From sudaneseonline.com

زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
تحالف الخونة وسفارات الفراعنة!/الطيب مصطفى
By
Mar 10, 2011, 09:06

زفرات حرى

الطيب مصطفى

تحالف الخونة وسفارات الفراعنة!

 

ضحكت ملء شدقيّ وأنا أقرأ خبراً عن ما سُمِّي بتحالف قوى الإجماع الوطني يقول إن التحالف دعا السفيرين المصري والتونسي لحضور التظاهرة التي كان من المفترض أن يقوم بها أولئك المعارضون الذين يتقدَّمهم عرمان وأبو عيسى يوم أمس!!

المشكلة يا أبو عيسى وعرمان أن السفيرين المدعوين هما سفيرا الرئيسين البائدين مبارك وزين العابدين بن علي أي أنهما لم يُغيَّرا حتى اليوم ولست أدري ما إذا كان السفيران المحترمان اللذان ظلا يمثلان الرئيسَين المخلوعَين سيحضران ويشاركان في مسيرة أبو عيسى وعرمان!!

لستُ أدري كذلك لماذا لم يدعُ عرمان وأبو عيسى «وكمان» كمال عمر، السفير الليبي الذي يُسمى في كتاب القذافي الأخضر «رئيس مكتب الأخوة».. هل لأن المتظاهرين لم يحسموا أمرهم ويتخذوا قرارهم بشأن الثورة الليبية أم أن ذلك كان بإيعاز من مريم الصادق المهدي الناشطة في تحالف المعارضة نظراً للعلاقة الوطيدة التي تربطها بعائلة القذافي وابنة فرعون ليبيا والتي كشفت عن تلك المراسلات بينها وبين مريم والتي تفضح ازدواجية معايير هؤلاء الذين يملأون حناجرهم بالحديث عن الديمقراطية في وقت يُعلنون فيه عن مساندتهم لأكثر أنظمة القهر وحشية على مستوى العالم أجمع وربما على امتداد التاريخ!!

العجيب في الأمر أن مقالاً سطَّرتُه عن فرعون ليبيا سبقه مقالٌ آخر عن مصر حسني مبارك ودورها القذر في السودان كانا هما السبب الذي أدى إلى وقف صحيفة الإنتباهة!!

ما أدهشني بحق وأنا أكتب عن السفارات الثلاث هو أن معظم الدبلوماسيين الليبيين في العالم انضموا إلى الثورة الليبية ما عدا سفير ليبيا ومعاونيه في السودان وربما كان هؤلاء محرجين ولا يجرأون على الانضمام إلى الثوار وهم الذين كانوا يذودون عن حمى وعرش القذافي بل إنهم رفعوا دعوى ضدي شخصياً وضد «الإنتباهة» بسبب مقال نشرناه عن «فرعون ليبيا» وما فعله بالسودان والعالم الإسلامي بل والعالم أجمع!!

الحمد لله فقد كسبنا الدعوى وبرّأتنا المحكمة بعد أن أثبتنا بالشهود العدول ما اقترفه القذافي في حق السودان منذ أن حطّ وجثم على صدر وأنفاس الشعب الليبي منذ «24» عاماً بما في ذلك دوره في غزو أم درمان.

طوفان الهجرة الأجنبية والخطر القادم

 

 خبر صغير ورد في «إنتباهة» الثلاثاء الماضي لكنه خطير بحق فقد أبعدت السلطات المختصة «724» أجنبياً من جنسيات مختلفة لبلادهم وقال مدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق شرطة عبدالحافظ عطية إن هؤلاء الأجانب قادمون من عدد من الدول الإفريقية المجاورة!!

ينتابني شعور قوي أن هذا العدد الذي ذُكر لا يتجاوز مهاجري يوم واحد بعد أن امتلأت البيوت والمكاتب والشوارع بالأجانب خاصة أولئك الذين يعملون في المهن الدنيا كخدم المنازل والعمال ولا يخالجني أدنى شك في أنه في كثير من الأحيان تمتلئ المنازل بعدد من الأجانب يفوق عدد سكانها السودانيين فهذا مشهد يومي يمكن أن تلحظه في بيتك أو جيرانك في وقت يعاني فيه السودان من نسبة بطالة عالية وكثيراً ما تجد عمالاً أجانب في مرافق حكومية!!

لذلك فإن خبر إبعاد «724» عاملاً أجنبيًا مضحك بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى!!

لست أدري ما إذا كانت الدولة تدرك أبعاد الأخطار الاجتماعية والاقتصادية بل والسياسية والأمنية الناجمة عن تلك الهجرات التي أوقن أنها لا تجد حظها من الاهتمام ولو كان الأمر يحظى بما يستحق لاستُنفرت الطاقات ورُصدت الموازنات لمواجهة هذا الخطر الداهم ولعُقدت من أجله الاجتماعات والندوات ولأُجريت الدراسات ولكن يبدو أننا قد غُمرنا بكمٍّ هائل من المشكلات التي أفقدتنا القدرة على الإحاطة بما يكتنفنا من أخطار محدقة تتزايد مع الأيام بسرعة أكبر من معدل لحاقها أو متابعتها أو التحسب لها.

إن السودان الشمالي يشهد تغييراً ديمغرافياً منذ أكثر من عشرين عاماً لكنه تزايد خلال السنوات الأخيرة بسبب تحسن الظروف الاقتصادية بعد دخول البترول في دورة الاقتصاد مقارنة ببعض دول الجوار التي تضربها المجاعة من حين لآخر جراء الجفاف والتصحر ومن أسفٍ فإن آليات الضبط والإحصاء تعاني من ضعف كبير وهل ترك لنا باقان وعرمان وحركتهما الشعبية وقتاً أو مالاً لنفكر في إقامة آليات ونظم الدولة الحديثة؟!

في كل العالم تُضبط الهجرة الأجنبية ويُصرف في ذلك وتُوفَّر الإمكانات الهائلة ولقد رأينا كيف عدلت أوروبا من سياسات الهجرة بما يحافظ على هُويتها الوطنية ونسيجها الاجتماعي وكيف مُنعت تركيا المسلمة من دخول الإتحاد الأوربي بينما سُمح للدول المسيحية الخارجة حديثاً من سطوة الشيوعية أما نحن فإن قضايا الهُوية والتجانس كانت على الدوام من النوافل التي لا تستحق أن يجهد الناس ويجدّون في سبيلها.

مدير شرطة الخرطوم قال كذلك إن أعداداً كبيرة من الجنوبيين موجودون في العاصمة مضيفاً أن عملية ترحيلهم بعد الانفصال سياسة دولة!!

هل فهمتم قرائي الكرام لماذا يضغط الأوربيون والأمريكان في سبيل منح الجنوبيين الجنسية المزدوجة بالرغم من أنهم يُضيِّقون على الهجرة الأجنبية خاصة على المسلمين وغير الأوربيين؟! لا أظن الناس نسوا ما صرحت به المستشارة الألمانية إنجلينا ميريكل مؤخراً حول التجانس في المجتمع الألماني وضرورة كبح الهجرة الأجنبية!! هل فهمتم لماذا ينادي تابو أمبيكي صاحب نظرية أفريقانية السودان بمنح الجنوبيين الجنسية المزدوجة!!

ما هي علاقة ذلك يا تُرى بما يهرف به باقان وعرمان حول الجنوب الجديد ودور المشورة الشعبية في ذلك؟!

عزيزي علي عثمان كيف بربك ستُقيم جمهوريتك الثانية بهذا النسيج المتنافر المتشاكس؟!

عزيزي رئيس الجمهورية.. آن الأوان للحدّ من الهجرة الأجنبية بما فيها الوجود الجنوبي قبل فوات الأوان!!



© Copyright by sudaneseonline.com