية، فذات الحق الذي كفله الدستور للجنوبي يجب ان يكون مكفولاً للشمالي وبالضرورة، عليه فإننا ندعو لتجاوز هذه المحطة، محطة ان الانفصالي كذا والوحدوي كذا طالما أن كليهما يمارس حقاً مكفولاً بالدستور بالنسبة للجنوبي وبالمجاورة أو القياس بالنسبة للشمالي ولنضع كل الأمورعلى بلاطة.
تأسيساً على «الرمية» أعلاه يبدو لنا ان السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية سلفا كير ميارديت قد حدد موقفه من حكاية الوحدة والانفصال واختار الأخير، وهناك الكثير من الشواهد على ذلك ليس من بينها الطرق على خلافات الحركة من المؤتمر الوطني، فهذه لم تختف في يوم من الأيام بيد أن السيد النائب الأول كان يهون منها ثم تحول الى التضخيم منها وبالطبع هذا من حقه، لا بل ومن الطبيعي ان تكون هناك «مجابدة» في حكاية تنفيذ الاتفاقية هذه، ولكن حكومة سيادته تجاوزت أمر نقاط الخلاف حول الاتفاقية وذهبت الى التركيز على مسألة الحدود بين الشمال والجنوب واستدعت خبراء أجانب اجمع رأيهم على أن الحدود الحالية بين طرفي البلاد فيها تجاوز من جانب الشمال على الجنوب، حتى في مسألة الحدود يمكن ان نقول إن الصراع حول النفط وأبيي هو الذي قاد اليها رغم أننا نظن ان التركيز عليها يؤكد ان الخلافات ليست بين إقليمين في دولة واحدة بل بين دولتين متجاورتين في المستقبل القريب.
وآخر صيحات السيد النائب الأول في اتجاه الانفصال تجاوزت التلكؤ في تنفيذ نيفاشا ومكر المؤتمر الوطني وتجاوزت الحدود والنفط الى القول بأن المواطن الجنوبي يشعر بأنه من الدرجة الرابعة في دولة السودان الموحدة، لذلك سوف يختار هذا المواطن الانفصال 2011م: «طبعاً هذا إذا صبر الى ذلك التاريخ»، وهكذا يكون السيد النائب الأول رجع الى الدعاوى التأجيجية القديمة التي كانت سائدة قبل ظهور الانقاذ وقبل ظهور الحركة الشعبية نفسها، الكلام عن التفرقة العنصرية والظلم الاجتماعي واستعلاء الشمال على الجنوب كلام قديم أسس عليه تمرد العام 1955م وقامت عليه حركة الأنانيا وكافة حركات الرفض الجنوبية المسلحة منها والسياسية، ولكن جون قرنق هو الوحيد الذي تجاوز ذلك الكلام ووضع المسألة في إطار اوسع أسماه صراع الهامش والمركز وسعى لتركيز هذا المبدأ في دستور الحركة الشعبية وفي أدبياتها وفي ثقافتها ونجح في كسب عناصر مؤمنة بهذا الطرح من الشمال ومن الجنوب، ولكن جرت الرياح بما لا يشتهي الراحل جون قرنق، فها هو نائبه وخليفته يرجع الى ذات المربع ولم يقل إن المواطن الجنوبي في السودان الموحد درجة ثانية كما كان يقال سابقاً، بل قال إنه درجة رابعة ولعل سيادته كان متأثراً بثقافة القطار. نحن لسنا بصدد تقييم كلام سيادته للإتفاق أو الاختلاف معه - وسنفعل ذلك غداً إن شاء الله - إنما قصدنا هنا إثبات أن سيادته رجع الى الدعاوى الانفصالية القديمة التي كنا نظن ان الخلافات اللاحقة قد طمرتها.. فأين منفستو الحركة الشعبية؟؟!!
| |
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست