From sudaneseonline.com

زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
قــانــون العـيب!!/الطيب مصطفى
By
Mar 8, 2011, 22:24

زفرات حرى

الطيب مصطفى

قــانــون العـيب!!

للمرة الثانية أخاطب الأخ موسى محمد أحمد رئيس مؤتمر البجا الذي قرأتُ خبراً ورد على لسانه بجريدة «الصحافة» المؤرخة في 5/3/2011م يقول فيه إن اجتماعاً سيُعقد خلال الأيام القادمة يضم الحكومة الإريترية وجبهة الشرق والمؤتمر الوطني لتقييم اتفاق الشرق مشيراً إلى أن الاجتماع يأتي بطلب من قيادة جبهة الشرق خلال زيارتها الأخيرة لإريتريا «ونفى بشدة أن تكون الجبهة قد اشتكت الحكومة السودانية لإريتريا»!!

موسى محمد أحمد يشغل منصب مساعد رئيس جمهورية السودان ويعلم تماماً أن إريتريا هذه أضعف من أن يُطلب إليها التوسط للاجتماع مع الحكومة السودانية التي يشغل فيها منصباً رفيعاً وأصغر من النظر في اتفاق الشرق ومن حشْر أنفها في الشأن السوداني ذلك أن إريتريا هذه صُنعت على يد السودان وعمرُها ووزنُها وسكانُها لايقارنون بولاية البحر الأحمر ناهيك عن أن تقارن بالسودان وتُشرَك في حل مشكلاته كما أنها أحوج إلى أن تحل مشكلاتها وإلى أن تُعانَ من قِبل أيٍّ من ولايات الشرق التي تُعتبر في وضع أفضل من حيث التقدم والتطور والحالة الاقتصادية والمعيشية لمواطنيها من إريتريا فلماذا يا موسى تفعل ذلك؟!

الشيء الطبيعي أن تطلب إريتريا الوليدة من السودان حل مشكلاتها وأن تشترك الحكومة السودانية في أي اجتماعات تحدث بين الحزب الحاكم في إريتريا والقوى السياسية المعارضة للنظام الإريتري، أما أن يحدث العكس ويصرِّح بذلك رجلٌ يحتل المركز الرابع في هرم السلطة في السودان فهذا يذكِّرني بالدور الذي كان يضطلع به مني أركو مناوي الذي كان يستضيف اجتماعات المعارضة من داخل القصر الجمهوري وفي صالون منزله الحكومي وأربأ بموسى أن يعيد سيرة مناوي ويا لها من سيرة!!

موسى قال بعد أن نفى أن جبهة الشرق اشتكت لإريتريا إنه «إذا كان هناك شكوى من عدم تنفيذ بعض بنود الاتفاق فمحلها الاجتماع» يا سبحان الله، إذن فإن موسى يعترف ويؤكد أنهم سيعرضون أي شكوى من تقصير يرون أن المؤتمر الوطني تسبّب فيه، على إريتريا من خلال دورها كوسيط وراعٍ لاتفاق الشرق!! ولم يشعر الرجل بأي عيب اجترحه أو خجل وهو يُدلي بهذا الكلام الغريب الذي ينتقص من وطنيته ويعرِّض كرامة السودان للابتذال والإهانة!!

ثم واصل موسى الذي يبدو أنه يشعر بالحاجة إلى ملء الفراغ الذي تركه مناوي، وقال إن زيارة المبعوث الأمريكي للشرق حُمِّلت أكثر من حجمها وتساءل «عن وجه الغرابة في أن يزور غرايشون شرق السودان» مستشهداً بحجة رآها دامغة حين تحدث عن أن غرايشون زار الجنوب وغرب السودان!! وجه الغرابة يا موسى أنك لا تشعر بغرابة ما أقدمْتَ عليه!!

والله إنني لأشعر بأننا في حاجة ماسة لقانون أقترحُ أن نسمِّيه بقانون العيب على غرار ذلك الاسم الذي اختاره الرئيس المصري الأسبق أنور السادات لمكافحة الأفعال غير الوطنية نُلزم به شعبنا مثلما نُلزم به قياداتنا السياسية.

لقد شهدنا في هذه البلاد ما لا يحدث في أية منطقة أو بلد آخر من التنكُّر للقيم الوطنية فكم من وزراء تعاونوا مع الأجنبي وتآمروا على وطنهم وكم من أحزاب مُوِّلت من قبل دول أخرى ودونكم ذلك المجنون الذي نحمد الله أنه أرانا مصرعه السياسي وأشهدنا إذلاله وسنرى المزيد إن شاء الله.. فقد تمكَّن القذافي من إملاء أجندته ونظرياته المضحكة وجنونه على بعض قوانا السياسية وقياداتنا وفعلت دول أخرى وزعماء آخرون مثلما فعل وهل أدل على ذلك من خليل إبراهيم وعبدالواحد محمد نور وغيرهما؟!

رأينا والله كيف كان وزير خارجية السودان المعيَّن من قِبل الحركة الشعبية «دينق ألور» يكيد لحكومته من داخل مكتبه الحكومي ورأينا الحركة الشعبية تقود المعارضة من داخل البرلمان ومن الشارع ضد الحكومة التي تشارك فيها بمنصب الرجل الثاني «النائب الأول لرئيس الجمهورية» وكان دعاة الوحدة من قبيلة النعام يعلمون أنه لو تمخض عن استفتاء تقرير المصير وحدة بين الجنوب والشمال فإن تلك الحال من الكيد للحكومة من داخل مكاتب الحكومة وللدولة السودانية سيستمر بل سيصبح جيش العدو «الجيش الشعبي» هو قواتنا المسلحة السودانية «الحارسة مالنا ودمنا» فهل بربكم من شعب يتعيَّن على أفراده أن يُكثروا من حمد الله على نعمائه أكثر من شعب السودان الشمالي؟!

وبالرغم من ذلك تجد بعض صحفنا تُجري الحوارات مع باقان وعرمان بل وتجد بعض قوانا السياسية تنقاد لهما نكاية في المؤتمر الوطني مقدِّمين المتغيِّر على الثابت والتكتيكي على الإستراتيجي بالرغم من علمهم بالمشروع الاستئصالي الذي يعملان على إقامته في السودان الشمالي تنفيذاً لأجندة الحركة الشعبية ومن يقفون وراءها من الأعداء.

إننا في حاجة إلى مشروع جديد للتربية الوطنية بين يدي الجمهورية الثانية التي أصبحنا فيها أكثر تجانساً.. مشروع تتضافر فيه مناهجُنا التعليمية ومؤسساتُنا التربوية ومساجدُنا وإعلامُنا وقوانا السياسية بعد أن خرج منا جنوب السودان الذي كان ينازعُنا هُويتنا وتاريخنا وهل من تنازع أكبر من أن يحتفل الجنوب بقاتلي أطفالنا ونسائنا ويعتبرهم أبطالاً وهل من غباء أكبر من أن نوحِّد شعبنا مع من يعتبر الإمام المهدي والبطل عثمان دقنة والقائد الفذ الزبير باشا مجرد تجار رقيق؟!

 



© Copyright by sudaneseonline.com