From sudaneseonline.com

زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
بين هوان الوطني وأحزاب الغفلة وخازوق المشورة الشعبية!!/الطيب مصطفى
By
Mar 7, 2011, 22:41

زفرات حرى

الطيب مصطفى

بين هوان الوطني وأحزاب الغفلة

وخازوق المشورة الشعبية!!

 

«النيل الأزرق تختار الحكم الذاتي» عنوان خادع نُشر في صفحتين متجاورتين ولو كان النشر قد اقتصر على صحيفة الحركة الشعبية «أجراس الحرية» لاعتبرناه خبراً عادياً لكنه نُشر في صحف أخرى مستقلة بذات العنوان وذات الطريقة الأمر الذي كشف عن حقيقة أنه إعلان مدفوع صُمِّم ببراعة ليُحدث أثراً معيناً على القارئ وعلى الواقع السياسي المأزوم!!

الغريب أن العنوان حاول أن يوهم القارئ أن المشورة الشعبية قد أفضت إلى أن يختار أبناء النيل الأزرق الحكم الذاتي لكن الواقع أن ذلك لم يكن إلا إفكًا مفترى وتدليسًا بغيضًا وتزويرًا للحقيقة من بنات أفكار الحركة الشعبية وعملائها في الشمال ممن كشفوا لنا مخططها الأثيم حين تحدث عرمانها عن «الجنوب الجديد» بعد الانفصال بما يعني أن الحركة لم تكتفِ بالخروج بجنوبها من الشمال وإنما تعمل بجد من أجل صنع جنوب جديد في جسد السودان الشمالي متمثل في النيل الأزرق وجنوب كردفان بل وجنوب دارفور تخطط لفصله مرة أخرى من السودان فأي هوان وأي ضعف ذلك الذي يجعلنا نسمح لهؤلاء بالعبث بأمننا القومي بل والعمل على إحداث الفوضى بالرغم من أننا نستطيع أن نحيل دولتهم الجائعة المُتعَبة إلى مِزق وأشلاء بقليل من الحركة لكن العجز والشلل يُقعدنا عن أن نكشِّر عن أنيابنا ولو مرة واحدة في الدهر!!

قولوا لي بربكم... ولاية أعالي النيل أليست هي «شمال جديد» في دويلة جنوب السودان؟! ولاية شمال بحر الغزال أليست هي «شمال جديد» في دويلة جنوب السودان؟! نعم إنها كذلك ورب الكعبة بل إن وسط وغرب وجنوب جنوب السودان وحتى جوبا هي عبارة عن بركان متفجر من التمرد على سلطان الحركة الشعبية ولو قيل هذا الكلام لسلفا كير وحُذِّر بعبارة «ارع بقيدك» أو قيل له إن فئران الحركة من أولاد قرنق يهددون دولتك وينبغي أن توقفهم عند حدهم وإلا... لأقعدهم في «مواعينهم» ولكن!!

يذهب الرئيس ثم يتبعه النائب ثم مدير جهاز الأمن وغيرهم كثير ويطالبون بطرد متمردي دارفور ويستجيب رئيس الجنوب الذي نصبناه نائباً أول لرئيس الجمهورية رغم أنف الدستور.. يستجيب شفاهة ونفرح ولكن لا شيء يحدث ويستمر التآمر بأشكال مختلفة!!

تنشط الحركة في الشمال ويقيم عرمان مؤتمراً صحفياً يومياً يجمع له أشباهه مثل أبو عيسى وكمال عمر وغيرهما ويهدد ويتوعد لكن المؤتمر الوطني لا يرد بالمثل وبمقدوره أن يفعل إن أراد ولماذا لا يريد وهل يحق له أن يسمح بالعبث بأمننا القومي ويعرِّض الشمال للهوان والإذلال من هؤلاء الأقزام الذين يعيشون في بيت من الزجاج الهشّ؟!

نرجع للإعلان «المضروب» عن ولاية النيل الأزرق فنجد أسماء الأحزاب التي وقّع عنها ممثلوها الموقِّعون على «عهد وميثاق» ويا لبئس العهد والميثاق!!.. نجد اسم المؤتمر الوطني مكتوباً بدون أن يوقِّع عنه أحدٌ ثم نجد العجائب بعد ذلك!! أولى العجائب هي أحزاب ما يُسمى بحكومة الوحدة الوطنية وقد وقَّع عنها البعض ومن بينها الاتحادي جناح الهندي يا جلال الدقير!! ثم نجد حزب الأمة القومي الأصل والحزب الاتحادي الأصل والحزب الشيوعي السوداني والمؤتمر الشعبي وكلها موقّع عنها بأسماء مكتوب أرقام هواتفها أمامها!!

سؤالي للإمام الصادق المهدي والسيد محمد عثمان الميرغني ود. الترابي ومحمد إبراهيم نقد.. هل نعتبر ذلك موقفاً منكم ومن أحزابكم أم أنها مجرد مسرحية هزلية؟! نريد موقفاً وإعلاناً يحدد: هل وقَّعت أحزابُكم على منح النيل الأزرق حكماً ذاتياً وهل يوجد حزب يسمى حزب الأمة الأصل؟! ثم هل تتم المشورة الشعبية بهذه الآلية؟!

إن الحركة الشعبية تلعب بالنار وعليها أن تعلم أن دورها قد انتهى في الشمال بعد أن خرج الجنوب من خريطة السودان وصارت حركة أجنبية أما أحزاب ما يُسمى بالإجماع الوطني التي يجرُّها عرمان وأبوعيسى من أنوفها فإنها والله لن تجني أكثر مما جنته في تجربتها السابقة مع قوى إجماع جوبا بل والتجمع الوطني الديمقراطي الموؤود.. أما المؤتمر الوطني فلا أملك إلا أن أترحم عليه وهو في حالة الاحتضار التي يعيش فيها!!

لا يا سيدي الرئيس!!

 

السيد رئيس الجمهورية قال خلال مراسم تسلمه رد البرلمان على خطابيه المقدَّمين في وقت سابق أمام الهيئة التشريعية: «إن الرابطة بين الشمال والجنوب لا نظير لها في أي دولتين في العالم باعتبارهما ظلا دولة واحدة لأكثر من قرن من الزمان وإن القاعدة الشعبية ستظل متواصلة ومترابطة بين الدولتين على الرغم من انفصالهما على الخرائط الجغرافية»!!

أرجو أن يسمح لي الرئيس بالرد عليه بالقول: صحيح أن الرابطة بين الشمال والجنوب لا نظير لها في العالم ليس من حيث القوة لكن من حيث الضعف ذلك أنها أوهى من خيط العنكبوت على عكس ما قاله الرئيس تماماً، فالعبرة ليست بطول الرابطة السياسية وإنما بمتانتها وقوتها.. ذلك أن زوجين عاشا في نكدٍ من العيش على مدى عشرات السنين لا يمكن وصْف الرابطة بينهما بأنها قوية ولا يمكن وصْف رابطة الدماء والدموع التي شهدت احتراباً دام عشرات السنين بأنها كانت قوية وينبغي أن تستمر وتتواصل حتى بعد أن كشفت نتائج الاستفتاء أن ما بين الشعبين لم يكن إلا جفوة وخصاماً عبَّر عنه حتى أبناء الجنوب الذين عاشوا معنا في الشمال ووُلد بعضهم بين ظهرانينا!!

في الوقت الذي يقول فيه البشير هذا الكلام يصرح سلفا كير لجريدة الصحافة بأن «هناك من يريد الحرب» ويقول ذلك بصورة لا تقبل الجدل بأنه يقصد الشمال بالرغم من أنهم يدعمون الحركات الدارفورية المسلحة التي لا يزال بعضها موجوداً في أراضيهم وبالرغم من أنهم يتحرشون بالشمال من خلال عملائهم في الحركة الشعبية وكذلك يصرح باقان ويتهم الشمال بدعم الفريق أطور والفريق قلواك قاي رغم أن ذلك هو المستحيل بعينه.

على كل حال قد أتفهم الحديث الدبلوماسي الذي يدلي به السياسيون أحياناً لكني لا أري ضيراً من الصمت والسكوت عنه خاصة عندما يكون مجافياً للحقيقة أو عندما يكون أمراً مختلَفاً حوله ولا يجوز بأي حال أن نواصل استجداء رضا الحركة الشعبية حتى بعد أن فرزت عيشتها واختارت موطناً آخر بالرغم من علمنا بعد تجارب مريرة أنه ليس من ثقافة القوم احترام من يتودد إليهم أو يُسدي لهم جميلاً أو معروفاً.

 

فرعون ليبيا

أطلب من مسلمي السودان والعالم أن يجتهدوا في الدعاء آناء الليل وأطراف النهار وفي أوقات السحر أن يقصم الله العزيز فرعون ليبيا وينصر مجاهديها.

 



© Copyright by sudaneseonline.com