From sudaneseonline.com

بقلم : بارود صندل رجب
محنة السودانيين في ليبيا/بارود صندل رجب
By
Mar 6, 2011, 22:06

محنة السودانيين في ليبيا

يعيش السودانيون في كل بلاد الدنيا في ظروف صعبة للغاية فقد طردتهم المسغبة من بلادهم لا لفقرها فهي بلاد حباها الله خيرات كثيرة ولكن سؤ السياسة وبؤسها حرم أهلها من الاستفادة من الخيرات الكثيرة ، وتزداد محنة السودانيين في الخارج حين تخلت عنهم حكومتهم فلا هي قدمت لهم أي خدمات ولم تتركهم يأكلون من القليل الذي يحصلون عليه فضربتهم بالرسوم والإتاوات والمكوس فعجز معظمهم من العودة إلي السودان ..... وفي ليبيا القريبة هناك مئات الالاف من السودانيين أغلبهم من العمال وأصحاب المهن الهامشية ...فهؤلاء ومنذ فترة طويلة ساهموا في بناء ليبيا طوبة طوبة ووجدوا القبول من أهلها فعاشوا في أمان إلاّ في فترات تتوتر فيها العلاقات بين الحكومتين وحتي أن معظم السودانيين لا يحملون وثائق ثبوتية جوازات مثلاً..... هذا العدد الكبير من السودانيين لم يجدوا من حكومتهم إلاّ التجاهل لقضاياهم وتهميشهم ، قضية العائدين من ليبيا قبل عدة سنوات وحقوقهم التي ضاعت تقف شاهدة علي ما نقول ، تركت الحكومة السودانيين يواجهون مصيرهم في هضم حقوقهم من قبل الحكومة الليبية ، وبما أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن ، انفجرت الثورة في ليبيا بصورة أفقدت القيادة الليبية صوابها فلجاءت إلي تجنيد أجانب قيل أن أغلبهم من الأفارقة للدفاع عن النظام فأقدمت كتائب النظام تفتك بالأبرياء وترتكب الفظائع!! وفي هذا الجو المكفهر المنذر بالخطر الداهم علي الأجانب في ليبيا خاصة السودانيين خرجت علينا الحكومة السودانية عبر وزارة الخارجية ببيان تذكر فيه أن عدداً من أبناء دارفور المنتمين للحركات المسلحة شاركوا من ضمن كتائب العقيد القذافي في قمع المتظاهرين هذا البيان وقع كالصاعقة علي أهل السودان ّّ كيف لحكومة راشدة تمثل كل أهل السودان بغض النظر عن انتماءاتهم الجهوية والسياسية تحرض علي قتل مواطنيها والشاهد أن هذا التصريح للناطق الرسمي للخارجية السودانية زاد من وتيرة الاعتداء علي السودانيين فقد ثبت للثوار في ليبيا أن هنالك سودانيين شاركوا في قمعهم حسب بيان حكومة السودان وبما أنه يصعب تمييز بين عامة السودانيين أو قل أبناء دارفور في ليبيا وبين المنتمين للحركات المسلحة فأن الضرر وقع علي الجميع !! هذا التصرف من الحكومة السودانية ليست مجرد زلة لسان من الناطق الرسمي باسم الخارجية وإلاّ لو جدنا اعتذارا من الوزير نفسه بل محاسبة الناطق الرسمي ، ولكن الأمر يتجاوز هذا الموظف المسكين انها سياسة الدولة ألامر  مدبر وممنهج في إطار استهداف حكومة المؤتمر الوطني لابناء دارفور أين ما وجدوا !! لم يكفي في نظر النظام مئات الآلاف من القتلي من أهل دارفور منذ اندلاع القتال في دارفور والحكومة متهمة في إنها تتحمل الجزء الأكبر من هذه المأساة ، وملايين النازحين والاجئين والمشردين في أركان الدنيا الأربعة ، لم يكفي كل ذلك بل ذهبت الحكومة تحرض الشعب الليبي علي قتل السودانيين وخاصة أهل دارفور؟

أليس من الغريب أن تقدم حكومة المشروع الحضاري الإسلامي علي تحريض لقتل مواطنيها أليس في هذا الحكومة رجل رشيد يقف في وجه هؤلاء العنصرين الذين أتخذوا من الإسلام تقية لأفعالهم وسوء تدبيرهم ، أهذه هي المسئولية الدينية التي تحملتها الحكومة السنية في الخرطوم ! لو أن مثل هذا الفعل حدث في بلاد الكفر ( العلوج) لقامت الدنيا في وجه الحكومة لإسقاطها وشطبها من خارطة السياسة ولقدم المتورطين لمحاكمة عاجلة ... باعتبار أن هذا الفعل يدخل في تعريف الخيانة العظمي ؟بجانب استقالات كثيرة تطال الكبار والصغار ، ولكن عندنا الأمر في غاية البساطة وأن لا قيمة للإنسان السوداني خاصة من دارفور ومن كل مناطق الهامش ألم يعلن وزير الأعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة بان الحكومة سوف تمتنع من أعطاء حتي حقنة العلاج للجنوبي بعد الانفصال هل تعرض هذا الوزير لاى نوع من المسائلة !! مر الامر مرور الكرام أمام دهشة العالم كله ، فالذين في سدة الحكم لا يرون في أهل المناطق الهامشية إلاّ الرعاع والرجرجة والدهماء وأن لا حقوق لهم وهم تبع لأهل الإسلام والعروبة من الشمال النيلي ، أي عنصرية تلبست هؤلاء فجعلتهم يتخبطون في غيهم كمن مسه الشيطان بنصب وعذاب .

هذا الفعل الشنيع الذي أقدمت عليه وزارة الخارجية يحتاج لوقفة بعد التنديد والاستنكار وأن صمت الحكومة في أعلي القمة يعني الإقرار بذلك وأنها شريكة في هذا  الفعل , مع العلم أن هذا الذي جري تجعل الحكومة شريكة حقيقية في الجرائم التي ترتكب ضد السودانيين في ليبيا لان القتل الذي يقع بسبب هذا التحريض بصورة مباشرة يكون المحرض شريكا فيه وأن الأفعال والجرائم التي وقعت في ليبيا صنفت علي أنها جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب فعلي الحكومة أن تستعد للزود عن منسوبيها من أن يقادوا إلي المحكمة الجنائية الدولية ولا يتاتي ذلك إلاّ بإقالة وزير الخارجية والناطق الرسمي باسم الوزارة بل تقديمهما لمحاكمة عادلة وعاجلة وان تعتذر الحكومة للشعب السوداني علي هذه الجريمة أن لم تفعل هذا وبأسرع ما يمكن فأن هنالك كثيرين سوف يتابعون مثل هذه الملفات !!

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ! ونقول لأهل السلطان مهلاً ..... لا تفرحوا بذهاب النظام الليبي الذي دنا أجله أنشاء الله فذهاب هذا النظام سوف يرفع الغطاء عن كثير من الملفات السرية التي تبين تورط حكومات كثيرة في التعامل مع النظام الليبي إلي درجة تسليم معارضين ليبيين ليقتلوا من قبل النظام الليبي ، قدر الله أن ينكشف المستور ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حيّ عن بينة فصبراً أهل دارفور فأن الفرج قريب وما ذلك علي الله بعزيز ويؤمئذ يفرح أهل السودان.رسالتنا لثوار ليبيا ولشعبها أن لا ينجروا الي أكاذيب الحكام والانظمة الفاسدة ويعتدوا علي اخوانهم الابرياء الذين يعانون هم أنفسهم من طغيان حكامهم فكلنا في الهم واحد فلنتكاتف جميعا في أزالة حكامنا الفاسدين لنعيش أحرارا في بلداننا ننعم بخيراتها ونتعاون فيما بيننا في محبة واخاء .              

  

                                          بارود صندل رجب                                                      المحامي          

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com