From sudaneseonline.com

بقلم : حسن البدرى حسن / المحامى
لماذا يترك الجنوبيون وطنهم الكبير نبته وكوش؟!/حسن البدرى حسن/ المحامى
By
Mar 6, 2011, 08:57

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

لماذا يترك الجنوبيون وطنهم الكبير نبته وكوش؟!

 

ان الحكومة الانقاذية والانقاذيين يعتبروا هجينا متناقضا فى الكم والكيف ,ففى الكم يدعون انهم خاضوا انتخابات حرة مباشرة ونالوا اصوات كل الشعب السودانى وبالتالى اصبحوا يتمتعون بشرعية انتخابية تؤهلهم ليأمروا وينهوا فى كل امر يهم السودان الوطن الجريح الذى يعانى السواد الاعظم منه الغبن والغش والتدليس الانقاذى الذى اصبح سمة ملازمة للمشروع الحضار ى الانقاذى الفاشل الذى مات وشبع موتا, اما فى الكيف!,تجد ان ركب الانقاذ وسفينته التى تترنح وتعانى من هول الغرق الذى ينتظرها تبحث عن وجيع يشاركها جريمتها الكبرى التى ارتكبتها فى حق الوطن السودان والمواطن السودانى منذ ميلادها الى ان جاءت قاصمة الظهر نيفاشا ووجدت ضالتها فى نيفاشا, التى قدم فيها الانقاذ تنازلات اباحها لنفسه بشريعة الغاب التى استولى بها على السلطة ,حيث وافق وفقا لايدلوجيته واجندته الحزبية الضيقة على انفصال الجنوب وذلك لاينفيه الا الوحدة الجاذبة التى كانت شعارا سياسيا فضفاضا مايعا كعادة تكتيك الانقاذ!! ولذلك اذا تتبعت مسيرة الانقاذ الضلاليةبعد نيفاشا تجد الاعلام الانقاذى ملأ الارض (زعيقا ونهيقا بالسلام وما ادراك ماالسلام ونحن حققنا السلام الذى يساوى استقلال السودان) !! ولكنك تجد ان واقع كل هذا الزخم الاعلامى هو تمييع لحقوق واصول على المستويات المختلفة فى المجتمع السودانى ,فانك تلمس التمييع فى عدم الالتزام بكل البنود التى اتفق فيها الانقاذ مع ضحيته وفريسته الحركة الشعبية التى فطنت قيادتها بعد حين واختارت الانفصال انتقاما لنفسها وهذا بالطبع فى رأى مهندسو القرار فى الحركة الشعبية واعتقد انهم لم يفلحوا فى هذا الاتجاه الانفصالى وذلك لسببين اولهما ان الحركة الشعبية تركت وطنها السودان الكبير( سودان نبته وكوش)!!! وحاولت الحركة ان يتقوقع الجنوب فى جزء صغير واتجاه جنوبى ضيق وفى حدود جغرافية محدودة مما خلق مساحات واسعة للانقاذيين يسرحوا ويمرحوا فيها على حساب الجنوب السودانى الذى يعتبر مواطنه له الحق فى اى بقعة من بقاع المليون ميل مربع, واعتقد هذا يعتبر مكسبا كبيرا لدولة الظلم الانقاذية وايضا بهذا قد حققت اكبر انجاز حزبى !!!, اما السبب الثانى فهو ان للحركة الشعبية ولكل الاخوة فى الجنوب السودانى الحبيب مصالح وارتباطات سياسيةفى الشمال السياسى تحجمت وسوف تتحجم اكثر واكثر وذلك بعد الا نفصال الذى يعتبر اكبر خطأ ارتكبته الحركة الشعبية بلانها بهذا الانفصال قد اعطت الانقاذ كرتا اخضرا يستخدمه الانقاذيون لتحجيم العمل السياسى الذى يربط كل ابناء السودان فى كل الاتجاهات الجغرافية , وعلى سبيل المثال مايجرى الان لقطاع الشمال وللاخ ياسر عرمان,حيث يرفض الانقاذيون ان يواصل قطاع الشمال نشاطه باسم الحركة الشعبية كحزب حتى لو كان اسمه الذى اختاره اعضاءه الحركة الشعبية, اما بالنسبة لجنوب كردفان فقد قطع الانقاذيون الطريق منذ ان عين احمد هارون مطلوب العدالة الدولية واليا للاقليم واصبح عبدالعزيز الحلو نائبا وهذا يعتبر تحجيما وعدم اقرارا لحقوق سياسية يجب ان يتمتع بها عبد العزيز الحلو وهو ابن المنطقة وهو المفوض من الحركة الشعبية التى يعتبر هو احد قادتها وفى ذلك اشبع الانقاذيون طموحاتهم وهى قطع الطريق امام كل محاولة سياسية يحاول ان ينفرد بها عبدالعزيز الحلو فى اقليمه وبين اهله وذويه!,اما فيما يختص بالمشورة الشعبية فى النيل الازرق, عندما طالب شعب النيل الازرق بمطالبه التى اتاحتها له نيفاشا وبعد ان حضرنائب رئيس النظام على عثمان محمد طه ليجتمع بشعب النيل الازرق وقيادته وهى من الحركة الشعبية وقدكان التمييع الظاهر البين,! الذى ثمثل فى ان لاذ بالفرارعلى عثمان وقطع زيارته !!!.

الحقيقة ان ثقافة التمييع التى يتمتع بها الحراك السياسى الانقاذى لم تكن مجرد صدفة او حدث عابر يغفره المتضرر منه!!بل هى استراتجية قام عليها النظام الانقاذى الهالك والتى حكم بها لزمن, ولكنه فى الاخير سيكون محدودا وسيذهب الى مذبلة التاريخ , لان التمييع فى الاصل يعتبر باطلا ولان النظام اسس على باطل فكل ما اسس على باطل فهو باطل ,والباطل دائما يكون على طريقة استغلال ضعف الخصم دون مراعاة الكم والكيف الدينى والاخلاقى الذى يصبح شعارات فى ظاهرها حق ولكن يراد بها هى الاخرى الباطل!!, ولكن تبقى الحقيقةالتى لامفر منها ,هى الثورة ,لان الثورة هى العلاج والبلسم الشافى لكل هذه الامراض الانقاذية واوبئتها وجراثيمها ,ولان الثورة قادرة على ان تجبر كسرالانفصال, ولان الثورة قادرة على حل قضية دارفور ,ولان الثورة هى التى ستواكب متطلبات القرن الحالى والفيته الحضارية التى ذادها الحرية والتحرر من براثن الديكتاتوريات الغاصبة والمغضوب عليها من شعوبها, ومن بعد الديمقراطية التى يسود حكمها كل مجتمع حضارى يحترم بنى ادم وحقوقه ويطالبه من ثم بأداء واجباته,والثورة قائمة.

حسن البدرى حسن/ المحامى

[email protected]

© Copyright by sudaneseonline.com