|
رحل المغنى
|
صباح يوم حزين من صباحات يناير 1996 ? فجعنا صوت المذيع (من هنا ام درمان) بنبأ رحيل الفنان مصطفى سيد احمد بعيدا عن الوطن يبحث عن النسمة الحرة والعافية الغالية . 18 –2003 ? حلت الذكرى السابعة لم يفارق الذهن مشهد الجماهير التي غطت الساحة من ارض المطار حتى معهد الموسيقى . الموت هو الحقيقة الوحيد المرفوضة وهو سبيل الأولين والآخرين . ولكن هناك قاهر للموت مبطل لكامل فعله أنها النغمة والفكرة النيرة والكلمة الشاعرة طوى الموت جسد امرؤ القيس والمتنبئ والجاحظ والفردزق والنابغة والخنساء ونزار قباني والبنا والبياتى والتجانى يوسف بشير . ذهب ذهب جسد سقراط وأفلاطون وابن رشد وبقيت أفكارهم .. ذهب الموصلي وزرياب وسلامة القس وسرور وكرومة واحمد المصطفى وعبد العزيز داؤود وسيد خليفة وعبد الحليم وام كتلوم وبقيت أنغامهم . تبقى الأفكار والكلمات والأنغام العظيمة وتقهر الموت خالدة أبدية هي الكلمة والفكرة والنغمة وهى لا تسلم قيادها لكل من هب ودب لا تطيع كل من يناديها النغمة عزيزة والكلمة حرون والفكرة مدللة والذي تنقاد إليه إحداهما هو الفارس المقتدر ومن عصر إنجليزي بأكمله بقى منه شكسبير عصر فرنسي بأكمله بقى منه جان جاك رسو ومن عصر مزدحم بالكلام بقى امرؤ القيس والمتنبئ مات مصطفى سيد احمد وسينهى عصر سوداني ولن يبق منه الا مصطفى تستمع لاغانى مصطفى تحس صدقا عميقا يتخللها وان معايشة كاملة تحدث داخلها ما بين الكلمة والنغمة عندما تتلاقى رؤى الشاعر والملحن والمطرب ألا رحم الله مصطفى سيد احمد بقدر ما أسعد واطرب ? أشجى
|
|
|
|
|
|